[rtl]من جمال عبدالناصر «الرئيس» الذى عرفه ملايين المصريين من خلال خطاباته وقراراته ومواقفه الخالدة، إلى جمال عبدالناصر «الإنسان» الذى لم يعرفه إلا أفراد أسرته وأقاربه وأصدقاؤه، رحلة من المساحة العامة إلى مساحة خاصة جداً تكشف كواليس ومواقف وذكريات جديدة يحكيها «الابن» فى الذكرى المائة لميلاد «الأب». يقول الابن إنه عاش أسعد طفولة مع أب بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، موضحاً أنه ما زال يحمل فى ذاكرته كل التفاصيل التى جمعته به داخل أسرة لم تختلف عن بقية الأسر المصرية، موضحاً أن والده كان حريصاً على أن يصبح أبناؤه مثل غيرهم من أبناء المصريين، دون أى امتيازات من أى نوع.[/rtl]
[rtl]«عبدالحكيم»، أحد الأبناء الخمسة لـ«عبدالناصر»، قال فى حواره لـ«الوطن»، إن والده لم يترك له رصيداً بملايين الجنيهات، لكنه ترك له رصيداً من حب الناس لا يُقدّر بثمن، موضحاً أن هذا الرصيد يزداد بمرور الوقت ولا يقل.[/rtl]
[rtl]وأضاف أنه فخور بأن الله ميّزه بأن يكون ابناً للرجل الذى تحول إلى «مسطرة» تُقاس عليها الوطنية المصرية بعد مائة عام من ميلاده، قائلاً: «ده كرم كبير من ربنا ونعمة عظيمة».[/rtl]
[rtl]نجل الرئيس الراحل: «لو عاد جمال إلى الحياة هاقول له سبتنا ليه.. ناس كتير اتبهدلت من بعدك»[/rtl]
[rtl]يحتفظ فى منزله بعشرات الصور التى تكاد تحول المكان إلى متحف صغير، الأمر لا يختلف كثيراً عن مكتبه الذى يضع عليه مجموعة صور لمراحل مختلفة من عمر والده، تتوسّطها صورة من الحجم الكبير، وهو يبتسم، يقول عن ابتسامته: «هى أكتر شىء بيوحشنى، وساعات أسرح وأفكر وأبكى».. وإلى نص الحوار:[/rtl]
[rtl]دعنا نبدأ من عنوان الفيلم التسجيلى الذى أعدته لجنة الاحتفال بمئوية جمال عبدالناصر: «ماذا لو عاش جمال عبدالناصر؟»، فى رأيك ما الإجابة عن هذا التساؤل؟[/rtl]
[rtl]- لحظات من الصمت والتفكير، ثم يجيب: جمال عبدالناصر كان شخصية متطورة جداً ومطلعة جداً ولم يكن جامداً فى نظرية أو سياسات، حتى مع صدور ميثاق العمل الوطنى فى يوليو عام 1962، قال نحن لا نضع ميثاقاً يعيش طوال العمر، لكن لا بد من إعادة النظر بعد 5 أو 10 سنوات، لتطويره أو تعديله. وبالتالى جمال عبدالناصر بالتأكيد لو عاش كان سيتخذ خطوات نحو التجديد والتطوير بما يناسب العصر، لكن هو كانت لديه ثوابت لا تتغير أبداً وغير قابلة للتجديد أو التعديل، وهى الثوابت الوطنية التى تتمثل فى إيمانه بالاستقلال الوطنى، وإيمانه بالقومية العربية كمخرج وحيد لكل الأزمات العربية التى نعيشها فى المنطقة، لأن القومية العربية فى وجهة نظره وما أثبتته الأيام هى البوتقة التى تنصهر فيها كل الخلافات العرقية والدينية وتجنّب المنطقة شرور الانقسام والتحارب الداخلى، وكذلك من ثوابته الوطنية أيضاً قضية الاستقلال الاقتصادى الذى تمثل فى برامج التنمية المصرية، خصوصاً أن «عبدالناصر» كان ضد فكرة النصف فى المائة أو الـ5% ومنحاز بشكل مطلق لفكرة العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وينظر إلى المجتمع المصرى كوحدة واحدة. هذه هى الانحيازات