بالفيديو.. فنان فى الشارع.. "إسلام" ينام على الرصيف: "الناس أحن على من أبويا"

يجلس فى أحد الشوارع الرئيسية بالمهندسين، ينكب على أوراقه يرسم ثم يرسم وكأنه يحاول إيجاد حل لمشاكله، بقلمه الرصاص، يحاول إدخال الكلمات مع الخطوط لتعطى معانى مختلفة ربما تمر عليه مساءً ولا ترى سوى يده تخرج من أسفل الغطاء الذى يحاول حمايته من البرد ولوحاته بجانبه تعبر عمن يختبئ من الناس ويخفى داخله فنانًا يحلم بالخروج يومًا.
"إسلام محمد على"، درس حتى الصف الثانى الإعدادى أخرجه والده من التعليم بعد رسوبه، قائلاً "أنت مفيش منك فايدة"، فقام بتشغيلى مع ميكانيكى والذى كان يسبنى بكل الألفاظ ويسبنى ويسب والدى، ولم أتحمل فتركت العمل فذهبت للعمل كسائق بدون رخصة فى أحد المناطق الشعبية، فوقعت حادثة فعندها عنفنى والدى وسبنى، وقال لى: أنت زى البنت وقاعد مالكش لازمة.. فمن هنا اضطررت لترك المنزل".



يضيف إسلام: طرق عقاب والدى لى مختلفة يشارك فيها جارنا عم عبد الفتاح الذى يتفنن فى طريقة العقاب، وهو الأمر الذى كان يكسر نفسى أمام أبناء جيراننا الذين كانوا يشاهدون كل ما يحدث وهذا ما جعلنى أترك المنزل منذ 5 سنوات، والسبب الذى جعلنى أستمر فى الشارع أن الناس كانوا أحن عليه من والدى"



"الحياة فى الشارع صعبة خصوصاً فى الشتاء".. كلمات وصف بها إسلام معاناته فى الشوارع للخمس سنوات الماضية: "الشتا معرفتش معناه إلا لما عدى عليا يوم برد وأنا لوحدى ساعتها لقيت جانبى "جاكت" كانت سيدة تدعى "أم كريم" قد أعطتنى إياه، ربما لولاه لمت هذه الليلة، وغير "أم كريم" الكثير من الأشخاص الذين يتعاملون معى بحب".



أكد "إسلام"، أن الصور التى يرسمها ويشتريها البعض لا تكفى للإنفاق عليه، فيقوم بجمع العبوات المعدنية للمياه الغازية وبيعها، وهو ما يساعده على عدم ترك الرسم، وهو أيضاً ما يجعلنى أستطيع الذهاب إلى السيبر لمشاهدة طرق الرسم المختلفة على الـ"يوتيوب" لأحسن من موهبتى.



يحاول إسلام شرح لوحاته قائلاً: بحاول أحط كلمات فى الصورة تخلى ليها معنى حلو، وعشان لو الرسم لسة مش حلو أوى الكلمات هى اللى تسند وتبقى صورة حلوة.



فى كلمات يغلبها الضيق يقول: أصعب ما يقابلنى فى الشارع نظرة بعض الناس لى فقبل اتجاهى للرسم كانت نظرات الناس ترفضنى وتحسسنى بعدم آدميتى، وكانت بتلف من بعيد عشان ماتعديش عليا وكأنها شيفانى مش بنى آدم، وعلى العكس تماماً فيه ناس بتيجى تقعد جانبى وتشجعنى وناس بتشترى منى صور.



يبدأ إسلام بعيون يملأها الأمل فى الحديث عن حلمه، قائلاً: حلمى إنه يبقى عندى معرض أعرض فيه صورى، والناس تحبها وإنى أوصل للاحتراف فى الرسم، وطبعاً نفسى أكمل دراستى، وإذا فيه عمل ثابت بحيث أقدر أصرف على نفسى أبقى كده مش عايز حاجة تانى.



وعن سؤاله إذا كان يرغب فى توجيه رسالة لوالده؟ يجيب: "أبويا مقدرش أقوله حاجة وإذا كنت بشتكى منه فأنا بقول الكلام ده وأنا بتقطع من جوايا.. وربنا يسامحنا كلنا".