الرئيسية
هنا مسرح المواهب.. في المحاكمات "مبارك" شاعرا و"العادلي" مقرئا و"مرسي" خطيبا و"المرشد" منشدا
صورة أرشيفية
"وما المحاكمات إلا مسرح كبير"، عذرًا عميد المسرح العربي يوسف بك وهبي، فمقولتك التي رددتها على خشبة المسرح وشاشة السينما، "وما الدنيا إلا مسرح كبير"، أصبحت صراعا دراميا مستمرا في ساحة المحاكم المصرية منذ الثورة المصرية في 25 يناير 2011، صراع حمل عنوان "محاكمات القرن"، فمن خلف "القضبان" ظهر "الممثل" أو "المشخصاتي" في أروع أدواره، وظهر "المنشد" ومن خلفه كوراله، وظهرت وجوه جديدة في الخطابة والشعر، وطل علينا "الهتيف" بشعاراته الرنانة.
ثلاثة أعوام رأينا فيها عبر الشاشة التراجيديا والكوميديا والميلودراما، فعلى مسرح المحاكم، قدمت أروع المواهب بدون فواصل، فضحك الناس عليها وبكوا واعتبروا، ثم عادوا للصمت في انتظار العرض الجديد.
"بلادي وإن جارت عليّ عزيزة وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام"، هكذا ظهر علينا الرئيس الأسبق مبارك في جلسة 22 فبراير بمحاكمة القرن الأولى، وهو يلقي أبياتًا من الشعر، بعد مرافعة محاميه فريد الديب في قضية قتل المتظاهرين، وخاطب المستشار أحمد رفعت رئيس المحكمة المتهم الأول محمد حسني مبارك، قائلاً له "النيابة العامة ترافعت والدفاع أيضاً ومن حق كل متهم أن يبدي ما يراه، واسمعني جيداً، فهذه طبيعتي على مدار 20 عامًا، فلا فرق عندي بين أحد والجميع سواسية أمام القانون"، فأجاب مبارك "سأكتفي بما يقوله الأستاذ فريد"، ثم اختتم حديثه بهذا البيت الشعري.
وفي نفس الجلسة، ظهر وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، مرتلاً للقرآن الكريم، ومستشهدًا بآياته في مرافعته أمام المحكمة، فبدأها بتلاوة الآيات القرآنية أبرزها قوله سبحانه وتعالى "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"، وتابع مرافعته بالقسم: "أقسم بالله العظيم أن ما أقوله هو الحقيقة وليس للتنصل من الجريمة التي اتهمت بها وهي قتل المتظاهرين"، ثم عاد واستشهد بقوله تعالى "ويعلم ما تخفون"، واستشهد بآيات قرآنية أخرى خلال المرافعة في مشهد جديد لم يظهر به وزير الداخلية الأسبق من قبل.
الأناشيد والأشعار، كانت وسيلة الإخوان داخل القفص ليصل صوتهم عبر الشاشات، فبنات "7 الصبح" ينشدون داخل القفص أنشودة: "متخليهومش يكسروك"، وصفوت حجازي يظهر في أولى جلسات محاكمته يردد أشعار أحمد فؤاد نجم: "الجدع جدع والجبان جبان"، ويتابع وهو صاحب النصيب الأكبر من الأحاديث: "اوعوا تظنوا إن المعتقل هيضعف همتي.. أوعوا تظنوا إن المعتقل هينسيني فكرتي"، كما أنه في جلسة اليوم، هجا المشير السيسي بقصيدة، وكأنه يتقمص دور "فاجومي" الجماعة.
تلك الأناشيد ليست جديدة على هذا التيار لجلب التعاطف، فالمتهم باغتيال رئيس مجلس الشعب الأسبق رفعت المحجوب، أنشد من قاعة محاكمته في أوائل التسعينات أنشودة "غرباء"، والتي أبكت من في المحاكمة وقتها، وظهر أعضاء السلفية الجهادية يرددون الأنشودة في أكثر من مقطع فيديو وتسجيل صوتي على موقع الفيديوهات "يوتيوب"، وقيادات الإخوان وهم في قفص الاتهام في عام 2007، كانت لهم "أنشودة الله غايتنا"، والتي ظهر فيها شباب وقيادات الإخوان يرددونها في أكثر من مناسبة بعد ذلك، وهناك المقطع الشهير، الذي نشرته صفحة حزب الحرية والعدالة، عقب اعتقال مرشد الإخوان محمد بديع، في 21 أغسطس، وهو النشيد الذي كان يغنيه من المعتقل ومن ورائه كورال إخواني كان منهم "مرسي"، "هتفرج هتفرج بإذن الإله.. ونخرج ونسعد بنور الحياة".
وقائع كثيرة ظهرت في محاكمات رموز نظامين سابقين، أظهرت مواهب في الدراما والشعر والغناء، لم يعرفها المصريون عنهم إلا من خلف القضبان.
صورة أرشيفية "وما المحاكمات إلا مسرح كبير"، عذرًا عميد المسرح العربي يوسف بك وهبي، فمقولتك التي رددتها على خشبة المسرح وشاشة السينما، "وما الدنيا إلا مسرح كبير"، أصبحت صراعا دراميا مستمرا في ساحة المحاكم المصرية منذ الثورة المصرية في 25 يناير 2011، صراع حمل عنوان "محاكمات القرن"، فمن خلف "القضبان" ظهر "الممثل" أو "المشخصاتي" في أروع أدواره، وظهر "المنشد" ومن خلفه كوراله، وظهرت وجوه جديدة في الخطابة والشعر، وطل علينا "الهتيف" بشعاراته الرنانة.
