الذكرى 105 على ميلاد إسماعيل ياسين رائد الكوميديا المصرية،
الذكرى 105 على ميلاد إسماعيل ياسين رائد الكوميديا المصرية، محطات كثيرة فى حياة الفنان الكبير رصدناها فى سطور الملف التالى، منذ نشأته فى محافظة السويس وسفره للقاهرة، التى بدأ فيها حياته الفنية بتقديم السهرات الغنائية وفقرات المونولوج بمسرح الراقصة اللبنانية بديعة مصابنى، تحدثنا إلى عدد من نقاد الفن، الذين أجمعوا على تفرد «سمعة» باعتباره شخصية عبقرية من النادر تكرارها، لما تمتع به من كاريزما طاغية يصعب محاكاتها.
«الوطن» تحدثت مع أسرة الفنان الراحل، حيث سردوا الكثير من خبايا شخصيته وتعامله مع ابنه الوحيد «ياسين»، بداية من نعومة أظافره وحتى اشتداد عوده، كما كشفوا عن كواليس الأيام الأخيرة فى حياته، وكيف انتهى به الحال من ثراء ويسر مادى إلى رجل مطارد بالديون.
«سمعه» جمعته توأمة فنية مع الكاتب الكبير أبوالسعود الإبيارى، التى أفصح عن دهاليزها نجله المؤلف المسرحى أحمد الإبيارى، فتحدث عن المشاهد الأولى التى جمعت والده بالكوميديان، كما ألقى الضوء على بعض المواقف الطريفة التى حدثت بينهما، والإخلاص الذى كان عنوان تعاونهما.
لم يكن الراحل مجرد ممثل كوميدى، يمتع الأجيال المتلاحقة بمشاهدة أعماله دون ملل، فياسين كان يحلم يوماً بمنافسة موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، ويعتبر بمثابة ملك متوج على عرش «المونولوج»، ولذلك رصدنا عدداً من أعماله الغنائية الشهيرة، التى يتجاوز مجملها فى الأصل 100 أغنية، والكثير عن روائع المبدع العظيم فى السطور التالية:
«بس إيه هى السعادة؟.. ولا إيه معنى السعادة؟»، راح الصوت الزاعق يردد السؤال بإلحاح على إيقاع الموسيقى الصاخبة، لم يكن السؤال مجرد مقطع لمونولوج سيصبح شهيراً كصاحبه، ولكنه فيما يبدو كان السؤال الذى سيطر على حياة الفنان صاحب الفم الكبير والأداء الكوميدى الأشهر فى تاريخ السينما المصرية، ولعله كان يبحث له عن إجابة منذ خرج من مسقط رأسه بمدينة السويس فى ثلاثينات القرن الماضى، فى الطريق للقاهرة، ساعياً وراء فرصة الاشتغال بالفن، ليلازمه الحظ العثر حتى يرحل عن الدنيا كما بدأ، مطروداً مفلساً لا تفارق الدموع عينيه، فى الوقت الذى نجح فيه أن يطبع البسمة على وجه كل من شاهده منذ اللحظة الأولى التى ظهر فيها على ساحة العمل الفنى فى مصر. سلسلة من المفارقات صبغت حياة الفنان الراحل إسماعيل ياسين، ابن مدينة السويس، المولود فى 15 سبتمبر عام 1912، كان أولها عندما اختار العمل بالفن من باب الغناء، سرعان ما عدل عن اختياره بعد أن تلقى نصيبه من إهانة الجمهور الذى قذفه بالبيض والطماطم تعبيراً عن الاستهجان حين أصر على غناء «أيها الراقدون تحت التراب» فى أحد الأفراح، راح يسير فى شوارع القاهرة خالى الجيوب، يبحث عن مأوى له فى المساجد، دون طعام أو ملابس محترمة، يتنقل بين مهنة وأخرى حتى تعرف على الكاتب أبوالسعود الإبيارى، الذى قاده إلى كازينو بديعة مصابنى، الراقصة الشهيرة، التى منحته الفرصة لأن يعمل «مونولوجيست» لديها، نجح «سمعة» فى أن يلفت إليه الأنظار، ويحقق شهرة لا بأس بها، فتحت له طريق العمل فى السينما، فظهر لأول مرة على الشاشة الفضية فى فيلم «خلف الحبايب» من تأليف وإخراج فؤاد الجزايرلى، عام 1939، ثم التحق بفرقة على الكسار المسرحية، وراح اسمه يصعد مع اندلاع ثورة يوليو عام 1952، وقتها وقع عليه الاختيار ليقدم سلسلة أفلام عن القوات المسلحة المصرية فى مختلف قطاعاتها تحمل اسمه، عبر حكايات اجتماعية وكوميدية أقبل عليها الجمهور، ويقال إنها كانت بطلب من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر نفسه، حتى يزيل أى فجوة بين الشعب وقواته المسلحة.
«عاطلاً.. بائساً.. تملأ الدموع عينى بعد أن ملأت قلوب الناس بالأفراح»، هكذا وصف «سمعة» حاله للرئيس عبدالناصر، عندما تشابهت البداية مع النهاية، حيث عاد مرة أخرى إلى تقديم مونولوجات غنائية فى بعض الأماكن المتواضعة بعد أن وصل لقمة المجد، مسجلاً رقماً قياسياً فى عدد الأفلام السينمائية التى ظهر فيها، والتى وصلت إلى 480 فيلماً، قبل أن يؤسس فرقة مسرحية حملت اسمه واستنزفته مادياً، تزامن ذلك مع تعرضه لأزمة صحية تلتها أزمة مالية انتهت بالحجز على كل أمواله وممتلكاته، قبل أن يرحل عن عالمنا عن عمر يناهز الـ 60 عاماً.
علاقة فريدة رسمت ملامحها سنوات طويلة وأحلام مشتركة، لم يزدها الجهد والكفاح إلا قوة ومتانة فى مواجهة الظروف الصعبة، حب الفن كان كلمة السر فى العلاقة التى تحولت إلى توأمة فنية بين الكاتب أبوالسعود الإبيارى والفنان إسماعيل ياسين، بداية من سنوات «الكحرتة» فى كازينوهات ومسارح عماد الدين، حتى التربع على عرش النجومية.
يقول الكاتب أحمد الإبيارى، نجل المؤلف الراحل أبوالسعود الإبيارى: «قد يكون المشهد الأول فى لقاء الثنائى غير معروف للكثيرين، ولكنه لم يخرج عن إعجاب المؤلف الشاب بأداء الفتى السويسى الذى كان تجاوز الـ20 عاماً بسنوات قليلة حينها، وهو ينتزع الضحكات من الجمهور، أثناء تأدية بعض المونولوجات فى الأفراح الشعبية، أو على أحد مسارح روض الفرج، حيث كانت تعتبر الدرجة الثانية للسهرات الفنية آنذاك مقارنة بـ«كازينوهات» شارع عماد الدين».
{long_qoute_1}
وتحدث «الإبيارى» عن ذكريات والده مع الكوميديان الكبير لـ«الوطن»، قائلاً: «بعدما أعجب والدى بموهبة إسماعيل ياسين الفنية، عرض عليه العمل فى كازينو (بديعة مصابنى)، الذى لم يكن ملهى ليلياً بالشكل المألوف فى الوقت الحالى، ولكنه كان أقرب إلى مسرح اسكتشات فنية، وفقرات غنائية وأخرى راقصة، وقف على خشبته كبار النجوم أمثال تحية كاريوكا، أنور وجدى وفريد الأطرش، وبالفعل التحق (ياسين) بالعمل، وحقق نجاحاً كبيراً ونقلة نوعية فى حياته».
«المسرح داعب خيال أبوالسعود وياسين، فالمونولوجات والاسكتشات لم تشبع طموحاتهما الفنية، ولذلك اقترح والدى على السيدة بديعة مصابنى، مالكة الكازينو، أن يقدما كل أنواع الفنون التى تروق لها، سواء غناء أو استعراضات أو اسكتشات تمثيلية، ولكن من خلال مسرحية، وبالفعل وافقت على ذلك، وكتب المؤلف الشاب العرض المسرحى، الذى قام ببطولته (ياسين) وحقق نجاحاً كبيراً، ووقتها تعرضت بديعة لوعكة صحية دخلت على أثرها المستشفى ومكثت به فترة طويلة، وعندما عادت وجدت الكازينو كامل العدد وهو ما أسعدها، قبل أن يخبرها ابن شقيقتها الذى كان يتولى إدارة الكازينو أن مبيعات البار أصبحت معدومة حيث تغيرت نوعية رواده، إلى جمهور مسرحيات أبوالسعود وياسين، ما دفع (بديعة) إلى طردهما من المسرح، حيث هرولت وراءهما بـ(مقشة) فى شارع عماد الدين، ليستقلا بعدها الترام ويفران منها»، وذلك وفقاً لرواية أحمد الإبيارى.
{long_qoute_2}
وتابع: «لمع نجم الإبيارى ككاتب سيناريو، تزامناً مع تألق ياسين السينمائى، حيث كان حريصاً على مشاركة صديقه فى الأعمال التى يقوم بكتابتها، فما زلت أحتفظ بسناريوهات والدى، الذى كان يكتب بخط يده اسم (ياسين)، أمام الشخصية التى سيؤديها، بخلاف باقى الفنانين، ولم يكن ذلك بسبب صداقتهما، ولكنه كان مؤمناً بإمكانياته الفنية لدرجة كبيرة، إذ قدما معاً ما يقرب من 120 فيلماً سينمائياً، بخلاف الأعمال المسرحية التى اشترط فيها الكوميديان أن يكون والدى الكاتب الوحيد لفرقته، وألا يعمل مع جهة أخرى، وعندما عاتبه الكتاب الآخرون، قال «ياسين»: (أنا مش ممانع هاتولى حد بيكتب زى أبوالسعود الإبيارى وأنا أتعاون معاه)، فعندما اعتزم إنشاء فرقته المسرحية، لم يخبر أحداً برغبته سوى والدى».
