يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب
يا اهل العرب والطرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اسلامي ثقافي رياضي فن افلام صور اغاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

أهل السنة في إيران

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1أهل السنة في إيران Empty أهل السنة في إيران الجمعة مارس 29, 2013 3:17 pm

Admin

Admin
مدير الموقع

أهل السنة في إيران
معاناة أهل السنة في إيران ( الحلقة الأولى )

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين وبعد.





إن
قضية السنة في إيران وما يواجهونه من مصاعب وحرب إبادة اتخذت أشكالاً
وصوراً عدة تبلورت كلها في عصر الآيات الذين يقبعون على سدة الحكم الآن لا
يعني بالضرورة أن المعركة محصورة فقط على نطاق أهل السنة في إيران، كما أنه
من الخطأ جداً أن يتصور أن المعركة قد تنتهي بانتهاء السنة هناك، أو أن
لظى نيران هذه المعركة لا تحرق ولا تصيب إلا من يعيش فيها من السنة في
إيران فقط، إذ أن نظرة بسيطة إلى أسباب ومبررات هذه المعركة لكفيلة بأن تضع
المرء أمام الحقيقة التي غابت عن أذهان الكثير خاصة تلك الأهداف التي قامت
عليها الثورة وعلى رأسها مصطلح تصدير الثورة على حد تعبير قادة طهران،
ولقد نوه الدستور الإيراني بهذا العمل - أي تصدير الثورة - وذلك حين نص على
ما يلي: "فإن جيش الجمهورية الإسلامية وقوات حرس الثورة لا يتحملان فقط
مسؤولية حفظ وحراسة الحدود؛ وإنما يتكفلان أيضاً بحمل رسالة عقائدية أي
الجهاد في سبيل الله والنضال من أجل توسيع حاكمية قانون الله في كافة أرجاء
العالم"، وقانون الله الذي تقصد ثورة إيران فرضه على العالم هو المذهب
الجعفري الاثنا عشري والذي يعيش الملايين من السنة تحت ويلات عذابه، ومن
أجل ذلك نرى أن هذا المبدأ له تأثير كبير على السياسة الخارجية وعلى
القرارات السياسية عموماً التي تتخذها إيران، إن مبدأ تصدير الثورة والذي
ينتهجه قادة طهران ما هو في حقيقته إلا سعي لإيجاد قوة شيعية على مستوى
عالمي يكون لها الدور في اتخاذ القرارات أو على الأقل تؤخذ في الحسبان عند
اتخاذ القرارات في تلك الدول، ولا يقتصر مصطلح تصدير الثورة على نشر المذهب
الشيعي والدعاية له فحسب؛ بل يتعداه إلى العمل على احتلال الأراضي
والسيطرة عليها أيضاً من خلال استغلال الواجهة الدينية واستغلال المذهب
الشيعي والدفاع عن حقوق معتنقيه للوصول إلى أطماعهم السياسية، وأكبر دليل
على ذلك هو أنه قبل مجيء ثورة الخميني لم يكن هناك أي حزب شيعي مسلح أو
معارض في الدول العربية والإسلامية، ولكن بعد نجاح الثورة واستلامها مقاليد
الحكم في إيران نجد أن الشيعة قد شكلوا أحزاباً سياسية معارضة أو على شكل
فصائل عسكرية ذات ولاء تام للقيادة الحاكمة في إيران، فمن خلال استغلال
مبدأ الدفاع عن حقوق الشيعة في لبنان شكلت إيران منظمة حزب الله التي لا
تقل ميزانيتها عن 150 مليون دولار سنوياً وذلك لخدمة مصالح إيران على
الأراضي اللبنانية، وبنفس الأسباب والمبررات أسست إيران حزب "وحدت" الشيعي
في أفغانستان والتي استطاعت أن تمثل الدور الإيراني أفضل تمثيل على الساحة
الأفغانية بحيث أصبح لها تأثير على القرارات الأفغانية فيما يخص مصالح
إيران على أرضها، وكذلك إنشاء حزب الدعوة والذي مثل أكبر الأحزاب المعارضة
المسلحة في العراق والذي كان له دور كبير في زعزعة أمن الخليج إبان معارك
إيران والعراق خاصة في دولة الكويت حيث محاولة اغتيال الأمير والقيام
بعمليات تفجير كبيرة فيها، وأيضاً الأحزاب الشيعية في المملكة العربية
السعودية والتي ثبت تورطها في محاولة تفجير الحرم المكي - حفظه الله من كل
سوء - وكذلك الأحزاب الشيعية المعارضة في البحرين والتي حاولت أكثر من مرة
الانقلاب على الحكم هناك، وما زالت تثير القلاقل والاضطرابات إلى يومنا هذا
حيث أعلنت الحكومة البحرينية رسمياً تورط إيران في هذه الأحداث، وكذلك
الأحزاب الشيعية المعارضة في باكستان وعلى رأسها حزب جنود محمد ومنظمة
الطلاب الإمامية ومنظمة تطبيق الفقه الجعفري وحركة أمل الباكستانية، تلك
الأحزاب التي كان لها الدور الكبير في اغتيال أشهر علماء وقادة السنة هناك
كالشيخ إحسان إلهي ظهير والشيخ حق نواز جنكوي والشيخ إيثار القاسمي والشيخ
ضياء الرحمن فاروقي وغيرهم من العلماء، إن عدم وجود هذه المنظمات قبل
انتصار الثورة الخمينية ووجودها فجأة وبهذه القوة والعدد بعد الثورة ليؤكد
لا محالة دور إيران في قيادة هذه الأحزاب واستغلالها لمصالحها السياسية وأن
إيران لا تسعى إلى أن يكون لها دور قيادي للشيعة يقتصر على الأمور الفقهية
فقط بل - كما هو واضح - إنها تسعى إلى تسخير هذه المنظمات الشيعية كجنود
لها لتنفيذ أطماعها السياسية أيضاً، وليس وجود مثل هذه الأحزاب إلا ثمرات
قريبة المدى جنتها القيادة في طهران وذلك تمهيداً لثمار كبيرة تنوي وتخطط
إيران لقطفها في المستقبل، وإنه لمن المؤكد أن حجمها سيكون أكبر بكثير من
تلك التي قطفتها الآن، كما يجب ألا ننسى شعار طريق القدس يمر عبر مكة
والمدينة وشعار تحرير الحرمين الشريفين من الاحتلال الوهابي، تلك الشعارات
التي نادى بها الخميني قائد هذه الثورة والأب الروحي لقيادتها الحالية، ولم
يكتف بذلك فقط بل جند جميع الأجهزة الإعلامية والتربوية والعسكرية لتعمل
على تحقيق هذه الشعارات كي يكون لها المكان والمكانة الأولى في قلب وفكر
رجل الشارع الإيراني من الشيعة، ولكن وجود أهل السنة وبنسبة لا تقل عن 25%
في إيران ليشكل حجر عثرة أمام تطبيق تلك الأهداف البعيدة والكبيرة التي
ينشدها حكام طهران، وذلك للانتماء العقائدي الذي يربط أهل السنة في إيران
مع إخوانهم السنة في الخارج والذين يقعون داخل دائرة أحلام التوسع الشيعي
في المنطقة، ومن أجل هذه الرابطة تصنف الحكومة أهل السنة دائماً مع الطابور
الخامس، لأنها في الواقع تنتظر في أي لحظة ردة فعل من السنة في الداخل
جراء السياسة العدوانية التي تنتهجها الحكومة ضد كل ما يتعلق بالسنة على
النطاق الداخلي والإقليمي، هذا إضافة إلى أن الموقع الجغرافي الذي تمتاز به
مناطق أهل السنة في إيران هو بحد ذاته أمر لا يقتصر على إثارة قلق ومخاوف
حكام طهران فحسب بل يتعداه إلى إيجاد نوع من التهديد لأمن واستقرار الحكم
الشيعي في إيران، وأن تكون طهران هي المقبرة التي تدفن فيها أحلام وأهداف
حكام طهران التوسعية في المنطقة وذلك في حال قيام السنة في إيران مطالبين
بحقوقهم على غرار ما تفعله حكومة طهران الآن الإيعاز للشيعة في البحرين
وأفغانستان ولبنان وغيرها من الدول للمطالبة بحقوقهم، من أجل ذلك أدرك حكام
طهران خطورة وجود الكيان السني في إيران وأنها بمثابة القنبلة الموقوتة
التي تهدد مستقبل مصالحها السياسية والعقائدية في الداخل والخارج على
السواء، لذا فقد سعت منذ نشأتها الأولى ليومنا هذا إلى إبادة هذا الكيان
بشتى الوسائل وجميع الطرق للتقليل من أثر هذا الانفجار وللحد من آثاره
المترتبة، والتي كما أسلفنا أنها لا تودي بحياة أحلام وأهداف حكام طهران
فقط بل تتعداها إلى القضاء على حياة من يخططون لها أيضاً، وقد أخذت هذه
الإبادة صوراً شتى وأساليب عدة بدءاً بأسلوب الغزو الفكري وغسيل الأدمغة
وانتهاء بأساليب محاكم التفتيش والتطهير المذهبي على غرار ما فعله صرب
البوسنة من التطهير العرقي ضد المسلمين هناك.



إن
هذه السياسية التي تنتهجها الحكومة لم تترك للسنة مجالاً إلا وحاربتهم فيه
فمن الحرمان من الحقوق المدنية والسياسية والمذهبية إلى محاربة الاقتصاد
والتعليم والنمو السكاني لدى السنة والسعي الحثيث لطمس معالم أهل السنة في
البلد حتى ولو كانت على شكل مساجد ومدارس تاريخية، بل حتى التاريخ نفسه لم
ينج من هذا الطمس من حيث تزويره والتلفيق فيه وعزل السنة عنه، هذا عدا
سياسة التصفية الجسدية لقادة وعلماء السنة.



كل
ذلك هو بعض ما يعانيه السنة في إيران، وإن هذه المعاناة تكتمل مع التكتم
الإعلامي الشديد والذي تفرضه الحكومة حول هذه المجازر التي ترتكبها بحق
السنة، إلى درجة أنها لا تسمح ولو بنقل صور فوتوغرافية لهذه المجازر أو
السماح للإعلاميين والصحفيين من الخارج للدخول إلى مناطق السنة وتقصي حقائق
هذه الأحداث، ونستطيع القول أن الإجرام الإيراني فاق الإجرام الصربي في
البوسنة واليهودي في فلسطين شناعة ووحشية من حيث هذا التكتم الإعلامي حول
الأحداث هناك.



ولأضع
القارئ أمام الصورة فإنني أنقل بعض مشاهد هذه المعاناة كي يدرك كنه وحقيقة
حملة الإبادة الوحشية التي يقودها حكام طهران بحق السنة تلك الحملة التي
إن لم تتكاتف جهود السنة في الخارج والداخل على السواء لوضع حد حاسم ونهائي
لها فإنها - لا قدر الله - ستستمر لتضع المنطقة كلها تحت نفس المصير الذي
يعيشه ويعاني منه السنة في إيران الآن.



ونستطيع تلخيص حديثنا حول الحرب المعلنة من قبل الحكومة الإيرانية ضد السنة في النقاط التالية:







· تصفية العلماء والدعاة.



· سياسة تحديد النسل والحد من النمو السكاني للسنة.



· سياسة التهجير والاستيطان.



· حصر القوة العسكرية بيد الشيعة فقط.



· الحرمان الاقتصادي والصناعي.



· الغزو الفكري ومحو الشخصية السنية؟



· إبعاد الشباب عن ساحة المعركة.



· هدم المساجد والمدارس الدينية.



· الحرمان من المناصب السياسية والإدارية.







1 - تصفية العلماء والدعاة:







نبدأ
قصة هذه المعاناة بالمجازر والتصفيات التي ترتكبها حكومة الآيات بحق علماء
السنة ودعاتها بالداخل والخارج على السواء، حيث تقوم بإعدام أو اغتيال كل
عالم من السنة ممن لهم دور في توعية السنة بأمور دينهم، وقد يتصور البعض أن
هذه التوعية قد تتطرق إلى السياسة أو إلى النظام ومن أجل ذلك تقوم الحكومة
بما تقوم به الآن من التصفية ولكن التوعية التي نقصدها هنا والتي يقوم بها
العلماء هناك محصورة فقط في بيان علاقة العبد بربه وواجبات العبد تجاه
الله جل جلاله دون أي إضافة أو تعرض إلى سياسة الحكومة ولكن حتى هذه
التوعية لا تكاد تتسع صدور حكام طهران لها، ويكفي كي يدرك المرء مدى
المعاناة هناك أن إلقاء درس في مسجد من مساجد السنة من علمائها في فضائل
أحد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين خاصة أولئك الذين هم في القائمة
السوداء لدى الشيعة كعمر ومعاوية رضي الله عنهم أجمعين لكاف بأن يخرج
صاحبها من داره إلى رحمة جزاره، ومثالاً على ذلك ما فعلته الحكومة في الشيخ
دوست محمد ذلك الشيخ الذي ينيف على الستين من عمره، إذ أنه ألف كتيباً
صغيراً في مناقب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وذلك رداً على شبهات
الشيعة والتي ينشرونها بين الحين والآخر في كتبهم ووسائل إعلامهم، وبمجرد
أن علمت السلطات بطبع هذا الكتاب - والذي لم يطبع في إيران لكون ذلك
ممنوعاً بطبيعة الحال - حتى قبضوا على الشيخ المسكين فحكم عليه بتهمة طبع
هذا الكتاب بالسجن لمدة أربع سنوات مع النفي إلى مدينة إصفهان، ولم يصدر
الحكم بطبيعة الحال إلا بعد طي شهور من العذاب تحت سياط جلادي حكومة
الآيات، ولئن كان هذا ردة فعل الحكومة مع شيخ كبير قد أوشك على مفارقة
الحياة في حيال قضية طبع كتاب للدفاع عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
فإني أترك للقارئ أن يتصور مدى معاناة ومصير أولئك الشباب من العلماء
والدعاة وغيرهم والذين ألصقت بهم تهم أكبر من هذه بكثير كالعمالة لأمريكا
أو تهمة الوهابية التي تفوق كل التهم إجراماً لدى حكومة طهران.



