قال الملا ياسين رؤوف، ممثل حزب الاتحاد الوطنى الكردستانى فى مصر، إن استقلال الأكراد لن يكون على أيديهم أنفسهم، بل سيأتى نتيجة تفكك وتشرذم سوريا والعراق، متوقعاً أن تضرب الاضطرابات كلاً من تركيا وإيران، فى ظل رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة. وأضاف فى حواره لـ«الوطن» أن ظهور تنظيم داعش أحدث تغييرات سياسية دولية بين عدد من دول المنطقة التى ستظل فى تجاذبات حتى بعد انتهاء «التنظيم»، مشيراً إلى أن قتال قوات البيشمركة ضد «داعش» زاد من خبرة الكرد فى القتال، وكذلك منحهم فرصة للحصول على مساعدات عسكرية من الدول الغربية، وإلى نص الحوار.
■ بداية.. كيف ترى الأوضاع السياسية داخل كردستان؟
- هى مثل الأوضاع السياسية فى منطقة الشرق الأوسط التى تعج باستقطابات عجيبة وغريبة، لدرجة أن بعض الدول لا تستطيع أن تقول ما الذى يجرى فيها تفصيلياً.. فمثلاً هناك قدر هائل من الاتهامات موجه إلى قطر، فهل أصبحت شيطاناً فجأة، وباقى الدول فى المنطقة ملائكة، والأمر نفسه ينطبق على كردستان والمناطق المحيطة بها؟ هل كل قوات ما يُسمى بالجيش الحر أو بالمعارضة أو بالقوات السورية التابعة للأسد أو قوات سوريا الديمقراطية قسم منهم شياطين وقسم منهم ملائكة، هل النوايا الأمريكية نوايا صافية بريئة من كل شىء تجاه الأكراد والعراق والسنة والشيعة؟ وهل النوايا الروسية كلها شيطانية؟ بالتأكيد لا.. كلها مسائل مرتبطة ببعضها البعض، وداخل كل ملف تفاصيل كثيرة واستقطابات ومصالح، ووضع كردستان لا يختلف عن وضع المنطقة من حيث التجاذبات، بمعنى أن هناك استقطابات داخل كردستان والوضع السياسى شبيه بالمحيط الدولى حوله.
الملا رؤوف ياسين لـ«الوطن»: قتالنا مع «داعش» وفر فرصة للسيطرة على المناطق المتنازع عليها مع «بغداد»
■ وماذا عن القوة العسكرية لكردستان؟
- إنه جيد إلى حد كبير، وكردستان هى الحلقة الأقوى أمام «داعش»، لكن من ناحية التقسيمات الدولية الموجودة بالمنطقة هى الحلقة الأضعف، لأنها تضم بداخلها معارضين ومؤيدين للقضايا الكبرى التى تخص الإقليم.
■ بمناسبة القضايا الكبرى، ماذا عن الاستفتاء المزمع إجراؤه فى 25 سبتمبر لاستقلال الإقليم عن العراق؟
- هناك انقسام داخل كردستان بخصوص هذا الموضوع، لكنه ليس مرتبطاً بالاستفتاء بصفة عامة، بل بتوقيته وآلية تنفيذه، بمعنى أنه ليست هناك معارضة للاستفتاء فى حد ذاته، لكن لفكرة توقيته والآلية التى ينفذ بها، حيث إن القيادات السياسية ورئاسة الإقليم التى دعت إليه ليست لديهم رؤية آليات لنجاحه.. فمثلاً أنت تريد أن تعمل استفتاءً، وبعدها بشهرين عندك الاستحقاق الانتخابى للبرلمان والحكومة ورئاسة الإقليم، يا ترى أيهما أولى، الاستفتاء أم كل هذه الخطوات.. ثانياً هم يريدون عمل استفتاء والبرلمان معطل والحكومة نصف «مشلولة»، يا ترى هل هذا صحيح؟ ثم إن هناك مسألة أخرى، وهى كيف تعطى الشرعية الكاملة للإقليم دون أساس قانونى ودستورى ومساندة من الأمم المتحدة والعالم؟
إذا كان الاستفتاء غير معترف به ولم يحظ بتأييد دولى، خصوصاً أن الأمم المتحدة قالت إنها لن تشارك، ولن تراقب، ولن تشرف عليه إلا بموافقة وطلب من الحكومة الاتحادية العراقية التى ترفضه جملة وتفصيلاً، ويأتى هذا فى وقت تنصحنا فيه كل الدول بعدم إجراء الاستفتاء، فى حين أن أول ما نحتاجه لاستقلالنا هو الاعتراف الدولى.
ما أكثر الدول الرافضة لاستقلالكم عن العراق؟
- أهم هذه الدول على الإطلاق تركيا وإيران، وهناك عدم قبول لهذا الموضوع بشكل متفاوت من دولة لأخرى.
■ هل نشاطكم العسكرى فى محاربة «داعش» جعلكم تدخلون مناطق متنازعاً عليها مع «بغداد» وتسيطرون عليها.
- نعم نحن نسيطر حالياً على كل المناطق المتنازع عليها مع «بغداد» بقوة السلاح، وليس بقوة القانون، وقوة القانون تأتى حينما تطبق المادة 140 من الدستور العراقى.
■ إذاً ما المناطق تحديداً التى تسيطرون عليها سواء بقوة القانون أو بقوة السلاح؟
- إقليم كردستان هو إقليم بقوة القانون، أما المناطق المتنازع عليها فإنها تمتد من سنجار إلى جزء من سهل نينوى وكركوك وخانقى، إلى جنوب شرق كردستان، وهذه المناطق لها مادة فى الدستور هى رقم 140 لسنة 2005 وقد عولجت مسألة هذه المناطق بـ3 مراحل، المرحلة الأولى تطبيع الأوضاع، وذلك لأن هذه المناطق كانت مناطق كردية فى زمن صدام حسين، وحدث تهجير قسرى للكرد وتسكين العشائر العربية، التى أتى بها من جنوب العراق، ولهذا تطالب هذه المادة بتطبيع هذه الأراضى، بمعنى إرجاع العرب الذين أتوا إلى المنطقة وعودة الكرد إلى أراضيهم، والمرحلة الثانية هى إحصاء هذه المناطق، والمرحلة الثالثة هى الاستفتاء، ولو أراد الشعب العودة إلى كردستان كان بها، وإذا أراد البقاء مع «بغداد» كان بها.
وفى كل هذه المسائل لا بد من موافقة الطرفين، وهما الحكومة العراقية وحكومة كردستان، وهذا الاستفتاء فقط للمناطق المتنازع عليها، ونستطيع أن نقول إن 70% من هذه الفقرة تم تطبيقها، لأن الأكراد رجعوا ورحل العرب بالفعل، لكن الخطوتين الباقيتين لم تطبقا، وتتكلف الحكومة العراقية بتعويض السكان الكرد والعرب خلال تنقلهم وعودتهم إلى أراضيهم الأصلية، لأن ذلك هو سبب المشكلة.
وأوضح هنا، أنه حينما ظهر «داعش» قام باحتلال الموصل وصلاح الدين ولما وصل إلى المناطق الكردية تصدت إليه قوات البيشمركة وسيطرت على كل المناطق المتنازع عليها بقوة السلاح، وتم تحريرها من يد «داعش» والسيطرة عليها بقوة السلاح ويبقى فقط الإقرار القانونى والدستورى ثم الاستفتاء.. وما أود الإشارة إليه هنا أننا نشبه فى أوضاعنا ما يجرى بالمنطقة، لأن «داعش» أتى بمتغيرات علينا كما جاء بمتغيرات فى المنطقة.. وأحدث، فى رأيى، الخلاف السعودى - القطرى.. وجعلنا بعد اليأس من معالجة الأمور والمشكلات مع الدولة العراقية نلجأ إلى الاستفتاء على كل كردستان.
■ لكن المشكلة هنا فى عدم موافقة الحكومة العراقية على الاستفتاء؟
- نعم هذه هى المشكلة، لأنه لا بد من موافقتها، فمثلاً الاستفتاء فى جنوب السودان كان أول من قرره هما الرئيس عمر البشير ومجلس الأمة السودانى، ولذلك موافقة الدولة المركزية أو موافقة دولة الخصم ضرورية، نحن الآن حسب الدستور العراقى جزء من العراق، ونحن وافقنا على الدستور العراقى بأكثر من 70% بأن نكون جزءاً من الحكومة الاتحادية، فلا بد أن نتحاور ونتفاوض ونأخذ وننتزع موافقة الدولة العراقية، بفصل كردستان عن العراق، فمن دون هذا الحوار سيكون الاستفتاء ناقصاً.
■ إذا وافقت الحكومة العراقية، كم تتوقع نسبة التصويت بنعم فى الاستفتاء؟
- 99% من الشعب الكردستانى سيذهبون إلى الاستفتاء ويصوتون بنعم على الانفصال.
■ لكن أمامكم مشكلة كبيرة أيضاً، رفض على خامنئى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية مشروع استفتائكم.. وفى ظل علاقة الجيرة مع إيران، كيف ستكون علاقاتكم بالكرد الإيرانيين؟ وماذا عن أحلامكم بكردستان الكبرى؟
- إنهم يخشون من دغدغة مشاعر الكرد الإيرانيين حتى لا يطالبوا هم أيضاً بالاستقلال، والدولتان التركية والإيرانية تخافان من دغدغة مشاعر الكرد الموجودين على أراضيهما، ولهذا فإن إيران وتركيا لديهما توجسات وليستا مع تقسيم العراق وتصران على ضرورة وحدته.
■ إذاً ما الدول التى تؤيد استقلالكم؟
- ولا دولة، فالوضع صعب لكن لدينا أمل وهو يكبر مع الوقت، وهناك دليل، فأنا مثلاً كان عمرى 17 سنة ودخلت فى السياسة والمقاومة والقتال أمام الدولة العراقية من أجل حرية كردستان، حيث دخلت فى التنظيمات السرية عام 1977 والتحقت بقوات البيشمركة عام 1983، وثلاث مرات منزلى يحترق من قبل القوات العراقية، وابنتى كان عمرها 8 سنوات واعتقلتها القوات العراقية لمدة سنة حتى أسلم نفسى، وكل التضحيات اللى ضحى بها الشعب الكردى من أجل تحرير كردستان، ألم تكن كل هذه مصاعب إلى جانب المصاعب الدولية من الدول الكبرى.. ويبقى أننا نحتاج إلى غطاء قانونى ودولى، ولكن هناك أملاً.
■ بالنسبة لقتالكم مع الدواعش، بم تفسر قلة المعارك التى خاضتها البيشمركة مع الدواعش مقارنة بالمعارك مع الجيش العراقى؟
- لسبب بسيط، عندما استولى الدواعش على الموصل انتهى الأمر وحينما حاولوا دخول المناطق الكردية تصدت لهم البيشمركة، ولم يسمح لهم بدخول أراضى كردستان، فالقتال منحصر فى الدفاع عن مناطقنا وأراضينا، عكس ما جرى مع القوات العراقية التى انسحبت وتركت مساحات شاسعة فى زمن قصير جداً، حتى سيطروا على محافظات كاملة وبقوا فيها مدة سنتين، وفى خلال هذه المدة الطويلة أقاموا حصوناً دفاعية وخنادق وفخخوا مواقع، مما جعل قتال القوات العراقية معهم صعباً، وتكبد العراقيون خسائر كبيرة، لأن معاركهم كانت تحرير أراضٍ على عكس معاركنا التى كانت دفاعاً عن أراضينا.
■ بداية.. كيف ترى الأوضاع السياسية داخل كردستان؟
- هى مثل الأوضاع السياسية فى منطقة الشرق الأوسط التى تعج باستقطابات عجيبة وغريبة، لدرجة أن بعض الدول لا تستطيع أن تقول ما الذى يجرى فيها تفصيلياً.. فمثلاً هناك قدر هائل من الاتهامات موجه إلى قطر، فهل أصبحت شيطاناً فجأة، وباقى الدول فى المنطقة ملائكة، والأمر نفسه ينطبق على كردستان والمناطق المحيطة بها؟ هل كل قوات ما يُسمى بالجيش الحر أو بالمعارضة أو بالقوات السورية التابعة للأسد أو قوات سوريا الديمقراطية قسم منهم شياطين وقسم منهم ملائكة، هل النوايا الأمريكية نوايا صافية بريئة من كل شىء تجاه الأكراد والعراق والسنة والشيعة؟ وهل النوايا الروسية كلها شيطانية؟ بالتأكيد لا.. كلها مسائل مرتبطة ببعضها البعض، وداخل كل ملف تفاصيل كثيرة واستقطابات ومصالح، ووضع كردستان لا يختلف عن وضع المنطقة من حيث التجاذبات، بمعنى أن هناك استقطابات داخل كردستان والوضع السياسى شبيه بالمحيط الدولى حوله.
الملا رؤوف ياسين لـ«الوطن»: قتالنا مع «داعش» وفر فرصة للسيطرة على المناطق المتنازع عليها مع «بغداد»
■ وماذا عن القوة العسكرية لكردستان؟
- إنه جيد إلى حد كبير، وكردستان هى الحلقة الأقوى أمام «داعش»، لكن من ناحية التقسيمات الدولية الموجودة بالمنطقة هى الحلقة الأضعف، لأنها تضم بداخلها معارضين ومؤيدين للقضايا الكبرى التى تخص الإقليم.
■ بمناسبة القضايا الكبرى، ماذا عن الاستفتاء المزمع إجراؤه فى 25 سبتمبر لاستقلال الإقليم عن العراق؟
- هناك انقسام داخل كردستان بخصوص هذا الموضوع، لكنه ليس مرتبطاً بالاستفتاء بصفة عامة، بل بتوقيته وآلية تنفيذه، بمعنى أنه ليست هناك معارضة للاستفتاء فى حد ذاته، لكن لفكرة توقيته والآلية التى ينفذ بها، حيث إن القيادات السياسية ورئاسة الإقليم التى دعت إليه ليست لديهم رؤية آليات لنجاحه.. فمثلاً أنت تريد أن تعمل استفتاءً، وبعدها بشهرين عندك الاستحقاق الانتخابى للبرلمان والحكومة ورئاسة الإقليم، يا ترى أيهما أولى، الاستفتاء أم كل هذه الخطوات.. ثانياً هم يريدون عمل استفتاء والبرلمان معطل والحكومة نصف «مشلولة»، يا ترى هل هذا صحيح؟ ثم إن هناك مسألة أخرى، وهى كيف تعطى الشرعية الكاملة للإقليم دون أساس قانونى ودستورى ومساندة من الأمم المتحدة والعالم؟
إذا كان الاستفتاء غير معترف به ولم يحظ بتأييد دولى، خصوصاً أن الأمم المتحدة قالت إنها لن تشارك، ولن تراقب، ولن تشرف عليه إلا بموافقة وطلب من الحكومة الاتحادية العراقية التى ترفضه جملة وتفصيلاً، ويأتى هذا فى وقت تنصحنا فيه كل الدول بعدم إجراء الاستفتاء، فى حين أن أول ما نحتاجه لاستقلالنا هو الاعتراف الدولى.
ما أكثر الدول الرافضة لاستقلالكم عن العراق؟
- أهم هذه الدول على الإطلاق تركيا وإيران، وهناك عدم قبول لهذا الموضوع بشكل متفاوت من دولة لأخرى.
■ هل نشاطكم العسكرى فى محاربة «داعش» جعلكم تدخلون مناطق متنازعاً عليها مع «بغداد» وتسيطرون عليها.
- نعم نحن نسيطر حالياً على كل المناطق المتنازع عليها مع «بغداد» بقوة السلاح، وليس بقوة القانون، وقوة القانون تأتى حينما تطبق المادة 140 من الدستور العراقى.
■ إذاً ما المناطق تحديداً التى تسيطرون عليها سواء بقوة القانون أو بقوة السلاح؟
- إقليم كردستان هو إقليم بقوة القانون، أما المناطق المتنازع عليها فإنها تمتد من سنجار إلى جزء من سهل نينوى وكركوك وخانقى، إلى جنوب شرق كردستان، وهذه المناطق لها مادة فى الدستور هى رقم 140 لسنة 2005 وقد عولجت مسألة هذه المناطق بـ3 مراحل، المرحلة الأولى تطبيع الأوضاع، وذلك لأن هذه المناطق كانت مناطق كردية فى زمن صدام حسين، وحدث تهجير قسرى للكرد وتسكين العشائر العربية، التى أتى بها من جنوب العراق، ولهذا تطالب هذه المادة بتطبيع هذه الأراضى، بمعنى إرجاع العرب الذين أتوا إلى المنطقة وعودة الكرد إلى أراضيهم، والمرحلة الثانية هى إحصاء هذه المناطق، والمرحلة الثالثة هى الاستفتاء، ولو أراد الشعب العودة إلى كردستان كان بها، وإذا أراد البقاء مع «بغداد» كان بها.
وفى كل هذه المسائل لا بد من موافقة الطرفين، وهما الحكومة العراقية وحكومة كردستان، وهذا الاستفتاء فقط للمناطق المتنازع عليها، ونستطيع أن نقول إن 70% من هذه الفقرة تم تطبيقها، لأن الأكراد رجعوا ورحل العرب بالفعل، لكن الخطوتين الباقيتين لم تطبقا، وتتكلف الحكومة العراقية بتعويض السكان الكرد والعرب خلال تنقلهم وعودتهم إلى أراضيهم الأصلية، لأن ذلك هو سبب المشكلة.
وأوضح هنا، أنه حينما ظهر «داعش» قام باحتلال الموصل وصلاح الدين ولما وصل إلى المناطق الكردية تصدت إليه قوات البيشمركة وسيطرت على كل المناطق المتنازع عليها بقوة السلاح، وتم تحريرها من يد «داعش» والسيطرة عليها بقوة السلاح ويبقى فقط الإقرار القانونى والدستورى ثم الاستفتاء.. وما أود الإشارة إليه هنا أننا نشبه فى أوضاعنا ما يجرى بالمنطقة، لأن «داعش» أتى بمتغيرات علينا كما جاء بمتغيرات فى المنطقة.. وأحدث، فى رأيى، الخلاف السعودى - القطرى.. وجعلنا بعد اليأس من معالجة الأمور والمشكلات مع الدولة العراقية نلجأ إلى الاستفتاء على كل كردستان.
■ لكن المشكلة هنا فى عدم موافقة الحكومة العراقية على الاستفتاء؟
- نعم هذه هى المشكلة، لأنه لا بد من موافقتها، فمثلاً الاستفتاء فى جنوب السودان كان أول من قرره هما الرئيس عمر البشير ومجلس الأمة السودانى، ولذلك موافقة الدولة المركزية أو موافقة دولة الخصم ضرورية، نحن الآن حسب الدستور العراقى جزء من العراق، ونحن وافقنا على الدستور العراقى بأكثر من 70% بأن نكون جزءاً من الحكومة الاتحادية، فلا بد أن نتحاور ونتفاوض ونأخذ وننتزع موافقة الدولة العراقية، بفصل كردستان عن العراق، فمن دون هذا الحوار سيكون الاستفتاء ناقصاً.
■ إذا وافقت الحكومة العراقية، كم تتوقع نسبة التصويت بنعم فى الاستفتاء؟
- 99% من الشعب الكردستانى سيذهبون إلى الاستفتاء ويصوتون بنعم على الانفصال.
■ لكن أمامكم مشكلة كبيرة أيضاً، رفض على خامنئى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية مشروع استفتائكم.. وفى ظل علاقة الجيرة مع إيران، كيف ستكون علاقاتكم بالكرد الإيرانيين؟ وماذا عن أحلامكم بكردستان الكبرى؟
- إنهم يخشون من دغدغة مشاعر الكرد الإيرانيين حتى لا يطالبوا هم أيضاً بالاستقلال، والدولتان التركية والإيرانية تخافان من دغدغة مشاعر الكرد الموجودين على أراضيهما، ولهذا فإن إيران وتركيا لديهما توجسات وليستا مع تقسيم العراق وتصران على ضرورة وحدته.
■ إذاً ما الدول التى تؤيد استقلالكم؟
- ولا دولة، فالوضع صعب لكن لدينا أمل وهو يكبر مع الوقت، وهناك دليل، فأنا مثلاً كان عمرى 17 سنة ودخلت فى السياسة والمقاومة والقتال أمام الدولة العراقية من أجل حرية كردستان، حيث دخلت فى التنظيمات السرية عام 1977 والتحقت بقوات البيشمركة عام 1983، وثلاث مرات منزلى يحترق من قبل القوات العراقية، وابنتى كان عمرها 8 سنوات واعتقلتها القوات العراقية لمدة سنة حتى أسلم نفسى، وكل التضحيات اللى ضحى بها الشعب الكردى من أجل تحرير كردستان، ألم تكن كل هذه مصاعب إلى جانب المصاعب الدولية من الدول الكبرى.. ويبقى أننا نحتاج إلى غطاء قانونى ودولى، ولكن هناك أملاً.
■ بالنسبة لقتالكم مع الدواعش، بم تفسر قلة المعارك التى خاضتها البيشمركة مع الدواعش مقارنة بالمعارك مع الجيش العراقى؟
- لسبب بسيط، عندما استولى الدواعش على الموصل انتهى الأمر وحينما حاولوا دخول المناطق الكردية تصدت لهم البيشمركة، ولم يسمح لهم بدخول أراضى كردستان، فالقتال منحصر فى الدفاع عن مناطقنا وأراضينا، عكس ما جرى مع القوات العراقية التى انسحبت وتركت مساحات شاسعة فى زمن قصير جداً، حتى سيطروا على محافظات كاملة وبقوا فيها مدة سنتين، وفى خلال هذه المدة الطويلة أقاموا حصوناً دفاعية وخنادق وفخخوا مواقع، مما جعل قتال القوات العراقية معهم صعباً، وتكبد العراقيون خسائر كبيرة، لأن معاركهم كانت تحرير أراضٍ على عكس معاركنا التى كانت دفاعاً عن أراضينا.