قطر راع رسمي للإرهاب من دمشق إلى باماكو | ||||||||||
أوروبا تحقق في تورط الدوحة في دعم جماعات إرهابية من خلال الأعمال الخيرية التي اعتمدتها كمطية لتمويل الجماعات الجهادية. | ||||||||||
العرب [نُشر في 04/02/2014، العدد: 9459، ص(7)] | ||||||||||
بدأت أجهزة الأمن ومكافحة الإرهاب ومراقبة نقل الأموال الدولية عملية تتبع للأموال التي نقلتها شبكات محسوبة على قطر في أوروبا وعبر تركيا إلى جماعات إرهابية في العراق وسوريا. وأشارت مصادر خاصة لـ”العرب” إلى أن أجهزة الأمن الأوروبية وضعت قائمة طويلة بأسماء على علاقة بقطر وبالمدعو عبد الرحمن بن عمير النعيمي الذي قامت بجهود لمصلحته، منها نقل الأموال إلى جماعات متطرفة عن طريق استغلال العمل الخيري والحقوقي. وفي إطار حملة مكافحة تمويل الإرهاب وتجفيف منابعه، قامت واشنطن، في شهر ديسمبر الماضي، بإقرار قانون يقضي بفرض عقوبات على عنصرين من أنصار تنظيم القاعدة يتخذان من قطر واليمن مقرا لهما. وبموجب القرار أدرج كل من عبد الرحمن بن عمير النعيمي وعبد الوهاب محمد عبدالرحمن الحميقاني ضمن القائمة السوداء لداعمي الإرهاب. وقد صنف النعيمي ضمن الداعمين للإرهاب بسبب توفيره الدعم المالي لجماعات تنظيم القاعدة وعصبة الأنصار وتنظيم القاعدة في العراق والشباب المجاهدين، في حين صنّف الحميقاني بنفس القائمة لدعمه المالي ولتصرفه بالنيابة عن القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وفي هذا الإطار دعا ديفيد كوهين، وكيل شؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، مختلف دول العالم إلى اتخاذ خطوات استباقية لقطع السبل على تمويل الإرهاب، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالقاعدة والتنظيمات التابعة لها. وقال إن “الولايات المتحدة ستعمل على مواصلة العمل مع شركائها في الخليج لضمان عدم استخدام التبرعات الخيرية في دعم العنف في المنطقة أو في أي مكان آخر”. هذه الخطوة اعتبرها المراقبون تحذيرا من الإدارة الأميركية للحكومة القطرية، لتوقف دعمها للمجموعات المتشدّدة في المنطقة، وخصوصا في سوريا. ليجد القطريون أنفسهم في مأزق حقيقي، مع تصاعد الاتهامات الموجّهة ضدّهم بتمويل الإرهاب في الدول العربية المضطربة، على غرار سوريا ومصر وليبيا. النعيمي.. وسيط بين القاعدة وقطر في سنة 2013 أمر النعيمي بتحويل حوالي 600 ألف دولار لحساب تنظيم القاعدة عبر ممثل هذا التنظيم في سوريا، أبو خالد السوري، كما أنه ينوي تحويل ما يقرب من 50 ألف دولار أخرى .كما عمل على تسهيل حصول تنظيم القاعدة في العراق على دعم مالي كبير، وكان بمثابة الوسيط بين تنظيم القاعدة في العراق وقادة الجهات المانحة ومقرها قطر. وأوردت تقارير أن النعيمي أشرف على تحويل أكثر من 2 مليون دولار شهريا لتنظيم القاعدة في العراق لفترة من الزمنوعمل أيضا كمحاور ووسيط بين هؤلاء المواطنين القطريين وقادة القاعدة في العراق.وقدم النعيمي بين سنتي 2003 و2004دعما واسع النطاق للمتمردين في العراق وكان همزة وصل بينهم وبين وسائل الإعلام لبث موادهم الدعوية. واعتبارا من منتصف 2012 قدم النعيمي ما يقرب من 250 ألف دولار لشخصيتين من حركة الشباب كانا قد ادرجا بدورهما من طرف الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب، وهما مختار روبو والشيخ حسن عويس علي،وصنف هذا الأخير بدوره على قائمة الارهاب من طرف الأمم المتحدة. و في نفس السنة. تبرع لدعم الإرهاب استخدم الحميقاني،بصفته رئيس إحدى الجمعيات الخيرية في اليمن، مكانته في المجتمع الخيري لجمع التبرعات التي حول جزء منها لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب كما عمل على تيسير التحويلات المالية من أنصار القاعدة إلى اليمن لدعم عمليات القاعدة في جزيرة العرب. واعتبارا من سنة 2012، أصبح الحميقانيشخصية مهمة في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ويٌذكر بأنه كان على علاقة مع كبار زعماء القاعدة.
