صاحب التطور الذى وصل إليه المسرح فى أوائل القرن الماضى، واستطاع أن يقدم مجموعة من الأغنيات التى اعتُبرت نقلة نوعية فى عالم الغناء فى وقته.
إنه سلامة حجازى (1852 – 1917) رائد المسرح الغنائى فى مصر، الذى مثل مرحلة لها أهميتها فى تطور فن الغناء فى مصر من أسلوب غناء النوبة (الوصلة) مع التخت فى ليالى السمر والطرب، إلى الغناء المسرحى.
ويختلف طابع الغناء العربى التقليدى فى “الوصلة الغنائية” الطويلة، اختلافًا كبيرًا عن طابع الغناء المسرحى، فالغناء المسرحى لا يمكن أن يعتمد على مجرد التطريب، ويكتفى بالحركات والحليات الغنائية التى كانت عماد فن الطرب فى حفلات الغناء المنزلية.
ولأول مرة اتجه الغناء العربى إلى البحث عن التعبير النفسى، ولذلك يعتبر غناء سلامة حجازى المسرحى نقطة البداية فى سبيل تحرير الغناء العربى من قيود الصنعة الغنائية الصوتية القائمة على التطريب والتكرار المزخرف، بل هو نقطة تحول فى الموسيقى العربية بصفة عامة.
ولولا قدراته الصوتية البارعة وصوته المعبر متسع المدى، لما أمكنه أن يستنبط لنفسه أسلوبًا للغناء المسرحى ملائمًا لمتطلبات المسرح.