يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب
يا اهل العرب والطرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اسلامي ثقافي رياضي فن افلام صور اغاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

في ذكرى أربعين عاماً على رحيل طه حسين قضية كرم صابر سبّة على جبين الثقافة المصرية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

Admin

Admin
مدير الموقع

ماذا لو أن "العميد" حي يعيش بيننا اليوم؟ ما الذي كان يمكن أن يراه طه حسين ببصيرته في ظلام أيامنا العربية هذه؟ هل كان ليقبل بأن يسمع عن منع كتابه "الأيام" من التدريس في المدارس المصرية، هو الذى نادى بأن يكون التعليم حقا من حقوق البشر كما الماء والهواء؟ أم لعله كان ليخوض قتالا عنيفا، تمرس عليه جيدا في بداية القرن ضد منع الفكر الحر، بل لعله كان ليقود حملة شرسة على المدّعين ممن ينصّبون أنفسهم ولاة على عقولنا وضمائرنا؟ ثم هل كان ليقبل بالصمت الذي التزمه الكثير من المثقفين حول قضية الكاتب كرم صابر الذي يواجه حكما بالسجن لمدة خمسة أعوام بتهمة ازدراء الأديان، بسبب مجموعته القصصية "أين الله"؟
تأتي هذه الأسئلة الافتراضية في الحقيقة، انطلاقا من أن هذا الأسبوع يواكب الذكرى الأربعين لرحيل طه حسين، ويشهد في الوقت نفسه أياما معدودة قبل يوم 12 تشرين الثاني المحدد لجلسة الحكم التي سينظر فيها القضاء في قضية كرم صابر، التي تعيد إلى الأذهان قضايا الحسبة التي طالما شهدنا مثلها في عهد الديكتاتور حسني مبارك، والتي تبدو عودتها اليوم في مناخ ثوري يطالب بالحرية، أمرا مريبا وغريبا، يؤكد أن الثورة التي بدأت في 25 يناير، لم تحقق شيئا من أحلام الثوار الذي خرجوا إلى الشوارع بالملايين من أجل العدل والحرية.
الحقيقة التي لا يفهمها أعداء الحرية، والظلاميون، وأعضاء محاكم تفتيش العصر التي تطل علينا اليوم بوجهها القبيح مرة أخرى، أن الأدب، كما قال طه حسين يوما، لا قيمة له إذا فقد الحرية. لذا فإن معركة حرية التعبير ليست قضية عابرة تخص هذا الكتاب أو ذاك، أو تتعلق بهذا الكاتب أو غيره، بل هي معركة مصير. فالأدب، كل الأدب، لا يمكنه أن ينتمي إلى هويته إذا فقد هذا الجذر الرئيسي الذي ينبني عليه، وهو حرية التعبير.
كانت محكمة ببا الجزئية في مصر، في بني سويف، قضت بتأجيل النظر في قضية الكاتب كرم صابر، عضو اتحاد الكتاب، والمحكوم عليه بـ5 سنوات سجناً غيابياً بتهمة ازدراء الأديان لنشره مجموعة أدبية صدرت منذ أكثر من عامين بعنوان "أين الله"، إلى 12 تشرين الثاني، وتخلية سبيله، وطلب محامي المتهم شهادة رسمية من الأزهر حول هذه المجموعة القصصية، وخصوصاً أن الشهادة التي اعتمدت عليها المحكمة وقدّمها الخصوم "غير رسمية". وكان المحامي حمدي عبد العزيز اتهم الكاتب في بلاغ قدمه إلى نيابات بني سويف بازدراء الأديان، وطالب بمصادرة الكتاب وإخطار مشيخة الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء واصفاً إياه بأنه "يتعدى على الذات الإلهية والتهكم على الشريعة الإسلامية وفرائضها".