«الفكرة سرية بينى وبينك، حتى لا يقوم أولاد الحرام بتدبيراتهم الممجوجة والمعروفة. صديقى اللذيذ.. الفكرة هى أننى اعتزمت بمشيئة الله تعالى عمل فرقة تمثيلية فى القاهرة لمدة أربعة أشهر أو حسب تساهيل ربنا، والعمل سيكون فى تياترو الماجستيك أو فى الكوزمو، والفرقة مكونة من أبطال محبوبين للجمهور وعلى الشاشة وأريد أن أفهمك أننى عاوز روايات من ثلاثة فصول، أو نقدم شهر ريفيه وشهر رواية تمثيلية، وأردت أن أخبر يا إما حضرتك تكتبلى الروايات يا إما تخش شريك وليس معنا أحد غيرى أنا وأنت علشان محدش يفركشها، يا تاخد فلوس وتكتبلى هذا أمامك وهذا أمامك، وعلشان الموسم ما يطيرش مننا فأنا كتبت لك لا لضعفى إنما لقلمك الحلو، وهو فيه كام أبوالسعود الإبيارى فى مصر»، هكذا كان نص الخطاب الذى أرسله «ياسين» إلى صديقه الكاتب أبوالسعود الإبيارى فى القاهرة ليخبره برغبته فى تدشين فرقته المسرحية، التى استمر نشاطها على مدار ما يقرب من 8 سنوات، قدما خلالها ما يقرب من 62 عرضاً مسرحياً.
ويقول «الإبيارى»: «فى ذلك الوقت لم يكن متوافراً أمامهما مسرح لتقديم عروضهما، فقاما بتأجير سينما (ميامى)، ولم تكن سوى أرض خالية، لا يوجد بها شىء سوى شاشة عرض وبعض الكراسى المتهالكة، حيث باع والدى عقاراً يملكه، وسحب ياسين أمواله من البنك، وقاما ببناء المسرح على نفقتهما الخاصة، واستأجرا الأرض من صاحبها، ولكن تم تأميمها لأن مالكها لم يكن مصرياً، فأصبحت الدولة تتقاضى قيمة الإيجار، وفى الصيف يتم نقل العروض إلى مدينة الإسكندرية، ويقدمان كل يوم رواية جديدة».
وأردف: «يعتبر الثنائى الوحيدين اللذين أنشآ مسرحاً على نفقتهما الخاصة، ولكن لم يتم تكريمهما بعد ذلك، وتجاهل المسئولون إطلاق اسميهما على المسرح». وفيما يتعلق بضياع جزء كبير من تاريخ مسرح إسماعيل ياسين، قال: «التليفزيون كان يصور العروض، ويمتلك حق بثها فى الجمهورية العربية، التى كانت تضم مصر وسوريا آنذاك، فهناك ما يقرب من 48 مسرحية، ولكن تم مسح عدد كبير منها، وأعلم من قام بذلك ولن أسامحه، وما فعله كان بغرض إخلاء الساحة لعروض أخرى». وتطرق «الإبيارى» إلى أسباب القطيعة بين «ياسين وأبوالسعود»، قائلاً: «والدى كانت لديه القدرة على التطور مع آليات السوق، فبدأ فى العمل مع الجيل الجديد من الكوميديانات، والتحق بعد ذلك بفرقة نجيب الريحانى، فبدأ أهل الشر فى إحداث وقيعة بينهما، بزعم أن الكاتب الراحل تخلى عن صديقه، وهذا لم يحدث إطلاقاً، حيث دافع عنه فنياً بدرجة كبيرة، وأثناء اختيار أبطال فيلم (صغيرة على الحب) رشحه لأكثر من دور فى الفيلم، وكان يجد معارضة من المخرج نيازى مصطفى، حتى اقترح بأن يقوم بالدور الذى أداه نور الدمرداش، إلا أن (ياسين) رفض ذلك».