الوطنية التى لم تكن ستتغيّر أبداً إذا عاش جمال عبدالناصر، لكن الوسائل هى بالتأكيد التى كانت ستتغير، فوسائل الخمسينات والستينات قد لا يمكن تطبيقها اليوم، والعالم ذو القطب الواحد يختلف عن العالم الذى يحكمه قطبان والعالم الذى يوجد فيه ثلاثة أقطاب، بالتأكيد التغيرات السياسية والاقتصادية فى العالم كانت ستغير من بعض الوسائل التى استخدمها جمال عبدالناصر، لكن الانحيازات الوطنية لن تختلف بالتأكيد. إيمانه بعروبته وأفريقيا والقضية الفلسطينية هذه ثوابت لا يمكن أن تتغير، لكن الوسائل كما ذكرت هى التى كانت قابلة للتغيير.[/rtl]
[rtl]ما أهم الوسائل التى استخدمها جمال عبدالناصر وكان يمكن أن تتغير وتتطور ويتم تعديلها فى وجهة نظرك؟[/rtl]
[rtl]- هو أجاب عن هذا بنفسه، عندما كشفت بعض المحاضر بعد هزيمة 67، وقال إن تجربة التنظيم الواحد لا يمكن أن تستمر، فلا بد من تعدّدية سياسية، لكن يجب أن تكون تعدّدية حقيقية وليست تعدّدية صورية مثل التعدّدية الليبرالية التى ثار عليها فى 1952، بعض الناس يقولون إنه كانت هناك أحزاب وديمقراطية قبل 52، وهذا غير حقيقى، نعم كانت هناك أحزاب وانتخابات وبرلمان، لكن كل هذا المشهد كان تمثيلية ليبرالية، وفى النهاية لا الملك يحكم ولا الأحزاب ولا رئيس الوزراء، لكن الذى كان يحكم حينذاك هو السفير البريطانى الذى يقيم فى حى جاردن سيتى.[/rtl]
[rtl]
«مفيش يوم بيعدى غير لما يكون فى بالى».. وأحياناً أجد نفسى أبكى عندما أستعيد الذكريات القديمة.. والميراث الحقيقى الذى تركه لنا هو حب الناس.. لم يترك أرصدة بملايين الجنيهات لكنه ترك لنا تراثاً لا يقدر بمال[/rtl]
«مفيش يوم بيعدى غير لما يكون فى بالى».. وأحياناً أجد نفسى أبكى عندما أستعيد الذكريات القديمة.. والميراث الحقيقى الذى تركه لنا هو حب الناس.. لم يترك أرصدة بملايين الجنيهات لكنه ترك لنا تراثاً لا يقدر بمال[/rtl]
[rtl]فى ذكرى المئوية، نريد أن ننتقل من «عبدالناصر» الرئيس إلى «عبدالناصر» الأب والإنسان.. كيف كان شكل طفولتك مع الوالد؟[/rtl]
[rtl]- بعد ابتسامة كبيرة، يقول: أنا عشت طفولة سعيدة جداً، أسعد وأجمل طفولة، وذلك رغم وجود محاذير كثيرة باعتبارنا أبناء رئيس الجمهورية، وهو كان حريصاً على ألا نُبرز أننا أبناء الرئيس، وألا نتعامل مع أى شخص من هذا المنطلق أبداً، وألا نحظى بأى معاملة خاصة أو امتيازات من أى نوع. بل كان يقول دائماً إن هذه الفترة التى نقضيها كأبناء رئيس الجمهورية هى فترة مؤقّتة، ويجب أن نفهم ونعى ذلك، ونتصرّف من هذا المنطلق، وهو كان بعيد النظر جداً فى هذا الموضوع، ولولا أنه كان مصمماً على هذا الأمر كنا تعبنا جداً بعد وفاته.[/rtl]
[rtl]كيف كان يتعامل جمال عبدالناصر داخل أسرته؟[/rtl]
[rtl]- كان يقضى معنا بعض الأوقات، صحيح أنها كانت أوقاتاً قليلة بحكم مسئولياته وطبيعة عمله، لكن لم نشعر أبداً أنه غير موجود، بل كنا نشعر داخل الأسرة بوجوده معنا دائماً، رغم مشاغله كنا عندما نذهب إليه بمشكلاتنا البسيطة كان يجلس معنا، ويُخصّص لنا جزءاً من وقته ويستمع إلى مشكلاتنا ولم يشعرنا أبداً بأنه شديد الانشغال على طريقة «هو أنا فاضى لكم بقى»، لم يقل هذا الأمر ولو لمرة واحدة، وكنا عندما نراه يتحدّث فى الهاتف نسكت جميعاً ثم عندما ينتهى وقد تكون مكالمة شديدة الجدية، ينظر إلينا ويبتسم ويبدأ حديثه بشكل طبيعى ويسألنا: إيه الأخبار؟.. أنت عامل إيه؟.. وأنتِ عملتِ إيه؟.. وهكذا. كنا أسرة مصرية طبيعية، نأكل من نفس أكل المصريين، ونرتدى نفس ملابس المصريين، وأنا وإخوتى دخلنا مدارس المصريين، المدارس القومية دون أى امتيازات، وكنا فى الإجازة نذهب إلى النادى مثلاً. جمال عبدالناصر الأب كان حريصاً على أن يكون أبناؤه مثل أبناء المصريين دون أى شكل من أشكل التمييز.[/rtl]
[rtl]كل أب يترك لأبنائه ميراثاً معيناً، ما الميراث الذى تركه جمال عبدالناصر لأبنائه؟[/rtl]
[rtl]- الميراث الذى تركه لنا هو حب المصريين، فلم يترك لنا أرصدة بملايين الجنيهات، لكنه ترك لنا أرصدة بالحب لا تُقدر بمال. وفى العادة عندما يرحل شخص ما، يقل رصيده بمرور الوقت، لكن رصيد جمال عبدالناصر الذى تركه لنا يزيد ولا يقل. الناس الذين كان يحبونه زاد عددهم، ورأينا أجيالاً جديدة لم يعاصروا «عبدالناصر» لكنهم رفعوا صوره فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، والتف الناس حول صورته، وعندما ظهرت مواقف الرئيس السيسى الوطنية رفع الناس صورته بجوار صورة «عبدالناصر»، فهذه المظاهر تعكس حالة الحب، وهى الميراث الحقيقى الذى تركه لنا «جمال». لذلك أقول فى نفسى دائماً إن جمال عبدالناصر ليس له خمسة أبناء، لكن له ملايين الأبناء.[/rtl]
[rtl]استدعاء صورة جمال عبدالناصر فى ثورتين، ثم وضع صورته بجوار صورة الرئيس السيسى كما ذكرت، هل يعكس نزوع المصريين الدائم إلى «ناصر» جديد؟[/rtl]
[rtl]- ليس إلى ناصر جديد، لكن ما حدث هو أن المشروع الذى صاغه جمال عبدالناصر فى الخمسينات والستينات شعر المصريون بأن هذا المشروع شبههم وبتاعهم.. عامل زيهم ولايق عليهم. فعندما تغيرت السياسة بعد ذلك وتم الانقلاب على هذا المشروع وشعر الناس تدريجياً بأن حقوقهم تضيع، بدأوا يستعيدون هذا المشروع من جديد. المشروع الذى يشبههم، والذى راعى كل حقوقهم ورفع عنهم الظلم والقهر الذى تعرّض له الشعب المصرى فى أزمنة كثيرة جداً. لأول مرة الفلاح يمتلك أرضه، ولأول مرة العامل تصبح له حقوق مثل حقوقه فى عهد «عبدالناصر»، ولأول مرة يكون هناك تكافؤ فى الفرص والتعيينات، وعندما وجد المصريون أن مكتب التنسيق يقول لابنة رئيس الجمهورية: إحنا آسفين، مجموعك أقل من الكلية التى ترغبين بدخولها. وفى المقابل أبناء من الطبقة البسيطة والمتوسطة يدخلون الكلية نفسها، فهذا هو المشروع الذى انحاز إليه المصريون.[/rtl]
[rtl]المصرى بطبعه يكره الشخص الظالم ويميل بعاطفته نحو الشخص القوى لكنه عادل.. هل ربما يكون ذلك جزءاً من حب المصريين وانحيازهم إلى جمال عبدالناصر ومشروعه السياسى والاقتصادى؟[/rtl]
