موضوع مختصر عن بعض الشخصيات النسائية فى تاريخ مصر على مر العصور فى مختلف المجلات
حتشبسوت
كانت حتشبسوت أعظم من حكم من الإناث؛ بطول تاريخ مصر القديم. وقد حكمت
البلاد عقب الوفاة المبكرة لزوجها تحتمس الثاني، وهو من ملوك الأسرة
الثامنة عشرة، لنحو عشرين عاما؛ بداية بالمشاركة مع تحتمس الثالث، ابن
زوجها، ثم بمفردها.
نبذه عن الملكه كليوباترا السابعه واهم محطات حياتها وسيرتها
فجر أحد أيام منتصف أغسطس 8 / 30 ق. م قدم أحد خدام الملكة كيلوباترا
ثعبان الكوبرا وسيلة أنتحارها بعد أن سمعت بهزيمة صديقها القائد
الرومانى مارك أنطونيوس فى الحرب , وكان ثعبان الكوبرا السامة قد ظلت شعار
للملكية فى العصر البطلمى تعلو هامات الملوك , أو كانت زوجاً من الثعابين
إذا جاز لنا أن نصدق قول الشعراء الرومان فرجيل وهوراس وبروبيرتيوس Propertius وقد ذكر بعض المؤرخين أن الكتف الملكية اليسرى هى التى تلقت اللدغة الأولى القاتبة وقال آخرون أنه الثدى الأيسر العارى
انتحرت
كليوباترا في حالة اليأس هذه بان وضعت حيه سامه على صدرها وكان الغازى
الجديد أوكتافيوس قيصر يأمل أن تسير الملكة التى تحكم مصر فى موكب نصرته فى
روما ولكنه سرعان ما وارى جثمانها وأتجه لتنظيم الحكومة , فأعلن ضمه مصر
لسلطان الشعب الرومانى , وجاء أعلانه فى جملة قصيرة للغاية لا تضم أكثر من
خمس كلمات وأختيرت هى
وقد لقب أكتافيوس بالمبجل Augustus حتى نهاية حكمة وتخليدا لضمه مصر إلى الأمبراطورية الرومانية أطلق أسمه على الشهر الذى ضم فيه مصر عقب الحرب الأهلية ضد أنطونيوس
وبعد وفاتها قتل الرومان قيصرون خشية ان يطالب بالامبراطورية الرومانية كوريث ليوليوس قيصر وولي عهده ,
قصة اسيا بنت مزاحم ...... رضي الله عنها( زوجة فرعون)
السيدة هاجر المصرية , زوجة إبراهيم عليه السلام
السيدة هاجر المصرية , زوجة إبراهيم عليه السلام , وأم إسماعيل عليه السلام , عرفت في التاريخ بأم العرب العدنانيين .
ولدت هاجر ونشأت في مصر , وكانت جارية في قصر الملك , ثم صارت جارية للسيدة
سارة , فوهبتها سارة لزوجها إبراهيم عليه السلام , فتزوجها , فأنجبت له
ولده الأكبر إسماعيل عليه السلام .
وقد تعرضت هاجر لمحنتين شديدتين , كانت الأولي عندما تركها إبراهيم مع
ابنها الرضيع في صحراء جرادء لا حياة فيها , فصبرت علي ذلك , واستعانت
بربها , ففجّر لها بئر زمزم , وجاءت إليها وفود الناس , فعاشت في أمن وسلام
بجانب بيت الله الحرام . ثم كانت المحنة الثانية عندما رأي إبراهيم أنه
يذبح ولدها إسماعيل , فلم تعترض , وقبلت قضاء الله بنفس راضية مطمئنة ,
ففدي الله ولدها بذبح عظيم .
ومن خلال الكلمات التالية نتعرف علي أم إسماعيل , السيدة هاجر المصرية رضي الله عنها .
خادمة القصــــــــر الملكي ...
علي
أرض مصر المباركة , كنانة الله في أرضه , ومنذ أربعة آلاف سنة تقريباً ,
وُلدت الفتاة المصرية الجميلة هاجر , ونشأت في أسرة مصرية فقيرة , وكانت
تمتاز بالجمال والأدب والذكاء , مما جعل أهل القصر الملكي يعجبون بها ,
فأرسلوا إليها , وجعلوها من جواري القصر الملكي وخدمه , فسعدت هي وأهلها
بهذا الأمر .
عاشت هاجر مع نساء القصر الفرعوني , تخدمهم بكل حب وإخلاص , ولكنها وجدت أن
صاحب القصر ملك ظالم , جبار , يعتدي علي الحرمات , ويعشق النساء , فتمنت
هاجر أن ينقذها الله من الخدمة في هذا القصر .
وذات يوم , سمعت هاجر من نساء القصر أن امرأة جميلة صالحة قد وصلت أرض مصر
بصحبة رجل غريب , وأن الملك الظالم قد علم بأمرها , فأرسل جنوده ليأتوا بها
حتي يعتدي عليها , وكانت هاجر تبغض فعل الملك , وتشفق علي النساء منه ,
وكانت هذه المرأة الجميلة هي السيدة سارة , فلما جاء بها الجنود إلي القصر
نظرت إليها هاجر , فرأت علي وجهها الصلاح والتقي , فأشفقت عليها , وتمنت أن
ينقذها الله من هذا الظالم , ويحفظها من الوقوع في الفاحشة معه .
ولما دخلت سارة حجرة الملك , إذ بأهل القصر يسمعون صراخ الملك , واستغاثته ,
فقد حاول الاقتراب من السيدة سارة فشُلت يده ثلاث مرات , فصرخ علي الحرس
والجنود وهو يقول : لقد آتيتموني بشيطان , ولم تأتوني بإنسان , أخرجوها من
أرضي .
فعلمت السيدة هاجر أن الله أنقذ السيدة الصالحة من يد هذا الظالم , فخرجت
من عنده دون أن يمسها بسوء , ثم أصدر الملك أمرا بأن يعطوا هذه السيدة
جارية من جواري القصر تخدمها , لأنها دعت ربها أن يطلق يد الملك بعدما شُلت
فأطلق الله يده , فتمنت هاجر أن تكون الجارية التي تعيش مع هذه المرأة
الصالحة , فحقق الله لها أمنيتها , إذ وقع اختيار رئيس الخدم عليها ؛ فقد
كان يري أنها تريد الخروج من القصر , ولا تحب أن تعيش فيه , فأخبرها أنه
سيعطيها هذه المرأة كي تخدمها , ففرحت هاجر بهذا الأمر , وشكرت ربها أن حقق
لها هذه الأمنية , وبالفعل أعطي رئيس الخدم هاجر السيدة سارة لتخدمها ,
فأخذتها سارة وعادت بها إلي إبراهيم عليه السلام .
عاشت
السيدة هاجر مع سيدتها سارة وزوجها إبراهيم في مصر أياماً قليلة , ثم
ارتحلت معهما إلي فلسطين , حيث قرر إبراهيم عليه السلام العودة إليها مرة
ثانية .
وفي فلسطين كانت هاجر نعم الجارية المخلصة لسيدتها سارة , وقد رأت في سيدها
إبراهيم عليه السلام وسيدتها سارة ما لم تره في غيرهما من البشر , رأت
أخلاقاً كريمة , ومعاملة طيبة , حيث كانت سارة رضي الله عنها تعاملها
كصديقة لها , لا تثقل عليها في العمل , ولا تكلفها من الأعمال ما لاتطيق ,
فأحبتها هاجر حباً شديداً , وكانت لا تقصر في خدمتها وطاعتها , وقد دعاها
إبراهيم عليه السلام إلي الإيمان بالله الواحد الأحد , فآمنت به ,وعلمت أن
إبراهيم رسول من عند الله , يدعو الناس إلي عبادة الله وفعل الخير , فكانت
سعادة هاجر كبيرة بأن أنعم الله عليها بخدمته هو وزوجته الطيبة الصالحة
السيدة سارة , فشكرت هاجر ربها وحمدته علي أن أنقذها من قصر الملك الجبار
وأنعم عليها بخدمة نبيه ورسوله إبراهيم عليه السلام .
الــــــــزوجة الثانية ...
مرت الأيام والسنون , وهاجر تعيش مع سيدتها سارة , وكان يؤلمها أن تري
سيدتها وسيدها لا ينجبان , فقد تقدمت بهما السن ولم يرزقهما الله ولداً .
وذات يوم طلبت السيدة سارة من هاجر أن تناولها كوب من الماء , فأسرعت هاجر
وملأت كوباً بالماء العذب , ودخلت علي سيدتها سارة , تقدمه لها في أدب
واحترام , فلاحظت هاجر أن السيدة سارة تنظر إليها نظرة طويلة متفحصة ,
وتتأمل فيها بدقة , ولم تكن سارة قد نظرت إليها مثل هذه النظرة من قبل ,
فخشيت هاجر من هذه النظرة , وأحست أن وراء هذه النظرة شيئاً ما , ولكنها لم
تعرفه , لأن سارة لم تتكلم معها في شيء في هذا اليوم , وظلت سارة تنظر
_بعد ذلك_ إلي هاجر عدة مرات , كأنها تريد أن تقول لها شيئاً ولكنها تتردد
أن تخبرها به .
وبعد أيام , استدعت سارة جاريتها هاجر , وقالت لها : لعلك تعجبتي من نظرتي
إليك في الأيام الماضية ؟ فقالت هاجر : نعم ياسيدتي . فأخبرتها سارة أنها
كانت تنظر إليها لأنها قررت أن تهبها لزوجها إبراهيم كي يتزوجها , وقد كانت
مترددة في هذا الأمر , ولكنها اطمأنت إليه , لعل الله يرزقه بولد منها
يسعد به إبراهيم , وهي لن تجد له خيراً من جاريتها وصديقتها هاجر , لأنها
لن تتعالي عليها ولن تسيء معاملتها .
وترددت هاجر في أول الأمر , خوفاً من وقوع الشحناء أو البغضاء أو شيء من
الغيرة بينها وبين سيدتها , ولكن سارة أقنعتها بضرورة ذلك , وألحّت عليها ,
فوافقت هاجر علي ذلك , وسعدت به , لأنها ستكون زوجة لنبيٍ كريم , وهو خليل
الله إبراهيم عليه السلام .
وبالفعل وهبت سارة هاجر إلي إبراهيم عليه السلام فتزوجها إبراهيم , وعاش
معها , وشاء الله عز وجل أن تحمل هاجر , وظهرت عليها علامات الحمل بمرور
الأيام , وبدأت سارة تشعر بشيء من الغيرة , وكانت هذه الغيرة تزداد يوماً
بعد يوم , ومرت شهور الحمل , ثم وضعت هاجر مولوداً جميلاً سماه أبوه "
إسماعيل " وسعد به سعادة كبيرة .
بعدما ولدت هاجر ولدها إسماعيل رأت سارة أن حب إبراهيم زاد لهاجر وولدها ,
فقد صارت هاجر الجارية أم الولد , وأنجبت لإبراهيم ما كان يتمني , فاشتدت
الغيرة في قلب السيدة سارة , فطلبت من إبراهيم أن يبعد عنها هاجر وابنها ,
وأخذ إبراهيم يفكر في حل هذه المشكلة , وإذ بأمر الله يأتيه يطلب منه أن
يأخذ هاجر وابنها إلي صحراء مكة ويتركها هناك .. وتلك هي إرادة الله وحكمته
, فاستجاب إبراهيم لأمر الله , فطلب من هاجر زوجته أن تحمل ابنها وتستعد
لرحلة طويلة . وكان الطفل رضيعاً لم يفطم بعد , فقامت هاجر مع إبراهيم ,
وحملت ابنها , وسارت معه وسط أرض مزروعة جاءت بعدها صحراء قاحلة ثم جبال ,
حتي وصلوا إلي وادٍ في صحراء الجزيرة العربية ليس فيه زرع ولا ماء ولا أنيس
ولا جليس ولا شيء من علامات الحياة , فهبط فيه إبراهيم , وأجلس فيه زوجته
هاجر وابنها الرضيع , ولم يترك لهما سوي بعض التمر وقليل من الماء , ثم
استدار بوجهه يريد العودة لفلسطين , فتعجبت هاجر من فعله , وخشيت علي نفسها
وولدها في هذا المكان , فنادت علي إبراهيم فلم يرد عليها , فأسرعت خلفه
وهي تقول : يا إبراهيم , أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه شيء ؟
فلم يجبها , وظل يسير , فأعادت عليه كلامها مرة بعد مرة , وهو صامت لا يقول
شيئاً , فأحست هاجر أن إبراهيم ينفذ أمراً من أوامر الله , فهو نبيه
ورسوله , فقالت له : هل أمرك الله بهذا ؟ فقال دون أن يلتفت : نعم . وهنا
ظهر يقين هاجر رضي الله عنها , وشدة إيمانها بالله وتوكلها عليه , فقالت :
إذن لن يضيعنا الله . وعادت إلي رضيعها تحمله , بينما استكمل إبراهيم عليه
السلام سيره حتي اختفي عن عينها , فرفع يديه إلي السماء وقال : ( ربنا إني
أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة
فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) . ثم
عاد إلي فلسطين .
جلست هاجر تأكل من التمر وتشرب من الماء وترضع طفلها في هذه الصحراء
القاحلة , وبعد يومين نفد التمر والماء , وجف لبن الأم , وراح إسماعيل
الرضيع يبكي من الجوع والعطش , فوضعته أمه علي رمال الصحراء , وانطلقت تبحث
عن ماء أو شيء , وظلت تسير حتي وصلت إلي جبل الصفا فصعدته , وراحت تنظر
بعيداً , ولكنها لم تجد شيئاً , فعادت إلي ابنها الذي يتلوي من شدة الجوع
والعطش , فلم تصبر علي رؤيته بهذه الحالة , فتركته وسارت إلي الجهة الأخري
حتي وصلت إلي جبل المروة , فصعدته , ونظرت , فلم تجد شيئاً , فعادت إلي
الجهة الأخري فلم تجد أحداً , فهرولت إلي المروة تنظر من فوقه , وهكذا راحت
تذهب وتجيء سبع مرات بين الجبلين دون جدوي , حتي أجهدها السعي , فعادت إلي
ابنها وهي تبكي من الجوع والعطش والتعب الشديد .
جلست هاجر رضي الله عنها بجوار ابنها الذي بُح صوته من البكاء وشدة العطش , وقد أوشك اليأس أن يسيطر عليها .
وفي هذه اللحظة جاءها فرج الله , وأدركتها رحمته ؛ إذ أرسل الله عز وجل
جبريل عليه السلام فضرب الأض بجناحيه , فخرجت عين ماء بجانب الصغير ,
فهرولت الأم نحوها , وقلبها ينطق بحمد الله علي نعمته , وجعلت تغرف من
مائها , وتحاول جاهدة إنقاذ فلذة كبدها , وتقول لعين الماء : زمِّي زمِّي ,
فسميت هذه العين زمزم . وقد أخبر النبي محمد صلي الله عليه وسلم بما فعلته
السيدة هاجر , فقال : " يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم لكانت زمزم
عيناً معيناً " .
ومن عين الماء شربت الأم حتي ارتوت وشبعت , ثم أرضعت ابنها حتي رأت
الابتسامة علي وجهه قد ظهرت , فكان ذلك من رحمة الله بها وبولدها .
وقد جعل الله عز وجل ما فعلته السيدة هاجر رضي الله عنها من السعي بين
الصفا والمروة شعيرة من شعائر الحج والعمرة بعد ذلك . قال تعالي : ( إن
الصفا والمروة من شعائر الله فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن
يطّوَّف بهما ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم ) .
ومرت الأيام علي هاجر وابنها وهما بجوار بئر زمزم .
وذات يوم , رأت قبيلة جُرهم العربية الطيور تحوم حول المكان الذي فيه بئر
زمزم , فعلموا أن في هذا المكان ماء , فتوجهوا إليه , فإذا بهم يرون البئر
وبجواره هاجر وابنها , فاستأذنوها أن يقيموا معها , فأذنت لهم بالسكن
بجانبها ,ومشاركتها في الشرب من ماء زمزم , واستأنست بهم , وشب الطفل بينهم
, وتعلم اللغة العربية منهم .
ظلت هاجر مع ولدها إسماعيل وسط العرب بجانب بئر زمزم , والغلام يكبر امام عينها يوماً بعد يوم .
وكان إبراهيم عليه السلام يزور هاجر وابنها من وقت لآخر , ففوجئت بزوجها
ذات يوم يخبرها بأنه رأي في منامه أنه يذبح ولده الوحيد آنذاك ؛ وهو
إسماعيل عليه السلام .
وكانت هاجر مثل إبراهيم تعلم أن رؤيا الأنبياء حق ووحي , فصمتت هاجر برهة
من الزمن , وكاد أن ينشب صراع في نفسها , إذ كيف تضحي بولدها الوحيد ,
وفلذة كبدها , التي سهرت الليالي ترعاه , وتعبت من أجله تعباً لم يتعبه أحد
, ولكنها سرعان ما عادت إلي يقينها وإيمانها , فرضيت بقضاء الله وقدره ,
وصبرت , وأطاعت أمر ربها في قوة وعزم , ثم جاء دور الابن ؛ حيث أخبر
إبراهيم عليه السلام ابنه بالأمر , فلم يكن الابن الصالح أقل طاعة من أبيه
وأمه , فقال : ( يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) .
وبعدما أخذ إبراهيم عليه السلام ابنه وتوجه به إلي الصحراء ليذبحه إذ
بالشيطان يأتي السيدة هاجر , ويحاول أن يخرجها عن تقواها لتثور علي إبراهيم
إنقاذاً لولدها , لكنها رجمته بسبع حصيات , واستعاذت بالله منه , فابتعد
عنها , وكذلك فعل إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام , فكان ذلك أساس رمي
الجمار الثلاث في الحج بعد ذلك .
انتظرت هاجر في البيت بعدما ذهب زوجها إبراهيم بابنها إسماعيل , وراحت تدعو
ربها في تضرع وبكاء أن يرفع هذا البلاء الشديد , ويلطف بها وبزوجها وابنها
, وإذ بها تري إبراهيم يعود بابنها سالماً , وكانت هذه مفاجأة لها ,
فتعجبت , وأسرعت إلي زوجها تسأله في دهشة عما حدث , وكيف لم يذبح ابنها ,
وإذ بها تري معهما كبشاً مذبوحاً , فزادت دهشتها , فأسرع إبراهيم عليه
السلام يبشرها بالخبر , فقد رفع الله البلاء , وفدي ابنها بذبح عظيم , جاء
به جبريل عليه السلام من الجنة , قال تعالي : ( فلما أسلما وتله للجبين .
وناديناه أن يا إبراهيم . قد صدَّقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين . إنّ
هذا لهُو البلاء المبين . وفديناه بذِبحٍ عظيم ) .
ففرحت هاجر بنجاة ابنها , وشكرت ربها وحمدته , ووزّع إبراهيم لحم الكبش علي
من حول حرم الله وأكل منه هو وزوجته هاجر وابنهما إسماعيل .
عاشت هاجر سعيدة مع ابنها إسماعيل , وشبّ ابنها وأصبح رجلاً , وتزوج امرأة
عربية , ورأت هاجر ابنها وهو يساعد أباه في بناء بيت الله الحرام وكعبته
المشرفة للطائفين والعاكفين , وقد حجت هاجر مع زوجها وابنها , وأدت شعائر
الحج معهما , وظلت في مكة تعبد الله ليل نهار حتي حان الأجل , فماتت ,
وصعدت روحها الطاهرة إلي بارئها , بعدما تركت لنا مثالاً رائعاً للزوجة
المطيعة , والأم الحانية , والمؤمنة القوية , وكان عمرها يوم وفاتها 90 سنة
, ودفنها إسماعيل عليه السلام بجانب بيت الله الحرام .
حتشبسوت
كانت حتشبسوت أعظم من حكم من الإناث؛ بطول تاريخ مصر القديم. وقد حكمت
البلاد عقب الوفاة المبكرة لزوجها تحتمس الثاني، وهو من ملوك الأسرة
الثامنة عشرة، لنحو عشرين عاما؛ بداية بالمشاركة مع تحتمس الثالث، ابن
زوجها، ثم بمفردها.
نبذه عن الملكه كليوباترا السابعه واهم محطات حياتها وسيرتها
"من اقوى ملكات مصر"
ابوها
بطليموس الثانى عشر كان يرغب فى ان يتبعه على العرش من بعده ابنه بطليموس
الثالث عشر اكبر ابنائه و كيلوبترا السابعة كبرى بناته .
مات
الملك فى ربيع 51 ق.م و ترك العرش لابناته و كتب وصية قبل موته الى روما
لتفذ تلك الوصية , بدا حاكمان غريبان حكم مصر فى 51 ق.م و , كان بطليموس
الثالث عشر فى العاشرة من عمره , و اخته كليوترا فى الثامنة عشرة من عمرها ,
و تبعا لعادات الأسرة المالكة البطلمية تزوجا الاخوان ( بطليموس الثالث
عشر و كليوبترا السابعة ) !!!!!!
وفى خلال ثلاث سنوات طردت كليوبترا من مصر ووقفت بجيشها على الحدود المصرية السورية , مستعدة ان تزود عن خقوقها ضد اخيها .
و
فى تلك الأثناء اجتاح يوليوس قيصر ايطاليا , و اخذ بومبى جمع قواته لهجوم
معاكس فى مقدونيا , و فى العام التالى انتصر يوليوس قيصر على بومبى فى
معركة فارسالوس , فهرب الاخير مع مجموعة صغيرة من السفن الى مصر .
ووضعت
خطة حقودة من قبل البلاط البطلمى لقتل بومبى , و قام اخلاس ( احد رجال
البلاط البطلمى ) باصطحاب اثنين من اتباعه و بعض المجرمين و انزلا بومبى من
مركبه الى قارب صغير , و قد صدم بومبى حقا للهدوء الذى كان على مرافقيه و
حاول ان يبدا معهم حديثا وديا , لكن الرجل خاطبه فقط بايمائة صامتة , و
عندما وصل القارب الصغير الى الشاطئ نهض بومبى ليهبط على الارض عاجله
الرجال الثلاثة بطعنة حتى مات , و جزت راسه و اخذوها و تركوا الجسد على
الشاطئ.
و
بعد ذلك بعدة ايام فى 2 اكتوبر 48 ق.م وصل يوليوس قيصر الى الاسكندرية و
دخل المدية و جال فى احيائها التى بها القصر الملكى , و تذمر سكان
الاسكندرية من هذه الزيارة .
اصدر
قيصر امرا بان يحل الزوجان الملكان نزاعاتهما , مبعدين قواتهما و يخضعان
لتحكيمه , ووجهة نظره انه ممثل للشعب الرومانى الذى وثق بطليموس 12 فى
تنفيذ وصيته , اتجه بطليمس 13 من معسكره الى الاسكندرية , فى حين منعت
كليوبترا من توصيل رغباتها الى قيصر الا عن طريق وسطاء , لكنها كانت مصممة
على الدفاع عن قضيتها , و تسعى للحصول على موافقة قيصر , و تدخل فى اللعبة
كل امكانياتها السياسية و مهرارتها .
دخلت
كليوبترا بطريقة خفية على قيصر ,الذى ما ان رآها حتى اعجب بها و استدعى
اخاها بطليموس , لكن لما دخل بطليموس القصر ووجد اخته و زوجته كليوبترا مع
قيصر عز عليه وجودها و خرج مهرولا صائحا فى شوارع الاسكندرية , مما اثار
مشاعر السكندريين فحاصروا القصر و خرج لهم قيصر قائلا لهم انه ينفذ وصية
ابيهما , و بعد ايام اجتمع بشعب الاسكندرية و قرأ عليهم الوصية التى تنص
على ان يتولى حكم مصركليوبترا السابعة مع اخيها الاكبر و ان ترعى روما
تنفيذ الوصية , و لكن ما لبث ان وقعت الحرب التى تعرف بحرب الاسكندرية , و
حارب فيها قيصر و احضر الى الاسكندرية امدادات عسكرية كثيرة , مما يعكس مدى
المقاومة العنيفة التى واجهته فى مصر و على الرغم ان الحرب انتهت لصالحه ,
فانه لم يشأ ان يعلن ضم مصر الى الامبراطورية الرومانية بل نفذ الوصية
فجعل بطليموس 14 ( لان اخاه بطليموس 13 قتل فى الحرب ) و معه كليوبترا على
عرش مصر .
قتل
قيصر فى 44 ق.م , ووقعت الفرقة بين انصار قيصر و جرت الحرب بينهما حيث
انتصر اوكتافيانوس على انطونيوس فى معركة موتينا ثم اصبح اوكتافيانوس قنصلا
عام 43 ق.م و اتجه الى الاتفاق مع بقية زعماء انصار قيصر انطونيوس و
ليبدوس و تقسمت الامبراطورية بينهم , و بعد ان انتصر حزب قيصر بزعامة
انطونيوس و اكتافيانوس فى معركة فيليبى عام 42 ق.م اسند الى انطونيوس تنظيم
الولايات الشرقية .
وصل
انطونيوس الى افسوس , ومن هناك استدعى حكام الشرق الذين ساعدوا اعدائه
فاتوا فيما عدا كليوبترا , فارسل اليها يحثها الى لقائه فى كيلكيا , و ذهبت
كليوبترا فى موكب ملكى فخم تفوح منه روائح الشرق و سحره الى طرسوس مستخدمة
كل ما لديها من وسائل معروفة و غير معروفة لتحقق السيطرة على انطونيوس , و
توطدت علاقتها به , و عادت الى الاسكندرية فلم يستطع البعد عنها تاركا احد
اعوانه فى كيلكيا . وفى الاسكندرية لعب و عبث و هوى حتى عام 40 ق.م
اجبرت
الظروف انطونيوس الى الابعاد عن الاسكندرية ليتخلص من زوجته فولفيا و
يتصالح مع اكتافيانوس , و عندما وصل الى الانطاكية حتى استدعى كليوبترا و
تزوجها فى خريف 37 ق.م و اعترف بولاية التوءمين منها الاسكندر هليوس (الشمس
) و كليوبترا سيلينى (القمر) و منحهما ممتلكات جدهما بطليموس فيلادلفوس و
هى خالكيس و سوريا الوسطى و كيلكيا و تراقيا و قبرص و جزء من شواطئ فلسطين و
فينقيا هدية زواجه منها !!!!
وبذلك
استعادت كليوبترا معظم ممتلكاتهافى الخارج , و عندما انجبت منه مرة ثانية
اسمت طفلها بطليموس فيلادلفوس تيمنا بان ممتلكات جده بطليموس فيلادلفوس
عادت . (فيلادلفوس = المحب لاخيه فى اليونانية ).
و
قد حدث خلاف بين اوكتافيانوس و انطونيوس بسبب ما اعطاه من اراضى لابناء
كليوبترا مما ادى لقيام الحرب بينهم انتهت بهزيمة انطونيوس فى معركة
الاكتيوم البحرية و انتحاره فى اول اغسطس 30 ق.م (و كان سبب انتحاره نتيجة
هزيمة و انخفاض معنويته و فشله امام اوكتافيانوس و ليس بسبب حبه لكليوبترا
كما يزعم الجهال )
و
لم يقبل اوكتافيانوس ان ينتقل العرش من كليوباترا الى احد ابنائها ,
فاختارت انتنتحر على ان تدخل روما فى موكب النصر , عليها الذل و العار
مسلسلة , و فضلت ان تقتل نقسها قتلة مقدسة بحية الكوبرا و كان ذلك فى اغسطس
سنة 30 ق.م .
انتحارها
فىابوها
بطليموس الثانى عشر كان يرغب فى ان يتبعه على العرش من بعده ابنه بطليموس
الثالث عشر اكبر ابنائه و كيلوبترا السابعة كبرى بناته .
مات
الملك فى ربيع 51 ق.م و ترك العرش لابناته و كتب وصية قبل موته الى روما
لتفذ تلك الوصية , بدا حاكمان غريبان حكم مصر فى 51 ق.م و , كان بطليموس
الثالث عشر فى العاشرة من عمره , و اخته كليوترا فى الثامنة عشرة من عمرها ,
و تبعا لعادات الأسرة المالكة البطلمية تزوجا الاخوان ( بطليموس الثالث
عشر و كليوبترا السابعة ) !!!!!!
وفى خلال ثلاث سنوات طردت كليوبترا من مصر ووقفت بجيشها على الحدود المصرية السورية , مستعدة ان تزود عن خقوقها ضد اخيها .
و
فى تلك الأثناء اجتاح يوليوس قيصر ايطاليا , و اخذ بومبى جمع قواته لهجوم
معاكس فى مقدونيا , و فى العام التالى انتصر يوليوس قيصر على بومبى فى
معركة فارسالوس , فهرب الاخير مع مجموعة صغيرة من السفن الى مصر .
ووضعت
خطة حقودة من قبل البلاط البطلمى لقتل بومبى , و قام اخلاس ( احد رجال
البلاط البطلمى ) باصطحاب اثنين من اتباعه و بعض المجرمين و انزلا بومبى من
مركبه الى قارب صغير , و قد صدم بومبى حقا للهدوء الذى كان على مرافقيه و
حاول ان يبدا معهم حديثا وديا , لكن الرجل خاطبه فقط بايمائة صامتة , و
عندما وصل القارب الصغير الى الشاطئ نهض بومبى ليهبط على الارض عاجله
الرجال الثلاثة بطعنة حتى مات , و جزت راسه و اخذوها و تركوا الجسد على
الشاطئ.
و
بعد ذلك بعدة ايام فى 2 اكتوبر 48 ق.م وصل يوليوس قيصر الى الاسكندرية و
دخل المدية و جال فى احيائها التى بها القصر الملكى , و تذمر سكان
الاسكندرية من هذه الزيارة .
اصدر
قيصر امرا بان يحل الزوجان الملكان نزاعاتهما , مبعدين قواتهما و يخضعان
لتحكيمه , ووجهة نظره انه ممثل للشعب الرومانى الذى وثق بطليموس 12 فى
تنفيذ وصيته , اتجه بطليمس 13 من معسكره الى الاسكندرية , فى حين منعت
كليوبترا من توصيل رغباتها الى قيصر الا عن طريق وسطاء , لكنها كانت مصممة
على الدفاع عن قضيتها , و تسعى للحصول على موافقة قيصر , و تدخل فى اللعبة
كل امكانياتها السياسية و مهرارتها .
دخلت
كليوبترا بطريقة خفية على قيصر ,الذى ما ان رآها حتى اعجب بها و استدعى
اخاها بطليموس , لكن لما دخل بطليموس القصر ووجد اخته و زوجته كليوبترا مع
قيصر عز عليه وجودها و خرج مهرولا صائحا فى شوارع الاسكندرية , مما اثار
مشاعر السكندريين فحاصروا القصر و خرج لهم قيصر قائلا لهم انه ينفذ وصية
ابيهما , و بعد ايام اجتمع بشعب الاسكندرية و قرأ عليهم الوصية التى تنص
على ان يتولى حكم مصركليوبترا السابعة مع اخيها الاكبر و ان ترعى روما
تنفيذ الوصية , و لكن ما لبث ان وقعت الحرب التى تعرف بحرب الاسكندرية , و
حارب فيها قيصر و احضر الى الاسكندرية امدادات عسكرية كثيرة , مما يعكس مدى
المقاومة العنيفة التى واجهته فى مصر و على الرغم ان الحرب انتهت لصالحه ,
فانه لم يشأ ان يعلن ضم مصر الى الامبراطورية الرومانية بل نفذ الوصية
فجعل بطليموس 14 ( لان اخاه بطليموس 13 قتل فى الحرب ) و معه كليوبترا على
عرش مصر .
قتل
قيصر فى 44 ق.م , ووقعت الفرقة بين انصار قيصر و جرت الحرب بينهما حيث
انتصر اوكتافيانوس على انطونيوس فى معركة موتينا ثم اصبح اوكتافيانوس قنصلا
عام 43 ق.م و اتجه الى الاتفاق مع بقية زعماء انصار قيصر انطونيوس و
ليبدوس و تقسمت الامبراطورية بينهم , و بعد ان انتصر حزب قيصر بزعامة
انطونيوس و اكتافيانوس فى معركة فيليبى عام 42 ق.م اسند الى انطونيوس تنظيم
الولايات الشرقية .
وصل
انطونيوس الى افسوس , ومن هناك استدعى حكام الشرق الذين ساعدوا اعدائه
فاتوا فيما عدا كليوبترا , فارسل اليها يحثها الى لقائه فى كيلكيا , و ذهبت
كليوبترا فى موكب ملكى فخم تفوح منه روائح الشرق و سحره الى طرسوس مستخدمة
كل ما لديها من وسائل معروفة و غير معروفة لتحقق السيطرة على انطونيوس , و
توطدت علاقتها به , و عادت الى الاسكندرية فلم يستطع البعد عنها تاركا احد
اعوانه فى كيلكيا . وفى الاسكندرية لعب و عبث و هوى حتى عام 40 ق.م
اجبرت
الظروف انطونيوس الى الابعاد عن الاسكندرية ليتخلص من زوجته فولفيا و
يتصالح مع اكتافيانوس , و عندما وصل الى الانطاكية حتى استدعى كليوبترا و
تزوجها فى خريف 37 ق.م و اعترف بولاية التوءمين منها الاسكندر هليوس (الشمس
) و كليوبترا سيلينى (القمر) و منحهما ممتلكات جدهما بطليموس فيلادلفوس و
هى خالكيس و سوريا الوسطى و كيلكيا و تراقيا و قبرص و جزء من شواطئ فلسطين و
فينقيا هدية زواجه منها !!!!
وبذلك
استعادت كليوبترا معظم ممتلكاتهافى الخارج , و عندما انجبت منه مرة ثانية
اسمت طفلها بطليموس فيلادلفوس تيمنا بان ممتلكات جده بطليموس فيلادلفوس
عادت . (فيلادلفوس = المحب لاخيه فى اليونانية ).
و
قد حدث خلاف بين اوكتافيانوس و انطونيوس بسبب ما اعطاه من اراضى لابناء
كليوبترا مما ادى لقيام الحرب بينهم انتهت بهزيمة انطونيوس فى معركة
الاكتيوم البحرية و انتحاره فى اول اغسطس 30 ق.م (و كان سبب انتحاره نتيجة
هزيمة و انخفاض معنويته و فشله امام اوكتافيانوس و ليس بسبب حبه لكليوبترا
كما يزعم الجهال )
و
لم يقبل اوكتافيانوس ان ينتقل العرش من كليوباترا الى احد ابنائها ,
فاختارت انتنتحر على ان تدخل روما فى موكب النصر , عليها الذل و العار
مسلسلة , و فضلت ان تقتل نقسها قتلة مقدسة بحية الكوبرا و كان ذلك فى اغسطس
سنة 30 ق.م .
انتحارها
فجر أحد أيام منتصف أغسطس 8 / 30 ق. م قدم أحد خدام الملكة كيلوباترا
ثعبان الكوبرا وسيلة أنتحارها بعد أن سمعت بهزيمة صديقها القائد
الرومانى مارك أنطونيوس فى الحرب , وكان ثعبان الكوبرا السامة قد ظلت شعار
للملكية فى العصر البطلمى تعلو هامات الملوك , أو كانت زوجاً من الثعابين
إذا جاز لنا أن نصدق قول الشعراء الرومان فرجيل وهوراس وبروبيرتيوس Propertius وقد ذكر بعض المؤرخين أن الكتف الملكية اليسرى هى التى تلقت اللدغة الأولى القاتبة وقال آخرون أنه الثدى الأيسر العارى
انتحرت
كليوباترا في حالة اليأس هذه بان وضعت حيه سامه على صدرها وكان الغازى
الجديد أوكتافيوس قيصر يأمل أن تسير الملكة التى تحكم مصر فى موكب نصرته فى
روما ولكنه سرعان ما وارى جثمانها وأتجه لتنظيم الحكومة , فأعلن ضمه مصر
لسلطان الشعب الرومانى , وجاء أعلانه فى جملة قصيرة للغاية لا تضم أكثر من
خمس كلمات وأختيرت هى
وقد لقب أكتافيوس بالمبجل Augustus حتى نهاية حكمة وتخليدا لضمه مصر إلى الأمبراطورية الرومانية أطلق أسمه على الشهر الذى ضم فيه مصر عقب الحرب الأهلية ضد أنطونيوس
وبعد وفاتها قتل الرومان قيصرون خشية ان يطالب بالامبراطورية الرومانية كوريث ليوليوس قيصر وولي عهده ,
شجرة الدر.. السلطانة الحكيمة
تعتبر شجرة الدر أول ملكة مسلمة جلست على عرش مملكة إسلامية، وقد ذاعت شهرتها عبر العصور كامرأة قوية مسيطرة.
كانت شجرة الدر زوجة السلطان الأيوبي الصالح أيوب ، وأنجبت منه ولدًا اسمه خليل توفي صغيرا في 1250 ميلادية.
وقد تميزت شجرة الدر بسداد الرأي، ورجاحة العقل، وعندما توفي السلطان
الصالح أيوب، كانت قوات الصليبيين تزحف من الناحية الشرقية للنيل لمهاجمة
القوات المصرية عند المنصورة، فأخفت شجرة الدر، خبر وفاة السلطان، وكانت
تُدخل الأدوية والطعام غرفته كما لو كان حيًا، واستمرت الأوراق الرسمية
تخرج كل يوم وعليها ختم السلطان كما لو كان حيا.
تولت شجرة الدر ترتيب أمور الدولة، وإدارة شئون الجيش في ميدان القتال،
وأرسلت إلى توران شاه ابن السلطان المتوفي ليتولى قيادة البلاد، واستطاعت
خلال تلك الفترة الانتقالية أن تدبر أمور البلاد حتى مجيء توران شاه في
فبراير 1250، ولكنه لم يكن على قدر المسئولية، ففضلت هي تولي شئون البلاد.
تمت البيعة لشجرة الدر كسلطانة على البلاد، واهتمت بتصفية الوجود الصليبي
في مصر، واتفقت مع الملك لويس التاسع الذي كان أسيرًا بالمنصورة على تسليم
دمياط، ولكن بالرغم من ذلك كذلك طالبت الخلافة العباسية في بغداد، بتنازل
السلطانة عن حكم البلاد لأحد المماليك؛ فاضطرت شجرة الدر إلى التنازل عن
العرش للأمير عز الدين أيبك الذي تزوجته ، ولقب باسم الملك المعز، وكانت
المدة التي قضتها سلطانة على عرش البلاد ثمانين يومًا.
تعتبر شجرة الدر أول ملكة مسلمة جلست على عرش مملكة إسلامية، وقد ذاعت شهرتها عبر العصور كامرأة قوية مسيطرة.
كانت شجرة الدر زوجة السلطان الأيوبي الصالح أيوب ، وأنجبت منه ولدًا اسمه خليل توفي صغيرا في 1250 ميلادية.
وقد تميزت شجرة الدر بسداد الرأي، ورجاحة العقل، وعندما توفي السلطان
الصالح أيوب، كانت قوات الصليبيين تزحف من الناحية الشرقية للنيل لمهاجمة
القوات المصرية عند المنصورة، فأخفت شجرة الدر، خبر وفاة السلطان، وكانت
تُدخل الأدوية والطعام غرفته كما لو كان حيًا، واستمرت الأوراق الرسمية
تخرج كل يوم وعليها ختم السلطان كما لو كان حيا.
تولت شجرة الدر ترتيب أمور الدولة، وإدارة شئون الجيش في ميدان القتال،
وأرسلت إلى توران شاه ابن السلطان المتوفي ليتولى قيادة البلاد، واستطاعت
خلال تلك الفترة الانتقالية أن تدبر أمور البلاد حتى مجيء توران شاه في
فبراير 1250، ولكنه لم يكن على قدر المسئولية، ففضلت هي تولي شئون البلاد.
تمت البيعة لشجرة الدر كسلطانة على البلاد، واهتمت بتصفية الوجود الصليبي
في مصر، واتفقت مع الملك لويس التاسع الذي كان أسيرًا بالمنصورة على تسليم
دمياط، ولكن بالرغم من ذلك كذلك طالبت الخلافة العباسية في بغداد، بتنازل
السلطانة عن حكم البلاد لأحد المماليك؛ فاضطرت شجرة الدر إلى التنازل عن
العرش للأمير عز الدين أيبك الذي تزوجته ، ولقب باسم الملك المعز، وكانت
المدة التي قضتها سلطانة على عرش البلاد ثمانين يومًا.
قصة آســـــــــــيا بنت مزاحم زوجة فرعون
آسيا سيده من سيدات نساء العالم
القرآن
الكريم فيشير إليها في مواضيع شتى متفرقة رابطا قصتها بقصة سيدنا موسى
عليه السلام. (((وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا
آو نتخذه ولدا))). وقد ذكرت بعض المصادر نسبها: هي آسية بنت مزاحم بن عبيد
بن الريان بن الوليد الذي كان فرعون مصر في زمن يوسف عليه السلام.
وذهب
آخرون أنها من بني إسرائيل من سبط موسى وحكي السهيلي في الروض الأنف أنها
عمته اى موسى . ولم يشر إليها ابن الأثير في كتابة الكامل إلا أنها آسية
بنت مزاحم وهي امرأة فرعون.
وفي
قصص الأنبياء للثعلبي: روى قصة مقتلها ولم يتتبع إلى نسبها إلا أنها آسية
بنت مزاحم قال: إن آسية بنت مزاحم امرأة فرعون كانت من بني إسرائيل. وكانت
مؤمنة مخلصة تعبد الله سرا ولكن كيف آلت هذه الفتاة المسلمة المؤمنة إلى
كنف هذا الجبار الطاغية الكافر ؟
وكيف
صارت زوجا له مع فارق الدين ؟؟!! إن في بعض الكتب والروايات تقول وهي لا
تسلم من تناقضات. إن فرعون خطب آسية إلى أبيها وكانت ذات جمال رائع وقد
وصفت له فشق ذلك على أبيها وضاق ذرعا بهذا الطلب ولكنه لم يستطع أن يرفض
طلب هذا الطاغية
وقيل أيضا أن أبا آسية رفض بادئ الأمر ولكن فرعون إصر وساق له مهر ابنته وتزوجها.
وفي
رواية للسدي: إن أبا آسية رأى في منامه قبل أن تولد آسية كان جوهرة في
حجره فأتى غراب فانقض عليها ولما ذهب إلى المفسرين قالوا له: تولد لك جارية
وتكون تحت رجل كافر. وكان إن تزوجها فرعون.
وعندما
أراد فرعون أن يقتل موسى وهو طفل رضيع قد وضعته أمه في التابوت وقذفت به
في نهر النيل فأخذه الموج إلى قصر فرعون فرأينه جواري فرعون وأخذنه إلى
سيدتهن وفي حسابهن أن به مال من الذهب والجواهر.
وفتحت
آسية التابوت فوجدت به الفلاح ينظر إليها بابتسامة والقي الله محبته في
قلبها. وهم فرعون بقتله فقالت آسية قرة عين لي ولك لا تقتلوه قال فرعون:
قرة عين لك أنت أما أنا فلا حاجة لي به.
وهنا
ما يعنينا في هذا المجال هو قصة حياتها في بيت فرعون ثم مقتلها ـ رضي الله
عنها ـ . تشير الروايات المتناثرة في كتب التاريخ القديمة على أن آسية
عاشت في قصر فرعون عيشة الترف والنعيم ولكن هذه العيشة لم تبعدها عن الله
عز وجل فقد كانت مؤمنة تكتم إيمانها خوفا من فرعون.
وتزعم
المصادر إن فرعون لم يستطع الاقتراب منها لقضاء حاجته الزوجية فقد عصمها
الله منه فكيف وهى المسلمة المؤمنة وهو الطاغية الكافر فرضي بالنظر إليها.
وقد
عاشت في قصر فرعون تعبد الله سرا وكانت على هذه الحال إلى أن قتل فرعون
امرأة حزقيل الماشطة وكانت الأخرى مؤمنة تكتم إيمانها فقد روي بينما كانت
الماشطة تمشط ابنة فرعون آذ سقط المشط من يدها فقالت بسم الله. فقالت ابنة
فرعون ابي فقالت الماشطة بل ربي ورب أبيك ورب العالمين.
فغضبت ابنة فرعون واخبرن فرعون أباها بذلك واحضر الماشطة فسألها؟
وقالت : نعم اننى مؤمنة باله موسى. فأمر بها فرعون فمدت على أربعة أوتاد وما زالت تعذب حتى ماتت.
وكانت
آسية متطلعة من نافذة في قصر فرعون تنظر إلى الماشطة امرأة حزقيل كيف تعذب
وتقتل وكانت آسية تعتصر ألما وحزنا على الماشطة فلما قتلت الماشطة عاينت
آسية الملائكة وقد عرجت بروحها لما أراد الله تعالى من كراماتها وما أراد
لها من الخير فازدادت يقينا بالله وتصديقا فبينما هي كذلك إذ دخل عليها
فرعون وجعل يخبرها بخبر الماشطة امرأة حزقيل وما صنع بها. فاستشاطت آسية
غضبا وقالت: الويل لك يا فرعون ما أجرأك على الله تعالى. فقال لها: لعلك قد
اعتراك الجنون الذي اعترى صاحبتك ؟ فقالت: ما اعتراني جنون ولكنى آمنت
بالله ربى وربك ورب العالمين. فغضب فرعون منها. وضاق ذرعا بما بدر من زوجته
آسية.
وحاول
أن بثنيها عن رأيها وبعث إلى أمها كي ترجعها إلى رشدها حسب زعمه. ولكنها
كانت قوية الإيمان بالله ربها. ولما لم تفلح محاولاته فيها أمر بها فمدت
بين أربعة أوتاد، عندما كانت تعذّب انزل الله عليها الملائكة تريها منزلتها
ومكانتها في الجنة ، فكلما ازداد العذاب ازدادت ابتسامتها وفرحتها بما
تراه من منظر في الجنة ، فكان الحرّاس يستغربون من الأمر فيسألونها ما بك
تضحكين وتفرحين فإذا بها تقول إني أرى منزلتي ومكانتي في الجنة.
القرآن
الكريم فيشير إليها في مواضيع شتى متفرقة رابطا قصتها بقصة سيدنا موسى
عليه السلام. (((وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا
آو نتخذه ولدا))). وقد ذكرت بعض المصادر نسبها: هي آسية بنت مزاحم بن عبيد
بن الريان بن الوليد الذي كان فرعون مصر في زمن يوسف عليه السلام.
وذهب
آخرون أنها من بني إسرائيل من سبط موسى وحكي السهيلي في الروض الأنف أنها
عمته اى موسى . ولم يشر إليها ابن الأثير في كتابة الكامل إلا أنها آسية
بنت مزاحم وهي امرأة فرعون.
وفي
قصص الأنبياء للثعلبي: روى قصة مقتلها ولم يتتبع إلى نسبها إلا أنها آسية
بنت مزاحم قال: إن آسية بنت مزاحم امرأة فرعون كانت من بني إسرائيل. وكانت
مؤمنة مخلصة تعبد الله سرا ولكن كيف آلت هذه الفتاة المسلمة المؤمنة إلى
كنف هذا الجبار الطاغية الكافر ؟
وكيف
صارت زوجا له مع فارق الدين ؟؟!! إن في بعض الكتب والروايات تقول وهي لا
تسلم من تناقضات. إن فرعون خطب آسية إلى أبيها وكانت ذات جمال رائع وقد
وصفت له فشق ذلك على أبيها وضاق ذرعا بهذا الطلب ولكنه لم يستطع أن يرفض
طلب هذا الطاغية
وقيل أيضا أن أبا آسية رفض بادئ الأمر ولكن فرعون إصر وساق له مهر ابنته وتزوجها.
وفي
رواية للسدي: إن أبا آسية رأى في منامه قبل أن تولد آسية كان جوهرة في
حجره فأتى غراب فانقض عليها ولما ذهب إلى المفسرين قالوا له: تولد لك جارية
وتكون تحت رجل كافر. وكان إن تزوجها فرعون.
وعندما
أراد فرعون أن يقتل موسى وهو طفل رضيع قد وضعته أمه في التابوت وقذفت به
في نهر النيل فأخذه الموج إلى قصر فرعون فرأينه جواري فرعون وأخذنه إلى
سيدتهن وفي حسابهن أن به مال من الذهب والجواهر.
وفتحت
آسية التابوت فوجدت به الفلاح ينظر إليها بابتسامة والقي الله محبته في
قلبها. وهم فرعون بقتله فقالت آسية قرة عين لي ولك لا تقتلوه قال فرعون:
قرة عين لك أنت أما أنا فلا حاجة لي به.
وهنا
ما يعنينا في هذا المجال هو قصة حياتها في بيت فرعون ثم مقتلها ـ رضي الله
عنها ـ . تشير الروايات المتناثرة في كتب التاريخ القديمة على أن آسية
عاشت في قصر فرعون عيشة الترف والنعيم ولكن هذه العيشة لم تبعدها عن الله
عز وجل فقد كانت مؤمنة تكتم إيمانها خوفا من فرعون.
وتزعم
المصادر إن فرعون لم يستطع الاقتراب منها لقضاء حاجته الزوجية فقد عصمها
الله منه فكيف وهى المسلمة المؤمنة وهو الطاغية الكافر فرضي بالنظر إليها.
وقد
عاشت في قصر فرعون تعبد الله سرا وكانت على هذه الحال إلى أن قتل فرعون
امرأة حزقيل الماشطة وكانت الأخرى مؤمنة تكتم إيمانها فقد روي بينما كانت
الماشطة تمشط ابنة فرعون آذ سقط المشط من يدها فقالت بسم الله. فقالت ابنة
فرعون ابي فقالت الماشطة بل ربي ورب أبيك ورب العالمين.
فغضبت ابنة فرعون واخبرن فرعون أباها بذلك واحضر الماشطة فسألها؟
وقالت : نعم اننى مؤمنة باله موسى. فأمر بها فرعون فمدت على أربعة أوتاد وما زالت تعذب حتى ماتت.
وكانت
آسية متطلعة من نافذة في قصر فرعون تنظر إلى الماشطة امرأة حزقيل كيف تعذب
وتقتل وكانت آسية تعتصر ألما وحزنا على الماشطة فلما قتلت الماشطة عاينت
آسية الملائكة وقد عرجت بروحها لما أراد الله تعالى من كراماتها وما أراد
لها من الخير فازدادت يقينا بالله وتصديقا فبينما هي كذلك إذ دخل عليها
فرعون وجعل يخبرها بخبر الماشطة امرأة حزقيل وما صنع بها. فاستشاطت آسية
غضبا وقالت: الويل لك يا فرعون ما أجرأك على الله تعالى. فقال لها: لعلك قد
اعتراك الجنون الذي اعترى صاحبتك ؟ فقالت: ما اعتراني جنون ولكنى آمنت
بالله ربى وربك ورب العالمين. فغضب فرعون منها. وضاق ذرعا بما بدر من زوجته
آسية.
وحاول
أن بثنيها عن رأيها وبعث إلى أمها كي ترجعها إلى رشدها حسب زعمه. ولكنها
كانت قوية الإيمان بالله ربها. ولما لم تفلح محاولاته فيها أمر بها فمدت
بين أربعة أوتاد، عندما كانت تعذّب انزل الله عليها الملائكة تريها منزلتها
ومكانتها في الجنة ، فكلما ازداد العذاب ازدادت ابتسامتها وفرحتها بما
تراه من منظر في الجنة ، فكان الحرّاس يستغربون من الأمر فيسألونها ما بك
تضحكين وتفرحين فإذا بها تقول إني أرى منزلتي ومكانتي في الجنة.
قصة اسيا بنت مزاحم ...... رضي الله عنها( زوجة فرعون)
ثم
ما زالت تعذب حتى لقيت وجه ربها. قال تعالى: (وفرعون ذي الأوتاد) وقد روى
لنا القرآن الكريم قصتها: (((وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون اذ
قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجنى من فرعون وعمله ونجنى من القوم
الظالمين(((.
ويكفينا
أن نقول: أن اسمها جاء مقرونا مع مريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة
بنت محمد صلى الله عليه وسلم ـ رضي الله عنهن وأرضاهن ـ. فقد جاء في
الحديث ما أخرجه الشيخان. عنه صلى الله عليه وسلم. خير نساء العالمين مريم
ابنة عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وقال صلى
الله عليه وسلم: (حسبك من نساء العالمين أربع مريم بنت عمران وآسية بنت
مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد). وقد بشر سبحانه وتعالى نبيه محمد
صلى الله عليه وسلم بأن يزوجه في الجنة بمريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم ـ
رضي الله عن آسية بنت مزاحم المؤمنة المخلصة التي أحضنت سيدنا موسى عليه
السلام ورعته في طفولته وصباه والتي اختارها رب العالمين أن تكون إحدى
زوجات نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة.
ما زالت تعذب حتى لقيت وجه ربها. قال تعالى: (وفرعون ذي الأوتاد) وقد روى
لنا القرآن الكريم قصتها: (((وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون اذ
قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجنى من فرعون وعمله ونجنى من القوم
الظالمين(((.
ويكفينا
أن نقول: أن اسمها جاء مقرونا مع مريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة
بنت محمد صلى الله عليه وسلم ـ رضي الله عنهن وأرضاهن ـ. فقد جاء في
الحديث ما أخرجه الشيخان. عنه صلى الله عليه وسلم. خير نساء العالمين مريم
ابنة عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وقال صلى
الله عليه وسلم: (حسبك من نساء العالمين أربع مريم بنت عمران وآسية بنت
مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد). وقد بشر سبحانه وتعالى نبيه محمد
صلى الله عليه وسلم بأن يزوجه في الجنة بمريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم ـ
رضي الله عن آسية بنت مزاحم المؤمنة المخلصة التي أحضنت سيدنا موسى عليه
السلام ورعته في طفولته وصباه والتي اختارها رب العالمين أن تكون إحدى
زوجات نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة.
السيدة هاجر المصرية , زوجة إبراهيم عليه السلام
السيدة هاجر المصرية , زوجة إبراهيم عليه السلام , وأم إسماعيل عليه السلام , عرفت في التاريخ بأم العرب العدنانيين .
ولدت هاجر ونشأت في مصر , وكانت جارية في قصر الملك , ثم صارت جارية للسيدة
سارة , فوهبتها سارة لزوجها إبراهيم عليه السلام , فتزوجها , فأنجبت له
ولده الأكبر إسماعيل عليه السلام .
وقد تعرضت هاجر لمحنتين شديدتين , كانت الأولي عندما تركها إبراهيم مع
ابنها الرضيع في صحراء جرادء لا حياة فيها , فصبرت علي ذلك , واستعانت
بربها , ففجّر لها بئر زمزم , وجاءت إليها وفود الناس , فعاشت في أمن وسلام
بجانب بيت الله الحرام . ثم كانت المحنة الثانية عندما رأي إبراهيم أنه
يذبح ولدها إسماعيل , فلم تعترض , وقبلت قضاء الله بنفس راضية مطمئنة ,
ففدي الله ولدها بذبح عظيم .
ومن خلال الكلمات التالية نتعرف علي أم إسماعيل , السيدة هاجر المصرية رضي الله عنها .
خادمة القصــــــــر الملكي ...
علي
أرض مصر المباركة , كنانة الله في أرضه , ومنذ أربعة آلاف سنة تقريباً ,
وُلدت الفتاة المصرية الجميلة هاجر , ونشأت في أسرة مصرية فقيرة , وكانت
تمتاز بالجمال والأدب والذكاء , مما جعل أهل القصر الملكي يعجبون بها ,
فأرسلوا إليها , وجعلوها من جواري القصر الملكي وخدمه , فسعدت هي وأهلها
بهذا الأمر .
عاشت هاجر مع نساء القصر الفرعوني , تخدمهم بكل حب وإخلاص , ولكنها وجدت أن
صاحب القصر ملك ظالم , جبار , يعتدي علي الحرمات , ويعشق النساء , فتمنت
هاجر أن ينقذها الله من الخدمة في هذا القصر .
وذات يوم , سمعت هاجر من نساء القصر أن امرأة جميلة صالحة قد وصلت أرض مصر
بصحبة رجل غريب , وأن الملك الظالم قد علم بأمرها , فأرسل جنوده ليأتوا بها
حتي يعتدي عليها , وكانت هاجر تبغض فعل الملك , وتشفق علي النساء منه ,
وكانت هذه المرأة الجميلة هي السيدة سارة , فلما جاء بها الجنود إلي القصر
نظرت إليها هاجر , فرأت علي وجهها الصلاح والتقي , فأشفقت عليها , وتمنت أن
ينقذها الله من هذا الظالم , ويحفظها من الوقوع في الفاحشة معه .
ولما دخلت سارة حجرة الملك , إذ بأهل القصر يسمعون صراخ الملك , واستغاثته ,
فقد حاول الاقتراب من السيدة سارة فشُلت يده ثلاث مرات , فصرخ علي الحرس
والجنود وهو يقول : لقد آتيتموني بشيطان , ولم تأتوني بإنسان , أخرجوها من
أرضي .
فعلمت السيدة هاجر أن الله أنقذ السيدة الصالحة من يد هذا الظالم , فخرجت
من عنده دون أن يمسها بسوء , ثم أصدر الملك أمرا بأن يعطوا هذه السيدة
جارية من جواري القصر تخدمها , لأنها دعت ربها أن يطلق يد الملك بعدما شُلت
فأطلق الله يده , فتمنت هاجر أن تكون الجارية التي تعيش مع هذه المرأة
الصالحة , فحقق الله لها أمنيتها , إذ وقع اختيار رئيس الخدم عليها ؛ فقد
كان يري أنها تريد الخروج من القصر , ولا تحب أن تعيش فيه , فأخبرها أنه
سيعطيها هذه المرأة كي تخدمها , ففرحت هاجر بهذا الأمر , وشكرت ربها أن حقق
لها هذه الأمنية , وبالفعل أعطي رئيس الخدم هاجر السيدة سارة لتخدمها ,
فأخذتها سارة وعادت بها إلي إبراهيم عليه السلام .
الجــــــــــارية المطيعة ...
عاشت
السيدة هاجر مع سيدتها سارة وزوجها إبراهيم في مصر أياماً قليلة , ثم
ارتحلت معهما إلي فلسطين , حيث قرر إبراهيم عليه السلام العودة إليها مرة
ثانية .
وفي فلسطين كانت هاجر نعم الجارية المخلصة لسيدتها سارة , وقد رأت في سيدها
إبراهيم عليه السلام وسيدتها سارة ما لم تره في غيرهما من البشر , رأت
أخلاقاً كريمة , ومعاملة طيبة , حيث كانت سارة رضي الله عنها تعاملها
كصديقة لها , لا تثقل عليها في العمل , ولا تكلفها من الأعمال ما لاتطيق ,
فأحبتها هاجر حباً شديداً , وكانت لا تقصر في خدمتها وطاعتها , وقد دعاها
إبراهيم عليه السلام إلي الإيمان بالله الواحد الأحد , فآمنت به ,وعلمت أن
إبراهيم رسول من عند الله , يدعو الناس إلي عبادة الله وفعل الخير , فكانت
سعادة هاجر كبيرة بأن أنعم الله عليها بخدمته هو وزوجته الطيبة الصالحة
السيدة سارة , فشكرت هاجر ربها وحمدته علي أن أنقذها من قصر الملك الجبار
وأنعم عليها بخدمة نبيه ورسوله إبراهيم عليه السلام .
الــــــــزوجة الثانية ...
مرت الأيام والسنون , وهاجر تعيش مع سيدتها سارة , وكان يؤلمها أن تري
سيدتها وسيدها لا ينجبان , فقد تقدمت بهما السن ولم يرزقهما الله ولداً .
وذات يوم طلبت السيدة سارة من هاجر أن تناولها كوب من الماء , فأسرعت هاجر
وملأت كوباً بالماء العذب , ودخلت علي سيدتها سارة , تقدمه لها في أدب
واحترام , فلاحظت هاجر أن السيدة سارة تنظر إليها نظرة طويلة متفحصة ,
وتتأمل فيها بدقة , ولم تكن سارة قد نظرت إليها مثل هذه النظرة من قبل ,
فخشيت هاجر من هذه النظرة , وأحست أن وراء هذه النظرة شيئاً ما , ولكنها لم
تعرفه , لأن سارة لم تتكلم معها في شيء في هذا اليوم , وظلت سارة تنظر
_بعد ذلك_ إلي هاجر عدة مرات , كأنها تريد أن تقول لها شيئاً ولكنها تتردد
أن تخبرها به .
وبعد أيام , استدعت سارة جاريتها هاجر , وقالت لها : لعلك تعجبتي من نظرتي
إليك في الأيام الماضية ؟ فقالت هاجر : نعم ياسيدتي . فأخبرتها سارة أنها
كانت تنظر إليها لأنها قررت أن تهبها لزوجها إبراهيم كي يتزوجها , وقد كانت
مترددة في هذا الأمر , ولكنها اطمأنت إليه , لعل الله يرزقه بولد منها
يسعد به إبراهيم , وهي لن تجد له خيراً من جاريتها وصديقتها هاجر , لأنها
لن تتعالي عليها ولن تسيء معاملتها .
وترددت هاجر في أول الأمر , خوفاً من وقوع الشحناء أو البغضاء أو شيء من
الغيرة بينها وبين سيدتها , ولكن سارة أقنعتها بضرورة ذلك , وألحّت عليها ,
فوافقت هاجر علي ذلك , وسعدت به , لأنها ستكون زوجة لنبيٍ كريم , وهو خليل
الله إبراهيم عليه السلام .
وبالفعل وهبت سارة هاجر إلي إبراهيم عليه السلام فتزوجها إبراهيم , وعاش
معها , وشاء الله عز وجل أن تحمل هاجر , وظهرت عليها علامات الحمل بمرور
الأيام , وبدأت سارة تشعر بشيء من الغيرة , وكانت هذه الغيرة تزداد يوماً
بعد يوم , ومرت شهور الحمل , ثم وضعت هاجر مولوداً جميلاً سماه أبوه "
إسماعيل " وسعد به سعادة كبيرة .
هــــــــــاجر في الصحراء ...
بعدما ولدت هاجر ولدها إسماعيل رأت سارة أن حب إبراهيم زاد لهاجر وولدها ,
فقد صارت هاجر الجارية أم الولد , وأنجبت لإبراهيم ما كان يتمني , فاشتدت
الغيرة في قلب السيدة سارة , فطلبت من إبراهيم أن يبعد عنها هاجر وابنها ,
وأخذ إبراهيم يفكر في حل هذه المشكلة , وإذ بأمر الله يأتيه يطلب منه أن
يأخذ هاجر وابنها إلي صحراء مكة ويتركها هناك .. وتلك هي إرادة الله وحكمته
, فاستجاب إبراهيم لأمر الله , فطلب من هاجر زوجته أن تحمل ابنها وتستعد
لرحلة طويلة . وكان الطفل رضيعاً لم يفطم بعد , فقامت هاجر مع إبراهيم ,
وحملت ابنها , وسارت معه وسط أرض مزروعة جاءت بعدها صحراء قاحلة ثم جبال ,
حتي وصلوا إلي وادٍ في صحراء الجزيرة العربية ليس فيه زرع ولا ماء ولا أنيس
ولا جليس ولا شيء من علامات الحياة , فهبط فيه إبراهيم , وأجلس فيه زوجته
هاجر وابنها الرضيع , ولم يترك لهما سوي بعض التمر وقليل من الماء , ثم
استدار بوجهه يريد العودة لفلسطين , فتعجبت هاجر من فعله , وخشيت علي نفسها
وولدها في هذا المكان , فنادت علي إبراهيم فلم يرد عليها , فأسرعت خلفه
وهي تقول : يا إبراهيم , أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه شيء ؟
فلم يجبها , وظل يسير , فأعادت عليه كلامها مرة بعد مرة , وهو صامت لا يقول
شيئاً , فأحست هاجر أن إبراهيم ينفذ أمراً من أوامر الله , فهو نبيه
ورسوله , فقالت له : هل أمرك الله بهذا ؟ فقال دون أن يلتفت : نعم . وهنا
ظهر يقين هاجر رضي الله عنها , وشدة إيمانها بالله وتوكلها عليه , فقالت :
إذن لن يضيعنا الله . وعادت إلي رضيعها تحمله , بينما استكمل إبراهيم عليه
السلام سيره حتي اختفي عن عينها , فرفع يديه إلي السماء وقال : ( ربنا إني
أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة
فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) . ثم
عاد إلي فلسطين .
جلست هاجر تأكل من التمر وتشرب من الماء وترضع طفلها في هذه الصحراء
القاحلة , وبعد يومين نفد التمر والماء , وجف لبن الأم , وراح إسماعيل
الرضيع يبكي من الجوع والعطش , فوضعته أمه علي رمال الصحراء , وانطلقت تبحث
عن ماء أو شيء , وظلت تسير حتي وصلت إلي جبل الصفا فصعدته , وراحت تنظر
بعيداً , ولكنها لم تجد شيئاً , فعادت إلي ابنها الذي يتلوي من شدة الجوع
والعطش , فلم تصبر علي رؤيته بهذه الحالة , فتركته وسارت إلي الجهة الأخري
حتي وصلت إلي جبل المروة , فصعدته , ونظرت , فلم تجد شيئاً , فعادت إلي
الجهة الأخري فلم تجد أحداً , فهرولت إلي المروة تنظر من فوقه , وهكذا راحت
تذهب وتجيء سبع مرات بين الجبلين دون جدوي , حتي أجهدها السعي , فعادت إلي
ابنها وهي تبكي من الجوع والعطش والتعب الشديد .
فـــــــــــرج الله ...
جلست هاجر رضي الله عنها بجوار ابنها الذي بُح صوته من البكاء وشدة العطش , وقد أوشك اليأس أن يسيطر عليها .
وفي هذه اللحظة جاءها فرج الله , وأدركتها رحمته ؛ إذ أرسل الله عز وجل
جبريل عليه السلام فضرب الأض بجناحيه , فخرجت عين ماء بجانب الصغير ,
فهرولت الأم نحوها , وقلبها ينطق بحمد الله علي نعمته , وجعلت تغرف من
مائها , وتحاول جاهدة إنقاذ فلذة كبدها , وتقول لعين الماء : زمِّي زمِّي ,
فسميت هذه العين زمزم . وقد أخبر النبي محمد صلي الله عليه وسلم بما فعلته
السيدة هاجر , فقال : " يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم لكانت زمزم
عيناً معيناً " .
ومن عين الماء شربت الأم حتي ارتوت وشبعت , ثم أرضعت ابنها حتي رأت
الابتسامة علي وجهه قد ظهرت , فكان ذلك من رحمة الله بها وبولدها .
وقد جعل الله عز وجل ما فعلته السيدة هاجر رضي الله عنها من السعي بين
الصفا والمروة شعيرة من شعائر الحج والعمرة بعد ذلك . قال تعالي : ( إن
الصفا والمروة من شعائر الله فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن
يطّوَّف بهما ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم ) .
ومرت الأيام علي هاجر وابنها وهما بجوار بئر زمزم .
وذات يوم , رأت قبيلة جُرهم العربية الطيور تحوم حول المكان الذي فيه بئر
زمزم , فعلموا أن في هذا المكان ماء , فتوجهوا إليه , فإذا بهم يرون البئر
وبجواره هاجر وابنها , فاستأذنوها أن يقيموا معها , فأذنت لهم بالسكن
بجانبها ,ومشاركتها في الشرب من ماء زمزم , واستأنست بهم , وشب الطفل بينهم
, وتعلم اللغة العربية منهم .
البـــــــــــلاء الشديد ...
ظلت هاجر مع ولدها إسماعيل وسط العرب بجانب بئر زمزم , والغلام يكبر امام عينها يوماً بعد يوم .
وكان إبراهيم عليه السلام يزور هاجر وابنها من وقت لآخر , ففوجئت بزوجها
ذات يوم يخبرها بأنه رأي في منامه أنه يذبح ولده الوحيد آنذاك ؛ وهو
إسماعيل عليه السلام .
وكانت هاجر مثل إبراهيم تعلم أن رؤيا الأنبياء حق ووحي , فصمتت هاجر برهة
من الزمن , وكاد أن ينشب صراع في نفسها , إذ كيف تضحي بولدها الوحيد ,
وفلذة كبدها , التي سهرت الليالي ترعاه , وتعبت من أجله تعباً لم يتعبه أحد
, ولكنها سرعان ما عادت إلي يقينها وإيمانها , فرضيت بقضاء الله وقدره ,
وصبرت , وأطاعت أمر ربها في قوة وعزم , ثم جاء دور الابن ؛ حيث أخبر
إبراهيم عليه السلام ابنه بالأمر , فلم يكن الابن الصالح أقل طاعة من أبيه
وأمه , فقال : ( يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) .
وبعدما أخذ إبراهيم عليه السلام ابنه وتوجه به إلي الصحراء ليذبحه إذ
بالشيطان يأتي السيدة هاجر , ويحاول أن يخرجها عن تقواها لتثور علي إبراهيم
إنقاذاً لولدها , لكنها رجمته بسبع حصيات , واستعاذت بالله منه , فابتعد
عنها , وكذلك فعل إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام , فكان ذلك أساس رمي
الجمار الثلاث في الحج بعد ذلك .
الفـــــــــــداء العظيم ...
انتظرت هاجر في البيت بعدما ذهب زوجها إبراهيم بابنها إسماعيل , وراحت تدعو
ربها في تضرع وبكاء أن يرفع هذا البلاء الشديد , ويلطف بها وبزوجها وابنها
, وإذ بها تري إبراهيم يعود بابنها سالماً , وكانت هذه مفاجأة لها ,
فتعجبت , وأسرعت إلي زوجها تسأله في دهشة عما حدث , وكيف لم يذبح ابنها ,
وإذ بها تري معهما كبشاً مذبوحاً , فزادت دهشتها , فأسرع إبراهيم عليه
السلام يبشرها بالخبر , فقد رفع الله البلاء , وفدي ابنها بذبح عظيم , جاء
به جبريل عليه السلام من الجنة , قال تعالي : ( فلما أسلما وتله للجبين .
وناديناه أن يا إبراهيم . قد صدَّقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين . إنّ
هذا لهُو البلاء المبين . وفديناه بذِبحٍ عظيم ) .
ففرحت هاجر بنجاة ابنها , وشكرت ربها وحمدته , ووزّع إبراهيم لحم الكبش علي
من حول حرم الله وأكل منه هو وزوجته هاجر وابنهما إسماعيل .
وفــــــــــــــاة هاجر ...
عاشت هاجر سعيدة مع ابنها إسماعيل , وشبّ ابنها وأصبح رجلاً , وتزوج امرأة
عربية , ورأت هاجر ابنها وهو يساعد أباه في بناء بيت الله الحرام وكعبته
المشرفة للطائفين والعاكفين , وقد حجت هاجر مع زوجها وابنها , وأدت شعائر
الحج معهما , وظلت في مكة تعبد الله ليل نهار حتي حان الأجل , فماتت ,
وصعدت روحها الطاهرة إلي بارئها , بعدما تركت لنا مثالاً رائعاً للزوجة
المطيعة , والأم الحانية , والمؤمنة القوية , وكان عمرها يوم وفاتها 90 سنة
, ودفنها إسماعيل عليه السلام بجانب بيت الله الحرام .