إن
الحكومة لا تهدف من تصفية العلماء من السنة سوى أن تجعلهم بلا أي قيادة
دينية مما يسهل على الحكومة عملية تشييع السنة - إن صح التعبير - كما فعل
ذلك أسلافهم من الصفويين الذين استطاعوا بفضل تطبيق هذه السياسة - سياسة
تصفية العلماء والدعاة وأهل الرأي والمشورة من السنة - إلى تبديل جذري في
معدل السنة في إيران من أكثرية تتجاوز نسبتها 80% إلى أقلية لا تزيد عن 30%
كما هو حاصل الآن، ومن المضحكات المبكيات أيضاً أن تقوم الحكومة بتنفيذ
حكم الإعدام في حق بعض العلماء والدعاة من السنة، وبعد الاستفسار والتقصي
عن أسباب ومبررات هذا الحكم فإن المحاكم الثورية لا يكون لديها مبرر سوى
تهمة الوهابية كما يزعمون، والوهابية اصطلاح لدى الحكومة تطلقه على كل سني
له نشاط دعوي أو علمي في أواسط السنة، خاصة أولئك الذين تخرجوا من الجامعات
الإسلامية في المملكة العربية السعودية، هذا بالنسبة للعلماء الذين يقبض
عليهم في الداخل، أما الذين استطاعوا الفرار بدينهم وهاجروا إلى الخارج
كباكستان وغيرها من الدول الأخرى فإن الحكومة لم تكتف بمطاردتهم من بيوتهم
وإخراجهم من ديارهم بل تتبعتهم إلى حيث هاجروا وقامت بتصفيتهم كالشيخ عبد
الملك ملا زاده وعبد الناصر جمشيدزهي رحمهم الله واللذين قتلا في موطن
هجرتهما في باكستان بمدينة كرا تشي في شوال عام 1416 هـ حيث اغتيلوا بأسلوب
يثير في النفس أعلى درجات الحقد والكراهية على منفذي العملية وذلك من حيث
بشاعة الأسلوب الذي استخدم في العملية حيث فرغ في جسد كل من القتيلين 90
طلقة إضافة إلى الطلقة الأخيرة والتي اعتادت المخابرات الإيرانية أن تجعلها
في الرأس للتأكد من موت القتيل، ولم تقتصر عمليات الاغتيالات هذه تصفية
العلماء فقط؛ بل حتى إن العوام من السنة والذين استطاعوا أن يهاجروا خوفاً
من أن يفتنهم الشيعة في دينهم لم يسلموا من عمليات الاغتيالات هذه كالأخ
عبد الحميد نوتاني والذي قتل مسموماً في بيته في عام 1415 هـ كونه مصدر خوف
للدولة من حيث مكانته في قبيلته والتي استطاع أن يؤلبها أكثر من مرة على
القيام ضد جرائم الدولة، وكالأخ جمعة سالارزهي والذي قتل بعد اختطافه من
بيته بثلاثة أيام في باكستان عام 1417 هـ لنفس الأسباب السابق ذكرها، إذ
استخدم معه أبشع أساليب التعذيب قبل الخلاص عليه بالرصاصة القاضية الأخيرة،
كل ذلك لإثارة الخوف والهلع في نفوس كل من تسول له نفسه مخالفة عقائد
الشيعة وعدم الرضوخ لمطالب الحكومة بالاستسلام لها والعمل لمصالحها كجواسيس
وعملاء في الداخل أو الخارج، ولم يقتصر أسلوب الاغتيالات على خارج إيران
فقط؛ بل سعت الحكومة إلى تنفيذ هذا الأسلوب في داخل إيران وذلك خوفاً من
الصدى الإعلامي الذي تثيره العمليات في خارج إيران والذي بدوره له مردوده
العكسي في علاقات إيران مع جيرانها من السنة، لذا فقد سعت إيران إلى تنفيذ
هذا الأسلوب الجديد في الداخل دون أن تتبنى شيئاً من هذه العمليات بل
تلصقها كعادتها باللصوص وقطاع الطرق، وهذا بالفعل ما جرى مع الشيخ صالح
ضيائي ببندر عباس والدكتور أحمد ميرين والشيخ عبد الستار بزركزاده والشيخ
عبد الواحد قلندرزهي في بلوشستان والأستاذ فاروق فرساد بكردستان، والشيخ
اللهياري في خراسان وغيرهم ممن لا يعرف أسماؤهم والذين مازالوا مجهولي
الحالة كالشيخ حبيب الله حسين بر ببلوشستان.

https://taamelbyot.yoo7.com

2أهل السنة في إيران Empty رد: أهل السنة في إيران الجمعة مارس 29, 2013 3:18 pm

Admin

Admin
مدير الموقع

معاناة أهل السنة في إيران ( الحلقة الثانية )
فالحاصل
أن تصفية العلماء والدعاة من السنة هي سياسة ترتكز عليها الحكومة في تصفية
السنة وفرض معتقداتها في أوساط السنة عبر هذا الأسلوب المتبع، وفيما يلي
أسماء بعض العلماء والدعاة الذين أعدموا أو قتلوا أو سجنوا، وما زالوا في
السجن أو المفقودين على يد السلطات إلى يومنا هذا:



1
- بهمن شكوري: من طوالش، في الثلاثينيات من عمره، أعدم عام 1986، وكان من
العلماء البارزين في منطقته، وكانت له نشاطات دعوية في أوساط المثقفين من
أبناء السنة هناك، اعتقل بتهمة الوهابية، ومن ثم تم إعدامه.



2
- الشيخ مولوي عبد العزيز سربازي: من بلوشستان، في الستينيات من عمره،
منعوه من العلاج، ومات عام 1987، ويعتبر من أكبر زعماء السنة في إيران وله
دور بارز في معارضة الدستور فيما يخص حقوق أهل السنة خاصة تلك الجلسات التي
كانت تعقد بشأن تشكيل الدستور والتي كانت مشهورة بجلسات مجلس خبركان، كان
له نفوذ كبير بين السنة في إيران وباكستان، وكان يدير مدرسة زاهدان
الدينية، وكانت الحكومة تهابه حيث كان يرأس قبائل البلوش المسلحة والتي
كانت طوع أمره.



3
- الشيخ عبد الوهاب خوافي: من خراسان، في العشرينيات من عمره، مات تحت
التعذيب عام 1990، كان له دور بارز في عرض قضية السنة ونشرها بين المسلمين
في الخارج في باكستان، وكانت التهمة التي قتل من أجلها هي الوهابية، اعتقل
بعد 15 يوماً من وصوله إلى بيته قادماً من باكستان.



4
- الشيخ قدرة الله جعفري: من خراسان، في العشرينيات من عمره، مات تحت
التعذيب عام 1990، قتل بعد رجوعه من الدراسة في باكستان، وكانت تهمته نفس
التهمة السابقة.



5
- الشيخ ناصر سبحاني: من كردستان، في الثلاثينيات من عمره، مات تحت
التعذيب عام 1992، من زعماء السنة في كردستان، وكان له دروس وحلقات علم،
اعتقل بسبب رده على الخميني في كتابه المشهور الحكومة الإسلامية حينما تعرض
لسيدنا عمر بألفاظ بذيئة يتهمه بالكفر، وقتل في السجن ولم يسمح لأحد من
أقاربه بحضور جنازته أو الصلاة عليه.



6
- الدكتور مظفريان: من شيراز، في الخمسينيات من عمره، اغتيل عام 1992،
وكان من أحد المثقفين البارزين من الشيعة حيث كان طبيباً في جراحة القلب،
وكان يرأس هيئة أطباء شيراز أيضاً، ولكنه اعتنق مذهب أهل السنة والجماعة،
وحول بيته إثر ذلك إلى مسجد حيث لم تسمح الحكومة لهم ببناء مساجد في شيراز،
وعلى أثر دخوله في مذهب السنة دخلت أفواج كثيرة من الشباب من الشيعة في
مذهب السنة مما أثار حفيظة الحكومة حيث اعتقلته ومن ثم قامت باغتياله بعد
الإفراج عنه.



7
- برقعي: من طهران، في السبعينيات من عمره، أطلق عليه النار وهو في الصلاة
ثم حكم عليه بالسجن 30 سنة والنفي، ومات عام 1992، كان من كبار علماء
الشيعة وأحد المحققين الكبار لديهم، قاده بحثه المستمر إلى كشف حقائق كثيرة
عن المذهب الشيعي مما جعله يرد ويفند كل دعاوى وعقائد الشيعة المخالفة
للكتاب والسنة وألف في ذلك كتب كما يرجع له فضل ترجمة كتاب منهاج السنة
لابن تيمية إلى الفارسية ودخل السجن جراء ذلك.



8
- الشيخ أحمد مفتي زاده: من كردستان، في الخمسينيات من عمره، مات تحت
التعذيب سنة 1993، وهو مؤسس أول حركة سنية في إيران كانت تسمى بشوراي شمس،
وكان أيضاً مؤسس حركة شباب القرآن نسبة إلى دروسه التي كان يلقيها في تفسير
القرآن الكريم، وكان رحمه الله قد تعهد للخميني قبل نجاح ثورته بالسيطرة
على ولاية كردستان والحيلولة دون قيام شعبها بالانفصال عن إيران لتشكيل
دولة كردستان إذا تعهد الخميني من جانبه رعاية حقوق السنة في الدستور
وإعطاء حقوقهم كاملة دون تفريق بينهم وبين الشيعة، ولكن خيانة الخميني له
جعلته يقود المعارضة السنية ضد دستور الحكومة، سجن جراء ذلك ولم يخرج إلا
بعد 10 سنوات حيث قتل بعدها بأيام.



9
- الشيخ عبد الستار بزرغزاده: من منطقة بلوشستان، في الستينيات من عمره،
سجن وعذب وجلد ثم حكم عليه بالنفي خمس سنوات وقضى مدة النفي ثم مات عام
1993، كان يشرف ويؤم مسجداً كبيراً بمدينة إيرانشهر ببلوشستان، ورفض أكثر
من مرة من طلب الحكومة بالسماح لرجال الدين الشيعة بإلقاء الدروس في مسجده،
اعتقل على إثر ذلك ومن ثم أفرج عنه بعدما أعطيت له حقنة مات على أثرها
مسموماً بعد أيام من إطلاق سراحه.



10
- الشيخ ضيائي: من هرمزكان، في الخمسينيات من عمره، اغتيل عام 1994، كان
صاحب مدرسة كبيرة في المنطقة وذو نفوذ بين الناس، وتعرض لأكثر من تهديد من
قبل الحكومة لإغلاق المدرسة ولكنه رفض، قتل بعد اعتقاله بأيام بحادث مفتعل
ورميت جثته في الشارع العام.



11
- الشيخ اللهياري: من خراسان، في الأربعينيات، مات بعد التعذيب عام 1994،
كان له دور بارز في مجال ترجمة الكتب الإسلامية إلى اللغة الفارسية، قتل
بعد حقنة بإبرة مسمومة.



12
- الشيخ الدكتور أحمد ميرين: من بلوشستان، في الخمسينيات، اغتيل عام 1996،
كان يحمد شهادة دكتوراه في الحديث من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة،
وكان يدير مدرسة دينية في منطقة زر آباد، اعتقل بعد رجوعه من دبي في
المطار وألقيت جثته بعد أيام على الشارع العام ونفت الحكومة كعادتها أن
يكون لها يد في الحادث.



13
- الشيخ عبد الملك ملا زاده: من بلوشستان، في الأربعينيات، اغتيل عام
1996، هو الابن الأكبر للشيخ مولوي عبد العزيز رحمه الله، وقد تخرج من
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وكان له نشاط دعوي بارز في أوساط
الطلبة والمثقفين في إيران، كما كانت له مكانة مرموقة بين القبائل البلوشية
خلفاً لوالده، هاجر بعد الضغط الشديد إلى باكستان وكان له نشاط ودور رئيسي
في شرح قضية السنة للعالم الإسلامي عن طريق طبع كتيبات ورسائل في هذا
الشأن، تعرض لأكثر من محاولة اغتيال في باكستان كان آخرها في مدينة كراتشي
الباكستانية حيث قتل أثناء ركوبه سيارته.



14
- الشيخ عبد الناصر جمشيد زهي: من بلوشستان، في العشرينيات، اغتيل عام
1996، هاجر بعد هجوم قوات حرس الثورة على منزله إلى باكستان، لازم الشيخ
عبد الملك إلى يوم الحادث الذي قتل فيه مع الشيخ عبد الملك رحمهما الله.



15
- الشيخ عبد الستار: من بلوشستان، في الخمسينيات، مات مسموماً عام 1996،
كان أحد أئمة المساجد البارزين في مدينة خاش بولاية بلوشستان، اعتقل من
منزله ومات على أثر حقنة أعطيت له في السجن.



16
- الشيخ الأستاذ فاروق فرساد: من كردستان، في الثلاثينيات، اغتيل عام
1996، كان له دور بارز في الدعوة، وكان له حلقات علم في منطقته، اعتقل وعذب
أثناء قيامه بإيقاظ تلامذته وإخوانه للسحور في رمضان، وقتل من جراء
التعذيب، وقد كان من أبرز تلامذة الشيخ أحمد مفتي زاده.



17
- مولوي قلندر زهي: من بلوشستان، في الخمسينيات، اغتيل عام 1996، كان أحد
أئمة المساجد في خاش ببلوشستان، قتل رمياً بالرصاص بعد اعتراض طريقه عائداً
من المسجد.



18
- الشيخ ربيعي: من كردستان، الستينيات، أعدم عام 1996، كان إماماً للمسجد
الجامع لمدينة كرمانشاه مركز ولاية كردستان، تعرض في آخر خطبه لسياسة
الدولة الإعلامية ضد السنة وانتقد المسلسل التلفزيوني الجديد والذي يعرض
باسم الإمام علي حيث يتناول عقائد السنة بسخرية شديدة، ويطعن بشكل جارح
ومستفز للصحابة رضوان الله عليهم، اقتيد على إثر ذلك للسجن حيث أعدم بعد
أيام من اعتقاله.



19
- الشيخ عبد العزيز كاظمي: من بلوشستان، في الثلاثينيات، اغتيل 1996، أحد
خريجي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، كان يعمل مدرساً بالجامعة
بمدينة زاهدان مركز بلوشستان، انتقد المسلسل التلفزيوني الإمام علي، أمام
أحد المدرسين الشيعة في الجامعة حيث يتعرض هذا المسلسل بالطعن الصريح
للصحابة، ونتيجة لذلك اقتيد من منزله في أحد الليالي وغاب أياماً ووجدت
جثته بعد ذلك مرمية بالشارع العام.



20
- مصطفى ناصري: من بلوشستان، في الستينيات، مات مسموماً عام 1996، كان من
أحد أئمة المساجد في بلوشستان، وقد استدعوه إلى طهران حيث تم إعطائه حقنة
سامة مات على إثرها بعد أيام.



21
- إبراهيم مدني: من بلوشستان، في العشرينيات، اغتيل عام 1996، أحد خريجي
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة حيث أنهى دراسته منها في عام 1995، كان
له نشاط دعوي بين الشباب، قتل أثناء ركوبه دراجته النارية في السوق.



22
- مولوي داد كريم: من بلوشستان، في الأربعينيات، اغتيل عام 1997، كان من
الذين يواجهون الحكومة بما تقوم به من ظلم وتجاوزات بحق أهل السنة وسجن
جراء ذلك مراراً، قتل وهو في طريقه إلى البيت بكمين كانت الحكومة أعدته
مسبقاً.







وهذه بعض أسماء العلماء والدعاة الذين تم اعتقالهم في فترة حكم الآيات:



1 - مولوي محي الدين: من بلوشستان.



2 - الشيخ دوست محمد: بلوشستان.



3 - مولوي إبراهيم دامني: بلوشستان.



4 - مولوي عبد المجيد مرادزهي: بلوشستان.



5 - مولوي أحمد ناروئي: من بلوشستان.



6 - واحد بخش لشكرزهي: بلوشستان.



7 - إقبال أيوبي: بلوشستان.



8 - يوسف كردهاني: بلوشستان.



9 - أور دهواري: بلوشستان.



10 - فيصل سباهيان: بلوشستان.



11 - حبيب الله حسين بر: بلوشستان.



12 - عبد العزيز قندابي: بلوشستان.



13 - حافظ عرب: بلوشستان.



14 - مولوي غلام محمد: خراسان.



15 - مولوي عبد الغني شيخ جامي: خراسان.



16 - مولوي عبد الله قهستاني: خراسان.



17 - مولوي قريشي: تركمانصحرا.



18 - الشيخ عبد الكريم: هرمزكان.



وكل
هؤلاء الذين ذكر أسماؤهم سواء من القتلى أو المسجونين ما هم إلا قلة قليلة
جداً بالنسبة إلى غيرهم من السنة المسجونين، ولكن كون جلهم من العلماء أو
الدعاة المشهورين فإن الحكومة لم تستطع إخفاء أسمائهم، أما الآخرين من شباب
السنة فإنه لم يعلن عن أسمائهم ولا يعرفهم إلا أهاليهم وأعدادهم أكثر
بكثير من العلماء، ومن أراد الدليل على ذلك فما عليه إلا أن يزور زنازين
الظلم الشيعي في مناطق السنة أو يلقي نظرة على سجلات المقابر ليتأكد له هذا
الخبر.







سياسة تحديد النسل والحد من النمو السكاني للسنة:



وما
دمنا في صياغ موضوع التصفيات والإبادة الجسدية للسنة، فإننا يجب علينا ألا
ننسى النوع الآخر من التصفيات والتي تمارسها الحكومة بحق السنة عن طرق فرض
قوانين تحديد النسل ومحاربة النمو السكاني لدى السنة، وسن القوانين
الصارمة بهذا الصدد إلى حد جعل الجرائم التي ترتكبها الحكومة في هذا الصدد
لا تقل ضراوة وشناعة عن مثيلتها من التصفية الجسدية، والسبب الذي دعى
الحكومة إلى انتهاج هذه السياسة هي تلك المعدلات المطردة والمخيفة بالنسبة
للحكومة للنمو السكاني للسنة والذي يبلغ 13% نسبة للنمو السكاني لدى
الشيعة، والذي لا يتجاوز عن 3%، إن هذا الفارق الكبير في المعدل لو استمر
على ما هو عليه الآن فإنه سيؤثر في المستقبل القريب في التوازن السكاني بين
السنة والشيعة في البلد مما يزيد من نسبة السنة على ما هي عليه الآن،
ونتيجة لهذا الأمر فقد قامت الحكومة بسن قانون تحديد النسل، وكون غالبية
السنة من الأميين خاصة النساء منهم فإن حيلة تحديد النسل كادت تنطلي عليهم،
حيث تقوم وزارة الصحة الآن ببناء مراكز في شتى القرى والأرياف والمدن
أيضاً لتطبيق ومتابعة البرامج التي وضعتها الدولة بهذا الصدد، بل إن موظفي
هذه الوزارة يقومون بزيارات دورية على البيوت لتوزيع حبوب منع الحمل
وترويجها على نساء السنة بحجة أنها مقويات وفيتامينات، ولم يقتصر الأمر على
ذلك فقط بل تعداه إلى إجبار كثير من الأمهات إلى إجراء عمليات استئصال
الرحم والذي أصبح العلاج الوحيد الذي تمارسه الحكومة لجميع الأمراض
النسائية، وكثيراً ما تجري هذه العملية دون علم أو رضى المرضى والذين كما
أشرنا أن غالبيتهم من الأميين الذين لا يعلمون شيئاً عن هذه المؤامرات،
ونتيجة لذلك فقد فرضت الحكومة عقوبات لمن لا يمتثل لهذه القوانين كالحرمان
من البطاقات التموينية، وشهادات الميلاد، والحرمان من التعليم، وغيرها من
العقوبات لمن لا يلتزم ببرامج تحديد النسل.







سياسة التهجير والاستيطان:



ولم
تكتف الحكومة بتطبيق سياسة تحديد النسل لإيقاف التوازن السكاني الذي يقوده
النمو المطرد في مناطق السنة كما ذكرنا سابقاً بل سعت إلى جانب ذلك بتطبيق
سياسة التهجير والاستيطان في مناطق السنة والذي يخدم إضافة إلى هذا الهدف
هدفاً حيوياً آخر ألا وهو إخلاء المناطق ذو الأهمية الاستراتيجية بالنسبة
للحكومة من السنة كالموانئ البحرية المهمة كميناء بندر عباس في هرمزكان
وميناء جابهار في بلوشستان، وكالمناطق الحدودية التي تربط إيران بالدول
السنية المجاورة وذلك لإيجاد سد بشري من الشيعة في مناطق الحدود التي يسيطر
على غالبيتها السنة للسيطرة على الحدود من جهة وللحيلولة دون اتصال السنة
بإخوانهم في الخارج كالخليج وباكستان وأفغانستان، ولقد طبقت هذه السياسة
فعلاً في بعض مناطق السنة كخراسان وبلوشستان وهرمزكان، حيث قامت الحكومة
بتهجير أفواج كثيرة من الشيعة إلى مناطق السنة للاستيطان فيها كي تعادل
نسبة السنة إلى الشيعة حتى في مناطق الأغلبية السنية كخراسان والتي صودرت
فيها قرى كاملة وأراضي زراعية كبيرة من أهلها الأصليين السنة وذلك على
الحدود الإيرانية الأفغانية وسلمت للمستوطنين الشيعة، ولم تكتف الحكومة
بذلك فقط بل أجبرت أهل هذه القرى المصادرة بالعمل كأجراء عند المستوطنين
الشيعة، وتكررت نفس العملية أيضاً في كردستان حيث دمرت قرى كاملة واقعة على
الحدود التركية العراقية مع إيران وذلك بعد طرد أهاليها السنة منها، كما
قامت الحكومة في بلوشستان بتوطين قرى كاملة من الشيعة بعد إحضارهم من مناطق
الشيعة في وسط قرى ومدن السنة وغيرها من مناطق السنة، أما بالنسبة للموانئ
فقد قامت الحكومة في السنوات الأخيرة بتعيين موانئ تكون مراكز تجارية
معفية من الجمارك وذلك لجلب التجارة والتجار إليها، ولما لم يكن هناك إلا
الموانئ السنية كونها أقرب إلى المضيق وإلى المحيط فقد وقع الاختيار عليها
لهذه المهمة، ولكن بقيت مشكلة أمام الحكومة في كيفية تهجير السنة من هذه
الموانئ حتى لا يكون لهم دور لا في التجارة ولا في السيطرة عليها، لذا عمدت
إلى فرض ضرائب باهظة على السنة من أهل المنطقة عوض بقائهم في بيوتهم، وفي
مقابل ذلك وضعت تسهيلات كثيرة أمام الشيعة لجلبهم إلى هذه الموانئ التجارية
والاستحواذ على جميع الغرف التجارية فيها، وهؤلاء المستوطنين توفر لهم
الحكومة كل الإمكانيات والمرافق العامة والسكنية هذا عدا توفير فرص العمل
لهم، وهذا الاستيطان جعل السنة وهم في مناطقهم الذين يشكلون فيها الأكثرية
تحت رحمة هؤلاء المستوطنين إذ أن كل الأمور الإدارية هي تحت تصرفهم وفقاً
للصلاحيات التي أعطيت لهم من قبل الحكومة





المصدر: مجلة السنة - العدد 68.

https://taamelbyot.yoo7.com

3أهل السنة في إيران Empty رد: أهل السنة في إيران الجمعة مارس 29, 2013 3:19 pm

Admin

Admin
مدير الموقع

معاناة أهل السنة في إيران ( الحلقة الأخيرة )
- حصر القوة العسكرية بيد الشيعة فقط:


مع
كل هذا الذي فعلته الحكومة مع السنة فإنها ما زالت تتوجس خيفة منهم، وهذا
الخوف من السنة دفعها إلى أن تضع وتحصر جميع القوى العسكرية والثروات
الاقتصادية والصناعية تحت قبضة الشيعة دون أدنى مراعاة لحقوق السنة
كمواطنين في هذا البلد، لذا ليس من المستغرب أن تمنع الحكومة السنة من
الالتحاق ببعض مؤسساتها العسكرية كقوات الأمن أو الجيش ولو على شكل رتب
صغيرة وإن وجد فإنه - أي السني - يكون في موقع لا يملك أدنى صلاحية أو يكون
موظفاً على هوامش الأمور الإدارية، بل إنه حتى أثناء الخدمة العسكرية
يتوجسون خيفة من السنة بحيث يكونون طوال مدة الخدمة في أماكن منزوعة
السلاح، أما بالنسبة لوزارة حرس الثورة - وهي الوزارة الوحيدة التي لها
سلطات فوق القانون وتمتلك كل أسلحة الدولة الحديثة - فإنها لا تقبل ولا
تعين أي موظف سني لديها ولو بمستوى حارس أو بواب، وينطبق نفس الأمر على
وزارة المخابرات والتي يذكرنا إجرامها بمحاكم التفتيش حيث أنها الوزارة
الوحيدة من بين مثيلاتها في العالم أجمع التي يرأسها رجل دين وهو آية الله
فلاحيان، ويكفي للمرء أن يدرك ما يعني ذلك من أن هذه الوزارة مخصصة فقط
لتصفية المخالفين لمذهبهم وعلى رأسهم السنة، كل هذا حتى تبقى القوة
العسكرية في البلاد وتبقى الأسلحة والقرارات الصادرة بشأنها بيد الشيعة
فقط، وذلك تحسباً من أن يحصل لإيران ما حصل للاتحاد السوفييتي من التفكك
والانهيار، وذلك لوجود الأسباب والمبررات القوية من الاختلافات المذهبية
والعرقية غير المتجانسة والتي لو تفجرت فإنه من الصعب جداً التحكم بها لأن
إيران تنقسم إلى 24 ولاية لكل منها لهجة خاصة تتحدث بها وعرق مغاير ومختلف
من ولاية لأخرى، وتحسباً من هذا التفكك والانقسام المحتمل الحدوث فإن
الحكومة قد وضعت جميع القوة العسكرية والصناعية تحت سيطرة الشيعة بحيث أنه
لو تم هذا التفكك والانقسام فإنه سيكون لصالح الشيعة ضد أعدائهم من السنة
وذلك تماماً كما حدث مع المسلمين البوسنويين في يوغسلافيا السابقة، ولئن
كان المسلمون في البوسنة يشكلون 2% من قوات الجيش في يوغسلافيا فإن السنة
في إيران لم يسمح لهم أن يمثلوا ولو 1% من الجيش أو حرس الثورة أو قوات
الأمن، كما أن الحكومة وضعت في حسبانها أنه قد يقوم السنة بانتفاضة جراء
الظلم الواقع عليهم، أي أن السنة - ولو على سبيل الافتراض - استطاعوا أن
يعبروا خندق التصفيات الجسدية ويجتازوا أسلاك قوانين تحديد النسل الشائكة
والقاتلة فإن وجود القوة العسكرية بيد الشيعة واحتكارهم لها ستسحق الباقي
منهم إذا فكروا بالمواجهة للمطالبة بحقوقهم المسلوبة من الفئة الحاكمة من
الشيعة.



5 - الحرمان الاقتصادي والصناعي:



وقياساً
على القوة العسكرية فإن الثروة الصناعية والاقتصادية هي في قبضة الشيعة
كذلك، وحين أقول في قبضة الشيعة أعنى بذلك توفير كل الفرص لجعل هذه الثروات
في متناول الإنسان العادي لا موظف الدولة من الشيعة، فلقد دأبت الحكومة
منذ توليها زمام الأمور على حرمان السنة ومناطق السنة من جميع أنواع
المصانع والصناعات الثقيلة والخفيفة، كما حرمتهم من إعطائهم أي ترخيص لبناء
أو مساهمة في أي مصنع أو حتى شركة وطنية وإن وجد في مناطق السنة فإنه يكون
لشيعي، بل حتى المدن السنية الساحلية حرم أهاليها من الحصول حتى على ترخيص
مصانع لتعليب السمك أو شركات لصيد السمك، بل أعطت هذه التراخيص للشيعة مما
جعل أهل الساحل من السنة يصيدون قوت يومهم من السمك على خوف من أن تقبض
عليهم السلطات والتي عادة ما تصادر كل ما بحوزة هؤلاء الصيادين الفقراء
بتهمة الصيد بلا ترخيص، وكل هذه الثروة السمكية تذهب إلى المدن الرئيسية
والتي يقطنها الشيعة كطهران وغيرها في حين أنك تجد أقرب الناس إلى الساحل
من السنة كثيراً ما يعانون من قلة الأسماك إلى درجة الحرمان مع الخوف من
معاقبة الحكومة لهم إذا قبضت عليهم متلبسين بتهمة صيد السمك.



وأما
عن مجال التجارة والاستيراد والتصدير فإن السنة - كما ذكرنا - ممنوعون من
الحصول على جميع أنواع الرخص التجارية، لذا فإن غالبية المواد الغذائية في
مناطق السنة لا تكاد تصل إليهم إلا عن طريق التهريب كالسمن والأرز والسكر
من الدول المجاورة كالخليج وباكستان، ولولا الله عز وجل ثم قرب هذه الدول
لاجتاحت المجاعة مناطق السنة في إيران، كل هذا التشديد في إعطاء الرخص
التجارية للسنة يقابله التسهيل - بلا حدود - للشيعة في هذا المجال خاصة
أولئك الذين يعيشون في مناطق السنة، وهذه الضغوط لم تقتصر فقط في منع السنة
من الحصول على تراخيص للتجارة بل تجاوزتها إلى فرض أشد الضغوط على أصحاب
البقالات أيضاً كتعيين ضرائب باهظة جداً على أصحاب هذه المحلات تصل إلى 50
ضعفاً نسبة إلى تلك التي تؤخذ من أصحاب البقالات من الشيعة، هذا عدا الضغوط
التي تمارسها إدارة البلدية على أصحاب البقالات من السنة ابتداء من تعبئة
استمارة الطلب حيث يسأل التاجر عن مذهبه - والتي أصبحت في إيران اليوم من
ضروريات العمل التجاري والإداري والتعليمي ... الخ - وعلى حسب الجواب تكون
إجراءات المعاملة، ومروراً بالمشاكل الروتينية التي تختلقها الحكومة عادة
باسم النظافة أحياناً وتبديل الديكورات بين حين وآخر وتارة باسم التأمين
أيضاً وهلم جراً، تضع العراقيل حتى يسأم أصحاب البقالات من العمل فيها مما
يفتح المجال أكثر وأكثر للشيعة للسيطرة على الاقتصاد السني، بقي أن نقول:
إن العمل التجاري والتجار في مناطق السنة يعاملون نفس معاملة تجار المخدرات
من حيث الضغوط التي تمارس بحقهم والتضييق عليهم بشتى الوسائل والطرق.







6 - الغزو الفكري ومحو الشخصية السنية:



لقد
شكلت الحكومة مع بدايات الثورة وزارة باسم وزارة الجهاد والتعمير وهي
بمثابة العمل التبشيري في أواسط أهل السنة، إذا تحتذي في عملها حذو
المنصرين في أسلوبهم ووسائلهم حتى استطاعت أن تصل من خلال هذا الأسلوب إلى
جميع القرى والأرياف النائية لأهل السنة، كما أصدرت هذه الوزارة مجلة
باسمها تتحدث عن نشاطاتها وإنجازاتها حيث أنها كثيراً ما تكتب وتقول أنها
استطاعت أن تدخل عشرة أو خمسة من أهل السنة إلى الإسلام، إضافة إلى ذلك فقد
شكلت الحكومة أيضاً إدارة محو الأمية ومهمتها الغزو الفكري والعقائدي
للأميين من السنة من الرجال والنساء كما رافق هذين الجهازين أيضاً الجهاز
الإعلامي بجميع أقسامه المرئية والسمعية والمقروءة من الصحف والمجلات حيث
يتمم عمل الجهازين السابقين في غسيل أدمغة السنة خاصة الأطفال، ومن الغزو
الفكري الذي تمارسه الدولة أيضاً فتح مكاتب لترويج زواج المتعة بين شباب
السنة والتي أطلقت عليها الحكومة اسم مكاتب العفة حيث تقوم الدولة بتشجيع
شباب السنة بالزواج من فتيات الشيعة وهذا الزواج لا يزيد عادة عن يوم أو
يومين بقصد إبعاد شباب السنة عن عقيدتهم واستغلال هذه الرذيلة كشباك صيد
لإيقاع شباب السنة في براثن الفكر الشيعي، كما تقوم الحكومة بتشجيع شباب
السنة أيضاً بالزواج الدائم من بنات الشيعة بقصد مسخ الهوية السنية لدى
الجيل الجديد الناشئ من هذه الزيجات، وأخيراً قامت الحكومة بعمل أشد رذالة
مما ذكر حيث تقوم من جانبها بإطلاق سراح المسجونين من السنة والذين قد حكم
عليهم بالإعدام شريطة تزويج أحد الآيات من بنات السنة وذلك بغية توسعة
نفوذهم الاجتماعي في مناطق السنة والسيطرة على القبائل من خلال هذه العملية
الدنيئة.



أما عن التعليم فإن الضغوط التي تمارس ضد السنة في هذا المجال تنقسم إلى شقين:



الأول:
شق المناهج، حيث الغزو الفكري الشيعي والذي ركزت الحكومة عليه في مناهج
الدراسة الابتدائية إلى الثانوية العامة، وذلك من حيث تزوير التاريخ خاصة
العهد الأموي والعباسي، وإظهار الخلفاء أمام الطلبة بمظهر استخفاف وسخرية
يجعل الطالب يكره كل ما يمت لهذا العصر بصلة، ومن ناحية أخرى تمجيد يصاحبه
غلو في رجالات وأئمة الشيعة إلى درجات أن الطالب يتخرج من الثانوية العامة
وقد حفظ أسماء جميع أئمة الشيعة الأثني عشر كأئمة معصومين للإسلام
والمسلمين لا يصل إلى مرتبتهم ملك مقرب أو نبي مرسل إلى يوم الدين، في حين
لا تكاد تجد أحداً من هؤلاء الطلبة يحفظ أسماء العشرة المبشرة من الصحابة
أو الخلفاء الأربعة، هذا عدا تشجيع الطلبة على حفظ ما صدر من أئمة الشيعة
من الخطب والدروس، ناهيك عن تلك الجمل التي صدرت منهم والتي يفرضون حفظها
على الطلبة على غرار حفظ الأحاديث النبوية الشريفة في بلاد المسلمين، إضافة
إلى التركيز على التشويه والطعن في عقائد أهل السنة والجماعة من خلال
الأناشيد المقررة على الطلبة في المراحل الابتدائية والمتوسطة، ومن خلال
المواضيع المطروحة في كتب القراءة والتي تدعو إلى الشرك الصريح من خلال
تمجيد مزاراتهم والتي يسمونها حرم على غرار الحرم المكي والمدني، والدعوة
إلى تقديس هذه الأماكن بشكل يحتقر معه الطالب الأماكن المقدسة لدى المسلمين
كالحرمين الشريفين.



وأما الشق الثاني في التعليم:
فهو أسلوب إدارة المدارس وكيفية معاملة السنة في السلك التعليمي من حيث
كونهم مدرسين أو طلبة، إن وزارة المخابرات قامت بتعيين مدرسين في جميع
المدارس الحكومية في المدن والأرياف تحت اسم المشرف التربوي ووظيفة هذا
المشرف تنحصر في متابعة المدرسين والطلبة من حيث انتمائهم ونشاطهم المذهبي
كالمواظبة على الصلوات مع الجماعة في المدرسة أو حث الآخرين من السنة
للصلاة أو على الأقل لفت أنظارهم إلى ما يحدث على الساحة من مؤامرات بحق
السنة من ظلم وغير ذلك من الأمور التي يرقبها ويتابعها المشرف التربوي
والذي بدوره يفتح هذا الملف عند أي أمر إداري آخر كالتسجيل في الجامعة
بالنسبة للطلبة أو تقديم طلب نقل مكان العمل بالنسبة للمدرسين حيث أنه ترفض
كل هذه الطلبات بناء على التقارير المعدة من قبل المشرف التربوي، ونتيجة
لذلك يحرم 90% من طلبة أهل السنة من دخول الجامعة بحجج واهية وعلى رأسها
كالعادة تهمة الوهابية.



وأخيراً
نلفت النظر إلى أن الحكومة إمعاناً منها في محو هوية أهل السنة فقد عمدت
إلى سن قوانين تحرم على أهل السنة اختيار الأسماء السنية والأسماء المركبة
كعبد الله وعبد الرحمن بحجة أنها أسماء عربية وليست فارسية إيرانية، وبناء
على ذلك فإن الحكومة وضعت قائمة من أسماء الأولاد والبنات والتي غالباً ما
تستخدمها الشيعة لدى مكاتب البلدية المختصة بإصدار شهادات الميلاد وذلك حتى
يختار منها السني مجبراً اسماً لأولاده وبناته إذ أن كل من يصر على اختيار
اسم سني مميز لأولاده كعمر ومعاوية وعائشة فإنه يحرم من إعطاء ابنه شهادة
الميلاد.



7 - إبعاد الشباب عن ساحة المعركة:



وإذا
أضفنا إلى مجال التضييق في التحصيل العلمي التضييق في مجال العمل أيضاً
بنفس الأسباب المذكورة آنفاً فإنه لا يمكن تصور الكم الهائل من شباب السنة
الذين منعوا من مواصلة دراستهم في الجامعة وحرموا من فرص العمل والتجارة،
كل ذلك أسباب رئيسية دفعت بالشباب إما إلى الهجرة بحثاً عن لقمة العيش أو
إلى الإدمان على المخدرات مما يقلل من دور الشباب في تغيير الواقع المأساوي
للسنة وهذا هو بيت القصيد الذي تريد الحكومة الوصول إليه من وراء كل هذه
التضييقات، إذ بإبعاد الشباب عن ساحة المعركة وتقليص دوره يكون قد فتح
المجال أكثر للحكومة لتنفيذ مخططاتها وتحقيق مطالبها بشأن السنة الباقين،
وعند تعرضنا لموضوع شباب السنة هنا يجب أن نسطر كلمة للتاريخ كي تبقى وصمة
عار في جبين الحكم الشيعي إلى الأبد، وهي تلك الإعدامات والمذابح الجماعية
بحق شباب السنة والتي لم يسبق لها مثيل في العهود السابقة في إيران سوى
العهد الصفوي، وعادة ما تتم هذه المذابح تحت غطاء محاربة المخدرات والتي
أصبحت مبرراً مشاعاً لقتل هؤلاء الشباب في نفس الوقت الذي أصبحت فيه
الوهابية مبرراً آخر لقتل العلماء، ولم تنج ولاية من ولايات السنة من هذه
المذابح الجماعية منذ بدء ثورة الخميني وذلك ابتداء بمذبحة الأكراد في
أوائل الثورة والتي كان يشرف عليها القوات الجوية لحرس الثورة حيث حصدت
المئات من السنة في كردستان، ومروراً بمذبحة التركمانيين والذين قامت
الدبابات والمصفحات المجنزرة لحرس الثورة بمداهمة بيوتهم لتجعلها قبوراً
على من فيها، وكما حدث أيضاً بولاية خراسان من هدم مسجد الشيخ فيض المسجد
الجامع لأهل السنة هناك وقام المصلون لمواجهة بلدوزرات الحكومة للحيلولة
دون هدم المسجد ولكن جهودهم باءت بالفشل حين أمطرتهم قوات حرس الثورة بوابل
نيرانها وسقط العشرات من القتلى جراء هذا العمل، وتكررت هذه المذابح مرة
أخرى حين اعتصم المصلون ببلوشستان بالمسجد الجامع لمركز ولايتهم بزاهدان
احتجاجاً على قيام الحكومة بهدم مسجد الشيخ فيض المذكور وقتل العشرات من
السنة، فما كان من الحكومة إزاء ذلك إلا أن داهمتهم في المسجد وفتحت
النيران عليهم وأسقطت ما يزيد على 200 من شباب السنة بين قتيل وجريح، بل إن
هناك مدناً للسنة لا يكاد يرى فيها المرء رجالاً من كثرة ما قتل منهم
كمدينة نصرت آباد ببلوشستان، وقس على ذلك جميع المدن والقرى السنية في
الولايات الأخرى السنية، إن ما يزيد على 40% من شباب السنة هم في القبور أو
في الزنازين تحت سياط جلادي الحكومة، وهنا نغتنم هذه الفرصة لدعوة كل
الهيئات المختصة بالدفاع عن حقوق الإنسان لتقصي أوضاع السنة في السجون
ابتداء من سجون طهران وانتهاء بسجون مناطق السنة ومراجعة سجلاتهم وقوائم
المحكوم عليهم بالإعدام، إن عدم وجود محاكم عادلة أو على الأقل علنية أو
تغطية إعلامية هي التي دفعت بالدولة إلى أن تفعل ما تشاء دون علم أو معارضة
أحد.







8 - هدم المساجد والمدارس الدينية:



إنه
من الأمور الملفتة للانتباه وجود ما يزيد عن 300 ألف سني في العاصمة طهران
دون أن تسمح لهم الحكومة ببناء مسجد للصلاة فيه، مع أن السنة قد اشتروا في
عهد الشاه أرضاً لهذا الغرض وجمعوا الأموال لبناء المسجد، ولكن مصادرة
الأرض المخصصة لبناء المسجد والأموال التي جمعت من أجل ذلك كان أول هدية
قدمها الخميني للسنة بمناسبة انتصار الثورة، وما زال هذا الأمر على حاله
إلى يومنا هذا، ولم تكتف حكومة الخميني بمصادرة الأراضي المخصصة لبناء
المساجد بل تعدته إلى هدم مساجد السنة وها هي أسماء بعض المساجد التي كانت
من ضحايا ثورة الخميني:



1 - مسجد السنة بأهواز: يعتبر أول مسجد صودر للسنة، حيث صودر قبل نشوب المعارك مع العراق، حول هذا المسجد إلى مركز لقوات الأمن.



2 - جنوب مدينة طهران: يعتبر ثاني مسجد صودر للسنة وذلك عام 1982.



3 - مسجد تربت جام: موقع هذا المسجد بولاية خراسان، حيث حول هذا المسجد إلى مركز لقوات حرس الثورة.



4
- مسجد ومدرسة نكور: يقع هذا المسجد والمدرسة قرب مدينة جابهار بولاية
بلوشستان، حيث قامت الحكومة بهدم المسجد والمدرسة عام 1987 بتهمة أنها أحد
مراكز الوهابية.



5
- مسجد السنة بشيراز: صودر بعد مقتل الدكتور مظفريان، حيث أنه هو الذي قام
بتأسيس هذا المسجد، وحول إلى مركز لبيع الأشرطة السمعية والمرئية تابع
لحرس الثورة.



6
- مسجد الشيخ فيض: يعتبر المسجد الجامع الأثري للسنة في مدينة مشهد، أحد
مراكز الشيعة في العالم، ولم تستسغ الحكومة وجود هذا المسجد بهذا المكان
فقامت بهدمه عام 1993 - تحت إشراف قوات حرس الثورة - مع ملحقاته من بيت
ضيافة وكتاب لتحفيظ القرآن، وأمر إصدار هذا الهدم جاء شخصياً من خامنئي
القائد الروحي الحالي لإيران، والعجيب أن هدم مسجد الشيخ فيض جاء بعد
المظاهرات العارمة التي سيرتها الحكومة احتجاجاً على قيام الهندوس بهدم
المسجد البابري بالهند.



هذا
وقد قامت الحكومة بفرض قوانين تنص على منع بناء أي مسجد للسنة في مناطقهم،
ومن يثبت عليه تهمة جمع التبرعات من الخليج لبناء المساجد يقبض عليه بتهمة
العمالة.



9 - الحرمان من المناصب السياسية والإدارية:



إن
حرمان السنة من المناصب السياسية والإدارية لهو أمر يراه المرء ظاهراً في
المجتمع الإيراني حيث أن الامتياز الشيعي يكاد يفرض نفسه في جميع المجالات
السياسية والإدارية وحتى التعليمية، فمن نواب المجلس الذين يزيد عددهم على
270 نائباً نجد السنة لا يمثلون حتى 10% من هذا المجلس، أما بالنسبة لكراسي
الحكومة فلا يوجد حتى وزير واحد من السنة، في حين تصر الحكومة الإيرانية
على أن يكون ربع كراسي الحكومة في أفغانستان من الشيعة والذين لا تتجاوز
نسبتهم الـ 10% من السكان، وأما بالنسبة للأمور الإدارية فلا يكاد يكون
هناك أي مسؤول سني في الإدارات الحكومية بل هو ممنوع بتاتاً ولكن بصورة
عملية أكثر منها قانونية، ويكفي للمرء كي يدرك مدى التعصب الشيعي الذي
تقوده الحكومة أن يعرف أنه لا يوجد أي مسؤول سني حتى في أماكن السنة في
البلدية مثلاً أو في وزارة الصحة أو المواصلات وهلم جراً، هذا بالنسبة
للوزارات التي لا تمثل أي أهمية بالنسبة للحكومة، أما الإدارات أو الوزارات
المهمة كالداخلية والخارجية والمخابرات وحرس الثورة والتعليم والتجارة
والدفاع فإن السنة لا يكادون يحلمون حتى بالدخول إليها فضلاً عن السماح
بالعمل بها.



إن
كل هذه المجريات والأحداث لم تحدث اعتباطاً من الحكومة ولم تصدر هذه
القوانين عفوياً ولم تكن كذلك نتيجة أخطاء فردية من موظف أو اثنين من موظفي
الدولة بل كان نتيجة دراسات مسبقة قامت مع قيام الثورة ومع تشكيل الدستور
الذي وضع سكين بنوده على رقاب السنة كالبند الخامس والذي يقضي أن تكون
ولاية الأمر في إيران إلى ظهور مهديهم للفقيه العادل والذي هو اصطلاح يطلق
على من يقوم بمقام المهدي الغائب من فقهاء وعلماء الشيعة، وكذلك البند
الثاني والذي يقضي بأن يكون نظام الحكم في إيران على أساس الكتاب وسنة
المعصومين والذي هو اصطلاح لأئمتهم من الشيعة الذين يعتقدون أنهم أعلى
مرتبة من الأنبياء والملائكة المقربين وأن لديهم علم ما كان وما يكون وما
هو كائن إلى يوم القيامة (1)،
أي لا مكان أبداً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك البند الثاني عشر
والذي يقضي بأن يكون الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري
الأثني عشري، وقد وضعوا ملاحظة لهذه المادة وهي أن هذه المادة غير قابلة
للتغيير إلى الأبد، لتقوم القوانين التي تليها والتي استعرضنا جزءاً منها
لتكميل مشهد المذبحة والذي يتفنن جزاروها من الشيعة في إتقان فصولها واحدة
تلو الأخرى، وكأن لسان حالهم يقول للسنة: لا بقاء لكم هنا إلى الأبد، ولكن
مع متابعة جهودهم ومطامعهم الأخرى يتبين للمرء أن الحكومة في إيران ليست
قانعة بما فعلته بالسنة في إيران بل تريد أن تتحكم برقاب جميع السنة حتى
أولئك الذين هم في خارج إيران خاصة دول الجوار كالخليج وباكستان
وأفغانستان. وكما أشرنا في بداية الحديث أنه ما لم تتكاتف جهود السنة
لإيقاف هذا السيل العارم القادم من مقر الحكم في طهران فإن السنة في خارج
إيران لن يكونوا بأحسن حالاً من إخوانهم السنة في إيران. والأمر الآخر الذي
يجب الاهتمام به هو أنه ما دام هناك بقية نفس للسنة في إيران فإن الأمل لا
يزال قائماً بنسف أحلام حكام طهران في عقر دارها وأما - لا قدر الله - إذا
أجهزت وسائل التصفية الإيرانية على البقية الباقية من السنة في إيران فإنه
حينئذ ستكون آلامنا في مد وآمالنا في جزر - والعياذ بالله - وحينها لا
ينفع الندم.





-----------------------------------------



(1) - انظر الحكومة الإسلامية، ص 52، للخميني.



المصدر: مجلة السنة - العدد 70.

https://taamelbyot.yoo7.com

4أهل السنة في إيران Empty رد: أهل السنة في إيران الجمعة مارس 29, 2013 3:20 pm

Admin

Admin
مدير الموقع

الدستور الإيراني يفرق بين الشيعة والسنة في إيران

السنة هم الأكثر فقرا والأقل تعليما والأبعد سكنا عن العاصمة طهران!!

مشاكل السنة مرجعها ليس المذهبية وحدها فبعضها يعود لأسباب عرقية أو جغرافية

يوجد معبد للزرادشتيه في طهران بينما السنة ممنوعون من إقامة مسجد لهم بالعاصمة!!

هناك تناقض بين النصوص الدستورية والواقع المعاش فعليا وممارسات السلطات ضد أهل السنة

"الدعوة والإصلاح" طالبت الحكومة برفع جميع أشكال التمييز المذهبي والقومي التي تمارس ضد أهل السنة

أجمع عدد من المفكرين والباحثين المتخصصين في الشأن
الإيراني أن المستقبل الاستراتيجي لأهل السنة في إيران يشوبه الكثير من
المخاطر، خاصة وأن الدستور الإيراني ذاته يفرق بين السنة والشيعة، مؤكدين
أن السنة في إيران هم الأكثر فقرا والأقل تعليما والأبعد سكنا عن العاصمة
طهران. فبينما يوجد معبد للزرادشتيه في طهران يمنع أهل السنة في إيران من
إقامة مسجد لهم بالعاصمة!!. مطالبين الحكومة برفع جميع أشكال التمييز
المذهبي والقومي التي تمارس ضد أهل السنة

تعتبر الحكومة الإيرانية مساجد السنة إما أنها مساجد ضرار،
أو أنها بنيت بغير إذن من الحكومة أو أن أئمة تلك المساجد لهم ولاءات مع
جهات معادية فعلى الرغم من أن الأقلية السنية في إيران، ليست أقلية دينية
تعيش في مجتمع مغاير لها في عقيدتها، كالأقليات المسلمة التي تعيش في
المجتمعات الأوربية، ولكنها أقلية مذهبية، تعتنق مذهبا إسلاميا مخالفا
للمذهب الفقهي (الإثنى عشري) الذي تتبناه الدولة. وبالرغم من كونهم يمثلون
أكبر أقلية مذهبية في البلاد، إلا إن مستوى تمثيلهم في البرلمان والتشكيل
الوزاري لا يتناسب مع نسبتهم العددية.

وفي محاولة للوصول إلى الحقيقة، ووضع النقاط على الحروف،
استطلع موقع "المسلم" آراء عدد من الخبراء والمفكرين والمحللين السياسيين،
على رأسهم الكاتب الصحفي والمفكر الإسلامي فهمي هويدي، الباحث الإسلامي
محمد صادق المهتم بشئون أهل السنة في إيران، والكاتب الصحفي أحمد السيوفي
المتخصص في الشئون الإيرانية، والباحث أحمد منيسي مدير تحرير مجلة "مختارات
إيرانية" الصادرة عن مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بمؤسسة
الأهرام، والمحلل السياسي فتحي هاشم باحث وأكاديمي مصري متخصص في الشئون
الإيرانية. فكان هذا التحقيق...

معلومات أساسية

في البداية قد يكون من المفيد أن نوضح أن إيران تحتل موقعا
مهما في الخريطة السياسية والإستراتيجية إقليميا وعالميا، فهو بلد متسع
مترامي الأطراف وغني بموارده، يقع في قلب القارة الآسيوية. يحدها من الشمال
دول الاتحاد السوفيتي (سابقا)، ومن الشرق أفغانستان وباكستان، ومن الغرب
العراق وتركيا، ومن الجنوب خليج عمان والخليج العربي.

وتبلغ مساحة إيران 1,648 مليون كم، منها 1.636 مليون كم
يابسة، و12000 كم مياه. ويبلغ طول حدودها البرية 5440 كم . كما يبلغ طول
شريطها الساحلي قرابة 2440كم على طول الخليج العربي وخليج عمان، وقرابة 740
كم بحر الخزر.

وقد بلغ عدد سكان إيران 70،3 مليون نسمة في يونيو 2000،
ويتوزع السكان بين عدة جماعات عرقية أهما (وفقا لبيان رسمي صادر عن وكالة
الأنباء الإيرانية): الفارسي 51% ، والأذري 24%، والجيلكي والمازندراني 8%،
العربي 3%، والكردي 7%، واللور2%، والبلوش 2%، والترك2%، وعناصر اخرى1%،
كما تتنوع الأديان والمذاهب وتتوزع بين: الشيعة 65% السنة 25%، والطوائف
اليهودية والنصرانية والبهائية والزرادشتية 10%.

أحد المزارات الرئيسية في إيران هو قبر أبو لؤلؤه المجوسي،
ورغم انه من عبدة النار إلا أنهم يحتفون به لمجرد أنه قاتل الخليفة الثاني
عمر بن الخطاب رضي الله عنه

والمسلمون السنة، حسب الإحصاءات شبه الرسمية، تتراوح
أعدادهم بين 14 إلى 19 مليون مسلم يشكلون نسبة تتراوح بين 20 - 28% من
الشعب الإيراني. وهم مقسمون إلى 3 عرقيات رئيسية هي الأكراد والبلوش
والتركمان، وقليل من العرب في إقليم عر بستان (الأحواز) المحتل، ويسكنون
بالقرب من خطوط الحدود التي تفصل إيران عن الدول المجاورة ذات الأغلبية
السنية مثل باكستان وأفغانستان، والعراق وتركمنستان، أما المسلمون السنة من
العرق الفارسي فوجودهم نادر. وقد كانت إيران دولة سنية حتى القرن العاشر
الهجري.

ونظرا لان أهل السنة في إيران من الشعوب غير فارسية، فقد
عاشوا في ظل النظام الملكي السابق أوضاعا سيئة، فكانوا مواطنين من الدرجة
الثانية، أولا بسبب بعدهم عن المدن الكبرى والعاصمة، ثم بسبب اعتقادهم
المخالف للفرس الشيعة.

النظام ينكر اضطهاد السنة!

ويوضح المفكر الإسلامي فهمي هويدي أن المشاكل التي يتعرض
لها أهل السنة في إيران مرجعها ليس المذهبية وحدها وان كانت اكبر العوامل،
فجزء منها يعود لأسباب عرقية في دولة متعددة العرقيات مثل إيران، أو لأسباب
جغرافية فمعظم أهل السنة يقيمون على أطراف الدول التي تصل بينهما وبين دول
سنية هي على خلاف مع إيران مثل العراق أو أفغانستان أو باكستان.

ويضيف هويدي أن هذه الأسباب وغيرها كانت مبررا لإثارة الشك
تجاههم، فهم في نظر النظام الإيراني ليسوا مجرد فصيل يختلف مذهبيا معه،
ولكنهم عرق مشكوك في انتمائه إلى جسد الدولة الإيرانية، وكثيرا ما يتهمون
بالقيام بعمليات التهريب أو الاتصال بالجهات المعادية، وهي مبررات كافية
للنظام الإيراني للتنكيل بهم، من وجهة نظرهم.

ويشير هويدي إلى أن النظام الإيراني كان ينكر دوما أنه
يقوم باضطهاد أهل السنة في إيران أو يعذبهم، إلا أنه اضطر أخيرا تحت ضغط
الصحافة ووسائل الإعلام، إلى الاعتراف بأن عددا من رجال النظام قاموا
بأعمال عنف ضد المسلمين السنة وغيرهم من المعارضين، غير أن السلطات زعمت أن
ذلك لم يحدث بأوامر من القيادة أو من الولي الفقيه.

صور من التحديات

ويتفق الباحث الإسلامي محمد صادق مع المفكر فهمي هويدي
فيما ذهب إليه ويضيف قائلا إن : هذا الاعتراف كشف العديد من الحقائق، حول
مظاهر التحديات التي يعاني منها أهل السنة في إيران، ومنها:-

النخب من أهل السنة تعيش إما في السجون أو المنافي فيما بعضهم الآخر يموت بطرق وحوادث مشكوك فيها!

1 ـ تقييد حرية بناء مساجد الخاصة بهم: حيث لا يوجد مسجد
سني واحد في المدن الكبرى التي يمثل الشيعة فيها الأغلبية، مثل أصفهان
وشيراز ويزد، وكذلك في العاصمة طهران التي يوجد فيها أكثر من مليون سني،
وتبرر الحكومة رفضها بأن المساجد الشيعية مفتوحة أمام أهل السنة ليصلوا
فيها، وأنه لا داع لبناء مساجد خاصة بهم ضمانا للوحدة!.

2-هدم المساجد والمدارس: حيث تعتبر الحكومة الإيرانية
مساجد السنة إما أنها مساجد ضرار( بنيت لغير أهداف العبادة الخاصة)، أو
أنها بنيت بغير إذن من الحكومة أو أن أئمة تلك المساجد لهم ولاءات مع جهات
معادية.

3- الاعتقالات والاغتيالات: حيث تقول العديد من الروايات
والتقارير، أن المسلمين السنة تعرضوا للعديد من مظاهر الاضطهاد فمنذ الأيام
الأولى للثورة الإسلامية في إيران، حيث انقلب الخميني على من ساعده من
علماء السنة في الثورة وهو الشيخ أحمد مفتي زاده، فكان مصيره الاعتقال الذي
استمر طيلة عقدين من الزمان.

4- التحدي السياسي: ويأخذ هذا التحدي العديد من الأبعاد من بينهما:

(ا) البعد التمثيلي: والذي تمثل في عدم منح أهل السنة
تمثيلا في البرلمان يتناسب مع حجمهم الحقيقي، إذ لا يمثلهم في البرلمان سوى
12 نائبا فقط، من 14 إلى 19 مليون نسمة، في حين يمثل الشيعة في البرلمان
نائب عن 200 ألف نسمة تقريبا، كما يتهم السنة في إيران الحكومة بإنجاح
العناصر السنية الموالية لها وليست المعبرة عن مطالبهم.

(ب) التناقض بين النصوص الدستورية والواقع المعاش فعليا،
والممارسات التي تقوم بها السلطات الحكومية ضد أهل السنة: فقد نص الدستور
على العديد من الحقوق والحريات لمختلف الأقليات، ومن ذلك:

1- الاحترام وحرية أداء المراسم والشعائر الخاصة، حيث نصت
المادة (12) على أن، الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري
الإثنى عشري، وهذه المادة تبقى إلى الأبد غير قابلة للتغيير، وأما المذاهب
الإسلامية الأخرى والتي تضم المذهب الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي
والزيدي فإنها تتمتع باحترام كامل، وأتباع هذه المذاهب أحرار في أداء
مراسمهم المذهبية حسب فقههم، ولهذه المذاهب الاعتبار الرسمي في مسائل
التعليم والتربية الدينية والأحوال الشخصية، وما يتعلق بها من دعاوى من
المحاكم، وفي كل منطقة يتمتع أتباع احد هذه المذاهب بالأكثرية، فان الأحكام
المحلية لتلك المنطقة- في حدود صلاحيات مجالس الشورى المحلية- تكون وفق
ذلك المذهب ، هذا مع الحفاظ على حقوق إتباع المذاهب الأخرى.

2- حرية استخدام اللغات الخاصة: حيث نصت المادة (15) على أن
(لغة الكتابة الرسمية والمشتركة؛ هي الفارسية لشعب إيران، فيجب أن تكون
الوثائق والمراسلات والنصوص الرسمية والكتب الدراسية بهذه اللغة والكتابة،
ولكن يجوز استعمال اللغات المحلية والقومية الأخرى في مجال الصحافة ووسائل
الإعلام العامة، وتدريس آدابها في المدارس إلى جانب اللغة الفارسية)، كما
نصت المادة (16) على أن (بما إن لغة القران والعلوم والمعارف الإسلامية
العربية، وان الأدب الفارسي ممتزج معها بشكل كامل، لذا يجب تدريس هذه اللغة
بعد المرحلة الابتدائية حتى نهاية المرحلة الثانوية في جميع الصفوف
والاختصاصات الدراسية).

3- حرية تشكيل التنظيمات والهيئات المختلفة: حيث المادة
(26) على أن (الأحزاب والجمعيات، والهيئات السياسية، والاتحادات المهنية،
والهيئات الإسلامية، والأقليات الدينية المعترف بها، تتمتع بالحرية بشرط
إلا تناقض أسس الاستقلال، والحرية، والوحدة الوطنية، والقيم الإسلامية، كما
انه لا يمكن منع شخص من الاشتراك فيها، أو إجباره على الاشتراك في احدها).

5- التحدي الديني: نظرا لان أهل السنة يعتبرون أنفسهم
مخالفين في بعض المسائل الفقهية للشيعة الإيرانيين الذين يغلب عليهم المذهب
الإثنى عشري. كما أن الإيرانيين من السنة والشيعة يحملون فوق كاهلهم
ميراثا من الخلافات والعداء التاريخي والمذهبي، ويزيد حالة المذهبية إن
النظام الإيراني لم يفعل إلا ما يؤدي إلى تدعيمها، فأحد المزارات الرئيسية
في إيران هو قبر أبو لؤلؤه المجوسي، ورغم انه من عبدة النار إلا أنهم
يحتفون به لمجرد أنه قاتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كما
أن من عقائدهم سب الصحابة وتجريح كبرائهم، وشتم عرض الرسول صلى الله عليه
وسلم.

6- الإهمال والتجاهل: فمناطق أهل السنة هي اقل المناطق
بإيران استفادة من الخدمات التي تقدمها الدولة، ومساجدهم القليلة تتعرض
لرقابة الصارمة، وملاحقات مستمرة، ولا يسمح لهم بإقامة مدارس، وفي الوقت
الذي يوجد معبد للزرادشتيه في قلب طهران، فضلا عن أنه يوجد في العاصمة
طهران 151 معبدا لكل الديانات، فإن المسلمين السنة ممنوعون من إقامة مسجد
يؤدون فيه شعائرهم رغم أنه مطلب يلحون عليه منذ سنوات.

البيان الأول والمطالب العشرة

وللحق فإنه رغم هذه التحديات التي يعاني منها أهل السنة في
إيران، فان السنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق محمد خاتمي، شهدت بعض
التغييرات في أوضاع أهل السنة، حيث يمثل المسلمين السنة في البرلمان 14
نائبا، كما شكل الرئيس خاتمي لجنة لمتابعة شئونهم مشكلة من رئيس (شيعي) وهو
ابن شقيقة الرئيس خاتمي، والذي كان مديرا للمخابرات قبل ذلك في احد
الأقاليم ذات الأغلبية السنية، واثنين من المسلمين السنة، وهؤلاء النواب
يطالبون بتحسين أحوال أهل السنة وهذا المؤشر يتبنى تغيير أوضاع أهل السنة
في إيران للأحسن.

وقد أصدرت جماعة "الدعوة والإصلاح" السنية في إيران بيانها
السياسي الأول، في 30 مايو 2005م، طالبت فيه الحكومة الإيرانية بتطبيق
العدالة، ورفع جميع أشكال التمييز المذهبي والقومي، التي تمارس ضد أهل
السنة. وحمل البيان، الذي جاء عشية بدأ الحملة الانتخابية لمرشحي الدورة
التاسعة لرئاسة الجمهورية، التي فاز بها أحمدي نجاد، عشرة نقاط طالبت فيها
بتطبيق البنود المعطلة من الدستور الإيراني، ورفع جميع الممارسات والسياسات
التمييزية.

وأضافت الجماعة أنه وعلى الرغم من دخول البلاد في مرحلة
الإعمار والتنمية فمازال الوضع على ما هو عليه وها هي النخب من أهل السنة
تعيش أما في السجون أو المنافي فيما بعضهم الآخر يموت بطرق وحوادث مشكوك
فيها!، وأن الغرض من هذه السياسة إنما هو تحجيم دور أهل السنة ودفعهم إلى
الانزواء.

وشددت الجماعة على ضرورة أن تراعى جميع الحقوق الإنسانية
والدينية والقومية لأهل السنة وفق البنود الثالث والخامس عشر وما نص عليه
في الفصل الثالث من الدستور الإيراني وما نصت عليه المادة الثانية والعشرين
والمادة الثالثة والعشرين من المنشور الإسلامي لحقوق الإنسان الصادر عن
إعلان القاهرة في عام 1990م والتي تؤكد جميعها على ضرورة أن يتمتع جميع
المواطنين بحقوقهم الأساسية.

وطالبت الجماعة في بيانها بـ :

1- تحقيق مطالب عامة الشعب الإيراني ووحدة التضامن الوطني لا تتحقق إلا بمشاركة الجميع.

2- إجراء حوار متساوٍ وعادل بين الأقوام والمذاهب في البلاد، وذلك بعد رفع الإجراءات التمييزية وتطبيق البنود المعطلة من الدستور.

3- تنفيذ المادة 12 من الدستور، والتي تنص على أنه في كل
منطقة يتمتع أتباع احد المذاهب بالأكثرية، فإن الأحكام المحلية لتلك
المنطقة تكون وفق ذلك المذهب مع الحفاظ على حقوق أتباع المذاهب الأخرى وعدم
التدخل في شؤونهم المذهبية.

4- حماية الهوية القومية واحترام ومراعاة الأقليات، وتنفيذ
المادة 15 من الدستور التي تنص على وجوب تدريس لغات تلك القومية في مختلف
المراحل التعليمية.

5- عدم حرمان أهل السنة من استلام الحقائب الوزارية، طالما منع الدستور المسلم السني من الوصول لمنصب رئيس الجمهورية.

6- إعمال التنمية والتوسعة الثقافية في مناطق أهل السنة، ومنح التراخيص لإصدار النشرات، ورفع الرقابة عن الكتب الخاصة بهم.

7- تفويض شؤون الأوقاف السنية وإدارة سائر الأمور الدينية
ومنها على الأعم انتخاب أئمة الجمعة والجماعة وإدارة المدارس الدينية
وإقامة الأعياد لأهل السنة أنفسهم.

8- التنمية الاقتصادية لمناطق أهل السنة، بإقامة البنى
التحتية وبناء المؤسسات الصناعية، واستخراج الثروات الطبيعية، وإيجاد فرص
عمل من اجل القضاء على معضلة البطالة وتعين ميزانية خاصة لتلك المناطق.

9- الاستفادة من طاقات أهل السنة في المناصب الإدارية في
الوزارات والسفارات وحكام الأقاليم والمحافظات والمراكز العلمية والثقافية
والجامعات وذلك بهدف تطبيق العدالة في توزيع المناصب الإدارية.

10- إعادة النظر في محتوى الكتب والتعاليم الدينية والاهتمام بأصول عقيدة أهل السنة والجماعة وفقه الإمام الأعظم والإمام الشافعي.

الدستور يميز بين السنة والشيعة!!

المحلل السياسي فتحي هاشم المتخصص في الشئون الداخلية
الإيرانية يقول: نعم هناك تمييز، لكنه ليس متعلقا بالمذهبية وإنما
بالعرقية، فالعنصر الفارسي يمثل حوالي 51 % داخل إيران من تعداد السكان

أهل السنة في إيران فهم :-

1- إما عرب وهؤلاء في منطقة خوزستان (الأحواز).

2- وإما بلوتش في منطقة بلوستان المجاورة للباكستان، وهي
تعتبر كارثة سوداء، حيث تعتبر مركز للمخدرات وتجارة الرقيق الأبيض، فحوالي
70 % من مخدرات العالم تمر عن طريقها.

3- وإما تركمان في منطقة شمال خرسان ( تركمانستان) .

ويضيف هاشم في تصريحات خاصة لمرسلنا بالقاهرة : هذه
العرقيات الثلاث لهم امتدادات، وهي أقليات عرقية ولغوية ومذهبية في نفس
الوقت. وعندما تولي الرئيس الإيراني الجديد أحمدي نجاد وقعت تمردات في
منطقة خوزستان وتم إخمادها على الفور. وعندما دخلت قوات الاحتلال الأمريكية
والبريطانية العراق تولت القوات البريطانية منطقة البصرة الممتدة إلى
خوزستان.

ويقول هاشم : لكن السؤال الأهم الآن هو : هل يفرق الدستور
الإيراني بين السنة والشيعة؟، الجواب نعم يفرق، فهناك نصوص صريحة في ذلك
منها المادة التي تنص على أن ( المذهب الرسمي للدولة هو المذهب الشيعي
الإثنى عشري)، وهناك أيضا: ( شرط تولي منصب رئيس الجمهورية أن يكون شيعي
المذهب)، وهو نص يفهم منه امتناع تولي السني في إيران منصب رئيس الدولة.

وردا على الذين يقولون أن المرشد العام للجمهورية
الإسلامية الإيرانية على خامنئي ليس فارسيا بل آذاريا، يقول هاشم : العنصر
الآذاري هو العنصر الوحيد الذي لا ينظر إليه في إيران على انه غريب عن
الفارسي.

ويخلص هاشم إلى القول بأن : السنة هم الأكثر فقرا والأقل
تعليما والأبعد سكنا عن العاصمة طهران!!، وهو أمر يرجع إلى عام 1500
ميلادية إبان الدولة الصفوية، وتحديدا في عهد الشاه إسماعيل الصفوي الذي
أصدر فرمانا بطرد أهل السنة من العاصمة على أن يعيشوا في الأطراف. أعتقد أن
هناك تمييزاً ولكن ليس هناك اضطهاد منظم. مشيرا إلى أن "هناك نظرة
إحتقارية من الشيعي الإيراني للسني الإيراني على وجه الخصوص".

https://taamelbyot.yoo7.com

5أهل السنة في إيران Empty رد: أهل السنة في إيران الجمعة مارس 29, 2013 3:21 pm

Admin

Admin
مدير الموقع

نظام ولاية الفقيه وظلم أهل السنة في إيران

جريدة المصريون 15-10-1429هـ / 15-10-2008م

صحيح إن الظلم والاضطهاد في إيران في ظل نظام ولاية الفقيه قد عم الجميع إلا أنه يختلف في مستواه ونوعه من فئة إلى أخرى.

فعلى سبيل المثال أن الظلم الذي يعاني منه الفرس والشيعة
عامة لا يمكن قياسه بالظلم الذي يعاني منه أهل السنة وغير الفرس. فالفرس
مثلا لا يعانون من التمييز القومي كونهم يتمتعون بحقوقهم الثقافية
والاجتماعية بل أكثر من ذلك فان لغتهم وثقافتهم هي السائدة وتفرض بالقهر
على الآخرين الذين يجبرون على تعلمها والتحدث بها فهي اللسان الرسمي للدولة
الإيرانية المتعددة اللغات والأعراق ولا تعترف الدولة بلغة رسمية غيرها.

وأما الشيعة فليس لديهم مشكلة من ناحية الحقوق المذهبية
باعتبار أنهم يتعبدون بالمذهب الرسمي للدولة غير أن هذا لم يشفع لهم في نيل
حقوقهم القومية حيث بقي الاذاريون والعرب الشيعة يعانون من فقدان الحقوق
القومية والتي من ابسطها حق التعلم والتحدث بلاغاتهم وممارسة عاداتهم
وتقاليدهم وإبراز تراثهم القومي.

أما أهل السنة والذين اغلبهم من الأكراد والبلوش والعرب والتركمان فهؤلاء يعانون من ظلم واضطهاد قومي ومذهبي مزدوج.

وتبدأ معاناة أهل السنة مع ابسط المسائل الى أهمها وهذا
المعانات بعضها ناتج عن إجراءات دستورية وقانونية وبعضها الآخر ناجم عن
ممارسات ذوقية لموظفين طائفيين في أجهزة الدولة. وهذه المعانات تكمن في
خمسة دوائر "سياسية" اقتصادية "اجتماعية" ثقافية ودينية.

في الدائرة السياسية: "ينظر الى أهل السنة على أنهم جهة غير
صديقة وليست صاحبة حق" ويعتبرون مواطنون من الدرجة الثانية، "والدليل أن
الدستور الإيراني يشترط أن يكون رئيس الجمهورية شيعي اثني عشري وهذا عمليا
قد سلب من أهل السنة حق تولي هذا المنصب في الوقت الذي عنوان الدولة
والنظام هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

ومصطلح "الجمهورية" يعني القيادة الشعبية التي تعني
المساواة بين الجميع في الحقوق، "ومصطلح إسلامي يعني مسلم ومتدين بدين
الإسلام"، وفي هذه العناوين والتفاسير لم ترد فيها أي إشارة لمسألة السنة
أو الشيعة ولكن يتضح أن هناك ازدواجية مفاهيم قد حصلت لدى قادة النظام
الإيراني "خصوصا وأنهم يتحدثون دائما عن القيادة الشعبية الإسلامية وليس
القيادة الشعبية الطائفية.

وتعليقا على هذه النقطة يقول النشاط السياسي الكردي والعضو
البرلماني الإيراني السابق الأستاذ "بهاء الدين أدب": "إذا كان مبدأ
الديمقراطية ونظام القيادة الشعبية (مردم سالاري) قد أعطى المواطن المسلم
"سنيا كان أو شيعيا" حق الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية "وبما أن اغلب
الإيرانيون هم على المذهب الشيعي فمما الخوف إذاً ؟".

ثم طالما أن النظام قد رفع شعار القيادة الشعبية فلا يمكن أن نعود ونصر على تحديد مذهب رئيس الجمهورية ودرج ذلك في دستور البلاد.

ويؤكد الأستاذ "أدب" وجود العديد من القرارات السرية التي
أتخذها مجلس الأمن القومي الإيراني والمجلس الخاص بتوفير الأمن لغرب البلاد
"التي تنص على عدم أعطاء مسؤوليات عليا ومناصب حساسة لأهل السنة عامة
والشعب الكردي خاصة" وهذه بحد ذاتها مظلمة كبيرة بحق أهل السنة.

هذا ناهيك عن القرارات والقوانين الكثيرة الأخرى الغير
مدونة والتي تطبق بشكل فردي و مزاجي. وعلى سبيل المثال فان الرئيس السابق
السيد محمد خاتمي الذي، وعلى الرغم من حصوله على تأييد واسع من أهل السنة
بسبب رفعه شعار الإصلاح والمساواة" إلا انه لم يعين وزيرا أو نائب وزير سني
واحد طوال مدة حكمه التي دامت ثماني سنوات، "كما أن منصب رئاسة مستشاريه
لشؤون أهل السنة قد منحه لشخصية شيعية!"

ولم يختصر حرمان أهل السنة على منصب مستشار رئيس الجمهورية
أو وزير أو معاون وزير"، بل انه شمل حتى منصب محافظ أو قائد بدرجة أمير في
الجيش أو الشرطة أيضا "كما إن وزارتي الأمن والخارجية تخلوان من وجود أي
موظف سني يشغل منصبا ولو متواضعا فيهما".

وإذا وجد بعض الموظفين الصغار في وزارة الخارجية (وهم على
شرف التقاعد) فهؤلاء من باقي الموظفين الذين تم تعيينهم في زمن النظام
السابق. وهذا التمييز أغلبه ناتج عن وجود القوانين والقرارات الغير مكتوبة
بخصوص التعامل مع أهل السنة. و هذا يتناقض مع المادة 19 من الدستور التي
تقول": إن الإيرانيين من أي أصل أو قبيلة أو مذهب كانوا فهم متساوون في
الحقوق" ولكن رغم مضي ثلاثة عقود على قيام الجمهورية الإيرانية إلا أن هذه
المادة وغيرها من المواد المشابهة ما تزل معطلة.

الدائرة الاقتصادية: "المناطق الحدودية الإيرانية" في الشرق
والغرب والشمال والجنوب "سكنها من القوميات غير الفارسية واغلبهم من أهل
السنة تحديدا" وهذه المناطق تعد من أفقر المناطق الإيرانية على الإطلاق
"وعلى الرغم من شعار الدفاع عن المستضعفين الذي يردده القادة الإيرانيون في
كل حين" إلا أنهم لم يتخذوا أي خطوة حقيقية نحو إعمار هذه المناطق لكي
يعطوا مصداقية لشعارهم سالف الذكر حيث إن جميع الميزانيات الحكومية التي
رصدت لخدمة مناطق أهل السنة طوال العقود الثلاثة الماضية لا تعادل ميزانية
محافظة واحدة من المحافظات المركزية.

في الدائرة الاجتماعية: من المؤسف إن القوانين والإجراءات
التمييزية المعمول بها كان لها تبعات وآثار سلبية ويوما بعد يوم تزيد من
عمق الهوة بين الفرس وسائر القوميات من جهة" وبين السنة والشيعة من جهة
أخرى. كما أنها تزيد أكثر وأكثر في ابتعاد غير الفرس وأهل السنة عن النظام
الحاكم.

كما أن سياسة توزيع المخدرات في مناطق أهل السنة في شرق
وغرب وجنوب البلاد" والتي كانت دائما تعد من أكثر مناطق البلاد محافظة
"وتحويلها الى أكثر المناطق تلوثا وإدمانا على المخدرات" أصبحت هذه الظاهرة
تثير شكوك ابسط الناس وتطرح لديهم سؤالا عن من يقف وراء تسهيل إدخال
وتوزيع المخدرات في مناطقهم "ويتساءلون كيف تستطيع السلطات الأمنية أن تكشف
وتلقي القبض بأقل وقتت ممكن على اصغر مجموعة سياسة سرية تعمل في مناطق أهل
السنة" ولكنها تظهر العجز والتراخي في مواجهة مروجي المخدرات.

في الدائرة الثقافية: كما أسلفنا فان اغلب أهل السنة ينتمون
الى أصول غير فارسية وأكثرهم من قوميات كردية وبلوشية وعربية وتركمانية
"ولهذه الشعوب ثقافات خاصة بها غير أنها محرومة من نيل حقوقها الثقافية"
فالمادة 15 من الدستور التي أعطت لكل قومية في إيران حق التعلم بلغتها في
المدارس الى جانب اللغة الفارسية ما تزال معطلة.

في الدائرة الدينية: على الرغم من وجود المادة 12 من
الدستور الإيراني التي أعطت أتباع المذاهب الإسلامية (الحنفي الشافعي
المالكي الحنبلي والزيدي) حرية أداء مراسمهم في مسائل التعليم والتربية
الدينية والأحوال الشخصية (الزواج والطلاق والإرث والوصية) وما يتعلق بها
من دعاوى في المحاكم "إلا أن ذلك لم يمنع الحكومة من التدخل في الشؤون
الدينية لأهل السنة" ومثالا على ذلك إغلاق المدارس الدينية المعتبرة وتعين
أئمة الجماعة وعزل بعض رجال الدين البارزين الذين يحضون باحترام وتقدير في
الوسط السني والتقليل من أهمية مشايخ السنة وإهانتهم من خلال دفع رواتب
متدنية لهم وجعلهم يقفون في الطوابير لاستلام رواتبهم والتدخل في طريقة
ومناهج التعليم في المدارس الدينية التي لها جذور في ثقافة مذهب أهل السنة
وتأسيس مدارس دينية جديدة تعمل تحت إشراف المركز الإسلامي الكبير الذي هو
عبارة مركز حكومي تأسس بإشراف وزارة الأمن (الاطلاعات).

فكل هذه التدخلات أوجدت عدم رضا وانزعاج شديد من قبل أهل
السنة لا سيما العلماء منهم. واللافت للنظر أيضا أن المركز الإسلامي الكبير
الذي انشأ للإشراف ومتابعة شؤون أهل السنة وعلى الرغم من وجود علماء
ومشايخ أفاضل من أهل السنة إلا أن جميع مدراء ومسؤولي هذا المركز من رجال
الدين الشيعة.

أضاف الى ذلك قلت المراكز الثقافية في المناطق السنية فيما
أخذت السلطات تزيد من بناء الحسينيات والمراكز الثقافية الشيعية في المناطق
ذات الأكثرية السنية وبالمقابل تمنع بناء مساجد للسنة في المناطق الشيعية،
"فعلى سبيل المثال تمنع بناء مسجد لأهل السنة في طهران التي يوجد فيها
أكثر من مليون ونصف المليون من السنة، وهكذا في أصفهان والاحواز وغيرها.

ولإلقاء المزيد من الضوء على هذه النقطة ندرج أدناه رسالة
من النواب السنة في البرلمان الإيراني أرسلوها في شهر شعبان الماضي وطالبوا
فيها الرئيس احمدي نجاد بضرورة إعادة النظر في القرار الأخير الذي اتخذته
الحكومة بشأن التدخّل التام في شؤون المدارس الدينية لأهل السنة" هذا نصها:

(فخامة الدكتور أحمدي نجاد رئيس الجمهورية رئيس المجلس الأعلى للثورة الثقافية،،

بعد التحية والاحترام

كما يعلم فخامتكم أن المجلس الأعلى للثورة الثقافية وفي
جلسته رقم 613 التي عقدت بتاريخ 8/8/86 هـ.ش (تاريخ إيراني – الموافق لـ
كانون الاول 2007م) كان قد اقر مشروع برنامج عمل اللجنة الحكومية المتشكلة
برئاستكم والخاصة بإدارة المدارس الدينية لأهل السنة والتخطيط لها.

وبغض النظر عن النوايا والمقاصد الخيرة للمصوتين على هذا
القرار، فبما أنكم رئيسا للجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنفذا للدستور
وممثلا للشعب الإيراني بأكمله وتتحملون المسئولية تجاه جميع المواطنين،
فنحن أيضا بصفتنا نوابا منتخبين من قِبَل المواطنين السنة قد ألقت علينا
مهام صعبة وفوضت إلينا مسئوليات ضخمة توجب علينا الدفاع عنها من خلال خندق
مجلس الشورى الإسلامي.

ففي هذا الإطار وبعد ان تمت المصادقة على الخطة المذكورة
والتي كان من المفترض ان تتم بحضور علماء من أهل السنة وخبرائهم أو على اقل
تقدير بالتشاور مع النواب السنة في مجلس الشورى "و بما أن ذلك لم يجرِ فقد
وصلت إلينا اعتراضات كتبية وشفوية عديدة من قبل علماء ومسئولي المدارس
الدينية فرأينا من الواجب حسب اليمين الذي أقسمنا بها، أن نعلن عن اعتراضنا
مطالبين بإلغاء أو إعادة النظر بهذا القرار الذي غير قابل للتطبيق عمليا.
مستدلين على ذلك بالأسباب التالية والتي نسبقها بطرح بعض الأسئلة:

أولاً: ما الذي جعل المسؤولين "وبعد مضي ثلاثين سنة من عمر الثورة " يفكرون الآن في التخطيط لإدارة هذه المدارس؟

ثانيًا: ما هو النقص الموجود في المدارس الدينية لأهل السنة
من النواحي التربوية وتخريج علماء الدين حتى يدفع المسؤولين الآن للقيام
برفعه؟

ثالثًا: ما هي البرامج المعادية للوحدة التي تطبق في هذه
المدارس حتى باتت الحاجة الآن الى نشر ثقافة التقريب؟ ثم هل ان هذا القرار
مختص بمدارس أهل السنة فقط ام انه يشمل الحوزات الدينية الشيعية أيضا؟

رابعًا: ما هي النواقص من النواحي الكيفية الموجودة حتى
جعلت المصوتين على هذا القرار ينتبهون لها الآن "ألم يكن تأسيس المراكز
الإسلامي الكبرى في" كردستان وتركمن صحرا" منذ بداية الثورة بهدف رفع
النواقص ولكن بعد ثلاثين عاما لم يتم تحقيق أي اثر ايجابي.

خامسًا: كان توقع أهل السنة في هذا العام الذي سمي بعام
الاتحاد الوطني والوئام الإسلامي ان تتمحور الأعمال والنشاطات حول هذه
الفكرة وهذا الشعار إلا انه من المؤسف ان خبر المصادقة على القرار المذكور
قد كدر خواطر الكثير من المواطنين وشوش أذهانهم كما انه قلل كثيرا من فكرة
وصبغة هذا الشعار.

لقد كنا ننتظر من فخامة رئيس الجمهورية المحترم الذي يهتف
دائما بشعار العدالة والمحبة "ان يعمل على تهيئة الأرضية لتطبيق المادة
الثانية عشر والخامسة عشر (من الدستور) لا ان تجبر مدارسنا الدينية على
تدريس مناهجها باللغة الفارسية" فهذه الممارسات لا فائدة منها سوى استفزاز
مشاعر الآخرين وإثارة عواطفهم وتبعث على النفور.

ولا ندري كيف يمكن أن يرسم ويخطط لمدارس أهل السنة من قبل
من ليس لهم معرفة أو دراية فكرية وفقهية بالأوضاع المادية والمعنوية لأهل
السنة "ومثل هذه التدخلات التي تأتي في الوقت الذي يسعى فيه الأعداء لإشعال
الفتنة والتفرقة بين المسلمين في المنطقة" لن تكون نافعة ولن تثمر نهائيا.

فنحن وبعد دراستنا التامة لجميع أبعاد هذا القرار وتسجيل
مخالفة علماء أهل السنة عليه وتعارضه مع الدستور، فإننا نطلب من فخامة
الرئيس إصدار أمر بإلغاء القرار المذكور وعدم تدخل الحكومة في إدارة
المدارس الدينية لأهل السنة، أسوة بالحوزات الشيعة التي تتفاخر
باستقلاليتها وعدم تدخل الحكومة في شؤونها.

فهذا الأسلوب يحقق الاستقلال للمدارس الدينية لأهل السنة ويمتن من الوحدة الإسلامية ويظهر حسن نوايا فخامة الرئيس. انتهى.

التوقيع

تجمع النواب السنة).

هذه النماذج التي تظهر جزءٌ يسيرٌ من المظلومية التي يعيشها
أهل السنة في إيران لا تترك مجالا للشك ان الواقع اكبر وأمر مما يتخيله
المطبلون للنظام الإيراني والذي يعتقدون ان المسالة يمكن حلها بمجرد رفع
شعار عاطفي هنا أو هناك وقد اخذوا يبنون الآمال على هذه الشعارات التي لا
مكان لتطبيقها على ارض الواقع.

صلاح الموسوي..

رئيس المكتب السياسي لحزب النهضة العربي الأحوازي.

https://taamelbyot.yoo7.com

6أهل السنة في إيران Empty رد: أهل السنة في إيران الجمعة مارس 29, 2013 3:22 pm

Admin

Admin
مدير الموقع

خارطة الحركات السنية في إيران

الموسوي: لولا علماء السنة لدخلت إيران في دوامة حرب قومية

خاص بالبينة 9 من المحرم 1432هـ / 15 من ديسمبر 2010م

واقع الحركات الإسلامية السنية في إيران يحكمه عدد من
المفارقات في طليعتها أن هذه الحركات تجد نفسها أسيرة الشعور بأنها أقلية
تعيش في ظل دولة يحكم توجهاتها حيالها الانغلاق المذهبي. ورغم ما تجزم به
هذه الحركات من أن تعسفاً واضطهاداً يجري بحقها، وأن هناك نهج سائد يقوم
على تهميشها وتقليص مستوى حضورها في الشأن العام إلا أنها تظل مثابرة في
طريق تثبيت رؤيتها القائمة على التوجه السلمي واعتماد الحوار كخيار أوحد
لتذليل العقبات والعراقيل التي تعترض طريقها نحو الاندماج في التركيبة
الوطنية والحد من غلواء التمييز المذهبي.

وللتعرف على تفاصيل الجانب الحركي لدى الإسلاميين السنة في
إيران كان لنا هذا اللقاء مع صباح الموسوي الكاتب العربي الأحوازي المقيم
في كندا، مدير موقع "المركز العربي الكندي" لمتابعة قضايا الأقليات في
إيران والخبير في الشؤون الإيرانية.

خارطة الحركات السنية

*هل ترسم لنا خارطة للحركات الإسلامية السنية في إيران؟

ــ تتوزع خارطة الحركة الإسلامية (السنية) في إيران بحسب
التنوع القومي والمناطقي للبلاد، حيث لعب هذا التنوع دوراً كبيراً في تعدد
الحركات وتنوع مناهجها الفكرية والسياسية. ففي مناطق الأكراد الواقعة غرب
البلاد نجد أن الحركة الإسلامية تتوزع على ثلاثة تيارات، هي: الصوفية،
والإخوان المسلمون، والسلفية. والأكراد بشكل عام يشكلون العدد الأكبر من
بين أهل السنة في إيران البالغ عددهم قرابة العشرين مليون نسمة. ومن بين
أبرز الحركات الإسلامية العاملة في الساحة الكردية:

1- جماعة الدعوة والإصلاح (إخوان مسلمون) تأسست عام 1979م
وكان من أبرز مؤسسيها المرحوم العلامة أحمد مفتي زادة، والمرحوم الأستاذ
ناصر سبحاني، وهما من الشخصيات الإسلامية الكردية المعروفة على المستوى
الإيراني، و قد أعدم أحدهم واغتيل الآخر على يد السلطات الإيرانية.

2- منظمة "خبات" الثورية الإسلامية، وتأسست عام 1980م ،
وكلمة "خبات" باللغة الكردية تعني : النضال أو الكفاح، و مؤسس المنظمة هو
المرحوم الشيخ خضر عباسي.

3- جماعة "الموحدون الأحرار" تأسست في عام 1992م بزعامة
موسى عمران، وهي تعبر عن نفسها بأنها حركة توحيدية اجتهادية، وتدعو إلى
إسقاط نظام ولاية الفقيه وإقامة جمهورية إيرانية شعبية اتحادية.

4- شورى المسلمين السنة "شمس" وهو تجمع للحركات والشخصيات
الإسلامية السنية تأسس مطلع عام 1980م ولكنه تعرض إلى ضربة قوية من السلطات
الإيرانية، حيث أعدم الكثير من مؤسسيه، وأجبر بعضهم على الخروج من البلاد
نتيجة تعرضهم لملاحقة الأجهزة الأمنية، وبقي التجمع يعمل بشكل سري. ومن
أبرز العلماء الذين ساهموا في إنشاء هذا المجلس العلامة الشيخ عزالدين
الحسيني، الشخصية الإسلامية الكردية المعروفة والذي يعيش حاليا في المهجر
بسبب ملاحقة السلطات الإيرانية له.

كما يوجد في الساحة الكردية أيضا العديد من العلماء و
الشخصيات الإسلامية التي تميل إلى المنهج السلفي، ولها شعبية وأثر واضح في
الساحة، ولكنها تعمل بشكل فردي، ومن هذه الشخصيات، على سبيل المثال، الشيخ
أيوب كنجي، والشيخ حسن زارعي، والشيخ حسين الحسيني، وغيرهم، وهؤلاء أغلبهم
معتقلون في السجون الإيرانية بتهمة حملهم أفكاراً وهابية، حسب زعم السلطات
الإيرانية التي تعتبر السلفية جماعة وهابية يجب مطاردتها وتصفية كل من
ينتمي لها.

حركات البلوش والتركمان

*لكن ماذا عن الإسلاميين من غير الأكراد؟

ــ موجودون في الشرق وتحديداً في إقليم (سيستان وبلوشستان)
حيث موطن السنة البلوش، والحركة هناك تتوزع بين تيارين رئيسيين، هما:
التيار السلفي، وجماعة التبليغ والدعوة، ويعود نشاط الحركة الإسلامية في
إقليم بلوشستان إلى مرحلة بعيدة حيث يعد هذا الإقليم المنطقة الوحيدة في
إيران التي لم تتمكن التيارات العلمانية من إيجاد قاعدة لها فيه، وذلك بفضل
النشاط الإسلامي الواسع للعلماء والحركات الإسلامية في هذه المناطق.

وقد لعب علماء هذه المنطقة دورا كبيرا في مقارعة نظام الشاه
السابق وإسقاطه، ومن بين هؤلاء العلماء الكبار كان المرحوم مولوي عبد
العزيز ملا زاده، (الذي تم اعتقاله عقب انتصار الثورة الإيرانية ضمن
أربعمائة عالم دين ومثقف سني، بتهمة تأسيسهم شورى المسلمين السنة "شمس"
وبعد إطلاق سراحه أسس الحركة المحمدية السنية)، والمرحوم الدكتور مولانا
عبد العزيز كاظمي ، والمرحوم الشيخ مولوي حبيب الله حسين ، والمرحوم الشيخ
مولوي عبد الستار، والمرحوم مولوي عبد الملك ملا زاده، والمرحوم العلامة
محمد سربازي، وهؤلاء كلهم إما اعدموا وإما تم اغتيالهم على يد نظام
الجمهورية الإيرانية. ولكن هذا القمع لم ينهي دور الحركة الإسلامية وعلماء
الدين في بلوشستان، بل على العكس من ذلك نجد اليوم أن الحركة الإسلامية
نشطة جدا في هذه المنطقة.

ويوجد اليوم في بلوشستان تنظيمات إسلامية عديدة، ومن أبرزها يمكن ذكر:

1- حزب الفرقان، الذي تأسس عام 1996م على يد الشيخ جليل
قنبر زهي شه بخش، ويعد الحزب من أبرز الحركات المنضوية تحت لواء التيار
السلفي.

2- حركة جند الله، بزعامة الشيخ عبد المالك ريكي، وقد تأسست
عام 2002م وهي من الحركات السلفية التي تعمل لرفع الظلم ونيل حقوق أهل
السنة عامة والشعب البلوشي خاصة، وقد تمكنت الحركة خلال هذه الفترة القصيرة
من عمرها من أن تحظى بقاعدة جماهيرية واسعة بين البلوش وأهل السنة عامة.

3- حركة الجهاد الإسلامي، بزعامة صلاح الدين البلوشي، وقد
تأسست قبل عامين تقريبا ولها نشاط ملموس في بلوشستان. والى جانب هذه
الحركات توجد جماعات وحركات أخرى تنشط في الإقليم وجميعها تعمل لهدف واحد
هو رفع الظلم والتمييز الطائفي والقومي عن الشعب البلوشي وأهل السنة عامة .


هل ثمة دور حركي للتركمان السنة في إيران؟

ــ في محافظة (تركمنصحرا) شمال شرق إيران حيث أغلب السكان
من التركمان السنة، فإن السائد في تلك المنطقة هو تيار التصوف على الطريقة
الجيلانية، والنشاط الإسلامي في تلك المنطقة يتمثل بدور المدارس الدينية
التي يديرها المشايخ والعلماء، وعلى الرغم من وجود أكثر من مليون ونصف
المليون مسلم سني في تركمنصحرا إلا أن المنطقة لم يعلن فيها عن وجود تنظيم
إسلامي سياسي . والأمر كذلك في إقليم خراسان حيث يوجد ما يقارب المليون
مسلم سني من أصول عربية وطاجيكية وأزبكية، فلا يوجد تنظيم أو حركة سياسية
للسنة في تلك المنطقة ، والولاءات في تلك المنطقة تتوزع بين التيار السلفي
والصوفية والإخوان.

ويتعرض أهل السنة في خراسان كغيرهم من أبناء السنة في إيران
إلى تمييز واضطهاد شديد، وقد تعرض العديد من علماءهم ودعاتهم إلى الاعتقال
والإعدام والاغتيال، ومن جملة من أعدم أو اغتيل من علماء تلك المنطقة هم :
الشيخ مولوي عبد العزيز الله ياري، والشيخ مولوي نور الدين غريبي، والشيخ
موسى كرمي، والأخير كان إمام وخطيب جامع الشيخ فيض المعروف في مدينة مشهد
والذي تم هدمه عام 1993م بأمر من مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي.

الحركة السنية في الأحواز

بالنسبة لأهل السنة في المناطق الجنوبية على الساحل الشمالي
والشرقي للخليج العربي، وفي جزره المأهولة، فإن السائد في تلك المناطق
المنهج السلفي وجماعة الدعوة والتبليغ، ولا يوجد نشاط لحركة إسلامية منظمة
في تلك المنطقة. ويجري العمل الدعوي فيها بواسطة الدعاة والمشايخ الذين
يديرون نشاطهم من خلال المدارس الدينية حيث تكمن الزعامة الدينية هناك في
مدرسة الشيخ سلطان العلماء، التي مركزها ميناء "لنجة" وعلى الرغم من سلمية
العمل الدعوي وابتعاد أهل السنة في تلك المنطقة عن العمل الحزبي والسياسي
إلا أنهم لم يسلموا من الأذى والاضطهاد حيث كان مسجد الجامع في ميناء
"لنجة" قد تعرض إلى هجوم من قبل الحرس الثوري الإيراني أوائل الثمانينيات
وجرت فيه مذبحة راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى من المصلين
والمعتكفين.

وفيما يتعلق بإقليم الأحواز العربي فالنشاط الإسلامي الحركي
فيه حديث النشأة، ولم يتمكن بعد من ترسيخ وجوده بالشكل الذي هو عليه في
المناطق الكردية و البلوشية والمناطق السنية الأخرى، حيث أن الشعب في
الأحواز غالبيته على المذهب الشيعي (رغم أن الأحواز إلى زمن غير بعيد كانت
سنية وكانت مركزاً للمعتزلة)،كما أن الوجود السني في الأحواز إلى ما قبل
الثورة الإيرانية لم يكن له عمل مؤسساتي أو طموح سياسي يدفعه للعمل الحركي.


وبعد سقوط الشاه وقيام نظام الثورة زادت السلطات الإيرانية
من ضغوطها على عرب الأحواز، وأخذت تعمل على إلغاء هويتهم العربية، وبدأت
تستعمل الخرافات والطقوس الصفوية بشكل واسع، من أجل الهيمنة الفكرية
والثقافية على الشعب الأحوازي، إلا أن هذه السياسة أوجدت انقلابا فكريا
وعقائديا في الوسط الأحوازي، أو ما يمكن تسميته بعملية العودة إلى الجذور
والانتماء إلى الفكر الإسلامي السني الذي كان سائدا في الإقليم إلى ما قبل
القرن التاسع الهجري.

ولكن رغم ذلك لم تتبلور بعد حركة إسلامية يمكن أن تكون
بمستوى الحركات الإسلامية في بلوشستان أو كردستان ليكون لها منهج وأطر
فكرية محددة، وذلك بسبب جملة من العوائق، منها طبيعة الصراع وشدة القمع
الذي تمارسه السلطات الإيرانية والتي قامت باعتقال إمام أهل السنة في
الإقليم "الشيخ عبد الحميد الدوسري" وأصدرت ضده حكما بالسجن سبع سنوات،
وأغلقت جامع الإمام الشافعي المسجد الوحيد لأهل السنة في الإقليم‘ إضافة
الى الاعتقالات والإعدامات في صفوف العديد من النشطاء الإسلاميين . فكل هذه
العوامل وغيرها شكلت عائقًا إلى الآن في تكوين حركة ذات منهج إسلامي واضح ،
فما هو موجود حاليًا نوعًا من التزاوج الفكري بين العروبة والإسلام.

المشارب الفكرية للحركات السنية

*ماذا عن المشارب الفكرية للإسلاميين السنة؟ وهل من أدبيات أو كتب معينة يتداولونها؟

ـ المناهج والمشارب الفكرية الرائجة بين أهل السنة في
إيران، تتمثل في: السلفية، والتبليغ والدعوة، والإخوان المسلمون، والصوفية.
والكتب والأدبيات المتداولة بين أتباع هذه المناهج والتيارات الفكرية هي
ذات الكتب الدينية المتداولة في البلاد الإسلامية، فاغلب علماء أهل السنة
في إيران هم خريجو الجامعات الإسلامية في المدينة المنورة وباكستان
والأزهر، ويدّرسون تلاميذهم ذات الكتب والأدبيات التي قرءوها وتعلموها
هناك، والجدير بالذكر ان أغلب سنة إيران هم أحناف و شوافع (نسبة إلى مذهب
الإمام الشافعي).

*ماذا عن الفكر الجهادي، وما مدى تواجده أو انتشاره بين هذه الحركات؟

ـ في الواقع فإن أغلب علماء ودعاة السنة في إيران ورغم
اختلاف مناهجهم، إلا أنهم دائما يؤكدون على الوسطية، ويحثون على الابتعاد
عن التطرف، ولا يوجد من العلماء أو المثقفين الإسلاميين البارزين من يدعو
إلى التشدد. ولولا حكمة وصبر هؤلاء العلماء والمثقفين الملتزمين لانفجرت
الأمور، ودخلت إيران في دوامة حرب طائفية وقومية لا يعلم عقباها إلا الله،
حيث أن الظلم والاضطهاد الذي يمارسه النظام على أهل السنة والقوميات غير
الفارسية ليس له مثيل.

*ما هي أبرز مؤسسات العمل الإسلامي الرسمي؟

ـ أهم وأكبر مسجد ومدرسة دينية لأهل السنة هناك، هو الجامع
"المكي" إضافة إلى جامعة "دار العلوم الإسلامية" التي توجد في مدينة زاهدان
مركز إقليم بلوشستان.

*بشكل عام، ماذا عن المساحة المتاحة لتحرك المنظمات والهيئات السنية، دعوياً وتنظيمياً؟

ـ هذه الجماعات جميعها ممنوعة من العمل، بل ومطاردة من قبل
النظام، وعملها يتم بشكل سري، حتى المدارس والجوامع المرخص لها بالعمل في
مناطق ذات الأغلبية السنية هي أيضاً مراقبة من قبل الأجهزة الأمنية، ولا
يسمح لها بالعمل إلا في حدود ما يدخل ضمن قائمة المسموحات التي وضعتها
وزارة الثقافة والإرشاد، وفي بعض المناطق السنية في غرب وشمال إيران هناك
ما يسمى "المركز الإسلامي الكبير" وهو عبارة عن مركز حكومي تأسس بإشراف
وزارة الأمن (الإطلاعات) مهمته الإشراف على مناهج التعليم في المدارس
الدينية والنشاط الدعوي لأهل السنة، ومن يحاول العمل بعيداً عن البرامج
التي وضعها المركز المذكور فانه يعتقل ويحاكم، وهذا ما حصل مع العديد من
علماء ودعاة أهل السنة في المحافظات الكردية وفي خراسان وبلوشستان، فهناك
الآن العديد من علماء ودعاة ومثقفي أهل السنة من أبناء هذه المناطق يقبعون
في المعتقلات والسجون، ومنهم على سبيل المثال :الشيخ عبد العلي خير شاهي،
من علماء خراسان، والشيخ أيوب كنجي من كردستان، والشيخ أحمد ناروئي من
إقليم بلوشستان، والشيخ عبد الحميد الدوسري من إقليم الأحواز، و غيرهم
الكثير من العلماء والدعاة المعتقلون حاليا في السجون الإيرانية.

العلاقات البينية للحركات السنية

*هل من سبيل للتعاون بين الحركات السنية؟ أم أن كل من هذه الجماعات تعمل بشكل انفرادي؟

ــ على مستوى العلماء والمفكرين ربما يوجد شيء من هذا
القبيل، فبعد إسقاط نظام الشاه وانتصار (ثورة الشعوب) تأسس لأول مرة تجمع
إسلامي سني موحد في إيران سمي "شورى المسلمين السنة – شمس"، وقد شارك فيه
كبار علماء ومثقفي السنة بمختلف قومياتهم، الكردية والبلوشية والعربية
والتركمانية والفارسية، و لكن النظام لم يرق له ذلك فقام بضرب هذا التجمع
واعتقل المئات من أعضائه وأعدم واغتال بعضهم، وأضطر بعضهم الآخر إلى
الهجرة.

بعد ذلك لم نشهد عمل جماعي موحد وأصبحت الحركات الإسلامية
يعمل كل منها حسب طبيعة وضع الأجواء العامة في المنطقة التي ينشط فيها.
وأوضاع المناطق السنية تختلف ما بين الواحدة والأخرى، ولكن في المحصلة هناك
اتفاق عام ما بين الحركات الإسلامية السنية على الحقوق التي تطالب بها وإن
اختلف أسلوب كل منها في العمل على تحقيق هذه المطالب.

*هل تجد الحركات السنية من تتعاون معه من بين شيعة إيران، في ظل أرضية مشتركة للتفاهم؟

ـ الحركات السنية خطابها إسلامي شمولي موجه إلى جميع
الإيرانيين، بمختلف قومياتهم ومذاهبهم، ودائما تنادي بالوحدة الوطنية كأساس
للوحدة الإسلامية، ولكن المشكلة في الطرف الآخر، وهو أن الحركات
والتنظيمات (غير السنية) الموجودة في الساحة موالية للنظام وتعمل في إطار
سياسته ، وهي غير قادرة على فصل خطابها وعملها عن خطاب هذا النظام.

وحتى التيار الإصلاحي الذي يقوده الرئيس السابق محمد خاتمي،
لم يسعى إلى خلق أرضية مشتركة مع الحركة الإسلامية السنية، على الرغم من
حديثه عن حقوق السنة واعترافه بمعاناتهم، ولكن هذا الكلام يأتي في إطار
الشعارات الانتخابية، ولم يعمل لتجسيده على أرض الواقع، ومع ذلك نجد أن بعض
الحركات الإسلامية كجماعة "الدعوة والإصلاح" مثلا عملت جادة على بناء جسور
مع بعض تنظيمات التيار الإصلاحي، ولكنها فشلت في تغيير موقف تلك التنظيمات
من الحركة الإسلامية السنية.

العلاقة مع الإسلاميين العرب

*هل تلحظ تشابه ما بين إسلامي إيران وامتداداتهم الحركية في العالم العربي والإسلامي؟

ـ طبيعي أن الخطاب الإسلامي هو خطاب موحد بالأساس، ولكن
اختلاف القضايا من بلد إلى آخر هي التي تميز أحيانا بين أولويات خطاب
الحركات الإسلامية. فبينما نجد أن الخطاب الإسلامي الحركي في بلدان الخليج
العربي يركز على البناء القيمي والاجتماعي ويأخذ طابع النصح والإرشاد، نجده
في مكان آخر يحمل طابعًا سياسيًا وثوريًا أحيانًا ، كما هو حاصل في
باكستان وأفغانستان والعراق أو مصر والسودان وغيرها، حيث أن أغلب مناطق سنة
إيران في الشرق والغرب والجنوب والشمال هي مناطق حدودية، وأغلب الدول
المحاذية لهذه المناطق تشهد حراكاً إسلامياً شديداً، ولهذا لا يمكن أن نقول
إن سنة إيران بعيدين عن هذا الحراك أو أنهم غير متأثرين به.

* كيف النظام الإيراني علاقته بهذه الحركات والمنظمات المنتشرة في أنحاء البلاد والمختلفة معها مذهبياً؟

ـ في الواقع لا توجد أي علاقة بين النظام الإيراني والحركات
الإسلامية، فهناك قطيعة كاملة بسبب أن النظام يرفض إعطاء التراخيص لأي
حركة سنية، رغم منحه تراخيص لأحزاب وتنظيمات فارسية قومية متطرفة، كحزب
"بان ايرانيسم"، و"حزب الأمة الإيرانية"، و"الجبهة الوطنية" وغيرهم، فنظرة
النظام للحركات الإسلامية السنية نظرة عدائية واستئصاليه.

كما أن النظام يعتبر هذه الحركات غير إسلامية أصلاً باعتبار
أنها لا تؤمن بنظرية ولاية الفقيه، وهذا هو الشرط الأول والأساس الذي وضع
لمنح التراخيص للجمعيات والحركات الراغبة بالعمل الثقافي أو السياسي..
فجميع الحركات السنية غير مرخصة، وتعمل بشكل سري، ويقوم النظام بملاحقتها
وقمعها.

وأود أن أشير إلى أن حركة الدعوة والإصلاح (إخوان إيران) هي
الحركة الوحيدة التي تعمل بشكل علني ولكنها لم تحصل على ترخيص رسمي بعد،
وعملها يتم تحت غطاء غض النظر. وقد سمح النظام بالنشاط البسيط لهذه الجماعة
لاعتبارات سياسية، داخلية وخارجية، منها أن الجماعة منضوية تحت لواء ما
يسمى بالتيار الإصلاحي، ولديها أعضاء منتمين لـ "منظمة مجاهدي الثورة
الإسلامية" صاحبة النفوذ في السلطة، ثانيا أن للنظام تربطه علاقات طيبة
بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، كما أن سياسة هذه الجماعة في التعاطي مع
غطرسة النظام ضد أهل السنة قائمة على مجرد العتاب، وليس النقد الحازم أو
الإدانة الصريحة، ومع الأسف فإن الجماعة تبرر مواقفها هذه بالقول أنها
جماعة ملتزمة بمنهج الوسطية، بعيدة عن التطرف وإثارة الخلافات!! وكأن
الوسطية تمنع قول الحق والدفاع عن المظلوم!!. ولهذه الأسباب يغض النظام
الطرف بعض الشيء عن نشاط جماعة الدعوة والإصلاح.

تعدد المضايقات من قبل الدولة

*فما هي أبرز المضايقات التي تستهدف بها الدولة هذه الحركات والمنظمات؟

ـ بشكل عام، فإن الحركات الإسلامية السنية مستهدفة ومطاردة
من قبل النظام، وقد أعدم العديد من أعضاء هذه الحركات بدعوى إنها حركات غير
قانونية ومخالفة للنظام. ومن جملة من أعدم مؤخراً من أبناء هذه الحركات:
الشيخ عبد القدوس ملازهي، مدير مدرسة "دار الفرقان" الدينية في مدينة
إيرانشهر في إقليم بلوشستان، والشيخ محمد يوسف سهرابي، وهو أيضا أستاذا في
المدرسة المذكورة، وقد جرى إعدامهما في شهر إبريل نيسان 2008م بتهمة مساندة
حركة "جند الله"، وفي نوفمبر الماضي اغتالت عناصر منسوبة إلى الاستخبارات
الإيرانية الشيخ علي دهواري، وهو أحد العلماء البارزين بمدينة سيروان في
بلوشستان.

*في ظل هذا التضييق الحاصل، كيف يعمل الإسلاميون؟

ـ أولا أريد أؤكد أن التضييق والملاحقة أمر قائم ويمارس
بأشكال مختلفة، وآخر ما قام به النظام الإيراني في هذا الإطار هو القرار
المجحف والظالم الذي أصدره ما يسمى بالمجلس الأعلى للثورة الثقافية، الذي
يترأسه رئيس النظام محمود أحمدي نجاد، والذي قرر في جلسته رقم 613 التي
عقدت بتاريخ 8 / 8 / 86 هـ.ش (التاريخ الإيراني) الموافق 28 كانون الأول
2007م، والذي قضى بتشكيل لجنة حكومية تقوم بالتخطيط ووضع المناهج التعليمية
والإدارية للمدارس الدينية السنية.

وهذه اللجنة جميع أعضاءها من ملالي النظام وليس فيهم أحد من
علماء السنة، وفي شهر سبتمبر الماضي وجه حوالي عشرون مندوبا سنيا في
البرلمان الإيراني رسالة إلى الرئيس الإيراني انتقدوا فيها هذا القرار
واعتبروه تدخلا في الشؤون الدينية لأهل السنة، واعتبروا القرار فيه تمييز
طائفي صريح لكونه لا يشمل الحوزات الدينية الشيعية التي لا تخضع لسلطة
الحكومة وتدفع باستقلاليتها.

كما أن رئيس جامعة دار العلوم الإسلامية في إقليم بلوشستان
وأبرز علماء أهل السنة في إيران سماحة العلامة الشيخ عبد الحميد قد انتقد
بشدة هذا القرار، ووجه خطابا شديدا للمسؤولين في النظام قال فيه : "نحن
إيرانيون، ويجب أن تكون لنا الحقوق المدنية والسياسية الكاملة، ومن حقنا أن
نطالب بالعدل والمساواة. لسنا معادين للنظام، فلماذا هذا التمييز؟!". وقد
هدد بمقاطعة السنة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة إذا واصل
النظام سياسته ضد أهل السنة وإصراره على تنفيذ القرار المذكور.

هذا ناهيك عن ما قام به النظام خلال العقود الثلاثة الماضية
من هدم وإغلاق عشرات المساجد والمدارس الدينية لأهل السنة في مختلف
المناطق الإيرانية. في ظل مثل هذه الأجواء يعمل الدعاة والعلماء والحركيون
الإسلاميون وهم يلاقون مشقة ومصاعب عديدة وكأنهم يعملون في ظل نظام شيوعي
وليس في ظل نظام يزايد على جميع دول وأنظمة العالم الإسلامي بإسلاميته!!.

https://taamelbyot.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى