تقول صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية إن تركيا التي سهلت إمداد مسلحي داعش بالأسلحة في سوريا، تُظهر الآن موقفًا أكثر دقة إزاء هجوم هذه الجماعة الإرهابية في العراق.
واستشهدت الصحيفة بتصريحات وزير الخارجية التركي “أحمد داود أوغلو” بأنه “إذا لم يكن قد تم استبعاد السنة في العراق لما ظهر كل هذا الغضب”، وذلك لتجنب إدانة تنظيم داعش صراحة أو وصفه بأنه منظمة إرهابية، وقد أثارت تصريحاته على قناة “إن تي في” تعليقات بعض الصحفيين الذين اعتبروا ذلك محاولة لإضفاء الشرعية على التكفيريين.
وتشير الصحيفة إلى أن الاستيلاء على الموصل والمأساة الانسانية التي تعرض لها الإيزيديين في سنجار والتهديد الذي تمثله داعش على المناطق النفطية بكردستان العراق كل ذلك أجبر تركيا على مواجهة التنظيم الذي ساعدت على صعوده وزيادة نفوذه.
ويرى “فهيم تاستكين” الصحفي بصحيفة “راديكال” التركية أنه منذ عام 2012، اتبعت أنقرة سياسة دعم للجماعات التي تحارب الأكراد السوريين بحزب الاتحاد الديمقراطي، التابع لحزب العمال الكردستاني، لمنع إقامة كيان كردي بسوريا، والجماعات التي تشن الحرب على حزب الاتحاد الديمقراطي هي الجيش الحر وجبهة النصرة وداعش، وطالما تمنع هذه الجماعات الأكراد من السيطرة على هذه المنطقة، فإن تركيا ليست لديها أية مشكلة.
وتلفت الصحيفة إلى أنه بالرغم من هذه الحسابات الخاطئة، لا تزال أنقرة تحتفظ بموقف غامض إزاء داعش، فقد استقبل رئيس الوزراء التركي والرئيس الحالي للبلاد “رجب طيب أردوغان” القصف الأمريكي للتكفيريين في العراق بفتور بينما شدد وزير الدفاع “عصمت يلمظ” على أن تركيا لم تقدم أي دعم للعملية العسكرية الخاصة بالولايات المتحدة.