الراكوبة ,, كمل جميلك .. البشير و"جكاكية" الصحافة
البشير في ثوب جديد وصفات جديدة ، هو الثوب الذي تشرف على حياكة تفاصيله مجموعة متمرسة من "جكاكية" الصحافة في اعقاب ابعاده لعناصر قوية داخل السلطة ، كانوا بالفعل مؤثرين ، بالتالي فان اولائك الجكاكية يزينون للبشير انتصارا كبيرا اقترب من خلاله الى جماهير الشعب وانجاز التغيير ، و"الجكاكية" ايضا ينسجون اسطورة للرجل بخيوط براقة لامعة حيث يعاد تكوينه وإصلاح بنائه وهو يعانق أسطورته التي تحققت، في صفحات الصحف ومخيله اولائك الذين هدهدوا ضمائرهم المهنية والاخلاقية لتذهب في سبات عميق ، وايقظوا شيطان الانتهازية داخلهم هي الاسطورة التي يقدمون لنا خلالها البشير من مجرم حرب ودكتاتور الى مناضل من اجل السلام والاصلاح ولا شك أن هذا سيكون مبعث نشوة هائلة قد تدوم لزمن طويل تطلب من هولاء "الجكاكية" مسألة غاية الاهمية وهي ضرورة الحفاظ على الأسطورة والاعناء بها. حتى لا يصيب الوهن الأسطورة الشخصية وتظهر بعد زمن، عيوبها ونواقصها، ويستوجب هذا او كما يقول حمدي ابو راس المثقف التونسي استعداداً دائماً لإعادة صياغتها وتكوينها من جديد ــ أي لصيانتها وإصلاح ما عطل منها ، فالبشير الان لا يلبس ثوبه بل ما تتطلبه مرحلة الاسطرة
البعض الذي تم اعداده جيدا ، أو الذي اعد نفسه لركوب موجه جديدة من تقلبات السياسة والسلطة ،هذا البعض من الكتاب الصحفيين الذين يمارسون تغبيش الوعي عندما يروجون ان البشير قد انجز التغيير المطلوب بابعاده لعلي عثمان وعوض الجاز ونافع وبقية الجوقة ، بل يذهبون الى ابعد من ذلك عندما يطالبون البشير بأن يكمل جميله على غرار الحملة التي انطلقت في مصر "كمل جميلك" والتي تطالب السيسي بترشيح نفسه للرئاسه ليكمل جميله بعد ان ازاح الاخوان عن السلطة
وعندما قال البشير قولته الشهيرة "انتهى عهد التمكين" تبارى هولاء الكتاب في التناول والتعليق بعضهم مثمنا وبعضهم يسدي النصح باتباع القول بالفعل ، غير ان لا احد فيهم قدم نقدا معقولا ورقيقا للرجل وهو يمارس علينا هذا النوع من الالاعيب التي تهدف اولا الى اثبات ان التحولات التي حدثت داخل النظام والحزب الحاكم حقيقية تهدف الى ابعاد عناصر كانت تقف وتحول دون التغيير والاصلاح وتمثل حجر عثرة امام التسوية السياسية ،وثانيا اظهار ان عهدا جديد قد بدأ وان البشير هو قائد تلك المرحلة ، هو القائد الذي سيحقق الوفاق الوطني والاجماع والتحول الديمقراطي والاصلاح وسينجز التسوية السياسية وفقا "للخارطة الامريكية" غير ان هولاء "الجكاكية" لا يبدون مهتمين ـ حفاظا على مناصبهم ومرتباتهم ـ لما بعد ذلك ، لمخاطر مثل هذا التغيير الشكلاني جدا والذي يتلمس ويتحسس القضايا والازمات السودانية دون ان يغوص في عمقها دون ان يقدم حلولا عادلة لكل القضايا ، ولأن "بيوتهم عورة" فهم لا يريدون تقدم صفوف بزل الوعي والوقوف بالمرصاد لكل التفاف جديد حول قضايا السودان المعروفة ، فالتغيير ، او الاصلاح ، او التسوية التي يبشرون بها لا تفعل شيئا اكثر من كونها تستبدل نظام باخر يسير على ذات النهج ليحتفظ بالتالي بذات الازمات ، يغفل هولاء نقطة اساسية وهم يبشرون بالرئيس كقائد لعملية الاصلاح والتسوية السياسية وهي مدى رغبة وجدية واستعداد النظام الحاكم لتقبل الدعوة ، وما يشكك في قيمة هذا الطرح وجديته أن السلطة تصرح كل يوم في صحف ، وقنوات ، ومنابر ومخاطبات جماهيرية ـ على نحو ما فعل غندور ـ ان الحكومة لن تنفي نفسها من اجل "حالة جديدة" بالتالي هي تعلن تمسكها بالسلطة وانها صنعت كل تلك المسرحيات مثل اخراج عناصر قوية لتذهب الى وراء الستار لكسب مزيد من الوقت ، وبدأ ذلك جليا في خطاب الرئيس الاخير "الخطاب الأزمة" بل حتى ان موجز تقرير معهد السلام الامريكي ذكر ان البشير ونظامه لا يستسيغان حلا يبعدهم عن السلطة وان العمل ما زال جاريا لتجاوز تلك المعضلة ، مما يعني ان التغيير الامريكي القادم سيحتفظ بكثير من الوجوه القديمة في النظام مع وجوه في المعارضة هي ذاتها سببت ازمات كبيرة للوطن ، وبالتالي فان كل الاشكالات سترحّل الى التوليفة الجديدة وبالتالي تبقى الازمة في ظل غياب مشروع وطني ، ورؤى فكرية تخترق حالة الانسداد القائمة
http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-45238.htm
