يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب
يا اهل العرب والطرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اسلامي ثقافي رياضي فن افلام صور اغاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الإخوان و "حزب الوفد" الكاتب : أيمن الظواهري

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

Admin

Admin
مدير الموقع

الإخوان و "حزب الوفد" الكاتب : أيمن الظواهري
موقف الإخوان من "الوفد" قبل الثورة:

الإخوان و "حزب الوفد"

1) مقدمة:

العلاقة بين الإخوان و "الوفد" علاقة متشابكة متقلبة تعصف بها أمواج
المصالح السياسية والمناورات الحزبية وسوف نفصل لهذه العلاقة باختصار حسب
ما يقتضيه المجال وسوف نمهد لها بالتعريف ببعض الحقائق الثابتة عن "الوفد"،
ثم نتكلم من موقف الإخوان من "الوفد" قبل الثورة ثم موقفهم من "الوفد"
الحالي.

2) حقائق عن "الوفد":

أ) حقائق عن سعد زغلول:

نشأ سعد زغلول في أحضان حزب الأمة الذي رفع لواء القومية المصرية وهو حزب
أنشأه الانجليز في مصر لمعارضة "الحزب الوطني" الذي تزعمه مصطفى كامل وكان
يدعو للجامعة الإسلامية [324].

وسعد هو صهر مصطفى فهمي رئيس الوزراء في عهد الاحتلال وصاحب لقب "أشهر صديق
للانكليز في مصر"، وسعد هو وزير الحقانية الذي حاكم محمد فريد وهو وزير
المعارف الذي رفض تعريب التعليم، وهو الذي أعاد العمل بقانون المطبوعات -
سيء السمعة - وكان يلعب الميسر حتى آخر حياته وبسببه خسر كل ثروته، وقد وصف
كرومر في مذاكراته بأنه "يتنور منه - من كرومر - في حياته السياسية"، ووصف
ما أصابه عند سماع إقالة كرومر؛ "كنت كمن تقع ضربة شديدة على رأسه أو كمن
وخز بآلة حادة فلم يشعر بألمها لشدة هولها".

ومن أعضاء "الوفد" كل زعماء مؤتمر أسيوط واقطاعيو حزب الأمة السابق، وأيضا
فتحي زغلول؛ شقيق سعد زغلول وعضو المحكمة التي أصدرت أحكام الاعدام على
أهالي دنشواي والتي رقي بسببها وكيلا لوزارة الحقانية [325].

وفتحي زغلول هذا؛ هو الذي ذكره أحمد شوقي أمير الشعراء في أبياته المشهورة
لما دعي للحفل المنعقد في شبرد بمناسبة ترقية فتحي زغلول إلى درجة وكيل
لوزارة الحقانية، فرفض الدعوة وأرسل هذه الأبيات:





















إذا ما جمعتم أمركم وهممتوا الإخوان و "حزب الوفد"  الكاتب : أيمن الظواهري Star بتقديم شيء للوكيل ثمين
خذوا حبل مشنوق بغير جريرة الإخوان و "حزب الوفد"  الكاتب : أيمن الظواهري Star وسروال مجلود وقيد سجين
ولا تعرضوا شعري عليه فحسبه الإخوان و "حزب الوفد"  الكاتب : أيمن الظواهري Star من الشعر حكم خطه بيمين
ولا تقرءوه في شبرد بل إقرء الإخوان و "حزب الوفد"  الكاتب : أيمن الظواهري Star وه على ملأ في دنشواي حزين [326]

واستفاد اليهود من دعوة سعد للوحدة الوطنية وعدم التفريق بين المصريين على
أساس الدين، لدرجة أن بعض الصهيونيين استطاعوا التغلغل في صفوف "الوفد"،
حتى ان "ليون كاسترو" - مؤسس المنظمة الصهيونية في مصر - أصبح السكرتير
الخاص لسعد زغلول وصحبه في مفاوضاته إلى أوروبا، وقد سمح هذا الوضع بلا شك
لـ "كاسترو" أن يفيد الحركة الصهيونية، فهو كيهودي استطاع أن يكسب ثقة
وصداقة زعيم الأمة مما يعطي انطباعا بعدم تعارض النشاط الصهيوني مع النضال
الوطني المصري، لأن كليهما موجه ضد بريطانيا، وبالتالي يكفل للصهيونيين
حرية الحركة [327].

ب) بعض مواقف "حزب الوفد":

في 4/فبراير/1942 حاصرت الدبابات البريطانية قصر عابدين وأرغمت فاروق على
اسناد الوزارة لمصطفى النحاس، وكانت هذه أكبر وصمة في تاريخ "الوفد".

وقد نقل الأخ أسامة حميد عن محمد علاء الدين شوقي ما توصل إليه في دراسته
من ان الانكليز هم الذين أعادوا النحاس للحكم في 1930 و 1936 وبالطبع 1942،
وان القصر لو ترك حرا لما تولى النحاس، وفي مؤتمر "مونترو" قبل "الوفد"
التغيير التشريعي في مصر وإقصاء الشريعة، وبعد المؤتمر هاجم "الوفد"
المطالبين بالشريعة، لأن ذلك لن يرضى الأجانب، ثم أصر "الوفد" على فصل
الدين عن السياسة وعارض أن يعمل شيخ الأزهر بالسياسة [328].

وكانت العلاقة بين "الوفد" والقصر علاقة تنازع من أجل الحصول على المكاسب وعلى رضا المندوب السامي البريطاني.

