يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب
يا اهل العرب والطرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اسلامي ثقافي رياضي فن افلام صور اغاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

شوارع القاهرة الفاطمية .. عبق التاريخ ، وروعة التصميم ، وخلود العمارة

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

Admin

Admin
مدير الموقع

شوارع القاهرة الفاطمية ليست مجرد مبان مصمتة ولا طرق ممهدة ، ولكنها كتاب فيه من الأسرار والجمال الكثير وقبل هذا وبعده تضم تاريخ المصريين فى العصر الفاطمى الذين عاشوا تلك الحقبة التى ستظل شاهدا على ما قدموه لمصر من عظمة وشموخ ، وما ينطق به المكان من روعة التصميم وخلود العمارة ، وستظل تلك الشوارع باقية ما بقى التاريخ وما بقى الأثر ، فقد عاش فيها كثير من علماء مصر وأدبائها وفنانيها. 

وتغيرت أسماء هذه الشوارع وتغير معها سكانها وبعض عاداتهم وتقاليدهم ، ورغم ما حل بها من أحداث غيرت ملامحها ، إلا أنها  مازالت معبرة عن تاريخ مصر بعصوره المختلفة حتى الآن ، يشهد لها الرحالة الغربيون بالعظمة والجمال ، فقد وصفها  أحد الرحالة الأوروبيين "إذا أردت أن تشاهد
حداثة باريس وسحر فيينا وعراقة إسطنبول فاذهب إلى القاهرة ([1]) . 

ومع شوارع القاهرة الفاطمية : المعز ، وأمير الجيوش ، وباب اللوق ، وخان الخليلى والمغربلين التى عاش فيها كثير من علماء مصر وأدبائها، وفنانيها ، يتجدد اللقاء :

1-    شارع المعز.. أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية فى العالم هو أول وأكبر وأشهر شارع فى القاهرة الفاطمية، وهو أول شارع شقه ورفع أساسه جوهر الصقلى القائد الذى بنى القاهرة والأزهر فى عهد الخليقة الفاطمى المعز لدين الله ،أطلق عليه الرحالة والمؤرخون العرب اسم “الشارع الأعظم”؛ لأهميته التاريخية ، فعمره تجاوز الالف عام ويعتبر هذا الشارع متحفا معماريا حيا شاهدا على عظمة القاهرة وروعة آثارها .

وقد قامت هيئة الاثار بتحويل هذا الشارع الى متحف مفتوح ، وتمثل المنشآت الأثرية في هذا الشارع ستة عصور إسلامية كبرى، فاطمية وأيوبية ومملوكية بحرية ثم مملوكية برجية جركسية ثم عثمانية تركية حتى نصل الى عصر محمد على باشا الكبير .

"فحينما أنشأ  جوهر الصقلي مدينة القاهرة، جعل لها في السور الشمالي بابين ، هما: باب النصر وباب الفتوح ، وفي السور الجنوبي بابين متجاورين ، هما: بابا زويلة ، وشق في المنطقة من باب الفتوح إلى باب زويلة شارعًا أًطلق عليه فيما بعد شارع المعز. وعلى الجانب الشرقي من الشارع بنى الصقلي القصر الشرقي الكبير ؛ ليقيم فيه الخليفة المعز لدين الله ، وعندما تولى ابنه العزيز حكم مصر أنشأ قبالة هذا القصر قصرًا جديدًا أصغر قليلا سماه بالقصر الغربي، وعرف الناس هذا الجزء من الشارع باسم “بين القصرين”.

وعلى مدار التاريخ لم يتوقف الشارع عن النمو ، إذ امتد شمالاً خارج باب الفتوح إلى ميدان الجيش ، وحتى حي الظاهر ، ومن الناحية الجنوبية امتد بعد باب زويلة إلى مقام السيدة نفيسة ، ثم إلى الفسطاط ، ليصل في النهاية طوله إلى حوالي 4800 متر. " [2]

"حيث يأخذك الشارع في لوحة من الجمال الأخاذ ، تتفنن في صنعها مبانيه التاريخية، التي تبدأ من الدولة الفاطمية إلى الدولة الأيوبية ، وتضم 33 أثرا منها ستة مساجد أثرية‏، وسبع مدارس ، وسبعة أسبلة ، وأربعة قصور ، ووكالتان ، وثلاث زوايا ، وبابان هما‏ :‏ باب الفتوح ، وباب زويلة،‏ وحمامان
شعبيان ، ووقف أثري. "[3]

"وتعكس المنشآت الموجودة بشارع المعز تفاصيل التاريخ الفاطمي، من خلال عدة صور في مقدمتها المساجد التي تُدرس كنماذج في عظمة البناء ، والمدارس المعبرة عن طبيعة الأمة المصرية المتسامحة والمنفتحة ، حيث التعليم على المذاهب الإسلامية الأربعة ، وفيه الكتاتيب وكذلك “الخانقاه”، وهي دار التعبد التي كان يقصدها الصوفية ..والأسبلة التي كان يتسابق السلاطين والأمراء والأغنياء لإقامتها في أماكن تجمع الناس.وفيه ايضا اعظم مستشفيات هذا العصر ( البيمارستان ) حيث كان يعالج المريض ويصرف له الدواء والغذاء والملبس ، كما أن فيه المحلات الكبرى ( الوكالات ) التى كانت تستقبل تجار الشام واليمن والعراق وافريقيا . 

ومن أبرز الانشاءات المعمارية فى شارع المعز مدرسة وخانقاه ومسجد الظاهر برقوق 1384 -1386 م ، وجامع السلطان المؤيد 1415-1420 م  ، ومسجد السلطان الغورى 1604 م  ، ثم منزل ومقعد وسبيل وكُتّاب نفس السلطان قانصوه
الغورى 1503- 1504م .

ولم تتوقف العمارة المصرية  الاسلامية عند المساجد والمدارس والقباب والأسبلة لكن ضم الشارع بعض القصور والبيوت التى تشهد على عظمة هذه العمارة مثل ( بيت القاضى) "القرن 19 " وقصر الامير المملوكى بشتاك 1334-1339 م ومنزل ( السحيمى) شمال جامع الاقمر ومنزل الألايل والقاياتى " القرن 18" ومنزل جمال الدين الدهبى 1637 م." [4]

ولم يكن غريبا أن يمثل هذا الشارع مصر كلها ، فقد تجمعت فيه كل أنواع الحرف من صناعة وتجارة حتى أصبح (قصبة مصر) ولهذا أطلقوا عليه اسم ( الشارع الأعظم ) ففيه أسواق السيوفية والفحامين والنحاسين والوراقين والمغربلين والعطارين والمناخلية والسكرية والموازين والعقادين والقُرَبية ( اى صناعة القرب من جلود الحيوانات ) ، ورغم ان كل هذه الحرف انتهت لكن بقت الاسماء راسخة ثابتة على لوحات الشوارع والحوارى والأزقة على طول هذا الشارع العظيم . 

"وكان للمرور بالشارع قواعد يحترمها الجميع فلا يسمح لأحد ان يقوم بتلويث الشارع وكانت الحكومة تلزم اصحاب المحلات أن يعلق كل منهم قنديلا على محله لينير الطريق ، كما خصصت الحكومة من يقوم بكنس الشارع ورشه وينظفه من القاذورات أولا بأول كما عينت حراسا يطوفون بالشوارع والمحال والبيوت لحراستها"[5]

مشروع القاهرة التاريخية : 

ومع بداية العمل في تنفيذ مشروع القاهرة التاريخية عام 1998 ، وضع المشروع على رأس أولوياته ترميم جميع الآثار التاريخية الواقعة في هذا الشارع العتيق وغيرها من آثار القاهرة الإسلامية. ومنذ ذلك العام وأعمال الترميم تجرى لصيانة وترميم آثار الشارع ، إلى أن انتهى فريق الترميم من صيانتها جميعا، ليصبح الشارع في حلة جديدة . 

شارع المعز متحف مفتوح للمشاة : 

صدر قرار بتحويل الشارع إلى متحف مفتوح وإغلاقه أمام المركبات الكبيرة ، فضلا عن إعداده بالشكل الذي يليق بأهمية وتاريخ الشارع ، لما يضمه من آثار جعلته يتفرد عن غيره من الشوارع في مصر والعالم أجمع،.. وقد شمل مشروع التطوير رصف الشارع بالأحجار القديمة وإزالة العشوائيات القائمة.... واستهدف التطوير جعل الشارع على غرار الشوارع التي يتمتع فيها المشاة بدول العالم بالسير بعيدا
عن الصخب المروري وتكدس الباعة الجائلين ، إلا أن الفارق بين هذا الشارع وغيره من شوارع العالم أن الشارع المصري يتفرد في كونه يضم إرث الماضي الإسلامي الذي يشهد على العصور الفاطمية والأيوبية والمملوكية. وقد وصلت تكلفة ترميم آثاره وتحويله إلى متحف 83 مليون جنيه مصري. "[6]

2- شارع أمير الجيوش يحكي تاريخ مصر الفاطمي والمملوكي

شارع «أمير الجيوش» أحد أقدم شوارع حي «باب الشعرية»، يبدأ من  ميدان «باب الشعرية» وينتهى فى شارع «المعز لدين الله الفاطمي» والجمالية .

"يرجع أصل الشارع إلى العصر الفاطمي، فقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى أمير الجيوش"بدر الدين الجمالي" البطل الذي استعان به الخليفة المستنصر بالله الفاطمي لكي ينقذ مصر من الأزمة الشهيرة المعروفة باسم "الشدة المستنصرية" التي عانت منها مصر 7 سنوات بسبب جفاف النيل ، كما
أطلق على حي الجمالية هذا الاسم نسبة إليه."[7]

«بدر الدين» الجمالي كان في الأصل مملوكاً أرمينياً، وأمير الجيوش في الشام ، وحين استدعاه الخليفة المستنصر من الشام ولاه الوزارة عام ١٠٧٣م واستطاع بدر الدين الجمالي إعادة النظام إلي القاهرة وفرض الأمن والسكينة في ربوعها ، وامتدت يده إلي بقية أقاليم مصر ، فأعاد إليها الهدوء والاستقرار ، وضرب علي يد العابثين والخارجين ، وبسط نفوذ الخليفة في جميع أرجاء البلاد ، وأعاد بناء
سور القاهرة لتقويته وصد هجمات السلاجقة المحتملة، وقد بقيت أجزاء من هذا السور وبعض أبوابه الشهيرة كباب النصر وباب الفتوح وباب زويلة .

"ويتميز شارع «أمير الجيوش» بتنوع مظاهر الحياة به ، ويستمد عبقه التاريخي من تصميمات بعض مبانيه علي الطرازين المملوكي والفاطمي ، ويرجع تاريخ إنشائها لأكثر من ٢٠٠ سنة ، ورغم قدمها فمازالت تقطنها عائلات ، توارثت تأجيرها بعقود إيجار بعضها لا يتجاوز جنيهاً واحداً للمنزل المكون من طابقين ، وجميعها تكسوه زينات و«تعاليق»وفوانيس رمضان بمجرد حلول الشهر الكريم وحتي صباح يومالعيد ، يمتلئ الشارع بالورش والمحال ، إلي جوار المباني التاريخية ، التي تمنح الناظرين إليها إحساساً روحانياً ، ويوجد بالشارع سبيلان ، كان يحرص «السقا» قديماً علي ملء أحواضهما المصنوعة من الرخام بالماء ، كسبيل يروي عطش المارة ، وعلي امتداد الشارع ٣ مباني أثرية ، صممت خصيصاً لتكون «كتاتيب» لتحفيظ وتدريس القرآن ، وكان يأتي للتدريس فيها كبار مشايخ بلاد الشام"([8]) من
بينها  كتّاب حسن الشعيبي الذي بني في القرن الثامن عشر على الطراز المملوكي والذي أصبح مهجورًا منذ نحو 40 عامًا ، ويتوسط الشارع أثر آخر هو سبيل وكتّاب الأمير عز الدين معالي والذي بني عام 1780 م .

كما يعتبر هذا الشارع الشاهد على أصل الصناعات اليدوية بمصر ، حيث كانت تنتشر به صناعة الموبيليا ثم حلت مكانها صناعة النحاس وصهره لذلك سمي أيضا شارع "النحاسين"، كما يطلق عليه أيضا شارع "مرجوش" نسبة إلى أحد المماليك الأتراك، أو من الممكن أن يكون اسم "مرجوش" اختصارا
لاسم "أمير الجيوش".

"ويري البعض أن شارع «أمير الجيوش» سمى بهذا الاسم إشارة إلي تكرار مرور الجيوش بهذا الشارع ، والذي يمتد بين بوابة المتولي والقلعة ، كما أنه من أوائل الشوارع التي سار فيها الأتوبيس ، ففي بداية الخمسينيات مر به أتوبيس «السيتي كروفت»، والذي كان مملوكاً للأجانب ، وخصص له موقف أمام قسم الجمالية حالياً، وكانت تعريفة ركوبه هي «النكلة»، وفي منتصف الشارع يوجد حمام «الملاطيلي» أو «المرجوشي»، والذي يبلغ عمره نحو ٥٢٨ عاماً ، وتشرف عليه هيئة الآثار ووزارتا الصحة والبيئة ، ويخضع لقانون الآثار الإسلامية. ([9]) .
 


3-  شارع باب اللوق .. حكاية اسم عُمره 700 عام

«باب اللوق»، أحد أهم الشوارع بوسَط القاهرة ، يبلُغ من العُمر حوالي 700 عام ، و تتفرَع منهُ أشهر شوارع وسط البلد . كان يضم أكتر من 30 سوقا عامرا بالبضائع والزبائن من كل شكل وصنف ولون .

ترجع نشأة هذا الحى فى القرن الثانى عشر والثالث عشر الميلادى حيث وجدت أرض تعرف الآن بباب اللوق و فم الخليج عندما إنحسر النيل غرباً و هو حى فى القاهرة و سميت بهذا الاسم عندما كانت أرض زراعية و عند زراعتها بعد الفيضان كانت ترمى اللوق و اللوق  يعني الأرض اللينة وهذا سبب تسميتها" ([10])

"وقد أنشأ الصالح أيوب ، ميدان باب اللوق، ليلعب بهِ وفرسانه لعبة «الأكرة»، وهي عبارة عن رياضة وفروسية يمارسها الفارس وهو فوق ظهور الخيل ، فيمّا يحاول إسقاط الكرة بعد ضربها بالمضرب في الأكر «الحُفر».
وكان لهذا الميدان سور وباب لدخول الفُرسان واللاعبين والجمهور.ومن هنا جاء اسم باب اللوق"  [11]

إلغاء ميدان «باب اللوق : 

"وفى عهد الظاهر بيبرس ألغي هذا الميدان وأنشـأ فيها بيوتا للمغول الوافدين ثم تحولت بعد ذلك الى أرض زراعية حتى سنة 1858 ثم قام الخديوى إسماعيل ببناء القصور والبيوت و ظهرت فيها الشوارع و الميادين و فى عهد الناصر محمد بن قلاوون ألغي هذا الميدان و أنشأ مكانه بستاناً للفاكهة و الزهور"
[12]

إعادة «باب اللوق» مرةً أخرى  

واستمرت هذه المنطقة مشهورة ببستانها ، طوال حكم الناصر محمد وباقي سلاطين المماليك البحرية ، ثُم أخذت تتدهور ويلحَق بها الخراب حتى أصبحت بركًا ومستنقعات، وإنّ بقيت فيها بعض المزارع ، واستمر التدهور فيها إلى القرن الماضي ، عندّما نقلت مدابغ القاهرة إليها من موقعها الأول في جهة حوش الشرقاوي وسوق العصر ، جنوب ميدان باب الخلق. وسببَ نقلها من باب الخلق هو تضرُر الناس من روائح القاذورات المتخلفة عن عملية الدباغة بعد الذبح فتم نقل المدابغ إلى اللوق  ([13])

وعندّما أنشأ الخديوى إسماعيل نظارة «وزارة» الأشغال العمومية عام 1864، التي اختار لها علي باشا مُبارك قرر نقل المدابغ من اللوق إلى جوار الفسطاط، مكانها حاليًا، وربمّا لو دققَ المارة في شارع شريف ، سيشاهدون لافتة الشارع تحت اسم «المدابغ سابقًا».([14]) وتم تخطيط المنطقة كُلها إلى شوارع مُستقيمة ومُتقاطعة، وظلّ اسم باب اللوق هو إسم المنطقة، ومن أشهر شوارعها ، شارع البُستان، الذي أنشأه السلطان الناصر محمد المملوكي .

4- خان الخليلى أشهر أسواق القاهرة التاريخية 

يقع خان الخليلي في شارع مواز لشارع المعز لدين الله الفاطمي. ويوجد به اثنان من أشهر مساجد مصر الاسلامية هما الجامع الازهر الذي تم بناؤه في العهد الفاطمي ، ومسجد الحسين الذي يحظى بمكانة كبيرة في نفوس المصريين الذين تربطهم عاطفة شديدة القوة بآل بيت النبي . 

وخان الخليلي واحد من أعرق أسواق الشرق ، يزيد عمره قليلاً على 600 عام، ومازال معماره الأصيل باقياً على حاله منذ عصر المماليك وحتى الآن. و قد سمي بهذا الأسم نسبة لمؤسسه و هو أحد الأمراء المماليك و كان يدعى جركس الخليلي .

يطالعنا المؤرخ العربي الأشهر (المقريزي) أن " الخان مبنى مربع كبير يحيط بفناء ويشبه الوكالة ، تشمل الطبقة السفلي منه الحوانيت ، وتضم الطبقات العليا المخازن والمساكن ، وقد سمي بهذا الإسم نسبة إلى منشئه الشريف (الخليلي) الذي كان كبير التجار في عصر السلطان برقوق عام 1400 م ."[15]

مازال يوجد فى خان الخليلى  (مشربيات) مطلة على الشارع أو الحارة ، وأسبلة جميلة مشغولة واجهاتها بالنحاس وفيها أحواض الماء التي كانت تروي العطشان وعابر السبيل ، "وخان الخليلي هو واحد من ثمانية وثلاثين سوقاً كانت موزعة أيام المماليك على محاور القاهرة ، ويقع هذا الخان وسط المدينة القديمة فوق مقابر الخلفاء الفاطميين سابقاً.

وكان المعز لدين الله قد استحضر معه من (القيروان) توابيت ثلاثة من أسلافه ودفنهم في مقبرته ، حيث دفن هو وخلفاؤه أيضاً ، وقد أمر الخليلي بنقل المقابر إلى أماكن أخرى وتأسيس سوق للتجار.

وكان في القاهرة الفاطمية أسواق متعددة ، وساحات عامة شيدت لأغراض التجارة وهي التي تسمى (قيسارية) وقد خصصت كل واحدة منها لبيع سلعة معينة ، وبعضها يبيع الأشياء التي تجلبها القوافل من الحبشة مثل العقاقير والببغاوات والتبر ، وقد كان هناك أسواق خاصة للأحجار الكريمة في شارع الموسكي ، لكنه استقر الآن في خان الخليلي، ففيه عقيق ومرجان ، زمرد وفيروز وأنواع أخرى من أحجار هندية ، ويمنية وحبشية تجذب السياح وتخطف أبصارهم.

خان الخليلى .. وسوق العبيد : 

 "ففي القرن السادس عشر نقل إلى خان الخليلي أغرب سوق في تاريخ القاهرة القديمة والحديثة ، وهو سوق (العبيد) الذي ذاع صيته في الشرق والغرب ووصفه الرحالة باعتباره من أهم الأسواق التي اختلطت فيها جميع الجنسيات.[16]

لقد انتهي ذلك العصر بكل مافيه ، ونحن الآن في عصر جديد مختلف ، ينظر فيه السائحون والزوار إلى البضائع المتناثرة في الأرجاء والفاترينات على أنها (هدية) من قاهرة المعز لدين الله الفاطمي.

وتكثر فى الخان مشغولات الفن اليدوي التى تتميز بدقتها الفائقة  ، وهناك محلات تعرض قلادة أو أسورة عليها نقوشات ومنمنمات قضى في نقشها صانع ماهر أياماً وربما شهورا. ، والسياح الأجانب والعرب يحرصون على شراء المشغولات الذهبية و الفضية، وفي خان الخليلي تحرص النساء من كل الجنسيات على شراء (العقد) الذي تتدلى منه (عين حورس)، وتصنع العقود من خامات شتى ، وما على الزبون إلا تحديد طلبه وفق إمكاناته المالية ، وهنا يخرج له البائع (تحفة فنية) ربما مر على صناعتها مئات السنين ، يوم أن كانت القاهرة في العصور الوسطى مركزاً تجارياً عظيماً، تجلب بضائع الشرق الأقصى وترسلها في شتى طرق الملاحة في البحر الأبيض المتوسط. كان ذلك في العصر الذهبي لتجارة التوابل مع بلاد الهند والسند .

وهناك بضائع من كل صنف ولون ، من الذهب والماس والفضة إلى أوراق البردي التي تحمل كلمات هيروغلوفية وتمائم وأيقونات وقصائد غزلية، والكثير من القطع الاثرية الفرعونية المقلدة بحرفية ودقة شديدة ونقوشات باللون الأزرق تحكي أجمل حكاية عشق في التاريخ (حكاية إيزيس وأوزوريس) التي يقبل عليها السياح الأجانب. 

كما يكثر فيه تجار الملابس المزركشة وقد رصها أصحاب الحوانيت كنوع من العرض والإغراء والجذب على واجهة المحلات ، وتتدلى مئات وربما آلاف (المسابح) داخل فترينات العرض ، أو في أيدى صبية صغار يعرضون أنواعاً شتى من المسابح، بعضها مصنوع من بذر الزيتون والبلاستيك وتسمى (نور الصباح)، وبعضها الآخر ينتمي لفصيلة الفيروز والمرجان والكهرمان واليسر ، ومنها ما يصنع من خشب الصندل ، تصنع على آلة يدوية صغيرة ودقيقة اسمها (المخرطة)."[17]

كما يكثر فى الخان تجار العطور بأنواعها المختلفة  ورائحة البخور التى يعج بها المكان وتميز خان الخليلى عما سواه من اماكن واسواق  .كما يوجد به مقهى  الفيشاوي الذى  يعد أحد أشهر مقاهي مصر "وكان في الماضي مركزا لالتقاء نخبة المجتمع من الفنانين والمثقفين والادباء من امثال سيد درويش وسلامة حجازي وحافظ ابراهيم وزكريا أحمد وبيرم التونسي ، الى جانب شلة الحرافيش التي كان يتزعمها الاديب نجيب محفوظ الذي كان احد عشاق تلك المنطقة حتى انه كتب رواية كاملة دارت احداثها فيها وحملت اسم «خان الخليلي»[18]

5- شارع المغربلين .. ـ قلب القاهرة الفاطمية 

يقع شارع المغربلين في منطقة الدرب الأحمر قلب القاهرة الفاطمية ، نسبة لعصر الدولة الفاطمية وما تمثله من امتداد إلى شارع المعز ، بنسق المساجد والمباني المدارس الدينية، بخلاف القاهرة الخديوية والتي يتميز بها شوارع وسط القاهرة وهي أحدث بكثير من منطقة القاهرة الفاطمية.

وسمي شارع المغربلين بهذا الاسم نسبة للحرفة النشطة في هذه المنطقة بحكم اتساع تجارة الحبوب فقد كان من يتولى غربلة الحبوب بواسطة الغربال بهدف تنظيفها مما بها من شوائب ، "وشارع المغربلين يتوسط 6 أحياء في منطقة الدرب الأحمر وهي من الجهة البحرية : حارة الروم أما من الجهة الشرقية : الدرب الأحمر وسوق السلاح ، أما الحد القبلي: السروجية والحد الغربي : الدوادية والقريبية."[19]

زاوية عبد الرحمن كتخدا بالمغربلين (1142 هـ – 1729 م) 

يقع هذا الأثر بشارع المغربلين ، أنشأها الأمير عبد الرحمن كتخدا ، و الكتخدا كان وكيل الباشا ممثل السلطان في مصر ينوب عنه في كامل اختصاصاته.

ويعتبر هذا الأثر من أجمل آثار عبد الرحمن كتخدا بمدينة القاهرة فواجهته من الحجر وتمتاز بالزخارف الجميلة منحوتة نحتاً متقناً، ويتكون هذا البناء من طابقين إذ يحتوي الطابق الأرضي منه على 3 حوانيت تشرف على الشارع و توجد خلفها من الداخل حنفيات للوضوء يصل إليها الإنسان من مدخل الزاوية ، أما الطابق العلوي فيحتوي علي قاعة كبيرة للصلاة يصعد إليها بدرج ولها ثلاث نوافذ مستطيلة كبيرة تطل علي الطريق وعليها خشب خرط علي شكل تربيعات صغيرة من نوع المشربيات.

والسقف مكون من كمرات من الخشب مزخرف بزخارف ملونة ، و الدرج يصل إلي ردهة تتقدم المصلى ويواجهها باب يصل إلي سلم صغير يصل الإنسان منه إلي شرفة صغيرة تقع مدخل الزاوية ، و تحمل هذه الشرفة من الخارج عدة صفوف أفقية من المقرنصات الجميلة و هي تقوم مقام المئذنة في لدعوة للصلاة.

ومدخل الزاوية يعلوه عقد مدبب ذو صفين يتكون من صنجات صغيرة متقاربة و يغطي المدخل عتب يعلوه منطقة محصورة بين العتب و العقد العاتق مغطاه ببلاطات القيشاني الملون ومزخرفة بزخارف نباتية ملونة من صناعة آسيا الصغري .

والعقد الكبير المحيط بالمدخل مرتكز علي عمودين من الرخام من نوع الأعمدة الدورية ، وفتحات النوافذ الثلاثة المستطيلة الشكل المطلة على الشارع يحيط بها عقود ذات فصوص وترتكز على أعمدة متصلة بالحائط ، ولها تيجان على شكل المقرنص، أما بدن الأعمدة فمقسم إلي جزئين العلوي منها مجدول حلزونياً و السفلي مزخرف بزخارف نباتية جميلة و مجموعة الثلاثة عقود ذوات الفصوص محاطة بإطار مستطيل."[20]

إن شارع المغربلين يمثل عبقا تاريخيا لا يوصف ويجب أن نحافظ عليه ونعمل على صيانته كأثر تاريخى عظيم " يحتاج إعادة تخطيط وإعادة الشىء الى أصله من مساجد ومنازل تاريخية وأسبلة وإعادة تخطيط مساره بما يحفظ للأماكن والمحلات وجودها واستمرارها بما يعطى للمنطقة مظهرها الحضارى البديع فتصبح قبلة للزوار والسياحة لا سيما وهى تضم طائفة من أروع المساجد والمدارس ، «الكردى ـ اينال اليوسفى ـ قبة أولاد الأسياد ـ قبة القمارى ـ مسجد جانى بك ومن الاسم جاءت كلمة
حارة المجنبكية ـ مدرسة جانم البهلوان ـ التكية السليمانية ـ سبيل ابراهيم خلوص»..[21]. 

لقد سطر المصريون صفحات خالدة فى تاريخهم ، تشهد على ذلك شوارعهم الفاطمية التى مازالت تحمل عبق الماضى العريق لتدل على خصيصة متأصلة فى الشعب المصرى وهى صفة البقاء والخلود وحين تسير فى تلك الشوارع تشعر بالعظمة والوقار والهيبة لأمة عظيمة ذات تاريخ حافل يجب أن نستمد منه قلوبا تشعر وشخوصا  تفخر وأياد تبنى . ويتجدد اللقاء فى الحلقة القادمة مع شوارع القاهرة الخديوية 

https://taamelbyot.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى