يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب
يا اهل العرب والطرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اسلامي ثقافي رياضي فن افلام صور اغاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الجيش المصرى تاريخ حافل بالوطنية والبطولة

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

Admin

Admin
مدير الموقع

يحظى الجيش المصرى على مر الأزمان والعصور بمكانة عظيمة واحترام شعبى ودولى كبيرين لتاريخه العريق ودوره الوطنى داخليا واقليميا بل وعالميا.
فعلى مدار التاريخ المصرى لم يكن الجيش مجرد أداة للحروب بل كانت المؤسسة العسكرية نواة للتنمية الشاملة وقاطرة التحديث بالمجتمع والبوتقة التى تنصهر بها كل الخلافات الفكرية والدينية والجغرافية محققا الاندماج الوطنى واليد المصرية القوية المتحدة التى حوت امتدادات اقليمية وقومية وعربية.
وقد لعب الجيش دورا لا يمكن تجاهله على مر التاريخ لتطهير الوطن من خونة الشعب سياسيا أو اجتماعيا وكان حريصا على خدمة الشعب والأمة وليس الحكومة السلطوية أو الفساد والطغيان بل كان دوما وسيلة وطنية للتخلص من جرائمهم.
وازاء الدور الكبير الذى يلعبه الجيش حاليا فى حماية ثورة 25 يناير وتحقيق المطالب الشعبية للتطهير من الفساد وانتقال مصر لحياة ديمقراطية بحكم مدنى كان من الضرورى إلقاء الضوء على لمحات من تاريخ هذا الجهاز العظيم وانعكاسات هذا الدور وتلك المكانة على سياسته الحالية.
- تاريخ عريق.
من المعروف أن الجيش المصرى هو أقدم جيش عرفته البشرية منذ نجاح الملك الفرعونى نارمر بتوحيد الأقاليم المصرية قبل اكثر من 5200 عام خاصة اقليمى الشمال والجنوب وبدأ منذ ذاك الحين ما يعرف بـ «جيش مصر» بعد أن كان لكل اقليم جيشه الخاص.
ومنذ ذاك الحين بدأت مصر تأمين حدودها الاستراتيجية فانطلق الجيش المصرى العظيم فى جميع الاتجاهات منشئا الامبراطورية المصرية التى امتدت من تركيا شمالا إلى الصومال ومنابع النيل جنوبا ومن العراق والحدود الايرانية شرقا إلى ليبيا غربا وهى الحدود التى شكلت اول امبراطورية فى التاريخ.
ومع توسع الامبراطورية المصرية ظلت القيادة العسكرية المصرية تعتمد على الجندى الوطنى المصرى بشكل أساسى سواء فى سلاحها البرى المكون من المشاة وسلاح العربات التى تجرها الخيول أو سلاح الرماحين وباقى الافرع الأخرى أو السلاح البحرى الممثل فى السفن والقوارب التى انتشرت بالبحرين المتوسط والأحمر ونهر النيل لتحمى مياهنا الاقليمية وتدعم توسع الامبراطورية.
وعلى مدار التاريخ العسكرى قدم الجيش المصرى زعامات عسكرية فذة ووطنية عظيمة تدرس معاركهم فى مراكز البحوث العسكرية والتاريخية حتى الآن.
فمن نارمر موحد القطرين ومنشىء الدولة المصرية الموحدة الى تحتمس ثم أحمس طارد الهكسوس الى رمسيس الثانى صاحب الفتوحات الكبرى امتدادا الى عصر تاريخ الدولة الحديثة التى برز فى بدايتها القائد ابراهيم باشا بن محمد على صاحب الفتوحات التى زلزلت امبراطوريات العالم التى اتحدت ضده وضد مصر عام 1840
- جيش وطنى.
والقارىء الجيد للتاريخ يؤكد أنه فقط فى العصور التى اعتمد فيها حكام مصر على أبنائها فى بناء وقيادة الجيش كانت مصر تنشىء الامبراطوريات كما حدث فى ثلاثة أزمنة تاريخية بارزة هى الفترة الفرعونية والفترة الاسلامية الممتدة منذ فتح عمرو بن العاص لمصر مرورا بعصور الدويلات المتتالية وصولا الى العصر الحديث وحكم أسرة محمد على حتى الآن.
فتروى الرسومات الخالدة المنقوشة على معابد مصر ومقابرها الفرعونية ومسلاتها الشاهقة قصصا خالدة عن بطولات الجنود والقادة المصريين على مر التاريخ.
