بالصور| رحلة الحج قبل مئات السنين
من أعظم الفرائض عند المسلمين.. ينتظرها الصغير والكبير بلهفة في موعد يتجدد سنويا في نفس الوقت من كل عام، فتخرج أفواج من الناس في كامل زينتها، يأتون من كل فج عميق تلبية لنداء الله.. اهتمام خاص وتقاليد ثابتة تختلف تفاصيلها من عصر إلى آخر وتبقى الأركان ثابتة لا زيادة بها ولا نقصان.
بلباس ناصع البياض وقلب خاشع، يذهب حجاج بيت الله الحرام في لقاء سنوي يتجدد مع رب السماوات السبع لأداء فريضة الحج، ولكن شتان بين اليوم والأمس، فقبل مئات السنين كان طريق الحج محفوفا بالمخاطر، فإن سلم الحاج من خطر الحيوانات المفترسة وحوادث الطريق، لم يسلم من قطاع الطرق؛ فقد ينجو وقد يهلك.
من فوق ظهور الجمال كانت تبدأ رحلة الحج قديما، فلم يكد يفرغ المسلمون من الاحتفال بعيد الفطر حتى يعدوا عدتهم ليحجزوا مكانهم في رحلة طويلة تحوي بين ثناياها مشاعر الفرحة والتوكل، فأما الأولى للقاء الله وأما الثانية فاستعانة به على مشقة الرحلة، حيث يجهز الحجاج قافلة تشمل الجمال والإبل ومأكلهم ومشربهم وحتى أكفانهم وكانت الرحلة تستغرق 3 أشهر والطريق كان وعرا ومحفوفا بالمخاطر.
تذكر كتب التاريخ العديد من الصعوبات التي تعرض لها الحجاج قديما، حتى إن بعض القوافل كان يتم سلبها بالكامل وقتل جميع حجاجها، بل إن عمليات السلب والنهب والسرقة في ذلك الزمان كانت تقع داخل حدود الحرم نفسه لانعدام الأمن في شبه الجزيرة العربية.
وما يزيد الأمر مشقة أنه لم يكن موجودا في ذلك الوقت فنادق أو منازل لاستقبال الحجاج من كل أقطار الأرض كما هو الحال الآن، ولم تكن الطرق ممهدة فقد كان السعي بين الصفا والمروة مشقة كبيرة ولم تكن ساحة الطواف واسعة وممهدة كما هو الحال الآن، فقد تطورت مستوى الخدمات المتوفرة للحجاج حيث الأبراج والفنادق الحديثة التي تُطل على الحرمين المكي والنبوي والتي تقدم من الخدمات والإمكانات الفندقية ما هو متوفر في دول أوروبا، إضافة إلى الطرق الممهدة وكافة سبل الراحة التي وفرتها المملكة العربية السعودية لزوار بيت الله الحرام.
أما عن رحلة السعي والطواف ورمي الجمرات فكانت طريقة السير منهكة جدا ولا يتحملها الضعيف، فالطرق غير ممهدة فيقطعون مسافات طويلة بين الصخور والرمال، حتى دخل جسر رمي الجمرات مرحلة جديدة من التنظيم والتطوير في عام 1995 شملت بنية الجسر وتعديل شكل الممرات، إضافة إلى إزالة عشرات المباني والفنادق وضمها لساحات المسجد في أكبر مشروع لتوسعة الحرم المكي.
كل هذه الصعوبات التي رصدتها الروايات وكتب التاريخ وأكثر من ذلك كان يحدث لحجاج بيت الله الحرام قديما، ومع ذلك فالناس لا يمنعهم عن الحج مانع، ولم نسمع أنهم انقطعوا عنه من أنفسهم سنة من السنين.