قطر.. تاريخ حافل بالانقلابات

تاريخ قطر حافل بالغدر والخيانة فيما بينهم كأسرة حاكمة، فلم يشهد بينهم تداولا سلميا في عرش، فضلا عن الطرق المختلفة للإطاحة ببعضهم عن العرش، ناهيك عن التحالفات الخفية والمريبة مع أمريكا وإسرائيل.

تاريخ قطر يبدأ «بأسرة آل ثاني» نسبة إلى «ثاني بن محمد» أول شيخ مارس سلطته الفعلية في حكم شبه الجزيرة القطرية في منتصف القرن التاسع عشر، ومنذ هذا التاريخ وإلى الآن حكم 8 شيوخ الدولة القطرية، لم يكن بينهم الحكم بالتداول أو حتى البيعة مع العلم أن طبيعة الحكم بقطر وراثي.

أول من حكم شبه الجزيرة القطرية «محمد بن ثاني» حكم 56 عاما بنى في تلك السنوات دولة قطر، احتفظ «محمد بن ثاني» بملكه دون الإطاحة به، تنحى بشكل طبيعي عن العرش بسبب تقدم سنه ووصوله لسن الـ90.

ومن هنا أتت جرائم أسرة آل ثاني مع بداية حكم «قاسم بن محمد بن ثاني»، استطاع قاسم أن يتخلص من النائب العثماني في 24 مارس 1894، فلم يكن هذا أدنى طموحه فقد كان والده «محمد بن ثاني» أرثى قاعدة أن التنازل عن الملك أمر ضروري في حالة التقدم في السن، حينها لم يكن أمامه سوى التخلص من أخيه بقتله والإنفراد بملكه دون التنازل به في حالة كبر سنه.

وبالحادثة الأولى يكون الغدر والخيانة شكل طبيعة النظام السياسي في قطر.

انتهى عهد« قاسم بن محمد بن ثاني» بولاية العهد لإبنه «حمد الأول»، ولكن توفى الإبن عام 1948، بعدها انتقلت ولاية العهد لإبنه «علي بن قاسم بن محمد» وعين أمير للبلاد في 20 أغسطس 1948 ونقل الحكم لإبنه «أحمد بن علي بن قاسم» في حياته في أكتوبر 1960.

لم تدم فترة حكم «أحمد بن علي بن قاسم» أكثر من 12 عاما، وكان هذا بسبب الإطاحة الثانية في تاريخ اسرة آل ثاني، وكانت تلك الإطاحة من إبن شقيقه «خليفة بن حمد بن قاسم آل ثاني» في 23 فبراير 1972 أثناء وجود عمه في رحلة صيد بإيران، لم يكتفي «خليفة بن حمد آل ثاني» بالإطاحة بعمه بل ذهب بإصدار قرار بنفي أسرته بين السعودية وبريطانيا.

لم تكن تعلم تلك الرموز بحقيقة دعوتهم إلى القصر ولم يعلموا ما ينتظرهم.

قام «حمد بن خليفة بن حمد آل ثاني» ببث تنحي والده عن العرش وتنازله عنه له، وصور لمن يشاهد ذلك أن هذا التنازل أتى بمباركة والده وبحضور شيوخ القبائل وشرفائهم، كان المكر والخداع وسيلته في الحصول على العرش فالتصوير الذي قام ببثه في التلفزيون لهم كان صامتا.

كان هذا أخر انقلاب ناجح في تاريخ نظام الملك القطري، فلم تقف محاولات الإطاحة في قطر إلى 2009.

تنازل « حمد بن خليفة بن حمد آل ثاني» لإبنه «تميم بن حمد بن خليفة بن حمد آل ثاني» إبن الشيخة «موزة» التي استطاعت أن تجعل إبنها من يحكم، مع العلم بأنه هناك أحق بالحكم عن إبن « موزه» أشقاء يسبقونه في السن ولكن من أمهات أخريات.