ولكن انتهى الأمر في وزارة "الوفد" الأخيرة قبل الثورة إلى اتفاق الطرفين
على سلب خيرات مصر والتعاون من أجل ذلك، وغرقا في الفضائح، حتى إن مصطفى
النحاس ليصرح شاكرا مليكه: (لا يسعني إلا أن اسجد لله شكرا على هذه النعم،
وإني لواقف حياتي على العمل على تحقيق ثقة جلالة الملك المفدي في خادمه
الأمين [329].

ويرفع حسين الجندي - وزير الأوقاف الوفدي السابق - تقريرا اشترك في وضعه ينسب الملك للسلالة النبوية [330].

كان هذا استعراضا سريعا حتى يدرك القارئ الحديث الذي لم يطلع على تاريخ
"الوفد" مدى خطورة هذا الحزب الذي كان وكر العلمانية وباذر بذرتها في مصر.

3) موقف الإخوان من "الوفد" قبل الثورة:

أ) مدح حسن البنا للنحاس:

في 14/6/1936 يرسل حسن البنا للنحاس عتابا رقيقا على تصريحه لـ "وكالة الأناضول" عن مصطفى كمال يملؤه بالمديح للنحاس.

ومما جاء في تصريح النحاس عن أتاتورك: (ولست أعجب فحسب بعبقريته العسكرية،
بل أعجب أيضا بعبقريته الخالصة وتفهمه لمعنى الدولة الحديثة التي تستطيع
وحدها في الحالة العالمية الحاضرة أن تعيش وان تنمو).

وفي سياق خطاب حسن البنا يقول: (وبعد؛ فدولتكم أكبر زعيم شرقي عرف الجميع
فيه صدق الدين وسلامة اليقين... وموقف الحكومة التركية الحديثة من الإسلام
وأحكامه وتعاليمه وشرائعه معروف)

ثم يقول حسن البنا: (لهذا كان وقع تصريح دولتكم للمراسل الخاص لـ "وكالة
الأناضول" التلغرافية بالقاهرة غريبا على الذين لم يعرفوا دولتكم إلا زعيما
شرقيا مسلما فخورا بشرقيته متمسكا بإسلامه).

ويقول أيضا: (وقد أخذ الكثيرون ممن طالعوا هذا التصريح يتساءلون: هل يفهم
من هذا ان دولة النحاس باشا - وهو الزعيم المسلم الرشيد - يوافق على ان
تكون لأمته - بعد الانتهاء من القضية الأساسية - برنامج كالبرنامج
الكمالي؟).

ويقول أيضا: (لهذا يا صاحب الدولة... نتوجه إليكم بهذه الكلمة... وهي كلمة
الولاء المحض والنصح الخالص والاشفاق الكبير رجاء أن تتفضلوا بالحاق هذا
التصريح بما يطمئن نفوسا قلقة) [331].

ولا شك أن البنا غير صادق في وصفه للنحاس بـ "صدق الدين والتمسك بالإسلام".

ب) التلمساني "الوفدي":

يحكي التلمساني عن نفسه حينما كان طالبا بالجامعة: (كنت وفديا بكل كياني،
وكنت كثير التردد على بيت الأمة) [332] - وبيت الأمة هو منزل سعد زغلول -

ويحكي عن سبب كثرة رسوبه في كلية الحقوق: (كثرة ترددي على بيت الأمة،
والجلوس إلى سعد زغلول والاستماع إليه لأنه كان جذابا، يرغم الصم على تتبع
حركات شفتيه) [333].

ويحكي أنه رغم دخوله الانتخابات عن الإخوان: (كان المسئولون عن "الوفد" في
القليويبة يكتبون اسمي في عضوية "الوفد"، وكان "الأحرار الدستوريون"
يكتبون اسمي في عضوية "حزب الأحرار الدستوريين"، وكنت اسكت على استحياء،
لعدم قدرتي على رفض ما يطلب مني، ما دام لا يخرجني من دائرة الحلال، ولا
يدخلني في دائرة الحرام) [334].

وهذا الكلام لا يصدر إلا من رجل لم يعرف يوماً ما عقيدة الولاء والبراء، والحب في الله والبغض في الله الذي هو أوثق عري الإيمان.

ويحكي أيضا: (وفي الشهر نفسه ذهبت إلى طملة قليوبية، لحضور اجتماع لجنة
"الوفد" المركزية في منزل آل علما باشا، وفي الشهر نفسه انتخب مكرم عبيد
نقيبا للمحامين، ولم يكن وقتها ما يمنع الأخ المسلم من الجمع بين كونه أخا
وكونه عضوا في حزب من الأحزاب السياسية) [335].

ج) التعاون مع النحاس إبان الحرب العالمية الثانية:

اتخذت سياسة الإخوان من "الوفد" طابع المهادنة في أثناء الحرب العالمية.

وفي هذا كتب السفير البريطاني يقول: (تتخذ العلاقات بين الإخوان و "الوفد"
شكل الهدنة من الناحية الفعلية، ومن المفيد بالنسبة للإخوان أن يحتفظوا
بعلاقات طيبة مع "الوفد" طالما أن المعارضة من شأنها أن تؤدي إلى إغلاق
مقارهم واعتقال قادتهم وإلحاق أضرار جسيمة بمستقبل الجماعة، وقد التزم حسن
البنا بنصيبه من الاتفاق بالامتناع عن توجيه النقد الاستفزازي للحكومة رغم
أن موقفه الفكري من مبادئ "الوفد" لم يتغير) [336].

