الرئيسية
صحيفة النهار المغربية ,, حكومة المغرب وحكومة الإخوان
يتأهب عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، للإعلان عن النسخة الثانية من حكومته، ولا يبدو في الأفق أن الرجل انتبه لأخطائه السابقة وأخطاء وزرائه، ومن باب النصيحة نوجه عناية بنكيران إلى أنه رئيس لحكومة عموم المغاربة، المتحزبون وغير المتحزبين وبكافة انتماءاتهم الإيديولوجية والذين صوتوا له والذين صوتوا ضده والذين لم يصوتوا والذين لم يبلغوا السن القانونية للانتخاب والغاضبين من الانتخابات واللامبالين، فالانتخابات تعني تفويضا محدودا لتدبير الشأن العام وليس سلاحا لتصفية الخصوم السياسيين، وقد خالف بنكيران هذه القواعد المتعارف عليها في البلدان الديمقراطية وكان أقرب إلى الصفة الحزبية منه إلى الصفة الحكومية فبالأحرى رئيس الحكومة. فالحزب وعاء لجمع المناضلين ولقائهم، وهو بالنتيجة تجمع للأفكار المتقاربة من أجل صياغة برنامج نضالي وبرنامج انتخابي أي قابل للتصريف على أرض الواقع في حالة فوز الحزب بالانتخابات وشكل الحكومة، وليس البرنامج موضوعا للمزايدات الفارغة. والوزراء بالنتيجة هم خريجو المدرسة الحزبية، فبعد حصوله على المرتبة الأولى أو المشاركة في الحكومة يختار الحزب من بين أطره وكوادره الأجود لتدبير الشأن العام، وإذا لم يجد من بين أعضائه يبحث في سجل المتعاطفين معه أو القريبين منه أو البحث حتى خارج تنظيمه عمن يتوافقون معه في الأفكار والمبادئ والأطروحات. مما سبق نخلص إلى أن الحزب يشارك في اقتراح الأطر المؤهلة لتدبير الشأن العام، ولكل حزب آلياته في إنتاج النخب وهي تختلف من تنظيم لآخر، لكن تبقى في النهاية الحكومة معينة من قبل الملك وفق ما ينصه عليه الدستور ولابد من أن تنال ثقة البرلمان، وبالتالي هي تمثل إرادة الأمة والوزير يسير الشأن العام بتفويض من الأمة حيث تلتقي إرادة المؤسسة الملكية مع إرادة البرلمان الذي يضم ممثلي الشعب. هذه الصفة تتطلب من الوزير وبمجرد تعيينه أن ينصب اهتمامه على الوزارة، وفي الحزب مناضلون آخرون بإمكانهم القيام بالمهام الأخرى، وبعد سنتين من وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكومة تبين أن وزراء العدالة والتنمية لم يتمكنوا من الانسلاخ من الجلباب الحزبي ومن جبة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ومن جبة الرسائل المشفرة للمرشد العام للإخوان سواء محمد بديع قبل اعتقاله أو محمود عزت، رئيس التنظيم الخاص جهاز المليشيات الموجود حاليا في اليمن في ضيافة حزب الإصلاح الإخواني والذي يتجول بسيارة ديبلوماسية لدولة ترعى الإخوان إقليميا. فما وقع لسعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، في الكويت ليس سابقة، وما كان لوزير يمثل المغرب أن يطلب استقبال زعيم تنظيم إخواني على خلاف مع دولته بل يهددها وهذا مخالف للأعراف الديبلوماسية، ولكن العثماني سار على درب زعيمه في الحزب، فقبل سنة ونصف نشرنا ملفا خطيرا عن بنكيران الذي كان في مدريد في مهمة حكومية، وقد وضعت الدولة رهن إشارته طائرة خاصة، لكن بعد انتهاء المهمة توجه رأسا وبالطائرة الخاصة نحو برشلونة للقاء أعضاء العدالة والتنمية ومسؤولين بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين. وليس بنكيران والعثماني وحدهما من فعلا ذلك، فبوليف انتقل في مهام إلى فرنسا وبلجيكا ولم تظهر نتائج تلك المهام بقدر ما ظهرت نتائج لقاءاته مع الإخوان، والشوباني استغل مهمة رسمية بتركيا لتنصيب ابنه غصبا عن الجميع رئيسا لجمعية الطلبة المغاربة بتركيا. أمام بنكيران فرصة للتخلص من هذه الأورام إذا أراد أن يكون رئيسا لحكومة المغاربة أما إذا أراد أن يبقى رئيسا لحكومة الإخوان المسلمين فإنه سيسقط حتما.
http://www.annahar.ma/article/%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%88%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86
يتأهب عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، للإعلان عن النسخة الثانية من حكومته، ولا يبدو في الأفق أن الرجل انتبه لأخطائه السابقة وأخطاء وزرائه، ومن باب النصيحة نوجه عناية بنكيران إلى أنه رئيس لحكومة عموم المغاربة، المتحزبون وغير المتحزبين وبكافة انتماءاتهم الإيديولوجية والذين صوتوا له والذين صوتوا ضده والذين لم يصوتوا والذين لم يبلغوا السن القانونية للانتخاب والغاضبين من الانتخابات واللامبالين، فالانتخابات تعني تفويضا محدودا لتدبير الشأن العام وليس سلاحا لتصفية الخصوم السياسيين، وقد خالف بنكيران هذه القواعد المتعارف عليها في البلدان الديمقراطية وكان أقرب إلى الصفة الحزبية منه إلى الصفة الحكومية فبالأحرى رئيس الحكومة. فالحزب وعاء لجمع المناضلين ولقائهم، وهو بالنتيجة تجمع للأفكار المتقاربة من أجل صياغة برنامج نضالي وبرنامج انتخابي أي قابل للتصريف على أرض الواقع في حالة فوز الحزب بالانتخابات وشكل الحكومة، وليس البرنامج موضوعا للمزايدات الفارغة. والوزراء بالنتيجة هم خريجو المدرسة الحزبية، فبعد حصوله على المرتبة الأولى أو المشاركة في الحكومة يختار الحزب من بين أطره وكوادره الأجود لتدبير الشأن العام، وإذا لم يجد من بين أعضائه يبحث في سجل المتعاطفين معه أو القريبين منه أو البحث حتى خارج تنظيمه عمن يتوافقون معه في الأفكار والمبادئ والأطروحات. مما سبق نخلص إلى أن الحزب يشارك في اقتراح الأطر المؤهلة لتدبير الشأن العام، ولكل حزب آلياته في إنتاج النخب وهي تختلف من تنظيم لآخر، لكن تبقى في النهاية الحكومة معينة من قبل الملك وفق ما ينصه عليه الدستور ولابد من أن تنال ثقة البرلمان، وبالتالي هي تمثل إرادة الأمة والوزير يسير الشأن العام بتفويض من الأمة حيث تلتقي إرادة المؤسسة الملكية مع إرادة البرلمان الذي يضم ممثلي الشعب. هذه الصفة تتطلب من الوزير وبمجرد تعيينه أن ينصب اهتمامه على الوزارة، وفي الحزب مناضلون آخرون بإمكانهم القيام بالمهام الأخرى، وبعد سنتين من وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكومة تبين أن وزراء العدالة والتنمية لم يتمكنوا من الانسلاخ من الجلباب الحزبي ومن جبة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ومن جبة الرسائل المشفرة للمرشد العام للإخوان سواء محمد بديع قبل اعتقاله أو محمود عزت، رئيس التنظيم الخاص جهاز المليشيات الموجود حاليا في اليمن في ضيافة حزب الإصلاح الإخواني والذي يتجول بسيارة ديبلوماسية لدولة ترعى الإخوان إقليميا. فما وقع لسعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، في الكويت ليس سابقة، وما كان لوزير يمثل المغرب أن يطلب استقبال زعيم تنظيم إخواني على خلاف مع دولته بل يهددها وهذا مخالف للأعراف الديبلوماسية، ولكن العثماني سار على درب زعيمه في الحزب، فقبل سنة ونصف نشرنا ملفا خطيرا عن بنكيران الذي كان في مدريد في مهمة حكومية، وقد وضعت الدولة رهن إشارته طائرة خاصة، لكن بعد انتهاء المهمة توجه رأسا وبالطائرة الخاصة نحو برشلونة للقاء أعضاء العدالة والتنمية ومسؤولين بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين. وليس بنكيران والعثماني وحدهما من فعلا ذلك، فبوليف انتقل في مهام إلى فرنسا وبلجيكا ولم تظهر نتائج تلك المهام بقدر ما ظهرت نتائج لقاءاته مع الإخوان، والشوباني استغل مهمة رسمية بتركيا لتنصيب ابنه غصبا عن الجميع رئيسا لجمعية الطلبة المغاربة بتركيا. أمام بنكيران فرصة للتخلص من هذه الأورام إذا أراد أن يكون رئيسا لحكومة المغاربة أما إذا أراد أن يبقى رئيسا لحكومة الإخوان المسلمين فإنه سيسقط حتما.
http://www.annahar.ma/article/%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%88%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86
الإثنين مايو 27, 2024 10:25 pm من طرف