يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب
يا اهل العرب والطرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اسلامي ثقافي رياضي فن افلام صور اغاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

السيرة الذاتية للطيار أحمد المنصوري "صقر مصر" الذي أرعب الإسرائليين؟

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

Admin

Admin
مدير الموقع

 السيرة الذاتية للطيار أحمد المنصوري "صقر مصر" الذي أرعب الإسرائليين؟
 السيرة الذاتية للطيار أحمد المنصوري "صقر مصر" الذي أرعب الإسرائليين؟ Hqdefault

تتمنى وهو يتحدث إليك بحماسه الشديد، لو أن الزمان منحك فرصة مرافقته فى طائرته الميج ٢١ التى يقول عنها إنها تشبهه فى الملامح. 

تتعجب من قوله إن عمره ٩٣ سنة بينما سنه الحقيقية لا تتجاوز الثالثة والستين، تترقرق الدموع فى عينيه على زمن ولى سارقاً منه مجالسة طائرته التى طالما حلق بها فى السماء مرهباً العدو بمناوراته، ومبهراً الزملاء بشجاعته ليقولوا عنه إنه «بلا قلب». 

يحكى بلا توقف متذكراً تفاصيل بطولاته وكأنها وقعت بالأمس، موثقاً إياها بالتسجيلات الصوتية له مع غرفة العمليات أثناء الاشتباك مع طائرات العدو. 

تحزن أن أحداً لم يهتم بالاستماع له من قبل إلى درجة أنه أوصى أبناءه بأن يدفنوا معه صوره ونياشينه وتسجيلاته ليستشهد بها فى آخرته. تلك هى حقيقة اللواء أحمد المنصورى أحد نسور السماء فى جيش المحروسة، وواحد من قائدى طائراتها الـ٢٢٠ فى حرب أكتوبر الذين جعلوا من ضربة القوات المسلحة الجوية بداية انطلاق لنصر عزيز. 

ومن قبل ذلك واجه مع زميل له بطائرتى «ميج ٦» طائرات «فانتوم» للعدو فى معركة جوية فى فبراير من عام ١٩٧٣ انتهت بإسقاط إحدى طائرات العدو وهروب البقية. 

وهو من التحق بالجيش فى الأول من يونيو عام ١٩٦٧، ليحصد مرارة الهزيمة بعدها بخمسة أيام فقط، فيهب حياته كطيار مقاتل لهدف واحد كما يقول، هو «الانتقام». 

يقول لك: «لم أكن أركب طائرتى لأستشهد، كنت أقودها وأطير بها ساعياً لحصد قلب واحد منهم أو عينه».. وإليكم نص الحوار.. 

■ لماذا تقول إن عمرك يتجاوز التسعين رغم أن سنك الحقيقية لا تزيد على ٦٣ سنة؟

- ما شاهدته فى ٥ يونيو ٦٧ ثم حرب الاستنزاف التى أنهيناها بمعجزة أكتوبر ٧٣ هو ما يجعل إحساسى بالزمن يتضاعف أنا وكل من شاركنى تلك الأيام، كما أن عمر الطيار المقاتل دائما ما يضرب فى ٢.٥ نتيجة للإجهاد والتعب الذى يراه فى عمله لذا يكون عمرى ليس ٩٣ سنة ولكن ١٢٦ سنة.

■ تقول إنك خططت لتلك المعركة الجوية فى فبراير من عام ١٩٧٣، حتى من قبل أن تعلم بها.. كيف ذلك؟

- لم أكن وحدى من يفعل ذلك، كلنا كنا هذا الرجل فى قيادة الطيران وكل قطاعات الجيش المصرى، وما حدث أنه منذ قبول مصر لمبادرة «روجرز»، كان لدينا نحو ١٧ ألف خبير روسى، كنا نستشعر رغبتهم فى تجميد الموقف على حاله، يمنحوننا سلاحا ولكن بشروطهم، يساعدوننا بالطريقة التى يرونها، وفقا لمبدأ «لا حرب ولا سلم». وكانوا يتعاملون معنا بمنطق أن الطيار السوفيتى هو فقط من يفهم فى الطائرات التى يوردونها لنا. 

كان الجميع يتعامل معنا على أننا جسد ميت، ولذا كنا نحلم كل يوم باشتباكات حقيقية مع العدو تصحح ما حدث فى يونيو عام ١٩٦٧ لأن طائراتنا ضربت على الأرض ولم نطر بها، كانت تدريباتنا اليومية عبارة عن سيناريوهات لمعاركنا المقبلة مع الطيران الإسرائيلى، كمن ينتظر الأخذ بثأره. ولذا كانت أى عملية نقوم بها تؤكد على معنى واحد، هو أننا نريد أن نذيق الجيش الإسرائيلى مرارة لحم المقاتل المصرى. كنا نخطط لكل شىء فى المعركة حتى نظرة العين التى سننظر بها لأى عسكرى إسرائيلى. 

■ قدت معركة جوية بطائرتى ميج ٢١ مع ٦ طائرات فانتوم إسرائيلية فوق خليج السويس فى ١٥ فبراير ١٩٧٣، رغم الأوامر الصادرة بمنع الاحتكاك.. كيف كان هذا؟

- كنت أنا وزميلى الشهيد نقيب طيار حسن لطفى، مربوطين فى طائرتينا الـ«ميج ٢١» فى صباح ١٥ فبراير كجزء من تدريباتنا اليومية التى تجعلنا دوماً كطيارين مقاتلين على أهبة الاستعداد، حيث إننا يجب أن نكون فى السماء خلال ٣ دقائق من تلقينا أوامر الانطلاق. وشاهد مدير العمليات على شاشات الرادار اختراقا من ٦ طائرات «فانتوم» إسرائيلية قادمة من منطقة «فايد» فى استعراض قوة واستطلاع بالقوة، كانوا يصورون الجيش الثانى والثالث. 

فصدرت لنا الأوامر بالإقلاع لرد تلك الطائرات، فشعرت أنا وزميلى أننا فى قلب معركة حقيقية لا مجرد اشتباك أو تصدٍ وكنت قائد التشكيل، كانت خطط الطيارين الإسرائيليين تعتمد دائماً على فارق الإمكانيات بين طائراتهم المجهزة للطيران لمدة ٣ ساعات ونصف وبين طائراتنا المعدة للطيران لمدة نصف ساعة حسب سعة خزان الوقود. 

وكانوا يعتمدون على إدخالنا فى لعبة طويلة من المناورات حتى ينفذ الوقود، وقبل الانطلاق نظرت أنا وحسن لبعضنا نظرة ذات معنى واحد، أنه حان وقت إعطاء هؤلاء الطيارين الدرس بأننا لسنا لقمة سائغة، رغم فارق الإمكانيات بيننا، فطائرتانا «الميج» كانتا توفر لنا ٤ صواريخ و٣٠ دقيقة طيرانا و٤٠٠ طلقة، بينما طائراتهم الست الفانتوم كانت تعنى ٤٨ صاروخا وأكثر من ١٨ ساعة طيرانا و٤٠٠٠ طلقة و١٢ طيارا. كانوا متفوقين بكل معايير القوة، وكنا متفوقين بكل معانى الغل والاعتماد على تأييد المولى عز وجل. 

وأذكر أننى أشرت لزميلى على رقبتى بعلامة الذبح، فى إشارة إلى حتمية القضاء عليهم، وطلبت منه أن تكون صواريخه فى حالة الاستعداد للانطلاق فى أى لحظة، وقلت له إن احتمالات عودتنا ضعيفة، ولكن يجب ألا نذهب سدى، يجب أن نأخذ منهم اثنين أو ثلاثة. انطلقنا وبدأ الرادار فى غرفة العمليات بمنحى حقيقة موقف العدو، ٤ طائرات فوق مياه الخليج وخلفها طائرتان على ارتفاع ٤ كيلو مترات. 

فتوجهنا إليها مباشرة وبدأ الرادار يكرر ارتفاعاتهما وموقعهما وقال لى إننا لن نلحق بهم لأن المسافة بيننا وبينهم ١٥٠ كيلو مترا. فقلت إننا سنستخدم أقصى سرعة فى الطائرة، لنقطع المسافة فى أقل من ١٠ دقائق وهو ما يعنى استهلاك وقود أكثر. لنشتبك معهم فى أطول مدة اشتباك بلغت ١٣ دقيقة، وقررت إرباكهم من اللحظة الأولى وخطف واحد منهم بأسرع وقت. 

فاشتبكنا مع طائرتين وكان يبدو على طياريهما الاستهانة بنا، حيث بدأوا فى مناورة لتضييع الوقت كالعادة، فبادرت بضرب أول صاروخ على قائد التشكيل فأصاب جناح الطائرة فسارعت بضرب الصاروخ الثانى فانفجرت الطائرة فى أقل من ٣٠ ثانية. 

وسقطت فى مياه الخليج بمن عليها، لتصاب بقية الطائرات بحالة من الهياج، وبدأوا فى ضرب الصواريخ علينا بطريقة عشوائية، ولكن الطائرة الميج ورغم قلة الإمكانيات تمتاز برشاقة الطيران عن الفانتوم، فظللنا فى مناورة لمدة ١٣ دقيقة فى سعى منهم لإسقاطنا فى البحر أو تفجيرنا ولكننا لم نعطهم الفرصة، وفاجأونا بالانسحاب فى اتجاه سيناء وكنا طائرين فوق البحر، فقررنا العودة خوفاً من وجود كمين كما أن ما تبقى معنا من وقود لم يعد يكفى حتى للعودة إلى القاعدة. 

كان فى كل طائرة نحو ٣٠٠ لتر وقود وهو ما يعنى دقيقتى طيران. فأخبرته بضرورة الهبوط على الطريق العادى وهو ما حدث.

■ هل من الممكن لطائرة الهبوط فى غير ممرها المعتاد؟

- ممنوع أن تنزل الطائرة على طريق غير مجراها فى المطار أو القاعدة الحربية، وكانت الأوامر أنه لو نفد الوقود منا فعلى الطيار أن يقفز من الطائرة بالبراشوت وتركها، ولكن كانت لى سابقة فى الهبوط بطائرتى الـ«ميج» فى الفيوم عام ١٩٦٨ على طريق عادى دون أن يحدث للطائرة أى شىء حتى أن اللواء مدكور أبوالعز قائد القوات الجوية وقتها كرمنى ومنحنى درعا ذكر فيه أننى تفانيت فى الحفاظ على طائرتى وكانت سابقة وقتها، فأنا كطيار كنت أعلم كم يكلفنا الحصول على طائرة، ولذا لم أكن على استعداد لفقد طائرتى أو القفز منها وتركها تنفجر. وأشرت لحسن زميلى أن يتبعنى ويفعل مثلى على أن يطير على مسافة أعلى منى للهبوط على طريق الزعفرانة. 

■ ولكن طائرته انفجرت فوق سطح البحر الأحمر كما ذكرت الصحف وقتها؟ 

■ ما حدث أننا بدأنا فى الهبوط كطيران شراعى لأن المحركات توقفت بعد نفاد الوقود. وبالفعل لمست الطريق على بعد ١٠٠ متر من رمال منطقة فنار الزعفرانة على الطريق الذى لم يكن ممهدا وفوجئت بسيارة نقل فى مواجهتى قفز منها سائقها ومن معه، فانحرفت بالطائرة لليمين لتتوقف الطائرة على الرمال. بينما تعجل حسن زميلى الهبوط ونزل على سطح البحر قبل الساحل بنحو ١٠٠ متر ونتيجة اصطدامه بالشعاب المرجانية انفجرت به الطائرة.

■ وماذا حدث لك بعد هبوطك بالطائرة؟

- قبل مغادرتى الطائرة أخذت التسجيل الصوتى للمعركة معى فى جيبى، واحتفظت به حتى أصل لمقر القيادة. وعندما هبطت على الأرض فوجئت ببعض الجنود البسطاء يلتفون حولى، ودون أن يعرفوا هويتى ضربونى على ظهرى طبقاً للأوامر الصادرة وقتها لجنود الجيش المصرى بضرب أى شىء أو أى شخص يهبط لهم من السماء، خوفاً من أن يكونوا إسرائيليين، ولم يصدقوا أننى طيار مصرى لأن ملامحى كانت غربية، ولولا مجىء ضابط كان من بين دفعتى لمت بين أيديهم. 

حتى أننى نظرت للسماء وقتها، وقلت يا رب هل أفلت من صواريخ طائرات «الفانتوم» الإسرائيلية ومن انفجار طائرتى لأقتل على يد جنود مصريين؟! المهم نقلونى للمستشفى للعلاج، ووقتها أمر الرئيس محمد حسنى مبارك، الذى كان يشغل منصب قائد القوات الجوية، بتغطية الطائرة بالشباك لحين سحبها من موقعها خوفاً عليها من الطيران الإسرائيلى، الذى سجلت غرف المراقبة عودته للبحث عن جثث الطيارين الإسرائيليين والطائرة التى اشتبكت معهم، ولكنهم لم يعثروا على شىء.