ويبرق القائم بالأعمال الأمريكي إلى واشنطن في 29/أبريل 1944 قائلا: (ينظر
النحاس إلى البنا باعتباره قوة يحسب لها حساب، فقد حضر أعضاء من وزارته
اجتماعات أقامها البنا وقيل إنه منح الجماعة إعانة مالية كبيرة، ومن الواضح
أن الإخوان مستعدون للتعاون مع الحكومة الحالية الموجودة في السلطة، ومن
المشكوك فيه أن يتبع الإخوان هذه الحكومة إلى المعارضة في حالة سقوط
الوزارة) [337].

1) ونظن أن هذا يجب أن يفهم في اطار السياسية العامة للإخوان من "الحلفاء" في أثناء الحرب العالمية الثانية:

يقول التلمساني: (لما قامت الحرب العالمية الثانية عام 1939، والإخوان على
قوتهم كان من الممكن أن يسببوا الكثير من المتاعب للحلفاء، لكن الإمام
الشهيد حسن البنا أصدر أوامره إلى كل الشعب والمناطق ان تلتزم جانب الهدوء،
وأن تتفرغ لنشر الدعوة وأن تعطيها كل أهتمامها وجهدها بعيدا عن الاستثارة،
حتى انتصر الحلفاء، وكان موقف هذه المنطقة - التي تعج بالإخوان المسلمين
في كل مكان - سببا من أسباب انتصارهم - يقصد الحلفاء - ولكنهم جازوا الإمام
الشهيد والإخوان جزاء سنمار) [338].

ويقول فريد عبد الخالق: (أنه في سبيل إنجاز هذا العمل الكبير، يجب على
الإخوان في خلال فترة الحرب؛ أن يغضوا الطرف عن الشئون السياسية فيتجنبوا
اتخاذ مواقف سياسية محددة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، مكتفين بالتعرض لما
سوى ذلك من الشئون التربوية والاجتماعية والاقتصادية، وإذا دهمهم موقف
سياسي معين فعليهم أن يتفادوه وأن يطوَّعوه لخدمة هدفهم الكبير) [339].

ويقول أيضا على ما كتبته جريدة "التيمس" عن الإخوان إبان الحرب: (وكان
هناك ما يحمل على الاعتقاد في عام 1941م على أنهم يقومون بأعمال التخريب -
تقصد ضد الإنكليز - ويجمعون المعلومات عن قوات الحلفاء، ويقومون بالدعاية
المعادية لهم ومحاولة إحباط مجهودهم الحربي بصفة عامة في مصر).

فيرد عليها قائلا: (خلافا للحقيقة التي يعلمونهافقد كانت السياسة التي
اتخذها المرشد في فترة الحرب الاشتغال بالبناء الداخلي والإصلاح الاجتماعي
والابتعاد عن سياسة الابتزاز في وقت عصيب، إلى حد أنه لم يناد - مثلا - أو
يطالب الحكومة في ذلك الوقت بما طالبها به بعد نهاية الحرب من إلغاء
المعاهدة وإجلاء الإنكليز عن أرض مصر، بل كان مساندا للحكومة في سياستها
ومقدر للظروف ومصلحة الوطن بقبول التنازل عن ترشيح نفسه في الانتخابات!)
[340].

ويتضح مما سبق أن حسن البنا - وعن عمد - كان عونا كبيرا على الاستقرار
الداخلي في مصر أثناء الحرب العالمية الثانية، حتى تمكن الانجليز من
الانتصار.

فأين هذا الموقف من دعوى أن التنظيم الخاص كان هدفه جهاد الانجليز? وأين
هذا من كلام حامد أبو النصر أن الجهاد يكون ضد العدو الأجنبي؟

2) ومن مظاهر هذه السياسة مع "الوفد" والحلفاء:

أ) تنازل حسن البنا عن ترشيحه بناء على اتفاق مع النحاس:

وفي هذا يقول عمر التلمساني: (لقد رشح إمامنا نفسه للإنتخاب مرتين، فثارت
ثائرة المحتلين، وطلبوا من النحاس باشا رحمه الله، أن يتنازل الأستاذ عن
ترشيح نفسه في الإسماعيلية، فطلبه لمقابلته في "مينا هاوس"، ودار بينهما
نقاش طويل، فلما رأي النحاس إصرار الإمام الشهيد على المضي في المعركة
الانتخابية... كشف له النحاس باشا عن التهديد البريطاني، وأن الوطن معرض
لأخطار جسيمة، وهنا رضي الإمام بالتنازل عن الترشيح، درءا للأخطار التي
يتعرض لها الوطن بسبب الاستمرار في المعركة الإنتخابية، وقد غضب الإخوان من
هذا التنازل، وكنت من بين الغاضبين، فانقطعت عن التردد على "المركز
العام") [341].

ويقول أيضا: (البنا رشح نفسه في دائرة الاسماعيلية، وأمرت انكلترا الحكم
القائم في ذلك الوقت بأن ينسحب، ولهذا استدعاه النحاس باشا في "مينا هاوس"،
وظل يلح عليه؛ حتى قبل الانسحاب مقابل تنازلات من حكومة "الوفد" لصالح
الإخوان... ونحن لسنا دعاة صدام لكي نكون مصدر تخريب في البلد) [342].

ويقول فريد عبد الخالق؛ إن النحاس أوضح له انه إن لم يستجيب فسيحل الإخوان وينفي زعماءها خارج البلد بأمر الانكليز [343].

وقد أدى ذلك إلى هدنة بين الطرفين، عبرت عنها صحيفة "الإخوان" بترحيبها
لخطوات الحكومة لاهتمامها بمشروع فرض الزكاة، ومشروع تحسين الصحة، والقرار
العسكري الخاص بإلغاء الدعارة [344].

ولا نعرف انه كان في مصر الحديثة يوما جمع زكاة، ولا تحسين صحة، أما
الدعارة فهي في ازدهار، وان كان الذي أصدر قانون إلغاء تراخيصها هو إبراهيم
عبد الهادي فيما بعد، وباعتراف أحمد عادل كمال؛ ان هذا القانون كان شكليا
فقط لم يمنع الدعارة [345].

وإن كان لنا من تعليق، فإننا نقول:

إن الديمقراطية كلمة يخدع بها الأغبياء، فها هي بريطانيا الديمقراطية وها
هو "حزب الوفد" حامي حمي الديمقراطية والدستور يتدخلان بالتهديد السافر
لمنع حسن البنا من الانتخابات، وها هو حسن البنا يتقدم للترشيح مرتين، مرة
يمنع فيها، ومرة يقول الإخوان؛ إن الحكومة تدخلت بالتزوير لاسقاطه، ثم
يأتون بعد ذلك ويجادلوننا في جدوى الانتخابات؟ ويحشدون شبابهم من أجل
الانتخابات بدلا من أن يحشدوهم لجهاد الطواغيت!

والغريب؛ أن حسن البنا قبل التنازل بطلب من النحاس، ولكنه لم يقبله لما
طلب أحمد ماهر منه ذلك، وقد نما إلى علم الإخوان أن السفارة البريطانية مرة
أخرى أرسلت خطابا لأحمد ماهر بطلب منع البنا من التقدم للانتخابات، وطلب
أحمد ماهر مقابلة المرشد، فلما قابله طلب منه أن يسحب ترشيحه، وحاول أن
يقنعه فرفض، فقال له: لماذا تتشدد معي وقد قبلت مثل هذا من "حكومة مصطفى
النحاس"، وتنازلت عن ترشيحك؟ فرد عليه بقوله: (إن حكومة النحاس باشا كانت
تواجه حالة سياسية مضطربة في الداخل والخارج، ولم يكن هناك بد - إجابة
لداعي الوطنية الكريمة - من أن نقبل منها هذا، إذ كانت الحالة تدعو إلى
توحيد الجهود لا إلى توزيعها، لوجود الأعداء داخل الأراضي المصرية) [346].

لا أدري أي وطنية وأي كرامة؟! وما الفارق بين الموقفين؟!

وأهم ما في هذا الموقف؛ هو إصرار حسن البنا على سلوك المسلك الديمقراطي العلماني، بإصراره على ترشيح نفسه للبرلمان الكافر.

ولعلك يا أخي المسلم؛ لاحظت أن جميع الموبقات التي يرتكبها الإخوان الآن في شتي البلدان قد سبقهم إليها حسن البنا.

(ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة) [حديث صحيح].

ب) موقف الإخوان من حادثة؛ 4/فبراير/سنة 1942:

ظلت العلاقة بين الإخوان و "الوفد" في شبه هدنة طوال عام 1945 ومطلع عام
1946، فنجد صحف الجماعة تمتنع عن مشاركة صحف الأحزاب السياسية في مهاجمة
"الوفد" بسبب حادث 4/فبراير، بل تهاجم هذه الصحف مكرم عبيد - زعيم الكتلة -
لموقفه من "الوفد" بسبب هذا الحادث [347]، وقد سببت مهادنة الإخوان للـ
"وفد" جفوة بينهم وبين الملك، حاولوا إصلاحها فيما بعد - كما ذكرنا -

إنها الانتهازية السياسية لتحقيق أسرع المكاسب على حساب العقائد.

نُرقع دنيانا بتمزيق ديننا فما ديننا يبقى ولا ما نرقع

ج) موقف الإخوان من "الكتاب الأسود":

حدث انشقاق في "حزب الوفد" خرج به مكرم عبيد من الحزب، وأصدر بتحريض من
الملك كتابا عن فضائح "الوفد" ومخازيه، أسماه "الكتاب الأسود"، وقد استطاعت
حكومة "الوفد" كسب الإخوان لجانبها في هذه الأزمة [348].

وحول هذا الكتاب يقول عمر التلمساني: (أني أعتبر أن هذا الكتاب ما كان
ليصدره مكرم عبيد باشا، بعد أن عاشر "حزب الوفد" منذ نشأته إلى حين تكوينه
لحزب الكتلة، ذلك لأن وزراء أي حزب يطلعون على كثير من الأسرار الحزبية،
بحكم الثقة المفترضة فيهم أثناء مشاركتهم في الحكم مع حزبهم، إني لا أستسيغ
هذا الإجراء، وإلا ضاعت الثقة والأمانة المفترضة في أعضاء الحزب الواحد أو
الهيئة الواحدة.

وقد بنيت رأيي هذا على ما روي من أن أحد المنافقين جاء رسول الله صلى الله
عليه وسلم مسلما، وكان إسلامه صحيحا وحقيقيا، فقال لرسول الله صلى الله
عليه وسلم: إني كنت رأسا فيهم، فهل أدلك عليهم، فألقي رسول الله صلى الله
عليه وسلم الدرس الأخلاقي الإنساني الرائع، حيث قال: له ما معناه: "لا
تفعل، من جاءنا مسلما تائبا مثلك قبلناه واستغفرنا له، ومن بقي على حاله،
فالله حسيبه"! وختم حديثه هذا بدرس ما زال يتعلمه العالم كله، ويتأدب به،
ويُؤَمَّنُ الناس على الكثير من أسرارهم، قال له: "لا تخرق على أحد ستره"،
هذا درس من دروس الدعوة الإسلامية، ينشره الإخوان المسلمون على الناس،
ويتأدبون بأدبه ويعيشون في جلاله) [349].

وهذا فهم خطير يؤدي إلى التكتم على السرقات والاختلاسات والتزوير واستغلال
إمكانات الأمة والجرائم التي تستوجب القضاء وتتعلق بحق الأمة العام بحجة
"الستر الجميل"!

وهذا يكشف لنا عن هذا الانحراف في فهم الإخوان، وانهم مستعدون - بناءاً
على هذا الفهم الذي ينشره مرشدهم والمتحدث باسمهم - للتستر على أي فضائح
مالية أو عامة داخل الجماعة أو خارجها، أليس هو القائل؛ ان هذا درس ينشره
الإخوان بين الناس! أليس هذا إضاعة لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر.

د) وزراء "الوفد" يزورون "المركز العام":

وتمشيا مع سياسة المهادنة التي أشرنا إليها يقوم وزير "وفدي" - ولأول مرة -
بزيارة للمركز العام للإخوان ويبدي رغبته في التعاون معهم، وبرغم أن
الحكومة قد أغلقت شعب الإخوان دون المركز الرئيسي، يقوم وفد من وزرائها،
يضم فؤاد سراج الدين وعبد الحميد عبد الحق وأحمد حمزة ومحمود سليمان غنام
وصلاح الدين ومعهم مجموعة من نواب "الوفد" بزيارة لدار الإخوان، ويعلن زعيم
هذا "الوفد" أن يعتبر نفسه جنديا في جيش الإخوان الجرار.

ويقول عبد الحميد عبد الحق إنه؛ (يعتقد أن دعوة الإخوان سيكون لها شأن عظيم
في المستقبل، حيث سيلتقي عندها الجميع وتكون الوسيلة الوحيدة لإنقاذ
المجتمع المصري).

ويعد الجميع بتنفيذ مطالب الإخوان، وطالبوا الحكومة بمنح الجماعة قطعة أرض
لبناء دار لها، وبمد صحفها بالورق اللازم، ويتلو هذه الزيارة زيارة أخرى من
فؤاد سراج الدين إلى شعبة الإخوان بالمنصورة [350].

فانظر هذا النفاق المتبادل، فحسن البنا يصف النحاس بـ "الزعيم المسلم
الرشيد" [351]، ورجال "الوفد" يقولون إنهم "جنود في جيش الإخوان"!

د) التعاون بين "الوفد" والإخوان ضد حكومة النقراشي:

وفي هذا ينقل محمود الصباغ عن الوزير المفوض البريطاني ما يأتي: (يجب أن
نذكر أن "الوفد" لم يستطع عند افتتاح الجامعة في أكتوبر الماضي جذب الطلاب
للتظاهر خارج الجامعة بسبب عدم تعاون الإخوان معه، فإنهم كانوا حينذاك
يناصرون الحكومة، ويبدو أن خروج الإخوان إلى الشارع جنبا إلى جنب مع
"الوفد"، إنما يشير إلى اعتقاد الإخوان بأن حكومة النقراشي تقضي أيامها
الأخيرة، ويشير ذلك أيضا إلى ضيق الجماعة بالحكومة التي بدأت أخيراً في
التضييق على أنشطة الإخوان) [352].

هـ) تأييد "الوفد" في حكومته الأخيرة قبيل الثورة:

وفي هذا يقول فريد عبد الخالق: (وقد أدركت حكومة "الوفد" قبل إقالتها فترة
من حكمها، كان فيها الأستاذ الهضيبي مرشدا للإخوان، غيرت خلالها من موقفها
العدائي من الإخوان وأبدت حرصا على مداومة الاتصال بهم، والتفاهم معهم،
وكسب تأييدهم لحكومة "الوفد" على أساس اعترافها بمطالب الشعب والعمل على
تحقيقها، وكان مسلك الجماعة معها النصيحة وتشجيعها على الاستجابة للتيار
الشعبي الجارف) [353].

وكان من مظاهر هذا المنهج تأييد الحكومة لإلغائها معاهدة 1936 في 10/أكتوبر/1951.

وفي هذا يقول فريد عبد الخالق: (وقد نسي الإخوان لحكومة "الوفد" كل
مساءاتها السابقة نحوهم، وعدم إصدارها عفوا عن المسجونين السياسييين من
الإخوان الذين كان سبب ما تعرضوا له من ذلك إنما هو عداؤهم المباشر
ومقاومتهم للإنكليز، نسي الإخوان أو تناسوا ذلك كله، وهبوا مؤيدين لاتجاهها
الوطني، وأعربوا عن سرورهم لإنجاز الحكومة وعدها في إلغاء المعاهدة،
وترحيبهم بنتائج هذه الوقفة الشجاعة، مؤكدين لها أن الشعب كله من ورائها،
لشد أزرها، في الجهاد المقدس لتطهير البلاد من رجس الاحتلال، إذ لا بد من
اتخاذ خطوات إيجابية حاسمة من جانب الحكومة والشعب لصيانة الاستقلال وتحقيق
آمال البلاد.