ما يلفت الانتباه هنا، وفق الأوراق التي نشرت حول القضية، أن النيابة استفتت جهتين دينيتين هما الأزهر والكنيسة حول رأيهما في النص الأدبي. وهذه مفارقة لافتة، إذ أننا لم نعرف أن الأدب موضوع لاختصاص أيٍّ من المؤسستين الدينيتين. فليس النص موضوع النظر هنا، كتاباً في الفقه أو في تاريخ الكنيسة المصرية لكي تكون مثل هذه الإحالة مبررة. بل هو مجموعة قصصية أدبية، لا يمكن أن يتم نقدها أو فحص قيمتها الفنية والأدبية والموضوعية إلا من جهة الاختصاص الفني والأدبي من النقاد. ويكون الحكم في مدى فنيتها هو المعيار الأول والأخير، كما شأن كل منتجات الفنون الأدبية بأنواعها المختلفة. وكما كل نص أدبي، أظن أن نصوص هذه المجموعة يمكن الاختلاف حول مدى فنيتها، ومدى خضوعها لمعايير حداثة النص القصصي. فقد تجد من يراها قصصاً جيدة محكمة، أو قد يرى فيها البعض إخلالاً بشروط الحداثة الأدبية، أو حتى ببعض القيم السردية في فن القص. كما قد يختلف عن مدى مطابقة مفاهيم الشرط الزمني المتعارف عليه للنص القصصي، من انحيازه لزمن الحدث نفسه، أو غير ذلك، وهذا كله يظل موضع نقاش وجدل فنيين أو أدبيين في المقام الأول، وليس محلّه إطلاقا مؤسسات دينية أيا تكن.
كما أن ما قد يراه قارئ ما غير معتاد على قراءة الأدب، أو غير مختص في النقد الأدبي أو الفني، خروجاً عن المألوف، هو في الحقيقة يأتي على لسان شخصيات العمل وليس على لسان المؤلف. في تاريخ الفن الأدبي كله لم يُعرَف أن الشخصيات تعبّر عن آراء المؤلف، لأن شخصيات العمل تجسد نماذج شبيهة من الواقع، تضيف إليها أو تقتطع منها. لكن ما يدور في ذهن الشخصيات في الحقيقة ليس من فراغ، بل هو من صميم ما يدور في أذهان البشر في الحياة. شخصياً، لا أتفق مع المنهج الزمني لبعض القصص الذي استخدمه الكاتب، بسرد وقائع زمنية طويلة، في مساحة سردية قصيرة جدا، وهذا ما يعرض توازن النصوص للاختلال، وربما لبعض الافتعال والمبالغة. كما أنه يؤدي إلى تضخيم الصراع الدرامي على حساب المشهد المركزي الذي تتكئ عليه القصة. ربما أتوقف أيضا أمام بعض الفقرات السردية التي تعاني المباشرة، من مثل سرد أفكار بعض الشخصيات كأنها خطاب مباشر أكثر من كونها مونولوغات ذهنية داخلية. كما قد توقفني العديد من الصياغات التي تخلّ بجماليات اللغة، في عدد من القصص، أظنها كانت تحتاج من الكاتب المزيد من الإحكام، وخصوصا أن فن القص، يقوم على الاقتصاد والإحكام.
عدا ذلك فإن قصص المجموعة التي تدور أغلبها في الريف، تدور وقائعها على تماس ما بين الحلم والأسطورة، وتعبّر بامتياز عن أرواح بشرية مختلفة، لا تعدم خفة الظل، ولا الإنسانية، تعيش بفطرتها وتسأل أسئلتها الوجودية بطريقتها. ولا أظن السؤال الرئيسي هنا هو أين الله، بل هي أسئلة عديدة عن العدل، وعن أسباب الظلم وعن الرحمة. وهي أيضا أسئلة عن المساواة، وعن حق المرأة في مجتمعات تستقوي على تلك الحقوق باسم الشرع والدين، وعن الكيفية التي تضرب بها السلطة، السياسية والدينية، عرض الحائط بكل قيم العدل باسم الدين.
إن المثقفين الذين نسوا ذكرى "العميد" الأربعين، ولم يحرضوا القراء على إعادة قراءة كتبه تعبيرا عن اقتناعهم بأهمية تراث التنوير الذي تركه، ولم يلعبوا دورا مؤثرا في تعديل مسيرة الثورة، مطالبون جميعا بأن يقفوا جميعا وقفة رجل واحد، وقد فعلوها مسبقا في أكثر من قضية، ليناصروا حرية التعبير، وبأن يتذكروا بأننا على رغم التخلف والجهل ومحاكم التفتيش التي نشهدها اليوم، شهدنا أيضا لحظة استثنائية لا ينبغي لنا أن ننساها في بعض المدارس هذه السنة، تمثلت في تظاهرات حشدها الطلاب رفضا لمنع تدريسهم كتاب "الأيام" لطه حسين. وفي هذا ما يؤكد أن طه حسين حقا لم يمت، وأن المستقبل سيصنعه هؤلاء الأحرار وبهم ستنتصر حرية الفكر والتعبير.

https://taamelbyot.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى