مدخل
وفرت قطر على مدار العشرين أو الثلاثين عامًا الماضية، وطنًا للكثيرين من الذين اضطروا للفرار من بلادهم، مثل ليبيا وتونس، وجاء هؤلاء دائما من خلفيات إسلامية، ولهذه الدولة علاقة متجذرة بالإخوان المسلمين، حيث شكلت خلال المرحلة الماضية محطة مهمة لرموز الإخوان في العالم الإسلامي وهو ما يتناقض مع ما قامت به من قبل، من حل التنظيم والعمل فقط في مجال التربية والدعوة.
التاريخ والنشأة
ترتبط نشأة الإخوان في قطر بنشوء الحركة الإسلامية بها، والتي تأثرت في مرحلة مبكرة بكتابات سيد قطب وفتحي يكن وغيرهما من الإخوان، وشهدت قطر تواجدا مكثفاً للإخوان المسلمين من خلال ثلاث موجات رئيسية، تمثلت فيما يلي:
عبد المعز عبد الستار
الموجة الأولى "مصر"
وصلت موجة الإخوان الأولى من مصر عام 1954 عقب المواجهة بين تنظيم الإخوان المسلمين في مصر والرئيس جمال عبد الناصر، وكان على رأسهم يوسف القرضاوي، عبد المعز عبد الستار، أحمد العسّال، كمال ناجي وعبد البديع صقر وغيرهم.
وصلت موجة الإخوان الأولى من مصر عام 1954 عقب المواجهة بين تنظيم الإخوان المسلمين في مصر والرئيس جمال عبد الناصر، وكان على رأسهم يوسف القرضاوي، عبد المعز عبد الستار، أحمد العسّال، كمال ناجي وعبد البديع صقر وغيرهم.
حافظ الأسد
الموجة الثانية "سوريا"
قدمت من سوريا في سنة 1982 بعد أن قامت بمواجهة حافظ الأسد، ودخلت في صدام معه انتهى بمذبحة حماه.
قدمت من سوريا في سنة 1982 بعد أن قامت بمواجهة حافظ الأسد، ودخلت في صدام معه انتهى بمذبحة حماه.
أحداث 11 سبتمبر
الموجة الثالثة "السعودية"
وصلت هذه الموجة إلى قطر في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، قادمة من المملكة العربية السعودية، وكانت بعد حل التنظيم عام 1999، وعقب قدوم الإخوان إلى قطر قاموا مباشرة بنشر أفكار الجماعة من خلال إلقاء الدروس والحلقات في المساجد، بالإضافة إلى المحاضرات العامّة وصياغة المناهج التربوية والتعليمية في البلاد واختيار أعضاء هيئات التدريس في كل المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، بدعم من حاكم قطر في ذلك الوقت الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني، الذي كان ميّالا إلى الثقة بهذه المجموعة من الإخوان، بعد أن وجد أنهم كانوا حريصين على العمل الفردي العضوي؛ حتى لا تثار الشكوك حولهم؛ ولذلك ركّز هؤلاء الإخوان، وأسهموا في تأسيس وزارة التربية والتعليم، وكذلك معهد الدراسات الدينية، واندمج بعضهم في مشروع فكري وصحفي كبير تمثل في مجلة "الأمة القطرية" التي صدر منها (72) عدداً حتى توقفها، ولعبت العلاقات الشخصية والمبادرات الفردية دورا كبيرا في نشأة التنظيم الإخواني في الإمارة الوليدة.
وصلت هذه الموجة إلى قطر في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، قادمة من المملكة العربية السعودية، وكانت بعد حل التنظيم عام 1999، وعقب قدوم الإخوان إلى قطر قاموا مباشرة بنشر أفكار الجماعة من خلال إلقاء الدروس والحلقات في المساجد، بالإضافة إلى المحاضرات العامّة وصياغة المناهج التربوية والتعليمية في البلاد واختيار أعضاء هيئات التدريس في كل المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، بدعم من حاكم قطر في ذلك الوقت الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني، الذي كان ميّالا إلى الثقة بهذه المجموعة من الإخوان، بعد أن وجد أنهم كانوا حريصين على العمل الفردي العضوي؛ حتى لا تثار الشكوك حولهم؛ ولذلك ركّز هؤلاء الإخوان، وأسهموا في تأسيس وزارة التربية والتعليم، وكذلك معهد الدراسات الدينية، واندمج بعضهم في مشروع فكري وصحفي كبير تمثل في مجلة "الأمة القطرية" التي صدر منها (72) عدداً حتى توقفها، ولعبت العلاقات الشخصية والمبادرات الفردية دورا كبيرا في نشأة التنظيم الإخواني في الإمارة الوليدة.
مجلة "الأمة القطرية"
وشكل الامتداد الإخواني في قطر في مراحله الأولى شكل الانتشار الفكري، حيث عاشت قطر خلال الفترة من 1960 إلى 1980 مرحلة نشطة من التلقّي الفكري الإسلامي، ومما ساعد الإخوان على الانتشار أن طريقة التربية عندهم تأخذ أشكالاً تناسب كثيراً الطبيعة البدوية في الجزيرة العربية، ومنها قطر من حيث شكل الرحلة والمخيّم والمعسكر وغير ذلك.
كانت هذه الأنشطة تتم في البداية بشكل عفوي دون (تنظيم) وكان رموز الإخوان آنذاك القادمين من مصر يدعون إلى هذه المخيمات والرحلات، وتكون لهم أحاديث ودروس شكلت آثارها البالغة على الشباب في قطر.
ومع مرور الوقت بدأ هؤلاء الشباب يشعرون بألفة فئوية ورفقة سيكولوجية لم يكونوا يشعرون بها من قبل، ومع تأثرهم بكتابات سيد قطب وفتحي يكن وغيرهما، واحتكاكهم المباشر بالفارين من الإخوان بدءوا يشعرون أنهم أصبحوا إخوانا، ولكن بدون صراع مع الدولة في قطر، وأصرّت هذه المجموعة الصغيرة التي لا تتعدى 100 من شباب قطر في عام 1975 على ضرورة اختيار (مسئول) للإشراف على هذه الأنشطة المتمثلة في "التربية، والترويح، والاحتفال".
بعد قدوم بعض الخريجين الجُدد من الخارج 1980 ـ 1981 وانضموا إلى الإخوان في قطر- قاموا بدراسة جدوى التنظيم، وانتهت إلى حل التنظيم عام 1999.
كانت هذه الأنشطة تتم في البداية بشكل عفوي دون (تنظيم) وكان رموز الإخوان آنذاك القادمين من مصر يدعون إلى هذه المخيمات والرحلات، وتكون لهم أحاديث ودروس شكلت آثارها البالغة على الشباب في قطر.
ومع مرور الوقت بدأ هؤلاء الشباب يشعرون بألفة فئوية ورفقة سيكولوجية لم يكونوا يشعرون بها من قبل، ومع تأثرهم بكتابات سيد قطب وفتحي يكن وغيرهما، واحتكاكهم المباشر بالفارين من الإخوان بدءوا يشعرون أنهم أصبحوا إخوانا، ولكن بدون صراع مع الدولة في قطر، وأصرّت هذه المجموعة الصغيرة التي لا تتعدى 100 من شباب قطر في عام 1975 على ضرورة اختيار (مسئول) للإشراف على هذه الأنشطة المتمثلة في "التربية، والترويح، والاحتفال".
بعد قدوم بعض الخريجين الجُدد من الخارج 1980 ـ 1981 وانضموا إلى الإخوان في قطر- قاموا بدراسة جدوى التنظيم، وانتهت إلى حل التنظيم عام 1999.
الدكتور عبد الله النفيسي
ويرجع الدكتور عبد الله النفيسي أستاذ العلوم السياسية والمفكر الإسلامي الخليجي حل جماعة الإخوان المسلمين في قطر إلى أنها أصبحت عبئا على الحالة الإسلامية والحالة السياسية العربية بشكل عام، وأن التجربة القطرية في حل الجماعة كانت رائدة في هذا المجال.
ويتابع قائلا: "عندما قرر تنظيم الإخوان في قطر دراسة حالة للتجربة، وتقييم مدى الحاجة لوجود تنظيم إخواني، انتهت الدراسة التي لم تنشر حتى الآن إلى حل التنظيم في العام 1999، والتحول إلى تيار فكري إسلامي عام يخدم القضايا التربوية والفكرية في عموم المجتمع".
وقال النفيسي: "سألت أحد القائمين المهّمين بهذه الدراسة بجزئيها: الآن وبعد هذه السنين ما رأيك بالإخوان في مصر؟ قال: لقد تحول الإخوان إلى إسفنجة تمتص كل الطاقات وتجمّدها، إنهم حيثما كانوا يسهمون في تجميد الحالة ،وذلك يخدم في المحصول النهائي النظام أينما كان، إنهم يقومون بدور وظيفي لصالح الدولة هناك دون أن يشعروا".
وبسؤال آخر نفس السؤال قال: "الإشكال الأساسي عند الإخوان في مصر هو فقدان البوصلة، وإنهم مشغولون بالفعل اليومي والصراع على النقابات والأندية والاتحادات الطلابية والسيطرة على المساجد، وينسون في غمرة كل ذلك التوّجه الإستراتيجي والفكر المنهجي بعيد المدى، وإذا كان الإخوان في مصر يمثلون (القلب) بالنسبة لتنظيم الإخوان العالمي، فإن علاقة ذلك القلب بـ (الأطراف)ـ تنظيمات الإخوان في البلاد العربيةـ علاقة ضعيفة وسطحية للغاية، ولا تقوم على اتصال عضوي أو حي أو مستمر، والقلب لا يستطيع أن يعيش وحده في أي جسم كان، فهو في نهاية الأمر يحتاج لحركة الأطراف، فوظيفته في النهاية ضخّ الدماء لهذه الأطراف، ثم إن الإخوان في مصر يعيشون في ظل نظام فكري دوجماني، ويريدون إسقاط هذه الدوغماتية على الجميع خارج مصر وهذا أمر غير مقبول ولا معقول، وهذا أدّى إلى تحوّل الجماعة إلى عامل طرد أكثر من عامل جذب للعقول المتميزة".
ويتابع: "إننا في الجزيرة العربية لسنا في حاجة لاستنساخ التجربة في مصر (أي تجربة الإخوان)، إذ أن الظروف الموضوعية في مصر ربما برّرت نشوء وقيام (جماعة الإخوان) في وقتها 1928م، لكن مصر في وضعها الحالي 2006 ليست في حاجة لهذا الشكل أو هذا الإطار من التحرك، فنحن في حاجة إلى قلب (مرجعية) ذات صدقية وليس على (تنظيم) في حاجة إلى (قلب مرجعي)- كما أسماه- مشبّع بالعلم الشرعي الإسلامي، وإضافة إلى ذلك بالفكر الإستراتيجي وفهم الواقع المحلّي والإقليمي والعالمي، والتسلّح بأدوات الفحص المنهجي السليم المناسبة للعصر وظروفه وملابساته".
ويتابع قائلا: "عندما قرر تنظيم الإخوان في قطر دراسة حالة للتجربة، وتقييم مدى الحاجة لوجود تنظيم إخواني، انتهت الدراسة التي لم تنشر حتى الآن إلى حل التنظيم في العام 1999، والتحول إلى تيار فكري إسلامي عام يخدم القضايا التربوية والفكرية في عموم المجتمع".
وقال النفيسي: "سألت أحد القائمين المهّمين بهذه الدراسة بجزئيها: الآن وبعد هذه السنين ما رأيك بالإخوان في مصر؟ قال: لقد تحول الإخوان إلى إسفنجة تمتص كل الطاقات وتجمّدها، إنهم حيثما كانوا يسهمون في تجميد الحالة ،وذلك يخدم في المحصول النهائي النظام أينما كان، إنهم يقومون بدور وظيفي لصالح الدولة هناك دون أن يشعروا".
وبسؤال آخر نفس السؤال قال: "الإشكال الأساسي عند الإخوان في مصر هو فقدان البوصلة، وإنهم مشغولون بالفعل اليومي والصراع على النقابات والأندية والاتحادات الطلابية والسيطرة على المساجد، وينسون في غمرة كل ذلك التوّجه الإستراتيجي والفكر المنهجي بعيد المدى، وإذا كان الإخوان في مصر يمثلون (القلب) بالنسبة لتنظيم الإخوان العالمي، فإن علاقة ذلك القلب بـ (الأطراف)ـ تنظيمات الإخوان في البلاد العربيةـ علاقة ضعيفة وسطحية للغاية، ولا تقوم على اتصال عضوي أو حي أو مستمر، والقلب لا يستطيع أن يعيش وحده في أي جسم كان، فهو في نهاية الأمر يحتاج لحركة الأطراف، فوظيفته في النهاية ضخّ الدماء لهذه الأطراف، ثم إن الإخوان في مصر يعيشون في ظل نظام فكري دوجماني، ويريدون إسقاط هذه الدوغماتية على الجميع خارج مصر وهذا أمر غير مقبول ولا معقول، وهذا أدّى إلى تحوّل الجماعة إلى عامل طرد أكثر من عامل جذب للعقول المتميزة".
ويتابع: "إننا في الجزيرة العربية لسنا في حاجة لاستنساخ التجربة في مصر (أي تجربة الإخوان)، إذ أن الظروف الموضوعية في مصر ربما برّرت نشوء وقيام (جماعة الإخوان) في وقتها 1928م، لكن مصر في وضعها الحالي 2006 ليست في حاجة لهذا الشكل أو هذا الإطار من التحرك، فنحن في حاجة إلى قلب (مرجعية) ذات صدقية وليس على (تنظيم) في حاجة إلى (قلب مرجعي)- كما أسماه- مشبّع بالعلم الشرعي الإسلامي، وإضافة إلى ذلك بالفكر الإستراتيجي وفهم الواقع المحلّي والإقليمي والعالمي، والتسلّح بأدوات الفحص المنهجي السليم المناسبة للعصر وظروفه وملابساته".
عبدالله النفيسي
ويشدد على أنه لو توفر هذا القلب المرجعي (قد يكون فردا أو مجموعة من الأفراد)، ولو توفرت له (المراكز) و(المؤسسات) لاستطاع هذا القلب أن يشِعّ ما هو مطلوب من التوجيه المناسب لحركة المجتمع في الجزيرة العربية وفق ما تقتضيه الشريعة الإسلامية السمحاء، دون ولوج تجربة التنظيم السياسية وتفريعاتها المؤلمة، التي شهدها أكثر من قُطر عربي وإسلامي والتي تثير حساسية مُفرطة لدى دولنا ونُخبنا الحاكمة.
ويؤكد على أن أكثر ما يميّز التجربة الإخوانية القطرية أنها لم تكن عادية؛ إذ لم تتحكم بها العاطفة الإسلامية أو اليوتوبيا السياسية، ولم تتحكم بها لوائح تنفيذية أو قوانين أو رسميات كشأن تجربة الإخوان في الإمارات أو الكويت، أو ربّما إلى حدّ ما تجارب الإخوان في المملكة العربية السعودية أو سلطنة عمان والبحرين.. القطريون يرون أن اللوائح والقوانين والرسميات تعيق النمو الطبيعي العفوي للجماعات.
وفي ظنّي لو أنّ مَسَار (الجماعة) في قطر تأسّس على لوائح ورسميات، كشأن باقي تجارب الإخوان في الجزيرة العربية - لما وصل حوارهم الداخلي الناشط إلى ما وصل إليه عام 1999 بحل التنظيم.
واعتبر النفيسي أن المرحلة التاريخية التي نشأت في ظلها جماعة الإخوان المسلمين قديما لم تعد قائمة الآن، حتى في مصر، وأضاف قائلا: إن الظروف الموضوعية في مصر ربما بررّت نشوء وقيام (جماعة الإخوان في وقتها 1928) لكن مصر في وضعها الحالي ليست في حاجة لهذا الشكل أو هذا الإطار من التحرك.
ودعا الإخوان وغيرهم من الحركات الإسلامية إلى الابتعاد عن فكرة "التنظيم"، حتى لو كان حزبًا سياسيًا، وأن فكرة "التيار" هي الأقرب إلى الحالة الإسلامية؛ لأنّ صيغة (الحزب) أصبحت تتآكل في المجتمعات المتقدمة سياسياً، ويحل محلّها فكرة (التيار)، والفرق بينهما أن الحزب عبارة عن مجموعة من الأفراد تتفق على منظومة من الأفكار تعتبرها صالحة كبرنامج للحكم الذي يسعى له الحزب، بينما التيار هو مجموعة من الأفراد ومن ذوي مشارب مختلفة، يتفقون في الرأي حول قضية معينة في مرحلة معّينة دون أن يدفعهم ذلك إلى اعتبار هذا الاتفاق صالح كبرنامج للحكم أو السعي له.
واللاّفت للنظر أن القطريين نصحوا الإخوان في الإمارات أكثر من مّرة أن يتخلّوا عن فكرة (التنظيم)، لأن تبعات التمسك بها كانت خطيرة وثقيلة، ولأن الأهداف العامة للتحرك قابلة وممكنة التحقيق دون الحاجة إلى (تنظيم) رسمي يُحرك حساسية الدولة وقد يدفعها إلى القمع المباشر، كما حدث ويحدث في بعض الأقطار العربية ومنها الأقطار الخليجية.
وشدد على أن فكرة (التنظيم) هي ذاتها فكرة (الحزب)، وهي تقوم أساسًا على عامل رئيسي وهو عامل السيطرة على العضو، بينما لا يشكل ذلك عاملاً أساسياً في (التيار)، بل إن فكرة التيار تمجّ عامل السيطرة وربما ترفضه كلياً في بعض البلدان المتقدمة سياسياً، مثل أوروبا الغربية، وأن خطورة عامل السيطرة أنه يحّرض على العَسْكَرة التنظيمية وهي عسكرة ربما تجعل بعض الأحزاب تقوم بمغامرات غير محسوبة في عالم الصّراع على الحكم.
ويؤكد على أن أكثر ما يميّز التجربة الإخوانية القطرية أنها لم تكن عادية؛ إذ لم تتحكم بها العاطفة الإسلامية أو اليوتوبيا السياسية، ولم تتحكم بها لوائح تنفيذية أو قوانين أو رسميات كشأن تجربة الإخوان في الإمارات أو الكويت، أو ربّما إلى حدّ ما تجارب الإخوان في المملكة العربية السعودية أو سلطنة عمان والبحرين.. القطريون يرون أن اللوائح والقوانين والرسميات تعيق النمو الطبيعي العفوي للجماعات.
وفي ظنّي لو أنّ مَسَار (الجماعة) في قطر تأسّس على لوائح ورسميات، كشأن باقي تجارب الإخوان في الجزيرة العربية - لما وصل حوارهم الداخلي الناشط إلى ما وصل إليه عام 1999 بحل التنظيم.
واعتبر النفيسي أن المرحلة التاريخية التي نشأت في ظلها جماعة الإخوان المسلمين قديما لم تعد قائمة الآن، حتى في مصر، وأضاف قائلا: إن الظروف الموضوعية في مصر ربما بررّت نشوء وقيام (جماعة الإخوان في وقتها 1928) لكن مصر في وضعها الحالي ليست في حاجة لهذا الشكل أو هذا الإطار من التحرك.
ودعا الإخوان وغيرهم من الحركات الإسلامية إلى الابتعاد عن فكرة "التنظيم"، حتى لو كان حزبًا سياسيًا، وأن فكرة "التيار" هي الأقرب إلى الحالة الإسلامية؛ لأنّ صيغة (الحزب) أصبحت تتآكل في المجتمعات المتقدمة سياسياً، ويحل محلّها فكرة (التيار)، والفرق بينهما أن الحزب عبارة عن مجموعة من الأفراد تتفق على منظومة من الأفكار تعتبرها صالحة كبرنامج للحكم الذي يسعى له الحزب، بينما التيار هو مجموعة من الأفراد ومن ذوي مشارب مختلفة، يتفقون في الرأي حول قضية معينة في مرحلة معّينة دون أن يدفعهم ذلك إلى اعتبار هذا الاتفاق صالح كبرنامج للحكم أو السعي له.
واللاّفت للنظر أن القطريين نصحوا الإخوان في الإمارات أكثر من مّرة أن يتخلّوا عن فكرة (التنظيم)، لأن تبعات التمسك بها كانت خطيرة وثقيلة، ولأن الأهداف العامة للتحرك قابلة وممكنة التحقيق دون الحاجة إلى (تنظيم) رسمي يُحرك حساسية الدولة وقد يدفعها إلى القمع المباشر، كما حدث ويحدث في بعض الأقطار العربية ومنها الأقطار الخليجية.
وشدد على أن فكرة (التنظيم) هي ذاتها فكرة (الحزب)، وهي تقوم أساسًا على عامل رئيسي وهو عامل السيطرة على العضو، بينما لا يشكل ذلك عاملاً أساسياً في (التيار)، بل إن فكرة التيار تمجّ عامل السيطرة وربما ترفضه كلياً في بعض البلدان المتقدمة سياسياً، مثل أوروبا الغربية، وأن خطورة عامل السيطرة أنه يحّرض على العَسْكَرة التنظيمية وهي عسكرة ربما تجعل بعض الأحزاب تقوم بمغامرات غير محسوبة في عالم الصّراع على الحكم.
جاسم محمد سلطان
وأكد المفكر القطري جاسم محمد سلطان، منظر مراجعات الإخوان في قطر، على أن حصيلة المراجعات التي أجراها من خلال تجربته مع تنظيم الإخوان المسلمين في قطر متاحة، وأن نقد تجربته معهم موزعة في 12 حلقة كتبها في مراجعة الحركة الإسلامية، مؤكداً أنه تجنب "فش الغل" والنقد المباشر، وأنه مستمر في الكتابة في جوانب متعددة من المشروع الإسلامي.
وأرجع سبب حل تنظيم الإخوان المسلمين في قطر إلى أن الدولة تقوم بواجباتها الدينية، ومن ثم لم تكن هناك جدوى من وجود التنظيم، كما أن "إسقاط الدولة" لم يكن ضمن أهدافه، وأن الجزيرة العربية مسكونة بسلطة القديم وسطوة الآباء، مذكراً بأن القرآن الكريم لم يلغ القديم أقدمه، بل ألغى القديم الذي لا يقوم عليه دليل، مطالباً باستخدام العقل في حل القضايا العلمية والدينية.
وأرجع سبب حل تنظيم الإخوان المسلمين في قطر إلى أن الدولة تقوم بواجباتها الدينية، ومن ثم لم تكن هناك جدوى من وجود التنظيم، كما أن "إسقاط الدولة" لم يكن ضمن أهدافه، وأن الجزيرة العربية مسكونة بسلطة القديم وسطوة الآباء، مذكراً بأن القرآن الكريم لم يلغ القديم أقدمه، بل ألغى القديم الذي لا يقوم عليه دليل، مطالباً باستخدام العقل في حل القضايا العلمية والدينية.
حل التنظيم
حسن البنا
بعد خمس سنوات من تشكيل التنظيم الجديد البسيط شكلاً ومضموناً جاء بعض الخريجين الجُدد من الخارج 1980 ـ 1981 وانضموا إلى هذه المجموعة وبدأت تُطرح الأسئلة الجدّية داخل المجموعة: من نحن؟ وإلى أين نسير؟ وهل هناك مشروع نحمله ونتحمّل حمله؟ هل هذا ما نريد؟ ما هي مصلحة المجتمع القطري في كل ذلك؟ هل لفكرة (الدوجما) الحزبية تبعات في المستقبل؟ هل هذا الثوب مناسب ارتداؤه في قطر؟
والملفت للنظر أن المجموعة تعاملت مع هذه التساؤلات بكل رصانة وجدّية وحزم، وقررت تفويض أفراد منها للقيام بدراسة هذه الأسئلة دراسة تفصيلية واستحضار فكر المؤسس "حسن البنا"، وتنزيل هذا الفكر على تجربة الإخوان في مصر، وتجارب الإخوان خارج مصر. وفعلاً استغرقت دراسة الأسئلة والإجابة عليها وتنزيل فكر المؤسّس البنا على تجربة الإخوان في مصر وخارجها عدّة سنوات، انتهت الدراسة في عام 1991 تقريباً وخلصت الدراسةـ وخاصة في قسمها الثاني الذي لم يُنشر بعد- إلى أن (فكر) البنّا لم يحدّد بدقة من (الدولة): المشاكل الداخلية للدولةـ الحكومةـ الإدارةـ الاقتصادـ الأمن ـ نظرية العلاقات الدولية والتعليم.
واتبعت الورقةـ في الجزء الذي لم ينشرـ والتي وضعها القطريون نظاماً صارماً في الإجابة على الأسئلة، ودرسوا المنظمة من حيث الهيكل والقيادة والثقافة السائدة في المنظمة وإدارة المنظمة. كما درسوا الموارد البشرية ونظم الاتصال والتعاون البيني داخل المنظمة والجمهور المخاطب ومجال التنافس داخل المنظمة وتكاليف الصراع الذي تحركه المنظمة، أي هل لديها استعداد لدفع التكاليف؟ كما درسوا المنظمة من جهة التخطيط ،هل هناك خطة فعلية ليسترشد بها الإخوان في مصر وخطة قائمة فعلاً؟ فكم حقق منها الإخوان؟ وكم بقي على تحقيق الهدف النهائي؟
أسئلة كثيرة ومهمة وجديرة بالتأمل، خاصة لأنها تناقش واقع صحراء الجزيرة العربية وسكينتها التاريخية، ونشر القطريون الجزء الأول من دراستهم (فكر البنا)، لكنهم لم ينشروا الجزء الثاني من دراستهم (منظمة الإخوان)، وهو الجزء الأهم؛ نظراً لما فيه من تشريح عملي وموضوعي صارم لأوضاع المنظمة لم تعتد عليه في تاريخها الطويل منذ النشأة عام 1928م في الإسماعيلية، وبعد كل هذا الجهد المبذول في الدراسة وصل الإخوان إلى قناعة فكرية بعدم جدوى التنظيم، وتوصلوا، إلى قرار نهائي عام 1999 بحل التنظيم، وتم تبليغ ذلك إلى الإخوان المسلمين في مصر وكذلك (التنظيم الدولي).
لقد أظهر الإخوان القطريون تنبؤا مبكرا اختصر عليهم كثيراً من المشاكل التي يمرّ بها إخوانهم في أقطار أخرى من الجزيرة العربية مثل الإمارت العربية المتحدة وسلطنة عمان .
وتم تفويض مجموعة منهم بدراسة الأسئلة والإشكالات، وتم استحضار فكر حسن البنا وتجربته وتقييمها داخل مصر وخارجها، وتكونت الدراسة من جزءين، ودرس الإخوان القطريون فيها جدوى وجودهم كمنظمة تحت اسم "منظمة الإخوان"، وتضمنت تشريحاً فكرياً وتنظيمياً للإخوان من حيث الهيكل، ونظم الاتصال، والتعاون البيني، والقيادة، والثقافة السائدة داخل المنظمة، والجمهور المخاطب من حيث طبيعته وطبيعة الخطاب الموجه له، وتكاليف الصراع الذي دخلته، وهل يمتلك الإخوان خطة فعلية يتحركون على هديها ويسترشدون بمراحلها؟
والملفت للنظر أن المجموعة تعاملت مع هذه التساؤلات بكل رصانة وجدّية وحزم، وقررت تفويض أفراد منها للقيام بدراسة هذه الأسئلة دراسة تفصيلية واستحضار فكر المؤسس "حسن البنا"، وتنزيل هذا الفكر على تجربة الإخوان في مصر، وتجارب الإخوان خارج مصر. وفعلاً استغرقت دراسة الأسئلة والإجابة عليها وتنزيل فكر المؤسّس البنا على تجربة الإخوان في مصر وخارجها عدّة سنوات، انتهت الدراسة في عام 1991 تقريباً وخلصت الدراسةـ وخاصة في قسمها الثاني الذي لم يُنشر بعد- إلى أن (فكر) البنّا لم يحدّد بدقة من (الدولة): المشاكل الداخلية للدولةـ الحكومةـ الإدارةـ الاقتصادـ الأمن ـ نظرية العلاقات الدولية والتعليم.
واتبعت الورقةـ في الجزء الذي لم ينشرـ والتي وضعها القطريون نظاماً صارماً في الإجابة على الأسئلة، ودرسوا المنظمة من حيث الهيكل والقيادة والثقافة السائدة في المنظمة وإدارة المنظمة. كما درسوا الموارد البشرية ونظم الاتصال والتعاون البيني داخل المنظمة والجمهور المخاطب ومجال التنافس داخل المنظمة وتكاليف الصراع الذي تحركه المنظمة، أي هل لديها استعداد لدفع التكاليف؟ كما درسوا المنظمة من جهة التخطيط ،هل هناك خطة فعلية ليسترشد بها الإخوان في مصر وخطة قائمة فعلاً؟ فكم حقق منها الإخوان؟ وكم بقي على تحقيق الهدف النهائي؟
أسئلة كثيرة ومهمة وجديرة بالتأمل، خاصة لأنها تناقش واقع صحراء الجزيرة العربية وسكينتها التاريخية، ونشر القطريون الجزء الأول من دراستهم (فكر البنا)، لكنهم لم ينشروا الجزء الثاني من دراستهم (منظمة الإخوان)، وهو الجزء الأهم؛ نظراً لما فيه من تشريح عملي وموضوعي صارم لأوضاع المنظمة لم تعتد عليه في تاريخها الطويل منذ النشأة عام 1928م في الإسماعيلية، وبعد كل هذا الجهد المبذول في الدراسة وصل الإخوان إلى قناعة فكرية بعدم جدوى التنظيم، وتوصلوا، إلى قرار نهائي عام 1999 بحل التنظيم، وتم تبليغ ذلك إلى الإخوان المسلمين في مصر وكذلك (التنظيم الدولي).
لقد أظهر الإخوان القطريون تنبؤا مبكرا اختصر عليهم كثيراً من المشاكل التي يمرّ بها إخوانهم في أقطار أخرى من الجزيرة العربية مثل الإمارت العربية المتحدة وسلطنة عمان .
وتم تفويض مجموعة منهم بدراسة الأسئلة والإشكالات، وتم استحضار فكر حسن البنا وتجربته وتقييمها داخل مصر وخارجها، وتكونت الدراسة من جزءين، ودرس الإخوان القطريون فيها جدوى وجودهم كمنظمة تحت اسم "منظمة الإخوان"، وتضمنت تشريحاً فكرياً وتنظيمياً للإخوان من حيث الهيكل، ونظم الاتصال، والتعاون البيني، والقيادة، والثقافة السائدة داخل المنظمة، والجمهور المخاطب من حيث طبيعته وطبيعة الخطاب الموجه له، وتكاليف الصراع الذي دخلته، وهل يمتلك الإخوان خطة فعلية يتحركون على هديها ويسترشدون بمراحلها؟
مصطفى عاشور
يشير الباحث مصطفى عاشور في دراسته «تجربة الإخوان المسلمين في قطر» إلى أن الوجود الإخواني في قطر عرف ثلاث فترات، وأن حل التنظيم من النقاط المعتمة في تاريخ التيارات الإخوانية في الوطن العربية، وهذا لا يعني فقط غياب المعلومات، فهذا من صنوف النقصان التي يمكن تسديدها، ولكن عتمة الفكرة تحيل إلى التباس ماكر: كيف يغيبُ تيار ديني بحجم جماعة الإخوان عن بلد عرف لدى الجميع بدعم الجماعة؟ أي لماذا يغيب الإخوان عن فضاء يدعمهم ويسندهم ويرعاهم؟ ألم يكن حريا بدولة قطر أن تبدأ بنفسها وتؤسس فرعا إخوانيا على أراضيها، ومنها «تنشر» أفكاره نحو سائر بلاد الأرض؟
واعتبر أن تجربة الإخوان المسلمين في قطر تعتبر من التجارب الفريدة في سياق حركة الإخوان المسلمين منذ نشأت في الإسماعيلية عام 1928. تجربة تستقي فرادتها من ملامح عديدة أولها إعلان إخوان قطر حلّ تنظيمهم عام 1999، والتحول إلى تيار داخل المجتمع القطري والتخلص من ربقة الضغط التنظيمي، ولم يأت هذا القرار إثر صدام أو اختلاف مع النظام الحاكم في قطر أو جاء على خلفية أزمة داخل التنظيم، كما عاشته بعض التيارات الإخوانية الأخرى، ولكنه جاء «إدراكًا لطبيعة وخصوصية الواقع الخليجي والقطري تحديدا»، أما ثاني الملامح فيكمنُ في المسار الذي عاشته التجربة وخصوصياتها.
واعتبر أن تجربة الإخوان المسلمين في قطر تعتبر من التجارب الفريدة في سياق حركة الإخوان المسلمين منذ نشأت في الإسماعيلية عام 1928. تجربة تستقي فرادتها من ملامح عديدة أولها إعلان إخوان قطر حلّ تنظيمهم عام 1999، والتحول إلى تيار داخل المجتمع القطري والتخلص من ربقة الضغط التنظيمي، ولم يأت هذا القرار إثر صدام أو اختلاف مع النظام الحاكم في قطر أو جاء على خلفية أزمة داخل التنظيم، كما عاشته بعض التيارات الإخوانية الأخرى، ولكنه جاء «إدراكًا لطبيعة وخصوصية الواقع الخليجي والقطري تحديدا»، أما ثاني الملامح فيكمنُ في المسار الذي عاشته التجربة وخصوصياتها.
