شوارع القاهرة.. الاسم والحكاية

لكل شارع في مصر حكاية، حيث اعتاد المصريون تسمية شوارعهم بأسماء المشاهير في مختلف المجالات، وتستعرض "الوطن" عددًا من أشهر شوارع وأحياء القاهرة والحكاية الحقيقية وراء الاسم. شارع أحمد حلمي: يقع في التقاطع بين مناطق رمسيس ووسط القاهرة وحي شبرا، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى أبرز صحفي في جريدة "اللواء" في عهد الزعيم مصطفى كامل، والذي اشتهر بحملاته الناقدة على الأسرة الخديوية، وهو أول صحفي صدر عليه حكم بالسجن، ودعا إلى مقاطعة المصريين للبضائع الإنجليزية بهدف الضغط على السلطات لإقامة مجلس نيابي في مصر، وهو جد الفنان صلاح جاهين. حي الأزبكية: يرجع اسمها إلى الأمير سيف الدين أزبك بن طُطغ الظاهرى، أتابك الجيش المصري في عهد السلاطين الظاهر تمربغا والأشرف قايتباي من سلاطين الدوله المملوكية، فاتنسب لاسمه "أزبك"، وعرف بـ"الأزبكية"، وبدأ في تعميرها عام 880 هجريًا، بعدما كانت منطقة خربة لا حياة فيها. شارع البطل أحمد عبدالعزيز: سمي هذا الشارع نسبةً إلى كبار ضباط الجيش المصري، وعرف عنه مقاومته للصهيونية بعد أن رأى أن الحكام العرب تأخروا في قرار دخول الجيوش العربية إلى فلسطين عام 1948 لمواجهة الصهاينة، فاستقال من الجيش المصري وانطلق مع مجموعة من رجاله لمقاومة القوات الصهيونية واشتشهد في فلسطين. حي الحلمية: هو حي عريق يقع في شرق القاهرة، سمي بذلك نسبة إلى عباس حلمي الأول، حفيد محمد علي باشا، والذي أنشأ فيه سراي الحلمية الواقعة هناك. الزمالك: في عام 1830 بنى محمد علي باشا قصرًا بين المزارع في الجهة الشمالية من أرض الجزيرة الكبيرة، واتخذه مكانا للنزهة الخاصة به، وكان بالقرب من هذا القصر عشش يصطف فيها رجال حاشيته، فسميت الزمالك وهي كلمة ألبانية معناها الأخصاص أو العشش المصنوعة من البوص والقش. قصر العيني: أنشأه شهاب الدين أحمد بن عبدالرحيم بن قاضي القضاة الحنفية بدرالدين محمود العيني، في عام 1466، وعرف بقصر العيني حيث استولى عليه المماليك ثم الفرنسيون، واستعمله بونابرت كمستشفى ثم أنشأ فيه مدرسة حربية في 1825، وفي 1856 افتتح سعيد باشا مدرسة الطب فيه. خان الخليلي: سمي بذلك نسبة إلى "جهاركس الخليلي" رئيس الإسطبلات في عهد السلطان الظاهر برقوق، وكان هذا المكان مقابر لأسرة الخلفاء الفاطميين، وعند إنشاء خان الخليلي بني فوق الأموات. الحوض المرصود: يقع هذا الشارع في منطقة السيدة زينب بالقاهرة، وسمي بذلك الاسم نسبة إلى وجود حوض من الصوان الأسود طوله 270 سم، وعرضه الأمامي 138 سم، والخلفي 178 سم، وارتفاعه 192سم، وكان معدًا كمكان للشرب، وعندما دخل الفرنسيون في مصر أخرجوه من موقعه وأرسلوه إلى باريس، واستولى عليه الإنجليز وموجود حاليًا في متحف لندن. شارع شريف: يقع في منطقة وسط البلد، وسمي بذلك نسبة إلى محمد باشا شريف وهو تركي الأصل، أبوه شيخ الإسلام بتركيا وأرسله ليتعلم في الأزهر، ثم ضمه محمد علي باشا إلى مصر وأحبها وأخلص لها، وتقلد عدة وظائف حتى أصبح رئيسًا للوزراء في عهد سعيد باشا وإسماعيل وتوفيق والثورة العرابية وتوفي في عام 1884. شارع لاظوغلي: يقع في منطقة وسط القاهرة، ويرجع هذا الاسم نسبة إلى هو محمد بك لاظ أوغلي وكيل مصر في عهد محمد علي، ومن المقربين له. شارع عبدالعزيز: ترجع تسمية هذا الشارع إلى أواخر مارس 1863، عندما زار السلطان عبدالعزيز سلطان تركيا مصر بعد ولاية إسماعيل باشا حكم مصر، ومكث في مصر عشرة أيام تنقل فيها بين القاهرة والإسكندرية، وفي عام 1870 بدأ بشق الشارع من العتبة إلى عابدين، وأطلق عليه عبدالعزيز تخليدًا لهذه الزيارة. شارع أمير الجيوش: يبدأ من ميدان باب الشعرية وينتهي في شارع المعز لدين الله الفاطمي، ويرجع تسمية الشارع إلى القائد بدر الجمالي، الذي يوصف عادة بأنه "رجل الساعة"، وبمجرد دخوله مصر عام 1074 نجح في إنقاذ الدولة الفاطمية من كارثتين، هما المجاعة التي أكلت الأخضر واليابس، والثاني استفحال نفوذ الأتراك والبرابرة الذين استغلوا ضعف الخليفة الفاطمي وعاثوا في الأرض فسادًا.