طوائف لبنان

يضم المجتمع اللبناني أكثر من سبع عشرة طائفة. يشكل كلٌّ منها كياناً متماسكاً، داخل المنطقة التي تعيش فيها. والطائفية، كوسيلة من وسائل الضغط، في النظام السياسي اللبناني، لا تكمن في تعدد الطوائف فحسب؛ إذ إن هذا التعدد سابق على قيام الدولة، وإنما هي كامنة في الأثر النفسي، الذي يتركه الانتماء الطائفي داخل الجماعة الدينية، والذي ينعكس على سلوكها إزاء الجماعات الأخرى، أو الطوائف الأخرى. ونجم عن ذلك، أن أصبحت العلاقة بين الطوائف علاقة صراع، سواء كان ذلك صراعاً خفياً أم معلناً. وينقسم اللبنانيون إلى قسمَين رئيسيَّين، الطوائف المسيحية والطوائف الإسلامية. كلٌّ منهما، تضم عدداً من المذاهب، لا يتردد أي منها في الادعاء أنه يمثل أكثرية عددية، على الرغم من أن أكثرها عدداً، لا يزيد على ثلث إجمالي عدد السكان. 
السنة 
وهم أكبر المذاهب الإسلامية عدداً ،حيث يمثلون حوالي 50 % من عدد السكان في لبنان.وهم يتركزون في شمال لبنان ووسطه ومدن الساحل.
والتيارات الإسلامية الحركية لعبت دوراً في الخارطة السياسية  وأبرز قواها الجماعة الإسلامية التي تنتمي إلى مدرسة الإخوان المسلمين وهي الأكثر تنظيماً ولها حضورها في معظم المناطق اللبنانية، بالإضافة إلى حركة التوحيد التي تتركز في طرابلس وحزب التحرير والتيار السلفي، فضلاً عن جماعة الأحباش التي ظهرت بقوة في العقد الأخير من القرن العشرين.
الشيعة 
الشيعة هم ثاني المذاهب الإسلامية اللبنانية عدداً،حيث يمثلون حوالي 29 % من عدد السكان في لبنان.وهم يقطنون في جبل عامل، في جنوبي لبنان، وفي سهل البقاع، ولا سيما حول بعلبك-الهرمل. حيث يعود تاريخ التشيع هناك إلى القرن الميلادي التاسع ،خلال العصر العباسي.
الدروز 
 تعود نشأتهم إلى أوائل القرن الحادي عشر ،واستطاعوا في ظل الدولة الفاطمية أن ينشروا مذهبهم في لبنان الأوسط ،الشوف والمتن ،وفي سورية ،حوران،وفي فلسطين. وهم يشكلون حوالي 5% من الشعب اللبناني المقيم.
العلويون
موجودون في لبنان منذ مئات السنين وكانت لهم دولة قوية في طرابلس (إمارة بني عمار وكانت إمارتهم تمتد حتى تخوم بيروت من جهة وحتى انطاكية من جهة ثانية. وتمتد من نواحي جبلة في سوريا إلى قلعة صافيتا وحصن الأكراد والبقيعة. وفي لبنان حتى الهرمل والضنية وجبة بشري وبلاد العاقورة شرقي بلاد جبيل. وكانت جونية من أعمال طرابلس. وقد نمت إمارتهم نموا عظيما حتى أصبحت طرابلس، في القرن الحادي عشر، أعظم مدينة على طول الساحل الشرقي للبحرالمتوسط). يتركزون حاليا في منطقة جبل محسن وعكار. ويشكلون حوالي 2% من الشعب اللبناني المقيم.
الإسماعيليون 
قدموا من بلاد الشام التي جاؤوها من العراق هرباً من السلطة العباسية. وهم أقلية، ولا يتخذون مكانا محددا لإقامتهم. ومرجعيتهم الدينية خارج لبنان.
الموارنة 
كانوا أكثر الطوائف عددا عند تأسيس دولة لبنان الكبير في العام 1922. لكن أعدادهم تراجعت نتيجة الهجرة، وهم اليوم أكبر المذاهب المسيحية في لبنان حيث يشكلون حوالي 23% من الشعب اللبناني المقيم.
الروم الأرثوذكس
هم مسيحيو المشرق وأكثر المسيحيين تعلقا بالعروبة.استقروا في المناطق الساحلية منذ القرن التاسع، ويكثر حضورهم في منطقة الكورة (شمال لبنان) ومنطقة الاشرفية في العاصمة اللبنانية. وهم يشكلون حوالي 9% من الشعب اللبناني المقيم.
الروم الكاثوليك
 كان الروم الكاثوليك جزءاً من الروم الأرثوذكس، حتى القرن الثامن عشر، حين انشقوا عنهم، وتمركزوا في زحلة، وهم الذين يُعرفون بالملكيين والذين انفصلوا عن روما ثم عادوا إليها. وهم يختلفون عن الروم الارثوذكس بكونهم تابعين عقائديا إلى كرسي روما (الفاتيكان)، وهم يشكلون حوالي 5% من الشعب اللبناني المقيم.
الأرمن الأرثوذكس
سكنوا في لبنان، بصورة خاصة، في برج حمود (ساحل المتن) وزحلة، وعنجر. وهم يشكلون حوالي 3% من الشعب اللبناني المقيم.
الأرمن الكاثوليك 
سكنوا في لبنان، بصورة خاصة، في برج حمود (ساحل المتن) وزحلة، وعنجر، وهم يشكلون حوالي 1% من الشعب اللبناني المقيم.
السريان الكاثوليك والأرثوذكس
سكنوا لبنان منذ أقدم العصور. وهم من الأقليات.ولهم حزب يمثلهم هو الاتحاد السرياني في لبنان الذي تأسس عام 2005 
الأقباط الكاثوليك والارثوذكس
هم الطائفة الثامنة عشرة التي ضمت منذ فترة غير بعيدة إلى قائمة الطوائف المعترف بها رسميا في لبنان.حيث تم ضم طائفة “الأقباط” إلى القائمة الرسمية عام 1996، في عهد الرئيس اللبناني الراحل الياس الهرواي،عندما زار الأنبا شنودة لبنان وجال على أبناء الطائفة القبطية.
الكلدان
مشرقيون وفدوا من العراق. إقامتهم في لبنان غير شرعية لأن الدولة اللبنانية لم توقع على اتفاقية جنيف لأسباب سياسية معروفة، وطائفتهم هي من الأقليات. واليوم يتراوح عدد الكلدانيين الموجودين في لبنان، والذين يتمركزون تحديدا في العاصمة اللبنانية بصورة خاصة في مناطق الدكوانة، البوشرية، الفنار، ما بين 8000 و10000 شخصا.
اللاتين
يعتبرون من المتحدرين عن الصليبيين في لبنان. وهم من اصغر طوائف الأقلية. ولا يقطنون منطقة معينة. واللاتين طائفة كاثوليكية تتبع بابا الفاتيكان، ويعود تأسيسها في المنطقة العربية إلى فترة الحروب الصليبية، فالصليبيون الذين قدموا إلى العالم الإسلامي من أوروبا بدءاً من عام 489هـ (1095م)، وحتى عام 690هـ (1291م) وضعوا البذرة لهذه الطائفة ورعوها، وخاصة في فلسطين، التي رزحت تحت حكم الصليبيين سنوات طويلة، ويقع مقر هذه الطائفة في مدينة القدس، وتمثلها “كنيسة القدس للاّتين” التي تشرف على فلسطين والأردن وقبرص، وهي واحدة من 13 كنيسة مسيحية في القـدس منفصلة بعضُها عن بعض، وتتبع المذاهب الكاثوليكيـة والأرثوذكسـية والبروتسـتانتية.
الانجيليون
اعتنقوا هذا المذهب على أيدي المرسلين وموجات التبشير البروتستانتية. وهم من سكان لبنان الأصليين. وموجودون بغالبيتهم في بيروت، وتحديدا في منطقتي رأس بيروت والاشرفية.
والإنجيلية هي حركة دينية مسيحية تتبناها جماعات من المحافظين البروتستانت، تتميز تعاليمها بالتشديد على المعنى الحرفي لنصوص الكتاب المقدس، الذي تعتبره المصدر الوحيد للإيمان المسيحي.
الأشوريون
طائفة مسيحية جاءت إلى لبنان من بلاد ما بين النهرين. وتوزعوا على بعض مناطق بيروت وجبل لبنان.ويُعتبر الآشوريون من الأقليات في لبنان وعلاقتهم هي مع الكنيسة الكاثوليكية وعلى رأسها البطريارق الماروني تم الاعتراف بها كإحدى الطوائف السبع عشرة في لبنان منذ عام 1968 إلا أن ذلك لم يساهم على ما يبدو في تحسين أوضاعها والاعتراف ببعض حقوقها في المواطنة.
************
المصادر
-موسوعة مقاتل من الصحراء
– طوائف لبنان الـ18: أقليات كبرى وأقليات صغرى/مارون حداد (صحيفة الشرق الأوسط 25 يونيو 2008)
-تاريخ تواجد الأقباط في لبنان (راديو أبانا) 
-نافذة لبنان 
-موقع يا بيروت
-كلدايا نت 
-الراصد نت.
ويكيبيديا.
-خط الهدنة في كشمير، الآشوريون في لبنان (برنامج مراسلو الجزيرة / الجزيرة نت 21/8/2004)