الرئيسية
تبنى رئيس الوزراء، الدكتور حيدر العبادي، خلال زيارته للقاهرة، مبادرة بين الازهر الشريف، والحوزة العلمية في النجف، تهدف الى دعم الاعتدال والوسطية ومواجهة الفكر المتطرف، وهي المبادرة التي لاقت استجابة سريعة من قبل شيخ الازهر احمد الطيب، الذي وافق خلال لقاء جمع الطرفين على زيارة العراق، ولقاء مراجعه الدينية.
وأجرى رئيس الوزراء، في اليوم الاول لزيارته الى القاهرة، جملة من المباحثات التي نجم عنها التوصل الى اتفاقيات ثنائية مهمة بين العراق ومصر، لاسيما النتائج التي تمخض عنها اجتماع الوفدين العراقي والمصري برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي ونظيره المصري ابراهيم محلب وبحضور الوزراء من الوفدين.
وناقش العبادي، خلال محاضرة القاها في مركز الدراسات السياسية والستراتيجية في الاهرام الوضع العراقي الراهن والهجمة الإرهابية التي يتعرض لها البلد، داعيا الى ايجاد منظومة عربية واقليمية ودولية لمحاربة "داعش" في حين تطرق الى لقاء اخر جمعه في السفارة العراقية بالقاهرة مع رؤساء الصحف المصرية، الى تداعيات الأزمة السورية واثارها السيئة والخطيرة على المنطقة.
وزار رئيس الوزراء، والوفد المرافق له، امس الاثنين، مسجد الامام الحسين (ع) في العاصمة المصرية القاهرة، فيما جدد خلال مقابلة صحافية اجرتها معه وكالة "رويترز" عزم القوات الامنية على تحرير تكريت في فترة قد لا تتجاوز الشهر.
تعاون بين الأزهر والحوزة
ودعا رئيس الوزراء، خلال لقائه مع فضيلة الامام الاكبر شيخ الأزهر الشريف احمد الطيب، الى ضرورة ان تتبنى المرجعيات الدينية خطابا معتدلا لنبذ الارهاب، متبنيا في الوقت ذاته، مبادرة لتوحيد الخطاب والتفاهم فيما يصب بمصلحة الأمة الاسلامية، بين الحوزة العلمية والازهر.
وقال العبادي: ان "الأمة الاسلامية واحدة لا تتجزأ ولا بد من ان تكون فوق الخلافات" موضحا ان "الأخطاء والجرائم الإرهابية تمثل من يرتكبها ولا تمثل اي طائفة او دين".
وجدد رئيس الوزراء دعوته للتواصل بين الأزهر الشريف والمرجعية الدينية في النجف الأشرف، باعتبارهما يمثلان الوسطية في الأمة الاسلامية، مؤكدا ان توحيد الخطاب والتفاهم بينهما يَصْب في مصلحة الأمة، مطالبا في الوقت ذاته شيخ الأزهر بالتدخل لوقف نزيف الدماء والمعاناة الانسانية الكبيرة الحاصلة في سوريا والعمل على توحيد خطاب الملايين بما يعزز التعاون والمحبة ونبذ الخلافات.
بدوره، دعا فضيلة شيخ الازهر، احمد الطيب، المرجعيات الدينية العراقية جميعها لزيارة مشيخة الأزهر، من اجل توحيد كلمة الأمة الاسلامية بوجه المنظمات الارهابية، التي اعتبرها "عصابات اجراميةً بعيدة عن الدين الاسلامي الحنيف".
وبين الطيب، ان الأزهر الشريف والشعب المصري مع وحدة العراق وترابه، معتبرا ما يحدث بين المسلمين ليس الا طعما من أعداء الاسلام ولابد من التصدي له، مؤكدا بالقول: " نحن دين وامة وكعبة ورسول واحد ولا خلافات في أصول العقيدة وفروعها".
زيارة العراق
وبين الطيب، ان تفويت الفرصة على الأعداء يكمن في توحيد الكلمة بين المسلمين، لاسيما ان في "امتنا الكثير من عوامل القوة التي تجعلنا أمة عظيمة بمقدورها دحر الاٍرهاب باجمعه" مؤكدا تطلعه لاجراء زيارة قريبة للعراق تصب في اتجاه توحيد الأمة، والالتقاء بالمرجعيات المختلفة.
واشاد شيخ الازهر، بدور العبادي في توحيد العراقيين بعد توليه الرئاسة، مثنيا في الوقت عينه على التوجهات الحكومية في لم شمل الشعب وتوحيده والتوجه الصحيح للدفاع عن مصالحه.
ويرى الطيب، ان "تفعيل التعاون بين مصر والعراق مهم ومفيد للأمة الاسلامية لأنهما يملكان حضارة وتاريخا عريقين، وتقاربا اجتماعيا مشتركا" مبينا ان "تعاونهما سيكون مثمرا ومفيدا في مصلحة الأمة الاسلامية وفي دحر الاٍرهاب".
بعد ذلك عقد مستشار الأمن الوطني فالح الفياض، ومستشار شيخ الأزهر، محمد مهنة، مؤتمرا صحافيا مشتركا، استعرضا خلاله نتائج زيارة العبادي الى فضيلة شيخ الأزهر احمد الطيب.
وقال مهنة للصحفيين: ان شيخ الأزهر ناقش مع الوفد العراقي مختلف القضايا العالقة، ووعد بان شيخ الأزهر سيزور العراق ويساهم في لم الشمل بين ابناء البلد الواحد.
من جانبه قال الفياض: ان اللقاء كان مهما وحرص رئيس الوزراء على التواصل مع هذه المرجعية المهمة التي نتطلع الى ان تلعب دورا أساسيا ومهما في لم شمل الأمة الاسلامية والوقوف ضد التطرف والارهاب، عبر التعاون المثمر مع مرجعية النجف الاشرف.
الإثنين مايو 27, 2024 10:25 pm من طرف