يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب
يا اهل العرب والطرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اسلامي ثقافي رياضي فن افلام صور اغاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

أحمد شفيق كامل... شاعر الحب والثورة الذى أطلقت إسرائيل على أحد شوارعها اسم أغنيته «إنت عمرى»

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

Admin

Admin
مدير الموقع

الشاعر احمد شفيق كامل
أحمد شفيق كامل... شاعر الحب والثورة الذى أطلقت إسرائيل على أحد شوارعها اسم أغنيته «إنت عمرى» Small920086133058

أعرف تماما لو كان الشاعر الغنائى الكبير الراحل أحمد شفيق كامل يعيش بيننا لكان أكثر الناس حزنا على قيام إسرائيل بإطلاق اسم أغنيته الشهيرة «إنت عمرى» على أحد شوارع «نفيه إيلان» بالقرب من مدينة القدس المحتلة، والذى من اللجنة المحلية الإسرائيلية المختصة بأسماء الشوارع.

أعرف من باب اقترابى بالشاعر الراحل منذ عام 1995 وحتى رحيله فى شهر سبتمبر من العام الماضى، أن إسرائيل ظلت فى كيانه العدو الأول، الذى يجب أن توجه إليه مدافع الشعر، ومن هذه القناعة استجاب لإلهام الشعر أثناء الانتفاضة الفلسطينية المسلحة التى اندلعت عام 2000، وذلك بعد اعتزاله لأكثر من عشرين عاما، فكتب قصيدة «يوم القيامة قام» وراجعتها معه كلمة كلمة، وحملتها بنفسى إلى الشقيقة جريدة «العربى» لنشرها على صفحة كاملة، يومها قال لى: «فلسطين وحدها هى التى أجبرتنى على العودة، ومستعد أعملها فى أى وقت عشان فلسطين»، إسرائيل أيضا هى التى دفعته لتأليف أغنيته الخالدة «خلى السلاح صاحى» التى قدمها عبدالحليم حافظ من ألحان كمال الطويل عقب قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فى حرب أكتوبر عام 1973، كانت «خلى السلاح صاحى» واحدة من أغنيات وطنية خالدة ألفها، وقدمها عبدالحليم حافظ فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، وبالتوازى كانت «إنت عمرى» افتتاحية لمجال تعاون مع أم كلثوم، شملت «أمل حياتى»، و«الحب كله»، و«ليلة حب»، وضعت هذه الأغنيات أحمد شفيق كامل فى مصاف كبار شعراء الأغنية فى القرن الماضى، لكنه فى لحظة ما اختار الاعتزال، وتلك قصة تستحق أن تروى كما عرفتها منه، وأبطالها كانوا ثلاثة من كبار الدعاة هم الشيخ محمد متولى الشعراوى، والشيخ عبدالحميد كشك، والشيخ ياسين رشدى.

رحل أحمد شفيق كامل فى سبتمبر من العام الماضى، وهو على عهده، يكره إسرائيل، ويحب جمال عبدالناصر والعروبة، ويحب محمد عبدالوهاب، والدعاة الثلاثة الشعراوى، وكشك، ورشدى.

كان صالون منزله تتزين جدرانه بهذه الشخصيات الخمس، والملفت فيها أن الشعراوى كان ببدلة وليس بزيه المعتاد «جلباب وعباءة»، وحين ذهبت إليه أول مرة لاحظ اهتمامى بالصور، سألته:«الأضداد يتجاورون»، علق: «رحمهم الله، هم عند ربهم والله وحده أعلم بالنوايا».

كان جمال عبدالناصر هو الحاضر الدائم فى كل أحاديث أحمد شفيق كامل معى، فمن عنده تأتى أغنية «إنت عمرى» بكل ما فيها من رومانسية حالمة، ومن عنده يأتى الحديث عن أغانيه الوطنية، ومن عنده أيضا يأتى الحديث عن الدعاة الثلاثة.

تدخل عبدالناصر من أجل لقاء يجمع أم كلثوم وعبدالوهاب فكانت أغنية «إنت عمرى» ويحكى سامى شرف مدير مكتب الزعيم الراحل جمال عبدالناصر مقدمات هذا اللقاء، باستقباله الموسيقار محمد عبدالوهاب فى مكتبه برئاسة الجمهورية شاكيا له أحد المسئولين الكبار السابقين والذى توجه إلى عبدالوهاب فى منزله، طالبا منه الحصول على شرائط لألحان نادرة، وأخرى بدأ فيها عبدالوهاب ولم يستكملها، وقال المسئول لعبدالوهاب إنه سيستمع إليها ثم يعيدها إليه، لكنه لم يف بوعده وظل يماطل فى استرجاع هذه الكنوز النادرة، رفع سامى شرف شكوى الموسيقار الكبير إلى جمال عبدالناصر، فاستدعى المسئول السابق ومعه المقتنيات النادرة، وأعادها إلى عبدالوهاب، ومعها رسالة شفهية من عبد الناصر: «متى سنرى لقاء فنيا بينك وبين أم كلثوم؟»، دارت أحداث هذه القصة عام 1963، وبعدها بعام وفى احتفال عيد العلم كان تكريم أم كلثوم وعبدالوهاب من عبدالناصر، فسأل عبدالناصر الاثنين: «متى سنرى لقاء فنيا بينكما؟»، لتبدأ العجلة فى الدوران.

كانت كلمات «إنت عمرى» عند عبدالوهاب، أعطاها له أحمد شفيق كامل ليغنيها بنفسه، كان شفيق كما يقول: «عشت وهابيا فى الغناء، عبدالوهاب هو أجمل صوت بشرى سمعته فى حياتى، وأنا صغير وعدنى والدى بخمسة جنيهات لو نجحت بتفوق فى الابتدائية، وسألنى ماذا ستفعل بها، قلت له سأشترى عبدالوهاب، كنت أظنه بلبلا،كروانا، شيئا جميلا يمكن أن أشتريه»، يضيف شفيق: «عبد الوهاب كان من مزاياه التى لا تقل عن موهبته فى الغناء والتلحين امتلاكه لشىء أسميه «رادار الكلام»، كان فى مرحلة من حياته يمر بظروف شخصية صعبة، ويصطحبنى معه إلى السينما، ولاحظت فيه أنه كلما جاءت كلمة جميلة ومعبرة فى حوار الفيلم، وقبل أن يشعر بها أى مشاهد ينطق هو: «الله»، وأنا كلما كنت أبدأ فى تأليف أغنية جديدة، أجرى على التليفون لأقرأ له، ثم أحكم على ما أكتب من رد فعله، إذا استمعت منه إلى: «الله» أستكمل مهمتى، وبقيت على هذا الأمر طوال فترة تأليفى، وفى أغنية «إنت عمرى» قال بعد المقطع الأول: «الله.. ملينى يا أحمد الكلمات»، كان من عادة عبدالوهاب كتابة «بسم الله الرحمن الرحيم» على الورقة التى فيها أشعار الأغنية التى يعتزم تلحينها فقط، ثم يبدأ فى كتابة اللحن، وفعل ذلك مع «إنت عمرى»، على أساس أنه سيغنيها هو، ويوجد عندى تسجيل بصوته، يختلف جذريا عن اللحن الذى قدمته أم كلثوم.

