6 أيام من التحديات المستمرة، عاشها رجال وحدات الصاعقة فى موقع «رمانة» عقب العبور العظيم، خصوصاً أن هذا الموقع منطقة رملية تحد من مسير الدبابات، ما يمكن هؤلاء الرجال من نصب أكمنة للعدو بها، وتكبيده خسائر جسيمة، وهو ما فعله رجال النقيب حمدى شلبى من مقاتلى «الصاعقة».
التقى قائد وحدات الصاعقة وقتها مع «شلبى»، بمشاركة مندوب لهيئة عمليات القوات المسلحة، ورؤساء الأفرع، لتلقينه المهمة، والإجابة عن أسئلته، ثم اجتمع بأفراد السرية التى تحركت مساء يوم 5 أكتوبر 1973، حيث تم نقلهم من أحد المواقع يوم 5 أكتوبر فى تمام الثامنة مساءً بطائرة هليكوبتر، لتظهر طائرة «فانتوم» معادية، ويأمر قائد الطائرة رجال الصاعقة بالتعامل معها، لتدور معركة جوية بينهما تنتهى بانتصار «الهليكوبتر»، فى معركة اعتبرت «معجزة»، وتحدَّث عنها العالم وقتها، وهنا هتف رجال الصاعقة: «الله أكبر.. النصر لنا بإذن الله».
وسارت سرية «شلبى» فى 3 مجموعات، فاكتشفت وجود 6 دبابات معادية، وتم تغيير خط سيرها لتفادى هجوم تلك الدبابات عليهم، ثم اتجه المقاتلون إلى طريق آخر فصادفوا حقل ألغام، فتم فتح ثغرة فى هذا الحقل، حتى تهرب القوة بنجاح دون خسائر، وتختفى عن أعين الدبابات، وتواصل السير لمهمتها. وبحلول الظلام، أرسل العدو طائراته لإضاءة المكان، لتناور القوات فى تحركاتها، ويتجه المقاتلون إلى «قرية رابعة»، بدلاً من «رمانة». وفى هذه الأثناء فوجئ قائد السرية ببعض الدبابات تسير على الطريق الأسفلتى وتضىء المنطقة وتضرب نيران المدفعية بشكل عشوائى، فأصدر أوامره لرجاله بالاختفاء وعدم التعرض لهذه الدبابات لأن مهمته الأساسية تعطيل اللواء المدرع المنتظر أن يتحرك صباح ٧ أكتوبر.
وأمر القائد المقاتلين باحتلال مواقع الاشتباك المجهزة والمخفاة جيداً وعدم فتح النيران إلا بأوامر منه شخصياً، وتحدَّث إلى رجاله بثقة وإيمان قائلاً: «إننا رجال وهبنا حياتنا بعزة، فإن كتب الله لنا الشهادة فهى الجائزة الكبرى، وإن كتب لنا النصر فهو إحدى الحسنيين، فتوكلوا على الله وثقوا فى الله فهو خير حافظ وهو أرحم الراحمين.. أيها الأبطال لقد كُتب علينا القتال بعزيمة وإصرار، فقاتلوا بحسم وإصرار فنحن خير أجناد الأرض، هكذا قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم».
فاستبشر الرجال خيراً، وهتفوا بصوت مثل صوت زئير الأسد: «نحن أهل لها وإن شاء الله لمنتصرون.. الله أكبر.. الله أكبر»، وتعانق الرجال وتشابكت الأيدى كالبنيان المرصوص، ورفعوا أيديهم إلى السماء يطلبون من المولى عز وجل النصر أو الشهادة.
قائد السرية لـ«المقاتلين»: إن كتب الله لنا الشهادة فهى الجائزة الكبرى.. وإن كتب لنا النصر فهو إحدى الحسنيين.. فقاتلوا بحسم وإصرار فنحن خير أجناد الأرض
وجلس القائد بعد أن اطمأن على روح الأبطال المعنوية، فقال متحدثاً إلى نفسه: «ليس هناك وجه للمقارنة بين قواتى وقوات العدو، فالعدو مسلح بدبابات ورشاشات ٥ بوصة وعربات مدرعة مسلحة بمدافع ٥ بوصة»، ورفع يديه إلى السماء ودعا الله العلى القدير أن يكتب لخير أجناد الأرض النصر، والله قادر على نصرهم مصداقاً لقوله تعالى: «كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ».
وفى السادسة صباح ٧ أكتوبر تقدمت عربتا «جيب» عسكريتان و٤ عربات ٥ جنزير معادية محملة بالأفراد، وفطن القائد إلى أنها مجموعة استطلاع اللواء الإسرائيلى، فأصدر تعليماته بعدم التعرض لها، وفى تمام السابعة تحرك اللواء المدرع الإسرائيلى من العريش متجهاً إلى القناة ووصلت مقدمة اللواء وكانت عبارة عن كتيبة دبابات مدعمة بمركبات القتال أمام الكمين، ويظهر من الأبراج وجود ضباط للعدو الإسرائيلى بزيهم الزيتى وفى أعناقهم نظارات الميدان.
انتظر قائد السرية حتى وصول جسم اللواء أمام مواجهة الكمين، وأصدر أوامره بالاشتباك وتم ضرب أول مركبة فى القوة وآخر مركبة بواسطة صواريخ «المالوتيكا»، فأحدث ذلك الارتباك المطلوب للواء العدو، وبدأت القوات المضادة للدبابات تصب نيرانها على دبابات العدو وتحوّل المكان إلى كتلة من الجحيم وصيحات الرجال تتعالى: «الله أكبر.. الله أكبر» مع كل دبابة للعدو يتم تدميرها. وبعد وصول نبأ تدمير اللواء المدرع للعدو فى «رمانة» وعدم وصوله لقناة السويس بسبب رجال الصاعقة، قامت القيادة الإسرائيلية بإبرار سرية مشاة فى اليوم نفسه، واشتبك معها رجال الصاعقة وكبدوها خسائر فادحة واضطرت للانسحاب، وظلت كتيبة رجال «الصاعقة» ثابتة صامدة فى مواقعها حيث اقتربت الذخيرة من النفاد.. وبفضل الله وتوفيقه تم وصول الإمدادات فى الوقت المناسب.
وأصدرت القيادة الإسرائيلية أوامر بتجميع اللواء المدرع لإبادة رجال الكوماندوز المصريين، واحتل لواء المشاة الميكانيكى الإسرائيلى المرتفعات، وبدأ إمطار السرية بوابل من النيران والرشاشات والهاونات، وأخذت دبابات العدو تتقدم نحو رجال الصاعقة وهم ثابتون.. صامدون.. يقاتلون ولا يخشون الشهادة وهم يهتفون بكل حماس: «الله أكبر».. ولم يستطع جندى من العدو الإسرائيلى الخروج من المركبة أو الدبابة بسبب الذعر الذى أصابهم جميعاً.
واستطاعت سرية الصاعقة أن تنجح فى تدمير معظم دبابات ومشاة العدو، وتعطيل اللواء المدرع على المحور الشمالى لمدة ٢٤ ساعة بدلاً من ٣ أو ٤ ساعات، لمنح فرصة لقواتنا الرئيسية فى إقامة المعابر والعبور بأمان فى نطاق الجيش الثانى الميدانى.
التقى قائد وحدات الصاعقة وقتها مع «شلبى»، بمشاركة مندوب لهيئة عمليات القوات المسلحة، ورؤساء الأفرع، لتلقينه المهمة، والإجابة عن أسئلته، ثم اجتمع بأفراد السرية التى تحركت مساء يوم 5 أكتوبر 1973، حيث تم نقلهم من أحد المواقع يوم 5 أكتوبر فى تمام الثامنة مساءً بطائرة هليكوبتر، لتظهر طائرة «فانتوم» معادية، ويأمر قائد الطائرة رجال الصاعقة بالتعامل معها، لتدور معركة جوية بينهما تنتهى بانتصار «الهليكوبتر»، فى معركة اعتبرت «معجزة»، وتحدَّث عنها العالم وقتها، وهنا هتف رجال الصاعقة: «الله أكبر.. النصر لنا بإذن الله».
وسارت سرية «شلبى» فى 3 مجموعات، فاكتشفت وجود 6 دبابات معادية، وتم تغيير خط سيرها لتفادى هجوم تلك الدبابات عليهم، ثم اتجه المقاتلون إلى طريق آخر فصادفوا حقل ألغام، فتم فتح ثغرة فى هذا الحقل، حتى تهرب القوة بنجاح دون خسائر، وتختفى عن أعين الدبابات، وتواصل السير لمهمتها. وبحلول الظلام، أرسل العدو طائراته لإضاءة المكان، لتناور القوات فى تحركاتها، ويتجه المقاتلون إلى «قرية رابعة»، بدلاً من «رمانة». وفى هذه الأثناء فوجئ قائد السرية ببعض الدبابات تسير على الطريق الأسفلتى وتضىء المنطقة وتضرب نيران المدفعية بشكل عشوائى، فأصدر أوامره لرجاله بالاختفاء وعدم التعرض لهذه الدبابات لأن مهمته الأساسية تعطيل اللواء المدرع المنتظر أن يتحرك صباح ٧ أكتوبر.
وأمر القائد المقاتلين باحتلال مواقع الاشتباك المجهزة والمخفاة جيداً وعدم فتح النيران إلا بأوامر منه شخصياً، وتحدَّث إلى رجاله بثقة وإيمان قائلاً: «إننا رجال وهبنا حياتنا بعزة، فإن كتب الله لنا الشهادة فهى الجائزة الكبرى، وإن كتب لنا النصر فهو إحدى الحسنيين، فتوكلوا على الله وثقوا فى الله فهو خير حافظ وهو أرحم الراحمين.. أيها الأبطال لقد كُتب علينا القتال بعزيمة وإصرار، فقاتلوا بحسم وإصرار فنحن خير أجناد الأرض، هكذا قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم».
فاستبشر الرجال خيراً، وهتفوا بصوت مثل صوت زئير الأسد: «نحن أهل لها وإن شاء الله لمنتصرون.. الله أكبر.. الله أكبر»، وتعانق الرجال وتشابكت الأيدى كالبنيان المرصوص، ورفعوا أيديهم إلى السماء يطلبون من المولى عز وجل النصر أو الشهادة.
قائد السرية لـ«المقاتلين»: إن كتب الله لنا الشهادة فهى الجائزة الكبرى.. وإن كتب لنا النصر فهو إحدى الحسنيين.. فقاتلوا بحسم وإصرار فنحن خير أجناد الأرض
وجلس القائد بعد أن اطمأن على روح الأبطال المعنوية، فقال متحدثاً إلى نفسه: «ليس هناك وجه للمقارنة بين قواتى وقوات العدو، فالعدو مسلح بدبابات ورشاشات ٥ بوصة وعربات مدرعة مسلحة بمدافع ٥ بوصة»، ورفع يديه إلى السماء ودعا الله العلى القدير أن يكتب لخير أجناد الأرض النصر، والله قادر على نصرهم مصداقاً لقوله تعالى: «كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ».
وفى السادسة صباح ٧ أكتوبر تقدمت عربتا «جيب» عسكريتان و٤ عربات ٥ جنزير معادية محملة بالأفراد، وفطن القائد إلى أنها مجموعة استطلاع اللواء الإسرائيلى، فأصدر تعليماته بعدم التعرض لها، وفى تمام السابعة تحرك اللواء المدرع الإسرائيلى من العريش متجهاً إلى القناة ووصلت مقدمة اللواء وكانت عبارة عن كتيبة دبابات مدعمة بمركبات القتال أمام الكمين، ويظهر من الأبراج وجود ضباط للعدو الإسرائيلى بزيهم الزيتى وفى أعناقهم نظارات الميدان.
انتظر قائد السرية حتى وصول جسم اللواء أمام مواجهة الكمين، وأصدر أوامره بالاشتباك وتم ضرب أول مركبة فى القوة وآخر مركبة بواسطة صواريخ «المالوتيكا»، فأحدث ذلك الارتباك المطلوب للواء العدو، وبدأت القوات المضادة للدبابات تصب نيرانها على دبابات العدو وتحوّل المكان إلى كتلة من الجحيم وصيحات الرجال تتعالى: «الله أكبر.. الله أكبر» مع كل دبابة للعدو يتم تدميرها. وبعد وصول نبأ تدمير اللواء المدرع للعدو فى «رمانة» وعدم وصوله لقناة السويس بسبب رجال الصاعقة، قامت القيادة الإسرائيلية بإبرار سرية مشاة فى اليوم نفسه، واشتبك معها رجال الصاعقة وكبدوها خسائر فادحة واضطرت للانسحاب، وظلت كتيبة رجال «الصاعقة» ثابتة صامدة فى مواقعها حيث اقتربت الذخيرة من النفاد.. وبفضل الله وتوفيقه تم وصول الإمدادات فى الوقت المناسب.
وأصدرت القيادة الإسرائيلية أوامر بتجميع اللواء المدرع لإبادة رجال الكوماندوز المصريين، واحتل لواء المشاة الميكانيكى الإسرائيلى المرتفعات، وبدأ إمطار السرية بوابل من النيران والرشاشات والهاونات، وأخذت دبابات العدو تتقدم نحو رجال الصاعقة وهم ثابتون.. صامدون.. يقاتلون ولا يخشون الشهادة وهم يهتفون بكل حماس: «الله أكبر».. ولم يستطع جندى من العدو الإسرائيلى الخروج من المركبة أو الدبابة بسبب الذعر الذى أصابهم جميعاً.
واستطاعت سرية الصاعقة أن تنجح فى تدمير معظم دبابات ومشاة العدو، وتعطيل اللواء المدرع على المحور الشمالى لمدة ٢٤ ساعة بدلاً من ٣ أو ٤ ساعات، لمنح فرصة لقواتنا الرئيسية فى إقامة المعابر والعبور بأمان فى نطاق الجيش الثانى الميدانى.