غزة: المواطنون يتطلعون لمرحلة جديدة من العلاقة مع مصر بعد فوز السيسي

كتب عيسى سعد الله:
يتطلع المواطنون الفلسطينيون والمصريون المقيمون في قطاع غزة إلى مرحلة جديدة في العلاقة مع مصر يسودها الانفراج بعد فوز المشير عبد الفتاح السيسي بانتخابات الرئاسة المصرية.
وانعكست العلاقة المتوترة بين مصر وحركة حماس خلال السنة الماضية سلباً على مجمل الحياة في القطاع سيما بعد الإغلاق شبه المتواصل لمعبر رفح.
ورغم التباين في وجهات نظر المواطنين الفلسطينيين حول فوز السيسي إلا أن الكل يجمع على أهمية المرحلة القادمة وضرورة فتح صفحة جديدة من العلاقات بين القطاع ومصر.
وأبدى العديد من المواطنين فرحتهم بفوز السيسي معبرين عن تهانيهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما عبر آخرون عن فرحتهم خلال أحاديث محلية.
ويميل رأي الشارع إلى التفاؤل حتى في أوساط المعارضين للسيسي، خصوصاً على صعيد فتح المعبر وتسهيل إجراءات دخول وخروج المواطنين عبر معبر رفح.
ويتوقع الشاب أحمد أبو جلال ويعمل مهندساً في شركة مقاولات محلية أن تشهد مصر بعد الانتخابات حالة من الاستقرار والتي ستنعكس بالإيجاب على الواقع في القطاع.
وقال أبو جلال غير المتحمس لفوز السيسي إن الأخير لن يأخذ على عاتقه استمرار حصار القطاع وبالتالي سيقدم على التخفيف عن سكان القطاع عبر فتح معبر رفح كحد أدنى.
ودعا أبو جلال المشكك في صحة فوز السيسي إلى طي الصفحة المتوترة في العلاقة بين مصر وحركة حماس والتي انعكست سلباً على حياة سكان القطاع.
ولم يخف الصحافي أحمد الفيومي فرحته الشديدة لفوز السيسي بالرئاسة المصرية، معتبراً إياه بالشخص الأقدر على قيادة مصر في هذه الفترة بالذات.
ويتوقع الفيومي خلال حديث مع "الأيام" أن تشهد العلاقة مع مصر انفراجة حقيقية خلال المرحلة القريبة القادمة.
وعبر عن أمله أن تنتهي حالة الجدل والتراشق الإعلامي المتبادل التي شهدتها الساحتان المصرية والفلسطينية خلال المرحلة السابقة.
وقال الفيومي إن مهاجمة فريق معين بمصر إعلامياً لا يفيد وعلى الجميع الاستفادة من الدرس القاسي الماضي.
ويشير الفيومي إلى عدم وجود مبرر لأي شخص لاظهار عداء أو رفض للسيسي بعد ان اصبح رئيساً شرعياً ومنتخباً.
ودعا الفيومي إلى استحداث سياسة ونهج إعلامي يعمل على تنقية الأجواء وإعادة العلاقة إلى أفضل أحوالها.
أما المواطن اكرم هلال فدعا الى عدم الالتفات الى ما تثيره بعض وسائل الإعلام عن طبيعة الانتخابات المصرية والتركيز بدلاً من ذلك على العمل لإعادة العلاقة الأخوية مع مصر.
وقال هلال في الأربعينات من عمره إن ما يهمه من الانتخابات هو تحسن العلاقة مع مصر وعودة عمل معبر رفح بشكل دائم بالإضافة إلى ادخال مواد الخام التي كانت تشغله هو وأبناؤه.
وعبر عن امله في ان تتفهم القيادة المصرية الحالية وعلى رأسها الرئيس السيسي الوضع القاسي والصعب الذي يعيشه سكان القطاع.
وشهد مقر الجالية المصرية في قطاع غزة مساء أول من امس فعالية لاستقبال التهاني بفوز السيسي نظمتها الجالية حيث قدمت الحلوى من قبل المتطوعين والقائمين على المقر.
وتوافد العشرات من المصريين المقيمين في غزة والفلسطينيين على مقر الجالية في شارع النصر بمدينة غزة لتقديم التهاني وسط فرحة وتفاؤل شديد من قبل المهنئين كما تقول المواطنة المصرية سعاد الصاوي.
وأبدت الصاوي فرحتها الشديدة بفوز السيسي، متوقعة ان ينعكس ذلك بالإيجاب على العلاقة بين الشعبين المصري والفلسطيني.
وقالت الصاوي المتزوجة من فلسطيني من مخيم النصيرات إنها كانت تنتظر هذه اللحظة التي تنتهي حالة الفراغ في مصر وإعادة الاستقرار المفقود منذ ثلاثة أعوام.
ويعتبر عادل عبد الرحمن ممثل الجالية المصرية في غزة أن فوز السيسي انتصار لإرادة الشعب المصري.
ويأمل عبد الرحمن أن تقدم الخارجية المصرية على فتح ممثلية في قطاع غزة لتسهيل وضع المصريين المقيمين في غزة والذي يزيد عددهم عن عشرة آلاف مصري.
ويعتقد عبد الرحمن خلال حديث لـ"الأيام" ان تشكيل حكومة التوافق الشرعية سيساهم وسيسهل على القيادة المصرية فتح المعبر وتحسين العلاقة مع القطاع وإعادتها الى سابق عهدها.
وأشار عبد الرحمن إلى استعداد الجالية لتنظيم حفل خلال الساعات القادمة احتفالاً بفوز المشير السيسي بالرئاسة المصرية.