خليج «أبو دباب» بمرسى علم: هنا تسكن عروس البحر

على بُعد 35 كيلو متر شمال مدينة مرسى علم يقع خليج «أبودباب»، والذي يُعد واحدًا من أجمل وأغنى الخلجان المصرية، بالتنوع البيولوجي، على ساحل جنوب البحر الأحمر.
في خليج «أبودباب» يقع أكبر مكان لتجمع حيوانات عروس البحر والسلحفاة البحرية المهددان بالانقراض، ويرجع باحثو البيئة تواجدهما بالمنطقة إلى غناها بالحشائش البحرية المتنوعة.
كل هذه العوامل جعلت هذه المنطقة ثروة قومية وطبيعية يقصدها الكثير من عشاق ممارسة رياضة الغوص والسنوركل من مختلف أنحاء العالم، لرغبتهم في السباحة والغطس والتصوير مع هذه الكائنات المسالمة.
ولمعرفة المزيد عن «أبودباب» أوضح الدكتور أحمد غلاب، مدير محميات البحر الأحمر، لـ«المصري لايت» أن الخليج يحده شمالًا وجنوبًا تراكيب صخرية مصحوبة بشعاب مرجانية، أما القاع يتكون من تربة رملية مغطاة بطبقة من الحشائش البحرية، إضافةً إلى التلال الرملية المكوّنة بفعل السيول المنجرفة من الصحراء، مرجعًا وجود هذه الظواهر إلى معيشة العديد من الحيوانات القشرية بالمنطقة.

وأردف «غلاب»: «قاع خليج أبو دباب مغطي باللون الأخضر، لوجود الحشائش البحرية بالكامل بداية من خط الشاطئ، بعمق 1-2 متر إلى أكثر من 40 متر، وتعتبر الحشائش البحرية هى أكثر صفة مميزة للمنطقة عن سائر الأنظمة البيئية الأخرى»، وحددّا أنواع الحشائش المتواجدة فيها، وهم «Halophila Stipulacea, Halphila Ovalis, Halodule Uninervis & Seringodium Isoetifolium».
ويقول «غلاب»: «في القرون الماضية انتشرت أساطير بين البحارة فى جميع البلدان عن عروس البحر بخليج «أبودباب»، ومع تقدم الزمن تم اكتشافها فعليًا، مشيرًا إلى أنها تنتمي للثدييات وتأكل الأعشاب، وتعيش فى المياه الدافئة بالبحر الأحمر، مبينًا أنها تتنفس الهواء الجوى من سطح الماء، بعدها تغوص لتناول غذاءها بالمنطقة».
وأوضح مدير محميات البحر الأحمر أن الحجم الكبير و بطء الحركة لعروس البحر يسهل من وقوعها فى شباك الصيد، رغم نصائح «الاتحاد العالمى للحفاظ على البيئة» بعدم فعل ذلك، من خلال إعداد الدراسات والخرائط للأماكن التي تتواجد فيها الأعشاب التى تتغذى عليها لمنعها من الانقراض.
وحسب بيانات جمعية «المحافظة على بيئة البحر الاحمر» تم رصد أعداد قليلة من عرائس البحر بطول ساحل المحافظة، ويبلغ طول الواحدة منهم 3 أمتار، ووزنها 500 كيلوجرام، مؤكدةً وجود أدلة تثبت اصطيادهم من قبل الحضارات القديمة، إذ كان مسموحًا بذلك حتى وقت قريب.
وأوضحت البيانات أن عروس البحر تتغذى على الأعشاب وتتميز بخوفها الشديد على صغارها وحمايتها لهم، وفى حال عدم تواجد الغذاء الكافي تمتنع عن عملية التكاثر حتى تتحسن الظروف التي سيعيش فيها صغارها فيما بعد، وعلى الصعيد الأكاديمي كشفت أن أول من نشر بحثًا علميًا عن ذلك الحيوان فى مصر هو الدكتور الراحل حامد جوهر، وذلك في خمسينيات القرن الماضي.

وتسمح «محميات البحر الأحمر» للزائرين بممارسة رياضتي السنوركل والغوص، من خلال دخول مرشدين مرخصين من قبل «الغرفة السياحية للغوص والأنشطة البحرية»، والذي يكون معه 7 أفراد بالنسبة لـ«السنوركل»، و5 للغوص.
وتفرض «الغرفة السياحية للغوص والأنشطة البحرية» على الزائرين ارتداء سترة النجاة طول فترة التواجد داخل الخليج، بما فيهم المرشد أيضًا، وعلى الأطفال الأقل من 12 عامًا أن يكونوا برفقة والديهم.
وأصدرت «محميات البحر الأحمر» مدونة بسلوك الزائرين الراغبين في السباحة والغوص مع السلاحف البحرية وعروس البحر، وحددت: «يجب أن يكون النشاط بشكل بيئي، ويحظر مطاردتهم ولمسهم وإطعامهم والتزاحم حولهم وقطع خط سباحتهم، سواءً وجهًا لوجه أو من إحدى الجانبين حتى لا يغيروا مسارهم».
ومن ضمن المحظورات أيضًا: «يُمنع اقتراب الزائرين منهم، وكذلك إصدار أي الضوضاء واستخدام فلاش الكاميرا»، كما حددت اللائحة مسافة 5 أمتار كحد أقصى لاقتراب الزائرين من عرائس البحر والسلاحف.