ثلاثة أعوام رأينا فيها عبر الشاشة التراجيديا والكوميديا والميلودراما، فعلى مسرح المحاكم، قدمت أروع المواهب بدون فواصل، فضحك الناس عليها وبكوا واعتبروا، ثم عادوا للصمت في انتظار العرض الجديد.
"بلادي وإن جارت عليّ عزيزة وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام"، هكذا ظهر علينا الرئيس الأسبق مبارك في جلسة 22 فبراير بمحاكمة القرن الأولى، وهو يلقي أبياتًا من الشعر، بعد مرافعة محاميه فريد الديب في قضية قتل المتظاهرين، وخاطب المستشار أحمد رفعت رئيس المحكمة المتهم الأول محمد حسني مبارك، قائلاً له "النيابة العامة ترافعت والدفاع أيضاً ومن حق كل متهم أن يبدي ما يراه، واسمعني جيداً، فهذه طبيعتي على مدار 20 عامًا، فلا فرق عندي بين أحد والجميع سواسية أمام القانون"، فأجاب مبارك "سأكتفي بما يقوله الأستاذ فريد"، ثم اختتم حديثه بهذا البيت الشعري.
وفي نفس الجلسة، ظهر وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، مرتلاً للقرآن الكريم، ومستشهدًا بآياته في مرافعته أمام المحكمة، فبدأها بتلاوة الآيات القرآنية أبرزها قوله سبحانه وتعالى "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"، وتابع مرافعته بالقسم: "أقسم بالله العظيم أن ما أقوله هو الحقيقة وليس للتنصل من الجريمة التي اتهمت بها وهي قتل المتظاهرين"، ثم عاد واستشهد بقوله تعالى "ويعلم ما تخفون"، واستشهد بآيات قرآنية أخرى خلال المرافعة في مشهد جديد لم يظهر به وزير الداخلية الأسبق من قبل.
أما قيادات وأعضاء الإخوان وتيار الإسلام السياسي فكانت لهم طلة أخرى على مسرح المحاكمة، فجميعهم أثناء القبض عليهم عقب 30 يونيو وأحداث فض اعتصاميّ رابعة والنهضة ظهروا صامتين مبتسمين رافعين علامة "رابعة"، واختلف المشهد في جلسات محاكماتهم في قضايا قتل المتظاهرين والتحريض على العنف، فالرئيس السابق محمد مرسي يظهر في 4 نوفمبر 2013 في أولى جلسات محاكمته بحالة هيسترية ويخطب بصوته الجهوري، ولا يصمت: "أنا الرئيس الشرعي ولا أعترف بالمحاكمة الباطلة"، والقيادات تظهر في القفص ترفع علامة رابعة، ويهتف "البلتاجي" و"العريان": "ثوار أحرار هنكمّل المشوار"، ومن ورائهم بقية المتهمين، أما أبوإسماعيل فيظهر مهاجمًا المحكمة وينال الحبس جزاءً له."البلتاجي" يحمل لقب "هتيف من وراء القفص".. و"حجازي" يتحوّل لـ"فاجومي الجماعة"
الأناشيد والأشعار، كانت وسيلة الإخوان داخل القفص ليصل صوتهم عبر الشاشات، فبنات "7 الصبح" ينشدون داخل القفص أنشودة: "متخليهومش يكسروك"، وصفوت حجازي يظهر في أولى جلسات محاكمته يردد أشعار أحمد فؤاد نجم: "الجدع جدع والجبان جبان"، ويتابع وهو صاحب النصيب الأكبر من الأحاديث: "اوعوا تظنوا إن المعتقل هيضعف همتي.. أوعوا تظنوا إن المعتقل هينسيني فكرتي"، كما أنه في جلسة اليوم، هجا المشير السيسي بقصيدة، وكأنه يتقمص دور "فاجومي" الجماعة.
تلك الأناشيد ليست جديدة على هذا التيار لجلب التعاطف، فالمتهم باغتيال رئيس مجلس الشعب الأسبق رفعت المحجوب، أنشد من قاعة محاكمته في أوائل التسعينات أنشودة "غرباء"، والتي أبكت من في المحاكمة وقتها، وظهر أعضاء السلفية الجهادية يرددون الأنشودة في أكثر من مقطع فيديو وتسجيل صوتي على موقع الفيديوهات "يوتيوب"، وقيادات الإخوان وهم في قفص الاتهام في عام 2007، كانت لهم "أنشودة الله غايتنا"، والتي ظهر فيها شباب وقيادات الإخوان يرددونها في أكثر من مناسبة بعد ذلك، وهناك المقطع الشهير، الذي نشرته صفحة حزب الحرية والعدالة، عقب اعتقال مرشد الإخوان محمد بديع، في 21 أغسطس، وهو النشيد الذي كان يغنيه من المعتقل ومن ورائه كورال إخواني كان منهم "مرسي"، "هتفرج هتفرج بإذن الإله.. ونخرج ونسعد بنور الحياة".
وقائع كثيرة ظهرت في محاكمات رموز نظامين سابقين، أظهرت مواهب في الدراما والشعر والغناء، لم يعرفها المصريون عنهم إلا من خلف القضبان.
الإثنين مايو 27, 2024 10:25 pm من طرف