■ رغم إصابتك فى هذه المعركة طرت مرة أخرى فى معارك أكتوبر، كيف كان هذا؟

- وجد الأطباء أننى أصبت فى الفقرات القطنية من العمود الفقرى بنسبة عجز ٣٠% مكثت فى المستشفى للعلاج ٣ أشهر، وقتها دعوت الله وطلبت منه ألا يتركنى كسيحاً، لأننى أريد مواصلة الحرب. وبإرادة الله عدت للطيران فى شهر مايو، ليكون شرف مشاركتى فى حرب أكتوبر ٧٣. كنت دائماً ما أنظر للسماء وأكلم الله وأقول له: «أنا ملقح نفسى عليك» أموت أو أعيش لا يهم، المهم أن تستعيد مصر كرامتها. قد يظن البعض أن كلماتى مجرد شعارات، ولكنها حقيقة كنا نعيشها جميعاً. أذكر أننا كنا نكتب على صواريخ الطائرة والقنابل، قبل وضعها كلمات «باسم الله الشافى المعافى» حتى تصيب الهدف الذى طرنا من أجله.

■ يقولون عنك فى القوات الجوية وحتى يومنا هذا إنك كنت طياراً بلا قلب؟

- كان يجب أن أكون بلا قلب، لأننى كنت أردد لهم دوماً بأننى سأقتل العدو، ولن أسمح لهم بقتلى لأن مصر تحتاجنى، وأعلم مدى ندرة الطيارين المقاتلين، فكيف أموت وأترك بلدى.

■ وماذا عن شعورك بعد إعلان حالة الاستعداد للحرب فى أكتوبر ١٩٧٣؟

- قبل الحرب بعشرة أيام بدأت القيادة فى القوات الجوية المرور علينا فى قواعدنا الجوية، كنت فى قاعدة بنى سويف، وسمعت القائد محمد حسنى مبارك وهو يؤكد لنا أننا فى أقصى حالات الاستعداد، وأننا بتنا فى مواجهة متحفزة مع العدو، ولكن لم يقل لنا أى شىء عن الحرب، وقبل ساعة الصفر بنحو ساعة يوم السادس من أكتوبر جاء قائد القاعدة وجلس معنا ونحن نأكل رغم رغبتنا فى الصيام وقتها، وهو أمر مستحيل بالنسبة للطيار المقاتل خوفاً من حدوث هبوط فى نسبة السكر. 

ثم جمعنا فى دشم تحت الأرض، وكنا سربين بكل سرب نحو ٢٥ طائرة، وقال لنا إن لحظة الأخذ بالثأر قد حانت، وإنه يجب علينا أن نكون مستعدين للانطلاق بطائراتنا منذ الساعة الثانية إلا الربع، ومن دون إثارة أى ضوضاء، حتى الدشم صدرت لنا الأوامر بفتحها بأيدينا من دون ماكينات حتى لا نلفت الأنظار، كنا ننظر لبعضنا دون أن نعلم من سيذهب ولن يعود ومن سيعود، وكان كل واحد منا قد كتب وصيته لأهله ورسالة وداع وتركها فى القيادة. كانت العيون مليئة بالكلمات، ولكن لا أحد يجرؤ على التحدث. 

كنا نمتلئ بمشاعر الغل التى ضاعفت قوتنا. ولذا أتعجب ممن يقول إن الحرب كان متفقاً عليها بين مصر وأمريكا، كيف وأول شهيد طيار كان عاطف السادات شقيق الرئيس محمد أنور السادات. ولا يعنينى من يقول إنها كانت حرب تحرير أو حرب تحريك، ما يعنينى أننا انتقمنا وأعدنا الأرض.

■ الكثيرون يسمعون عن الضربة الجوية التى فتحت باب النصر فى أكتوبر ولكنهم لا يعرفون ما حدث؟

- فى اللحظة الحاسمة انطلقت ٢٢٠ طائرة كان جزء منها مهمته إلقاء القاذفات وهى الطائرات «السوخوى»، وطائرات أخرى من بينها طائرتى مهمتها حماية الطائرات القاذفة لحين بلوغها الهدف وتدميره ثم العودة مرة أخرى، كان الوقت المحدد لنا هو ٢٠ دقيقة لتنفيذ المهمة.

مشكلة الطائرة «السوخوى» أنها كانت بطيئة فى الجو لأنها محملة بنحو ٥ أطنان متفجرات، ولكننا كنا نعلم طريقنا ولم تعترضنا طائرات العدو الذى ضربنا له أجهزة الإرسال والاتصال فى شمال ووسط وجنوب سيناء، ودمرنا الأهداف المحددة لنا، وفى اثنتين وعشرين دقيقة كنا قد عدنا لتبدأ بعدها شبكة الصواريخ فى الضرب، وتدمير أى طائرة غير مصرية فى حال اختراقها المجال الجوى المصرى.

■ تقول إنك كنت آخر من هبط من السماء يوم ٢٤ أكتوبر عام ١٩٧٣، رغم سريان قرار وقف إطلاق النار منذ يوم ٢٢ أكتوبر.. كيف ذلك؟

- الإسرائيليون لا يحترمون عهودهم، ورغم قبولهم قرار وقف إطلاق النار فإنهم حاولوا بعد التزام مصر به الحصول على أى مكاسب جديدة، ولكننا لم نسمح لهم بذلك فكنا نتصدى لهم، كانوا يضغطون بشدة لدخول السويس عبر الدفرسوار وكانوا قد حصلوا على سلاح جديد من أمريكا ومن جنوب أفريقيا، فكنا نطير لحماية الهجوم الشرس على الجيش الثالث وبقايا الجيش الثانى غرب القنال، وكنا نحلق فى السماء فى طلعات انتحارية لمواجهة أى عدد من الطائرات بهدف حماية قواتنا، 

وفى يوم ٢٤ أكتوبر، صدرت لنا الأوامر بالطيران لتخفيف الضغط على القوات الموجودة فى جبل عويبد، وطريق الدفرسوار، كنا أربع طائرات، وكان هناك نحو ٢٠ طائرة ميراج إسرائيلية، دخلنا وسط هذا العدد وكان معى زميلى الشهيد سليمان فيض الله، يومها أسقطنا ٧ طائرات إسرائيلية، 

وأذكر أننى شاهدت طائرة سليمان وقد أصاب جناحها صاروخ أشعل النار فى جزء منها فطلبت منه أن يقفز قبل أن تنفجر به فى غضون ٣٠ ثانية، ولكنه قال لى إن فى مرماه طائرة إسرائيلية، وقال لى عبر اللاسلكى فى صوت لا أنساه: «وحياة أمى ما حاسيبه»، ثم أطلق عليه صاروخا ففجرها، ثم قفز من الطائرة التى انفجرت بعدها بثوان قليلة، ولكنهم أطلقوا عليه النار رغم أن ذلك ممنوع، وبعد الهبوط وجدته وقد مزقت ساقه وخرجت أحشاؤه، كان لايزال على قيد الحياة، فلقنته الشهادة ومات بين يدى، كان سليمان قد تزوج يوم ١ أكتوبر قبل الحرب بخمسة أيام، قضى يوما واحدا مع عروسه وعاد، حتى إنه لم يعلم بحمل زوجته فيما بعد ولم ير ابنه ولكنه كان رجلاً.





معركة 15 فبراير 1973 الجوية (اللواء طيار احمد كمال المنصوري) 

معركه طويت احداثها سريعا بسبب توقيتها ، فهي قبل حرب اكتوبر بعشرة اشهر تقريبا ، وغطت احداث الحرب عليها سريعا.

أقسم
بالله لمن يقرأ تلك السطور انني لم اكن لاصدق سرد تلك المعركه لولا انني
سمعتها من فم اللواء طيار احمد كمال المنصوري وهو بطلها ، ربما يظن البعض
سريعا ان الرجل يحاول تمجيد نفسه ، لكن الرجل ظل صامتا خمس وثلاثون عاما و
عشر أشهر كاملين لا يتحدث و لا يمجد نفسه حتي وصلنا اليه لنحاول ان نبعث
تلك المعركه مرة اخري من ظلمات التاريخ المصري الناصع و الذي حكم عليه
بالقتل عمدا. 

الجميل
أن من دلنا علي هذا البطل الصامت هو قائده اللواء تميم فهمي قائد السرب 49
مقاتلات في حرب اكتوبر ، و عندما تحدثت مع اللواء تميم عن رغبتنا في نقل
بطولته الي الورق لتعرفها الأجيال الحالية و القادمة رد علينا متهكما
((عايزين قصه بطل ؟ اسألوا عن الطيارين المصريين كلهم ، كلهم ابطال لكن
ابدأوا مع المنصوري فقد قام باعمال يشيب لها شعر الطفل الرضيع )) لاحظ
كلمه ابدؤوا.

أيعقل هذا في هذا الزمن الوقح ؟ هل مازال هناك انكار للذات و تقدير للبطولة من رجل لاخر تحت قيادته !؟
كان
من الممكن ان ينسب اللواء تميم فهمي تلك البطولات لنفسه و ننشرها نحن ، و
نحن لا نعلم الحقيقيه مثل ملايين اخرين ينسبون لانفسهم فضل و مكانه لا
يستحقونها ، لكن الرد الصادق ارسلنا الي البطل الحقيقي في نظره , أرسلنا
إلي اللواء احمد كمال المنصوري الذي قال عن قائده اللواء تميم فهمي أبيات
من الشعر تقال الان لمن هم في اعلي المراكز فقط رغبه في كسب الود و انتهاز
الفرص ، لكن الاثنين علي المعاش الان و ليس بينهم غير كل صداقه و ود و
احترام و الأهم من ذلك زماله الحرب التي نحتاج مثلها أمصال و أمصال لكي
يلقح بها الجيل الحالي ، قال في حقه انه كقائد سرب كان يطير مثلهم و يربط
في الطائرة لساعات مثله مثل اصغر طيار عنده في السرب و يعلمهم كل ما يعرفه
و ينقل إليهم خبراته ، مشاعر طيبه تكاد تندثر الان في مجتمعنا.

أما
المقاتل الشرس احمد كمال المنصوري فحكاية من حكاوي الاساطير التي لو لم
تكتب و تمجد الآن ربما تضيع في ادراج التاريخ المتخمه بأوراق و بطولات
أخري مماثله, هذا الرجل أوصى بدفن وثائقه معه عندما يموت لانه لم يكن يعلم
ان بمصر رجال و نساء شباب و أطفال يتعطشون لتلك البطولات كتعطش التائه في
الصحراء لجرعه ماء.

فما
هي وثائقه التي اكدت قصته و جعلته يلاحظ أن شعر رأسي وقف عندما اطلعت
عليها، نعم شعر رأسي وقف بالفعل من الدهشه من الكنز الرابض امامي و أيضا
احتراما و إجلالا و تقديرا و خشوعا لتسجيلات صوتيه من كابينه طائرته و بين
برج المراقبة فيها سرد موثق و واضح لسير المعركة التي دامت ثلاث عشر دقيقه
، خشوع و تقدير للحظات يقاتل فيها اثنان من الطيارين المصريين اثني عشر
طيارا اسرائيليا بمفردهم، لحظات فيها ثماني واربعون صاروخ اسرائيلي جو جو
و أكثر من ثلاثون الف طلقه تواجه اربعه صواريخ مصريه و ربعمائه طلقه فقط و
الأهم من ذلك لحظات ذٌلت فيها الفانتوم الاسرائيليه بطياريها الاعلي في
العالم امام الميج المصري بطياريها الابطال .

إن
هذه المعركة تجعل الفرد منا يحس بضاّله حجمه مقارنه بهؤلاء الابطال العظام
و يجعلنا نتسأل ما الذي نستطيع ان نقدمه لديننا و لبلدنا لكي يعودوا كما
كانوا، ففي البداية أو النهاية الطيار المنصوري رجل عادي مثلك انت ، و
مثلي أنا لا يزيد عنا بشئ غير الايمان المطلق بالله و بمشيئته ، فعندما
قابل طائرات العدو المتفوقه كما و كيفا و في كل شيء ممكن في ذلك ، الوقت
لم يفكر الا في شئ واحد ونقلا عن لسانه اقوله مرة اخري 

(( كنت أحافظ
علي عذريه مصر من الاسرائيليين ، مش معقول يهود يخشوا يغتصبوا امي امامي و
اقعد ساكت )) ساترك للقارئ تقدير تلك المقوله ومقارنتها بما يحدث الآن.

كان
الحديث ملتهبا بحماس هذا الرجل و الذي يفوق حماسا و حبا للوطن عن حب الابن
لامه ، و بعد دقائق من الحوار فتحت موضوع كثيرون يعرفونه و غاضبين منه ألا
و هو الفيلم الذي انتجته قناه متخصصه في القتال الجوي تحت اسم crazy
egyptian pilot و تم وضعه على موقع الانترنت youtube 

و
الذي يصور معركة جوية حدثت في شهر أكتوبر عام 73 بين طيار مصري و آخر
إسرائيلي و قام الطيار المصري بمناورة جريئه جدا طبقا للوصف الاسرائيلي
لكنها فشلت و مات الطيار في النهايه لتحسب انتصارا للطيار الاسرائيلي ، و
إذ باللواء احمد كمال المنصوري يضحك بسخرية و يسألنا هل تودون مقابله
الطيار المصري الذي شارك في تلك المعركه ؟؟؟ سؤال صدمه ما بعدها صدمه لنا.

فانا
واحد من الذين انبهروا بدقه اخراج هذا الفيلم و عرضه علي موقع عالمي واسع
الانتشار بالاضافه الي ان شهاده الطيار الاسرائيلي بجرأه الطيار المصري و
كفاءته كانت عاليه لكن الطيار الاسرائيلي كان الافضل ولدت لدينا احساس بان
القصه حقيقيه حتي النخاع, لكني وقعت فريسة لإعلام الصهيونية مرة أخري و
تناولت السم في طبق الحلوي كعادة و العرب.

ضحك الرجل من انبهارنا بسؤاله و انطلقت أسئلتنا سريعا لكن خفف من سرعتنا بضحكه متواضعه قائلا 
((
الطيار المجنون ده اللي في الفيلم اسمه حسن سالم الرافعي و هسمعك صوته بعد
قليل ، و أنا كنت قائده في الاشتباك ده ، حسن طار معايا 52 طلعه عمليات في
حرب اكتوبر 73 و مازال حي يرزق حتي الان ))

ثم استطرد غير مبالي
بدهشتنا البالغه مما نسمعه (( المناورة دي احنا اخترعناها و تدربنا عليها
كتير جدا جدا ، و نستخدمها لما يكون الموقف صعب ومش قادر تفلت من الطيار
الاسرائيلي ، في الاشتباك ده يوم 24 اكتوبر 73 كنا فوق الثغرة و الطيارة
اللي في الفيلم خذ بالك من المثلثات البرتقاليه اللي علي الجناح ، دي
علامات جنوب افريقيا – المهم ان المناورة دي لها ثلاث نتائج محققه اولها
ان الطيار الاسرائيلي يرشق في الارض او ان الطيار المصري يفلت من الطيار
الاسرائيلي و يركب ذيله أو أن الطيار المصري يرشق في الارض ، لكن اللي
الاسرائيليين لم يعرفوه اننا تعلمنا من الطيارين الباكستانيين في سوريا
تكتيك الطيران بسرعه صفر وده هما فوجئوا بيه في حرب اكتوبر و عملنا بيه
نتائج كويسه جدا جدا ، المناورة دي كنا مسمينها في السرب مناورة الموت و
كنا متدربين عليها كويس جدا جدا لدرجه اننا كنا بنفذها ليلا يعني و الدنيا
كحل و محدش شايف حاجه ، وحسن الرافعي عايش ويقدر يحكي لكم عليها بالتفصيل
)) الرسالة واضحة وضوح الشمس فالمناورة مصريه و ليست مناورة يأس كما صورها
لنا الفيلم و الطيار المصري حي يرزق و قد استمعت إلي صوته يصف تلك المعركه
في تسجيل صوتي من عام 1973 و لم يمت كما صور الفيلم.

لقد
استمعنا الي تسجيلات معركه 15 فبراير 1973 بكل دقه ومعها ترجمه لما يتعذر
علينا فهمه من اللواء المنصوري ، و اعتقد انه من الواجب بل من الحتمي
علينا ان ننقل تفاصيل ما سمعناه لك حتي لا تضيع تلك المعركه و سجلها و
أسماء أبطالها في أدراج النسيان.

أتمني
أن استطيع أن أقدم للإسلام و لمصر و لو مثقال ذرة من الانتماء الذي يملئ
اللواء طيار احمد كمال المنصوري و هي قصه حقيقية 100% و صورها أيضا تخص
اللواء المنصوري شخصيا.



لواء طيار مقاتل احمد كمال المنصورى
https://www.youtube.com/watch?v=-ZbzaoRiYnc

https://taamelbyot.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى