الرئيسية
وكشفت شهادة مساعد وزير الداخلية (الحالى) لقطاع مصلحة السجون، اللواء محمد ناجى، إلى محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية عن أحداث اقتحام السجون (بصفة عامة)، وسجن وادى النطرون (بصفة خاصة)، مساء يوم الجمعة 28 يناير 2011، أن عدد المساجين الذين هربوا على مستوى الجمهورية 23 ألفًا و710 مساجين، وأن من قاموا بتسليم أنفسهم حتى تاريخ 12 إبريل 2013 عددهم 20 ألفًا و828 مسجونًا، وأن المتبقى من الهاربين حتى يوم 12 إبريل 2013 عدد 2882 مسجونًا. وقد تحرر عن هذه الوقائع المحاضر أرقام 647 و648 و649 و795 لسنة 2011 إدارى مدينة السادات.
فى الكتاب الثانى من قانون العقوبات الخاص بالجنايات والجنح المضرة بالمصلحة العمومية وبيان عقوباتها، يتناول (الباب الثامن) الجزء الخاص بهرب المحبوسين وإخفاء الجناة (مادة 138) نصًا: «كل إنسان قبض عليه قانوناً فهرب يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ستة شهور أو بغرامة لا تتجاوز مائتى جنيه، فإذا كان صادراً على المتهم أمر بالقبض عليه وإيداعه السجن وكان محكوماً عليه بالحبس أو بعقوبة أشد، يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين أو بغرامة لا تتجاوز خمسمائة جنيه مصرى. وتتعدد العقوبات إذا كان الهروب فى إحدى الحالتين السابقتين مصحوباً بالقوة أو بجريمة أخرى».
وتتعدد العقوبات.. هروب الرئيس مرسى من سجن وادى النطرون كان مصحوبًا بالقوة، بهجوم مسلح على بعض السجون والليمانات، وإطلاق نيران كثيفة من أسلحة آلية مختلفة الأنواع والعيارات باتجاه قوات التأمين، وتحطيم الأبواب وأجزاء من الأسوار بالاستعانة بمعدات ثقيلة، وجريمة أخرى تفضحها شهادة اللواء ناجى «صحيفة التحرير» هى أن اقتحام السجون نتج عنه 14 قتيلًا من المسجونين، وهؤلاء لم يتحدث عنهم أحد إطلاقًا، ولم تفتح النيابة أى تحقيقات حول قتلهم وكيفية القتل! الخلاصة 14 سجينًا راحوا فطيس، فداءً للرئيس، فليكرمهم الرئيس ويحتسبهم شهداء فيمن عنده، ويصرف لذويهم معاشات استثنائية (شهداء وادى النطرون) لإسهامهم فى تحريره وتحرير مصر من الطغيان، دمهم فى رقبته.
هروب وبالقوة، ومصحوبًا بقتل 14 سجينًا، ولا كلمة، ولا نفس، ولا تحقيق، ولا نيابة غافلة متعمدة، ولا قضاء مسيس، ولا تقاعس عن استدعاء الرئيس الهارب محمد مرسى حتى ولو على سبيل الشهادة، ولا تعمية عن المحاضر التى أشار إليها اللواء ناجى، وذكر أرقامها (أعلاه)، ومليونيات إمعان فى ترهيب القضاة، وتصريحات مسيئة عن تطهير القضاء بماء الجماعة الطهور.
حديث تطهير يسرى، وتدركه العقول بلا عناء، للتغطية على فضيحة هروب الرئيس، ولمنع القبض على الرئيس الهارب وإخوانه والتابعين ومحاكمتهم على الهروب من السجن وتطبيق نص المادة 138 على الرئيس وملئه، الحبس والغرامة، وتتعدد العقوبات، هناك اقتحام بالقوة وقتل سجناء، من ذا الذى قتل 14 سجينًا لتمكين الرئيس من الهروب والحديث إلى قناة الجزيرة من قطر؟
كان الله فى عون المستشار خالد محجوب، رئيس محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية، الذى قرر فى شجاعة فتح التحقيق فى واقعة هروب السجناء من سجن وادى النطرون، وأعانه الله على كشف المستور، ورغم التهديدات والترهيبات، يقف وحده شامخًا أمام نظام ينادى بتطهير القضاء من الشرفاء أمثاله، من لا يأتِ بكسر الرؤوس يأتَ بكسر النفوس وباتهامات باطلة بالفساد والإفساد، ألا إنهم هم الهاربون من وجه العدالة وهم يغالطون، ( فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْباء ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئونَ ) صدق الله العظيم.
الإثنين مايو 27, 2024 10:25 pm من طرف