ابوه محمد بك بن امين ابن امير كردي و اخذ رهينة للاسيتانة و قد تم تعين و الده فترة واليا على اقليم كردستان ثم جاء لمصر فى عهد الخديوى اسماعيل و تزوج فانجبت زوجته المصرية اولاد اكبرهم قاسم و كان بعض اجداده كولى على السليمانية من قبل السلطان العثمانى و لد قاسم فى بلدة طرة بمصر فى الاول م ك سنة 1863 و تلقى تعليمه الابتدائى فى مدرسة رأس التين و التى كانت تضم ابناء الطبقة الارستقراطية و انتقل مع اسرته الى القاهرة و سكن فى حى الحلمية الارستقراطى فحصل على الثانوية العامة و التحق بمدرسة الحقوق و الادارة و حصل على الليسانس عام 1881 و كان هو اول متخرج و عمل بعد تخرجه بفترة قصيرة بالمحاماة و بعد ذلك سافر فى بعثة دراسية الى فرنسا و انضم الى جامعة مونبيلية و بعد دراسة استمرت 4 سنوات انهى دراسته القانونية بتفوق سنة 1883 و اثناء دراسته بفرنسا قوية علاقته بجمال الدين الافغانى و مدرسته حيث انه كان المترجم الخاص للامام محمد عبده فى باريس و عاد قاسم امين بعد ان قضى فيها اربع سنوات يدرس بها المجتمع الفرنسى و قد اطلع ايضا على ما انتجه المفكرون الفرنسيون من مواضيع ادبية و اجتماعية و اتاح له الحرية السياسية التى ينعم بها اولاد الثورة الفرنسية و التى كانت تسمح لكل كاتب ان يقول ما يشاء فأقام مبداأ الحرية و التقدم على اساس من الثقافة المسلمة و كان من المؤدين للامام محمد عبده فى الاصلاح و قد رأى قاسم امين ان العادات الشائعة لم يكن اساسها الدين الاسلامى و كتب فى جريدة المؤيد 19 مقالا عن العلل الاجتماعية فى مصر و رد ايضا على الدوق داركور الذى كتب عن المصريين و جرح كرامتهم و قوميتهم و طعن بالدين الاسلامى فى كتاب الفه عام 1894 بعنوان (المصريون )و كان قاسم امين يرى ان تربية النساء هى اساس كل شء و يؤدى لاقامة المجتمع المصرى الصالح و تخرج اجيالا صالحة من البنين و البنات و عمل على تحرير المرأة المسلمة و ذاعت شهرته و منذ شبابه كان مهتما بالاصلاح الاجتماعى و اصدر سنة 1898 كتاب (اسباب,نتائج,اخلاق ,مواعظ
و تبعه كتاب تحرير المرأة الذى تحدث فيه عن الحجاب و تعدد الزوجات و الطلاق و ثبت ان العزلة بين المرأة و الرجل لم تكن اساس من اسس الشريعة و ان لتعدد الزوجات و الطلاق له حدود يجب ان يتقيد بها الرجل و دعا لتحرير المرأة لتخرج للمجتمع و تلم بشؤن الحياة بهذا الكتاب زلزلت مصر و اثيرات ضجة و عاصفة من الاحتجاجات و النقد و رد على قاسم محمد طلعت فى كتاب (فصل الخطاب فى المرأة و الحجاب ) و محمد فريد و جدى بكتاب (المرأة المسلمة )و لكن قاسم لم يتزعزع امام النقاد فواصل يدرس الكتب و المقالات لمدة سنتين و يرد عليهما بكتاب (المرأة الجديدة )عام 1901 ردا على نقاديه فطالب بأقامة تشريع يكفل للمرأة حقوقها و يحقق للمرأة السياسة و اهداه لصديقه سعد زغلول و كان قاسم امين قاضيا و ادبيا و مصلحا اجتماعيا و اشتهر بانه زعيم الحركة النسائية فى مصر كما اشتهر ايضا بدفاعة عن الحرية الاجتماعية و بدعوته لتحقيق العدالة و بأنشائه الجامعة المصرية و بدعوته للتربية فى سبيل النهضة القومية و تحرير اللغة العربية من التكليف و السجع و كان قاسم امين يعتبر احد رجال الاصلاح المنتمين لمدرسة الامام محمد عبده الذين يؤمنون بالاصلاح التربوى و التدريجى الذى من شأنه سيكون جيلا مثقفا مستنيرا قادرا على القيام بأعباء التغير و التحول بعد ان يتمارس تدريجيا و يجد فى نفسه القدرة على ذلك و كان للدوق داركور الذى هاجم المصريين الاثر الكبير على قاسم امين حيث انه قام بتحريك مشاعره الوطنية و دفاعه ايضا للبحث فى شئون البلاد و كان قاسم امين يحب الفنون و يعتقد ان الحياة محبة و رحمة و تسامح و سلام فكان رجلا مثاليا و توفى فى 13 نسيان عام 1908 و هو فى الخامسة و الاربعين من عمره و رثاه عدد من الشعراء كحافظ ابراهيم ,خليل مطران