محمد حبيب يرصد رحلة صعود «مرسى» (4): الرئيس يعشق أجواء «المخابرات والتجسس»
«الوطن» تنفرد بنشر كتاب تحت الطبع للنائب الأول السابق لمرشد «الإخوان»
وفى فصل بعنوان «حديث المؤامرة» يتحدث «حبيب» عن أن الدكتور مرسى تعلل بأن السبب الذى دفعه لإصدار إعلانه الدستورى هو وجود «مؤامرة».. لكن «حبيب» يحاول أن يفند تلك المزاعم ويحللها من واقع علمه بأعماق الشخصية الإخوانية.
محمد حبيب
يقول «حبيب»: «الحقيقة أن نظرية المؤامرة لها من الشواهد والأدلة فى القديم والحديث ما يؤكد صحتها ويبرهن على وجودها، سواء على مستوى الدول أو التنظيمات داخل الدول، أو حتى على مستوى الأفراد.. لكن ليس كل ما يحدث حولنا يتم وفق هذه النظرية، فكثيرا ما تقع أحداث، كبيرة أو صغيرة، وليس هناك من خطط أو دبر لها.. أحيانا تجرى وقائع قد لا نجد لها تفسيرا أو تأويلا، ثم نكتشف بعد ذلك أنها جرت بسبب خطأ أو قصور أو عجز ما.. ولدى الأمم الحية أسلوبها المعتمد فى التعامل مع الأحداث، خاصة الكبيرة منها، فهى تضع أمامها كل الاحتمالات للتعرف على الأسباب الحقيقية التى أدت إلى وقوع هذا الحدث أو ذاك، وقد تنجح أو لا.. أما الأمم المتخلفة، فإنها عادة ما تتجه مباشرة إلى نظرية المؤامرة، كى تبرئ ساحتها وتخلى مسئوليتها عما وقع.. فما أسهل تعليق الأخطاء والعجز والفشل على شماعة المؤامرة».
ويلمح «حبيب» إلى ما هو خطير ومهم حيث قال: «إن الحديث عن المؤامرات مثير.. وهو مسألة حيوية لمن يعشق أجواء المخابرات والظلام والتجسس والمغامرات.. هو عالم عجيب وغريب.. لكن له أهله وناسه.. وهؤلاء يجدون لذة قصوى فى البحث عن المعلومات والحكايات التى ترضى غرورهم وخيالاتهم.. وفى الغالب الأعم تبحث أجهزة الاستخبارات المعادية عن هذه النوعية من البشر، فتقوم بتسريب حكايات إليهم ممزوجة بقدر من الغموض والسرية حتى تحدث تأثيرها المرجو وتحقق هدفها المنشود.. ونحن هنا فى مصر مولعون بكل ما له علاقة بالأسرار، فقد عشنا دهرا طويلا كنا فيه أسرى لهذا الجو السرى الملىء بالطلاسم والألغاز، لا نعرف كيف نحكم؟ ولا من الذى يصدر الأوامر والتوجيهات؟ ولماذا يعين فلان فى هذا الموقع أو ذاك؟ ولماذا تم اختيار هذا الرجل بالذات كى يترأس الوزارة؟ ولماذا وكيف قبض على هؤلاء وزج بهم فى السجون؟ وغير ذلك كثير.
«الوطن» تنفرد بنشر كتاب تحت الطبع للنائب الأول السابق لمرشد «الإخوان»
وفى فصل بعنوان «حديث المؤامرة» يتحدث «حبيب» عن أن الدكتور مرسى تعلل بأن السبب الذى دفعه لإصدار إعلانه الدستورى هو وجود «مؤامرة».. لكن «حبيب» يحاول أن يفند تلك المزاعم ويحللها من واقع علمه بأعماق الشخصية الإخوانية.
محمد حبيب
يقول «حبيب»: «الحقيقة أن نظرية المؤامرة لها من الشواهد والأدلة فى القديم والحديث ما يؤكد صحتها ويبرهن على وجودها، سواء على مستوى الدول أو التنظيمات داخل الدول، أو حتى على مستوى الأفراد.. لكن ليس كل ما يحدث حولنا يتم وفق هذه النظرية، فكثيرا ما تقع أحداث، كبيرة أو صغيرة، وليس هناك من خطط أو دبر لها.. أحيانا تجرى وقائع قد لا نجد لها تفسيرا أو تأويلا، ثم نكتشف بعد ذلك أنها جرت بسبب خطأ أو قصور أو عجز ما.. ولدى الأمم الحية أسلوبها المعتمد فى التعامل مع الأحداث، خاصة الكبيرة منها، فهى تضع أمامها كل الاحتمالات للتعرف على الأسباب الحقيقية التى أدت إلى وقوع هذا الحدث أو ذاك، وقد تنجح أو لا.. أما الأمم المتخلفة، فإنها عادة ما تتجه مباشرة إلى نظرية المؤامرة، كى تبرئ ساحتها وتخلى مسئوليتها عما وقع.. فما أسهل تعليق الأخطاء والعجز والفشل على شماعة المؤامرة».
ويلمح «حبيب» إلى ما هو خطير ومهم حيث قال: «إن الحديث عن المؤامرات مثير.. وهو مسألة حيوية لمن يعشق أجواء المخابرات والظلام والتجسس والمغامرات.. هو عالم عجيب وغريب.. لكن له أهله وناسه.. وهؤلاء يجدون لذة قصوى فى البحث عن المعلومات والحكايات التى ترضى غرورهم وخيالاتهم.. وفى الغالب الأعم تبحث أجهزة الاستخبارات المعادية عن هذه النوعية من البشر، فتقوم بتسريب حكايات إليهم ممزوجة بقدر من الغموض والسرية حتى تحدث تأثيرها المرجو وتحقق هدفها المنشود.. ونحن هنا فى مصر مولعون بكل ما له علاقة بالأسرار، فقد عشنا دهرا طويلا كنا فيه أسرى لهذا الجو السرى الملىء بالطلاسم والألغاز، لا نعرف كيف نحكم؟ ولا من الذى يصدر الأوامر والتوجيهات؟ ولماذا يعين فلان فى هذا الموقع أو ذاك؟ ولماذا تم اختيار هذا الرجل بالذات كى يترأس الوزارة؟ ولماذا وكيف قبض على هؤلاء وزج بهم فى السجون؟ وغير ذلك كثير.
ثم يسترسل: «فى الآونة الأخيرة، تكلم بعض الإخوان عن مؤامرة حيكت فصولها بليل، شاركت فيها عناصر محلية وإقليمية بهدف إسقاط الدكتور مرسى أو إرباكه، ثم الإطاحة به، وبالتالى إحلال النظام القديم بكل قبحه ودمامته محله.. وأن هذه المؤامرة هى التى حدت بالرئيس لأن يصدر قراراته العجيبة التى أثارت الدنيا ولم تقعدها.. من المتوقع أن يكون الحديث عن المؤامرة قصد به إيجاد تبرير لهذه القرارات.. ولا أدرى لماذا لم يتم الكشف عن خيوط هذه المؤامرة حتى الآن؟ ولماذا لم يتم إلقاء القبض على مدبريها والتحقيق معهم؟ قد يقال نحن نريد الانتظار حتى يقع الصيد كله فى الشباك، وحتى لا يفلت من الجريمة أحد.. والمنطقى أن الإمساك بخيط واحد يمكن أن يجر بقية الخيوط، لكن يبدو أنه لا توجد مؤامرة أو حتى شبه مؤامرة.. لقد سمعت أحدهم يقول إن البرادعى وصباحى وبقية رموز جبهة الإنقاذ على صلة بالخلية المتآمرة، وهذا كلام أقل ما يقال فيه إنه سفه، فلا يشكك أحد فى وطنية هؤلاء.. وأغرب ما قيل هو أن المؤامرة كانت تتضمن احتلال قصر الاتحادية يوم الأربعاء الدامى (5 ديسمبر)، وتنصيب مجلس رئاسى يتولى أمور البلاد.. وما نعرفه أن المجموعة التى كانت معتصمة أمام قصر الاتحادية لا تتجاوز عشرات الأفراد، بينما كان المتظاهرون فى الليلة السابقة بعشرات إن لم يكن بمئات الألوف، فلماذا لم تتم عملية الاحتلال ساعتئذ؟! ثم أين الحرس الجمهورى؟ وأين قوات الأمن؟ يا قوم: أرجو أن نحترم عقولنا».لماذا لا يتم القبض على مدبرى المؤامرات؟ والكلام عن تورط صباحى والبرادعى «سفه»