عقد “مؤتمر السلام في الشرق الأوسط” في العاصمة الاسبانية مدريد، في 30 تشرين أول / أكتوبر 1991، بعد أشهر قليلة من أنتهاء حرب الخليج الثانية، إلا أن فكرة عقد المؤتمر، جاءت بعد خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش، أمام الكونجرس الأمريكي، في 6 آذار/ مارس 1991، حيث قال “آن الآوان لانهاء النزاع في الشرق الأوسط على أساس قراري مجلس الأمن الدولي 242 و338، ومبدأ الانسحاب مقابل السلام، الذي ينبغي أن يوفر الأمن والاعتراف بإسرائيل واحترام الحقوق المشروعة للفلسطينيين”. وطلب الرئيس الأمريكي من وزير خارجيته جيمس بيكر، القيام بالاتصالات مع العواصم العربية وتل أبيب، والاتحاد السوفييتي والاتحاد الأوروبي، تمهيدا لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، على أرضية المبادرة الأمريكية التي تحدث عنها الرئيس الأمريكي بوش في خطابه.
البيئة الدولية والاقليمية لمفاوضات مدريد
كانت فكرة إجراء مفاوضات بين الدول العربية و(إسرائيل) مرفوضة لفترة طويلة، من الجانب العربي، في الوقت الذي كانت فيه أحد المطالب الرئيسة لإسرائيل. واكبر مثال على ذلك اللاآت الثلاثة (لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف)، التي وافق عليها مؤتمر القمة العربي الرابع المنعقد في الخرطوم 29/8- 1/9 بعد أشهر على حرب حزيران 1967. ولكن حدثت تطورات دولية واقليمية اسهمت في خلق بيئة مواتية للبدء في هذه المفاوضات، مثل الأوضاع الدولية الجديدة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وحرب الخليج الثانية، والانقسام العربي، والضغوطات الأمريكية.
أ- الأوضاع الدولية: فقدت الدول العربية بعد انهيار المعسكر الاشتراكي بزعامة الاتحاد السوفييتي، الخليف الرئيسي الذي كانت تعتمد عليه في المحاف الدولية وفي الحصول على السلاح واتجهت روسيا الاتحادية،نحو تطبيع علاقاتها مع الولايات المتحدة، الحليف الكبير (لإسرائيل). مما أثر على الدول العربية التي لم تعد تستطيع أن تحدث سلاحها، بعكس (إسرائيل) التي حافظت على مستوى تسليحها بأحدث الأسلحة الغربية.
وأسهم انتهاء الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي، في إعادة صياغة جديدة للنظام العالمي الجديد، مما أفقد الدول العربية الدور الذي كانت تستطيع أن تقوم به خلال الحرب الباردة، والاستفادة من التناقضات بين المعسكرين المتصارعين. وفي ضوء إعادة بناء خريطة التحالفات الدولية، وجدت الدول العربية نفسها مجبورة على التحرك باتجاه عدم الظهور بمظهر المعادي للمعسكر الغربي، حتى لا تظهر (إسرائيل) بمظهر الصديق الوحيد في المنطقة للدول الغربية، وبالذات للولايات المتحدة.
كما خلق الانفراج الدولي الذي حدث بعد انتهاء الحرب الباردة، مناخاً سياسياً جديداً في العلاقت الدولية، من حيث التوجه نحو حل الخلافات بين الدول المتصارعة عن طريق طاولة المفاوضات وليس عن طريق الحرب. مما اثر على موقف الدول العربية التي كانت ترفض في السنوات السابقة، التفاوض بشكل مباشر مع (إسرائيل)، وبدأت تغير موقفها باتجاه الموافقة على التفاوض.
ب- حرب الخليج الثانية: أحدثت حرب الخليج الثانية في عام 1991، انقسماً حاداً في الساحة العربية، وأثر على التأييد الجماهيري في الأقطار العربية للقضايا العربي المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، بعد أن انقسم الشارع العربي بين مؤيد ومعارض لما حدث.
وأثر ضرب قوات التحالف الغربي للعراق وتسير قوته العسكرية التي كان يحسب لها الحساب الكبير في أي مواجهة عربية مع (إسرائيل)، وعمق العراق الاستراتيجي، على القوة العربية العسكرية ضد (إسرائيل). وهذا يعني أن الخيار العسكري أصبح مستبعداً عند الجانب العربي، وزاد في المقابل الخيار التفاوضي السلمي مع (إسرائيل) لحل الصراع العربي – الصهيوني. كما أن تدمير القوات العسكرية العراقية خلال الحرب وبعدها، حسب قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالعراق والحصار الجائر المفروض عليه، قد أسهم في إزالة الحجج الإسرائيلية نحو رفض (إسرائيل) الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، بحجة الخوف من الخطر العراقي على الأمن الإسرائيلي.
إن اصرار الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، على تطبيق العراق للقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، قد أحرجها لأن (إسرائيل) لم تطبق القرارات الدولية المتعلقة بانسحابها من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، وبدأت الأصوات تعلو في الدول العربية باتهمام المنظمة الدولية والدول الغربية بأنهم يكيلون بمكيالين مع القرارات الدولية التي تتعامل مع العراق و(إسرائيل)، وتطالب بالضغط الدولي على (إسرائيل) لتنفيذ القرارات الدولية أيضاً. وهذا الأمر أحرج الولايات المتحدة مع حلفائها، وجعلها تعمل على عقد المؤتمر الدولي.
ج- الموقف العربي: بعد خروج مصر من مساحة المواجهة مع (إسرائيل) نتيجة التوقيع على اتفاقيات كامب ديفيد ومعاهدة التسوية مع (إسرائيل) في عام 1979، وبعد خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان بعد غزو القوات الإسرائيلية لبيروت في عام 1982، بدأ الخطاب السياسي العربي وكذلك الفلسطيني يتغير في سياسته نحو (إسرائيل). وبدأ يقترب أكثر باتجاه التفاوض والبحث عن حل سلمي للصراع العربي الإسرائيلي. وبدلاً من اللاآت الثلاثة لقمة الخرطوم الرافضة للتفاوض، وافقت القمة العربية في مؤتمر فاس عام 1982 على مشروع سلام عربي، (مشروع الأمير فهد) يدعو إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة مقابل الاعتراف العربي (بإسرائيل). وكذلك الأمر بالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي بدأت تدعو إلى الاعتراف المتبادل، ونبذ العنف. وتوجت تلك المواقف باعلان المنظمة مبادرة التسوية الفلسطينية خلال انعقاد دورة المجلس الوطني الفلسطيني التاسعة عشر في الجزائر عام 1988، التي أسفرت عن اعلان دولة فلسطين مقابل الموافقة على قرار مجلس الأمن الدولي 242، والاعتراف (بإسرائيل).
بدأت بعض الدول العربية ومنظمة التحرير، تعلن عن استعدادها للمشاركة في مؤتمر دولي والتفاوض مع (إسرائيل) من أجل انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي العربية المحتلة، مقابل اعتراف عربي (بإسرائيل). وهو ما كانت الولايات المتحدة قد أعلنته في مبادرة بيكر من قبل، وكذلك ما جاء في خطاب الرئيس الأمريكي بوش بعد حرب الخليج، أي الأرض مقابل السلام مما مهد الطريق أمام المفاوضات التي انعقدت في مؤتمر مدريد.
