فنانو الثلاثينات في فيديو نادر بافتتاح -استوديو مصر-

في فيديو نادر عمره 80 عاما يظهر فنانون مصريون كانوا من أبرز النجوم في ذلك الوقت ليقدموا كلمات لهم في افتتاح أكبر حدث سينمائي وإنتاجي في مصر، ساهم في إثراء السينما المصرية والعربية، وقدم أجمل وأشهر الأفلام في تاريخها.
ففي الأول من مارس من العام 1935 حيث تم افتتاح استوديو مصر من خلال شركة مصر للتمثيل والسينما التي كانت إحدى المؤسسات العملاقة التي أنشأها الاقتصادي المصري الكبير طلعت حرب منذ عام 1927.
كان طلعت حرب يؤمن بأن تجديد الاقتصاد في مصر لن يتم إلا إذا ازدهرت الثقافة واستنارت العقول بالأفكار الجديدة والثقافة الرفيعة، وكان يؤمن أيضا بأن الثقافة استثمار كبير. وإيماناً منه بضرورة تدعيم الثقافة والفنون ونشر الوعي قام بتأسيس شركة مصر للتمثيل والسينما "استوديو مصر" لإنتاج أفلام مصرية لفنانين مصريين مثل أم كلثوم، محمد عبدالوهاب وغيرهما.
في ذلك اليوم، استدعى الاقتصادي الكبير طلعت حرب أشهر النجوم، مثل علي الكسار وأنور وجدي وسراج منير وميمي شكيب وزكي رستم وزوز ماضي وسليمان نجيب وحسين رياض وشقيقه فؤاد وفؤاد الجزايرلي والوجوه الجديدة والشابة في ذلك الوقت مديحة يسري وليلى فوزي، ليقدموا كلمات في حفل الافتتاح، وقبل بداية الحفل الغنائي الكبير، وكانت كلمات إشادة وترحيب بهذا الحدث الضخم الذي كان بمثابة شرارة الانطلاق لإنعاش السينما المصرية.
أنتج استوديو مصر فيلما قصيرا لمدة عشر دقائق للإعلان عن المنتجات المصرية. كما أنتج نشرة أخبار أسبوعية عن الأحداث في مصر يتم عرضها في دور العرض قبل بداية أي فيلم، وقام بإرسال البعثات الفنية من المصريين إلى أوروبا لتعلم فنون التصوير والإخراج والديكور والماكياج، فسافر أحمد بدرخان وموريس كساب (إخراج)، حسن مراد - محمد عبدالعظيم (تصوير) - مصطفى والي (صوت)، ولي الدين سامح (ديكور)، نيازي مصطفى (مونتاج)، وتم تعيين الفنان أحمد سالم مديراً لاستوديو مصر. وقد أكد طلعت حرب أهمية السينما وخطورة دورها عندما قال "إننا نعمل بقوة اعتقادية، وهي أن السينما صرح عصري للتعليم لا غنى لمصر عن استخدامه في إرشاد سواد الناس".
أول فيلم تم إنتاجه كان فيلم "وداد" عام 1935 لكوكب الشرق أم كلثوم، ومنذ افتتاح هذا الصرح السينمائى الكبير شهد تطوراً كبيراً في كافة المجالات، سواء الفنية أو التكنولوجية في مجالات الديكور والتصوير والمونتاج، وكذلك البلاتوهات المخصصة للتصوير، وقد كان لاستوديو مصر دور إيجابي في تاريخ الإنتاج السينمائي الرفيع في مصر، وساهم في دعم موقع مصر الريادي في المجال الفني، وأكد جدارتها في أن تكون عاصمة الفن في الشرق.
أقيم استوديو مصر على مساحة كبيرة من الأرض في منطقة الأهرامات جنوب القاهرة، تضم أكثر من بلاتوه للتصوير، ويضم ورشاً للديكور وغرفاً للممثلين ومخازن للملابس ومعدات التصوير السينمائي.
https://www.dailymotion.com/video/x2cfbu6