إبراهيم الفقي من ماسح الصحون لرائد التنمية البشرية

كتب – علي عبد الودود:
"أحياناً يغلق الله أمامنا باباً لكي يفتح لنا آخر أفضل منه، ولكن معظم الناس يضيعون تركيزهم وأوقاتهم وطاقاتهم في النظر إلى الباب الذي أغلق بدلا من باب الأمل الذي انفتح أمامه على مصراعيه.. إذا كنت مع الله فأنت مع الأغلبيه المطلقة، ابتسم فسبحان من جعل الابتسامة في ديننا عبادة وعليها نؤجر.. لا تبصق في البئر فقد تشرب منه يوما سامح أعداءك ..ولكن إياك أن تنسى أسماءهم.. لا تشعل نارا تعجز عن إطفائها".

جزء من كلمات للدكتور الراحل إبراهيم الفقي، خبير التنمية البشرية، ذات معنى عميق طرحها في حياته بأسلوبه الشيق النابع من بساطة شخصيته، المصحوبة بابتسامة مرسومة دائما على وجهه، وأصابع تشير إلى التفاؤل، خطف بها الأنظار إليه، ليخلق جمهورا واسعا لعلم حديث "التنمية البشرية" ولد في مصر والعالم العربي على يديه، ليصبح خبيرا دوليا في هذا المجال.
نشأته
ولد الفقي في مثل هذا اليوم 5 أغسطس من عام 1950 في مدينة أبوالنمرس التابعة لمحافظه الجيزة، حتى شب على حب الرياضة ليمارس لعبة تنس الطاولة، وحصل على بطولة الجمهورية فيها لعدة سنوات، ومثل مصر في بطولة العالم لتنس الطاولة بألمانيا الغربية عام 1969.
تزوج الراحل من السيدة أمال الفقي في

عام 1974 وأنجب منها بنتين نانسى، ونرمين.
رحلة كفاح
بدأ الدكتور إبراهيم الفقي حياته العملية ليصل إلى مدير قسم بفندق فلسطين بالإسكندرية ووصل إلى الدرجة الثالثة وهو في سن الخامسة والعشرين، ثم قرر الهجرة إلى كندا لدراسة علم الإدارة فعمل بأحد الفنادق الفرنسية بكندا يغسل الصحون بأجر بسيط.
وانتقل ليعمل مساعدا لحامل الطاولات ثم عمل حارسا ليليا لإحدى المنشآت، وحاملا للمقاعد بأحد الفنادق، من أجل أن يساعده دخله في الاجتهاد لتحقيق طموحاته وأحلامه.
واصل العالم الراحل دراسته أثناء عمله ليحصل حينها على الدبلوم في إدارة الفنادق، ليتدرج في المناصب حتى وصل إلى المدير العام لعدة فنادق كبرى في مونتريال بكندا.
وأسس الفقي خلال مسيرته مجموعته التي ترأس مجلس إدارتها "إبراهيم الفقي العالمية"، ثم شركة "كيوبس العالمية" (CIS)، ومؤسس علم قوة الطاقة البشرية Power Human Energy PHE، وعمل مدرس متقدم في التنويم بالإيحاء في المؤسسة الأمريكية للتنويم والكندية.
وأصبح الدكتور إبراهيم الفقي بعد رحلة طويلة من الكفاح خبيرا للتنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية ورئيس مجلس

إدارة المعهد الكندي للبرمجة اللغوية ومؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات إبراهيم الفقي العالمية، والحاصل على درجة الدكتوراه في علم الميتافيزيقا من جامعة ميتافيزيقا بلوس انجلوس بالولايات المتحدة, ومؤلف علم ديناميكية التكيف العصبي وعلم قوة الطاقة البشرية.
أهم إنجازاته
تدرب على يدي الدكتور الفقي أكثر من 700 ألف شخص في محاضراته التي ألقاها في أنحاء العالم, بثلاث لغات: "الإنجليزية, والفرنسية, والعربية".
مؤلفاته
ألف الفقي كتبا ترجمت باللغات الانجليزية والفرنسية والعربية والكردية والأندونيسية, منها كتب "قوة التفكير، الأسرار السبعة للقوة الذاتية، البرمجة اللغوية العصبية وفن الاتصال اللامحدود، المفاتيح العشرة للنجاح، قوة التحكم في الذات، سيطر على حياتك، سحر القيادة، كيف تتحكم في شعورك وأحاسيسك، أسرار وفن اتخاذ القرار، الطريق إلى النجاح، الطريق إلى الأمتيا، أيقط قدراتك واصنع مستقبلك".
بالإضافة إلى مؤلفات له تم نسخ بعضها على اسطوانات منها:"مواد مرئية، المفاتيح العشرة للنجاح، قوانين العقل الباطن، فن وأسرار اتخاذ القرار، قوة التحكم في الذات، قوة الثقة في النفس، قوة الحب والتسامح، شرائط سمعية، اللقاء المفتوح مع إبراهيم الفقي، البرمجة اللغوية العصبية، وتطبيقاتها في حياتنا العملية، نجاح بلا حدود".
وفاته
توفى الدكتور إبراهيم الفقي فجر يوم الجمعة الموافق 10 فبراير من عام 2012 عقب اندلاع حريق بشقته بمدينة نصر في محافظة القاهرة، أصيب على إثرها باختناق شديد فارق الحياة بعدها مباشرة، وتوفيت شقيقته"فوقية"، والخادمة الخاصة بهما "نوال" في ذات الحادث.
وكان الفقي قبل وفاته ينوي العودة إلى كندا للحاق بزوجته والعيش هناك إلى أن الأقدار لم تهمله لتحقيق ذلك.