البشير في ثوب جديد وصفات جديدة ، هو الثوب الذي تشرف على حياكة تفاصيله مجموعة متمرسة من "جكاكية" الصحافة في اعقاب ابعاده لعناصر قوية داخل السلطة ، كانوا بالفعل مؤثرين ، بالتالي فان اولائك الجكاكية يزينون للبشير انتصارا كبيرا اقترب من خلاله الى جماهير الشعب وانجاز التغيير ، و"الجكاكية" ايضا ينسجون اسطورة للرجل بخيوط براقة لامعة حيث يعاد تكوينه وإصلاح بنائه وهو يعانق أسطورته التي تحققت، في صفحات الصحف ومخيله اولائك الذين هدهدوا ضمائرهم المهنية والاخلاقية لتذهب في سبات عميق ، وايقظوا شيطان الانتهازية داخلهم هي الاسطورة التي يقدمون لنا خلالها البشير من مجرم حرب ودكتاتور الى مناضل من اجل السلام والاصلاح ولا شك أن هذا سيكون مبعث نشوة هائلة قد تدوم لزمن طويل تطلب من هولاء "الجكاكية" مسألة غاية الاهمية وهي ضرورة الحفاظ على الأسطورة والاعناء بها. حتى لا يصيب الوهن الأسطورة الشخصية وتظهر بعد زمن، عيوبها ونواقصها، ويستوجب هذا او كما يقول حمدي ابو راس المثقف التونسي استعداداً دائماً لإعادة صياغتها وتكوينها من جديد ــ أي لصيانتها وإصلاح ما عطل منها ، فالبشير الان لا يلبس ثوبه بل ما تتطلبه مرحلة الاسطرة
البعض الذي تم اعداده جيدا ، أو الذي اعد نفسه لركوب موجه جديدة من تقلبات السياسة والسلطة ،هذا البعض من الكتاب الصحفيين الذين يمارسون تغبيش الوعي عندما يروجون ان البشير قد انجز التغيير المطلوب بابعاده لعلي عثمان وعوض الجاز ونافع وبقية الجوقة ، بل يذهبون الى ابعد من ذلك عندما يطالبون البشير بأن يكمل جميله على غرار الحملة التي انطلقت في مصر "كمل جميلك" والتي تطالب السيسي بترشيح نفسه للرئاسه ليكمل جميله بعد ان ازاح الاخوان عن السلطة
وعندما قال البشير قولته الشهيرة "انتهى عهد التمكين" تبارى هولاء الكتاب في التناول والتعليق بعضهم مثمنا وبعضهم يسدي النصح باتباع القول بالفعل ، غير ان لا احد فيهم قدم نقدا معقولا ورقيقا للرجل وهو يمارس علينا هذا النوع من الالاعيب التي تهدف اولا الى اثبات ان التحولات التي حدثت داخل النظام والحزب الحاكم حقيقية تهدف الى ابعاد عناصر كانت تقف وتحول دون التغيير والاصلاح وتمثل حجر عثرة امام التسوية السياسية ،وثانيا اظهار ان عهدا جديد قد بدأ وان البشير هو قائد تلك المرحلة ، هو القائد الذي سيحقق الوفاق الوطني والاجماع والتحول الديمقراطي والاصلاح وسينجز التسوية السياسية وفقا "للخارطة الامريكية" غير ان هولاء "الجكاكية" لا يبدون مهتمين ـ حفاظا على مناصبهم ومرتباتهم ـ لما بعد ذلك ، لمخاطر مثل هذا التغيير الشكلاني جدا والذي يتلمس ويتحسس القضايا والازمات السودانية دون ان يغوص في عمقها دون ان يقدم حلولا عادلة لكل القضايا ، ولأن "بيوتهم عورة" فهم لا يريدون تقدم صفوف بزل الوعي والوقوف بالمرصاد لكل التفاف جديد حول قضايا السودان المعروفة ، فالتغيير ، او الاصلاح ، او التسوية التي يبشرون بها لا تفعل شيئا اكثر من كونها تستبدل نظام باخر يسير على ذات النهج ليحتفظ بالتالي بذات الازمات ، يغفل هولاء نقطة اساسية وهم يبشرون بالرئيس كقائد لعملية الاصلاح والتسوية السياسية وهي مدى رغبة وجدية واستعداد النظام الحاكم لتقبل الدعوة ، وما يشكك في قيمة هذا الطرح وجديته أن السلطة تصرح كل يوم في صحف ، وقنوات ، ومنابر ومخاطبات جماهيرية ـ على نحو ما فعل غندور ـ ان الحكومة لن تنفي نفسها من اجل "حالة جديدة" بالتالي هي تعلن تمسكها بالسلطة وانها صنعت كل تلك المسرحيات مثل اخراج عناصر قوية لتذهب الى وراء الستار لكسب مزيد من الوقت ، وبدأ ذلك جليا في خطاب الرئيس الاخير "الخطاب الأزمة" بل حتى ان موجز تقرير معهد السلام الامريكي ذكر ان البشير ونظامه لا يستسيغان حلا يبعدهم عن السلطة وان العمل ما زال جاريا لتجاوز تلك المعضلة ، مما يعني ان التغيير الامريكي القادم سيحتفظ بكثير من الوجوه القديمة في النظام مع وجوه في المعارضة هي ذاتها سببت ازمات كبيرة للوطن ، وبالتالي فان كل الاشكالات سترحّل الى التوليفة الجديدة وبالتالي تبقى الازمة في ظل غياب مشروع وطني ، ورؤى فكرية تخترق حالة الانسداد القائمة
http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-45238.htm