مفارقات بين خطابي الرئيسين «المخلوع» و«المنتخب» في ذكرى جمعة الغضب

الإثنين 28 يناير 2013


محمد مرسى - محمد حسنى مبارك الرئيس السايق
سمة مصطفى

بضع ساعات هي الفارق بين كل من "الخطاب الأول" للرئيس السابق
مبارك وقت اندلاع أحداث الثورة المصرية في الثامن والعشرين من يناير 2011
"جمعة الغضب"، وخطاب الرئيس محمد مرسي، بعد اندلاع أحداث العنف في البلاد،
مساء السابع والعشرين من يناير 2013 ، ليلة الذكرى الثانية لـ"جمعة الغضب".



11 دقيقة وبضع ثوان هي مدة كل من الخطابين اللذين جمعا بينهما نقاط
تشابه كثيرة، وأهداف عديدة أولها محاولة السيطرة على أعمال "العنف والشغب"
الواقع في أنحاء البلاد.



كانت المقدمة لخطاب كل من الرئيسين، السابق والحالي، لا تختلف كثيرا،
فمن "أيها الإخوة المواطنين" إلى "أبناء الشعب المصري العظيم"، مؤكدين على
حرية التظاهر السلمي والتعبير عن مطالب المصريين، متهمين بعض الجهات التي
"تسترت وراء التظاهرات" و"اعتلت موجة التظاهرات"، أدت إلى تهديد "الأمن
العام"، و"أمن الموطنين".



كما أسف الرئيسان على سقوط الضحايا والشهداء في صفوف المتظاهرين
والشرطة؛ "أسفت كل الأسف من سقوط ضحايا أبرياء من المتظاهرين وقوات الشرطة"
في خطاب مبارك، و"عزائي لكل المصريين لمصابنا الحزين في الأرواح التي
أزهقت من أبناء الشعب المصري من المدنيين والشرطة" في خطاب مرسي.



حاول كل من الخطابين التأكيد على "عدم سلمية التظاهرات" وضرورة "احترام الحرية والقانون".



رأى مبارك ومرسي في خطابهما أن دور الشرطة كان مهما في الحفاظ على
المواطنين وحمايتهم ضد أعمال العنف، فمن جانبه قال مبارك: "لقد دعوت
الحكومة لتنفيذ هذه التعليمات، وكان ذلك واضحا في تعامل قوات الشرطة مع
شبابنا فقد بادرت إلى حمايتهم في بداياتها احتراما لحقهم في التظاهر
السلمي، طالما تم في إطار القانون"، أما الرئيس محمد مرسي، أكد في خطابه
أمس "إني أتوجه لرجال الشرطة بالشكر على الجهود الكبيرة التي بذلوها في
الدفاع عن المواطنين، وعن مؤسسات الدولة، وما زالوا يفعلون" مطالبين الشعب
المصري بالوقوف ضد هذه التصرفات وأعمال الشغب الـ"غريبة على الشارع
المصري".



وطالب الرئيسان "مرسي ومبارك"، شعب مصر العظيم بالحفاظ على مقدرات الوطن ومراعاة الصالح العام، والتصدي لأعمال العنف.



وأكد الاثنان عدم تهاونهما في ما يحدث من أعمال عنف وشغب، فقال «مبارك»
في خطابه "إنني لن أتهاون في اتخاذ أي قرارات تحفظ لكل مصري ومصرية أمنهم
وأمانهم، وسوف أدافع عن أمن مصر واستقرارها، وأمان شعبها فتلك هي المسؤولية
والأمانة التي أقسمت يمينا أمام الله والوطن بالمحافظة عليها".



وبكلمات مختلفة أكد المعنى ذاته «مرسي» قائلا: "وأصدرت تعليماتي إلى
رجال وزارة الداخلية وبكل وضوح بالتعامل بمنتهى الحزم والقوة مع من يعتدي
على أمان المواطنين وأرواحهم ومنشآت الدولة والممتلكات العامة والخاصة".



كان "الحوار الوطني" هو الدعوة التي وجهها مبارك ومرسي إلى جموع الشعب المصري والقوى الوطنية.





"طلبت من الحكومة التقدم باستقالتها اليوم، وسوف أكلف الحكومة الجديدة
اعتبارا من الغد بتكليفات واضحة ومحددة للتعامل الحاسم مع أولويات المرحلة
الراهنة".. هذا ما قرره مبارك في نهاية خطابه عشية جمعة الغضب 2011.



بينما قرر الرئيس محمد مرسي، في ليلة الذكرى الثانية لجمعة الغضب،
"إعلان حالة الطوارئ في نطاق محافظات بورسعيد والسويس والإسماعيلية لمدة
ثلاثين يوما، ويحظر التجوال في نطاق هذه المحافظات طوال مدة إعلان حالة
الطوارئ".



وختاما كانت "الدعوة لمصر" بحفظها وسلامة أراضيها وحفظ أهلها، هي القاسم المشترك لخطابي "جمعة الغضب"