يعد مسجد "سادات قريش" الذي يتوسط شارع بورسعيد الشهير بقلب مدينة بلبيس هو أول مسجد بني في مصر وأفريقيا ويسبق بناء مسجد عمرو بن العاص الشهير بمنطقة الفسطاط بالقاهرة بنصف عام علي الأقل فبعد أن سار عمرو بن العاص بجيشه قاصدا فتح مصر. وصل إلي "بلبيس" يوم 15 من المحرم سنة 19هـ الموافق 16 من يناير عام 640م فحاصرها شهرا حتي تمكن من فتحها بعد قتال شديد مع الروم، استشهد خلاله من المسلمين نحو 120 من خيرة جنوده، في حين خسر الروم قرابة ألف قتيل ووقع في الأسر منهم نحو ثلاثة آلاف آخرين وبعد تلك المعركة أصبح الطريق ممهدا لابن العاص كي يصل إلي مقر حكم الرومان في
"حصن بابليون" ولكن وحسب المؤرخين فإن عمرا ارتأي بعد نصره في بلبيس أن يمكث في المدينة لبعض الوقت لتنظيم صفوفه وإرسال العيون لجمع الأخبار ومكاتبة الخليفة عمر بن الخطاب والتريث لتنظيم صفوف الجيش وراحته والتي استغرقت شهرين وفي هذه الأثناء أقام مسجدا في المدينة ليؤدي الجنود صلاتهم فيه ومعهم من أسلم من أهل بلبيس الذين أحبوا عمرو والمسلمين بعد ما وجدوه منهم من معاملة طيبة فدخل بعضهم في الإسلام وأعاونوه ضد الرومان. ويحظي هذا المسجد بشهرة عالمية فقال البروفيسور "فرانسوا البريت" المتخصص في التاريخ العربي والإسلامي بجامعة السوربون إن مسجد "سادات قريش" بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية هو أول مسجد أنشئ بمصر بعد الفتح الإسلامي وليس مسجد عمرو بن العاص في الفسطاط كما هو متداول بين الناس. وقد أطلق عليه هذا الاسم تكريما لشهداء المسلمين الذين بذلوا أرواحهم في معركة فتح بلبيس ضد الرومان حيث كان عددهم 120 صحابيا ينتسبون إلي قبيلة قريش، ومن هنا جاءت التسمية علي هذا المسجد.