أحمد آدم فى ندوة «الوطن»: «القرموطى فى أرض النار» يحارب «داعش» بالسخرية.. ويثبت أن الإرهاب أصبح «سبوبة» للمرتزقة

عاد الفنان الكوميدى أحمد آدم إلى السينما بعد غياب 8 سنوات بفيلم «القرموطى فى أرض النار»، المعروض حالياً فى السينمات، ويعيد «آدم» فى فيلمه الجديد تقديم شخصية «القرموطى» للمرة الثالثة، ويحقق من خلالها إيرادات وصلت إلى 3 ملايين جنيه.. «الوطن» استضافت أحمد آدم بصحبة مخرج الفيلم أحمد البدرى، اللذين كشفا عن كواليس العمل وأصعب المشاهد أثناء التصوير.
■ لماذا ابتعدت عن السينما فترة طويلة حتى قررت العودة بـ«القرموطى فى أرض النار»؟
- فترة الارتباك التى أعقبت ثورة 25 يناير كانت السبب وراء غيابى عن السينما، خاصة الفترة ما بين 2011 و2015، حيث شهدت الكثير من المشاكل فى جميع المجالات، والدليل على ذلك قلة أعمال النجوم الكبار منهم أحمد حلمى، والسقا، وكريم عبدالعزيز ومحمد هنيدى، نظراً للظروف التى تمر بها البلاد وتأثيرها على الصناعة والتجارة فى البلد، وبالتالى أثر ذلك على صناعة السينما باعتبارها عنصراً ترفيهياً، وكان هناك موسمان فقط لعرض الأفلام؛ العيد الكبير والصغير، وبالطبع كان لهما جمهورهما الخاص ولهما نوعية خاصة من الأفلام التى تميل إلى الرقص والغناء الشعبى بشكل كبير، وأنا لست ضد هذا النوع، ولكنى أرى أن تلك الأعمال تجرأت على الكوميديا فى السنوات الخمس الماضية، وعندما جاء الوقت الذى شعرت فيه بالانتعاشة الفنية، قررت العودة مرة أخرى، وكان هناك عقد فيلم يجمعنى بالمنتج أحمد السبكى ولم نستقر على اختيار الفيلم، حتى جاءتنى فكرة «القرموطى فى أرض النار»، تحدثت معه عن هذا العمل وبدأت التحضيرات الأولى مع المخرج أحمد البدرى، والكاتبين محمد نبوى وعلاء حسن.
حرصت على عدم تضمين الفيلم مشاهد دموية والرقابة أجازته دون حذف لقطة واحدة
■ إعادة تقديم شخصية «القرموطى» للمرة الثالثة بعد عمل درامى وآخر سينمائى ناجح، هل كان مخاطرة أم رهاناً بالنسبة لك؟
- أكثر ما طمأننى هو سؤال الجمهور فى الشارع عن شخصية «القرموطى»، فالجمهور لديه وعى وحسن اختيار، بالإضافة إلى أن الشخصية لديها معزة خاصة بالنسبة لى، وأنا لم أقدمها سوى فى فيلم ومسلسل على فترات متباعدة، وقدمت بعدها مجموعة كبيرة من الأعمال السينمائية والتليفزيونية، حتى جاءت لى فكرة «القرموطى فى داعش»، بسبب رغبتى فى طرح قضية داعش بطريقة كوميدية، وأن أوضح للجمهور أن الفكر الداعشى بعيد تماماً عن الفكر العقائدى، وأنها مجرد سبوبة ليس أكثر، وواجهة للتدخلات من الخارج، وبالرغم من عمق المضمون إلا أننا حرصنا على تناوله بمنتهى البساطة.
■ وكيف كانت تجربتك فى التعاون مع الكاتبين علاء حسن ومحمد النبوى؟
- تجمعنى بهما علاقة صداقة فضلاً عن إعجابى بأدواتهما فى كتابة السيناريو والحوار، خاصة أنهما يحبان شخصية القرموطى، وقمنا بعمل أكثر من ورشة كتابية، ثم تناقشت مع المخرج أحمد البدرى، حتى استقررنا على الخطوط العريضة للفيلم، وأجرينا التعديلات النهائية عليها.
كيف استطعت أن تنقل حياة أفراد تنظيم داعش إلى السينما؟
- التشهد والقسم والأناشيد مأخوذة من على قنوات الـ«يوتيوب» الخاصة بهم، ثم قرأنا كثيراً عن تفاصيل دقيقة فى حياتهم، خاصة فيما يتعلق بطريقة تعاملهم معاً، ثم قمنا باختيار أماكن التصوير تشبه ليبيا وتم الاستقرار على مرسى مطروح.
■ ما تعليقك على هجوم النائب مهدى العمدة، عضو مجلس النواب، على محتوى الفيلم وأنه يسىء لأهل مرسى مطروح؟
- جاء هذا النائب وشاهد الفيلم قبل عرضه فى السينمات وخرج ضاحكاً على الأحداث، لذلك أرى أن الموضوع مفتعل خاصة أننى أقدم فيلماً ضد الإرهاب، وأنا لن أغفل عن ذلك وسوف أتخذ كافة الإجراءات القانونية تجاهه، فلماذا يديننى بالإهانة المتعمدة لأهالى مطروح، هل فى اعتقاده أن مطروح منطقة منفصلة عن مصر أم يعتقد أن الكتائب الإلكترونية التى تهددنى سوف ترعبنى، المدينة الساحلية تخصنى هى وأهلها، وهو ليس من حقه أن يهاجمنى، ولكن من حقه تقديم استجواب لوزير الثقافة، ومن حقى أن أتخذ معه الإجراءات القانونية.
■ هل كانت للرقابة أى ملاحظات على السيناريو؟
- الرقابة لم تحذف جملة واحدة من السيناريو، وجاء د. خالد عبدالجليل رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، وشاهد الفيلم ولم يعلق على أى شىء، حتى بعد اعتراض النائب مهدى العمدة على العمل، قامت الرقابة بمشاهدة العمل مرة أخرى إلا أنها لم تجد أى شىء من هذا القبيل، والحقيقة أن تقديمى لبرامج تليفزيونية لمدة 7 سنوات على الهواء مباشرة أكسبنى خبرة، وأصبح لدى رقابة ذاتية وأعرف جيداً ماذا يجب أن يدخل البيوت، وأصررت على عدم إظهار أى دموية ضمن الأحداث.
■ هل تعتقد أن هذا يؤثر على عنصر المصداقية؟
- أصر المخرج أحمد البدرى أن يضع لى رتوشاً قليلة من دماء على وجهى نتيجة للحادث، ولكننى رفضت ذلك وأصررت أن يكون الفيلم خالياً من الدماء، لأنه فى النهاية عمل كوميدى.
■ كيف كان شعورك أثناء تصوير مشهد الإعدام؟
- كان المشهد هو الأساس فى كتابة الفيلم، فهو أول مشهد قمت بكتابته وبنيت على أساسه باقى الأحداث، ففى الحقيقة عندما انتشر مقطع فيديو ذبح المصريين فى ليبيا كان الهدف من ورائه تصدير الرعب للشعب، ولذلك وجدت من الضرورى السخرية فى السينما ونجعل الجمهور يشاهد الوجه الآخر من الحقيقة، ونظهر على الشاشات ما يحدث وراء الكاميرات.
هجوم أحد النواب على الفيلم بسبب أهالى «مرسى مطروح» معركة مفتعلة.. وسأتخذ ضده الإجراءات القانونية.. ومشهدا البحر وضرب النار كانا الأصعب فى التصوير
■ ما أصعب مشهد قدمته فى الفيلم؟
- مشهد البحر، فكنت أشعر بالقلق منذ كتابته، فهناك مركبان يصدمان بعضهما وأفراد تغرق فى الماء، ففكر المنتج أحمد السبكى أن يكون المشهد بالجرافيك ولكنه تردد وأصر أن يكون أكثر واقعية عند التصوير، وبدأنا تصوير المشهد فى الساحل الشمالى، وكان الموج عالياً وأصيب علاء مرسى وبدرية طلبة بدوار البحر، لذلك استغرق تصويره نحو 4 أيام.
■ هل كانت هناك مشاهد بها خطورة على حياتك أثناء تصوير الفيلم؟
- كان هناك مشهد فى الفيلم به ضرب نار من جميع الاتجاهات، وفريق العمل وضع «فيوزات» فى الرمل، ولكن لم يضعوا علامات لتحديد مكانها، فكنت أشعر أننى أسير فى «حقل ألغام»، فقام المخرج بالوقوف خلف الكاميرات واستخدمنا لغة الإشارة حتى لا ينفجر أحدها فجأة.
■ ما رسالة الفيلم التى أردت أن تصل للجمهور؟
- يحمل الفيلم العديد من الرسائل للجمهور، فهو يعرض الكثير من المواقف والمفارقات الكوميدية لتصل بسهولة إلى جميع الفئات الاجتماعية والمراحل العمرية، بجانب محاولة تنبيه الجمهور بأن الإرهاب أصبح سبوبة وليس عقيدة أو فكراً ومنهجاً، فأغلب أعضاء داعش من جنسيات أجنبية، وقد صار وظيفة دموية مربحة جداً لبعض المرتزقة الأجانب.
■ لماذا تم تأجيل طرح الفيلم؟
- كان الفيلم جاهزاً بعد مرحلة المونتاج والمكساج بعد عيد الأضحى المبارك، وقد اختار السبكى ذلك التوقيت وأنا على ثقة كبيرة بالمنتج، فهو الذى شجعنى وساندنى حتى يخرج الفيلم إلى النور بالرغم من كونى كسولاً للغاية، وبالفعل كنت أتوقع المنافسة مع الأفلام الأخرى، ولكن أهتم برد فعل الجمهور على فيلمى فقط.
■ ما أهم ردود فعل جاءت لك بعد الفيلم؟
- أحب دخول السينما متخفياً دون أن يرانى أحد حتى أستمتع بمشاهدة الفيلم مع الجمهور وأرى تفاعلهم مع العمل، وبالفعل وجدت ناساً يضحكون من قلبهم، وهذا ما أسعدنى كثيراً.
■ ما حقيقة تلقيك تهديدات من قبل بعض الجماعات المتطرفة؟
- تلقيت تهديدات كثيرة من قبل الجماعات الإرهابية، وغيرها، ولكنى تعودت على ذلك، ولا يشغل بالى طالما أقدم أعمالاً فنية تصلح للعيش فترات كبيرة.
■ هل تفكر فى أن تقدم شخصية القرموطى مرة أخرى بعد نجاح «القرموطى فى أرض النار»؟
- إذا طلب الجمهور منى ذلك سوف أقدمه، طالما الشخصية بها قماشة عريضة أستطيع من خلالها تقديم العديد من الشخصيات، فالكوميديان الكبير إسماعيل ياسين قدم سلسلة من أفلامه بنفس الطريقة والشكل وأحبها الجمهور كثيراً.
■ ماذا عن كواليس مشاهدة عمرو دياب الفيلم معك؟
- «عمرو» صديقى منذ سنوات عديدة وشاهدنا الفيلم معاً، كما أنه يعرف تفاصيل الفيلم جيداً منذ كتابة أول مشهد به، وعندما سردت له القصة أخذ يضحك كثيراً، فهو من حمسنى للفكرة، وقد قمت بقياس نجاح الفيلم من رد فعله.
■ هل تستعد لتقديم عمل جديد فى الفترة المقبلة؟
- فى الوقت الحالى أتابع ردود فعل الجمهور حول الفيلم، التى جاءت مبشرة فى البداية، وأستعد لخوض تجارب فى الفترة المقبلة فى حالة وجود نص جيد يحمسنى لدخول تجربة جديدة.