[rtl]- بالتأكيد، خصوصاً أن المصريين ترسّخ فى وجدانهم أن هذا الرجل صادق، ولا يستغل السلطة لأى مصلحة أو مكسب شخصى أو يأخذ أى منافع لشخصه أو أسرته، بعكس ما سمعناها ورأيناه سواء قبل جمال عبدالناصر، أو بعده. جميع أجهزة المخابرات فى العالم بحثت عن هفوة لجمال عبدالناصر تدين شخصه وتشوه صورته، فلم يجدوا شيئاً، ومعارضوه أيضاً بحثوا عن أشياء من هذا القبيل، فلم يجدوا شيئاً.[/rtl]
[rtl]فى هذه النقطة الخاصة باستغلال السلطة أو الفساد قدم «عبدالناصر» نموذجاً فريداً للمسئول بشهادة خصومه قبل مؤيديه، فى رأيك ما الضوابط الشخصية التى كانت موجودة عند «عبدالناصر» ومنعته من أن يسلك هذا الطريق مثل كثيرين غيره؟[/rtl]
[rtl]- المسألة لمن تكن مجرد ضوابط شخصية، لكن الرجل نفسه كان مؤمناً بقضية معينة ومؤمناً بثورة، فهو كان ثائراً على أوضاع معينة صعبة عانى منها فى صغره، وليس معنى أنه خرج من هذه الأوضاع المالية أو الاجتماعية الصعبة وأصبح «بكباشى» وملفه العسكرى يؤهله لأن يصبح لواءً، ولواء فى هذا العصر كان يعنى أن يعيش عيشة الباشوات، لكن ليس معنى ذلك أن يقطع الصلة بما يعايشه ويعيشه ملايين المصريين غيره. فالرجل كان صاحب قضية حقيقية، وعمل على محاربة الفقر ونصرة الفقراء والبسطاء، وثار على كل الأوضاع التى تصنع مجتمع النصف فى المائة، ثار على أوضاع كان يستأثر فيها الملك ومن قبله المحتل البريطانى بكل شىء، باستثناء فئة قليلة جداً لا تتجاوز 1%. «عبدالناصر» لم يقم بالثورة سعياً لسلطة أو منصب أو جاه، لكن لأنه كان صاحب قضية، وهو قال من اليوم الأول فى خطاب جماهيرى شهير: أنا جمال عبدالناصر، من أسرة بسيطة فى بنى مر، تزرع ولا تملك شيئاً، ولآخر يوم فى عمرى لن أملك شيئاً، وبالفعل وعد وأوفى بوعده. وإذا لم يفعل ذلك لم يكن عبدالناصر هو عبدالناصر الذى نحتفل اليوم به، لكن كان سيكون مثل غيره من الذين جاءوا وذهبوا ولم يشعر الناس بهم، ولم يدخلوا وجدانهم.[/rtl]
[rtl]«عبدالناصر» كان حريصاً على أن نكون أسرة مثل بقية الأسر المصرية.. نأكل ونشرب ونتعلم مثل غيرنا دون أى امتيازات[/rtl]
[rtl]هناك انتقادات مكرّرة يوجّهها البعض إلى «عبدالناصر الرئيس»، أهمها أنه تسبّب فى انهيار الحياة السياسية فى مصر.. هل تنزعج عند سماع هذه الانتقادات؟[/rtl]
[rtl]- لا أنزعج، لأنها أصبحت مكررة وباهتة، وكما قلت لم يكن هناك حياة سياسية حقيقية، لكنها كانت تمثيلية، بينما الحاكم الحقيقى قبل ثورة يوليو هو السفير البريطانى.[/rtl]
[rtl]كيف ترى إعادة توجيه هذا الهجوم تزامناً مع مئوية «عبدالناصر»؟[/rtl]
[rtl]- هذا هجوم موجه غرضه اغتيال «عبدالناصر» كما حاولوا اغتياله فى حياته وفشلوا، وهم يفشلون الآن أيضاً. وأنا أريد أن أقول إن الغرب عموماً وأمريكا بالأخص لديها ذُعر كبير من إعادة مشروع «عبدالناصر»، لأن هذا المشروع ضد المصالح الأمريكية الغربية قولاً واحداً، وبالتالى هم منزعجون، ولهم «خدامين» كتير جداً يردّدون اتهامات دون وجه حق. والذين يهاجمون «عبدالناصر» مصابون بهستيريا عداوة «جمال»، لأن مشروعه خطر على مصالحهم، وهم بالمناسبة عددهم قليل جداً لكن صوتهم عالٍ جداً، ولو شيلنا اللى بيكرهوا جمال على جنب مش هيتأثر تعداد المصريين لأن كلهم شوية فكة وعدد قليل جداً. وأنا هنا لا أتحدث عمن يوجّه انتقاداً موضوعياً وبنّاءً، لأن عبدالناصر نفسه لو عاش إلى اليوم ربما لأعاد تغيير بعض الوسائل أو تصحيح بعض الأخطاء، فلا يوجد شخص معصوم من الخطأ، لكننى أتحدّث عن الذين يكيلون الاتهامات والأكاذيب بسبب مصالحهم أو مصالح الذين يعملون لديهم كمجموعة من الخدم.[/rtl]
[rtl]نعود إلى جمال الوالد مرة أخرى.. هل تسرح أحياناً لتُفكر فيه وتستحضره أمامك؟[/rtl]
[rtl]- دائماً أفعل ذلك. فى معظم أوقاتى التى لا أعمل فيها أو لا أجلس فيها مع أحد يكون التفكير فيه منصباً على جمال عبدالناصر، وأسرح فى ذكريات كثيرة وأشعر أحياناً أنه حى أمامى. مفيش يوم بيعدى من غير ما ييجى على بالى.[/rtl]
[rtl]ما أهم شىء تستعيده فى ذاكرتك دائماً؟[/rtl]
[rtl]- ضحكته. ضحكة جمال بتوحشنى. عندما كنت أدخل عليه وأنا طفل صغير وأجده سعيداً بى وأرى الفرحة على وجهه. أتذكر هذه اللحظات، وأتذكر هذا الوجه المبتسم والسعيد. «يصمت قليلاً، ثم يواصل»: أتذكر كل حاجة فى جمال، هو حالة متكاملة وحضوره طاغٍ فى حياته وبعد وفاته. كان أباً بكل ما تحمله الكلمة من معنى.[/rtl]
[rtl]إذا عاد جمال عبدالناصر من جديد.. ما أول شىء تريد أن تقوله له؟[/rtl]
[rtl]- سأقول له: ليه سبتنا كل ده. هاقول له ناس كتيرة اتبهدلت بعدك. وهاقول له كمان إنه وحشتنى جداً، وإن نفس الشعور ده موجود عند ملايين المصريين، حتى من الأجيال الجديدة الذين لم يعاصروه لكنهم قرأوا وسمعوا عنه.[/rtl]
[rtl]أمريكا لها «خدامين كتير» يرددون اتهامات باطلة فى حق «ناصر».. وهم مصابون بهستيريا «عداوة جمال» لأن مشروعه خطر على مصالحهم[/rtl]
[rtl]أشعر كما لو تريد أن تبكى.. هل حدث أن استعدت جمال عبدالناصر فى ذهنك، فقمت بالبكاء؟[/rtl]
[rtl]- نعم.. بكيت كثيراً، من وقت الجنازة التى شارك فيها كل الشعب المصرى وكنت أسير فيها، إلى اليوم، فى أحيان كثيرة أتذكره فأبكى بكاء الحب والاشتياق.[/rtl]
[rtl]أخيراً، بمَ تشعر الآن ونحن أمام مئوية ميلاد جمال الرئيس وجمال الأب؟[/rtl]
[rtl]- أشعر بالفخر، وأشعر بأن ربنا بيحبنى وميّزنى بأن أكون ابن جمال عبدالناصر الذى تحول بعد 100 عام من ميلاده إلى مسطرة يُقاس عليها الوطنية المصرية، هذه ميزة عظيمة وكرم كبير من ربنا. ليس أنا فقط، لكن هذا الشعور يسيطر على أبنائى وكل العائلة.[/rtl]
[rtl]هل تستعيد ذكريات الوالد مع أبنائك؟[/rtl]
[rtl]- بالتأكيد. وهناك موقف مع ابنى «خالد» عندما كان صغيراً وأراد أن يصدر بطاقة الرقم القومى، طلبت منه أن يذهب إلى مجمع التحرير ليُنهى أوراقه، وأخبرته أننى لن أتصل بأحد ليساعده. كان غاضباً لكنه اضطر للذهاب، فعاد فى نهاية اليوم ممتلئاً بالفرحة، وقال لى إننى قدمت له خدمة كبيرة، لأنه أدرك فى هذا اليوم حب المصريين لجمال عبدالناصر. فبعد أن وقف فى طابور طويل، وعندما وصل إلى الموظف وقرأ اسمه، توقف عند الاسم وسأله عن جده، فقال له إنه حفيد جمال عبدالناصر الرئيس. فاحتفى به كل الموظفين والعاملين والمواطنين الموجودين فى المكان. وعاد «خالد» وهو يشعر بالفخر، لأن هذا هو جده الذى رحل، لكن بقيت سيرته خالدة فى قلوب الناس.[/rtl]
[rtl][/rtl]