كتبت الباحثة الأمريكية "ميشيل دان" مقالاً في صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية اليوم الاثنين، علّقت فيه على قرار السلطات المصرية بمنعها من دخول البلاد، ورؤيتها لمصر في المستقبل، إلا أن المقال تضمن أيضاً اعترافات خطيرة حول دورها مع الإدارة الأمريكية في مرحلة ما قبل ثورة 25 يناير، ووصفها لثورة 30 يونيو بأنها انقلاب عسكري.
وقالت دان الباحثة البارزة في معهد كارنيجي للسلام الدولي إن المبرر الذي ساقته وزارة الخارجية المصرية لمنعها من دخول البلاد، لأنها لم تحصل على التأشيرة من السفارة المصرية بواشنطن، أمر عار من الصحة، لأن ضابط الجوازات ختم على جواز سفرها وسمح لها بالدخول في مطار القاهرة، قبل أن يتم استدعاءها مرة أخرى وتُمنع من الدخول دون إبداء أسباب.
واعترفت دان في مقالها بأنها ساعدت على تشكيل "مجموعة عمل"the Working Group on Egypt في عام 2010، قبل اندلاع ثورة 25 يناير 2011، حيث تكونت تلك المجموعة من أعضاء في الحزبين الديمقراطي والجمهوري في أمريكا، وذلك لإقناع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بضرورة الاستجابة للمطالب الشعبية المصرية بالإصلاح الاقتصادي والسياسي.
وقالت دان إن المجموعة، التي لم تذكر أعضاءها أو الشخصيات المصرية التي كانت على اتصال بها، أوصت باستخدام سياسة "الجزرة الاقتصادية"، مع مصر في أعقاب الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك وذلك في مرحلة الانتقال السياسي، و"سياسة العصا" مع الرئيس المعزول محمد مرسي بعد أن حاد عن الطريق الديمقراطي بعد انتخابه عام 2012.
ورغم اعتراف دان، الدبلوماسية الأمريكية السابقة التي سبق لها العمل في السفارة الأمريكية في القاهرة، بالسخط الشعبي على مرسي، إلا أنها وصفت ما حدث في ثورة 30 يونيو 2013 بأنه "انقلاب عسكري أنهى عملية التحول الديمقراطي في مصر"، وأعقبها "قمع دموي"، واعترفت بأنها قادت مجموعات الضغط في الولايات المتحدة لإجبار إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على قطع المعونات العسكرية عن مصر، وهو ما حدث في وقت لاحق.
وأشارت دان إلى أن أبحاثها حول الأوضاع في مصر تضمنت "انتهاكات غير مسبوقة لحقوق الإنسان، وإرهاب داخلي، وتسييس مذهل للقضاء المصري"، حسب ما ذكرته في المقال.
وأكدت دان أن مصر ليست كوريا الشمالية، ولكنها، حسب قولها، تتجه نحو المزيد من الإجراءات الاستبدادية التي رأت أنها أسوأ مما كان عليه عهد مبارك، وزعمت أن هناك "الآلاف من المعتقلين السياسيين في السجون المصرية حالياً".
وقالت إن العديد من المصريين يرون أنه لا مانع أن تكون مصر مثل روسيا أو الصين، إلا أنها أشارت إلى أن النموذج الروسي لا يصلح مع مصر لأن موسكو تمتلك ثروات هائلة، كما أن الصين لديها قوة بشرية تتمتع بالكفاءة، وهو أمر تفتقده مصر أيضاً.