لم تكن أم كلثوم فى الصورة نهائيا، حتى طلب عبدالناصر التعاون، فأخرج عبدالوهاب الكلمات من دولابه، وبدأت اللقاءات فى فيلا أم كلثوم التى طلبت تغيير مطلع الأغنية: «شوقونى عينيك»، وكاد هذا المطلب يفسد اللقاء، لكنه انتهى إلى ما نستمع إليه الآن: «رجعونى عينيك لأيامى اللى راحت»، يرى شفيق أنه لولا مطلب عبدالناصر ما كان التعاون بين القطبين، فكلاهما ظل ينظر إلى بعضهما بعين الشك والريبة، عبدالوهاب كان زعيما وأم كلثوم كذلك، وتصور الاثنان أن التعاون بينهما سيسحب منهما ولن يضيف.

سألت أحمد شفيق كامل: «ما الذى ساهمت به «إنت عمرى» فى الغناء الكلثومى خاصة، والعربى عامة؟»، فأجاب: «كان رياض السنباطى يحتكر صوت أم كلثوم حتى جاء عبدالوهاب فأعطاها الشباب، والشاعر الراحل صلاح جاهين أفضل من عبر عن هذه الحالة، وذلك حين رسمها فى الأهرام وهى تنط الحبل، أيضا كان عبدالحليم حافظ هو المسيطر على الشباب بأغانيه القصيرة والسريعة، ولما جاءت «إنت عمرى» وضع عبدالوهاب جمهور عبدالحليم فى علبة، وأهداها إلى أم كلثوم، أمدنى شفيق بقصاصات ورق يحتفظ بها عن ردود الفعل على الأغنية، كان أبرزها رأى للمفكر الكبير عباس محمود العقاد يقول فيها: «كلماتها ولحنها وأداؤها كفلت لها النجاح... إن أم كلثوم سبقت فيها نفسها، وجلا الملحن صوتها بعبقرية فذة، أما الكلمات فهى فى مجالها لا تقل عن مستوى اللحن أو الأداء، وما قيل من أم كلثوم أنها قد غيرت بعض الألفاظ فإن التغيير كان إلى الأجمل وإلى الأحسن، فكلمة «رجعونى» مثلا أقوى من «شوفونى»، لأنها شوق وعمل.

قدم شفيق لأم كلثوم بعد «إنت عمرى» أغنيات «أمل حياتى» و«ليلة حب» ألحان عبدالوهاب، و«الحب كله» لبليغ حمدى، فيما بدا أنه خصص العاطفى لأم كلثوم، وقبلها بدأ تخصصه فى الوطنى بحنجرة عبدالحليم، كان عبدالحليم كما يشير شفيق هو منطقة الصدق فى هذه الأغانى: «كان زى ما بيقول كامل الشناوى لا يصدقه أحد إلا إذا غنى..متكامل فى أحاسيسه وهذا ما جعله صوت الثورة، لما أسمع كلامى اللى كتبته له، كأنى أسمعه أول مرة، عبدالحليم يغنى الوطنى تصدقه يغنى العاطفى تصدقه، الموال تصدقه، إنسان تربى يتيما، شرخ الألم اللى موجود فى صوته كان من تأثير تربيته».

قسمة شفيق فى جعل العاطفى لأم كلثوم والوطنى لعبد الحليم انكسرت مرة واحدة حين كتب لأم كلثوم أغنية وحيدة من ألحان رياض السنباطى: «بسم مين يا خارجين على الشعب.. بسم مين» وكانت عام 1961 بعد ساعات من إعلان انفصال سوريا عن مصر وفشل تجربة الوحدة التى قامت عام 1958. أذيعت الأغنية حسب قوله يوما واحدا، وتم منعها بعد ذلك هى وأغنيات أخرى بقرار من عبدالناصر لأنه رأى فيها تحريضا ضد سوريا.
أحمد شفيق كامل... شاعر الحب والثورة الذى أطلقت إسرائيل على أحد شوارعها اسم أغنيته «إنت عمرى» Small92008422422أم كلثوم وأحمد شفيق كامل
هذا الزخم من العطاء الشعرى الغنائى فى المجالين العاطفى والوطنى، خرج من قلبهما قصة اعتزال أحمد شفيق كامل، وأعود هنا إلى الصور المعلقة على جدران صالون منزله فى شارع القصر العينى، طلبت منه أن أعرف قصة الدعاة الثلاثة معه «الشعراوى وكشك وياسين رشدى»، فجاء كلامه:
«عرفت الشيخ الشعراوى، قبل ظهوره إعلاميا على أيدى الإعلامى أحمد فراج، كان يعمل فى جدة بالسعودية أستاذا فى جامعة الملك عبدالعزيز، وكنت أنا وزيرا مفوضا فى السلك الدبلوماسى، وتوطدت العلاقة بيننا، ولم يكن يعرف اننى مؤلف أغنية «انت عمرى»، وحين عرف ضحك كثيرا. استمرت العلاقة هنا فى مصر وكنا نتزاور عائليا، وعلى نفس المقعد الذى تجلس عليه كان يأتى، نتبادل الحديث والمشورة، وقبل أن أخرج إلى المعاش بفترة، وبالتحديد فى عام 1983 قال لى: «إيه رأيك يا أحمد انت غنيت للدنيا كتير، وسيبك من كده واعمل للى انت رايح له»، يضيف شفيق: كنت مستعدا، وشوف كمان لما تستقبل الكلام ده من رجل دين أنت تحبه».

هزمت نصيحة الشعراوى إلهام الشعر عند شفيق قائلا: «كتبت أغنية عاطفية وأنا فى آخر خدمتى فى إسطنبول بتركيا، وكالعادة أسمعتها لعبد الوهاب فقال لى: «الحق ابعتها لى فى الحقيبة الدبلوماسية»، وهو ماحدث بالفعل، ثم أبلغت الشعراوى بها، فقال لى: «بلاش يا أحمد، انت نويت وخلى نيتك تمشى»، وتصادف أن عبدالوهاب كان سيسافر لقضاء إجازته الصيفية فى أوروبا، وفى خطته أن يحمل معه الأغنية لتلحينها، لكنى توسلت إلى زوجته السيدة نهلة القدسى ألا تضعها فى الحقيبة، وتردها لى دون أن يشعر، وهو ما حدث بالفعل، ونجح مخططى، اقتناعا بما قاله لى الشيخ الشعراوى.

كان هناك من يقاوم رغبة شفيق فى هذه الخطوة فحسب قوله: «عبد الوهاب لم يوافق، وحاول إقناعى بالعودة لكنه استسلم فى النهاية، ولم يوافقنى أيضا صديقى الإعلامى الكبير أحمد سعيد الذى أتشاور معه دائما فى الكثير من أمورنا».

الوازع الدينى عند شفيق ظل قويا، فهو كما يقول كان دائم التردد أيضا على الشيخ شلتوت فى منزله بالضاهر فى الخمسينيات قبل أن يصبح شيخا للأزهر، وتعرف عليه عن طريق صديقه المطرب سعد عبدالوهاب ابن شقيق محمد عبدالوهاب، أضف إلى ذلك أنه كان يحتفظ فى بيته بشرائط نادرة لكبار مقرئى القرآن الكريم مثل الشيخ محمد رفعت والبهتيمى ومصطفى إسماعيل، والمنشاوى «الكبير» وغيرهم، ومن جانبى كنت أعرف أنه لا رد على التليفون، ولا زيارة إليه أوقات الصلاة، وفى أوقات العمرة يسافر إلى الأراضى المقدسة، ولما علم بمرض عضال أصابنى عام 2000، كان يتصل بى تليفونيا، وأردد وراءه الآية: «أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين» صدق الله العظيم، ويوصينى باستكمال الترديد 70 مرة.

من هذه الخلفية كنت أستمع إليه وهو يقص على قصته مع الشيخين عبدالحميد كشك وياسين رشدى، يضحك وأضحك معه على المواقف الطريفة فيها خاصة فى تأكيده أن الشيخ كشك كان «سميع» أغانى ممتاز، وبالذات لأغانى محمد عبدالوهاب، كان كشك ممن يندرجون تحت الدعاة المحرضين ضد رجال السياسة، من عبدالناصر إلى السادات، وتعاظمت موجته منذ السبعينيات وحتى التسعينيات. مسجده فى دير الملاك كان يأتيه الآلاف للاستماع إليه يوم الجمعة، وفى المحال التجارية كان صوته يلعلع للمارة والزبائن، وفى سيارات الميكروباص أدمن السائقون شرائطه، كان ظاهرة يجد فيها الناس تنفيسا عن عجزهم أمام ضيق الحال، وبقدر ما كان يهاجم السياسة والسياسيين، كان للفن والفنانين نصيب لا بأس به فى هجومه. سخر من أم كلثوم وعبدالحليم، عن الأولى ظل يردد: «شوفوا الست رجليها والقبر، وبتقول خدنى فى حنانك خدنى»، وعن عبد الحليم: «المدعو عبدالحليم حافظ هو المتهم الأول فى انحراف شباب مصر»، والمفارقة هنا أن الصداقة ستجمع بينه وبين الشاعر الذى كتب مقطع «خدنى فى حنانك خدنى» من أغنية «انت عمرى» وكتب لعبدالحليم أغانى وطنية، فكيف ولدت؟ وماذا شاهدت؟ يحكى شفيق:«عرفت هجومه الكاسح على أغنية «انت عمرى»، أثناء خدمتى فى التمثيل التجارى فى تركيا، وكان معى فى العمل صديق مستشار تصادف أنه صديق لكشك، وكان دائم الحديث معى عن هذه الصداقة، وتصادف أننى ذهبت لقضاء مناسك الحج، وقبل بدء الرحلة استمعت إلى الواعظ الدينى الخاص بها، وحدث خلاف فقهى بينى وبينه حول الحديث الشريف: «أى لحم نبت من الحرام النار أولى به»، وكنت أفهم أن المقصود به فى الحديث هو اللقيط، فقلت للواعظ: «وما ذنب اللقيط؟، ولم يجبنى بما يكفى ويقنعنى، فحملت الأمر إلى صديقى فى العمل وصديق الشيخ كشك فى نفس الوقت، وأوصيته أن يسأله، ولما حدثه رد كشك:«غريبة صاحبك بتاع إنت عمرى يسأل السؤال ده.. هو ماله ومال الكلام ده»، دافع صديقى عنى مؤكدا له أننى رجل متدين، وعن طريقه بدأ التعارف مع الشيخ وبدأت الصداقة.. كانت دماغه حجر اللى يجى فيها لازم ينفذه، أراد الرئيس السادات أن يأخذ معه هدنة بعد العديد من مرات اعتقاله، فأرسل زوجته السيدة جيهان للصلاة فى مسجده، وصورت الكاميرات، لكنه واصل الهجوم، فقلت له:«يا مولانا ليه كده زوجة الرئيس صلت وراك» فرد: «دى حاجة ودى حاجة يا أستاذ أحمد»؟.

يواصل شفيق.. رغم حدة كشك ولسانه اللاذع كان سميع أغانى من الدرجة الأولى، وكان يعشق أغانى عبدالوهاب، وأغلى هدية كنت أحملها له، كانت شريطا لأغنية نادرة لعبدالوهاب، عزمت مرة زيارته فى البيت لأتكلم معه فى قضايا دينية، وحين ذهبت إليه قلت له مداعبا: «إمبارح جيت عشان أعرف البيت قبل ما أجيلك النهارده، كده أنا عملت زى ما بيغنى عبدالوهاب.. مريت على بيت الحبايب... انتفض جسمه من الضحك «هأ. هأ. هأ» وبدأ يدندن:«مريت على بيت الحبايب.. وقفت لحظة»، ضحكنا وزادت سعادته وأنا أعطيه مجموعة من شرائط كاسيت جديدة لعبدالوهاب تم تسجيلها بإيقاعات عصرية.

يبقى الداعية ياسين رشدى فى ثالوث الدعاة الذين صادقهم أحمد شفيق كامل، كان الشيخ ياسين خطيبا لسنوات فى مسجد مصطفى محمود بالمهندسين، حتى انتقل الشيخ إلى الإسكندرية، كان المصلون بالآلاف يأتون إليه فى المسجد، وشاعرنا الكبير كان واحدا منهم، يقول شفيق: «مرة قال لى الشعراوى كلاما عما كتبته فهمت منه أنه مش راضى عنى، فذهبت إلى شقتى فى الإسكندرية حزينا، وقلت لنفسى أسأل ياسين رشدى، هل ما كتبته حرام ولا حلال؟... ذهبت إليه وكان يلقى حديثا لمريديه، وفوجئت وأنا أدخل عليه يقول: «ولا واحد بيقول.. قلنا حانبنى وآدى احنا بنينا السد العالى.. بأمارة إيه بيقول الكلام ده.. الله هو الذى يقرر.. ويأمر عباده.. وبعدين سد إيه الذى يتحدث عنه اللى بيسموه ويسمى نفسه شاعر»، ترك شفيق الشيخ يتحدث ثم فاجأه: «أنا يا مولانا الشخص الذى كتب الكلام ده» فرد: «مرحب يا سيدى، إيه حكايتك؟» فقلت له حكايتى.

لمعلوماتك...
◄كسر عزلته مع الانتفاضة الفلسطينية وكتب قصيدة «يوم القيامة قام»
◄1923 مولد أحمد شفيق كامل فى 4 نوفمبر
◄1945 أول قصيدة نشرت له وكانت فى مجلة الثقافة
◄ولد من عائلة تنتمى إلى قرية «ولسة»محافظة المنوفية
-عمل مديرا لمكتب الدكتور عبدالمنعم القيسونى بدمشق وقت أن كان وزيرا فى دولة الوحدة بين مصر وسوريا «الجمهورية العربية المتحدة»
-انتقل إلى العمل فى التمثيل التجارى لمصر فى الخارج وتدرج حتى أصبح وزيرا مفوضا
من أشهر أغنياته الوطنية: ذكريات - حكاية شعب - مطالب شعب، وأغانٍ أخرى بصوت عبدالحليم حافظ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[b][size=24]أحمد شفيق كامل: مازلت ناصريا والشعراوى وراء اعتزالى[/size][/b]

[size=13][size=19]قلنا حانبنى وادى احنا بنينا السد العالى.. يا استعمار بنيناه بإيدينا السد العالى. و وطنى حبيبى الوطن الأكبر يوم ورا يوم أحلامه بتكبر.. و رجعتنى الذكريات من حكاية لحكايات و قولوا لمصر تغنى معايا و على فين وخدانى عنيك و رجعونى عنيك لأيامى اللى راحوا علمونى اندم على الماضى وجراحه و أمل حياتى ياحب غالى ماينتهيش و مطالب شعب و ليلة حب وغير ذلك من تراث غنائى حافل يقترب من المائة أغنية كتبها أحمد شفيق كامل وتغنى بها أشهر مطربى مصر بدءا من أم كلثوم وعبدالوهاب ووصولاً لعبدالحليم ووردة وشادية وفايدة كامل وصباح وغيرهم.
وأحمد شفيق كامل شاهد على فترة المد المعرفى والثقافى والفنى الذهبية حينما كان هناك مشروع قومى وتحررى ناهض وقبل أيام أحسن أحمد شفيق كامل صنعاً إذ جمع أعماله فى ديوان صدر عن هيئة الكتاب، وهذا ليس حواراً سياسياً ساخناً، بقدر ما هو حوار استعادى لملامح تلك الفترة التى شهدت أيضاً تعاون الشاعر مع عمالقة عصره فى أعمال كتب لها الخلود وكانت شاهدة على مد وطنى كان لكرامة المواطن المصرى فيه ثمن وكان لمصر فيها وزن وثقل ودور وموقع إذ كانت تصنع الأحداث وتعلى من شأن خطابها القومى، إنه حوار الحكايات والتحولات والذكريات التى جمعت بينه وبين عمالقة عصر النهضة الغنائى ولذلك فهو حوار واستراحة من المشاغبات وإلى نص الحوار:
- بدأ الشعر معك منذ مرحلة مبكرة من حياتك، وأذكر أيضاً أنك منذ صغرك كنت مفتونا بالموسيقار عبدالوهاب حتى أن والدك حين سألك إذا أعطيتك خمسة جنيهات فماذا ستفعل بها؟ فقلت له سأشترى صندوقا وأضع فيه عبدالوهاب لاستمتع بسماعه طوال الوقت؟
-- نعم فعلاقتى بالشعر بدأت مبكرا جدا.. لا أذكر متى بالتحديد، ولكنها فى السنوات الدراسية التى كنا ندرس فيها جدول الضرب، حتى أن لى قصيدة فى جدول الضرب قلت فيها: شكوت إليك يا ربي/ عدوى جدول الضرب/ فكم للهم أسلمني/ وكم فى الغلب أوقعنى.. أما عن عبدالوهاب فلقد كنت مولعاً به وكنت أعتبره عصفوراً مغرداً، ولذلك فلقد قلت لأبى سأشترى صندوقا لأضع فيه عبدالوهاب لأسمعه حين أريد.
- بدأت علاقتك ب سعد عبدالوهاب قبل علاقتك بالموسيقار عبدالوهاب، فلقد كنت أنت وسعد صديقين فى مدرسة واحدة.. وقيل إن سعدا كان وراء لقائك الأول بالموسيقار عبدالوهاب، فما ملابسات تعرفك عليه؟
-- لكى نكون أكثر تحديداً، أقول أنا ناصرى ولم أكتب غنائيات وطنية إلا فى عهد عبدالناصر، لأننى أحب جمال عبدالناصر كذلك الأمر مع الموسيقار عبدالوهاب، فأنا وهابى أساسا، منذ حلمت بشراء الصندوق الذى أضع فيه عبدالوهاب وأضعه فى شرفة المنزل لكى يسمعه الناس معى وأنا وهابى حتى النخاع فلما تعرفت عليه وارتبطت به كنت أقرأ عليه ما كتبت وأطلب رأيه فيه.
- قيل إنك كتبت أغنية أنت عمرى له فى الأساس وليس لكوكب الشرق أم كلثوم ولكن شاءت الظروف أن تغنيها أم كلثوم فى أول لقاء قمة فنى بينها وبين عبدالوهاب.. بعد أن ظلت هذه الأغنية فى درج مكتب عبدالوهاب طيلة خمس سنوات؟
-- هذا صحيح، ولقد كتبتها له أساساً وسمعها وأعجبته، وأقول لك شيئاً ربما تندهش له، فالناس استقبلت هذه الأغنية بترحاب شديد وكانت سعيدة بها جداً أما أنا فكنت حزينا لأننى وهابى متعصب لعبدالوهاب وكنت أتمنى أن يغنيها هو، لأنه لحن لى وغنى لى أغانى وطنية ولم يغن أغنية عاطفية من كلماتى وكنت أريده أن يغنى لى هذه الأغنية التى أصبحت من نصيب أم كلثوم، وكان لها هذا الحظ من الخلود الفنى.
وكانت الأغانى العاطفية التى لحنها لى من نصيب سعد عبدالوهاب وكان الرئيس عبدالناصر قد طلب منهما التعاون فى عمل غنائى محققا رغبته وجت على دماغى أنا وكانت الأغنية من نصيب أم كلثوم وقد غنتها بامتياز كبير.
- ولكن أليس من قبيل الفخر أن يكون أول تعاون غنائى بين أم كلثوم وعبدالوهاب أنت ضلعه الرئيسى الثالث فأنت صاحب الكلمات أذكر أن صالح جودت وصف هذا العمل بأنه مؤتمر قمة غنائى؟ المفترض أن تكون سعيداً؟
-- بينى وبين نفسى كنت أتمنى أن يغنيها عبدالوهاب، لكن هذا لا يمنعنى من القول إن الست قالتها بامتياز منقطع النظير وأذكر أن أحدا سأل عباس محمود العقاد عن سبب نجاح الأغنية إذا ما كان الأداء أم اللحن أم الكلمات فقال إن النجاح بسبب العناصر الثلاثة المتكاملة.
- وما هى قصة تغيير أم كلثوم لكلمة شوقونى عنيك لأيامى اللى راحوا إلى رجعونى عنيك لأيامى اللى راحوا رغم أن عبدالوهاب لم يكن له اعتراض على كلمة شوقونى ورأت أم كلثوم أنه من العيب أن تقول سيدة شوقونى.
-- لأن أم كلثوم رأت فى هذه الكلمة تناقضاً بين معنيين بين شوقونى عينيك لأيامى اللى راحو وبين علمونى اندم على الماضى وجراحه فكيف نشتاق لشيء نندم عليه فشرحت لها أن الندم على العمر الذى راح هدراً على الحبيبة دون أن يكون حبيبها فيها فقالت لكن الناس لن تفهم هذا بسهولة واستأذنتنى فى تغيير شوقونى إلى رجعونى فلم أمانع وقلت لها مبروك.
- لم يكن هذا هو الاعتراض الوحيد لأم كلثوم على شيء من كلماتك ولكن كان لها اعتراض آخر وغيرتها أنت نزولاً على رغبتها، وهى إيه أنا بالنسبة لك بدلاً مين أنا بالنسبة لك.
-- تعاونت مع أم كلثوم فى أربعة أعمال هى أنت عمرى و أمل حياتى والحب كله و ليلة حب.
وهى فى هذه الأعمال الأربعة لم تطلب تغييرا كبيرا وإنما طلبت تغيير ثلاث أو أربع كلمات على الأكثر، وكنت استجيب لرغبتها بعد مناقشات ومداولات، وتعبير مين أنا بالنسبة لك نظرت هى إليه باعتبارها أم كلثوم، وقد رأت استفسار مين أنا.. تقليلاً من شأن المحب بل وتقليلاً من شأنها هى.