جاسم سلطان
وأشار الدكتور جاسم سلطان- صاحب قرار حل التنظيم- إلى أن التنظيم الإخواني لم يعمر في قطر طويلا، فبين التأسيس (1975) وقرار الحلّ (1999) لم تعرف الجماعة صدامات مع السلطة على شاكلة ما عرفته بعض التنظيمات الإخوانية الأخرى (الفرعان المصري والسوري مثالًا)، ومع ذلك سارعت إلى إصدار قرار حل نفسها، بعد أن أجرت ما قيل إنه «قراءات» في الواقع والتنظيم، لكن في القرار مفارقات عديدة، فالقرار الذي أحيط بتشجيع رسمي وبامتعاض إخواني خارجي في البداية - تزامن مع بدء دولة قطر لحملة دعم واسعة ومحمومة، أحيانًا للتنظيمات الإخوانية المبثوثة في كل أنحاء العالم، وكان الدعم ماليًا وإعلاميًا، مع فتح كل منابر قناة الجزيرة لقادة الإخوان، وما يعزز المفارقة أن عرّاب مراجعات إخوان قطر وأحد رموزها جاسم سلطان، قال مبررًا قرار الحلّ "في التجربة الخاصة بنا وجدنا أن الدولة لا تحتاج إلى هذا النمط من التنظيم، والمجتمع لا يحتاج لهذا النمط، وهذا أمر غير معمم في كل المجتمعات، فكل مجتمع له ظروفه".
واختتم حديثه بقوله أن ميلاد تنظيم الإخوان في قطر كان طبيعيًا بالنظر للسياق التاريخي والسياسي الذي فرضه وأنتجه، لكن قرار حله وما رافقه من تبريرات كان قرارًا سياسيًا، أو اتفاقًا بين السلطة والتنظيم، ويعزز هذا التصور مجموعة من القرائن أولها مواصلة دولة قطر تبني ودعم وإسناد كل الجماعات الإخوانية، وأيضا نزوع قطري معتاد ومعروف بالنظر خارجًا، حيث تنتصب «منصتها الإعلامية» قناة الجزيرة لتغطي وتبث كل الفعاليات التي تحدث في شتى زوايا العالم، ما عدا قطر التي تحتضن المقر الرسمي، وهذا النزوع القطري لا يقتصر فقط على البعد الإعلامي بل يشمل أيضا المسائل السياسية والحقوقية والرياضية.
وتابع: عندما تبينَ لدولة قطر أن لا حاجة ولا جدوى من وجود تنظيم إخواني على أرضها، تمّ حل التنظيم بقرار قيل إنه داخليّ وناتج عن مراجعات، ولكن ذلك كان تدشينًا لمرحلة جديدة غريبة قوامها: ندعم الإخوان المسلمين في الدنيا، أما عندنا فرداء الجماعة لا يناسبنا، لارتفاع الحرارة أو لـ"غاية في نفس الأمير".
وارتبط قرار جماعة الإخوان في قطر بحل تنظيمهم، بالعديد من العوامل والمؤثرات الداخلية الخاصة بالمجتمع القطرى وبعد دراسة اعتمدت على طرح تساؤلاتهم وإشكالاتهم بجدية ووضوح وعلمية.
واختتم حديثه بقوله أن ميلاد تنظيم الإخوان في قطر كان طبيعيًا بالنظر للسياق التاريخي والسياسي الذي فرضه وأنتجه، لكن قرار حله وما رافقه من تبريرات كان قرارًا سياسيًا، أو اتفاقًا بين السلطة والتنظيم، ويعزز هذا التصور مجموعة من القرائن أولها مواصلة دولة قطر تبني ودعم وإسناد كل الجماعات الإخوانية، وأيضا نزوع قطري معتاد ومعروف بالنظر خارجًا، حيث تنتصب «منصتها الإعلامية» قناة الجزيرة لتغطي وتبث كل الفعاليات التي تحدث في شتى زوايا العالم، ما عدا قطر التي تحتضن المقر الرسمي، وهذا النزوع القطري لا يقتصر فقط على البعد الإعلامي بل يشمل أيضا المسائل السياسية والحقوقية والرياضية.
وتابع: عندما تبينَ لدولة قطر أن لا حاجة ولا جدوى من وجود تنظيم إخواني على أرضها، تمّ حل التنظيم بقرار قيل إنه داخليّ وناتج عن مراجعات، ولكن ذلك كان تدشينًا لمرحلة جديدة غريبة قوامها: ندعم الإخوان المسلمين في الدنيا، أما عندنا فرداء الجماعة لا يناسبنا، لارتفاع الحرارة أو لـ"غاية في نفس الأمير".
وارتبط قرار جماعة الإخوان في قطر بحل تنظيمهم، بالعديد من العوامل والمؤثرات الداخلية الخاصة بالمجتمع القطرى وبعد دراسة اعتمدت على طرح تساؤلاتهم وإشكالاتهم بجدية ووضوح وعلمية.