ومع انتهاء العصر الفرعونى حرصت القوى التى سيطرت على مصر من فرس لرومان ويونانيين وغيرهم إلى إبعاد المصريين عن قيادة الجيش وربما حتى الممارسة العسكرية تماما خوفا من الوطنية المصرية التى يمكن أن تغلب على المصرى فيثور لصالح وطنه وهى أحداث تحققت عدة مرات بالفعل.
- كنانة الله.
ومنذ مجىء عمرو بن العاص فاتحا مصر قلبت القيادة العربية تلك القواعد السابقة خاصة أنهم لم يأتوا محتلين بل فاتحين وناشرين لديانة مجدت فى مصر بالقرآن والسنة فأخذ المسلمون بحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذى قال فيه: «إذا فتح الله عليكم مصر، فاتخذوا فيها جندا كثيرا فإنهم خير أجناد الأرض وهم فى رباط الى يوم الدين».
ومنذ ذاك الحين عادت مصر لتقود العالم الاسلامى نحو الفتوحات سواء غربا حتى المغرب العربى أو شرقا وشمالا وفى حروب مواجهة الصليبيين والهكسوس وغيرهم.
فقد كانت مصر دوما هى درع الأمة بجيشها العظيم وهم من حملوا على عاتقهم مواجهة العدوان الاوروبى الذى سعى لنهب واحتلال الأراضى العربية متدثرين بالصليب فقام رجال نجم الدين أيوب وشجرة الدر بالقضاء على حملة لويس التاسع على مصر التى اجتمع قادة أوروبا بالمناقشة فشل حملاتهم للوصول للقدس واحتلال الشرق العربى فوجدوا حملة لويس الى مصر مباشرة فدحره الجيش المصرى وأذله.
- الجندى المصرى.
وفى العصر الحديث وبتولى محمد على مقاليد الحكم ولرغبته فى بناء امبراطورية مصرية اعتمد بشكل أساسى على الجندى المصرى لينطلق بقيادة ابراهيم باشا لتحقيق أمن وحدود مصر الاستراتيجية ذاتها من تركيا إلى الصومال جنوبا ومن جزيرة رودس الايطالية الى بلاد الحجاز نحو اليمن وهى الحملة التى قادها ابنه الثانى طوسون فاجتمعت الدول الأوروبية والقوى العالمية كلها ضد مصر وكان شرطهم الاساسى تدمير قوة الجيش المصرى رمز القوة والوطنية المصرية.
وحتى عندما حاول الخديوى اسماعيل النهوض بمصر وجيشها كانت دول أوروبا له بالمرصاد خاصة بعد ما اتجه بجيشه نحو حدود مصر الاستراتيجية افريقيا وهى الصومال فأقصوه وأغرقوه وخليفته محمد توفيق فى الديون والرقابة الثنائية والدولية وأخيرا الاحتلال البريطانى.
- هوجة عرابى.
وخلال تلك الفترة لم يغفل الجيش المصرى يوما عن دوره الوطنى، فبعدما رأى عرابى ورفاقه حالة المهانة التى تعيشها مصر ورغبة دول أوروبا قهر النزعة الوطنية المصرية وبالطبع لم تكن الثورة نتاجا حصريا لسياسات عهد الخديوى توفيق. فمع تضخم الأزمة المالية فى عهد الخديوى اسماعيل تدخلت الدول الكبرى فى شئون مصر عبر انشاء «لجنة صندوق الدين» فى مايو 1876وبعده جاء نظام «المراقبة الثنائية» فى نوفمبر من نفس العام ثم لجنة التحقيق الأوروبية فى يناير1878 التى طالبت بتنازل الخديوى عن أطيانه وأطيان عائلته كرهن لسداد الديون بالإضافة لاحداث تغيير فى الحكم ويتنازل عن سلطاته المطلقة فاستجاب لهم اسماعيل وأصدر فى 28أغسطس 1878 قراره الشهير بانشاء مجلس النظار وتخويله مسئولية الحكم وعهد لنوبار باشا بتلك الوزارة الكارثة التى كانت بداية لوجود وزيرين انجليزى وفرنسى مما أدى لاستياء عام استغله الخديوى اسماعيل فأقال نوبار وعين شريف باشا رئيسا للوزراء واختار جميع اعضائها من المصريين مما أثار جميع دول أوروبا التى احتشدت وأقنعت السلطان العثمانى بعزله وتعيين ابنه توفيق فى 26 يونيو 1879م.
وبمجئ توفيق الذى استسلم لإملاءات فرنسا وانجلترا ورفض دستور شريف باشا رفضا لعودة الحكم المطلق فاستاء الرأى العام والذى زاده سخطا حكومة رياض باشا التى أساءت معاملة الوطنيين وضيقت عليهم الخناق عبر اعادة لجنة المراقبة الثنائية ثم لجنة التصفية ووجود ناظر حربى متعصب للاتراك والشراكسة هو عثمان رفقى الشركسى.
بدأت ثورة عرابى عندما قدم عريضة فى 15 يناير 1891 ومعه عبدالعال حلمى وعلى فهمى يطلبون عزل وزير الحربية عثمان رفقى فقبض عليهم رياض فثار الجيش المصرى وحرر عرابى وزملاؤه وتحركوا جميعا نحو سراى عابدين مطالبين بإقالة وزير الحربية فاستجاب توفيق وعين محمود سامى البارودى بدلا منه فقد كانت الثورة عسكرية أول الأمر.
ومع المطالب الشعبية برفع الظلم عن الشعب أمر عرابى بحشد الآليات إلى ميدان عابدين صباح 9 سبتمبر 1881 لتقديم مطالب الجيش والأمة بإسقاط كل وزارة رياض وتشكيل مجلس نواب على النسق الأوروبى وزيادة عدد الجيش فإستجاب لهم توفيق وتم تشكيل وزارة شريف باشا الثانية.
بعد ذلك جاءت استقالة شريف الثانية إثر تدخل إنجلترا وفرنسا لمنع مجلس النواب من مناقشة الميزانية فشكلت وزارة جديدة برئاسة محمود سامى البارودى كان فيها أحمد عرابى وزيرا للحربية وهو أول وزير حربية مصرى منذ إنشاء محمد على الجيش المصرى الحديث.
ولأنه وطنى ومن جيش وطنى سعى عرابى للدفع بنشر التعليم الاجبارى وإصلاح المحاكم الأهلية وسعى محمود سامى بدوره لانشاء مجلس أعلى للإدارة والتشريع لكن بريطانيا لم تكن تريد لمصر نهوضا فعقدت مؤتمر الاستانة فى يونيو 1882 لتستغل قيام عرابى بتحصين قلاع الاسكندرية وعندما رفض عرابى إنذارا بتسليمها لقائد البحرية البريطانى هاجمت قوات الأميرال سيمور الاسكندرية واستقبل الخديوى توفيق الذى أصدر قرار بعزل عرابى فرفض الجيش والشعب ذلك.
وظل عرابى يحارب المحتلين فى كفر الدوار ثم التل الكبير ولولا خيانة الخديوى توفيق وديليسيبس وخنفس باشا قائد حاميه القاهرة والبدو وشعراوى باشا لكان التاريخ قد تغير. فبعد صد الانجليز عن كفر الدوار هزموا الجيش المصرى فى التل الكبير يوم 9 سبتمبر 1882 ثم دخلوا القاهرة فى 14 سبتمبر ليتم بعدها محاكمة عرابى وصحبه لينفى الى جزيرة سيلان (سريلانكا) ويبقى الاحتلال جاثما على صدر مصر 74 عاما كاملة.
- ثورة يوليو.
ورغم سنوات القهر والقمع الاحتلالى كان الجيش المصرى الذى استخدم فى الحربين الاولى والثانية لصالح إنجلترا أملا فى وعود منح الاستقلال يغلى سنوات طويلة وهو يرى المهانة فى عزل ملك وتوليه سلطان أو خديوى وتقسيم الوطن العربى فى معاهدات مثل سايكس بيكو ومنح فلسطين لليهود فى وعد بلفور وهى أمور وغيرها الكثير جعلته كالبركان الثائر يغلى تحت الرماد إنتظارا للحظة الحرية من قيده الذى كبله به الحكم الفاسد والحياة السياسية مطاطأة الرأس للملك والاحتلال إلى أن حانت فرصة الانطلاق دفاعا عن العروبة وفلسطين ومصر ضد الجسم السرطانى الخبيث المسمى إسرائيل الذى زرعته قوى الاحتلال خاصة بريطانيا ودعمته أمريكا فى المنطقة لمنع إتحادها ولتظل دوما فى حروب مدمرة.
وكانت الخيانة الداخلية والدولية التى سببت هزيمة الجيش فى حرب 1948 حافزا للضباط لأخذ دورهم الوطنى وإصلاح ما أفسده الاحتلال والحكم الضعيف فأنشأوا تنظيم الضباط الاحرار وإختاروا اللواء محمد نجيب قائدا رمزيا له.
وفى ليلة 23 يوليو 1952 تحرك جيش مصر العظيم لتطهير نفسه أولا فقد كان البيان الأول الذى أعلن فيه عن تولى محمد نجيب قائدا للقوات المسلحة لا يتعرض لملك نهائيا بل تحدث عن الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم وهزيمة فلسطين والخيانة وأهداف الجيش وطمأنة الأجانب، ومع الالتفاف الشعبى حوله ونجاح السيطرة على مفاصل البلاد تحول الانقلاب أو الهوجة العسكرية إلى ثورة شعبية يقودها الجيش متبنيا المطالب الشعبية العامة وهى المطالب التى كانت معدة مسبقا لكن الجيش لم يرد إطلاقها أول مرة حتى تتضح الرؤى أمامه.
وفى 26 يوليو توجه محمد نجيب وأنور السادات وجمال سالم لعلى ماهر بإنذار الجيش للملك والذى يقضى بتنازله عن العرش لابنه ومغادرة مصر قبل السادسة من مساء ذات اليوم فكان رد فاروق أن رفض الاحتماء بقوات أجنبية ضد جيش بلاده ورفض إراقه دماء المصريين وخرج من مصر فى زيه العسكرى تودعه بإحترام 21 طلقة مدفعية وقائد الثورة العلنى محمد نجيب بعدما قرر جمال عبدالناصر نفيه قائلا لصلاح سالم: «ليذهب فاروق الى المنفى. ويترك للتاريخ الحكم عليه».
حربا 56 و67
لم يكن الجيش المصرى فى ثورة يوليو طامعا لسلطة أو قادة حالمين بكراسى الحكم بل قاده رأوا إحتياجا للبلاد أن يكفلوا بأنفسهم تحقيق آمال الشعب ورغم الأخطاء التى حدثت فقد قاد الجيش المصرى حركة نهوض وطنى في جميع المجالات وكان ملجأ كل الثوار والطامعين فى الحرية والاستقلال وكان جيش مصر لهم السند والمعين.
ولم تكن حروب 1956 و1967 فى المضمون العام حروبا احتلالية بقدر ما كانت حروبا تدميرية للصحوة المصرية المدعومة بالجيش الوطنى الذى دعم ليبيا واليمن والجزائر وتونس والمغرب وكل الاقطار العربية. فكان لابد من القضاء عليه والقضاء على عبدالناصر أملا أن تعود مصر بعدهما للركوع للمحتل والسطوة الغربية وسياسات الأحلاف السائدة آنذاك.
لكن مصر وثورتها لم يرضيا بالتبعية بل بالوحدة العربية والقوة العربية فأقيمت وحدة إندماجية مع سوريا عام 1958 بإسم الجمهورية العربية المتحدة ثم كانت إتفاقية الوحدة مع العراق وسوريا عام 1964 لكن وفاة الرئيس العراقى عبدالسلام عارف عام 1966 ثم حرب 1967 حالا دون اتمامها.
- حرب أكتوبر.
ونتيجه لإخطاء سياسية بالدرجة الأولى وتغليب ذوى الولاء على ذوى الكفاءة حكم على الجيش المصرى بالهزيمة فى معركة لا يمكن أن تغفل فيها حبكة التخطيط الدولى والدعم العسكرى المطلق لاسرائيل حتى تقضى على ناصر ومصر ولكن هيهات.
فرغم الهزيمة انطلق الجيش المصرى ليذيق المحتل الاسرائيلى الضربات المتتالية المرعبة والتى كان من أشهرها ضرب الباخرة إيلات بعد أسابيع من الهزيمة المعروفة بالنكسة وتكون أفضل إعداد نفسى على الاقل للحرب المرتقبة.
وفى ظهر السادس من اكتوبر 1973 إنطلق الجيش المصرى يرفع عن مصر عار الهزيمة ويعلم أعداءها فى معركة حقيقية معدن الجندى المصرى.
وبعيدا عن بطولات الحرب التى لا يمكن حصرها فقد كان هناك جانب آخر لتلك الحرب فداخليا لم تحدث أيام الحرب أى جرائم تذكر ولم يستغل حتى المنحرفون الظروف للسرقة والنهب بل توحدت القلوب حول الجيش فى معركة الكرامة وتنامى الشعور بالواجب الوطنى والدفاع عن مصر. ورفعت عمليات وإنتصارات الجيش - وإنطلاق الآلاف من أبنائه يعبرون قناة السويس لطرد المحتلين الذين فروا إلى الجحور - من حالة الوطنية لدى المصريين فتسابق الآلاف للانضمام للجيش لتقديم ضريبة الدم والتشرف كما يسعى الجندى المصرى دوما إما للنصر أو الشهادة دفاعا عن تراب الوطن وكرامته ومستقبله.
- حامى الثورة.
ومع تفجر ثورة 25يناير وحدوث الفراغ الامنى يوم 28 يناير الماضى والذى راح ضحيته 500 شهيد وأكثر من 5000 جريح. نزلت قوات الجيش للشوارع ليلة ذات اليوم لإنقاذ مصر من الدمار وهو النزول الذى حمل مخاوف عالمية ولدى البعض فى الداخل أن يكون هذا النزول بداية لعملية قمع دموية تسيل فيها دماء المصريين بالشوارع أنهارا لكن الشعب والجيش كان لهما رأى آخر.
فقد عبرت هيستيريا الفرح التى عمت الشعب المصرى عن حالة الحب والتقدير والثقة التى يوليها الشعب للجيش وأنه أبدا لم يدنس شرفه بقتل المصريين أو قمعهم كما سعى البعض وكان لهذا النزول عدة مكاسب هامة جدا منها على سبيل المثال.
- أولا: أنه كان حماية للثورة من البلطجية وأعدائها وهى الحماية التى حفظت لهم الإستقرار والبقاء الآمن المتزايد.
- ثانيا: أوجدت تلك الحماية إحساسا بالثقة جعلتهم يطالبون بالمزيد من المطالب التى إعترف الرئيس السابق ونائبه أنها مطالب شرعية لأناس مخلصين.
- ثالثا: كفل نزول الجيش السيطرة على عمليات التدمير التى قام بها عملاء النظام السابق وإيقاف هروب السجناء وحفظ الأمن العام وإيقاف مسلسل القتل وحماية المنشآت العامة والخاصة والارواح والممتلكات.
- رابعا: حفظ الجيش مصر من إحداث الفتن نتيجة إحتمال إستغلال بعض القوى الخارجية للفراغ الأمنى لتنفيذ خطط عدائية كإستهداف الكنائس وتصويرها للعالم بأن المسلمين بدأوا فى قتل المسيحيين وهو ما وقف الشعب المصرى كله لمنعه.
- خامسا: ضمن الجيش القبض على قتلة الشعب وسارقى ثرواته وتقديمهم للتحقيق والمحاكمات
- سادسا: حمى الجيش الشعب وعناصر الحكم على حدٍ سواء من حمامات الدم التى كان يمكن أن تراق ليلة 11 فبراير وما بعدها بالقصور الجمهورية وحولها وغيرها من المقار السيادية التى مثلت تاريخا من العداء ضد الشعب كوزارة الداخلية ومقار جهاز أمن الدولة ودواوين المحافظات.
سابعا: أسقط الجيش كل محاولات التحريض ضد الثورة والشعب والتى صدرت علنا من بعض المسئولين ليؤكد إنها جزء من هذا الشعب وأنه أبدا لن يكون وسيلة لقتله وقهره.
- تأمين البلاد.
لقد شهد يوما 10.9 فبراير حراكا مكثفا من الجيش المصرى لإنهاء هذه الازمة السياسية وحسمها كما ايد الكثير من المحللين قراره النهائى أن الشرعية الشعبية الثورية هى الاصلح والباقية فأعاد نشر قواته فى القاهرة وتكثيفها قرب المواقع الحيوية كالقصور الرئاسية والهيئات الكبرى ومبنى الإذاعة والتليفزيون والوزارات إعلانا بأن الأمور تتجه نحو إستلامه السلطة لنقلها للشعب مدنيا كما تعهد بعد ذلك.
ورغم بيانى التهدئة الأول والثانى للجيش خلال الأزمة والتى غلب عليها الدعوة لتهدئة الغضب الشعبى والبقاء على خط الخوف على الأمن القومى المصرى جاء البيان الثالث الذى أعقب تنحى الرئيس مبارك ليطمئن الشعب على أمنه وأمانه ومستقبله بتعهده لحماية الثورة وادارة المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية ومؤكدا أن المجلس الذى فوضه الرئيس السابق لادارة شئون البلاد ليس بديلا للشرعية التى يرتضيها الشعب.
وحظى البيان بإحترام كل العقلاء والمتزنين أولهما أن الجيش لم يكن مسايرا للتيار الأهوج لدى البعض فقام بتقديم التحية للرئيس مبارك لما قدمه لمصر حربا وسلما وهى نقطة إحترام يجب تقديرها ودوليا كانت لحركة الجيش التى تمت بقرار من الرئيس السابق لتأمين البلاد ردود فعل إقليمية وعالمية لا يمكن تجاهلها منها على سبيل المثال لا الحصر إدراك القوى الاقليمية خاصة المعادية لمصر أن لم تقبل حالة الاستسلام السياسى التى عاشتها لعقود طويلة التى جعلت الكثير من الأقزام يتطاولون عليها ويسعون لنيل مكانتها ليس خطأ منهم بل لان الدور المصرى المتراجع إقليميا ودوليا هو ما سمح لهم بذلك.
- ثانيا: لم تكن يافطات «مصر. مصر تحيا مصر» و«بلادى بلادى» التي حملها عرب أمام السفارات المصرية بالخارج سوى تعبير عن حالة الاحياء الوطنى لديهم والتى ترجمها الجيش المصرى باعلانه حمايته للثورة ومحاربة الفساد وبناء الديمقراطية وهى صورة غير التى تتعرفها تلك الشعوب عن جيوشها المستخدمة فى قهرهم.
- ثالثا: شجع الجيش المصرى بوطنيته الشعوب العربية تلك الدول التى يرى أهلها بفساد الحكم أن يطالبوا جيوش بلادهم التعلم من الدرس المصرى الامر الذى جعل الكثير ممن إهتزت عروشهم أن يتسابقوا لتقديم الخدمات لشعوبهم لأن المثال واضح فى القاهرة.
لقد ساعد الدور العظيم الذى قام به الجيش فى تأمين وحماية مطالب الشعب والتعهد برعاية الوصول اليها نقلة تاريخية لمسار الحياة المصرية كى تستعيد دورها كقائد للعالم العربى.
لقد خلت مصر خلال فترة الثورة من الفتن الطائفية التى اشتعلت فى جنبات الوطن بفعل فاعل بعدما حاول بعض الخونة والمجرمين إيهام العالم أن مصر على شفا قنبلة وحرب طائفية لكن الهلال والصليب اللذين تعانقا على ظهر الدبابات الرابضة فى ميدان التحرير والميادين الكبرى أكدا للجميع أن شعب مصر لم ولن يقبل الفتنة بين نسيجى الأمة.
- أمين الثورة.
وكانت الروح الوطنية التى عمت البلاد مكسبا آخر لايقدر بثمن عندما إجتمع شباب وشيوخ كل منطقة للذود عن أحيائهم وبيوتهم سواء ممن أرادوا إحداث الفوضى المخططة أو ضعاف النفوس الذين تم إطلاقهم من السجون وأقسام الشرطة لتدمير البلد أو هؤلاء الذين خرجوا يستغلون الغياب الأمنى للسرقة ونهب أملاك الغير.
حقق الجيش المصرى العظيم وتعهد لثوار وشباب 25 يناير وشعب مصر كل ما طلبوه أو على الأقل تعهد بالمضى سريعا لتحقيقه بدءا من محاكمة القتلة والمفسدين الى حماية الثورة ورعايتها وخلص مصر من مجلسى الشعب والشورى وتعهد بحكم ديمقراطى تعددى«ومدنى وانهاء حالة الطوارئ التى كبلت الحريات وإعداد دستور وطنى جديد يخلصنا من الدستور السابق والذى كان يعدل وفق الاهواء والمصالح.
لقد كانت التحية العسكرية التى قدمها لأرواح الشهداء اعترافا وتقديرا من المؤسسة العسكرية بمكانة وأهمية ما قدموه لصالح ومستقبل مصر وهو ما يؤكد أن الجيش والشعب سيخطوان معا نحو مستقبل مشرق جديد يتدارك أخطاء الماضى للتعلم والتصحيح حتى تصل مصر للوضع والمكانة التى تستحقها.

https://taamelbyot.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى