حوار السيسي مع "الواشنطن بوست" في عيون القوى السياسية.. تعبير عن غضب المصريين من أمريكا.. وتأكيد لوطنية "الفريق" وزعامته

تباينت قراءة القوى السياسية للحوار الذي أجراه الفريق أول عبد الفتاح السيسي لجريدة واشنطن بوست الأمريكية، حتى بدا أن لكل حزب قراءته الخاصة لما أتى في الحوار من مضامين سياسية تخص المشهد السياسي المصري في أزمته الداخلية وعلاقاته مع الولايات المتحدة.

إذ بالرغم من العتاب والانتقاد الذي وجه للإدارة الأمريكية، بسبب عدم وقفها موقف واضح من التغييرات التي حدثت بمصر لصالح النظام الجديد، إلا أن القوى السياسية اعتبر الحوار بناء عبر عما يجول داخل الشارع المصري من مطالب.

فمن جانبه، رحب حزب الوفد بما أتى بالحوار، وتحديدًا الهجوم الحاد الذي شنه علي الإدارة الأمريكية لتجاهلها إرادة الشعب المصري، بالإضافة لتأكيده علي أنه لا يطمح في السلطة. وقال المهندس حسام الخولي، السكرتير العام المساعد لحزب الوفد، أن السيسي " فعلا " غير طامح في السلطة فهو صادق في تصريحاته، ويكفيه فخرًا الشعبية الجارفة والحب الذي ناله من كل أطياف الشعب بعد 30 يونيو لانحيازه لإرادة الشعب الذي طالب بإسقاط الإخوان بعد فشلهم الذريع في إدارة البلاد مشيرًا إلي أن الجيش حمي الشعب في ثورة 25 يناير وانحاز لإرادة الجماهير الحاشدة في 30 يونيه.

وأضاف الخولي أن السيسي بعد 30 يونيه، أصبح رمزًا وزعيمًا ومن الفطنة والذكاء أن ينأي بنفسه بعيدًا عن صراع السلطة والرئاسة فهو يكفيه حب الناس له أكثر من السلطة والمال وغيرهما، وأشار الخولي أيضًا إلي أن تصريحات السيسي لصحيفة الواشنطن بوست كشفت العلاقة القوية بين الولايات المتحدة وجماعة الإخوان المسلمين الذين كانوا بحق على حد زعمه عملاء لأمريكا وإسرائيل لتنفيذ مخططاتهما بالمنطقة، وأن الإخوان خدموا الأهداف الإسرائيلية والأمريكية أثناء فترة حكمهم والدليل علي ذلك موضوع سيناء.

اتفق مع تلك النظرة بشكل ما، هشام أبو السعد، مساعد رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، الذي قال: إن حوار السيسي عبر بمصداقية عما يجول في صدور المصريين كافة وفي نفس الوقت رسالة للولايات المتحدة الأمريكية أنها لا يمكن أن تقف أمام الشعوب.

وأضاف: جماعة الإخوان - حسب رأيه - هم صنيعة واشنطن، وأن عليها الآن أن تبذل مساعي سياسية أكثر قوة، بهدف الضغط عليهم والتدخل لإعادتهم إلي الاصطفاف الوطني لما فيه مصلحة الوطن، ومن ثم أتت مضامين حوار السيسي معبرة عن روح الثورة ومطالب الشعب المصري ورؤيته المؤسسة العسكرية.

وأضاف أحمد عبد ربه عضو الهيئة العليا بحزب الجبهة أن حوار السيسي أتى ضمن سياق العمل على تنفيذ أهداف الثورة ومنها استقلال الوطن وبناء علاقات خارجية جديدة بعيدًا عن التبعية كما أنه رسالة للعالم بأن من يعطي لمصر ظهره، فإنه خاسر للشعب المصري, ودعا إلي التوجه شرقا في العلاقات الخارجية نحو الدول التي دعمت مصر في ثورتها.

فيما اعتبر الحزب المصري الديمقراطي ــ الاجتماعي تعبيرًا عن مشاعر الشعب المصري إزاء مجمل السياسة الخارجية المصرية. حيث أكد نائب رئيس الحزب فريد زهران أن انتقاداته للإدارة الأمريكية كانت بمثابة لسان حل كل المصريين، وأكد زهران أن الموقف الأمريكي يتغير بسبب وجود أكثر من اتجاه داخل إدارة أوباما، وأهمية حوار السيسي تكمن في كونه أتى لدعم القوى التي ترحب التغييرات السياسية في مصر وتدعو لدعم النظام الجديد.

فيما اعتبره نبيل زكي، المتحدث باسم حزب التجمع، حاسمًا تجاه الولايات المتحدة، بعد تعليق وقف تسليم طائرات F-16 مؤكدًا أنه هذه ليست آلية مناسبة للتعامل مع جيش وطني بثقل الجيش المصري، واعتبر زكي أن السيسي يدافع هنا عن كرامة مصر واستقلالها الوطني وحقها في أن تكون صاحبة قرارها السياسي.

من جانبها أشاد عدد من شباب الثورة بما جاء في الحوار، مؤكدين أن السيسى عبر عن غضب المصريين نحو الإدارة الأمريكية وكذلك أشادوا بعدم نيته في الترشح لانتخابات الرئاسية وعدم تطلعه لهذا المنصب، مؤكدين أن هذا هو ما وعد به المصريين.

وقالت مى وهبة، عضو اللجنة المركزية لحركة تمرد، إن حوار السيسي يؤكد احترام المؤسسة العسكرية والفريق نفسه لخارطة الطريق التي تم إعلانها بعد ثورة 30 يونيه، مشيرة إلى أن نية الفريق وضحت في عدم الترشح للانتخابات الرئاسية، وأوضحت أن الفريق أشار لدور القوات المسلحة في حماية البلاد بعد استشعار خطورة الأمن القومي على مصر والحفاظ على شعبها وأرضها.

ومن جانبه، أكد محمد عبد العزيز مسئول الاتصال السياسي بحركة تمرد، أن تصريحات السيسي بخصوص عدم تطلعه لمنصب الرئيس، تؤكد ما جاء في بيان القوات المسلحة التي أعلنت فيه خارطة الطريق، وأكدت عدم تطلعها للسلطة مطلقا.

وحول موقف الحركة من معالجة الإدارة الأمريكية للمشهد السياسي المصري، أكد عبدالعزيز أن الحركة لم تغير موقفها من الإدارة الأمريكية، لكونه لا يزال لا يرتقى ليتناسب مع ما حدث في مصر، وشدد عبدالعزيز أن الحركة لا تنوى مقابلة أي من ممثلي الإدارة الأمريكية، لأن موقف الحراك لم يتغير، ولا تنوى الحركة مواجهة الإدارة الأمريكية كما رفضت من قبل.

فيما قال خالد المصري المتحدث الرسمي لحركه شباب 6 ابريل إن حوار السيسى حول أن تقوم الولايات المتحدة بحل الأزمة مع الإخوان، نرفضه تمامًا لأننا نرفض التدخل الخارجي في شئوننا الداخلية، ولا نريد أن نستعين بالخارج لحل الأزمات، ولابد أن نثبت للعالم أننا قادرون على حل أزماتنا الداخلية بشكل واعي ورشيد، إلا إذا كان هناك حسابات أخرى غير واضحة، وأضاف المصري أننا نستشعر منذ البداية أن السيسى لا يسعى إلى السلطة.

وقال أيضًا محمد عطية، عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية، إن تصريحات السيسي تؤكد أنه رجل وطني ومسئول، ويعي جيدًا ماذا يعني الأمن القومي المصري، كما أن تأكيده أنه لن يترشح للرئاسة كقائد عسكري سابق، خير دليل على أنه لا يفكر في هذا الأمر على عكس ما يروج له البعض، ورحب عطية بمهاجمة السيسي لجماعة الإخوان بشكل صريح وواضح على صفحات إحدى الصحف الأمريكية، إضافة إلى تصريحه بأن الأمريكان أخطأوا بعدم الاعتراف بإرادة الشعب المصري، وأن السيسي علم في حواره الأمريكان كيف تكون الديمقراطية.

واعتبر عصام الشريف متحدث الجبهة الحرة للتغير السلمي حوار السيسي مع الواشنطن بوست بمثابة رسالة موجهة للأمريكان وللرأي العام الداخلي والعالمي، مفادها أنه لو أن الإدارة الأمريكية قالت للإخوان فضوا الاعتصام سوف يفضونه، في إشارة إلى العلاقة الوطيدة بين الطرفين والتأثير القوي للأمريكان على جماعة الإخوان، لكن الولايات المتحدة لا تريد ذلك.

ومن جانبه قال أحمد السكري، عضو المكتب السياسي لحزب الغد وعضو تكتل القوى الثورية، حوار السيسى عبرت فيه عن مشاعر المصريين الغاضبة من الإرادة الأمريكية، وأكد لهم أن الشعب المصري لن ينسى موقف الولايات المتحدة الأمريكية المضاد لرغبته في الحصول على حريته وحقوقه . موضحا أن السيسى ما زال يدهش الجميع بتصريحاته التي لا تنم إلا عن سياسي محنك، مشدد على أن تصريحاته مع الواشنطن بوست أفضل بكثير من تصريحات البرادعى مع الجريدة نفسها.
وأضاف أن تصريحات السيسى حملت صفعة للإدارة الأمريكية وكشف أمام العالم أن أوباما يمارس الضغوط من أجل حلفائه من جماعة الإخوان المسلمين ومحاولات إحباط ما حدث في 30 يونيه، وتحدى الإرادة المصرية.