وعقد الإخوان مؤتمرا بدارهم المؤقتة بحي الظاهر للطلبة، بمناسبة بدء العام
الدراسي الجديد، وأصدر المؤتمر قرارات بصدد إلغاء المعاهدة، واتفاقيتي
السودان، ونشرت الصحف أخباره.

واجتمعت الهيئة التأسيسية في 19 من الشهر نفسه، وهو نفس يوم انتخاب حسن
الهضيبي مرشدا للجماعة، وأصدرت بيانا أكدت فيه تقدير الإخوان للخطوة
الوطنية التي اتخذتها الحكومة، وأعلن الإخوان استعدادهم للتعاون مع الحكومة
في كل عمل إيجابي يحمي استقلال البلاد ووحدة وادي النيل والتخلص من كل
آثار الاستعمار الذي امتد أكثر من سبعين عاما) [354].

ومؤتمر الطلاب هذا الذي يذكره الأستاذ فريد؛ هو الذي ذكرناه في الفقرة
الخامسة عشر من الفصل الثاني، والذي تبرأ الهضيبي من قراراته - كما ذكرنا
وكما نقلنا حديثه لمندوب "الجمهور المصري" - والذي قال فيه؛ ان القوة التي
ينادي بها الإخوان هي القوة الروحية، أما القوة المادية فمن اختصاص
الحكومة، كما قال حسن الهضيبي وقتها إن العنف لا يخرج الانجليز من البلاد
[355].

4) مواقف الإخوان مع "الوفد" الحالي:

أ) يحكي عمر التلمساني قصة التعاون مع "الوفد" فيقول: (قصة التعاون مع "الوفد":

اذن كيف نبدأ؟ أراد الله أن يذلل لنا هذه العقبة، فبمجرد أن دعي الشعب
للانتخاب، زارني الأخ الأستاذ "صلاح أبو اسماعيل"، وتحدث معنا في الموضوع،
وكان يمثل المعارضة "الوفدية" في البرلمان، فوجد عندنا استعدادا للتعاون مع
"الوفد"، والتقيت بالسيد فؤاد سراج الدين في منزله بجاردن سيتي ومعي
مجموعة من الإخوان هم الإخوة؛ صلاح أبو رقيق، ومحمد المسماري، وشمس الدين
الشناوي، وإبراهيم شرف، وجابر رزق، ومحمد عبد القدوس، ودار حديث ألخصه في
الآتي:

1) "الوفد" قناة شرعية، والإخوان قاعدة شعبية، فمن الخير أن يتعاونا على ما فيه خير هذا الوطن.

2) "الوفدي"؛ "وفدي"، و "الإخواني"؛ "إخواني".

3) نقف مع "الوفد" كمعارضين، إلا إذا قدمت الحكومة قانونا أو مشروعا فيه خير للبلد، فنحن - "الوفد" والإخوان - نقره ونؤيده.

4) إذا كان في قدر الله أن تعود جماعة الإخوان، فالموقف واضح لا يحتاج إلى نقاش.

5) حضور النواب الإخوان جميع اجتماعات الهيئة "الوفدية".

6) انه تعاون لا تكتيك ولا استراتيجية.

7) الحرص على هذا التعاون، وكما قلت للسيد فؤاد سراج الدين إننا لن نكون سببا أو بادئين بإيقاف هذا التعاون.

وتم الاتفاق بين الإخوان و "الوفد" على خوض الانتخابات متعاونين، حتى
الدوائر التي ليس فيها مرشحون للإخوان، فإن الإخوان بها سيعطون أصواتهم للـ
"وفد").

ويقول أيضا: (وأخذت الصحف القومية تستعيد من الماضي تهما، لتشوه موقفنا
أمام الناخبين، وأخذت تذكر الناس بما كان بين "الوفد" والإخوان، ولم يكن
بيننا وبين "الوفد" إلا مقالات وانتقادات، لا أكثر ولا أقل، هذا إلى أن
"الوفد" لم يعذب، ولم يقتل، ولم يصادر أموال أحد من الإخوان المسلمين، رغم
ما كان بيننا وبينه من خلافات) [356].

هذا هو مقياس الحكم عندهم، كأن الإخوان هم الإسلام نفسه.

ونحن فقط نسأل سؤالا بريئا: إذا كان "الوفد" على الحق، فلماذا لم تندمجوا
معه؟! ولماذا "الوفدي"؛ "وفدي" والإخواني إخواني؟! وإذا كان على الباطل
فلماذا تعاونتم معه؟ وكيف تأمرون الإخوان - بالدوائر التي ليس فيها مرشح
إخواني - أن يعطوا أصواتهم لمرشحي "الوفد"؟!

ونسأل أيضا: لماذا تعاونتم مع "الوفد"؟ ثم لماذا تركتموه؟!

ويزول العجب كله إذا سمعت التلمساني يقول - عن الانتخابات -: (لا أستسيغ إقحام الدين في هذه المسائل) [357].

وما الفرق بين هذه المقولة وبين قول أنور السادات: (لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين)؟

ب) هذا عن قصة التعاون، وطبعا لتمرير هذا لا بد من أن يقوم زعماء الإخوان بتلميع وجه "الوفد" والإشادة بمأثره:

وفي هذا يقول التلمساني: (ولا يفوتني أن أشير أنه في عهد الوزارات
"الوفدية"، كان الناس يشعرون بأمن واطمئنان أكثر مما يشعرون في عهد غيرها
من الوزارات الأخرى، هذا وإن كان بعض الأعيان من "الوفديين" يعكرون صفو هذا
الأمن بشيء من التصرفات الحمقاء) [358].

ويقول محمود الصباغ: (طلبت السفارة البريطانية من النحاس باشا عام 1942،
والحرب العالمية على أشدها والألمان على الأبواب؛ حل الإخوان المسلمين
وتعطيل نشاطهم، فأبي أن يجيبها إلى ذلك واكتفي بإغلاق الشُعب كلها، مع بقاء
"المركز العام" إلى حين، وهذا هو الفرق بين حكومات الأغلبية الحريصة على
شعبها، وبين حكومات الأقلية العميلة للمحتل) [359].

يقصد بـ "الأخيرة"؛ حكومة النقراشي.

وهذا منطق عجيب، يدل على أن الإخوان لا يعتبرون "الوفد" عمليلا للانكليز،
ويسقطون من حسابهم تاريخه السيء كله، حتى حادثة 4/فبراير/1942، ويدل على ان
تعاملهم مع الأحزاب ليس بالميزان الشرعي، ولكن بميزان المصالح والمكاسب.

ويقول حامد أبو النصر: (الإخوان يعتبرون "الوفد" حزبا شعبيا له جذوره، وهو
الذي احتضن الوحدة الوطنية منذ العشرينات، ونحن على علاقة طيبة معه، وكذلك
علاقتنا مع جميع الأحزاب).

بل لقد كانت العلاقة بينهم أحيانا تصل إلى حد الشتائم، ومن ذلك هجوم
"جريدة النذير" على "جريدة الوفد المصري"، لما هاجمت الشيخ المراغي وتدخله
في السياسة وعدم مراعاة الأقباط، حتى لقد وصفوا "الوفد" ببيت الشعر القائل:







قوم إذا صفع النعال وجوههم الإخوان و "حزب الوفد"  الكاتب : أيمن الظواهري Star شكت النعال لأي ذنب تصفع [360].

ويقول أيضا: (علاقة الإخوان بـ "حزب الوفد" علاقة طيبة حتى الآن، لأن
"الوفد" أقدم الأحزاب الشعبية وله تاريخه في خدمة البلاد، ثم إنه الحزب
الوحيد الذي تبني فكرة الوحدة الوطنية التي أتت بأطيب الثمرات، والتي يؤمن
بها الإخوان، وستكون علاقتنا بـ "الوفد" علاقة طيبة لا تنفصم) [361].

"الوحدة الوطنية"! و "علاقة لا تنفصم"! ولكنها انفصمت للبحث عن حليف جديد!

ويقول عمر التلمساني: ("الوفد" أقل الأحزاب إيذاء للإخوان المسلمين، لم يعتقل، لم يصادر، لم يعذب) [362].

مع أننا نقلنا آنفا أن "الوفد" أغلق كل شُعب الإخوان إلا "المركز العام"،
وانه لم يفرج عن المعتقلين من الإخوان، كما عزم فؤاد سراج الدين على شراء
مبنى "المركز العام" وتحويله إلى نقطة شرطة ولكن مجلس الدولة أبطل قرار
البيع [363].

ويقول عمر التلمساني أيضا عن الملك: (وكانت الأحزاب كلها تتملقه إلا سعد
زغلول و "الوفد" من بعده بزعامة النحاس باشا رحمهم الله جميعا، ولذلك لم يل
"الوفد" الحكم إلا سنين قليلة، لكثرة ما يحدث من مواقف لا ترضي الملك فؤاد
وفاروق من بعده) [364].

وكعادته؛ ينشر التلمساني الرحمات بلا حساب.

ويقول أيضا: (ولا يفوتني في ذكرياتي السياسية؛ أن أذكر أن "الوفد" - كان
صاحب الشعبية الكاسحة - لم يتول الحكم خلال الحياة النيابية التي دامت من
1924 - 1952 سوى ثماني سنوات، مما يدل على أنه لم يكن على وفاق مع
الانكليز) [365].

وهذا كذب صريح، يعلمه التلمساني نفسه، بل كان "الوفد" على أتم وفاق مع
الانجليز، وهم الذين فرضوه على الملك بالدبابات عام 1942، ولكن الذي لم يكن
على وفاق مع "الوفد" هو الملك الذي كان يريد إيجاد قاعدة شعبية موالية له،
كتلك القاعدة الموالية للـ "وفد"، وكان البديل أمام الملك هو إحتواء
الإخوان كقاعدة شعبية له، ولم يتأخر الإخوان عن هذا - كما في أول الفصل
الأول من الباب الثاني - وكان مهندس هذه السياسة هو علي ماهر.

ج) المؤامرة على صلاح أبو إسماعيل:

وقد ذكرنا تفاصيلها آنفا في الكلام؛ حول موقف الإخوان من التدرج في تطبيق الشريعة في الفقرة الخامسة والعشرين من الفصل الثاني.

ونحن هنا نورد فقط تعليق عمر التلمساني حول موقف صلاح أبو اسماعيل، وأثره على علاقة الإخوان بـ "حزب الوفد".

يقول التلمساني: (أما موقف فضيلة الاستاذ "صلاح أبو اسماعيل"؛ فما بدأ حتى
انتهى، وكأنه لم يكن دون أن يترك أي أثر على العلاقات بين "الوفد"
والإخوان) [366].

د) ونختم هذه الفقرة بأمنية ودعاء للتلمساني:

حيث يقول: (لن يقوم خلاف بين الإخوان و "الوفد"، ولأن كلا منهما يعرف حقوقه
ويتمسك بها ويعرف واجباته ويؤديها - وحتى لو اختلفنا وأسأل الله ألا يكون
هناك خلاف - فما بيننا من مودة وتقدير كفيل بعدم الاسفاف الذي طهر الله
أخلاقنا منه) [367]

والحمد لله لم تتحقق الأمنية ولم يستجب الدعاء! فلم يدم تحالف الإخوان مع
"الوفد" إلا ثلاث سنوات، 1984 - 1987، ثم تحالفوا مع "حزب الشعب" و
"الأحرار" في انتخابات عام 1987.



[324] سهام نصار: اليهود المصريون بين المصرية والصهيونية، دار الوحدة العربية، ص: 34.

[325] أسامة حميد: المرجع المذكور، ص: 60 - 61.

[326] العروسي: المرجع المذكور، ص: 61.

[327] سهام نصار: المرجع المذكور، ص: 34.

[328] أسامة حميد: المرجع المذكور، ص: 75 - 76.

[329] لطيفة سالم: المرجع المذكور، ص: 211، أيضا الاهرام، عدد: 23272، 14/7/1950، ص:4.

[330] نفس المصدر، ص: 244، وأيضا عبد الرحمن الرافعي: مقدمات ثورة 23/يوليو/1952، ص:134.

[331] محمود عبد الحكيم: المصدر المذكور ج2/ص: 368 - 369.

[332] عمر التلمساني: المصدر المذكور، ص: 22.

[333] المصدر السابق، ص: 20.

[334] المصدر السابق، ص: 24.

[335] المصدر السابق، ص: 205.

[336] محمود الصباغ: المرجع المذكور، ص: 470، نقلا عن العدد: 47 من "جريدة المسلمون".

[337] محمود الصباغ، ص: 471.

[338] عمر التلمساني: المصدر المذكور، ص: 253.

[339] فريد عبد الخالق: المصدر المذكور، ص: 33.

[340] عمر التلمساني: المصدر المذكور، ص: 79.

[341] عمر التلمساني: المصدر المذكور، ص: 79.

[342] المصور، عدد: 2989، 27/ربيع الأول/1402 هـ، 22/1/1982.

[343] فريد عبد الخالق: المصدر المذكور، ص: 35، وراجع أيضا لطيفة: المصدر المذكور، ص: 701، أحمد عادل، ص: 57 - 58.

[344] زكريا بيومي: المرجع المذكور، ص: 227، أيضا: الاخوان المسلمون،
1/رمضان/1361 هـ، 12/9/1942، خطوات نافعة، بقلم أحمد السكري، د. رفعت
السعيد، حسن البنا، ص: 112 - 113.

[345] أحمد عادل كمال: المصدر المذكور، ص: 247.

[346] فريد عبد الخالق: المصدر المذكور، ص: 45.

[347] زكريا بيومي: المصدر السابق، ص: 228، أيضا: الاخوان المسلمون، 19/ذي
الحجة/1364 هـ، 24/11/1945، خفايا السياسة، بقلم صالح عشماوي.

[348] لطيفة محمد سالم: المصدر المذكور، ص: 701.

[349] عمر التلمساني: المصدر المذكور، ص: 201.

[350] زكريا بيومي: المصدر المذكور، ص: 227، أيضا الاخوان المسلمون
14/شوال/1361 هـ 24/10/1942، 9/جمادي الآخرة/1362 هـ، 12/6/1943، محرم/1363
هـ، 22/1/1944 م، عمر التلمساني: المصدر المذكور، ص: 154، المصور، عدد:
2989، 27/ربيع الأول/1402 هـ، 22/1/1982م.

[351] محمود عبد الحكيم: المصدر المذكور، ج2/ص 368 - 369.

[352] محمود الصباغ: المرجع المذكور، ص: 478.

[353] فريد عبد الخالق: المصدر المذكور، ص: 69 - 70.

[354] المصدر السابق، ص: 71.

[355] مجلة الدعوة: السنة الأولى، عدد 36، 15/محرم/1371، 16/10/51، ص: 5،
الجمهور المصري: 22/10/1951، نقلا عن طارق البشري: المصدر المذكور، ص: 375.

[356] عمر التلمساني: المصدر المذكور، ص: 184 - 185.

[357] عمر التلمساني: الوفد، العدد 5، 19/4/1984.

[358] عمر التلمساني: المصدر المذكور، ص: 200.

[359] محمود الصباغ: المصدر المذكور، ص: 481.

[360] الدعوة، عدد: 115، السنة 36/سبتمبر/1986، ص: 15، المصور، عدد: 3217،
29/رمضان/1406 هـ، 6/7/،1986 زكريا بيومي المصدر المذكور ص،222 النذير
12/جمادي الآخرة/سنة 1357 هـ، سبتمبر/1938.

[361] المجتمع، عدد: 775 في 15/7/1986.

[362] المختار الإسلامي، عدد: 43، يونيو/1986، ص: 20.

[363] لطيفة سالم: المرجع المذكور، ص: 713.

[364] عمر التلمساني: المصدر المذكور، ص: 242.

[365] المصدر السابق، ص: 270.

[366] المصدر السابق، ص: 185.

[367] المصدر السابق، ص: 186.

https://taamelbyot.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى