الشجرة العائلية لبعض القبائل المعروفة في الجنوب الجزائري
شجرة لكل العوائل الجزائرية
هم بنو كُتام -بن برنس-بن برّ- بن سفگو- بن أبزج- بن حناح- بن وليل- بن شراط- بن تام- بن دويم-بن دام – بن مازيغ - بن هراك – بن هريك - بن بديان- بن كنعان- بن حام - بن نوح عليه السلام- بن لَمَك- بن متوشالَح-
بن خنوخ (إدريس) عليه السّلام- بن يارد - بن مَهَلاليل - بن قينان -
بن أنوش وهو يانش - بن شيث (هبة الله) عليه السّلام- بن آدم-عليه السّلام
قال بن خلدون: هذا القبيل من قبائل البربر بالمغرب، وأشدهم بأساً وقوةً، وأطولهم باعاً في الملك، عند نسابة البربر من ولد كُتام - بن برنس، ويقال كُتَم .
وكانت مواطِنُهُم بِعمالَة قَسَنطينة من بلاد المغربِ الأوسَطِ، وهُوَ الجزائر. قال الإدريسي: وبقرب سطيف جبل يسمى إِكجان، وبه قبائل كتامة .. وقبيلة كتامة تمتد عمارتها إلى أن تجاوز أرض القل وبونة.
وقال ابن خلدون: جمهورهم كانوا لأول الملّة .. مُوطّنين بأرياف قسطنطينية إلى تخوم بجاية غرباً إلى جبل أوراس من ناحية القبلة. وكانت بتلك المواطن بلاد مذكورة أكثرها لهم وبين ديارهم ومجالات تقلّبهم، مثل: إِكجان وسطيف وباغاية ونقاوس وبلّزمة وتِگِست وميلة وقُسطنطينة والسّيكدة والقلّ وجيجل، من حدود جبل أوراس إلى سيف البحر ما بين بجاية وبونة . والسّيكدة هي: سكيكدة، ويُسمّيها اليعقوبي: أَسيكدة، حيث قال:ومدينة عظيمة جليلة يقال لها ميلة، عامرة محصنة .. وسواحل البحر تقرب من هذه المدينة ولها مرسى يقال له: جيجل، ومرسى يقال له: قلعة خطاب، ومرسى يقال له:أَسيكدة ، ويُسمّيها البكري: تَسيكدة. وذكر - بنُ حوقل مدينة قسنطينة في (القرن 10م)، فقال: فأمّا القُسطنطينيّة التي لكُتامة فمدينة قريبة الأمر تُداني ميلة. وذكر ياقوت الحموي قَريَة تامَست في (القرن 13م)، فقال: قرية لكتامة وزناتة قرب المسيلة وأشير بالمغرب. وذكر مدينة سطيف، فقال: مدينة في جبال كتامة بين تاهَرت والقيروان من أرض البربر ببلاد المغرب. وذكر مدينة إِكجان وناحيتها،
فقال: ناحية بالمغرب من بلاد البربر ثم من بلاد كُتامة، فيهم كان أكثر مقام أبي
عبد الله الشيعي بِها ويُسمِّيها دارَ الهجرة. وقال الشيخ مبارك الميلي في:
تاريخ الجزائر: كانوا [أي: كُتامَة] من لَدُن الفتح مُعتزّين بكثرتهم لا يسومهم
الأُمراءُ بهضيمةٍ إلى أن ظهرت الرّافضيّة [الشّيعيّة] بالمغرب. فدانوا بِها.
وملكوا المغرب باسم بني عُبيد [الفاطميّين] ثُمّ مصر والشّام. واختطّوا القاهرة
ولَهُم بِها حارةٌ مضافة إليهم، ذكرها السّخاوي في تُحفة الأحباب. وظهر منهُم
أمراء عِظام مثل: حبّاسة – بن يوسف أمير برقة وقائد الأساطيل العبيديّة، والحسن - بن أبي خنزير أمير صقلّيَة، وماگنون – بن ضبّارة أمير طرابلُس، وجعفر - بن فلاّح أمير الشّام وفاتِحُه،و بني لُقمان أُمراء قابس. ثُمّ انتقل الأمر من أيديهِم إلى صنهاجة. وجاء الهلاليّون وساكنوهم في كثير من النّواحي مثل: عنّابة وقالمة وجنوبي قسنطينة إهـ. وقال صاحب مفاخرِ البربر: ومن رؤساء البربر حبّاسة – بن يوسف الكتامي، وهو الذي فتح الإسكندريّة لعبد الرحمن
القائم- بن إسماعيل المنصور – بن محمد - المهدي العبيدي، ذكر الفرغاني أنّه نزلها بِمائتي مركب في البحر.
وأمّا بُطون كُتامة فكثيرة. قال –بن خلدون :
يجمعها كُلُّها غرسن ويسّودة – بن اكُتَم - بن برنس. فمن يسّودة: فلاّسة ودنْهاجة ومتوسة ووريسن كلهم -بنو يسّودة - بن كتم إهـ. فأمّا فلاّسة، فجمعُها: إِفليسن، وهي اليوم قبيلة كبيرة تقطنُ وطن سبَاو، من جبال القبائل الكُبرى بِنواحي تِدلّس، من ولاية بومرداس، وتنقسم إلى فرعين كبيرين: إِفليسن البحر وإِفليسن أُملّيل. فمداشرافليسن البحر هي:
بنو زرارة بنو زواوة -بنو أحمد وتيفرة. ومداشر إِفليسن أُملّيل هي:
بنو أبي شناشة وبنو عمران و بنو أبي روبة وغُمراسَة وبنو ملكة ورافة وعرش ألَمْناس و بنو يحيى -بن موسى وبوازون ومقير ومزالة و بنو عريف
وبنو شِلمون ولْطَايَة. وأمّا دنهاجَة، فكانت مواطنهُم الأصلية بساحل كُتامة، المقابل لمدينة ميلة، وقد ذكرهُم اليعقوبي-عند ذكره مدينة ميلة-في (القرن 9م)، فقال: ومرسى يقال له مرسى دنهاجة، وهذا البلد كله عامر، كثير الأشجار والثّمار. وقد انتقلت منهُم طائفة إلى المغرب الأقصى، في زمن غير معلوم، حيثُ ذكرهُم بنُ خلدون، فأضافَ قائلاً: وإلى دنْهاجة تُنسب قصور كتامة بالمغرب لهذا العهد.
وقصور كُتامَة هي المعروفَة بقصر عبد الكريم، وقد ذكرها الإدريسي في (القرن 12م)، فقال: ومن بلاد مكناسة في جهة الغرب إلى قصر عبد الكريم ثلاث مراحل، وقصر بن عبد الكريم يسكُنُهُ قوم من البربر يُسمّون: دنهاجة، وهي مدينة صغيرة عامرة بأخلاط دنْهاجة وهي على نهر أولُكّس .. ومن قصر عبد الكَريم إلى مدينة سلا الّتي على البحر الْمَلِحِ مرحلتان، من القصر إلى المعمورة ومن المعمورة إلى سلا، ونهر أولُكّس نهر كبير من أنهار المغرب المشهورة إهـ. وكانَ من كُتامة القصر الكبير:
الصّوفي المعروف، أبو مدين شعيب بن مخلف الإشبيلي الأندلسي، المعروف في الغرب الجزائري باسم: سيدي بومدين، وهو الذي أدخل التّصوّف إلى بلاد المغرب في (القرن 14م). قال بنُ خلدون: كان أبو شعيب - بن مخلوف من بني أبي عثمان من قبائل كتامة المجاورين للقصر الكبير، وكان منتحلا للدين مشتهرا به إهـ. وذكر البكري في (القرن11م) قوما من كتامة يسكنون جنوب غربي حجر النسر، بجبل حبيب، جنوبي مدينة سبتة، وذكرَ أنّ لهم هناك مدينة تُسمّى: أفطس. وأمّا متوسَة، فتوجَد قرية باسمِهِم من قُرى بلديّة جميلة (جيملة)، وقريَة أُخرى من قُرى بلديّة بجاية، مُسمّاةٌ باسمِهِم، وقرية أخرى في السّهول المجاورة لأوراس شمالا، وكانَت من مجالاتِ كتامة في ما مضى، وهي اليوم في مجالات قبيلة الحراكتة الشّاويّة الهوّاريّة، وتتبع ولايَة خنشلة. وأضاف ابن خلدون: ومن غرسن: مصالة وقلاّن وماوطن ومعاذ بنو غرسن –
بن كتم . فأمّا مصالة و مزالة، فهُو الإسم الحالي للبلديّة التي تتبعُها منطقة فرجيوة، وهيَ جنوب غربي ميلة، وتَحملُ اسم: فجّ مزالة، وتقطُنها قبائل: جميلة وطلحة و بني گُشّة Guchcha، علماً أنّ ابن خلدون ذكر فرجيوة في بلاد سدويكش من كُتامة. كما توجدُ فرقَةٌ أُخرى من مزالة مندَرِجَةٌ في قبيلة فلاّسة، وهُم إفليسَن أُملّيل، بِهضاب تِدلّس. وأمّا معاذ، فلهُم اليوم البلديّة المنسوبة إليهم، وتقع شمال غربي ميلة، وجنوبي جيجل، في نواحي
الميليّة، وتتبع ولاية جيجل، ومنهُم طائِفَة بدائرة قالمة يُسمّون: التّوابشة.
وأضاف ابن خلدون: ولهيصة وجيملة ومسالتة – بنو يناوة-بن غرسن.
فأمّا لهيصة، فتوجدُ منهُم عائلاتٌ في قبيلة أولاد يعقوب، من قبائل العمامرة، بجبل أوراس، من ولايَة خنشلة. وأمّا جيملة، فيُسمّيهم العرب: جميلة، ولهُم المدينة المشهورة باسمهم، وتقع بين سطيف وجيجل، وفيها أطلالُ المدينة الرّومانية العريقة، المُسمّاة: كويكُل، وفيها أيضا جبلُ إِكجان، الذي كانت فيه قاعِدةُ العبيديّين الفاطميّين الأولى، وكان موقعُها في الموضع المُسمّى: فجّ الأخيار، في إقطاعِ بني سكيان (سكتان؟) من بطون جيملة. وأمّا مسالتة، فتقعُ مواطِنُهُم اليوم بتالا-يفاسّن، بجبل قرقور (گرگور)، بين سطيف وأَقبو. وأضاف ابن خلدون: ولْطاية وأجانة وغسمان وأوفاس – بنو ينطاسن بن غرسن. فأمّا لْطاَيَة، فهُم مندرجون في إخوَتهم فلاّسَة، وهُم إِفليسَن أُملّيل، بِهضاب تِدلّس.
وأمّا أجانة، فهُم اليوم قسمان: قِسم موطّن في نواحي جيجل، ولهم البلديّة المنسوبة إليهم، وهُم يُسمُّونَها بلسانهم: وجانة، وهي بين الطّاهير والميليّة. وقسمٌ موطّن بجبل أوراس، وهُمُ الذينَ عناهم - ابن خلدون بقولهِ: وبقي في مواطنهم الأولى بجبل أوراس وجوانبه من البسائط بقايا من قبائلهم على أسمائها وألقابها، والآخرون بغير لقبهم. ويُعرفُون اليوم أيضاً باسم: وجانة، وتمتدّ مواطِنُهُم في أربع بلديّات من ولاية خنشلة، بِجَبلِ أوراس، وهي: بوحْمامة ويابوس وشلية وتاوزيانت. وقد أخطأ الكثيرُ من الكُتّاب الفرنسيين مثل Masqueray وCarette، حين عدّو وجانة أوراس في قبائل زناتَة، ظنّاً منهم أنّ لفظَة وجانة، أصلُها: أو جانا، التي تعني: ابن جانا، الذي هوُ: زانا، أبو زناتَة. ومن وجانة أوراس فرقة مندرجة في قبيلة السّگنيّة من هوارة الموطّنة – بنواحي سوق أهراس. وذكر Mercier:أنّ قبائل أولاد عبد النّور وتلاغمة الشّاويّة، الموطّنة شمالي أوراس، بين ميلة وسطيف وباتنة، هُم من بقايا كُتامة الذين ذكرهُم أبن خلدون في جوانب جبل أوراس من البسائط. وأمّا غسمان، فكانت مواطِنُهم بنواحي مدينة تازروت، التي كان موقِعُها على ثلاث مراحلَ جنوب غربي مدينة ميلة. وأضاف ابن خلدون: وملوسة من أيان-بن غرسن.
ومن ملوسة هؤلاء:
بنو زلدوِي أهل الجبل المطل على قسطنيطينة لهذا العهد إهـ. وذكر الإدريسي
بني زلدَوِي باسم: زندَوِي، فقال: ومنه إلى سوق بنى زندوي، وهو حصن في بسيط قليل الحصانة، وهي سوق لها يوم في الجمعة، وأهل تلك الناحية يقصدونها في ذلك اليوم، وهذه القبيلة من البربر قوم يعمرون هذه الجهات ولهم منعة وتحصن، وهم أهل خلاف وقيام بعض على بعض. وأضاف ابن خلدون: وكلهم رعايا معبدون للمغارم إلا من اعتصم بقنّة الجبل مثل بني زلدوي بجبالهم وأهل جبال جيجل وزواوة، أيضاً في جبالهم.
واستناداً إلى تقارير Sénatue
Consulte فإِنَّهُ في زَمنٍ غير معلوم، أُقيمَ مكانَ سوق بني زَندوي دَوّار، سُمِّيَ فيما بعدُ: مَرج يزَرّاگَن. وتعني كلمة دوّار: مجموعة من الخِيّام. وذكر L. Rinn-في المجلّة الإفريقيّة-أنّهُ في نهاية العهد العثماني انقسمت قبيلة بني زندوي إلى قسمين: بني زندوي القبالة، وهُمُ الشرقيّون، انضمّوا إلى حلف جبل بابور، في دائرة سرج الغول، من بلديّة تاقيطونت؛ و بني زندوي الظهرة، وهُم الغربيّون، انضمّوا إلى حلف تابابورت، في بلدية مرج إِزرّاگن.
ويضم إقليم بني زندوي في ولايَة جيجل: عجمان والزّناتَة والبيضاء وأبو عدّيز
والعطّابة (فوغالي) والگروة وحامد (حمدي) والهدابلة وأولاد أبي رنّان وأولاد خليفة )أكماش) …؛ ويضم في ولاية سطيف: العمارشة والبابور ووادي زندوي وعين زندوي … ومن زندوي أيضاً طائفة بدوّار عرباون، حيثُ يضمّ هذا الدّوّار القبائل التالية: بنو مجالد والريايشة والريايسة والشوارف وزندوي. ويضم دوار سرج الغول القبائل التالية:
العمارشة والريشيّة وأولاد حليمة وأولاد الكاف والدّعاسة والقزازلة وكاف الواد
وكوكلاس والحمادة وأبو ردين وأولاد سباع والسّوالمة والبيضاء وأبو دمامن والعلاوشة والنّمالة وأمديج والعبابسة وأولاد منعة (منّاع؟). ويضم دوّار البابور القبائل التالية: أولاد سالم، وفيهم: دار الغنم والمصامصة وسفرية – بن ذباح وفيراوة والحراكتة وأبو شنين وأبو الحليب؛ العناصر، وفيهم:بنو دراسن وأولاد بادي (مشامشة وكموش) وتالوباقت (حمدي) ومجرگي؛ الجوادة، وفيهم: بنو سعيد و بنو بزّاز (أولاد عيّاد)؛ وآخرون مثل: أبي سلدوع (أبو موسى). ويضم حلف أهل تابابورت القبائل التّاليّة:
بنو عاشور و بنو عيسى وبنو بزّاز و بنو جبرون وبنو معاذ وبنو مَرمي والبيضاء والعَلَم والهدابلة والكواحة والأرباع وأولاد علي وأولاد أبي رنّان وأولاد الشّيخ وأولاد جار الله وأولاد نابت وتاغزوت وياشيران وزيامَة.
وفي عهد الإحتلال الفرنسي تمّ تقسيم هذه القبائل على ثلاث دوائر، مُلحقَة ببلديّة تبابورت المختلطة، وهذه الدوائر هيَ: دائرة تابابورت، وتضمّ قبائلَ بني
بزّاز -بنو عمارة وأولاد سيدي الميهوب ويوريسين) والأرباع و بني جبرون وأولاد جار الله وياشيران؛ دائرة بني زندوي الظّهرة، وتضم قبائلَ: الهدابلة (النّاظور ووادي بهاس) والكواحة والبيضاء وأولاد أبي رنّان وأولاد الشّيخ؛ دائرة المنصوريّة، وتضمّ قبائل: بني معاذ وبني عيسى والعلَم وتاغزوت وزيامة وأولاد نابت ,بني عاشور ,بني مرمي وأولاد علي. وأضافَ ابنُ خلدون: ويَعُدّ البرابرة من كتامة: بني يستيتن وهشتيوة ومصالة وبني قنسيلة.
فأمّا وبنو يستيتن ومصالة (مزالة)، فمواطنُهُم اليوم بِهِضاب تِدلّس، في القبائل
الكُبرى، حيث ذكر ابن خلدون هذه المنطَقة، فقال: ومن بقايا كتامة أيضاً قبائل أخرى بناحية تدلس في هضابه مكتنفة بها، وهم في عداد القبائل الغارمة.
وذكر الإدريسي مدينة مرسى الدّجاج، التي تقعُ بين مرسى تامندفوس ومرسى تدلّس، فقال: يسكنها الأندلسيون وقبائل من كتامة. وقال ابن خلدون: وبالمغرب الأقصى منهم قبيلة من بني يستيتن بجبل قبلة جبل يزناسن، وقبيلة أخرى بناحية الهبط مجاورون لقصر ابن عبد الكريم، وقبائل أخرى بناحية مرّاكش نزلوا مع صنهاجة هنالك. وذكر الحسن الوزّان (ليون الأفريقي) في (القرن 16م) جبل بني يستيتن، الذي في ناحية بني يزناسن، فقال:
يخضع هذا الجبل لِحُكم أمير دبدو، وتسكنه قبيلة من الرّعاع، يمشون حفاة ويلبسون أسمالا حقيرة ويسكنون أكواخا من قصب. وفي قبيلة زاقنون من زواوة الموطّنة بالقبائل الكُبرى، فرقة تُسمّى: يستيتن. وفي جبل كسال، المحيط بمدينة البيض،بالغرب الجزائري، قرية تُسمّى: ستيتن. وأضاف ابن خلدون: وعَدّ بن حزم منهم (أي من كُتامة): زواوة بجميع بطونهم، وهو الحق على ما تقدم. وسنُفرد لزواوة فصلاً خاصّا. وأضاف: وأما البسائط فأشهر من فيها منهم قبائلهم: سدويكش، ورئاستهم في أولاد سواق. ولا أدري الى من يرجعون من قبائل كتامة المسمين في هذا الكتاب. إلا أنهم منهم باتفاق من أهل الأخبار. وأضاف: هذا الحي لهذا العهد وما قبله من العصور يعرفون بسدويكش وديارهم في مواطن كتامة ما بين قسطنطينة وبجاية في البسائط منها، وذكر بنُ خلدون أنّ جبال فرجيوة في مجالات سدويكش، وعدّ من بطون سدويكش:
سيلين وطرسون وطرغيان وموليت وبني گُشَّة وبني لمائي وكايازة وبني زغلان والبؤرة وبني مروان ووارمكسن وسگروال وبني عياد، وفيهم من لَمّاية ومكلاتة وريغة، والرياسة على جميعهم في بطن منهم يعرفون بأولاد سواق لهم جمع وقوة وعدد وعدة إهـ. فأمّا سيلين، فقد ذكر Marcierأنّ مواطَنُهُم تقع بالقُرب من ميلة، وذكرَهُم الشّيخ مبارك الميلي، فقال:
ومواطِنُهُم في عملِ بجايةَ، وقريتُهُم وبنو ورار … ورُبَما دعيَت: بني وراء أو بني ياورار أو تاوريرت، وهيَ في آخرِ وطنِ فرجيوةَ غرباً بِقُربِها أنقاضُ مدينة
شجرة لكل العوائل الجزائرية
هم بنو كُتام -بن برنس-بن برّ- بن سفگو- بن أبزج- بن حناح- بن وليل- بن شراط- بن تام- بن دويم-بن دام – بن مازيغ - بن هراك – بن هريك - بن بديان- بن كنعان- بن حام - بن نوح عليه السلام- بن لَمَك- بن متوشالَح-
بن خنوخ (إدريس) عليه السّلام- بن يارد - بن مَهَلاليل - بن قينان -
بن أنوش وهو يانش - بن شيث (هبة الله) عليه السّلام- بن آدم-عليه السّلام
قال بن خلدون: هذا القبيل من قبائل البربر بالمغرب، وأشدهم بأساً وقوةً، وأطولهم باعاً في الملك، عند نسابة البربر من ولد كُتام - بن برنس، ويقال كُتَم .
وكانت مواطِنُهُم بِعمالَة قَسَنطينة من بلاد المغربِ الأوسَطِ، وهُوَ الجزائر. قال الإدريسي: وبقرب سطيف جبل يسمى إِكجان، وبه قبائل كتامة .. وقبيلة كتامة تمتد عمارتها إلى أن تجاوز أرض القل وبونة.
وقال ابن خلدون: جمهورهم كانوا لأول الملّة .. مُوطّنين بأرياف قسطنطينية إلى تخوم بجاية غرباً إلى جبل أوراس من ناحية القبلة. وكانت بتلك المواطن بلاد مذكورة أكثرها لهم وبين ديارهم ومجالات تقلّبهم، مثل: إِكجان وسطيف وباغاية ونقاوس وبلّزمة وتِگِست وميلة وقُسطنطينة والسّيكدة والقلّ وجيجل، من حدود جبل أوراس إلى سيف البحر ما بين بجاية وبونة . والسّيكدة هي: سكيكدة، ويُسمّيها اليعقوبي: أَسيكدة، حيث قال:ومدينة عظيمة جليلة يقال لها ميلة، عامرة محصنة .. وسواحل البحر تقرب من هذه المدينة ولها مرسى يقال له: جيجل، ومرسى يقال له: قلعة خطاب، ومرسى يقال له:أَسيكدة ، ويُسمّيها البكري: تَسيكدة. وذكر - بنُ حوقل مدينة قسنطينة في (القرن 10م)، فقال: فأمّا القُسطنطينيّة التي لكُتامة فمدينة قريبة الأمر تُداني ميلة. وذكر ياقوت الحموي قَريَة تامَست في (القرن 13م)، فقال: قرية لكتامة وزناتة قرب المسيلة وأشير بالمغرب. وذكر مدينة سطيف، فقال: مدينة في جبال كتامة بين تاهَرت والقيروان من أرض البربر ببلاد المغرب. وذكر مدينة إِكجان وناحيتها،
فقال: ناحية بالمغرب من بلاد البربر ثم من بلاد كُتامة، فيهم كان أكثر مقام أبي
عبد الله الشيعي بِها ويُسمِّيها دارَ الهجرة. وقال الشيخ مبارك الميلي في:
تاريخ الجزائر: كانوا [أي: كُتامَة] من لَدُن الفتح مُعتزّين بكثرتهم لا يسومهم
الأُمراءُ بهضيمةٍ إلى أن ظهرت الرّافضيّة [الشّيعيّة] بالمغرب. فدانوا بِها.
وملكوا المغرب باسم بني عُبيد [الفاطميّين] ثُمّ مصر والشّام. واختطّوا القاهرة
ولَهُم بِها حارةٌ مضافة إليهم، ذكرها السّخاوي في تُحفة الأحباب. وظهر منهُم
أمراء عِظام مثل: حبّاسة – بن يوسف أمير برقة وقائد الأساطيل العبيديّة، والحسن - بن أبي خنزير أمير صقلّيَة، وماگنون – بن ضبّارة أمير طرابلُس، وجعفر - بن فلاّح أمير الشّام وفاتِحُه،و بني لُقمان أُمراء قابس. ثُمّ انتقل الأمر من أيديهِم إلى صنهاجة. وجاء الهلاليّون وساكنوهم في كثير من النّواحي مثل: عنّابة وقالمة وجنوبي قسنطينة إهـ. وقال صاحب مفاخرِ البربر: ومن رؤساء البربر حبّاسة – بن يوسف الكتامي، وهو الذي فتح الإسكندريّة لعبد الرحمن
القائم- بن إسماعيل المنصور – بن محمد - المهدي العبيدي، ذكر الفرغاني أنّه نزلها بِمائتي مركب في البحر.
وأمّا بُطون كُتامة فكثيرة. قال –بن خلدون :
يجمعها كُلُّها غرسن ويسّودة – بن اكُتَم - بن برنس. فمن يسّودة: فلاّسة ودنْهاجة ومتوسة ووريسن كلهم -بنو يسّودة - بن كتم إهـ. فأمّا فلاّسة، فجمعُها: إِفليسن، وهي اليوم قبيلة كبيرة تقطنُ وطن سبَاو، من جبال القبائل الكُبرى بِنواحي تِدلّس، من ولاية بومرداس، وتنقسم إلى فرعين كبيرين: إِفليسن البحر وإِفليسن أُملّيل. فمداشرافليسن البحر هي:
بنو زرارة بنو زواوة -بنو أحمد وتيفرة. ومداشر إِفليسن أُملّيل هي:
بنو أبي شناشة وبنو عمران و بنو أبي روبة وغُمراسَة وبنو ملكة ورافة وعرش ألَمْناس و بنو يحيى -بن موسى وبوازون ومقير ومزالة و بنو عريف
وبنو شِلمون ولْطَايَة. وأمّا دنهاجَة، فكانت مواطنهُم الأصلية بساحل كُتامة، المقابل لمدينة ميلة، وقد ذكرهُم اليعقوبي-عند ذكره مدينة ميلة-في (القرن 9م)، فقال: ومرسى يقال له مرسى دنهاجة، وهذا البلد كله عامر، كثير الأشجار والثّمار. وقد انتقلت منهُم طائفة إلى المغرب الأقصى، في زمن غير معلوم، حيثُ ذكرهُم بنُ خلدون، فأضافَ قائلاً: وإلى دنْهاجة تُنسب قصور كتامة بالمغرب لهذا العهد.
وقصور كُتامَة هي المعروفَة بقصر عبد الكريم، وقد ذكرها الإدريسي في (القرن 12م)، فقال: ومن بلاد مكناسة في جهة الغرب إلى قصر عبد الكريم ثلاث مراحل، وقصر بن عبد الكريم يسكُنُهُ قوم من البربر يُسمّون: دنهاجة، وهي مدينة صغيرة عامرة بأخلاط دنْهاجة وهي على نهر أولُكّس .. ومن قصر عبد الكَريم إلى مدينة سلا الّتي على البحر الْمَلِحِ مرحلتان، من القصر إلى المعمورة ومن المعمورة إلى سلا، ونهر أولُكّس نهر كبير من أنهار المغرب المشهورة إهـ. وكانَ من كُتامة القصر الكبير:
الصّوفي المعروف، أبو مدين شعيب بن مخلف الإشبيلي الأندلسي، المعروف في الغرب الجزائري باسم: سيدي بومدين، وهو الذي أدخل التّصوّف إلى بلاد المغرب في (القرن 14م). قال بنُ خلدون: كان أبو شعيب - بن مخلوف من بني أبي عثمان من قبائل كتامة المجاورين للقصر الكبير، وكان منتحلا للدين مشتهرا به إهـ. وذكر البكري في (القرن11م) قوما من كتامة يسكنون جنوب غربي حجر النسر، بجبل حبيب، جنوبي مدينة سبتة، وذكرَ أنّ لهم هناك مدينة تُسمّى: أفطس. وأمّا متوسَة، فتوجَد قرية باسمِهِم من قُرى بلديّة جميلة (جيملة)، وقريَة أُخرى من قُرى بلديّة بجاية، مُسمّاةٌ باسمِهِم، وقرية أخرى في السّهول المجاورة لأوراس شمالا، وكانَت من مجالاتِ كتامة في ما مضى، وهي اليوم في مجالات قبيلة الحراكتة الشّاويّة الهوّاريّة، وتتبع ولايَة خنشلة. وأضاف ابن خلدون: ومن غرسن: مصالة وقلاّن وماوطن ومعاذ بنو غرسن –
بن كتم . فأمّا مصالة و مزالة، فهُو الإسم الحالي للبلديّة التي تتبعُها منطقة فرجيوة، وهيَ جنوب غربي ميلة، وتَحملُ اسم: فجّ مزالة، وتقطُنها قبائل: جميلة وطلحة و بني گُشّة Guchcha، علماً أنّ ابن خلدون ذكر فرجيوة في بلاد سدويكش من كُتامة. كما توجدُ فرقَةٌ أُخرى من مزالة مندَرِجَةٌ في قبيلة فلاّسة، وهُم إفليسَن أُملّيل، بِهضاب تِدلّس. وأمّا معاذ، فلهُم اليوم البلديّة المنسوبة إليهم، وتقع شمال غربي ميلة، وجنوبي جيجل، في نواحي
الميليّة، وتتبع ولاية جيجل، ومنهُم طائِفَة بدائرة قالمة يُسمّون: التّوابشة.
وأضاف ابن خلدون: ولهيصة وجيملة ومسالتة – بنو يناوة-بن غرسن.
فأمّا لهيصة، فتوجدُ منهُم عائلاتٌ في قبيلة أولاد يعقوب، من قبائل العمامرة، بجبل أوراس، من ولايَة خنشلة. وأمّا جيملة، فيُسمّيهم العرب: جميلة، ولهُم المدينة المشهورة باسمهم، وتقع بين سطيف وجيجل، وفيها أطلالُ المدينة الرّومانية العريقة، المُسمّاة: كويكُل، وفيها أيضا جبلُ إِكجان، الذي كانت فيه قاعِدةُ العبيديّين الفاطميّين الأولى، وكان موقعُها في الموضع المُسمّى: فجّ الأخيار، في إقطاعِ بني سكيان (سكتان؟) من بطون جيملة. وأمّا مسالتة، فتقعُ مواطِنُهُم اليوم بتالا-يفاسّن، بجبل قرقور (گرگور)، بين سطيف وأَقبو. وأضاف ابن خلدون: ولْطاية وأجانة وغسمان وأوفاس – بنو ينطاسن بن غرسن. فأمّا لْطاَيَة، فهُم مندرجون في إخوَتهم فلاّسَة، وهُم إِفليسَن أُملّيل، بِهضاب تِدلّس.
وأمّا أجانة، فهُم اليوم قسمان: قِسم موطّن في نواحي جيجل، ولهم البلديّة المنسوبة إليهم، وهُم يُسمُّونَها بلسانهم: وجانة، وهي بين الطّاهير والميليّة. وقسمٌ موطّن بجبل أوراس، وهُمُ الذينَ عناهم - ابن خلدون بقولهِ: وبقي في مواطنهم الأولى بجبل أوراس وجوانبه من البسائط بقايا من قبائلهم على أسمائها وألقابها، والآخرون بغير لقبهم. ويُعرفُون اليوم أيضاً باسم: وجانة، وتمتدّ مواطِنُهُم في أربع بلديّات من ولاية خنشلة، بِجَبلِ أوراس، وهي: بوحْمامة ويابوس وشلية وتاوزيانت. وقد أخطأ الكثيرُ من الكُتّاب الفرنسيين مثل Masqueray وCarette، حين عدّو وجانة أوراس في قبائل زناتَة، ظنّاً منهم أنّ لفظَة وجانة، أصلُها: أو جانا، التي تعني: ابن جانا، الذي هوُ: زانا، أبو زناتَة. ومن وجانة أوراس فرقة مندرجة في قبيلة السّگنيّة من هوارة الموطّنة – بنواحي سوق أهراس. وذكر Mercier:أنّ قبائل أولاد عبد النّور وتلاغمة الشّاويّة، الموطّنة شمالي أوراس، بين ميلة وسطيف وباتنة، هُم من بقايا كُتامة الذين ذكرهُم أبن خلدون في جوانب جبل أوراس من البسائط. وأمّا غسمان، فكانت مواطِنُهم بنواحي مدينة تازروت، التي كان موقِعُها على ثلاث مراحلَ جنوب غربي مدينة ميلة. وأضاف ابن خلدون: وملوسة من أيان-بن غرسن.
ومن ملوسة هؤلاء:
بنو زلدوِي أهل الجبل المطل على قسطنيطينة لهذا العهد إهـ. وذكر الإدريسي
بني زلدَوِي باسم: زندَوِي، فقال: ومنه إلى سوق بنى زندوي، وهو حصن في بسيط قليل الحصانة، وهي سوق لها يوم في الجمعة، وأهل تلك الناحية يقصدونها في ذلك اليوم، وهذه القبيلة من البربر قوم يعمرون هذه الجهات ولهم منعة وتحصن، وهم أهل خلاف وقيام بعض على بعض. وأضاف ابن خلدون: وكلهم رعايا معبدون للمغارم إلا من اعتصم بقنّة الجبل مثل بني زلدوي بجبالهم وأهل جبال جيجل وزواوة، أيضاً في جبالهم.
واستناداً إلى تقارير Sénatue
Consulte فإِنَّهُ في زَمنٍ غير معلوم، أُقيمَ مكانَ سوق بني زَندوي دَوّار، سُمِّيَ فيما بعدُ: مَرج يزَرّاگَن. وتعني كلمة دوّار: مجموعة من الخِيّام. وذكر L. Rinn-في المجلّة الإفريقيّة-أنّهُ في نهاية العهد العثماني انقسمت قبيلة بني زندوي إلى قسمين: بني زندوي القبالة، وهُمُ الشرقيّون، انضمّوا إلى حلف جبل بابور، في دائرة سرج الغول، من بلديّة تاقيطونت؛ و بني زندوي الظهرة، وهُم الغربيّون، انضمّوا إلى حلف تابابورت، في بلدية مرج إِزرّاگن.
ويضم إقليم بني زندوي في ولايَة جيجل: عجمان والزّناتَة والبيضاء وأبو عدّيز
والعطّابة (فوغالي) والگروة وحامد (حمدي) والهدابلة وأولاد أبي رنّان وأولاد خليفة )أكماش) …؛ ويضم في ولاية سطيف: العمارشة والبابور ووادي زندوي وعين زندوي … ومن زندوي أيضاً طائفة بدوّار عرباون، حيثُ يضمّ هذا الدّوّار القبائل التالية: بنو مجالد والريايشة والريايسة والشوارف وزندوي. ويضم دوار سرج الغول القبائل التالية:
العمارشة والريشيّة وأولاد حليمة وأولاد الكاف والدّعاسة والقزازلة وكاف الواد
وكوكلاس والحمادة وأبو ردين وأولاد سباع والسّوالمة والبيضاء وأبو دمامن والعلاوشة والنّمالة وأمديج والعبابسة وأولاد منعة (منّاع؟). ويضم دوّار البابور القبائل التالية: أولاد سالم، وفيهم: دار الغنم والمصامصة وسفرية – بن ذباح وفيراوة والحراكتة وأبو شنين وأبو الحليب؛ العناصر، وفيهم:بنو دراسن وأولاد بادي (مشامشة وكموش) وتالوباقت (حمدي) ومجرگي؛ الجوادة، وفيهم: بنو سعيد و بنو بزّاز (أولاد عيّاد)؛ وآخرون مثل: أبي سلدوع (أبو موسى). ويضم حلف أهل تابابورت القبائل التّاليّة:
بنو عاشور و بنو عيسى وبنو بزّاز و بنو جبرون وبنو معاذ وبنو مَرمي والبيضاء والعَلَم والهدابلة والكواحة والأرباع وأولاد علي وأولاد أبي رنّان وأولاد الشّيخ وأولاد جار الله وأولاد نابت وتاغزوت وياشيران وزيامَة.
وفي عهد الإحتلال الفرنسي تمّ تقسيم هذه القبائل على ثلاث دوائر، مُلحقَة ببلديّة تبابورت المختلطة، وهذه الدوائر هيَ: دائرة تابابورت، وتضمّ قبائلَ بني
بزّاز -بنو عمارة وأولاد سيدي الميهوب ويوريسين) والأرباع و بني جبرون وأولاد جار الله وياشيران؛ دائرة بني زندوي الظّهرة، وتضم قبائلَ: الهدابلة (النّاظور ووادي بهاس) والكواحة والبيضاء وأولاد أبي رنّان وأولاد الشّيخ؛ دائرة المنصوريّة، وتضمّ قبائل: بني معاذ وبني عيسى والعلَم وتاغزوت وزيامة وأولاد نابت ,بني عاشور ,بني مرمي وأولاد علي. وأضافَ ابنُ خلدون: ويَعُدّ البرابرة من كتامة: بني يستيتن وهشتيوة ومصالة وبني قنسيلة.
فأمّا وبنو يستيتن ومصالة (مزالة)، فمواطنُهُم اليوم بِهِضاب تِدلّس، في القبائل
الكُبرى، حيث ذكر ابن خلدون هذه المنطَقة، فقال: ومن بقايا كتامة أيضاً قبائل أخرى بناحية تدلس في هضابه مكتنفة بها، وهم في عداد القبائل الغارمة.
وذكر الإدريسي مدينة مرسى الدّجاج، التي تقعُ بين مرسى تامندفوس ومرسى تدلّس، فقال: يسكنها الأندلسيون وقبائل من كتامة. وقال ابن خلدون: وبالمغرب الأقصى منهم قبيلة من بني يستيتن بجبل قبلة جبل يزناسن، وقبيلة أخرى بناحية الهبط مجاورون لقصر ابن عبد الكريم، وقبائل أخرى بناحية مرّاكش نزلوا مع صنهاجة هنالك. وذكر الحسن الوزّان (ليون الأفريقي) في (القرن 16م) جبل بني يستيتن، الذي في ناحية بني يزناسن، فقال:
يخضع هذا الجبل لِحُكم أمير دبدو، وتسكنه قبيلة من الرّعاع، يمشون حفاة ويلبسون أسمالا حقيرة ويسكنون أكواخا من قصب. وفي قبيلة زاقنون من زواوة الموطّنة بالقبائل الكُبرى، فرقة تُسمّى: يستيتن. وفي جبل كسال، المحيط بمدينة البيض،بالغرب الجزائري، قرية تُسمّى: ستيتن. وأضاف ابن خلدون: وعَدّ بن حزم منهم (أي من كُتامة): زواوة بجميع بطونهم، وهو الحق على ما تقدم. وسنُفرد لزواوة فصلاً خاصّا. وأضاف: وأما البسائط فأشهر من فيها منهم قبائلهم: سدويكش، ورئاستهم في أولاد سواق. ولا أدري الى من يرجعون من قبائل كتامة المسمين في هذا الكتاب. إلا أنهم منهم باتفاق من أهل الأخبار. وأضاف: هذا الحي لهذا العهد وما قبله من العصور يعرفون بسدويكش وديارهم في مواطن كتامة ما بين قسطنطينة وبجاية في البسائط منها، وذكر بنُ خلدون أنّ جبال فرجيوة في مجالات سدويكش، وعدّ من بطون سدويكش:
سيلين وطرسون وطرغيان وموليت وبني گُشَّة وبني لمائي وكايازة وبني زغلان والبؤرة وبني مروان ووارمكسن وسگروال وبني عياد، وفيهم من لَمّاية ومكلاتة وريغة، والرياسة على جميعهم في بطن منهم يعرفون بأولاد سواق لهم جمع وقوة وعدد وعدة إهـ. فأمّا سيلين، فقد ذكر Marcierأنّ مواطَنُهُم تقع بالقُرب من ميلة، وذكرَهُم الشّيخ مبارك الميلي، فقال:
ومواطِنُهُم في عملِ بجايةَ، وقريتُهُم وبنو ورار … ورُبَما دعيَت: بني وراء أو بني ياورار أو تاوريرت، وهيَ في آخرِ وطنِ فرجيوةَ غرباً بِقُربِها أنقاضُ مدينة