قصائد محمود بيرم التونسى
يا شرق فيك جو منور
قريت و مليت كفايه
إلا البلد يا ولاد مالها مقلوب حالها
ليه امشى حافى ،وانا منبت مراكيبكم
الأوله آه والتانيه آه والتالته آه
إزاى زمان النور و الحرية
يا أهل السودان ياعرب
يا أهل السودان يا عرب يا مسلمين الله !
يا شرق فيك جو منور
والفكر ضلام | |
وفيك حراره يا خساره | |
وبرود اجسام | |
فيك تسعميت مليون زلمه | |
لكن اغنام | |
لا بالمسيح عرفوا مقامهم | |
ولا بالاسلام | |
هي الشموس بتخلي الروس | |
كدا هو بدنجان | |
يا بنت باني الهرم لمي هلاليلك | |
و البرقع اللي انخرم ويا مناديلك | |
يكفي لومان في الحرم | |
في قيد خلاخيلك | |
ما شفت زيك سجين ساكت و متاوي | |
غلبت اقول للرجال خلوا المره حره | |
تخش رخره المجال تفهم و تتدرى | |
العاقله بنت الحلال ما يضرهاش بره | |
لكن بتنصح ف مين روس جامده صنطاوي | |
جهل النسا بالعلوم خلانا انتيكه | |
نفهم في فن الهدوم رقعه و تشتيكه | |
وفي البلد عالعموم | |
ما تلقى فابريكه | |
غير فابريكات الطحين | |
فليحيا بدراوي | |
راية ولاد العرب في الارض منكوسه | |
طول عمرها و السبب احسان و نفوسه | |
والله اللي قال ما كدب نسوانا موكوسه | |
حتى اللي متعلمين بردون يا شعراوي | |
عجلي ملخبط يا خلايج و عنيه مزغللين | |
من نسوانك يا فرنسا البيض العريانين | |
يا صلاة الزين يا ما شا الله يا ولاد عالنساوين | |
على شط السين يا محمد نايمين و ممدين | |
واحده عاتعوم في الميه و التانيه في الكابين | |
لابسين خلجات للركبه دايبين و مجطعين | |
و اللحم زبده طريه كاسياه الفساتين | |
مطرح ما دوس و اطبش ملجاشي الا عجين | |
ونا هاتعجب يا خوانا يخرب عجلي التخين | |
اشمعني جفاهم ابيض و جفايا زي الطين | |
ونا ناشف ليه و معضم ودولاته متختخين | |
والله صغير يا محمد حبسوك سبع سنين | |
و امك عاتجول يا محمد واختك يا محمدين | |
وجرايب جرعت باشا لابسين النياشين | |
تلقاهم في الجزيره قاعدين و مفرشين | |
للبيه منهم تكريعه يسمعها اللي ف شبين | |
صدج من قال بلادنا دي بلاد المنفوخين | |
بالبنطلون و الستره عاملين متمدنين | |
ليل ونهار يا حبايب مساطيل و منزلين | |
ما يشوفوا الطور من النعجه و الفرخه م الهاجين | |
ابكي عليك يا معوض مسكين والله مسكين | |
وحديك قاعد و حبايبك في البلدان مزعوطين | |
زغلول باشا المجاهد في بلاد العيانين | |
والسلطه العسكريه قطعت ايدي اليمين | |
و اللورد له اوامر مكتوبه عالجبين | |
لا البرلمان يمسحها و لا حتى الشياطين | |
المنجم | |
ما عمري يوم للمنجم رحت استفتيه | |
اللي مضى اعرفه ، و اللي حضر ، انا فيه | |
و من كرم ربنا ، مستقبلي خافيه | |
لو كنا نعرف نهاية امرنا يا قوم | |
كام يوم نشوف السعاده والشقا كام يوم | |
لا يطيب لنا عيش ولا تهنا العيون بالنوم | |
الشر و الخير ، بلا منجم ، حا نستوفيه | |
ومين يا عم المنجم ؟ مفتري نصاب | |
الناس رآهم حيارى فاشتغل كذاب | |
و الكذب ابواب و نعرف كلنا الابواب .. | |
ان قال لي عندك قضيه ، كلنا مشاكلين | |
وان قال لي تسافر قريبا ، كلنا مسافرين | |
من دنيا رايحين لآخره ، و المخلد مين | |
لعن المنجم ? ولو يصدق ? كل كتاب | |
ومين يروح للمنجم ؟ الهمج لا غير | |
الست دولت ، و غانم والدسوقي بدير | |
و عبده افندي و زينهم ، و اسماعين و خضير | |
لا عقل فيهم و لا مله ، و لا ايمان | |
و لا حفظ بعضهم آيه من القرآن | |
جعلوا المنجم اله ، لك حكمه يا رحمن | |
جعلت قرش المنجم قرش كل سفيه | |
ما عمري يوم للمنجم رحت استفتيه | |
قصة المأذون | |
ايام ما كان الحريم خلف الستاره مصون | |
كان اي واحد جهول يفتح خطيب مأذون | |
يجوزك بالمقاوله .. ولا بالعربون | |
و انت بختك يا تسعد تلاقيها دون | |
استفتح الشيخ في اول ما اشتغل بطلاق | |
حرمه اميره .. وجوزها سئ الاخلاق | |
والقاضي يحكم في شرع المسلمين بفراق | |
على المره المجرمه ، و الراجل المجنون | |
الست من ناس زمان ، صاحبة ادب و كمال | |
م الحشمه دل الي لا خاتم ولا خلخال | |
والليما عطاها صيغه ، ما عطاها جمال | |
يكفي التقى و الصلاح و الملح و الكمون | |
مأذوننا كان واد عبيط عمره ما شافش حريم | |
من يوم ما أزهر ? لغاية ما انتهى التعليم | |
شاف وحده ساده .. بلا لبه و بلا مباريم | |
قال ما شاء الله .... و اللي كان ما شاء يكون | |
يا ست كان حق جوزك دا يبوس رجلك | |
لكنه فاسق لا يصلح لك ? ولا يليق بك | |
لازم اوف لك انا راجل امير مثلك | |
م اللي يحافظ على عرض النساء و يصون | |
قالت انا واحده ، لا بودره ، و لا احمر | |
عايزا لي راجل لا يتمرقع و لا يسكر | |
يعرف مقامي ولا يخبص ولا يسهر | |
وانشا الله آكل معاه ملح وبصل و زتون | |
بقت تروح للخطيب ، في كل يوم نوبتين | |
لحد ما شاف لها راجل قعد لها شهرين | |
مراته ماتت و فايته م العيال اتنين | |
عايز لهم واحده لو خان الزمان ما تخون | |
مأذوننا قال له .. انا عارف مره حره | |
عيني ما شافت اميره ملها مره | |
وبيتها مليان موبيليا من بلاد بره | |
رأيتها لما انتهت م الراجل المجنون | |
فيها البساط وحده يفرش الجامع | |
ودولاب عجيب لو تشوفه تلتقيه لامع | |
ولما كان بعلها في غشها طامع | |
رهن كراسيها عند القهوجي انطون | |
ابو العيال بات ليلتها عالمدام قاعد | |
والمهر خمسين جنيه فوري راح ناقد | |
وبعدها بجمعه كان فراشها راقد | |
شاف لك دي حته مره انشف من العرجون | |
البين نحل جسمها و الهم كاويها | |
والفقر راخر متمم شغلته فيها | |
و الموت هجم ع الحبايب من حواليها | |
خلا القرايب و الحبيب تحت التراب مدفون | |
في ليلة الدخله لابسه القميص ساتانيه | |
وتب طويل فوقه و البالطو القطيفه عليه | |
اسود طويل للقدم .. تفصيل كمال واديه | |
بكرك ابيض عريض و الصدر بالكبون | |
اما الموبيليا اللي كان طاير بيها الاستاذ | |
صندوق بسبعين و ستاشر صفيحه جاز | |
فارغين و فوقهم قبايبها تلات اجواز | |
و اربع مغارف خشب ابيض و ست صحون | |
صبح يشوف الخطيب واقف بيستنظر | |
طالب حلاوته خروف يتحط في انجر | |
ضحك و قال له نهارك يا عريس ازهر | |
قال له نهارك زفت متقطرن يا شيخ ينسون | |
قال اما انك صحيح .. مسروع و غاتوتي | |
مالكش صنعه الا يا مأذون يا حانوتي | |
سعيت لي في الخطبه وبتسعى على موتي | |
والاجر في الشغلتين يا شيخ على مضمون |
قريت و مليت كفايه
خوف السقوط و البطاله | |
و كل ما ازداد قرايه | بالدنيا أزداد جهاله |
يا طالب العلم تنداس | لو يبقى علمك بضاعه |
تنفع و تستنفع الناس | لو كنت صاحب صناعه |
يا عالم العلم بالله | يزيد في نور البصيره |
و اللي استنارت نواياه | يلقى الذهب في الحصيره |
ان كنت تطلب رضى الله | يجعل لك الناس عبيدك |
و ان كنت تطلب رضا الناس | أقلهم يبقى سيدك |
الحلم و الصبر كنزين | روتشيلد محتاج إليهم |
و اللي يقولوا الكنوز فين | ابكي يا عيني عليهم |
إلا البلد يا ولاد مالها مقلوب حالها
في عز عصر استقلالها شبعت تشخير | |
كانت صلاة النبي أحسن من كده و اتخن | و العملة ماشية عدل معدن و رغيفها كبير |
أما البلاد الدون ربحت مصر اندبحت | غاية ما في التهويش صبحت جرايدها كتير |
يادي الغلا اللي ورانا بالخرازانه | و المقرعة لما هرانا و بقينا حمير |
أول ما تسمع يا رمالي بخبر خالي | تبات و تصبح طوالي ناوي التصغير |
و الفرانين كل معلم جلف مبلم | صدغه في الأزمة يتلم و لا صدغ مدير |
طحن البلاطة و سكتنا ياللا اهتكنا | حطنا ف قعر التكنة و خلطها شعير |
أعوذ بالله ، دي الأروام و لا دي الأغنام | اللي ما ينجح فيها كلام إلا بفواتير |
ماحد حقه الحرق بجاز غير الخباز | و قلع عينه بالمخزاز ابن الخنازير |
نهار ما تبقى الناس في هلاك يبني الأملاك | و يجيب مصاغ لمراته هناك و جنله حرير |
و بحق ليه القمح يا ناس ينشال في اكياس | و يروح لابو بيصل و مداس و التاني أمير |
قال العمى يعمي الأبعد على رأي اسعد | دي بلادك انت يا حاج احمد ياما فيها فقير |
ما أصبحوا أهل طبنجه و روم و كمنجه | و اتعلموا يمزوا برنجه و خص و جرجير |
زرع الأراضي اليوم طيب بكره يخيب | و الظاهر الفقر قريب جاي في مواسير |
نهار ما تسرح بصواني عال يا سوداني | و يقول معانا القباني فين القناطير |
بقت هو الحي الباقي شرقي شراقي | في الغيط خمس ست سواقي و المنزل بير |
يا عم يا عبد الرحمن الشر اهو هان | أرجوك تعيد لي الحظ كمان و بلاش تفسير |
حط المسدس في يمينك الله يعينك | و اعمل لنا صهبه و دينك و املاها نعير |
لأن فيها برم فارت و همم بارت | و حدايات عفاريت طارت في أرض ابو قير |
و خزانات جوه اتمدت و عين انسدت | و ع الطوابي اللي انهدت حانحط غفير |
يقف عليها بكبوته و بنبوته | و النسافات دي بشلوته من وحده تطير |
اسمع كلام مخلص أبده اهبد هبده | خليها تفرم في الكبده فرم المناشير |
من مد في فرشك رجليه اتكه عليه | بالحيل و بظظ نني عينيه من دون تأخير |
صنف الأوروباوي مرخرخ بشت ملخلخ | من شخطه و التانية يسخسخ زي ام بكير |
المصري واد جن مقارد و تلم بارد | لو يلقى يوش يصبح فارد للردح حصير |
ليه امشى حافى ،وانا منبت مراكيبكم
ليه فرشى عريان،وانا منجّد مراتبكم | |
ليه بيتى خربان ،وانا نجّار دواليبكم | |
هى كده قسمتى؟ | |
الله يحاسبكم! | |
ساكنين علالى العتب،وانا اللى بانيها | |
فارشين مفارش قصب،ناسج حواشيها | |
قانيين سواقى دهب،ونا اللى ادور فيها | |
يارب ماهوش حسد | |
لكن بعاتبكم | |
من الصباح للمسا،والمطرقه فيدى | |
صابر على دى الاسا ! حتى نهار عيدى | |
ابن السبيل انكسى ، واسحب هرابيدى | |
تتعروا من مشيتى | |
واخجل اخاطبكم | |
ليه تهدمونى وناللى عزكم بانى | |
انا اللى فوق جسمكم قطنى وكتانى | |
عيلتى فى يوم دفنتى مالقيتش اكفانى | |
حتى الاسيّه وانا راحل وسايبكم؟ |
الأوله آه والتانيه آه والتالته آه
الأوله عيرونى إن نا فلاح | |
والتانيه أزرع وأقلع اللى نام وارتاح | |
والتالته آه للى أحبه شط منى وراح | |
الأوله | |
عيرونى ان نا فلاح – بدفيه | |
والتانيه | |
أزرع وأقلع اللى نام وارتاح – فى دهبيه | |
والتالته | |
آه اللى أحبه شط منى وراح – فى صبحيه | |
الأوله | |
عيرونى ان نا فلاح بدفيه – وعيشى حاف | |
والتانيه | |
أزرع وأقلع اللى نام وارتاح فى دهبيه – بمقداف | |
والتالته | |
آه اللى أحبه شط منى وراح فى صبحيه – ما قال لى عواف | |
الأوله | |
مش بإيدى دا قضا محتوم | |
والتانيه | |
ومسيرها ناس تغرق وناس حتعوم | |
والتالته | |
ميت هم يرحل ألف هم يدوم | |
الأوله آه والتانيه آه والتالته آه |
إزاى زمان النور و الحرية
صادف زمان القنبلة الذرية | |
يا هل ترى صدفه كده طبيعية | |
و لا الصدف تخفى فى حكم إلهيه | |
شوف لما كنا زمان الحشمة | |
كان ربنا ناظر لنا بالرحمه | |
و لما أصبحنا مجرد لحمة | |
اللحمة يلزمها تبات مشوية | |
سكتت على المنكلا قسس و مشايخ | |
و اللى بيوعظ زى حالى | |
رايح واحدة و النبي إنك بايخ | |
و التانيه قالت يبتليك برزيه ! |
يا أهل السودان ياعرب
يا أهل السودان يا عرب يا مسلمين الله !
بيننا و بينكم نسب كل الأمم عرفاه | |
لا أنتم نسيتوه و لا حنا للأبد ننساه | |
و النهر بيننا و بينكم ربنا أجراه | |
و اللى شرب دمكم من دمنا رويناه | |
و اللى ركب ضهركم فوق ضهرنا هواه | |
و اللى وعدكم وعدنا بالنعيم و الجاه | |
و أدى و أنتم عرايا محتاجين لغطاه | |
لو كنا ننسى قرابتنا و نجرى وراه | |
حينفرط شملنا و نقول يا ندماه |