صورة من انفراد الوطن
فجرت التصريحات التى نشرتها «الوطن» أمس للرئيس السابق حسنى
مبارك، عاصفة من الأسئلة عن الطريقة التى تم طرحها بها، وكيفية تنقل محرر
«الوطن» داخل المنطقة المحظورة إعلامياً بالإضافة إلى كيفية طرح الأسئلة
على الرئيس، حيث كانت مثار حديث وسائل الإعلام فى مصر والعالم أمس الأول
وأمس، خاصة بعد نفى فريد الديب محامى مبارك للأمر، رغم أنه لم يكن مع
الرئيس داخل الاستراحة، حيث تم طرح الأسئلة عليه وأجاب عنها أمام الحراسة
الخاصة الموجودة داخل الاستراحة، والتى تم تحويلها للتحقيق أمس مع الطاقم
الطبى المرافق له والحرس الخاص بالطائرة لسؤالهم عن كيفية دخول «الوطن»
والتقاطها للصور من داخل الطائرة وللرئيس فى ظل التشديد الأمنى على منع
دخول صحفيين أو كاميرات داخل هذه المنطقة.
«الديب» قال إن تصريحات مبارك لـ«الوطن» مأخوذة من تصريحات سابقة
قالها هو نفسه فى مداخلات وتصريحات صحفية، لكنه لم يذكر أين ومتى تحدث عن
قرض صندوق النقد الدولى ولا حديثه عن استقبالات الرئيس بالخارج ولا المصانع
التى تغلق، ولا غضبه من استبدال سيارة القوات المسلحة بسيارة «مرايتها
مكسورة على حد قوله» من مستشفى الشرطة.
«سليمان»: تصريحات «المخلوع» تؤكد أنه متابع جيد للأحداث.. ويبدو أن العملية «سداح مداح» داخل السجنوهو الأمر الذى نتفهمه جيداً فى ظل تكذيب «الديب» لانفراد «الوطن»
السابق بالصور عن تفاصيل الفترة التى قضاها الرئيس السابق فى المركز الطبى
العالمى، لاعتبارات تتعلق بأن التصريحات لم تأت من خلاله.
فى المقابل، أثارت التصريحات، حفيظة تنظيم الإخوان، حيث طالب الجهات
المعنية بالتحقيق فى الأمر لكشف تفاصيل الحوار، ومساءلة «الجريدة»
قانونياً فى حالة تجاوزها، ومحاسبة الجهات المكلفة بتأمين «مبارك» فى حالة
ثبوت حدوث خلل أمنى تسبب فى اختراق «الوطن» للحواجز الأمنية.
وقال المهندس أسامة سليمان، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية
والعدالة، إنه لا يجوز انفراد أى وسيلة إعلامية بأى متهم، لذلك فالتصريحات
التى حصلت عليها «الوطن» تضع الكثير من علامات الاستفهام، مطالباً بالتحقيق
فى الواقعة لبيان ما إذا كان الأمر مخالفاً للقانون أم لا، ومعرفة إذا كان
هناك خلل أمنى ساعد محرر «الوطن» على الحصول على التصريحات أم لا،
وبالتالى محاسبة المسئولين.
وأوضح سليمان، لـ«الوطن» أن هناك خللاً حدث من الطرفين سواء من جانب
الجهة المعنية بتأمين مبارك أو الجهة التى أخذت منه التصريح، فى إشارة إلى
الجريدة، منوهاً فى الوقت نفسه أن «الحوار» يؤكد سلامة القوة العقلية
للرئيس المخلوع ويشير إلى أنه متابع جيد للأحداث بشكل يخالف القانون
ويتعارض مع لائحة السجون، لذلك يبدو أن «العملية داخل السجن سداح مداح».
«البشلاوى»: مبارك فى غيبوبة وكلامه خارج نطاق الزمنوأشار سليمان إلى أن حديث مبارك عن انعدام الأمن يعكس عدم معرفته أن هذا
نتاج حالة الطوارئ التى صاحبت عهده، وبالتالى فلابد من فترة انتقالية
لتصحيح الأمور، منوهاً أن تصريحات مبارك عن صندوق النقد الدولى مستغربة
خصوصاً أنه لم يرفض قرضاً أبداً أثناء حكمه.
وقال محمد البشلاوى، القيادى بتنظيم الإخوان المسلمين، إن ما أنجزه
الرئيس محمد مرسى خلال 10 أشهر لم يستطع مبارك إنجازه خلال 30 عاماً من
حكمه، خصوصاً فيما يتعلق باستعادة هيبة رئيس مصر عند الغرب، بعد أن
استهانوا بـ«مبارك»، لذلك يبدو أن مبارك ما زال فى غيبوبة تامة وحديثه خارج
نطاق الزمن.
وأضاف البشلاوى، لـ«الوطن»: لو كان موقف مبارك الآن من قرض صندوق
النقد الدولى هو نفسه أيام حكمه لتخلصنا من الديون الموجودة على البلد،
ولما كان اضطر الرئيس محمد مرسى للاقتراض من «النقد الدولى».