د- الضغوط الأمريكية: بعد حرب الخليج الثانية التي تزعمتها الولايات المتحدة ضد العراق، بدأ الرئيس الأمريكي جورج بوش، التحرك في الشرق الأوسط من أجل ايجاد حل سلمي للصراع العربي – الصهيوني. خاصة وان العراق كان قد ربط خلال الحرب، بين الانسحاب من الكويت مع الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة. وأعلن الرئيس الأمريكي عن مبادرة جديدة في الشرق الأوسط، وبدأ وزير الخارجية بيكر، جولات في الشرق الأوسط لتذليل العقبات أمام نجاح المبادرة الأمريكية، ومن أجل ذلك، مارست الإدارة الأمريكية ضغوطات كبيرة على الدول العربية و(إسرائيل) من أجل عقد مؤتمر دولي في مدريد.
إلا أنه بعد أكثر من ثمانية أشهر على التحركات الأمريكية، لم ينجح الوزير الأمريكي في مهمته، بسبب التعنت الإسرائيلي، وليس الرفض العربي. ولكن حزم الرئيس بوش وتصميم الوزير بيكر، كانا وراء نجاح المبادرة الأمريكية، بعقد مؤتمر مدريد، وذلك بعد تهديد الإدارة الأمريكية بوقف إعطاء ضمانات بنكية أمريكية (لإسرائيل) بقيمة عشرة مليارات دولار مما دفع حكومة الليكود الإسرائيلية برئاسة اسحق شامير للموافقة على عقد المؤتمر الدولي، بعد أن فرضت عدة شروط قبل الموافقة النهائية، سنأتي على ذكرها لاحقاً.
انعقاد مؤتمر مدريد:
لم يكن الطريق لانعقاد مؤتمر مدريد سهلاً، بسبب تعنت (إسرائيل) ورفضها مشاركة منظمة التحرير الفلسطينية في المؤتمر، وشروطها التعجيزية من أجل حضور المؤتمر، والرفض الفلسطيني والعربي لوجهة النظر الإسرائيلية. إلا أن اصرار الولايات المتحدة على عقده، كان أحد الأسباب الرئيسية في انعقاده.
كان الموقف الفلسطيني من المفاوضات، قد عبر عنه المجلس الوطني الفلسطيني في بيانه الخامس الصادر عن دورة انعقاده العشرين التي انعقدت في الجزائر في 28/9/1991، والذي أيده 256 عضو و عارضه 68 عضواً وامتنع عن التصويت 12 عضواً، وجاء فيه:
البيئة الدولية والاقليمية لمفاوضات مدريد
كانت فكرة إجراء مفاوضات بين الدول العربية و(إسرائيل) مرفوضة لفترة طويلة، من الجانب العربي، في الوقت الذي كانت فيه أحد المطالب الرئيسة لإسرائيل. واكبر مثال على ذلك اللاآت الثلاثة (لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف)، التي وافق عليها مؤتمر القمة العربي الرابع المنعقد في الخرطوم 29/8- 1/9 بعد أشهر على حرب حزيران 1967. ولكن حدثت تطورات دولية واقليمية اسهمت في خلق بيئة مواتية للبدء في هذه المفاوضات، مثل الأوضاع الدولية الجديدة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وحرب الخليج الثانية، والانقسام العربي، والضغوطات الأمريكية.
أ- الأوضاع الدولية: فقدت الدول العربية بعد انهيار المعسكر الاشتراكي بزعامة الاتحاد السوفييتي، الخليف الرئيسي الذي كانت تعتمد عليه في المحاف الدولية وفي الحصول على السلاح واتجهت روسيا الاتحادية،نحو تطبيع علاقاتها مع الولايات المتحدة، الحليف الكبير (لإسرائيل). مما أثر على الدول العربية التي لم تعد تستطيع أن تحدث سلاحها، بعكس (إسرائيل) التي حافظت على مستوى تسليحها بأحدث الأسلحة الغربية.
وأسهم انتهاء الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي، في إعادة صياغة جديدة للنظام العالمي الجديد، مما أفقد الدول العربية الدور الذي كانت تستطيع أن تقوم به خلال الحرب الباردة، والاستفادة من التناقضات بين المعسكرين المتصارعين. وفي ضوء إعادة بناء خريطة التحالفات الدولية، وجدت الدول العربية نفسها مجبورة على التحرك باتجاه عدم الظهور بمظهر المعادي للمعسكر الغربي، حتى لا تظهر (إسرائيل) بمظهر الصديق الوحيد في المنطقة للدول الغربية، وبالذات للولايات المتحدة.
كما خلق الانفراج الدولي الذي حدث بعد انتهاء الحرب الباردة، مناخاً سياسياً جديداً في العلاقت الدولية، من حيث التوجه نحو حل الخلافات بين الدول المتصارعة عن طريق طاولة المفاوضات وليس عن طريق الحرب. مما اثر على موقف الدول العربية التي كانت ترفض في السنوات السابقة، التفاوض بشكل مباشر مع (إسرائيل)، وبدأت تغير موقفها باتجاه الموافقة على التفاوض.
ب- حرب الخليج الثانية: أحدثت حرب الخليج الثانية في عام 1991، انقسماً حاداً في الساحة العربية، وأثر على التأييد الجماهيري في الأقطار العربية للقضايا العربي المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، بعد أن انقسم الشارع العربي بين مؤيد ومعارض لما حدث.
وأثر ضرب قوات التحالف الغربي للعراق وتسير قوته العسكرية التي كان يحسب لها الحساب الكبير في أي مواجهة عربية مع (إسرائيل)، وعمق العراق الاستراتيجي، على القوة العربية العسكرية ضد (إسرائيل). وهذا يعني أن الخيار العسكري أصبح مستبعداً عند الجانب العربي، وزاد في المقابل الخيار التفاوضي السلمي مع (إسرائيل) لحل الصراع العربي – الصهيوني. كما أن تدمير القوات العسكرية العراقية خلال الحرب وبعدها، حسب قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالعراق والحصار الجائر المفروض عليه، قد أسهم في إزالة الحجج الإسرائيلية نحو رفض (إسرائيل) الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، بحجة الخوف من الخطر العراقي على الأمن الإسرائيلي.
إن اصرار الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، على تطبيق العراق للقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، قد أحرجها لأن (إسرائيل) لم تطبق القرارات الدولية المتعلقة بانسحابها من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، وبدأت الأصوات تعلو في الدول العربية باتهمام المنظمة الدولية والدول الغربية بأنهم يكيلون بمكيالين مع القرارات الدولية التي تتعامل مع العراق و(إسرائيل)، وتطالب بالضغط الدولي على (إسرائيل) لتنفيذ القرارات الدولية أيضاً. وهذا الأمر أحرج الولايات المتحدة مع حلفائها، وجعلها تعمل على عقد المؤتمر الدولي.
ج- الموقف العربي: بعد خروج مصر من مساحة المواجهة مع (إسرائيل) نتيجة التوقيع على اتفاقيات كامب ديفيد ومعاهدة التسوية مع (إسرائيل) في عام 1979، وبعد خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان بعد غزو القوات الإسرائيلية لبيروت في عام 1982، بدأ الخطاب السياسي العربي وكذلك الفلسطيني يتغير في سياسته نحو (إسرائيل). وبدأ يقترب أكثر باتجاه التفاوض والبحث عن حل سلمي للصراع العربي الإسرائيلي. وبدلاً من اللاآت الثلاثة لقمة الخرطوم الرافضة للتفاوض، وافقت القمة العربية في مؤتمر فاس عام 1982 على مشروع سلام عربي، (مشروع الأمير فهد) يدعو إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة مقابل الاعتراف العربي (بإسرائيل). وكذلك الأمر بالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي بدأت تدعو إلى الاعتراف المتبادل، ونبذ العنف. وتوجت تلك المواقف باعلان المنظمة مبادرة التسوية الفلسطينية خلال انعقاد دورة المجلس الوطني الفلسطيني التاسعة عشر في الجزائر عام 1988، التي أسفرت عن اعلان دولة فلسطين مقابل الموافقة على قرار مجلس الأمن الدولي 242، والاعتراف (بإسرائيل).
بدأت بعض الدول العربية ومنظمة التحرير، تعلن عن استعدادها للمشاركة في مؤتمر دولي والتفاوض مع (إسرائيل) من أجل انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي العربية المحتلة، مقابل اعتراف عربي (بإسرائيل). وهو ما كانت الولايات المتحدة قد أعلنته في مبادرة بيكر من قبل، وكذلك ما جاء في خطاب الرئيس الأمريكي بوش بعد حرب الخليج، أي الأرض مقابل السلام مما مهد الطريق أمام المفاوضات التي انعقدت في مؤتمر مدريد.
د- الضغوط الأمريكية: بعد حرب الخليج الثانية التي تزعمتها الولايات المتحدة ضد العراق، بدأ الرئيس الأمريكي جورج بوش، التحرك في الشرق الأوسط من أجل ايجاد حل سلمي للصراع العربي – الصهيوني. خاصة وان العراق كان قد ربط خلال الحرب، بين الانسحاب من الكويت مع الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة. وأعلن الرئيس الأمريكي عن مبادرة جديدة في الشرق الأوسط، وبدأ وزير الخارجية بيكر، جولات في الشرق الأوسط لتذليل العقبات أمام نجاح المبادرة الأمريكية، ومن أجل ذلك، مارست الإدارة الأمريكية ضغوطات كبيرة على الدول العربية و(إسرائيل) من أجل عقد مؤتمر دولي في مدريد.
إلا أنه بعد أكثر من ثمانية أشهر على التحركات الأمريكية، لم ينجح الوزير الأمريكي في مهمته، بسبب التعنت الإسرائيلي، وليس الرفض العربي. ولكن حزم الرئيس بوش وتصميم الوزير بيكر، كانا وراء نجاح المبادرة الأمريكية، بعقد مؤتمر مدريد، وذلك بعد تهديد الإدارة الأمريكية بوقف إعطاء ضمانات بنكية أمريكية (لإسرائيل) بقيمة عشرة مليارات دولار مما دفع حكومة الليكود الإسرائيلية برئاسة اسحق شامير للموافقة على عقد المؤتمر الدولي، بعد أن فرضت عدة شروط قبل الموافقة النهائية، سنأتي على ذكرها لاحقاً.
انعقاد مؤتمر مدريد:
لم يكن الطريق لانعقاد مؤتمر مدريد سهلاً، بسبب تعنت (إسرائيل) ورفضها مشاركة منظمة التحرير الفلسطينية في المؤتمر، وشروطها التعجيزية من أجل حضور المؤتمر، والرفض الفلسطيني والعربي لوجهة النظر الإسرائيلية. إلا أن اصرار الولايات المتحدة على عقده، كان أحد الأسباب الرئيسية في انعقاده.
كان الموقف الفلسطيني من المفاوضات، قد عبر عنه المجلس الوطني الفلسطيني في بيانه الخامس الصادر عن دورة انعقاده العشرين التي انعقدت في الجزائر في 28/9/1991، والذي أيده 256 عضو و عارضه 68 عضواً وامتنع عن التصويت 12 عضواً، وجاء فيه:
- الموافقة على المشاركة في المؤتمر الدولي بشرط أن ينعقد على أساس قراري مجلس الأمن الدولي 242 و338 ، أي الأرض مقابل السلام.
- أن يعرف المؤتمر بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وحقه في تقرير المصير والاستقلال والسيادة، وحق اللاجئين في العودة.
- أن تتعهد (إسرائيل) بالانسحاب من القدس الشرقية.
- أن توقف (إسرائيل) إنشاء المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية.
- أن يعطى لمنظمة النحرير الحق في تعيين أسماء الوفد الفلسطيني المفاوض.