وأضاف: «فكر إسماعيل ياسين فى العودة للمسرح مرة أخرى أثناء وجوده فى بيروت، ولكنه كان قلقاً بشأن التحدث مع والدى فى هذا الأمر، خصوصاً أنه لم يتحدث معه لمدة عامين، ونقل رغبته لزوجته التى تحدثت مع والدى عبر التليفون، وطلبت منه كتابة مسرحية ليقدمها، حيث وافق على الفور وطلب منها أن ترسل السلام لياسين، وأن تخبره برغبته فى علبة حلوى من لبنان، ورفض أن يتقاضى عنهما أجراً، ولكن لم تحقق المسرحية نجاحاً وأغلقت أبوابها بعد 10 أيام، وكان قد توفى والدى بعدها». وكشف الكاتب المسرحى عن مواقف طريفة جمعت والده بالكوميديان الراحل: «(السند) خير وصف لمكانة أبوالسعود الإبيارى فى حياة إسماعيل ياسين، فعندما وقع الاختيار على فرقته لتؤدى عرضاً مسرحياً فى سوريا، احتفالاً بعيد قيام الجمهورية العربية المتحدة، صمم على سفر والدى معه، ولكنه كان يخاف من الطيران، ومع إلحاح (ياسين) ذهب والدى إلى المطار بشنطة خاوية، وفى اللحظة الأخيرة لم يصعد إلى الطائرة، وبعث الفنان حسن مصطفى ليحل مكانه فى إدارة الفرقة، وفى واقعة أخرى كان ياسين متجهاً للإسكندرية بسيارته وصدم حماراً، وألقت الشرطة القبض عليه ظناً منها بأنه صدم أحد المارة، لأن مقدمة السيارة كانت مغطاة بالدماء، وعلى الفور انتقل والدى إلى مقر احتجازه، ولم يتم الإفراج عنه حتى عُثر على جثة الحمار». واختتم «الإبيارى» حديثه عن طرائف «ياسين»: «كان هناك سفاح يدعى محمود سليمان، وانتشرت آنذاك أخبار جرائمه، وحينها شعر والدى بالذعر حيث كان يذهب للبيت يومياً بإيراد المسرح، وفى أحد الأيام تلقى مكالمة هاتفية من السفاح ذاته، يطلب منه خلالها ترك مبلغ مالى أمام المنزل، وألا يبلغ الشرطة حتى لا يقتل أطفاله، ولكنه استنجد بها، وحاصرت القوات المنزل، ومنعتنا أنا وإخوتى من الخروج، ولم نتمكن من الذهاب إلى المدرسة، وبعد مرور 15 يوماً فوجئ أن إسماعيل ياسين وراء هذا المقلب، ووقتها شعر بضيق وغضب شديد، وعندما سأله الضابط هل تتنازل عن البلاغ؟ رد عليه «ياسين»: (أُمال مين اللى هيعرض على المسرح بالليل لو متنازلش)، ولكن أبى لم يسامحه، إلا بعد القبض على السفاح)».
تمتلك مكتبات الهيئة الوطنية للإعلام أرشيفاً ضخماً من تراث الأفلام القديمة، ولكنها لا تستطيع عرض الكثير منها على شاشات التليفزيون المصرى، بسبب انتهاء التعاقدات الخاصة بها، وصعوبة تدبير ميزانية خاصة لأصحاب الملكية الفكرية، فى ظل الأزمة المالية التى يعانى منها ماسبيرو. وقال عباس سمير، رئيس الإدارة المركزية لمكتبات الهيئة الوطنية للإعلام، إن ماسبيرو حافل بالكثير من أفلام الأبيض والأسود، ولكن لا يمكن إذاعتها على التليفزيون المصرى لانتهاء العقود الخاصة بعرضها: «لا نستطيع أن نسلك الطرق التى تتبعها بعض فضائيات (بير السلم)، التى تبث إرسالها من أقمار غير مصرية، وتسرق الأعمال الحديثة والقديمة من موقع (يوتيوب)، وتعيد عرضها على شاشاتها مرة أخرى، لا سيما أننا نمثل التليفزيون المصرى، وقد نتعرض للمساءلة القانونية بحسب قانون الملكية الفكرية». وأضاف: «جميع أفلام الكوميديان الراحل إسماعيل ياسين موجودة بمكتبات ماسبيرو، وللأسف لا نستطيع عرض سوى 12 فيلماً فقط، هى: (إسماعيل ياسين فى السجن)، (عفريت إسماعيل ياسين)، (عريس مراتى)، (بلبل أفندى)، (ابن ذوات)، (بنات شربات)، (العتبة الخضراء)، (الآنسة حنفى)، (ليلة الدخلة)، (إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين)، (حماتى قنبلة ذرية)، و(الحموات الفاتنات)، فهذه الأعمال يجوز إذاعتها لمرور 50 عاماً على العرض الأول لها». وأكد «سمير» أن بعض أفلام إسماعيل ياسين انتهت مدة عقود عرضها فى السنوات الماضية، أبرزها (إسماعيل ياسين فى الأسطول)، (إسماعيل ياسين فى الطيران)، و(إسماعيل ياسين فى الجيش). من جانبه، ناشد الناقد السينمائى طارق الشناوى الدولة باتخاذ جميع الإجراءات لحماية تراث السينما المصرية: «إسماعيل ياسين قيمة سينمائية كبيرة، وأفلامه ليست الوحيدة التى فرطنا فيها، بل هناك مئات الأعمال القديمة حصلت عليها قنوات روتانا، الأوروبيت، art فى السنوات الماضية، وأعتبر ذلك فضيحة حقيقية للدولة، لأن تراثنا يعتبر جزءاً من الأمن القومى». وتابع «الشناوى» لـ«الوطن»: «فرنسا من أكثر الدول التى تمسكت بتراثها السينمائى فى العالم، فهى تعتبره أحد روافد أمنها القومى، ويستحيل أن تفرط فيه، على الرغم من امتلاكها لأرشيف كبير من الأفلام والأعمال الدرامية».
الذكرى 105 على ميلاد إسماعيل ياسين رائد الكوميديا المصرية، محطات كثيرة فى حياة الفنان الكبير رصدناها فى سطور الملف التالى، منذ نشأته فى محافظة السويس وسفره للقاهرة، التى بدأ فيها حياته الفنية بتقديم السهرات الغنائية وفقرات المونولوج بمسرح الراقصة اللبنانية بديعة مصابنى، تحدثنا إلى عدد من نقاد الفن، الذين أجمعوا على تفرد «سمعة» باعتباره شخصية عبقرية من النادر تكرارها، لما تمتع به من كاريزما طاغية يصعب محاكاتها.
«الوطن» تحدثت مع أسرة الفنان الراحل، حيث سردوا الكثير من خبايا شخصيته وتعامله مع ابنه الوحيد «ياسين»، بداية من نعومة أظافره وحتى اشتداد عوده، كما كشفوا عن كواليس الأيام الأخيرة فى حياته، وكيف انتهى به الحال من ثراء ويسر مادى إلى رجل مطارد بالديون.
«سمعه» جمعته توأمة فنية مع الكاتب الكبير أبوالسعود الإبيارى، التى أفصح عن دهاليزها نجله المؤلف المسرحى أحمد الإبيارى، فتحدث عن المشاهد الأولى التى جمعت والده بالكوميديان، كما ألقى الضوء على بعض المواقف الطريفة التى حدثت بينهما، والإخلاص الذى كان عنوان تعاونهما.
لم يكن الراحل مجرد ممثل كوميدى، يمتع الأجيال المتلاحقة بمشاهدة أعماله دون ملل، فياسين كان يحلم يوماً بمنافسة موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، ويعتبر بمثابة ملك متوج على عرش «المونولوج»، ولذلك رصدنا عدداً من أعماله الغنائية الشهيرة، التى يتجاوز مجملها فى الأصل 100 أغنية، والكثير عن روائع المبدع العظيم فى السطور التالية:
«بس إيه هى السعادة؟.. ولا إيه معنى السعادة؟»، راح الصوت الزاعق يردد السؤال بإلحاح على إيقاع الموسيقى الصاخبة، لم يكن السؤال مجرد مقطع لمونولوج سيصبح شهيراً كصاحبه، ولكنه فيما يبدو كان السؤال الذى سيطر على حياة الفنان صاحب الفم الكبير والأداء الكوميدى الأشهر فى تاريخ السينما المصرية، ولعله كان يبحث له عن إجابة منذ خرج من مسقط رأسه بمدينة السويس فى ثلاثينات القرن الماضى، فى الطريق للقاهرة، ساعياً وراء فرصة الاشتغال بالفن، ليلازمه الحظ العثر حتى يرحل عن الدنيا كما بدأ، مطروداً مفلساً لا تفارق الدموع عينيه، فى الوقت الذى نجح فيه أن يطبع البسمة على وجه كل من شاهده منذ اللحظة الأولى التى ظهر فيها على ساحة العمل الفنى فى مصر. سلسلة من المفارقات صبغت حياة الفنان الراحل إسماعيل ياسين، ابن مدينة السويس، المولود فى 15 سبتمبر عام 1912، كان أولها عندما اختار العمل بالفن من باب الغناء، سرعان ما عدل عن اختياره بعد أن تلقى نصيبه من إهانة الجمهور الذى قذفه بالبيض والطماطم تعبيراً عن الاستهجان حين أصر على غناء «أيها الراقدون تحت التراب» فى أحد الأفراح، راح يسير فى شوارع القاهرة خالى الجيوب، يبحث عن مأوى له فى المساجد، دون طعام أو ملابس محترمة، يتنقل بين مهنة وأخرى حتى تعرف على الكاتب أبوالسعود الإبيارى، الذى قاده إلى كازينو بديعة مصابنى، الراقصة الشهيرة، التى منحته الفرصة لأن يعمل «مونولوجيست» لديها، نجح «سمعة» فى أن يلفت إليه الأنظار، ويحقق شهرة لا بأس بها، فتحت له طريق العمل فى السينما، فظهر لأول مرة على الشاشة الفضية فى فيلم «خلف الحبايب» من تأليف وإخراج فؤاد الجزايرلى، عام 1939، ثم التحق بفرقة على الكسار المسرحية، وراح اسمه يصعد مع اندلاع ثورة يوليو عام 1952، وقتها وقع عليه الاختيار ليقدم سلسلة أفلام عن القوات المسلحة المصرية فى مختلف قطاعاتها تحمل اسمه، عبر حكايات اجتماعية وكوميدية أقبل عليها الجمهور، ويقال إنها كانت بطلب من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر نفسه، حتى يزيل أى فجوة بين الشعب وقواته المسلحة.
«عاطلاً.. بائساً.. تملأ الدموع عينى بعد أن ملأت قلوب الناس بالأفراح»، هكذا وصف «سمعة» حاله للرئيس عبدالناصر، عندما تشابهت البداية مع النهاية، حيث عاد مرة أخرى إلى تقديم مونولوجات غنائية فى بعض الأماكن المتواضعة بعد أن وصل لقمة المجد، مسجلاً رقماً قياسياً فى عدد الأفلام السينمائية التى ظهر فيها، والتى وصلت إلى 480 فيلماً، قبل أن يؤسس فرقة مسرحية حملت اسمه واستنزفته مادياً، تزامن ذلك مع تعرضه لأزمة صحية تلتها أزمة مالية انتهت بالحجز على كل أمواله وممتلكاته، قبل أن يرحل عن عالمنا عن عمر يناهز الـ 60 عاماً.
«ياسين والإبيارى».. تاريخ من الصداقة والإبداع يسطره الإخلاص والوفاء
علاقة فريدة رسمت ملامحها سنوات طويلة وأحلام مشتركة، لم يزدها الجهد والكفاح إلا قوة ومتانة فى مواجهة الظروف الصعبة، حب الفن كان كلمة السر فى العلاقة التى تحولت إلى توأمة فنية بين الكاتب أبوالسعود الإبيارى والفنان إسماعيل ياسين، بداية من سنوات «الكحرتة» فى كازينوهات ومسارح عماد الدين، حتى التربع على عرش النجومية.
يقول الكاتب أحمد الإبيارى، نجل المؤلف الراحل أبوالسعود الإبيارى: «قد يكون المشهد الأول فى لقاء الثنائى غير معروف للكثيرين، ولكنه لم يخرج عن إعجاب المؤلف الشاب بأداء الفتى السويسى الذى كان تجاوز الـ20 عاماً بسنوات قليلة حينها، وهو ينتزع الضحكات من الجمهور، أثناء تأدية بعض المونولوجات فى الأفراح الشعبية، أو على أحد مسارح روض الفرج، حيث كانت تعتبر الدرجة الثانية للسهرات الفنية آنذاك مقارنة بـ«كازينوهات» شارع عماد الدين».
{long_qoute_1}
وتحدث «الإبيارى» عن ذكريات والده مع الكوميديان الكبير لـ«الوطن»، قائلاً: «بعدما أعجب والدى بموهبة إسماعيل ياسين الفنية، عرض عليه العمل فى كازينو (بديعة مصابنى)، الذى لم يكن ملهى ليلياً بالشكل المألوف فى الوقت الحالى، ولكنه كان أقرب إلى مسرح اسكتشات فنية، وفقرات غنائية وأخرى راقصة، وقف على خشبته كبار النجوم أمثال تحية كاريوكا، أنور وجدى وفريد الأطرش، وبالفعل التحق (ياسين) بالعمل، وحقق نجاحاً كبيراً ونقلة نوعية فى حياته».
«المسرح داعب خيال أبوالسعود وياسين، فالمونولوجات والاسكتشات لم تشبع طموحاتهما الفنية، ولذلك اقترح والدى على السيدة بديعة مصابنى، مالكة الكازينو، أن يقدما كل أنواع الفنون التى تروق لها، سواء غناء أو استعراضات أو اسكتشات تمثيلية، ولكن من خلال مسرحية، وبالفعل وافقت على ذلك، وكتب المؤلف الشاب العرض المسرحى، الذى قام ببطولته (ياسين) وحقق نجاحاً كبيراً، ووقتها تعرضت بديعة لوعكة صحية دخلت على أثرها المستشفى ومكثت به فترة طويلة، وعندما عادت وجدت الكازينو كامل العدد وهو ما أسعدها، قبل أن يخبرها ابن شقيقتها الذى كان يتولى إدارة الكازينو أن مبيعات البار أصبحت معدومة حيث تغيرت نوعية رواده، إلى جمهور مسرحيات أبوالسعود وياسين، ما دفع (بديعة) إلى طردهما من المسرح، حيث هرولت وراءهما بـ(مقشة) فى شارع عماد الدين، ليستقلا بعدها الترام ويفران منها»، وذلك وفقاً لرواية أحمد الإبيارى.
{long_qoute_2}
وتابع: «لمع نجم الإبيارى ككاتب سيناريو، تزامناً مع تألق ياسين السينمائى، حيث كان حريصاً على مشاركة صديقه فى الأعمال التى يقوم بكتابتها، فما زلت أحتفظ بسناريوهات والدى، الذى كان يكتب بخط يده اسم (ياسين)، أمام الشخصية التى سيؤديها، بخلاف باقى الفنانين، ولم يكن ذلك بسبب صداقتهما، ولكنه كان مؤمناً بإمكانياته الفنية لدرجة كبيرة، إذ قدما معاً ما يقرب من 120 فيلماً سينمائياً، بخلاف الأعمال المسرحية التى اشترط فيها الكوميديان أن يكون والدى الكاتب الوحيد لفرقته، وألا يعمل مع جهة أخرى، وعندما عاتبه الكتاب الآخرون، قال «ياسين»: (أنا مش ممانع هاتولى حد بيكتب زى أبوالسعود الإبيارى وأنا أتعاون معاه)، فعندما اعتزم إنشاء فرقته المسرحية، لم يخبر أحداً برغبته سوى والدى».
«الفكرة سرية بينى وبينك، حتى لا يقوم أولاد الحرام بتدبيراتهم الممجوجة والمعروفة. صديقى اللذيذ.. الفكرة هى أننى اعتزمت بمشيئة الله تعالى عمل فرقة تمثيلية فى القاهرة لمدة أربعة أشهر أو حسب تساهيل ربنا، والعمل سيكون فى تياترو الماجستيك أو فى الكوزمو، والفرقة مكونة من أبطال محبوبين للجمهور وعلى الشاشة وأريد أن أفهمك أننى عاوز روايات من ثلاثة فصول، أو نقدم شهر ريفيه وشهر رواية تمثيلية، وأردت أن أخبر يا إما حضرتك تكتبلى الروايات يا إما تخش شريك وليس معنا أحد غيرى أنا وأنت علشان محدش يفركشها، يا تاخد فلوس وتكتبلى هذا أمامك وهذا أمامك، وعلشان الموسم ما يطيرش مننا فأنا كتبت لك لا لضعفى إنما لقلمك الحلو، وهو فيه كام أبوالسعود الإبيارى فى مصر»، هكذا كان نص الخطاب الذى أرسله «ياسين» إلى صديقه الكاتب أبوالسعود الإبيارى فى القاهرة ليخبره برغبته فى تدشين فرقته المسرحية، التى استمر نشاطها على مدار ما يقرب من 8 سنوات، قدما خلالها ما يقرب من 62 عرضاً مسرحياً.
ويقول «الإبيارى»: «فى ذلك الوقت لم يكن متوافراً أمامهما مسرح لتقديم عروضهما، فقاما بتأجير سينما (ميامى)، ولم تكن سوى أرض خالية، لا يوجد بها شىء سوى شاشة عرض وبعض الكراسى المتهالكة، حيث باع والدى عقاراً يملكه، وسحب ياسين أمواله من البنك، وقاما ببناء المسرح على نفقتهما الخاصة، واستأجرا الأرض من صاحبها، ولكن تم تأميمها لأن مالكها لم يكن مصرياً، فأصبحت الدولة تتقاضى قيمة الإيجار، وفى الصيف يتم نقل العروض إلى مدينة الإسكندرية، ويقدمان كل يوم رواية جديدة».
وأردف: «يعتبر الثنائى الوحيدين اللذين أنشآ مسرحاً على نفقتهما الخاصة، ولكن لم يتم تكريمهما بعد ذلك، وتجاهل المسئولون إطلاق اسميهما على المسرح». وفيما يتعلق بضياع جزء كبير من تاريخ مسرح إسماعيل ياسين، قال: «التليفزيون كان يصور العروض، ويمتلك حق بثها فى الجمهورية العربية، التى كانت تضم مصر وسوريا آنذاك، فهناك ما يقرب من 48 مسرحية، ولكن تم مسح عدد كبير منها، وأعلم من قام بذلك ولن أسامحه، وما فعله كان بغرض إخلاء الساحة لعروض أخرى». وتطرق «الإبيارى» إلى أسباب القطيعة بين «ياسين وأبوالسعود»، قائلاً: «والدى كانت لديه القدرة على التطور مع آليات السوق، فبدأ فى العمل مع الجيل الجديد من الكوميديانات، والتحق بعد ذلك بفرقة نجيب الريحانى، فبدأ أهل الشر فى إحداث وقيعة بينهما، بزعم أن الكاتب الراحل تخلى عن صديقه، وهذا لم يحدث إطلاقاً، حيث دافع عنه فنياً بدرجة كبيرة، وأثناء اختيار أبطال فيلم (صغيرة على الحب) رشحه لأكثر من دور فى الفيلم، وكان يجد معارضة من المخرج نيازى مصطفى، حتى اقترح بأن يقوم بالدور الذى أداه نور الدمرداش، إلا أن (ياسين) رفض ذلك».
وأضاف: «فكر إسماعيل ياسين فى العودة للمسرح مرة أخرى أثناء وجوده فى بيروت، ولكنه كان قلقاً بشأن التحدث مع والدى فى هذا الأمر، خصوصاً أنه لم يتحدث معه لمدة عامين، ونقل رغبته لزوجته التى تحدثت مع والدى عبر التليفون، وطلبت منه كتابة مسرحية ليقدمها، حيث وافق على الفور وطلب منها أن ترسل السلام لياسين، وأن تخبره برغبته فى علبة حلوى من لبنان، ورفض أن يتقاضى عنهما أجراً، ولكن لم تحقق المسرحية نجاحاً وأغلقت أبوابها بعد 10 أيام، وكان قد توفى والدى بعدها». وكشف الكاتب المسرحى عن مواقف طريفة جمعت والده بالكوميديان الراحل: «(السند) خير وصف لمكانة أبوالسعود الإبيارى فى حياة إسماعيل ياسين، فعندما وقع الاختيار على فرقته لتؤدى عرضاً مسرحياً فى سوريا، احتفالاً بعيد قيام الجمهورية العربية المتحدة، صمم على سفر والدى معه، ولكنه كان يخاف من الطيران، ومع إلحاح (ياسين) ذهب والدى إلى المطار بشنطة خاوية، وفى اللحظة الأخيرة لم يصعد إلى الطائرة، وبعث الفنان حسن مصطفى ليحل مكانه فى إدارة الفرقة، وفى واقعة أخرى كان ياسين متجهاً للإسكندرية بسيارته وصدم حماراً، وألقت الشرطة القبض عليه ظناً منها بأنه صدم أحد المارة، لأن مقدمة السيارة كانت مغطاة بالدماء، وعلى الفور انتقل والدى إلى مقر احتجازه، ولم يتم الإفراج عنه حتى عُثر على جثة الحمار». واختتم «الإبيارى» حديثه عن طرائف «ياسين»: «كان هناك سفاح يدعى محمود سليمان، وانتشرت آنذاك أخبار جرائمه، وحينها شعر والدى بالذعر حيث كان يذهب للبيت يومياً بإيراد المسرح، وفى أحد الأيام تلقى مكالمة هاتفية من السفاح ذاته، يطلب منه خلالها ترك مبلغ مالى أمام المنزل، وألا يبلغ الشرطة حتى لا يقتل أطفاله، ولكنه استنجد بها، وحاصرت القوات المنزل، ومنعتنا أنا وإخوتى من الخروج، ولم نتمكن من الذهاب إلى المدرسة، وبعد مرور 15 يوماً فوجئ أن إسماعيل ياسين وراء هذا المقلب، ووقتها شعر بضيق وغضب شديد، وعندما سأله الضابط هل تتنازل عن البلاغ؟ رد عليه «ياسين»: (أُمال مين اللى هيعرض على المسرح بالليل لو متنازلش)، ولكن أبى لم يسامحه، إلا بعد القبض على السفاح)».
مفاجأة.. «ماسبيرو» لا يملك سوى 12 فيلماً من تراث أسطورة «الكوميديا»
تمتلك مكتبات الهيئة الوطنية للإعلام أرشيفاً ضخماً من تراث الأفلام القديمة، ولكنها لا تستطيع عرض الكثير منها على شاشات التليفزيون المصرى، بسبب انتهاء التعاقدات الخاصة بها، وصعوبة تدبير ميزانية خاصة لأصحاب الملكية الفكرية، فى ظل الأزمة المالية التى يعانى منها ماسبيرو. وقال عباس سمير، رئيس الإدارة المركزية لمكتبات الهيئة الوطنية للإعلام، إن ماسبيرو حافل بالكثير من أفلام الأبيض والأسود، ولكن لا يمكن إذاعتها على التليفزيون المصرى لانتهاء العقود الخاصة بعرضها: «لا نستطيع أن نسلك الطرق التى تتبعها بعض فضائيات (بير السلم)، التى تبث إرسالها من أقمار غير مصرية، وتسرق الأعمال الحديثة والقديمة من موقع (يوتيوب)، وتعيد عرضها على شاشاتها مرة أخرى، لا سيما أننا نمثل التليفزيون المصرى، وقد نتعرض للمساءلة القانونية بحسب قانون الملكية الفكرية». وأضاف: «جميع أفلام الكوميديان الراحل إسماعيل ياسين موجودة بمكتبات ماسبيرو، وللأسف لا نستطيع عرض سوى 12 فيلماً فقط، هى: (إسماعيل ياسين فى السجن)، (عفريت إسماعيل ياسين)، (عريس مراتى)، (بلبل أفندى)، (ابن ذوات)، (بنات شربات)، (العتبة الخضراء)، (الآنسة حنفى)، (ليلة الدخلة)، (إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين)، (حماتى قنبلة ذرية)، و(الحموات الفاتنات)، فهذه الأعمال يجوز إذاعتها لمرور 50 عاماً على العرض الأول لها». وأكد «سمير» أن بعض أفلام إسماعيل ياسين انتهت مدة عقود عرضها فى السنوات الماضية، أبرزها (إسماعيل ياسين فى الأسطول)، (إسماعيل ياسين فى الطيران)، و(إسماعيل ياسين فى الجيش). من جانبه، ناشد الناقد السينمائى طارق الشناوى الدولة باتخاذ جميع الإجراءات لحماية تراث السينما المصرية: «إسماعيل ياسين قيمة سينمائية كبيرة، وأفلامه ليست الوحيدة التى فرطنا فيها، بل هناك مئات الأعمال القديمة حصلت عليها قنوات روتانا، الأوروبيت، art فى السنوات الماضية، وأعتبر ذلك فضيحة حقيقية للدولة، لأن تراثنا يعتبر جزءاً من الأمن القومى». وتابع «الشناوى» لـ«الوطن»: «فرنسا من أكثر الدول التى تمسكت بتراثها السينمائى فى العالم، فهى تعتبره أحد روافد أمنها القومى، ويستحيل أن تفرط فيه، على الرغم من امتلاكها لأرشيف كبير من الأفلام والأعمال الدرامية».