وفي هذا السياق أوردت تقارير اخبارية بأن الحميقانيوآخرون يقفون وراء الهجوم الذي شنه تنظيم القاعدة على قاعدة للحرس الجمهوري اليمني في محافظة البيضاء باليمن في مارس 2012 واستخدم فيه عدد من السيارات المفخخة بعبوات ناسفة وأدى ذلك إلى مقتل سبعة أشخاص. ويشتبه كذلك بأن هذا الأخير قام بتجنيد أفراد لفائدة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ضالعين في مؤامرة تستهدف اغتيال مسؤولين يمنيين . وقدم الحميقانيدعما ماليا ولوجستيا للقاعدة في جزيرة العرب وعمل من أجل التنظيم أو تصرف بالنيابة عنه كما مثل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في اجتماعات مع مسؤولين يمنيين للتفاوض بشأن إطلاق سراح الجنود اليمنيين المحتجزين على أيدي القاعدة. وعمل مع نشطاء التنظيم هناك لتنسيق حركة مقاتلي القاعدة في جزيرة العرب داخل الأراضي اليمنية. وأصدر الحميقاني- إلى جانب الشيخ عبد المجيد الزنداني الذي أدرج بقائمة الارهاب من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة - فتاوى دينية تهدف إلى دعم عمليات القاعدة في جزيرة العرب.وقد خطط هذا الأخيربمعية قادة القاعدة في جزيرة العرب لتأسيس حزب سياسي جديد في اليمن كان التنظيم ينوي استخدامه كغطاء لتجنيد وتدريب المقاتلين وأداة لاستقطاب التأييد على أوسع نطاق. وقد رأت قيادة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أنيضطلع الحميقاني بدور علني كزعيم ومتحدث باسم هذا الحزب السياسي الجديد. مراقبة تمويل الحكومة القطرية يوما بعد يوم تتعالى الأصوات المطالبة بتقليم أظافر الدوحة وكف يدها عن تمويل الإرهاب في هذه الدول. من ذلك طالب السياسي المصري، هاني سري الدين، أستاذ القانون التجاري بجامعة القاهرة، الحكومة المصرية باتخاذ عدة خطوات دبلوماسية تصعيدية لمراقبة تمويل الحكومة القطرية للجماعات الإرهابية في مصر، وكذلك اللجوء إلى مجلس التعاون الخليجي كقناة شرعية للضغط على النظام القطري. في ذات السياق، أكّد يونس مخيون، رئيس حزب النور، أن قطر تدعم بقوة جماعة الإخوان المسلمين في مصر، و”الدليل على ذلك استقبال الدوحة للهاربين من الإخوان”. وأضاف خلال حواره لبرنامج “الحياة اليوم” أن الإخوان أرادوا الانتقام بعد ثورة 30 يونيو باستخدام العنف لتخريب مصر. وكانت صحيفة “الوطن” المصرية، كشفت، بناء على ما قالت إنه وثائق سرية حصلت عليها من مكتب إرشاد تنظيم الإخوان المسلمين في مصر، أن قطر تموّل التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وقد صرفت ما قيمته “250 ألف دولار منحة شهرية لفرع التنظيم في ليبيا”. ووصل التحذير من التعاون القطري والجماعات المتشدّدة إلى لبنان، الذي يعيش وضعا صعبا نتيجة الصراع الدائر في سوريا، والذي عمّق من مشاكله الداخلية. وتردّد اسم قطر، في لبنان، مع ظهور الشيخ السلفي السنّي المتشدّد أحمد الأسير. ويواجه أحمد الأسير، رجُل قطر الأوّل في لبنان، في إطار حملة “تطهير” المنطقة من التمويلات القطرية الجهادية، تُهم الخيانة العظمى التي وجّهها إليه الجيش اللّبنانيّ. وقد لفت إمام مسجد القدس في مدينة صيدا اللبنانية، الشيخ ماهر حمود إلى أن “الأسير وُجد بتراكم ظروف معينة ولكن هناك من استغل هذه الظاهرة، وكان يمكن أن تبقى ظاهرته صوتية أو إسلامية ولكن دخول قطر على الخط والتمويل الفائق أديا إلى تضخم ظاهرة الأسير وكأنها غدة تضخمت على حساب غيرها”. وهو ما أكّده أيضا الرئيس اللبناني السابق إميل لحود قائلا إن “أحمد الأسير كان يتلقى أموالا من قطر وكان مشروعه التخريب”. وسبق أن دعت الإدارة الأميركية القطريين إلى وقف دعمهم للمجموعات المتشددة التي صارت تهدد المصالح الأميركية في المنطقة، ما حدا بواشنطن إلى وضع تنظيم القاعدة في بلاد الشام وجبهة النصرة على قائمة المجموعات الإرهابية. دعم لوجيستي ومادي تتزامن هذه الاتهامات مع تصاعد الجدل داخل الإدارة الأميركية حول الدور الذي يلعبه رجال أعمال قطريون في تمويل الجماعات المتشددة في سوريا، تحت غطاء الأنشطة والجمعيات الخيرية، وعلى رأسها جمعية تعرف باسم “مديد أهل الشام” التابعة لجبهة النصرة في سوريا، وهي إحدى القنوات التمويلية الهامة للتنظيم. وعلى الرغم من الإجراءات الصارمة ضد الشبكات الجهادية التي تتّخذها دول الخليج وأوروبا، التي تخشى عودة أبنائها من الذين يتدرّبون في سوريا على ما يسمونه “الجهاد”، إلا أن محاولات قطر، التي تبحث عن شرعية فاعلة لها وسط الفوضى التي عمّت المنطقة، تعيق هذه الإجراءات. ومع تطور الوضع أصحبت الاتهامات تحاصر الدوحة من مختلف الجهات، فإلى جانب الحقوقيين والمجتمع المدني في دول “الربيع العربي”. بالإضافة إلى الاتهامات الأميركية الصريحة، حذّر برنار سكاوارسيني، الرئيس السابق للإدارة المركزية للاستخبارات الفرنسية الداخلية، من أن “قطر تقدّم الدعم اللوجستي من تجنيد وتدريب يصل إلى معسكرات تعمل على هذه الاستراتيجية من رفد جبهات “الجهاد” العالمي بالمقاتلين الأكثر انضباطا وحماسا وخصوصا في سوريا”. وأضاف أن “قطر، الشريك التجاري والسياسي الكبير لفرنسا، متهمة بتمويل، إذا لم نقل، بتسليح الجماعات الإسلامية المقاتلة في أفريقيا ضد الجيش الفرنسي وتستخدم قطر الجمعيات غير الحكومية لإخفاء الدعم اللوجستي وتدريب الجماعات الجهادية بشكل يضمن لها الولاء الدائم لأسيادها”. وتزامن هذا التصريح مع حملة إعلامية فرنسية على قطر تتهمها بتمويل مجموعات متشددة خلال الحرب في مالي. ويقول مراقبون إن التغيير الذي تم على رأس الحكم في الدوحة بخلافة الأمير تميم لوالده الشيخ حمد بن خليفة لم يحدث إلى الآن قطيعة مع سياسات الحرس القديم رغم الإشارات التي تصدر بين الحين والآخر في ما يتعلق بملفات مثل سوريا ومصر. |
http://www.alarabonline.org/?id=14516