-بدأت تكتب الشعر بالفصحى وكان للأستاذ أحمد رامى دور فى تحولك من الكتابة بالفصحى إلى العامية فكيف ومتى حدث هذا؟
-- كان أستاذى رامى يقرأ محاولاتى الشعرية التى كنت أكتبها بالفصحى كان هذا أثناء دراستى الثانوية وحدث أن كتبت قصيدة فى بنت الجيران وألقيتها على الأستاذ رامى فاعترض وقال لا داعى للتعجل، وبنت الجيران لن تفهم الفصحى، والشاعر الجيد يكتب أغنية جيدة خاصة إذا كانت العامية أقرب للفصحى، والقصيدتان الفصحى أو العامية إذا كتبتا فى نفس العرض فإنهما ستنطويان على نفس الصور والخيال، وطالبنى بعدم التعجل فى كتابة التجربة وأن أصبر عليها، وقال لى خذ وقتك فى استيعاب التجربة، واكتبها فصحى إن أردت فى البداية، ثم أعد كتابتها بعد نضج ووضوح الرؤية فى لغة عامية وستكون الأغنية أفضل بكثير ممن يكتبها بالعامية مباشرة وكأنما يقصد أن الأغنية التى يكتبها شاعر فصحى أقوى من التى يكتبها شاعر العامية مباشرة وقال لى تأمل مثلا لأغانى العامية التى كتبها أمير الشعراء أحمد شوقى لعبدالوهاب مثل بلبل حيران و النيل نجاشى.
- تبدو لى أغنية ذكريات التى تغنى بها عبدالحليم، وكأنما هى أقرب إلى شكل السيناريو الغنائى يبدو هذا من خلال بنائها وأنها تتضمن العناصر الفنية لكتابة السيناريو حيث وصف المشهد والتوقيت ووصف الشخصيات والحدث.
-- ذلك لأن الأغنية جاءت ترجمة لمجموعة متواترة من الأحداث الوطنية والسياسية، وذكريات هى ذكريات حدثت بالفعل، كان زمان واحنا فى مصر الجديدة الجيران من كل جانب كانوا أكثرهم أجانب وأنا استطيع أن أذكر لك أسماء هؤلاء الأجانب بالاسم، فلقد كنا نسكن فى عمارة تقع فى أربعة طوابق كل طابق فيه أربع شقق، يسكن أربعا منهما أسر مصرية والباقون كانوا أجانب، أعرفهم بالاسم، ومسألة أننا كنا أطفالاً نلعب بالطائرات الورقية وأيضا أبناء هؤلاء الأجانب التى قلت فيها طيارتنا وطيارتهم جت النسمة شبكتهم وقعتهم العيال الخواجات بالضرب هات فينا.. ضربناهم بأيدينا ورجلينا وانتهينا، وأنا أعرف أصدقائى الأربعة الذين كانوا يلعبون معى منهم الدكتور عباس صبرى وأخوه وغيرهما وهم الأبطال الحقيقيون لهذا الموقف، وهذه الأغنية أنا عشت أحداثها.
- والشاويش كان وشه أحمر إنجليزى قال كيف تجرأون على ضربهم؟! كتعبير عن الاستعلاء الاستعمارى وهذه سابقة غنائية فى الغنائيات الوطنية؟ إذ كتبت هذه العبارة بالإنجليزية؟
-- هذا جاء بشكل تلقائى، بغرض إضفاء مصداقية على موضوع الأغنية وتلاحظ أن عبدالحليم حرص على أداء هذه العبارة على نحو يؤكد على نعرة الاستعلاء ذلك أن هذه العبارة فى الأغنية كانت أشبه بصدمة الوعى للصبى الصغير إذ قال له الشاويش الإنجليزى دول حماية.
وفوق هذا فقد أضافت طريقة تلحين عبدالوهاب للأغنية كلها طابع الحيوية والطابع الدرامى، وتأمل كيف لحن كلمة حماية وكيف لحن كلمة كيف تجرأون على ضربهم هل تعرف أننى حينها لم أكن أجيد الإنجليزية وكأنما هذا السرد التاريخى للأحداث هو الذى فرض نفسه على حين كتبت الأغنية التى لم يكن يصلح لها سوى هذا القالب الدرامى.
- متى تمت كتابتها بالضبط؟
-- بعد أغنية حكاية الشعب التى تتحدث عن قصة بناء السد العالى يعنى كانت فى احتفالات ثورة يوليو فى أحد الأعوام وكانت ذكريات فى بداية الموسم التالى وكانت أغنية السد قد أحدثت مردودا واسعا فطلب منى عبدالوهاب أن أكتب شيئا مثلها فكتبت أغنية ذكريات.
- وهل ترى أننا نعيش فى زمننا هذا احتلالاً مختلفاً؟
-- خلينى فى زمنى أحسن وخلينا مرتاحين كده أحسن.
- وما ملابسات ميلاد أغنية السد العالى هل تذكرها؟
-- هل تعرف أن هذه الأغنية انجزناها فى أقل من ليلة، فقد كان من المفترض أن يقوم كل المطربين بتسجيل أغانيهم هنا قبل السفر لغنائها فى أسوان ولم يكن فى ذهنى أى شيء، وكنا يوم خميس وموعد الحفل المقرر فى أسوان كان يوم السبت، وكنت أنا وكمال الطويل ومجدى العمروسى وعبدالحليم حافظ جالسين فى فندق شبرد، فمر بنا عبد القادر حاتم فاندهش وقال لنا: انتوا سلمتوا الأغانى بتاعتكم؟! فسألناه: أغانى إيه فقال إنه من المفترض أن نكون قد سجلنا أعمالنا الفنية وفجأة أصبح مطلوبا منا إنجاز عمل فنى على وجه السرعة، فذهبنا لبيت كمال الطويل الذى كان آنذاك فى المنيل وكان عبارة عن فيلا فى دورين.
وقد جاء سيناريو هذه الأغنية فى الطريق من شبرد لمنزل كمال الطويل، حينما شردت بذهنى وعدت بالذاكرة إلى الوراء وتذكرت أيام التلمذة أثناء دراستى الثانوية فى مدرسة فؤاد الأول الثانوية، حينما كان يمر أحد الشباب النشطين وهو زعيم المدرسة فى الغالب وواحد من الطلبة الذين يحرضون على المظاهرات ويقودونها إذ كان يدخل للمدارس واحدة إثر أخرى ويأخذ فى تحميس الشباب وإثارة شعورهم الوطنى فيخطب فيهم، شارحاً أهداف الاستعمار وأشكال الاستبداد ووجوب التمرد عليه فكان يقف فى مكان ظاهر ويخطب فى الطلبة بأداء خطبته بكلمة إخوانى ويحشد مشاعر الطلبة، وهى الصورة التى استعرتها لعبدالحليم الذى يشحن المشاعر الوطنية لدى الشعب الذى يمثله عمال السد وهى مجموعة الكورس خلف عبدالحليم الذى يخطب فى الناس مثلما كان يخطب زعيم الطلبة شارحا القصة الحكاية كذا وكذا إذن فقد استلهمت تدفق هذه الأغنية من تدفق الحركة الوطنية فيما قبل الثورة؟
- أذكر أن كمال الطويل ومجدى العمروسى بل وعبدالحليم اعترضوا على إحدى كلمات الأغنية بل وخافوا من رد فعل قولها.. وأرادوا تغييرها خوفا من إغضاب عبدالناصر فما هذه الكلمة؟
-- نعم هم تخوفوا من كلمة معلم فى البيت الذى كان يقول ضربة كانت من معلم.. خلت الاستعمار يسلم وقالوا كيف سنصف عبدالناصر بأنه معلم، لكن المدهش أننى لم أكن مرناً معهم، وصممت على عدم تغيير الكلمة وليكن ما يكون وقلت لهم بقى سبتونى أقول اللى أنا عايزه فى كل الأغنية وجايين على الكلمة دى؟ فقالوا لابد من تغييرها نحن لا نضمن رد الفعل إذا ما قلناها فقلت لهم خلاص بلاش الأغنية كلها، فرضخوا، واستسلموا وهم متخوفون وفى أسوان كانت المفاجأة وكانت عيوننا على جمال عبدالناصر ننتظر وقع هذا التعبير عليه، إلى أن قالها عبدالحليم ففوجئنا بعبدالناصر يضحك مستحسنا المعنى جدا وأذكر أننى حينما ناقشت العمروسى وحليم قلت لهما إن الجراح الكبير حينما يجرى جراحة لحالة ميئوس منها تماماً وينجح الجراحة بنسبة 100% فإننا نصفه بقولنا دا معلم كما يقولها أولاد البلد.. يعنى كانوا ثلاثة أصوات ضد كلمة المعلم وأنا كنت المعلم الوحيد.. يضحك
- عبدالناصر لم يبن السد العالى فقط رغم تحدى أمريكا له، بل وبنى صناعة وطنية، فأنشأ مصانع الصناعات الثقيلة.. هذه المصانع تباع الآن؟
-- عارف طبعاً.
- ما رأيك فى موضوع الخصخصة؟
-- أنا بتكلم دلوقت عن أغنية السد العالى وعن ذكريات جميلة ومش عايز أتكلم عن دلوقت..
- إذن نعود لأغنية السد مرة أخرى وعلى حد علمى ووفق رواية منسية أن عبدالناصر انتابه القلق من تعبير آخر فى الأغنية هل هذا صحيح؟ وما هو هذا التعبير؟
-- نعم حدث هذا فالذين خافوا من تعبير معلم فوجئوا أنه أعجب عبدالناصر، الذى قلق من تعبير فى أول الأغنية حينما بدأ عبدالحليم الأغنية بكلمة إخوانى عبدالناصر اتاخد من هذه الكلمة فظن أن عبدالحليم سيقلده إلى أن صمد عبدالحليم واستكمل قائلاً الحكاية مش حكاية السد دى حكاية الكفاح اللى ورا السد إلى أن وصلت الأغنية إلى عبارة ضربة كانت من معلم وفطس عبدالناصر على روحه من الضحك واسترحنا وأذكر أن كمال الطويل لم يكن معنا فلقد كانت درجة حرارته 40 درجة حينما كان يلحن الأغنية لكنه تحامل وانجز هذه الأغنية فى سهرة صباحى.
- هل تذكر ملابسات اللقاء الأول مع أم كلثوم؟
-- كما قلت لك ان أغنية أنت عمرى كان مقدرا لها أن يلحنها ويغنيها الموسيقار عبدالوهاب، وما حدث أنه حينما كان عبدالوهاب وأم كلثوم يتناولان وجبة العشاء أثناء الاستراحة قال لهما نفسنا نسمعكم فى عمل مشترك فقالت أم كلثوم أنا ماعنديش مانع وعبدالوهاب كذلك وانتهى الموضوع وكانت أم كلثوم لديها شعراؤها وعبدالوهاب لديه شعراؤه، فلما عكف عبدالوهاب وأم كلثوم على مجموعة من الأغانى استقرا على أغنية أنت عمرى وطلبت من عبدالوهاب أن أحضر معهما اللقاء لنقرأ الأغنية ونتناقش فيها وأثناء ذهابنا لأم كلثوم لم يستخدم عبدالوهاب سيارته الكاديلاك وفضل أن يأتى معى فى سيارتى الغلبانة وأذكر أنها كانت ماركة نصر 1100 ببابين وفى الطريق حدث أمر طريف لا مانع من قوله لأوضح لك ذكاء عبدالوهاب ورد فعلى عليه، فأثناء سيرنا قال: أنت عارف واحنا رايحين دلوقت على أم كلثوم عشان نسمعها الأغنية فكرنى بإيه؟.. بيفكرنى باليوم الذى ذهبت فيه إلى منيرة المهدية وكان إلى جوارى حسين حلمى المانسترلى الذى كان يكتب الأغانى فلما ذهبت للست منيرة نزلت وهو شال لى العود فعرفت إنه يريدنى أن أحمل له العود، ووصلنا إلى بيت أم كلثوم فى الزمالك، وأول ما دخلنا أسرعت وسبقته على الباب وإذا بالموسيقار لازال إلى جوار السيارة فحمل عوده بنفسه وصعد السلم ومر الأمر بسلام ودخلنا المنزل الذى كان به صالون فى الدور الأرضى تستقبل فيه الضيوف الرسميين وصالون آخر فى الطابق الثانى التى تستقبل فيه المقربين وزملاء العمل الفنى.
وقرأنا الأغنية عليها فاستحسنتها.
- ولكنها غيرت كلمة شوقونى عينيك لأيامى اللى راحو إلى رجعونى عينيك فما قصة تعديلات أم كلثوم مع أغانيك؟
-- نعم هى طلبت تغيير هذه الكلمة واستجبت لها، وبالفعل لم يكن هذا هو التغيير الوحيد الذى أدخلته أم كلثوم على أغنياتى فأغنية الحب كله التى لحنها لها بليغ حمدى، اعترضت على عبارة مين أنا بالنسبة لك وفيما كنا نتناقش أنا وهى حول هذا المعنى دخل علينا زوجها رحمة الله عليه الدكتور حسن الحفناوى وكان صديقى وتعرفت عليه عن طريق عبدالوهاب، وكان من المعجبين بى وكان معجبا بقصيدة رثاء كتبتها فى جليل البندارى وكان محتفظا بها فى جيبه فلما دخل علينا قلت لأم كلثوم جاءنا حكم فيما نحن عليه مختلفون فلنحتكم إليه وليسمع ما كتبته، فلم يبد اعتراضا على المعنى وقال التعبير ما فيهوش حاجة وإنه كويس فاقتنعت أم كلثوم.
أذكر أيضا أنها ألحقت تغييرا فى أغنية أمل حياتى من ألحان عبدالوهاب فكانت معترضة على البيت الذى يقول أصحى على شفايفك بتقولى عيش هى فهمتها على أن المراد بالمعنى هو قبلة فقالت: ما قدرش أقولها وخليها أصحى على ابتسامتك بتقولى عيش ووافقت.. ومشيت الأغنية وفى مرة من المرات وبعدما تعود الجمهور على سماع عبارة أصحى على ابتسامتك وكنت جالسا فى الصف الأول بجوار أحمد رامى، أخذت تكرر هذا البيت أكثر من مرة وفى المرة الأخيرة فوجئت بها تغنيها كما كتبتها أصحى على شفايفك وكانت الصحف قد كتبت قصة تغيير هذا التعبير وذكرت الصحف أننى لم أكن راضيا بالتغيير.. وهلل الجمهور وصفق للمعنى فلما انتهى الحفل شكرتها فقالت لى: بتشكرنى على إيه.. أنا لقيتك قاعد مكلضم قلت أفك التكشيرة.
- لم تذكر لنا ملابسات تعرفك على محمد عبدالوهاب هل كان التعرف عليه عبر زميل الدراسة سعد عبدالوهاب؟
-- لم يكن تعرفى بعبدالوهاب عن طريق سعد عبدالوهاب، وإنما تعرفت عليه فى جمعية المؤلفين والملحنين، حينما كان رئيسا لها وكنت أنا عضواً فيه وكانت الجمعية آنذاك أشبه بفريقى الأهلى والزمالك فقد كان هناك فريقا معه وآخر ضده وأنا كنت معه.. وكنت قد كتبت قصيدة رثاء فى والدتى بالعامية، وأسمعتها للشاعر الكبير مصطفى عبدالرحمن الذى كان سكرتير الجمعية آنذاك، فأخذ نص الأغنية وعرضها على عبدالوهاب غير نصوص أخرى كتبتها، فقال له عبدالوهاب تلاقيه أعطى الأغنية دى للست، فقال له مصطفى عبدالرحمن واللى يجيبها لك منه؟ فقال له عبدالوهاب ياريت وكان قبل ذلك لا يعرف أننى شاعر وكنت حينما أقف مع سعد عبدالوهاب عند الفيلا وكان يرانا كان بيسلم من بعيد لبعيد وفوجئ أننى شاعر.. إذن فمصطفى عبدالرحمن هو الذى قدمنى له.. وان عبدالوهاب لحن هذه الأغنية ولكنها لم تر النور إلى الآن أنا مش فاكرها دلوقت لكن لو اتصلت بى سأمليها عليك أيضا أذكر أننى كتبت أغنية لكى يلحنها للمطربة ليلى مراد، يقول مطلعها بكرة بعيد ماقدرش استنى.. شوفلى ميعاد أقبر من بكرة
فقد لحنها ولدى تسجيل بها لكنها لم تذع ومين عارف مسيرها تطلع للنور لكنها مثل فيلم كاميرا التصوير لو طلعت للنور تتحرق وممكن أمليها عليك تليفونياً.
- الكثيرون كتبوا لانتصارات أكتوبر والكثيرون غنوا لها.. غير أنك الشاعر الوحيد الذى نبه لعدم إعطاء الأمان لإسرائيل حيث لا ذمة ولا عهد لها وقلت أغنية فى سطر واحد غناها عبدالحليم حافظ وهى خلى السلاح صاحى حدثنا عن هذه الأغنية؟
-- هذه الأغنية كتبتها أيام السادات ومع دخولنا معاهدات صلح مع إسرائيل وحذرت الجميع فى هذه الأغنية العبارة ألا يعطوا أمانا لإسرائيل وعلينا أن نظل متيقظين لأى حركة غدر من إسرائيل فغدرها متوقع دائما وعدم احترامها للمعاهدات معروف عنها فقلت: عدونا غدار لأن حلم إسرائيل معروف من النيل إلى الفرات فكانت هذه الأغنية البرقية التى كتبتها فى ثوان ولحنها كمال الطويل فى نفس اليوم.
- كان مقررا أن تتعاون فى عمل فنى مع فريد الأطرش وأم كلثوم ولكن هذا التعاون لم يتم، نريد أن نعرف ما هى الأغنية ولماذا لم تر هذه التجربة النور؟
-- أيضاً هذه الأغنية موجودة فى الديوان الذى صدر عن هيئة الكتاب فى مكتبة الأسرة واسمها كلمة عتاب ويقول مطلعها كلمة عتاب بتدور عليك
كلمة من قلبى ياريت توصل إليك وهى لها قصة بدأت بعدما غنت لى أم كلثوم أغنية أنت عمرى ومن بعدها غنت لى أمل حياتى و الأغنيتان كما تعلم كانتا من ألحان عبدالوهاب، وكان عبدالوهاب لبنانى المصيف، وقد زاملته أم كلثوم فى إحدى هذه الرحلات وكانت الأسر اللبنانية الكبيرة تتسابق فى استضافتها واستضافة عبدالوهاب وكان اللبنانيون يسألونها إذا ما كانت ستغنى أغنية من كلمات الأخطل الصغير أم لا.. وفى هذه الزيارة قابلها فريد الأطرش هناك وقال لها أنت غنيت أغنيتين من ألحان عبدالوهاب هل لديك مانع أن تغنى عملاً من ألحانى؟ فقالت: أبدا، فلما عادت من بيروت سألتنى إذا ما كان لدى استعداد لكتابة أغنية يلحنها لها فريد الأطرش فرحبت بالفكرة، وكتبت الأغنية وأسمعتها لها، وطلبت منى أن أنبه على فريد الأطرش ألا يدلى بأى تصريحات إعلامية عن هذا التعاون الفنى، وكنت وقتها أعمل فى جدة كوزير مفوض، وفوجئت بأن مدير مكتب جمعية المؤلفين، وكان صديق فريد الأطرش رئيس الجمعية آنذاك، فوجئت به يرسل لى خطابا يشكو فيه نقلا عن فريد الأطرش إذ طلبت منه أم كلثوم جزءا من لحن الأغنية فلم يستجب لرغبتها وأصر على أن يقدم لحنه كما هو، واعتبر الأمر إهانة له، وظن أنها افتعلت الأزمة انتقاما من أسمهان فى شخصه، فأوضحت أن أم كلثوم سبق وأن طلبت طلبا مماثلا من عبدالوهاب وقد استجاب لها وعدت ل القاهرة فى عطلة قصيرة.. وذهبت ل فريد الأطرش وكلمته فإذا به يبادرنى قائلا تصور إن أم كلثوم بتطلب منى أغير جزء فى اللحن؟. فقلت له وإيه يعنى ما تغيرش ليه؟ فقال لى أنا حاسمعك الأغنية الآن على العود لترى وكان اللحن حلو فقلت له إيه يعنى لو فيه حتة فى اللحن مش مريحاها؟.. وشرحت له الأمر وأن عبدالوهاب استجاب لها، ولكنه استعمل المناورة إذ يقوم بتعديل ما تريد تعديله ولكن للأسوأ وبقصد.. فتعود أم كلثوم لتختار اللحن كما وضعه عبدالوهاب. وبعد وفاة أم كلثوم جاء بليغ حمدى واستكمل تلحين الأغنية لتغنيها وردة.
- هناك قصة نريد أن نتحقق منها أن عبدالفتاح مصطفى قال إنك أوصيت عليه نبوية موسى لتنشر له فى مجلتها الفتاة أول قصيدة له؟
-- انت بتعرف الكلام ده منين؟! مجلة نبوية موسى كانت قد أسست مدرسة بنات الأشراف التى أصدرت عنها هذه المجلة، وكان رئيس تحرير هذه المجلة بلدياتى فكان يحب الوقوف على رأيى فى المواد الفنية، فكنت أجلب له المواد الفنية والأدبية ومنها كانت قصائد عبدالفتاح مصطفى.. وقصائد لشعراء آخرين لكن عبدالفتاح مصطفى فهم أننى لعبت دور الوساطة مع نبوية موسى لكى تنشر أول قصائده.
- عملت إيه فى عمرى.. قطفته ليه بدرى؟ هذا مطلع أغنية اسمها مركب من ورق وهى مجهولة ما ملابسات ميلادها؟
-- أنت بتلم المعلومات دى إزاى؟ على أية حال فى يوم من الأيام كنت جالسا فى مكان ما وفى جو شاعرى مع ابنة الجيران، وأذكر أننا قررنا أن نفترق، وكنت حزينا وأحدثها وأنا أحترق فإذا بها تلهو بالورق أمامى، وتصنع مركب ورق فكتبت هذه الأغنية.
- أنت كتبت أغنية واحدة ل صباح هل تذكر عنوانها؟ وما مصيرها؟
-- الأغنية دى بقى لا يمكن تكون عرفتها لوحدك وأنا نفسى نسيتها.. هذه الأغنية كتبتها لتغنيها فى أحد الأفلام التى أنتجها عبدالوهاب، وما أذكره من هذه الأغنية كلمات قليلة منها كانوا ياخدوا نور عيوني/ كانوا جوه النار رمونى وهذه الأغنية لا تذاع حتى أننى لا أذكر من الذى لحنها.
- أغنية حاضر يا عذاب.
-- آه.. قبل ما تتكلم فى الأغنية فهى تقع فى أربع صفحات.. وكان بليغ يلحنها للسيدة أم كلثوم، لكن وردة هى التى غنتها، حاضر يا عذاب أنا جايلك جاى.. أنا مش نساى عمرك ما نسيتنى حا انساك إزاي/ إزاى يا عذاب.. وكانت مكتوبة على جرح كبير.
- أحبت كم مرة.
-- كل أغنية كانت بحب حديد.
- هل التقيت الرئيس جمال عبدالناصر؟
-- نعم حوالى عشر مرات وجميعها تقريبا كانت فى أعياد الثورة وحصلت منه على جوائز فى عيد العلم وعيد التجاريين.
- متى وكيف تم التعرف على أحمد رامى؟
-- أثناء دراستى الثانوية حينما كنت أتردد على دار الكتب، وفى يوم من الأيام بادرت أنا بالكلام معه وقلت له أنا آسف إذا كنت بأثقل عليك فقال لى الكرسى اللى انت قاعد عليه كنت قديما أجلس عليه وكان مكانى حافظ إبراهيم، وإحنا جيل بيسلم جيل فلا تقول إنك تثقل على.
- كيف كان تقييمه لما كنت تكتبه ل أم كلثوم؟
-- كان كالأب الذى يفرح لابنه وأذكر أن أم كلثوم حين غنت لى أغنية انت عمرى كتب لها هو فى نفس العام أغنية انت الحب بعدها بعام غنت لى أمل حياتى فعلق ضاحكا بقوله انت عملتنى ساندوتش، وأضيف لك أنه لا يوجد واحد من أبناء جيلنا إلا وكان تلميذا لرامى بشكل أو بآخر.
- من بعد جمال عبدالناصر وصولاً إلى الزمن الراهن قدمت عشرات من الأغانى الوطنية فى مناسبات كثيرة لماذا لا تتمتع هذه الأغانى بنفس الخلود الذى حظيت به أغانى جيلك؟
-- تعرف إن السؤال اللى أنت بتسأله ده صفوت الشريف سأله حين كان وزيرا للإعلام - وقد سأله لعمر بطيشة رئيس الإذاعة حينها حيث قال له: يا أستاذ عمر أنا عايز أعرف ليه الأغانى الوطنية بتاعة زمان عايشة لغاية النهاردة والأغانى الجديدة يدوبك بتتغنى كام يوم وبعدين ينساها الناس إيه السبب؟ بعد ذلك طلبنى عمر بطيشة وسألنى نفس السؤال فكانت إجابتى عليه إن العدو كان أمام عيوننا ليل نهار، وكان هناك مشروع نهضة كبيرة وإننا نكتب الأغانى بحماس مسبوق تحت تأثير إحساسنا قبل أن يكلفنا أحد.. فقال طيب احنا عايزين منك حاجة فقلت له أنا كده حاابقى زى غيرى، قعد يجرجرنى، فقلت له أنا كنت كتبت أغنية كتبتها متأثراً بالحريق المدبر الذى طال المسجد الأقصى.. وكانت أغنية يوم القيامة قام وهى موجودة أيضاً فى الديوان.
- مازلنا نذكر أغنية وطنى حبيبى الوطن الأكبر، التى تغنى بها أبرز المطربين منهم عبدالحليم وعبدالوهاب ونجاة وفايدة كامل وصباح وشادية ووردة الجزائرية. لكن هناك لوحة غنائية أخرى سبقتها، ولكنها لاتذاع بالمرة، على ما أذكر كان اسمها قولوا لمصر تغنى معايا فحدثنا عنها؟
-- كان هذا نشيداً جماعياً وكان فعلاً يحمل عنوان قولوا لمصر تغنى معايا غنى فيه عبدالوهاب وسعد عبدالوهاب وعبدالعزيز محمود ومحمد عبدالمطلب وفايدة كامل، وكانت مناسبته هو جلاء الإنجليز عن مصر، ويقول مطلعه كم مستعمر جه واستعبد هنا أجيال ألفين سنة ماحكمناش مصرى إلا جمال كان هذا عام 1956.
- هل افتقادنا للأغانى الوطنية الخالدة نجد الناس فى تظاهرتها ومناسباتها الوطنية تذيع أغانى الستينيات ويرفعون صورة جمال عبدالناصر؟
-- دى حاجة أنا ماليش دعوة بيها.. وخلينى فى زمنى، ربما هذا يحدث لأن أغانينا الوطنية كانت أكثر صدقاً، وما توقعنيش فى الكلام.
- هل تذكر أغنية مطالبنا التى كتبتها لعبدالناصر، لو كتبت أغنية بنفس العنوان لترفع من خلالها مطالبنا للرئيس مبارك ماذا تقول فيها كيف تحدد هذه المطالب.
-- أنا شايف إن الحال مفيش أحسن من كده؟
- الآن؟
-- أنا شايف كده.. أنت عايز توقعنى فى شر أعمالى بدون مناسبة أنت جاى تاخد رأى فنى ولا رأى سياسى!
- أنت رجل دبلوماسى وسياسى وعرفت بأغانيك الوطنية والسياسية؟
-- معلش.. مفيش داعى للكلام فى السياسة.
- إذن لنتكلم عن تحولات أحمد شفيق كامل إذ توقفت عن كتابة الأغانى.. هل لعلاقتك بالشيخ متولى الشعراوى دخل فى موضوع الاعتزال؟
-- الشيخ الشعراوى حين ظهر فى برنامج نور على نور الذى كان يقدمه الإذاعى أحمد فراج.. تعرفت عليه بعد ذلك بشهرين وأعرفه منذ ذلك الحين إلى أن توفاه الله ولم يكن يعرف أننى الذى كتبت الأغانى إياها التى تذاع فلما عرف ذلك قال لى ما معناه أنت غنيت للدنيا كتير ودى دار حانقعد فيها شوية وبعدين حانروح على هناك، سيبك من أغانى الحب واكتب للآخرة شويه فتوقفت عن كتابة الأغانى العاطفية.
- لماذا؟ لأنها حرام؟
-- هوه.. قاللى كده
- وهل رجل بثقافتك كان يحتاج من يدله على الحلال والحرام؟ الحلال بين والحرام بين!
-- وبينهما متشابهات، وهناك آية تقول اسألوا أهل الذكر وكان الشعراوى أحد هؤلاء وهو من العلماء الذين تجود بهم الحياة كل مائة سنة.
وحين يقول لى خد بالك من نفسك يبقى لازم آخد بالى من نفسى.
- يعنى لن تكتب أغنية عاطفية واحدة؟
-- خالص وإذا كتبتها سأرميها فى الفرن أو أضعها فى الدرج.
- من هم الملحنون الموجودون فى مصر الآن ممن ترحب بأن يلحنوا لك أغنية؟
-- عمار الشريعى.
- بعد حالة التدين هذه الذى دخلت فيها بفضل الشيخ الشعراوى هل تحب عبد الناصر.
-- نعم بالطبع وما علاقة التدين بأن أحب عبدالناصر أو أكرهه.
[/size][/size]

https://taamelbyot.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى