حين وقع شيخ المجاهدين عمر المختار في الأسر، سأله القائد الإيطالي غراتسياني: "كم يوماً ستحتاج لترتيب استسلام رجالك؟"
فرد المختار: نحن لن نستسلم ننتصر أو نموت، ولا تظن أنها النهاية، سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه، أما أنا فإن حياتي ستكون أطول من حياة شانقي!"
ذلك الرد المليء باليقين والأنفة، يذكرني بكل حرف من حروفه بالجيل الفلسطيني الذي يخوض حالياً المعركة نيابة عن الجميع، إنه الجيل الذي كانوا يعيبون عليه استهتاره وعدم اهتمامه بقضايا أمته، ليثبت أنه القضية ذاتها، والأمة كلها، والشموس التي لن يختفي نورها ولن تأفل، ورغم أعمارهم القصيرة، فإن حياتهم ستظل أطول من حياة قاتلهم، فالتاريخ سيذكر ضياء حمارشة ورعد حازم وعمر أبو ليلى وأحمد جرار وباقي الأبطال الذين ارتقوا دفاعاً عن وطنهم، لكن الخفافيش التي قتلتهم ستبقى نكرة لن يذكرها التاريخ ولا الجغرافيا ولن يذكروا حتى في حصص الفراغ !
هذا الجيل الحر أعاد الحق إلى صوابه، وأكد أن المرتجفين والمنبطحين سينفقون تطبيعهم في السراب ثم يكون عليهم حسرة ومذلة، هذا الجيل أثبت أن على العدو الغاصب أن يحاربه ثم يحارب الأجيال التي تليه، ولن يجد فرصة لالتقاط النفس، أو التأمل بهدوء الحياة، أو الجلوس على عتبة الأمان يوماً!
هذا الجيل لم يدافع عن بلده وحسب، بل أنه بعث الكرامة فينا من جديد، وتركنا في صراع دائم مع ضمائرنا لنرفض الظلم أينما كان، وننصر الحق أينما وجد، هذا الجيل دلنا على أنفسنا التي ضيعناها في طرق لا طائل منها، وصرفناها على أشياء لا قيمة لها!
هذا الجيل ظاهر على الحق ولن يضره من خذله، وقد أثبت دون شك أن حب فلسطين مكون رئيسي في حليب الأمهات تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل، ورغم كل الأسى الذي يعيشه إلا أنه يعيش الحياة على النحو الذي تريده الحياة، فهو يحب ويتزوج ويواكب الموضة، ويعيش التفاصيل مثلنا تماماً، أو أننا نحن الذين نتعلم كيف نعيش مثلهم، وكيف نبتسم في وجه الدمعة فنغيظها، وكيف نقذف بالحق على الباطل فندمغه!
هذا الجيل لن تثنيه القنابل ولن تخيفه البنادق ولن يوقفه الرشاش، هذا الجيل الذي كلما ظن العدو الغاصب أنه قتله يتبين له أن قد عاش!
فرد المختار: نحن لن نستسلم ننتصر أو نموت، ولا تظن أنها النهاية، سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه، أما أنا فإن حياتي ستكون أطول من حياة شانقي!"
ذلك الرد المليء باليقين والأنفة، يذكرني بكل حرف من حروفه بالجيل الفلسطيني الذي يخوض حالياً المعركة نيابة عن الجميع، إنه الجيل الذي كانوا يعيبون عليه استهتاره وعدم اهتمامه بقضايا أمته، ليثبت أنه القضية ذاتها، والأمة كلها، والشموس التي لن يختفي نورها ولن تأفل، ورغم أعمارهم القصيرة، فإن حياتهم ستظل أطول من حياة قاتلهم، فالتاريخ سيذكر ضياء حمارشة ورعد حازم وعمر أبو ليلى وأحمد جرار وباقي الأبطال الذين ارتقوا دفاعاً عن وطنهم، لكن الخفافيش التي قتلتهم ستبقى نكرة لن يذكرها التاريخ ولا الجغرافيا ولن يذكروا حتى في حصص الفراغ !
هذا الجيل الحر أعاد الحق إلى صوابه، وأكد أن المرتجفين والمنبطحين سينفقون تطبيعهم في السراب ثم يكون عليهم حسرة ومذلة، هذا الجيل أثبت أن على العدو الغاصب أن يحاربه ثم يحارب الأجيال التي تليه، ولن يجد فرصة لالتقاط النفس، أو التأمل بهدوء الحياة، أو الجلوس على عتبة الأمان يوماً!
هذا الجيل لم يدافع عن بلده وحسب، بل أنه بعث الكرامة فينا من جديد، وتركنا في صراع دائم مع ضمائرنا لنرفض الظلم أينما كان، وننصر الحق أينما وجد، هذا الجيل دلنا على أنفسنا التي ضيعناها في طرق لا طائل منها، وصرفناها على أشياء لا قيمة لها!
هذا الجيل ظاهر على الحق ولن يضره من خذله، وقد أثبت دون شك أن حب فلسطين مكون رئيسي في حليب الأمهات تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل، ورغم كل الأسى الذي يعيشه إلا أنه يعيش الحياة على النحو الذي تريده الحياة، فهو يحب ويتزوج ويواكب الموضة، ويعيش التفاصيل مثلنا تماماً، أو أننا نحن الذين نتعلم كيف نعيش مثلهم، وكيف نبتسم في وجه الدمعة فنغيظها، وكيف نقذف بالحق على الباطل فندمغه!
هذا الجيل لن تثنيه القنابل ولن تخيفه البنادق ولن يوقفه الرشاش، هذا الجيل الذي كلما ظن العدو الغاصب أنه قتله يتبين له أن قد عاش!