لندن ترفض أي حل مع بقاء الأسد.. والبحرين: عثرنا على طائرة تجسس إيرانية
في
الوقت الذي أكدت بريطانيا أمس أنه ليس هناك امكانية لحل النزاع في سورية
مع بقاء بشار الاسد على رأس السلطة، دعا رئيس الائتلاف الوطني لقوى
المعارضة والثورة السورية بالانابة جورج صبرة كل كتائب الجيش الحر الى
«نجدة القصير» التي تتعرض منذ ايام لهجمات متكررة من قوات النظام مدعومة من
حزب الله.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان ايران وحليفها
حزب الله «يساندان» الاسد ويقدمان له دعما متزايدا. وقال خلال مؤتمر صحافي
مشترك مع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة إن النظام يتلقى مساندة من اخرين
في الخارج وهو ما يقوض شرعيته أكثر. وهذا يظهر ايضا ان هذه الازمة تزيد من
الخطر الذي يهدد الاستقرار الاقليمي.
من جانبه، طالب صبرة المجتمع
الدولي بفتح «ممر انساني» الى القصير، كما دعا مجلس الامن الدولي الى عقد
«اجتماع طارئ» للبحث في الوضع في المنطقة، والدول العربية والأمانة العامة
للجامعة العربية بـ«وقفة تليق بالحدث الجلل». وقال «تتدفق نحو سورية قوات
غازية، قوامها خبراء القتل الايرانيون وميليشيا حزب الله اللبناني، ترفع
شعارات طائفية بغيضة تؤسس لصراع طائفي ممتد وعابر للحدود». وتوجه الى
اللبنانيين قائلا ان «النظام السوري وحزب الله ونظام الملالي في ايران
يكذبون حين يقولون انهم يدافعون عن اخوتنا الشيعة السوريين، وان مقام
السيدة زينب معرض للخطر، فهذا المقام موجود في سورية منذ أكثر من 1300 عام
يرعاه السوريون، كل السوريين، بحدقات عيونهم».
وقتل 11 شخصا واصيب اكثر
من مئة بجروح منذ الاحد الماضي في طرابلس في شمال لبنان في اشتباكات بين
سنة وعلويين منقسمين على خلفية النزاع في سورية. واوضح مصدر امني ان خمسة
اشخاص قتلوا الليلة قبل الماضية في معارك اتسمت بحدة كبيرة بين مناطق
التبانة ومحيطها ذات الغالبية السنية وجبل محسن ذات الغالبية العلوية،
واستخدمت فيها مدفعية الهاون والقذائف الصاروخية، وطال خلالها اطلاق الرصاص
والقذائف احياء اخرى في المدينة بعيدة عن مواقع القتال.
في سياق آخر،
كشفت وزارة الداخلية البحرينية عن عثورها على طائرة تجسس ايرانية شمال
المملكة، وهي المرة الأولى التي تعلن السلطات الأمنية البحرينية مثل هذا
الخبر. واستنكر وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة هذا
العمل الذي وصفه بـ«العدائي»، مؤكداً أنه يعكس «اصرار ايران على التدخل في
شؤون الأمن الداخلي لدول المنطقة بهدف زعزعة أمنها واستقرارها».
وأشار
الوزير الى ان أعمال التجسس والتخريب هذه تعد «تدخلاً سافراً» في الشؤون
الداخلية لدول المنطقة. وشدد على ان «ما تتعرض له المنطقة من أحداث أمنية
يجعلنا نعي حقيقة الأخطار المحيطة بنا والتي تهدد أمننا واستقرارنا، الأمر
الذي يتطلب موقفا جماعيا مشتركا مع زيادة التعاون والتنسيق بين الأجهزة
الأمنية بدول المنطقة، وكذلك مع الدول الصديقة لمواجهة هذه التهديدات».
============
الائتلاف السوري يدعو لفتح «ممر إنساني» في القصير ويحث مسلحي «الحر» للدفاع عنها
بيروت
– واشنطن – وكالات: طالب الائتلاف السوري المعارض أمس الأربعاء كافة
الكتائب في سورية بارسال المقاتلين والسلاح للقصير حالاً، ودعا العالم
للتحرك لمواجهة ما قال إنه غزو سورية من قبل إيران وحزب الله.
وقال
رئيس الائتلاف بالإنابة ورئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا في بيان وزعه
الائتلاف بالبريد الالكتروني إنه «منذ أشهر، وفي هذه اللحظات أيضاً، تتدفق
نحو سورية قوات غازية، قوامها خبراء القتل الإيرانيين، وميليشيا حزب الله
اللبناني، ترفع شعارات طائفية بغيضة، تؤسس لصراع طائفي ممتد وعابر للحدود».
وناشد جميع «كتائب الثورة والجيش السوري الحر» أن يهبوا «لنجدة القصير وحمص»، عبر إرسال قوات وسلاح وذخيرة الى القصير وحمص.
وطالب
مجلس الأمن بعقد اجتماع طارئ وبأن يقف موقفاً «على مستوى خطورة الحدث وهو
احتلال بلد الحضارة الأولى، وقمع الشعب الذي يقاتل من أجل الحرية
والديموقراطية».
كما طالب «المجتمع الدولي بفتح ممر إنساني لإنقاذ
الجرحى وادخال الدواء والغوث الى خمسين ألف محاصر وأن يعمل على سحب القوات
الإيرانية الغازية المعتدية وعملائها، من الأراضي السورية».
وناشد
الدول العربية والأمانة العامة للجامعة بأن تقف الوقفة التي تليق بالحدث
الجلل، معتبراً أن ما يفعله «الغزاة» سيؤدي الى «إشعال حريق طائفي، يخرب
العلاقات بين دول المنطقة وشعوبها لن يكون المستفيد منها غير إسرائيل».
لبنان
وتوجه
صبرا الى اللبنانيين بالقول إن «النظام السوري وحزب الله ونظام الملالي في
إيران يكذبون حين يقولون انهم يدافعون عن إخوتنا الشيعة السوريين، وان
مقام السيدة زينب معرض للخطر»، مشيراً الى أن «هذا المقام موجود في سورية
منذ أكثر من 1300 عام، يرعاه السوريون، كل السوريين، بحدقات عيونهم».
واتهم
النظام وإيران وحزب الله بأنهم يخدعون اللبنانيين «حين يقولون إن حرية
السوريين خطر عليكم، فالسوريون ثاروا لأجل كرامتهم وحقوقهم الآدمية ولم
يثوروا لأجل تغيير موازين القوى السياسة الداخلية اللبنانية ولا
الإيرانية».
وأضاف متوجها الى اللبنانيين بالقول إن «سلاح حزب الله
تحول الى سلاح ميليشياوي وصارت بنادقه طائفية مأجورة لقتل النساء
والأطفال»، وسأل «هل تقبلون أن يوظّف اللبناني لقتل السوري؟ ومن أجل
ماذا؟».
وأهاب بالدولة اللبنانية ومؤسساتها السياسية والدفاعية
والأمنية ان «تعمل على احترام سيادة الدولة السورية وحرمة حدودها حتى يستمر
السوريون باحترام سيادة لبنان وحرمة أراضيه».
واشنطن
من
جهته، جدد البيت الأبيض إدانة تدخل «حزب الله» بشكل مباشر في الهجوم الذي
يشنه النظام السوري بمدينة القصير مكرراً الموقف الأمريكي من أن كل
الخيارات مازالت مطروحة في التعامل مع الأزمة السورية.
وسئل المتحدث
باسم البيت الأبيض جاي كارني خلال مؤتمر صحافي عن اتصال الرئيس الأمريكي
باراك اوباما بنظيره اللبناني ميشال سليمان وإعرابه عن قلقه بشأن دور حزب
الله في القتال الى جانب النظام السوري وإن كان هذا مؤشراً على أن البيت
الأبيض قلق من أن يرجح هذا الأمر الدفة لمصلحة حكومة الرئيس السوري بشار
الأسد، فأجاب «هذه اشارة الى اننا قلقون، تماماً كما شركاؤنا وحلفاؤنا، من
تمدد هذا النزاع».
وأضاف «لقد أدنا وندين مجدداً تدخل حزب الله المباشر
في الهجوم على القصير، حيث يلعب مقاتلو حزب الله دوراً مهما في هجوم
النظام» السوري.
وشدد كارني على أن «احتلال حزب الله لقرى في سورية
ودعمه للنظام والميليشيات الموالية للأسد يؤجج التوترات الطائفية الإقليمية
ويؤيد حملة النظام الإرهابية ضد الشعب السوري».
وتابع «نحن نستمر في
دعم سياسة لبنان المعلنة بالنأي بالنفس عن الأزمة السورية، ونحث كل الأطراف
في المنطقة على ضبط النفس واحترام سيادة لبنان وأمنه».
========
المعارضة تغيب عن اجتماع لمجموعة «أصدقاء سورية» في الأردن
عمان
– ا ف ب: عقد وزراء خارجية مجموعة «أصدقاء سورية» أمس الأربعاء اجتماعاً
في عمان تغيبت عنه المعارضة، في محاولة للدفع باتجاه سعي واشنطن وموسكو الى
عقد مؤتمر دولي لحل الأزمة اصطلح على تسميته «مؤتمر جنيف 2» بمشاركة طرفي
النزاع والمقرر عقده الشهر المقبل.
وشارك في الاجتماع وزراء خارجية 11
دولة، تمثل المجموعة الأساسية لـ«أصدقاء سورية» وهي الأردن والسعودية
والإمارات وقطر ومصر والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا وألمانيا
وايطاليا، في حين تغيب عن الاجتماع المعارضة السورية.
وهي اول مرة تعقد
المجموعة اجتماعاً في غياب ممثلين للمعارضة السورية التي وجدت نفسها من
دون قائد بعد استقالة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة احمد
معاذ الخطيب.
وعقد آخر اجتماع لـ«مجموعة أصدقاء سورية» الشهر الفائت في اسطنبول.
ويجري في نفس يوم الأربعاء اجتماع لكبار المسؤولين كان مقرراً أن يعقد عشية اجتماع وزراء خارجية «أصدقاء سورية».
ويسبق انعقاد لقاء الأربعاء مؤتمر صحافي مشترك لوزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والأردني ناصر جودة.
وقال جودة في تصريحات نشرت الأربعاء إن «اجتماع عمان هو استعداد لمؤتمر (جنيف 2) ودعم لمسار الحل السياسي للأزمة السورية».
وأضاف
ان «اتفاق موسكو بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا حول سورية هو نقطة
تحول لأنهم اتفقوا على حل سياسي للقضية السورية يبدأ من اتفاق (جنيف1)».
وأوضح
جودة ان «موقف الأردن من الأزمة السورية واضح وثابت منذ البداية ويدعو الى
أهمية التوصل الى حل سياسي يضمن أمن وأمان سورية ووحدتها الترابية بمشاركة
كافة مكونات الشعب السوري».
من جانبها، قالت صحيفة «الرأي» الأردنية
الحكومية في افتتاحيتها إن «اجتماع اليوم يأتي في مرحلة دقيقة وحاسمة، بعد
أن دخلت الأزمة السورية نفقاً مظلماً».
وأضافت ان «انعقاد المؤتمر في
عمان يشكل فرصة جديدة أمام المجتمع الدولي لمواصلة جهوده الرامية الى وقف
العنف في سورية والحؤول دون اشتعال الحريق في المنطقة كلها».
=======
لجنة في «الشيوخ» تجيز مشروع قانون لتسليح المعارضة
واشنطن
– د ب أ: تخطى مشروع قانون يهدف الى تسليح المعارضة السورية أول عقبة حيث
تمت الموافقة عليه في لجنة بمجلس الشيوخ الأمريكي، ضمن محاولات من جانب
الحزبين الجمهوري والديموقراطي للالتفاف على تردد الرئيس باراك أوباما في
اتخاذ إجراء.
وسيمنح هذا الإجراء الحكومة الأمريكية سلطة توفير
الأسلحة والتدريب العسكري وامدادات أخرى لعناصر تخضع للتدقيق من المعارضة
السورية.
ومن شأن ذلك أيضاً إنشاء صندوق انتقالي بقيمة 250 مليون
دولار للمساعدة في بناء حكومة ما بعد بشار الأسد، وفرض عقوبات على مبيعات
الأسلحة والنفط للنظام في دمشق وتوفير مساعدات إنسانية واسعة. وكان أوباما
قام بتوفير مساعدات إنسانية غير أنه أحجم عن تسليح المعارضة خوفاً من أن
تقع الأسلحة في أيدي متطرفين إسلاميين.
=======
النمسا تلوّح بسحب قواتها من الجولان في حالة تسليح المعارضة
فيينا
– رويترز: حذر وزير الدفاع النمساوي من أن بلاده قد تسحب قواتها المكلفة
بحفظ السلام في مرتفعات الجولان السورية المحتلة وتخلي المنطقة العازلة
التي تتمركز فيها قوات الأمم المتحدة في وقت شهد تبادلاً لإطلاق النار بين
القوات السورية والإسرائيلية على خط المواجهة الهادئ منذ زمن بعيد.
والتحذير
النمساوي موجه لبريطانيا وحلفائها الذين يرغبون في مساعدة المعارضة
السورية برفع الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على تصدير الأسلحة لسورية.
وقال الوزير جيرالد كلوج لـ«رويترز» إن تلك الخطوة ستفقد القوات
النمساوية حيادها في الصراع في سورية الذي تعرضت خلاله قوات حفظ السلام
لإطلاق النار واحتجاز بعض أفرادها كرهائن.
=======
حزب الله يصر على مواصلة القتال في سورية رغم انتقادات علماء الشيعة في لبنان
بيروت
– د ب أ: «مستعدة لإرسال مزيد من أبنائي ليموتوا في سورية من أجل حماية
الأضرحة الشيعية.. لقد مات في سبيل الخير»، هكذا تقول أم علي عن ابنها الذي
قتل بينما كان يقاتل ضمن قوات الحكومة السورية ضد المعارضين في بلدة
القصير الحدودية مع لبنان.
وتؤيد أم علي شأنها شأن غالبية أتباع حزب
الله الحجج التي يسوقها الأمين العام للحزب حسن نصر الله، في تبرير
الانخراط المتنامي للحزب في الحرب الأهلية التي تدور في سورية ودعمه للرئيس
السوري بشار الأسد، الذي ينحدر من الطائفة العلوية التي تندرج تحت المذهب
الشيعي.
وكان نصر الله اعترف قبل أسبوعين بأن حزبه يقاتل الى جانب
قوات الأسد لحماية الأضرحة الشيعية والشيعة الذين يعيشون في مجموعة من
القرى بالقرب من الحدود مع لبنان، ضد المعارضين الذين في معظمهم من
الأغلبية السنية في البلاد.
ولكن في الوقت الذي يتردد فيه ان المزيد
من عناصر حزب الله يقتلون في أعمال العنف الأخيرة بالقصير (نحو 20 كم من
الحدود اللبنانية) فإن الكثيرين يشككون في جدوى مثل هذا الانخراط.
وزادت حدة انتقادات الكثير من علماء الشيعة البارزين لنصر الله لزجه
بالشيعة في «مثل تلك الحرب التي لا طائل من ورائها» لإنقاذ نظام الأسد.
الأمين
ويقول الشيخ علي الأمين: «تدخل حزب الله في القتال الجاري بالأراضي السورية هو أمر غير مقبول من وجهتي النظر الدينية والقانونية».
وكتب على موقعه الالكتروني يقول: «إن مسؤولية الدفاع عن المقدسات الدينية
واللبنانيين في سورية انما تقع على كاهل النظام السوري وحده… فهي ليست
مسؤولية حزب الله أو الدولة اللبنانية».
وقال الأمين المؤيد لسياسة
الحكومة اللبنانية في النأي بالنفس عن الصراع: «الجهاد هو الدفاع عن وطننا
لبنان والحفاظ على وحدتنا الوطنية».
الطفيلي
وقد جاء الانتقاد الأشد لانخراط حزب الله في سورية من جانب الشيخ صبحي الطفيلي، الأمين العام السابق لحزب الله.
ودعا الطفيلي حزب الله الى «عدم الدفاع عن النظام المجرم الذي يقتل شعبه بينما لم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل».
وقال الطفيلي، الذي قاد حزب الله خلال الفترة (1991-1989) للتلفزيون
اللبناني الأسبوع الماضي إن الذين قتلوا في سورية «سيذهبون للجحيم» ولا
يمكن اعتبارهم شهداء.
لكن أم علي التي فقدت ابنها (20 عاماً) في المعارك الأخيرة بالقصير، قالت إنها ترى الأمور من وجهة نظر أخرى.
وقالت: «بالنسبة لي، هو شهيد حيث قتل بينما كان يحمي مقدساتنا الشيعية من
الإرهابيين المنتمين الى القاعدة الذين يدمرون سورية ويقتلون الشعب
السوري».
جنازات مخفية
ويحرص حزب الله على إبعاد الصحافيين
والمصورين عن جنازات القتلى من أعضائه وأسرهم، غير أن محطته الفضائية
«المنار» تبث لقطات لأشخاص يحضرون جنازات خمسة أشخاص على الأقل.
وقال
مصدر مقرب من حزب الله في وادي البقاع إن الذين قتلوا في القصير هم أعضاء
في قوات النخبة بقيادة القائد العسكري لحزب الله فادي الجزار.
وعلى
الرغم من الخسائر البشرية، يقول حزب الله إنه مازال مصراً على مواصلة
المشاركة في الصراع السوري الذي بدأ في مارس 2011 وأسفر عن مقتل 80 ألف
شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وقال الشيخ محمد يزبك، عضو أعلى
هيئة لصنع القرار في حزب الله (مجلس الشورى): «سنقاتل في جميع أنحاء سورية
لأننا نقاتل العدو الإسرائيلي».
============
ديلي تيليغراف
سورية تواجه الانقسام
بقلم ريتشارد سبنسر:
في
بيان مهم ألقاه في مجلس العموم البريطاني وخلا على نحو لافت للنظر من
المطالب السابقة المنادية بتنحي بشار الأسد عن السلطة في سورية، أعلن رئيس
الحكومة وليم هيغ أن لندن تعمل الآن من أجل التوصل لتسوية سياسية للأزمة
السورية وقال: علينا أن نُقنع المعارضة بالمجيء الى طاولة الحوار على الرغم
من علمنا أن من الصعب جداً بالنسبة لها الدخول في مفاوضات مع نظام أمعن في
قتل الآلاف من أبناء الشعب.
بيد أن هذه الكلمات لابد أن تثير غضب
المعارضة السورية، وخاصة الثوار المقاتلين في الداخل الذين يطالبون بزيادة
إمدادات السلاح لكي يُرغموا الأسد على التنازل عن السلطة، وهو هدف لايزال
رسمياً من أهداف السياسة البريطانية.
إلا أن هيغ كرر أيضاً أن «كل
الخيارات» مطروحة على الطاولة، وان الوقت قد حان وبات ضرورياً لإجراء
تغييرات في الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على إرسال السلاح للثوار.
وبعد
أن أشار الى أن سورية أصبحت هدفاً للجهاديين الدوليين، ومنهم 70 الى 100
بريطاني يعملون على أراضيها الآن، أكد هيغ ان التركيز يتعيّن أن يكون الآن
على تعزيز المعتدلين، وإنقاذ الأرواح بدلاً من استمرار الصراع على طريق
التطرف والقتل.
ولاحظ هيغ أن ثمة واحداً من سيناريوهين أمام سورية الآن:
إما استمرار القتال والمأزق العسكري مما سيؤدي لكارثة إنسانية أكبر وتطرف
وانقسامات طائفية أعمق ثم المزيد من المجازر بل وحتى انهيار الدولة السورية
وانقسام أراضيها، أو العمل بجهد من أجل التوصل لنهاية متفاوض عليها للصراع
تضع حداً لإراقة الدماء وتؤدي لقيام حكومة انتقالية جديدة.
وفي هذا
السياق، أشار هيغ الى الثمن الإنساني الفادح الذي يدفعه الشعب السوري بما
فيه تقدير الأمم المتحدة المخيف الذي يقول إن ثلاثة ملايين ونصف المليون
سوري، أي ما نسبته %15 من مجمل السكان، سيتحولون الى لاجئين بنهاية هذه
السنة ما لم يتم وضع حد للصراع.
شرط مُسبق
لكن روسيا ونظام
الأسد أعلنا أن مؤتمر السلام المُقترح لا يمكن عقده إلا إذا تخلى الثوار عن
شرطهم المسبق الذي يفرض على الأسد التنحي. إلا أن كل المقاتلين تقريباً
ومعظم قادة المعارضة السياسية السورية يقولون إن التفاوض مع الأسد أمر
مرفوض ولا يمكن تخيّله.
لكن ربما تؤدي النجاحات الأخيرة التي حققتها
قوات النظام على الأرض الى تغيير هذه المواقف بعد أن توقفت الشهر الماضي
سلسلة الانتصارات التي حققها الثوار وبدأ النظام يستعيد بعض القواعد
الاستراتيجية التي كان قد خسرها أمامهم في الجزء الجنوبي من سورية.
وفي
هذا الإطار، شن النظام يوم الأحد الماضي هجوماً رئيسياً على بلدة القصير
التي تُعتبر منصة انطلاق للثوار قرب الحدود مع لبنان. لكن في الوقت الذي
أعلنت فيه وسائل إعلام النظام أن قواته دخلت البلدة وسيطرت على معظم
أجزائها، أكد الناشطون، الذين تحدثوا مع هذه الصحيفة الـ«ديلي تيليغراف» من
قلب البلدة، أنهم تمكنوا من صد الهجوم عند تخومها. وقال أحد هؤلاء: إن ما
تشاهدونه على التلفزيون الرسمي غير صحيح، نعم لقد هاجمت ميليشيا حزب الله
البلدة من الجنوب لكن تم ردها على أعقابها.
والحقيقة أن حزب الله اعترف
أنه فقد عدداً كبيراً من مقاتليه منذ أن انضم للقتال الى جانب قوات النظام.
ولاشك أن تدخل الحزب في الصراع السوري يثير أكبر تهديد خطير لاستقرار
لبنان فهو يضع حزب الله في مواجهة مباشرة مع خلايا جبهة النصرة المرتبطة
بالقاعدة والتي تحارب مع قوات المعارضة السورية مما يهدد بردود انتقامية من
جانب هذه المجموعة المتشددة قد تستهدف بها الأراضي اللبنانية ذاتها.
لبنان ينزلق إلى الحرب
ومن
الواضح ان معارك بلدة القصير الشرسة ودور حزب الله فيها تثير قلقاً كبيراً
في لبنان، وذلك لأن هذه المعارك، التي هي أعنف ما شهدته الحرب السورية حتى
الآن، تجر البلاد – لبنان – الى حرب دون قرار من الحكومة اللبنانية، وهذا
ما حدث عام 2006 عندما أطلق الحزب، الذي يمتلك ميليشيا أقوى من الجيش
اللبناني، شرارة حرب مدمرة مع إسرائيل نتيجة لأسره ثلاثة من جنودها.
ويقول
منتقدو الحزب الآن إن تواطؤ الجيش اللبناني الظاهر من خلال سماحه لقوة
كبيرة من الحزب عبور الحدود اللبنانية السورية يعني أن لبنان دخل الآن
الحرب في سورية.
ديان بيان فو
ويعترف مسؤول لبناني من حركة
الرابع عشر من مارس، التي هي الخصم السياسي الرئيسي لحزب الله، بأن الأسد
ربما يستطيع من خلال مساعدة حزب الله له اجتياح القصير التي تُعتبر منطقة
حساسة لوقوعها قرب الحدود ولأنها تربط دمشق مع المنطقة الشمالية التي يسيطر
عليها الثوار ومع المنطقة الساحلية التي تسيطر عليها الحكومة. إلا أن هذا
المسؤول يؤكد ان اجتياح هذه البلدة سيكلف حزب الله فقدان المئات من
مقاتليه، ويتساءل قائلاً: لماذا يريد الحزب أن يورط نفسه في «ديان بيان
فو»؟ وهذه إشارة بالطبع الى معركة «ديان بيان فو» التي ألحق فيها الثوار
الفيتناميون هزيمة نكراء بالجنود الفرنسيين عام 1954 وشكلت ضربة حاسمة
لفرنسا كقوة استعمارية في المنطقة آنذاك.
تعريب نبيل زلف
===========
آفاق
أردوغان.. بخفّي حنين
يدعي
العديد من المحللين من توجهات مختلفة بأن رئيس الحكومة التركية رجب طيب
اردوغان عاد بخفي حنين من واشنطن التي زارها قبل أيام بدعوة من الرئيس
اوباما الذي كان اعتبره في مقابلة له مع مجلة «تايم» العام الماضي «واحداً
من خمسة قادة مقربين اليه، منهم ميركل وكاميرون»، كما لا ينبغي تجاهل حقيقة
ان الرئيس الأمريكي كان خص تركيا في العام 2009 بواحدة من اولى زياراته
للمنطقة بعد وصوله الى البيت الأبيض ما يشير الى عمق قناعته بأهميتها
للمصالح الأمريكية في المنطقة.
إن أهمية الحليف التركي لم تنحسر مع
انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وتدرك واشنطن موقع انقرة في التحديات
التي تواجهها مع عزمها الانسحاب من افغانستان العام المقبل، ومع تعمق
الأزمة السورية والارتدادات العنفية الناجمة عن «الربيع العربي» وليس
أخيراً الملف النووي الإيراني وبروز حالة جديدة خطيرة من الاستقطابات
الطائفية في المنطقة، ويعرف الزعيمان أن الأزمة في سورية هي الاخطر التي
تواجه بلديهما والمنطقة والعالم ككل، ولهذا فإنها تصدرت جدول اعمال
مباحثاتهما خاصة وان غيوم تفجير الريحانية طبعت الاجتماع بطعم مر وحرج
متبادل.
ولم يكن تفجير الريحانية وحده الهم الذي غرق في موجاته
اردوغان، وانما مؤتمر «جنيف-2» الذي اتفق على عقده كيري ولافروف، ورئيس
الحكومة التركية لا يخفي معارضته عقده ويريد بدله تدخلاً عسكرياً في سورية
لأن الأوضاع وصلت الى أقصى مداها، ولكنه اذا ما صحت رواية المحلل التركي
جنكيز شاندار فإن اردوغان «اضطر لتغيير موقفه على مضض بعد حصوله من اوباما
على ضمانات بألا يطول انعقاده لأشهر».
لقد انتقل العنف من سورية الى
تركيا على وقع السيارات المخففة وتكاد انقرة تغرق في المستنقع السوري، ومعه
تتزايد وتتنامى وتائر المعارضة الشعبية لموقف الحكومة وسياستها حيال
الأزمة السورية وتشتعل المناطق العلوية في تركيا بالتظاهرات والاحتجاجات
ولا تنعدم فيها الشعارات المؤيدة والداعمة لنظام الأسد، وفي هذا الخضم لا
يبدو أن الثقة بوعود اوباما كبيرة على خلفية مواقفه المترددة من حسم الوضع
في سورية، وتقول جريدة «راديكال» التركية «إن ما خرج به اردوغان من واشنطن
لا يساعد على إنهاء حكم الأسد، وبالتالي فاستمرار الصراع يتهدد تركيا
وأمنها ومستقبل اردوغان السياسي أيضاً».
لم يتبقّ أمام اردوغان سوى
انتظار مؤتمر جنيف واذا كان ما سينعقد أصلاً او اذا ما سيخرج بنتائج
وقرارات تلبي مطالبه بإنهاء الأسد وحكمه، وبعدها سيعرف ما اذا كان الحليف
الأمريكي سيستجيب لرغبته بالحسم العسكري، وهو أمر يشكك فيه المحللون
الأتراك الذين يتهمون اردوغان بالانجراف وراء أحلام لن تتحقق.
صوفيا – محمد خلف
==========
كيري للأسد: ما تحققه قواتك من مكاسب «مد وجزر»
عواصم
- وكالات: انتقد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الأربعاء، الرئيس
السوري بشار الأسد، وهاجم حزب الله، قائلا انه «يريد جر لبنان الى الحرب»
وشدد على ضرورة وقف العنف في سورية.
وقال كيري الذي يزور الأردن لحضور
اجتماعات المجموعة الأساسية لـ«أصدقاء سورية»، في مؤتمر صحافي مع وزير
الخارجية ناصر جودة «هل يمكن لشخص استخدم الغازات السامة والطائرات
والمدافع والصواريخ ضد شعبه وقتل ما يفوق 100 ألف شخص ان يحكم عليه
بالموثوقية لادارة البلاد».
وأضاف ان «حسابات (الرئيس السوري بشار الأسد) ان كان يعتمد على مكاسب على الأرض خلال الأيام الماضية».
ووصف مكاسب القوات السورية الحكومية التي حققت على الأرض بـ«المد والجزر».
غير
ان كيري شدد على «ضرورة التوصل الى حلول سياسية لانهاء الأزمة في سورية»،
مؤكدا ان «الخاسر الوحيد هو الشعب السوري والدولة السورية».
وأضاف انه «اذا استمرت الأزمة السورية فسنشهد المزيد من المجازر وتفككا للدولة السورية».
وأشار
الى ان «حزب الله يجر لبنان الى الحرب»، منتقدا الدعم العسكري لحزب الله
لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، واصفا هذا الدعم بأنه «يزيد الطين بله».
وقال
ان مشاركة مقاتلين من حزب الله وايران في القتال في سورية «يساهم بشكل
فعال في اشعال فتيل العنف في هذا البلد»، مشددا على ضرورة «وقف العنف وسفك
الدماء في سورية»، واصفا هذا الأمر بـ«الحاجة الملحة».
وأضاف كيري» نحاول التوصل الى سلام في منطقة يؤجهها العنف وهذه مسألة تهز الانسانية في العالم».
وشدد
على أهمية «الالتزام بالتوصل لمنهجية لتنفيذ اتفاق جنيف 1 لتشكيل حكومة
انتقالية تتمتع بصلاحيات تنفيذية من خلال موافقة مشتركة».
وأكد ان «هذا «لا يعني ان (بشار) الأسد سيستمر في ادارة الحكومة، مشددا على ضرورة «الاصغاء لكافة الأطراف».
وأكد ان اجتماع المجموعة الأساسية لـ«أصدقاء سورية»، «لن تملي على المعارضة السورية أية نتائج تصدر عنها».
وأوضح كيري «واذا لم يتعاون بشار الأسد فاننا سنزيد من دعمنا للمعارضة»، محذرا من انتشار العنف الطائفي في المنطقة.
ولفت الى أننا «نسعى لايجاد الخطوات اللازمة لجنيف 2».
انتقاد
من
جهته انتقد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة السفير السوري في عمان بهجت
سليمان، قائلا «نأمل بأن يكون للسفير السوري الحس الدبلوماسي، وكان عليه ان
يشكر الأردن لا ان ينتقده».
وأشار الى ان وجود مقاتلين أجانب في سورية «يقلقنا»، واصفا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بـ«الصديق المقرب للأردن».
وكان
السفير السوري في العاصمة الأردنية عمّان بهجت سليمان، أعلن في وقت سابق
أمس الأول، ان الرئيس بشار الأسد مصر على الترشح للانتخابات الرئاسية
المقبلة في بلاده عام 2014، وهاجم تركيا ودول الخليج العربي.
وحذر سليمان في مؤتمر صحافي من «مخاطر اقحام الأردن بالأزمة السورية»، مؤكدا ان «معظم الشعب الأردني يقف الى جانب سورية».
ووصف اجتماع المجموعة الأساسية لـ«أصدقاء سورية «الذي ستستضيفه العاصمة عمان بـ«المزيفين».
وقال
سليمان ان «هذا المؤتمر ينتقل سياحيا من بلد الى آخر والقرعة وقعت على
الأردن الذي لا ناقة له ولا جمل «، مضيفا «ومن لا يرى حربا عالمية ثالثة
فليراجع نفسه».
حكومة انتقالية
من جهته قال وزير خارجية
فرنسا لوران فابيوس الاربعاء ان على الرئيس السوري بشار الاسد تسليم السلطة
الى حكومة انتقالية حتى تكون هناك فرصة لنجاح مؤتمر السلام الذي تدعمه
الولايات المتحدة وروسيا.
وقال فابيوس قبل اجتماع لمجموعة اصدقاء سورية
في العاصمة الاردنية عمان «من الواضح تماما ان الهدف الرئيسي لهذا المؤتمر
المقترح هو تشكيل حكومة انتقالية لسورية تضطلع بالسلطة التنفيذية الكاملة».
ومضى
يقول «موقف فرنسا هو...أنه يجب ان تكون هناك هيئة انتقالية تضطلع بالسلطة
التنفيذية كاملة.هذا يعني في الحقيقة ان السلطات التي يتمتع بها الرئيس
الآن ستنقل الى الهيئة الانتقالية.
هذا واضح».
تحذير
في
غضون ذلك صرح قائد سلاح الجو الاسرائيلي الميجور جنرال امير ايشيل الاربعاء
ان منظومة الدفاع الصاروخية المتقدمة من طراز اس - 300 ستصل قريبا الى
الجيش السوري.
وقال الميجور جنرال ايشيل «الاسد الذي لديه ميزانية
ضئيلة استثمر عدة مليارات من الدولارات لشراء صواريخ مضادة للطائرات». بحسب
صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية في موقعها الالكتروني.
واضاف في
كلمة في اجتماع في هرتزليا «هناك تفهم واضح بان مثل هذه القدرات سوف تؤدي
الى زرع الثقة (لدى السوريين ودفعهم الى الاقدام على) سلوك عدواني».
==========
تركيا تحبط مخططاً لتنفيذ اعتداءات ضد لاجئين سوريين
انقرة
- ا ف ب: احبطت الشرطة التركية خطة لتنفيذ اعتداءات على لاجئين سوريين في
جنوب تركيا واعتقلت ستة اتراك للاشتباه بتورطهم في هذه القضية، وفق ما اعلن
مسؤول تركي الاربعاء.
وقال جلال الدين ليكيسيز حاكم مقاطعة هاتاي
المحاذية لسورية والتي تضم عددا من مخيمات اللاجئين السوريين ان هؤلاء
المشتبه بهم كانوا يخططون لتنفيذ «هجمات بالعبوات الناسفة وخطف لاجئين
سوريين» من المخيمات.
ولم يوضح المسؤول تاريخ حصول عمليات الاعتقال الا انه اشار في تصريحات متلفزة الى ان التحقيق في القضية مازال مستمرا.
وبحسب قناة ان تي في الخاصة فان عملية الشرطة حصلت مساء الثلاثاء في هاتاي ومحيطها.
========
يملكون خطوط إمداد فعالة لتأمين كميات من الأسلحة
الاستخبارات الألمانية تتوقع استعادة قوات الأسد زمام الأمور
برلين
- يو بي أي: بعد قرابة عام من توقعها انهيار نظام الرئيس السوري بشار
الأسد قريباً، ترى الاستخبارات الألمانية حالياً ان مقاتلي المعارضة باتوا
في «ورطة»، متوقعة بأن تحقق القوات الحكومية السورية تقدّماً ملحوظاً
وتستعيد زمام الأمور.
وذكرت مجلة (دير شبيغل) الألمانية ، ان وكالة
الاستخبارات الألمانية الخارجية (BND) قد غيّرت موقفها جذرياً تجاه «الحرب
الأهلية» الحاصلة في سورية، وهي تعتقد حالياً بأن جيش الرئيس السوري بشار
الأسد «بات أكثر استقراراً مما كان عليه منذ فترة طويلة وهو قادر على
القيام بعمليات ناجحة ضد وحدات الثوار بعزم».
وقالت المجلة ان رئيس الوكالة غيرهارد شيندلر، أبلغ هذا التقييم الجديد للوكالة، الى بعض السياسيين في اجتماع سري.
وذكرت
أنه خلال الصيف الفائت كان شيندلر أبلغ المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين
بأنه يشعر بأن نظام الأسد سيسقط في بداية العام 2013 الجاري، لكن منذ ذلك
الحين فان الوضع قد تغيّر بشكل دراماتيكي كما تعتقد وكالة الاستخبارات
الألمانية الخارجية.
واستخدم شيندلر رسومات وخرائط لاظهار ان «جنود
الأسد يملكون مجدداً خطوط امداد فعّالة لتأمين كميات كافية من الأسلحة
والمواد الأخرى»، وأضاف ان امدادات الوقود للدبابات والطائرات العسكرية،
باتت متوفرة مجدداً، وأن الوضع الجديد يسمح لقوات الأسد بأن تواجه هجمات
الثوار، وحتى استعادة المواقع التي خسرتها من قبل.
وقالت الصحيفة ان
الوكالة الألمانية «لا تعتقد بأن جيش الأسد قوي بشكل كاف لهزيمة الثوار،
لكن بامكانه القيام بما يكفي لاثبات موقعه في المأزق الراهن».
الى ذلك،
تعتقد الاستخبارات الألمانية بأن «قوات الثوار»، التي تضم مجموعات عدة من
المقاتلين الاسلاميين المرتبطين بتنظيم القاعدة، «تواجه صعوبات بالغة».
وذكر
شيندلر ان مجموعات مختلفة من «الثوار» تتقاتل مع بعضها لتحكم سيطرتها في
المناطق، كما ان قوات النظام عملت على قطع خطوط امداد الأسلحة وممرات اجلاء
الجرحى.
وقال ان «كل معركة جديدة تضعف الميليشيات أكثر»، مضيفاً أنه في
حال استمر الوضع على ما كان عليه خلال الأسابيع الأخيرة فان القوات
الحكومية قد تستعيد النصف الجنوبي للبلاد بأكمله بحلول نهاية العام الحالي،
وهذا سيترك فقط الجزء الشمالي للمقاتلين حيث «الثوار الأكراد يسيطرون على
هذه المناطق».
وذكرت المجلة ان ما يقوله شيندلر حول وضع مجموعات
«الثوار»، يترك نافذة ضيقة للتفاؤل بقيام محادثات جدية قريباً بين
المسلّحين ونظام الأسد.
وتقول الاستخبارات الألمانية انه «ليس هناك
سلسلة قيادية عاملة بين قادة المعارضة في الخارج والميليشيات داخل سورية.ان
المقاتلين على الأرض بكل بساطة لا يعترفون بالقيادة السياسية».
في
الوقت الذي أكدت بريطانيا أمس أنه ليس هناك امكانية لحل النزاع في سورية
مع بقاء بشار الاسد على رأس السلطة، دعا رئيس الائتلاف الوطني لقوى
المعارضة والثورة السورية بالانابة جورج صبرة كل كتائب الجيش الحر الى
«نجدة القصير» التي تتعرض منذ ايام لهجمات متكررة من قوات النظام مدعومة من
حزب الله.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان ايران وحليفها
حزب الله «يساندان» الاسد ويقدمان له دعما متزايدا. وقال خلال مؤتمر صحافي
مشترك مع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة إن النظام يتلقى مساندة من اخرين
في الخارج وهو ما يقوض شرعيته أكثر. وهذا يظهر ايضا ان هذه الازمة تزيد من
الخطر الذي يهدد الاستقرار الاقليمي.
من جانبه، طالب صبرة المجتمع
الدولي بفتح «ممر انساني» الى القصير، كما دعا مجلس الامن الدولي الى عقد
«اجتماع طارئ» للبحث في الوضع في المنطقة، والدول العربية والأمانة العامة
للجامعة العربية بـ«وقفة تليق بالحدث الجلل». وقال «تتدفق نحو سورية قوات
غازية، قوامها خبراء القتل الايرانيون وميليشيا حزب الله اللبناني، ترفع
شعارات طائفية بغيضة تؤسس لصراع طائفي ممتد وعابر للحدود». وتوجه الى
اللبنانيين قائلا ان «النظام السوري وحزب الله ونظام الملالي في ايران
يكذبون حين يقولون انهم يدافعون عن اخوتنا الشيعة السوريين، وان مقام
السيدة زينب معرض للخطر، فهذا المقام موجود في سورية منذ أكثر من 1300 عام
يرعاه السوريون، كل السوريين، بحدقات عيونهم».
وقتل 11 شخصا واصيب اكثر
من مئة بجروح منذ الاحد الماضي في طرابلس في شمال لبنان في اشتباكات بين
سنة وعلويين منقسمين على خلفية النزاع في سورية. واوضح مصدر امني ان خمسة
اشخاص قتلوا الليلة قبل الماضية في معارك اتسمت بحدة كبيرة بين مناطق
التبانة ومحيطها ذات الغالبية السنية وجبل محسن ذات الغالبية العلوية،
واستخدمت فيها مدفعية الهاون والقذائف الصاروخية، وطال خلالها اطلاق الرصاص
والقذائف احياء اخرى في المدينة بعيدة عن مواقع القتال.
في سياق آخر،
كشفت وزارة الداخلية البحرينية عن عثورها على طائرة تجسس ايرانية شمال
المملكة، وهي المرة الأولى التي تعلن السلطات الأمنية البحرينية مثل هذا
الخبر. واستنكر وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة هذا
العمل الذي وصفه بـ«العدائي»، مؤكداً أنه يعكس «اصرار ايران على التدخل في
شؤون الأمن الداخلي لدول المنطقة بهدف زعزعة أمنها واستقرارها».
وأشار
الوزير الى ان أعمال التجسس والتخريب هذه تعد «تدخلاً سافراً» في الشؤون
الداخلية لدول المنطقة. وشدد على ان «ما تتعرض له المنطقة من أحداث أمنية
يجعلنا نعي حقيقة الأخطار المحيطة بنا والتي تهدد أمننا واستقرارنا، الأمر
الذي يتطلب موقفا جماعيا مشتركا مع زيادة التعاون والتنسيق بين الأجهزة
الأمنية بدول المنطقة، وكذلك مع الدول الصديقة لمواجهة هذه التهديدات».
============
الائتلاف السوري يدعو لفتح «ممر إنساني» في القصير ويحث مسلحي «الحر» للدفاع عنها
بيروت
– واشنطن – وكالات: طالب الائتلاف السوري المعارض أمس الأربعاء كافة
الكتائب في سورية بارسال المقاتلين والسلاح للقصير حالاً، ودعا العالم
للتحرك لمواجهة ما قال إنه غزو سورية من قبل إيران وحزب الله.
وقال
رئيس الائتلاف بالإنابة ورئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا في بيان وزعه
الائتلاف بالبريد الالكتروني إنه «منذ أشهر، وفي هذه اللحظات أيضاً، تتدفق
نحو سورية قوات غازية، قوامها خبراء القتل الإيرانيين، وميليشيا حزب الله
اللبناني، ترفع شعارات طائفية بغيضة، تؤسس لصراع طائفي ممتد وعابر للحدود».
وناشد جميع «كتائب الثورة والجيش السوري الحر» أن يهبوا «لنجدة القصير وحمص»، عبر إرسال قوات وسلاح وذخيرة الى القصير وحمص.
وطالب
مجلس الأمن بعقد اجتماع طارئ وبأن يقف موقفاً «على مستوى خطورة الحدث وهو
احتلال بلد الحضارة الأولى، وقمع الشعب الذي يقاتل من أجل الحرية
والديموقراطية».
كما طالب «المجتمع الدولي بفتح ممر إنساني لإنقاذ
الجرحى وادخال الدواء والغوث الى خمسين ألف محاصر وأن يعمل على سحب القوات
الإيرانية الغازية المعتدية وعملائها، من الأراضي السورية».
وناشد
الدول العربية والأمانة العامة للجامعة بأن تقف الوقفة التي تليق بالحدث
الجلل، معتبراً أن ما يفعله «الغزاة» سيؤدي الى «إشعال حريق طائفي، يخرب
العلاقات بين دول المنطقة وشعوبها لن يكون المستفيد منها غير إسرائيل».
لبنان
وتوجه
صبرا الى اللبنانيين بالقول إن «النظام السوري وحزب الله ونظام الملالي في
إيران يكذبون حين يقولون انهم يدافعون عن إخوتنا الشيعة السوريين، وان
مقام السيدة زينب معرض للخطر»، مشيراً الى أن «هذا المقام موجود في سورية
منذ أكثر من 1300 عام، يرعاه السوريون، كل السوريين، بحدقات عيونهم».
واتهم
النظام وإيران وحزب الله بأنهم يخدعون اللبنانيين «حين يقولون إن حرية
السوريين خطر عليكم، فالسوريون ثاروا لأجل كرامتهم وحقوقهم الآدمية ولم
يثوروا لأجل تغيير موازين القوى السياسة الداخلية اللبنانية ولا
الإيرانية».
وأضاف متوجها الى اللبنانيين بالقول إن «سلاح حزب الله
تحول الى سلاح ميليشياوي وصارت بنادقه طائفية مأجورة لقتل النساء
والأطفال»، وسأل «هل تقبلون أن يوظّف اللبناني لقتل السوري؟ ومن أجل
ماذا؟».
وأهاب بالدولة اللبنانية ومؤسساتها السياسية والدفاعية
والأمنية ان «تعمل على احترام سيادة الدولة السورية وحرمة حدودها حتى يستمر
السوريون باحترام سيادة لبنان وحرمة أراضيه».
واشنطن
من
جهته، جدد البيت الأبيض إدانة تدخل «حزب الله» بشكل مباشر في الهجوم الذي
يشنه النظام السوري بمدينة القصير مكرراً الموقف الأمريكي من أن كل
الخيارات مازالت مطروحة في التعامل مع الأزمة السورية.
وسئل المتحدث
باسم البيت الأبيض جاي كارني خلال مؤتمر صحافي عن اتصال الرئيس الأمريكي
باراك اوباما بنظيره اللبناني ميشال سليمان وإعرابه عن قلقه بشأن دور حزب
الله في القتال الى جانب النظام السوري وإن كان هذا مؤشراً على أن البيت
الأبيض قلق من أن يرجح هذا الأمر الدفة لمصلحة حكومة الرئيس السوري بشار
الأسد، فأجاب «هذه اشارة الى اننا قلقون، تماماً كما شركاؤنا وحلفاؤنا، من
تمدد هذا النزاع».
وأضاف «لقد أدنا وندين مجدداً تدخل حزب الله المباشر
في الهجوم على القصير، حيث يلعب مقاتلو حزب الله دوراً مهما في هجوم
النظام» السوري.
وشدد كارني على أن «احتلال حزب الله لقرى في سورية
ودعمه للنظام والميليشيات الموالية للأسد يؤجج التوترات الطائفية الإقليمية
ويؤيد حملة النظام الإرهابية ضد الشعب السوري».
وتابع «نحن نستمر في
دعم سياسة لبنان المعلنة بالنأي بالنفس عن الأزمة السورية، ونحث كل الأطراف
في المنطقة على ضبط النفس واحترام سيادة لبنان وأمنه».
========
المعارضة تغيب عن اجتماع لمجموعة «أصدقاء سورية» في الأردن
عمان
– ا ف ب: عقد وزراء خارجية مجموعة «أصدقاء سورية» أمس الأربعاء اجتماعاً
في عمان تغيبت عنه المعارضة، في محاولة للدفع باتجاه سعي واشنطن وموسكو الى
عقد مؤتمر دولي لحل الأزمة اصطلح على تسميته «مؤتمر جنيف 2» بمشاركة طرفي
النزاع والمقرر عقده الشهر المقبل.
وشارك في الاجتماع وزراء خارجية 11
دولة، تمثل المجموعة الأساسية لـ«أصدقاء سورية» وهي الأردن والسعودية
والإمارات وقطر ومصر والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا وألمانيا
وايطاليا، في حين تغيب عن الاجتماع المعارضة السورية.
وهي اول مرة تعقد
المجموعة اجتماعاً في غياب ممثلين للمعارضة السورية التي وجدت نفسها من
دون قائد بعد استقالة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة احمد
معاذ الخطيب.
وعقد آخر اجتماع لـ«مجموعة أصدقاء سورية» الشهر الفائت في اسطنبول.
ويجري في نفس يوم الأربعاء اجتماع لكبار المسؤولين كان مقرراً أن يعقد عشية اجتماع وزراء خارجية «أصدقاء سورية».
ويسبق انعقاد لقاء الأربعاء مؤتمر صحافي مشترك لوزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والأردني ناصر جودة.
وقال جودة في تصريحات نشرت الأربعاء إن «اجتماع عمان هو استعداد لمؤتمر (جنيف 2) ودعم لمسار الحل السياسي للأزمة السورية».
وأضاف
ان «اتفاق موسكو بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا حول سورية هو نقطة
تحول لأنهم اتفقوا على حل سياسي للقضية السورية يبدأ من اتفاق (جنيف1)».
وأوضح
جودة ان «موقف الأردن من الأزمة السورية واضح وثابت منذ البداية ويدعو الى
أهمية التوصل الى حل سياسي يضمن أمن وأمان سورية ووحدتها الترابية بمشاركة
كافة مكونات الشعب السوري».
من جانبها، قالت صحيفة «الرأي» الأردنية
الحكومية في افتتاحيتها إن «اجتماع اليوم يأتي في مرحلة دقيقة وحاسمة، بعد
أن دخلت الأزمة السورية نفقاً مظلماً».
وأضافت ان «انعقاد المؤتمر في
عمان يشكل فرصة جديدة أمام المجتمع الدولي لمواصلة جهوده الرامية الى وقف
العنف في سورية والحؤول دون اشتعال الحريق في المنطقة كلها».
=======
لجنة في «الشيوخ» تجيز مشروع قانون لتسليح المعارضة
واشنطن
– د ب أ: تخطى مشروع قانون يهدف الى تسليح المعارضة السورية أول عقبة حيث
تمت الموافقة عليه في لجنة بمجلس الشيوخ الأمريكي، ضمن محاولات من جانب
الحزبين الجمهوري والديموقراطي للالتفاف على تردد الرئيس باراك أوباما في
اتخاذ إجراء.
وسيمنح هذا الإجراء الحكومة الأمريكية سلطة توفير
الأسلحة والتدريب العسكري وامدادات أخرى لعناصر تخضع للتدقيق من المعارضة
السورية.
ومن شأن ذلك أيضاً إنشاء صندوق انتقالي بقيمة 250 مليون
دولار للمساعدة في بناء حكومة ما بعد بشار الأسد، وفرض عقوبات على مبيعات
الأسلحة والنفط للنظام في دمشق وتوفير مساعدات إنسانية واسعة. وكان أوباما
قام بتوفير مساعدات إنسانية غير أنه أحجم عن تسليح المعارضة خوفاً من أن
تقع الأسلحة في أيدي متطرفين إسلاميين.
=======
النمسا تلوّح بسحب قواتها من الجولان في حالة تسليح المعارضة
فيينا
– رويترز: حذر وزير الدفاع النمساوي من أن بلاده قد تسحب قواتها المكلفة
بحفظ السلام في مرتفعات الجولان السورية المحتلة وتخلي المنطقة العازلة
التي تتمركز فيها قوات الأمم المتحدة في وقت شهد تبادلاً لإطلاق النار بين
القوات السورية والإسرائيلية على خط المواجهة الهادئ منذ زمن بعيد.
والتحذير
النمساوي موجه لبريطانيا وحلفائها الذين يرغبون في مساعدة المعارضة
السورية برفع الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على تصدير الأسلحة لسورية.
وقال الوزير جيرالد كلوج لـ«رويترز» إن تلك الخطوة ستفقد القوات
النمساوية حيادها في الصراع في سورية الذي تعرضت خلاله قوات حفظ السلام
لإطلاق النار واحتجاز بعض أفرادها كرهائن.
=======
حزب الله يصر على مواصلة القتال في سورية رغم انتقادات علماء الشيعة في لبنان
بيروت
– د ب أ: «مستعدة لإرسال مزيد من أبنائي ليموتوا في سورية من أجل حماية
الأضرحة الشيعية.. لقد مات في سبيل الخير»، هكذا تقول أم علي عن ابنها الذي
قتل بينما كان يقاتل ضمن قوات الحكومة السورية ضد المعارضين في بلدة
القصير الحدودية مع لبنان.
وتؤيد أم علي شأنها شأن غالبية أتباع حزب
الله الحجج التي يسوقها الأمين العام للحزب حسن نصر الله، في تبرير
الانخراط المتنامي للحزب في الحرب الأهلية التي تدور في سورية ودعمه للرئيس
السوري بشار الأسد، الذي ينحدر من الطائفة العلوية التي تندرج تحت المذهب
الشيعي.
وكان نصر الله اعترف قبل أسبوعين بأن حزبه يقاتل الى جانب
قوات الأسد لحماية الأضرحة الشيعية والشيعة الذين يعيشون في مجموعة من
القرى بالقرب من الحدود مع لبنان، ضد المعارضين الذين في معظمهم من
الأغلبية السنية في البلاد.
ولكن في الوقت الذي يتردد فيه ان المزيد
من عناصر حزب الله يقتلون في أعمال العنف الأخيرة بالقصير (نحو 20 كم من
الحدود اللبنانية) فإن الكثيرين يشككون في جدوى مثل هذا الانخراط.
وزادت حدة انتقادات الكثير من علماء الشيعة البارزين لنصر الله لزجه
بالشيعة في «مثل تلك الحرب التي لا طائل من ورائها» لإنقاذ نظام الأسد.
الأمين
ويقول الشيخ علي الأمين: «تدخل حزب الله في القتال الجاري بالأراضي السورية هو أمر غير مقبول من وجهتي النظر الدينية والقانونية».
وكتب على موقعه الالكتروني يقول: «إن مسؤولية الدفاع عن المقدسات الدينية
واللبنانيين في سورية انما تقع على كاهل النظام السوري وحده… فهي ليست
مسؤولية حزب الله أو الدولة اللبنانية».
وقال الأمين المؤيد لسياسة
الحكومة اللبنانية في النأي بالنفس عن الصراع: «الجهاد هو الدفاع عن وطننا
لبنان والحفاظ على وحدتنا الوطنية».
الطفيلي
وقد جاء الانتقاد الأشد لانخراط حزب الله في سورية من جانب الشيخ صبحي الطفيلي، الأمين العام السابق لحزب الله.
ودعا الطفيلي حزب الله الى «عدم الدفاع عن النظام المجرم الذي يقتل شعبه بينما لم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل».
وقال الطفيلي، الذي قاد حزب الله خلال الفترة (1991-1989) للتلفزيون
اللبناني الأسبوع الماضي إن الذين قتلوا في سورية «سيذهبون للجحيم» ولا
يمكن اعتبارهم شهداء.
لكن أم علي التي فقدت ابنها (20 عاماً) في المعارك الأخيرة بالقصير، قالت إنها ترى الأمور من وجهة نظر أخرى.
وقالت: «بالنسبة لي، هو شهيد حيث قتل بينما كان يحمي مقدساتنا الشيعية من
الإرهابيين المنتمين الى القاعدة الذين يدمرون سورية ويقتلون الشعب
السوري».
جنازات مخفية
ويحرص حزب الله على إبعاد الصحافيين
والمصورين عن جنازات القتلى من أعضائه وأسرهم، غير أن محطته الفضائية
«المنار» تبث لقطات لأشخاص يحضرون جنازات خمسة أشخاص على الأقل.
وقال
مصدر مقرب من حزب الله في وادي البقاع إن الذين قتلوا في القصير هم أعضاء
في قوات النخبة بقيادة القائد العسكري لحزب الله فادي الجزار.
وعلى
الرغم من الخسائر البشرية، يقول حزب الله إنه مازال مصراً على مواصلة
المشاركة في الصراع السوري الذي بدأ في مارس 2011 وأسفر عن مقتل 80 ألف
شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وقال الشيخ محمد يزبك، عضو أعلى
هيئة لصنع القرار في حزب الله (مجلس الشورى): «سنقاتل في جميع أنحاء سورية
لأننا نقاتل العدو الإسرائيلي».
============
ديلي تيليغراف
سورية تواجه الانقسام
بقلم ريتشارد سبنسر:
في
بيان مهم ألقاه في مجلس العموم البريطاني وخلا على نحو لافت للنظر من
المطالب السابقة المنادية بتنحي بشار الأسد عن السلطة في سورية، أعلن رئيس
الحكومة وليم هيغ أن لندن تعمل الآن من أجل التوصل لتسوية سياسية للأزمة
السورية وقال: علينا أن نُقنع المعارضة بالمجيء الى طاولة الحوار على الرغم
من علمنا أن من الصعب جداً بالنسبة لها الدخول في مفاوضات مع نظام أمعن في
قتل الآلاف من أبناء الشعب.
بيد أن هذه الكلمات لابد أن تثير غضب
المعارضة السورية، وخاصة الثوار المقاتلين في الداخل الذين يطالبون بزيادة
إمدادات السلاح لكي يُرغموا الأسد على التنازل عن السلطة، وهو هدف لايزال
رسمياً من أهداف السياسة البريطانية.
إلا أن هيغ كرر أيضاً أن «كل
الخيارات» مطروحة على الطاولة، وان الوقت قد حان وبات ضرورياً لإجراء
تغييرات في الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على إرسال السلاح للثوار.
وبعد
أن أشار الى أن سورية أصبحت هدفاً للجهاديين الدوليين، ومنهم 70 الى 100
بريطاني يعملون على أراضيها الآن، أكد هيغ ان التركيز يتعيّن أن يكون الآن
على تعزيز المعتدلين، وإنقاذ الأرواح بدلاً من استمرار الصراع على طريق
التطرف والقتل.
ولاحظ هيغ أن ثمة واحداً من سيناريوهين أمام سورية الآن:
إما استمرار القتال والمأزق العسكري مما سيؤدي لكارثة إنسانية أكبر وتطرف
وانقسامات طائفية أعمق ثم المزيد من المجازر بل وحتى انهيار الدولة السورية
وانقسام أراضيها، أو العمل بجهد من أجل التوصل لنهاية متفاوض عليها للصراع
تضع حداً لإراقة الدماء وتؤدي لقيام حكومة انتقالية جديدة.
وفي هذا
السياق، أشار هيغ الى الثمن الإنساني الفادح الذي يدفعه الشعب السوري بما
فيه تقدير الأمم المتحدة المخيف الذي يقول إن ثلاثة ملايين ونصف المليون
سوري، أي ما نسبته %15 من مجمل السكان، سيتحولون الى لاجئين بنهاية هذه
السنة ما لم يتم وضع حد للصراع.
شرط مُسبق
لكن روسيا ونظام
الأسد أعلنا أن مؤتمر السلام المُقترح لا يمكن عقده إلا إذا تخلى الثوار عن
شرطهم المسبق الذي يفرض على الأسد التنحي. إلا أن كل المقاتلين تقريباً
ومعظم قادة المعارضة السياسية السورية يقولون إن التفاوض مع الأسد أمر
مرفوض ولا يمكن تخيّله.
لكن ربما تؤدي النجاحات الأخيرة التي حققتها
قوات النظام على الأرض الى تغيير هذه المواقف بعد أن توقفت الشهر الماضي
سلسلة الانتصارات التي حققها الثوار وبدأ النظام يستعيد بعض القواعد
الاستراتيجية التي كان قد خسرها أمامهم في الجزء الجنوبي من سورية.
وفي
هذا الإطار، شن النظام يوم الأحد الماضي هجوماً رئيسياً على بلدة القصير
التي تُعتبر منصة انطلاق للثوار قرب الحدود مع لبنان. لكن في الوقت الذي
أعلنت فيه وسائل إعلام النظام أن قواته دخلت البلدة وسيطرت على معظم
أجزائها، أكد الناشطون، الذين تحدثوا مع هذه الصحيفة الـ«ديلي تيليغراف» من
قلب البلدة، أنهم تمكنوا من صد الهجوم عند تخومها. وقال أحد هؤلاء: إن ما
تشاهدونه على التلفزيون الرسمي غير صحيح، نعم لقد هاجمت ميليشيا حزب الله
البلدة من الجنوب لكن تم ردها على أعقابها.
والحقيقة أن حزب الله اعترف
أنه فقد عدداً كبيراً من مقاتليه منذ أن انضم للقتال الى جانب قوات النظام.
ولاشك أن تدخل الحزب في الصراع السوري يثير أكبر تهديد خطير لاستقرار
لبنان فهو يضع حزب الله في مواجهة مباشرة مع خلايا جبهة النصرة المرتبطة
بالقاعدة والتي تحارب مع قوات المعارضة السورية مما يهدد بردود انتقامية من
جانب هذه المجموعة المتشددة قد تستهدف بها الأراضي اللبنانية ذاتها.
لبنان ينزلق إلى الحرب
ومن
الواضح ان معارك بلدة القصير الشرسة ودور حزب الله فيها تثير قلقاً كبيراً
في لبنان، وذلك لأن هذه المعارك، التي هي أعنف ما شهدته الحرب السورية حتى
الآن، تجر البلاد – لبنان – الى حرب دون قرار من الحكومة اللبنانية، وهذا
ما حدث عام 2006 عندما أطلق الحزب، الذي يمتلك ميليشيا أقوى من الجيش
اللبناني، شرارة حرب مدمرة مع إسرائيل نتيجة لأسره ثلاثة من جنودها.
ويقول
منتقدو الحزب الآن إن تواطؤ الجيش اللبناني الظاهر من خلال سماحه لقوة
كبيرة من الحزب عبور الحدود اللبنانية السورية يعني أن لبنان دخل الآن
الحرب في سورية.
ديان بيان فو
ويعترف مسؤول لبناني من حركة
الرابع عشر من مارس، التي هي الخصم السياسي الرئيسي لحزب الله، بأن الأسد
ربما يستطيع من خلال مساعدة حزب الله له اجتياح القصير التي تُعتبر منطقة
حساسة لوقوعها قرب الحدود ولأنها تربط دمشق مع المنطقة الشمالية التي يسيطر
عليها الثوار ومع المنطقة الساحلية التي تسيطر عليها الحكومة. إلا أن هذا
المسؤول يؤكد ان اجتياح هذه البلدة سيكلف حزب الله فقدان المئات من
مقاتليه، ويتساءل قائلاً: لماذا يريد الحزب أن يورط نفسه في «ديان بيان
فو»؟ وهذه إشارة بالطبع الى معركة «ديان بيان فو» التي ألحق فيها الثوار
الفيتناميون هزيمة نكراء بالجنود الفرنسيين عام 1954 وشكلت ضربة حاسمة
لفرنسا كقوة استعمارية في المنطقة آنذاك.
تعريب نبيل زلف
===========
آفاق
أردوغان.. بخفّي حنين
يدعي
العديد من المحللين من توجهات مختلفة بأن رئيس الحكومة التركية رجب طيب
اردوغان عاد بخفي حنين من واشنطن التي زارها قبل أيام بدعوة من الرئيس
اوباما الذي كان اعتبره في مقابلة له مع مجلة «تايم» العام الماضي «واحداً
من خمسة قادة مقربين اليه، منهم ميركل وكاميرون»، كما لا ينبغي تجاهل حقيقة
ان الرئيس الأمريكي كان خص تركيا في العام 2009 بواحدة من اولى زياراته
للمنطقة بعد وصوله الى البيت الأبيض ما يشير الى عمق قناعته بأهميتها
للمصالح الأمريكية في المنطقة.
إن أهمية الحليف التركي لم تنحسر مع
انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وتدرك واشنطن موقع انقرة في التحديات
التي تواجهها مع عزمها الانسحاب من افغانستان العام المقبل، ومع تعمق
الأزمة السورية والارتدادات العنفية الناجمة عن «الربيع العربي» وليس
أخيراً الملف النووي الإيراني وبروز حالة جديدة خطيرة من الاستقطابات
الطائفية في المنطقة، ويعرف الزعيمان أن الأزمة في سورية هي الاخطر التي
تواجه بلديهما والمنطقة والعالم ككل، ولهذا فإنها تصدرت جدول اعمال
مباحثاتهما خاصة وان غيوم تفجير الريحانية طبعت الاجتماع بطعم مر وحرج
متبادل.
ولم يكن تفجير الريحانية وحده الهم الذي غرق في موجاته
اردوغان، وانما مؤتمر «جنيف-2» الذي اتفق على عقده كيري ولافروف، ورئيس
الحكومة التركية لا يخفي معارضته عقده ويريد بدله تدخلاً عسكرياً في سورية
لأن الأوضاع وصلت الى أقصى مداها، ولكنه اذا ما صحت رواية المحلل التركي
جنكيز شاندار فإن اردوغان «اضطر لتغيير موقفه على مضض بعد حصوله من اوباما
على ضمانات بألا يطول انعقاده لأشهر».
لقد انتقل العنف من سورية الى
تركيا على وقع السيارات المخففة وتكاد انقرة تغرق في المستنقع السوري، ومعه
تتزايد وتتنامى وتائر المعارضة الشعبية لموقف الحكومة وسياستها حيال
الأزمة السورية وتشتعل المناطق العلوية في تركيا بالتظاهرات والاحتجاجات
ولا تنعدم فيها الشعارات المؤيدة والداعمة لنظام الأسد، وفي هذا الخضم لا
يبدو أن الثقة بوعود اوباما كبيرة على خلفية مواقفه المترددة من حسم الوضع
في سورية، وتقول جريدة «راديكال» التركية «إن ما خرج به اردوغان من واشنطن
لا يساعد على إنهاء حكم الأسد، وبالتالي فاستمرار الصراع يتهدد تركيا
وأمنها ومستقبل اردوغان السياسي أيضاً».
لم يتبقّ أمام اردوغان سوى
انتظار مؤتمر جنيف واذا كان ما سينعقد أصلاً او اذا ما سيخرج بنتائج
وقرارات تلبي مطالبه بإنهاء الأسد وحكمه، وبعدها سيعرف ما اذا كان الحليف
الأمريكي سيستجيب لرغبته بالحسم العسكري، وهو أمر يشكك فيه المحللون
الأتراك الذين يتهمون اردوغان بالانجراف وراء أحلام لن تتحقق.
صوفيا – محمد خلف
==========
كيري للأسد: ما تحققه قواتك من مكاسب «مد وجزر»
عواصم
- وكالات: انتقد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الأربعاء، الرئيس
السوري بشار الأسد، وهاجم حزب الله، قائلا انه «يريد جر لبنان الى الحرب»
وشدد على ضرورة وقف العنف في سورية.
وقال كيري الذي يزور الأردن لحضور
اجتماعات المجموعة الأساسية لـ«أصدقاء سورية»، في مؤتمر صحافي مع وزير
الخارجية ناصر جودة «هل يمكن لشخص استخدم الغازات السامة والطائرات
والمدافع والصواريخ ضد شعبه وقتل ما يفوق 100 ألف شخص ان يحكم عليه
بالموثوقية لادارة البلاد».
وأضاف ان «حسابات (الرئيس السوري بشار الأسد) ان كان يعتمد على مكاسب على الأرض خلال الأيام الماضية».
ووصف مكاسب القوات السورية الحكومية التي حققت على الأرض بـ«المد والجزر».
غير
ان كيري شدد على «ضرورة التوصل الى حلول سياسية لانهاء الأزمة في سورية»،
مؤكدا ان «الخاسر الوحيد هو الشعب السوري والدولة السورية».
وأضاف انه «اذا استمرت الأزمة السورية فسنشهد المزيد من المجازر وتفككا للدولة السورية».
وأشار
الى ان «حزب الله يجر لبنان الى الحرب»، منتقدا الدعم العسكري لحزب الله
لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، واصفا هذا الدعم بأنه «يزيد الطين بله».
وقال
ان مشاركة مقاتلين من حزب الله وايران في القتال في سورية «يساهم بشكل
فعال في اشعال فتيل العنف في هذا البلد»، مشددا على ضرورة «وقف العنف وسفك
الدماء في سورية»، واصفا هذا الأمر بـ«الحاجة الملحة».
وأضاف كيري» نحاول التوصل الى سلام في منطقة يؤجهها العنف وهذه مسألة تهز الانسانية في العالم».
وشدد
على أهمية «الالتزام بالتوصل لمنهجية لتنفيذ اتفاق جنيف 1 لتشكيل حكومة
انتقالية تتمتع بصلاحيات تنفيذية من خلال موافقة مشتركة».
وأكد ان «هذا «لا يعني ان (بشار) الأسد سيستمر في ادارة الحكومة، مشددا على ضرورة «الاصغاء لكافة الأطراف».
وأكد ان اجتماع المجموعة الأساسية لـ«أصدقاء سورية»، «لن تملي على المعارضة السورية أية نتائج تصدر عنها».
وأوضح كيري «واذا لم يتعاون بشار الأسد فاننا سنزيد من دعمنا للمعارضة»، محذرا من انتشار العنف الطائفي في المنطقة.
ولفت الى أننا «نسعى لايجاد الخطوات اللازمة لجنيف 2».
انتقاد
من
جهته انتقد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة السفير السوري في عمان بهجت
سليمان، قائلا «نأمل بأن يكون للسفير السوري الحس الدبلوماسي، وكان عليه ان
يشكر الأردن لا ان ينتقده».
وأشار الى ان وجود مقاتلين أجانب في سورية «يقلقنا»، واصفا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بـ«الصديق المقرب للأردن».
وكان
السفير السوري في العاصمة الأردنية عمّان بهجت سليمان، أعلن في وقت سابق
أمس الأول، ان الرئيس بشار الأسد مصر على الترشح للانتخابات الرئاسية
المقبلة في بلاده عام 2014، وهاجم تركيا ودول الخليج العربي.
وحذر سليمان في مؤتمر صحافي من «مخاطر اقحام الأردن بالأزمة السورية»، مؤكدا ان «معظم الشعب الأردني يقف الى جانب سورية».
ووصف اجتماع المجموعة الأساسية لـ«أصدقاء سورية «الذي ستستضيفه العاصمة عمان بـ«المزيفين».
وقال
سليمان ان «هذا المؤتمر ينتقل سياحيا من بلد الى آخر والقرعة وقعت على
الأردن الذي لا ناقة له ولا جمل «، مضيفا «ومن لا يرى حربا عالمية ثالثة
فليراجع نفسه».
حكومة انتقالية
من جهته قال وزير خارجية
فرنسا لوران فابيوس الاربعاء ان على الرئيس السوري بشار الاسد تسليم السلطة
الى حكومة انتقالية حتى تكون هناك فرصة لنجاح مؤتمر السلام الذي تدعمه
الولايات المتحدة وروسيا.
وقال فابيوس قبل اجتماع لمجموعة اصدقاء سورية
في العاصمة الاردنية عمان «من الواضح تماما ان الهدف الرئيسي لهذا المؤتمر
المقترح هو تشكيل حكومة انتقالية لسورية تضطلع بالسلطة التنفيذية الكاملة».
ومضى
يقول «موقف فرنسا هو...أنه يجب ان تكون هناك هيئة انتقالية تضطلع بالسلطة
التنفيذية كاملة.هذا يعني في الحقيقة ان السلطات التي يتمتع بها الرئيس
الآن ستنقل الى الهيئة الانتقالية.
هذا واضح».
تحذير
في
غضون ذلك صرح قائد سلاح الجو الاسرائيلي الميجور جنرال امير ايشيل الاربعاء
ان منظومة الدفاع الصاروخية المتقدمة من طراز اس - 300 ستصل قريبا الى
الجيش السوري.
وقال الميجور جنرال ايشيل «الاسد الذي لديه ميزانية
ضئيلة استثمر عدة مليارات من الدولارات لشراء صواريخ مضادة للطائرات». بحسب
صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية في موقعها الالكتروني.
واضاف في
كلمة في اجتماع في هرتزليا «هناك تفهم واضح بان مثل هذه القدرات سوف تؤدي
الى زرع الثقة (لدى السوريين ودفعهم الى الاقدام على) سلوك عدواني».
==========
تركيا تحبط مخططاً لتنفيذ اعتداءات ضد لاجئين سوريين
انقرة
- ا ف ب: احبطت الشرطة التركية خطة لتنفيذ اعتداءات على لاجئين سوريين في
جنوب تركيا واعتقلت ستة اتراك للاشتباه بتورطهم في هذه القضية، وفق ما اعلن
مسؤول تركي الاربعاء.
وقال جلال الدين ليكيسيز حاكم مقاطعة هاتاي
المحاذية لسورية والتي تضم عددا من مخيمات اللاجئين السوريين ان هؤلاء
المشتبه بهم كانوا يخططون لتنفيذ «هجمات بالعبوات الناسفة وخطف لاجئين
سوريين» من المخيمات.
ولم يوضح المسؤول تاريخ حصول عمليات الاعتقال الا انه اشار في تصريحات متلفزة الى ان التحقيق في القضية مازال مستمرا.
وبحسب قناة ان تي في الخاصة فان عملية الشرطة حصلت مساء الثلاثاء في هاتاي ومحيطها.
========
يملكون خطوط إمداد فعالة لتأمين كميات من الأسلحة
الاستخبارات الألمانية تتوقع استعادة قوات الأسد زمام الأمور
برلين
- يو بي أي: بعد قرابة عام من توقعها انهيار نظام الرئيس السوري بشار
الأسد قريباً، ترى الاستخبارات الألمانية حالياً ان مقاتلي المعارضة باتوا
في «ورطة»، متوقعة بأن تحقق القوات الحكومية السورية تقدّماً ملحوظاً
وتستعيد زمام الأمور.
وذكرت مجلة (دير شبيغل) الألمانية ، ان وكالة
الاستخبارات الألمانية الخارجية (BND) قد غيّرت موقفها جذرياً تجاه «الحرب
الأهلية» الحاصلة في سورية، وهي تعتقد حالياً بأن جيش الرئيس السوري بشار
الأسد «بات أكثر استقراراً مما كان عليه منذ فترة طويلة وهو قادر على
القيام بعمليات ناجحة ضد وحدات الثوار بعزم».
وقالت المجلة ان رئيس الوكالة غيرهارد شيندلر، أبلغ هذا التقييم الجديد للوكالة، الى بعض السياسيين في اجتماع سري.
وذكرت
أنه خلال الصيف الفائت كان شيندلر أبلغ المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين
بأنه يشعر بأن نظام الأسد سيسقط في بداية العام 2013 الجاري، لكن منذ ذلك
الحين فان الوضع قد تغيّر بشكل دراماتيكي كما تعتقد وكالة الاستخبارات
الألمانية الخارجية.
واستخدم شيندلر رسومات وخرائط لاظهار ان «جنود
الأسد يملكون مجدداً خطوط امداد فعّالة لتأمين كميات كافية من الأسلحة
والمواد الأخرى»، وأضاف ان امدادات الوقود للدبابات والطائرات العسكرية،
باتت متوفرة مجدداً، وأن الوضع الجديد يسمح لقوات الأسد بأن تواجه هجمات
الثوار، وحتى استعادة المواقع التي خسرتها من قبل.
وقالت الصحيفة ان
الوكالة الألمانية «لا تعتقد بأن جيش الأسد قوي بشكل كاف لهزيمة الثوار،
لكن بامكانه القيام بما يكفي لاثبات موقعه في المأزق الراهن».
الى ذلك،
تعتقد الاستخبارات الألمانية بأن «قوات الثوار»، التي تضم مجموعات عدة من
المقاتلين الاسلاميين المرتبطين بتنظيم القاعدة، «تواجه صعوبات بالغة».
وذكر
شيندلر ان مجموعات مختلفة من «الثوار» تتقاتل مع بعضها لتحكم سيطرتها في
المناطق، كما ان قوات النظام عملت على قطع خطوط امداد الأسلحة وممرات اجلاء
الجرحى.
وقال ان «كل معركة جديدة تضعف الميليشيات أكثر»، مضيفاً أنه في
حال استمر الوضع على ما كان عليه خلال الأسابيع الأخيرة فان القوات
الحكومية قد تستعيد النصف الجنوبي للبلاد بأكمله بحلول نهاية العام الحالي،
وهذا سيترك فقط الجزء الشمالي للمقاتلين حيث «الثوار الأكراد يسيطرون على
هذه المناطق».
وذكرت المجلة ان ما يقوله شيندلر حول وضع مجموعات
«الثوار»، يترك نافذة ضيقة للتفاؤل بقيام محادثات جدية قريباً بين
المسلّحين ونظام الأسد.
وتقول الاستخبارات الألمانية انه «ليس هناك
سلسلة قيادية عاملة بين قادة المعارضة في الخارج والميليشيات داخل سورية.ان
المقاتلين على الأرض بكل بساطة لا يعترفون بالقيادة السياسية».
|
|