سيناريوهات كارثية للشرق الأوسط في حالة التصويت بـ «نعم» فى استفتاء «تقرير المصير» لإقليم كردستان

سيناريوهات كارثية للشرق الأوسط في حالة التصويت بـ «نعم» فى استفتاء «تقرير المصير» لإقليم كردستان
مراقبون يضعون سيناريوهات كارثية للشرق الأوسط بعد استقلال كردستان تركيا وإيران بصدد فرض حصار اقتصادي وسياسي خوفًا على مصالحهم الأكراد يحاربون للحصول على حريتهم وبغداد لن تسمح طهران تغلق مجالها الجوي وحدودها البرية خوفًا من نتيجة الاستفتاء     يشارك نحو 5 ملايين شخص في مناطق تابعة لإقليم كردستان العراق في استفتاء تاريخي، اليوم، الاثنين، يهدف إلى انفصال الإقليم عن العراق.   وتقول حكومة إقليم كردستان إن الاستفتاء هو الخيار الديمقراطي لسماع صوت الشعب الكردي الذي تعرض لحملات إبادة على مدى عقود.   ولكن ما هي التداعيات المحتملة لنتيجة الاستفتاء على الأوضاع في الشرق الأوسط؟   الأكراد هم أقلية عرقية تعيش في تركيا وسوريا والعراق وإيران، فبعد تقسيم الإمبراطورية العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى لم يحصل الأكراد على دولة، ويجري أكراد العراق استفتاء للأنفصال بدولة مستقلة بعد عقود من الصراع.   يجرى الأكراد الاستفتاء في هذا التوقيت لأسباب عدة؛ على رأسها أنه بعد سقوط نظام صدام حسين منح الأكراد حكمًا ذاتيًا في العراق، إلا أن حكومة الإقليم اتهمت العراق بعدم احترام هذا الحكم الذاتي، وقالت إن السياسين العراقيين ينتهجون نفس سياسات النظام السابق، مؤكدة أن الاستفتاء يقر بالمساهمة التي قدمها الأكراد في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي.   تعارض الحكومة العراقية هذا الاستفتاء وتحاول منعه بأقصى قوتها خشية أن يؤدي إلى تفت البلاد طائفيًا وعرقيًا.   وتخشى تركيا من امتداد النزعة الانفصالية إلى الأكراد على أراضيها خاصة مع وجود نسبة كبيرة من الأكراد فيها، إذ يتوزع الأكراد أساسا بين دول أربع هي تركيا والعراق وإيران وسوريا.   كما تخشى تركيا أيضًا قيام دولة لوحدات حماية الشعب الكردية والتي تعدها أنقرة مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.   كما عبرت سوريا وإيران عن تحفظهما على انفصال كردستان، فيما تعترض دول أخرى يعتبرها الأكراد كحليفة، مثل الولايات المتحدة، على الاستفتاء، حيث اعتبرت واشنطن أنه يشتت جهود الحرب على تنظيم "داعش"، واستقرار المناطق المحررة في العراق.   ودعت الولايات المتحدة حكومة إقليم كردستان إلى إلغاء الاستفتاء، والبدء في حوار جدي ومتواصل مع بغداد.   أما مجلس الأمن الدولي، فقد حذر من أن هذه الخطوة ستزعزع الاستقرار في الدولة العراقية، لا سيما وأن حكومة إقليم كردستان أقدمت على هذه الخطوة بشكل منفرد دون الرجوع للحكومة المركزية في بغداد.   وأصدر المجلس بيانًا قال فيه إن الاستفتاء "جاء في وقت لا تزال فيه جارية العمليات ضد تنظيم داعش، والتي تؤدي القوات الكردية فيها دورًا رئيسيًا"، مشددًا على أن إجراءه يهدد بـ"إعاقة الجهود الرامية لضمان عودة طوعية وآمنة لأكثر من ثلاثة ملايين نازح ولاجئ".   وأعلن المجلس أن أعضاء المجلس متمسكون بسيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه، وأن أي مشكلة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان يجب حلها في إطار الدستور العراقي عبر حوار منظّم وحلول توافقية يدعمها المجتمع الدولي.   قد يؤثر الاستفتاء على أسواق النفط بشكل كبير، فالإقليم يحظى بأهمية شديدة لتلك الأسواق؛ إذ إنه ينتج أكثر من 600 برميل نفط يوميًا، منها نحو 150 ألف برميل من محافظة كركوك المتنازع عليها مع بغداد، والتي تقع خارج الإقليم وتحتفظ باحتياطات نفطية كبيرة.   وتصدر كركوك النفط من خلال خط أنابيب يمر من إقليم كردستان وتركيا، التي إذا قررت إغلاق الخط فسيقلص هذا دخل حكومة كردستان من العملة الصعبة، وهو الأمر المتوقع إذا ما جائت نتيجة الاستفتاء في صالح مشروع الانفصال.   ويرى مراقبون أن الاستفتاء سيكون له تداعيات كبيرة قد تغير مجريات الساحة الإقليمية، وتحدثوا عن عن سيناريوهات عدة ربما تكون الحرب المحدودة واحدا منها، إذ لم تستبعد بغداد وأنقرة القيام بعمل عسكري لإجهاض الاستفتاء.   وربما تشمل السيناريوهات أيضا حصارا اقتصاديا وسياسيا، إذ إن كلا من تركيا وإيران، كانتا بمثابة المنفذ الوحيد للإقليم للتجارة مع الخارج، تزامنًا مع إغلاق إيران مجالها الجوي والبري في اليومين الماضيين، وتردد أنباء عن إغلاق تركيا لمعبر "خابور" الحدودي، رغم أن أنقرة نفت هذا الأمر منذ ساعات.   وفي ظل الأصوات المعارضة الشديدة من قبل بغداد والدول المجاورة لكردستان العراق، تتحدث بعض الأصوات عن أن إنشاء دولة في كردستان العراق، ربما يؤدي إلى استقرار لمنطقة الشرق الأوسط، ويؤدي إلى انتهاء النزاع الدائر منذ زمن طويل بين بغداد وأربيل.