نقاط القمامة: جمَّع زبالتك «غير العضوية» وخُد بدالها «زيت وسكر»

كثير من المحاولات الرسمية والفردية لتشجيع المواطنين على الفصل من المنبع، تعظيماً للفائدة وتقليلاً لإهدار الموارد، لم تلقَ نجاحاً يذكر، رغم التشجيع وانتشار الفكرة على نطاق واسع، لكن رد فعل المواطن ينتهى عادة بتعليق: «وأنا إيه اللى عايد عليا من وجع القلب؟». سؤال عثرت وفاء سطوحى، على إجابته أثناء وقوفها فى مطبخها بالمنزل، ربة المنزل الثلاثينية عملت بالمثل الشهيرة: «اسأل مجرب ولا تسأل طبيب»، لذا فكّرت فى حل عبر الجمعية الأهلية التى تديرها «نهضة أمة»: «الناس لازم تحس بقيمة القمامة، يعنى ياخدوا قصادها حاجة، عشان يحسوا بأهمية اللى بيعملوه، ومفيش فى الغلا ده حاجة تشجع الناس على الفصل غير إن زبالتهم تجيب فلوس»، هكذا أطلقت فكرتها التى تعتمد على منح المواطنين نقاط سلع غذائية مقابل قمامتهم غير العضوية عبر مقر الجمعية فى إمبابة.
مبادرة بدأت فى إمبابة وتنتظر دعم «التموين والبيئة»
الخدمة التى وفّرت صاحبتها «مناديب» للحصول على القمامة من المنازل، طبعت منشورات لنشرها، واتفقت مع عدد من «السوبر ماركت» لعمل كوبونات للمتفاعلين مع الفكرة، صحيح أن عمرها أقل من شهر، إلا أن 300 عائلة بدأوا فى التعاون عبر تسجيل أسمائهم فى القائمة الشهرية «عاملين نظام نقاط، النقطة بجنيه وكيلو المخلفات بيدّى نقطتين، المواطن بيدينا القمامة المفصولة طول الشهر، وفى الآخر بنديهم كوبونات يتعاملوا بيها مع محلات معينة اتفقنا معاهم ورحبوا بالفكرة، والمواطن يصرف اللى هو عاوزه زيت أو سكر أو شاى أو أى سلعة تعجبه أو ياخد النقط فى صورة تخفيض وهكذا». تجربة بدت واعدة، إلا أن ضيق المساحة مقارنة بكم المخلفات الواردة بدا عائقاً «المخزن عبارة عن دور أرضى فى الجمعية مساحته 70 متر معدش مكفى» استعادت السيدة تصريحات المسئولين بوزارة التموين عام 2014 حين تحدثوا عن استبدال القمامة المفصولة بنقاط تموينية، وحاولت التواصل معهم، إلا أن الرد جاء محبطاً: «نقاط الخبز محملة بزيادة على الكروت ومش هتبقى ناقصة كروت قمامة»، وهو ما أكده إبراهيم عامر، المتحدث باسم وزارة التموين، وزاد عليه إحباطاً بقوله: «درسنا الموضوع قبل ثلاث سنوات ووجدناه بلا جدوى، وإحنا كوزارة تموين هنعمل إيه بالورق والحديد؟»، لم ينتظر «عامر» رداً على استفهامه، واصل التأكيد على استحالة أن تلعب «التموين» دوراً فى حل مشكلة القمامة، ملقياً بالعبء كله على عاتق الجمعيات الأهلية «ده دورها وهى الأَولى به».
لم تيأس «وفاء»، واصلت طريقها فى طلب التعاون الرسمى من وزارة البيئة: «محتاجة مكبس وقطعة أرض فاضية عشان نتوسع فى عميات الجمع والبيع ونقدر ناخد القمامة العضوية» ،طلب رسمى تقدمت به، ولم تتلقَّ إجابته بعد لكنها تملك الكثير من الثقة «شوية تعاون رسمى والفكرة هتنتشر زى النار فى الهشيم».