صحيفة الاهرام الأحد 27 من جمادي الآخرة 1435 هــ 27 أبريل 2014

صحيفة الاهرام الأحد 27 من جمادي الآخرة 1435 هــ 27 أبريل 2014
صحيفة الاهرام الأحد 27 من جمادي الآخرة 1435 هــ 27 أبريل 2014
مياه النيل والتعاون المشترك يتصدران مباحثات محلب فى تنزانيا
الرئيس التنزانى: لابد من عودة مصر لإفريقيا.. والكينى: هذا وقت لم الشمل
أكد المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، أن مصر تنتهز كل فرصة ممكنة لتدعيم علاقاتها بالدول الإفريقية فى شتى المجالات، مشيرا إلى أنه حرص على إطلاع كبار المسئولين التنزانيين على حقيقة الأوضاع فى مصر، مع تأكيد الحقوق المصرية فى مياه النيل.
وأضاف فى تصريحات صحفية بالعاصمة التنزانية دار السلام، أن مصر ليست ضد أحد، وتاريخها يملى عليها مساندة جميع الدول الإفريقية، وأكد أنه بحث ملف مياه النيل مع المسئولين التنزانيين، موضحا وجهة النظر المصرية إزاء هذه القضية.
وأشار إلى أن مقابلته الرئيس التنزانى مساء أمس سادتها الحفاوة البالغة والتقدير لمصروشعبها. وقال محلب، فى تصريحات للوفد الصحفى المرافق له، إن الرئيس التنزانى وجه الشكر خلال اللقاء للرئيس عدلى منصور على قبوله دعوته للمشاركة فى احتفالات تنزانيا بعيد الوحدة، وإرسال وفد مصرى رفيع المستوى للمشاركة فى هذا الحدث.
وأضاف أن رأية مصر ستظل مرفوعة فى أفريقيا، مشيرا إلى أن السلطات التنزانية قامت بنشر صورة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وجوليوس نيريري، ووزعتها فى كتيب بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين للوحدة التنزانية. ووصف رئيس مجلس الوزراء لقاءه بالرئيس التنزانى بأنه كان ممتازا، وفرصة لإطلاعه على الأوضاع فى مصر، حيث أكد الرئيس التنزانى أن عودة مصر للاتحاد الإفريقى لا بد منها، وأن مصر سيكون لها دور حيوى خلال المرحلة المقبلة فى إفريقيا عموما وتنزانيا خصوصا.

وأضاف أنه أكد للرئيس التنزانى عزم مصر الاستمرار فى تنفيذ خريطة المستقبل، وأن الرئيس التنزانى قد أعرب بكل وضوح عن تأييده لشعب مصر.وأشار محلب إلى لقائه بالرئيس الكيني، أهورو كيناتا، كان فرصة كبيرة للحديث والتشاور فى العديد من الملفات، لافتا إلى حديث كيناتا عن موقف الزعيم عبد الناصر ودعمه لأبيه قائلا: «الوقت الآن هو وقت العائلة ولم الشمل».
والتقى محلب أيضا خلال زيارته تنزانيا نائب رئيس وزراء نيجيريا، ورئيس الوزراء الكونغولى مؤكدا أن اللقاء لم يتطرق إلى مشروع ربط نهر النيل بنهر الكونغو.
وقال محلب: «مصر هى قلب إفريقيا النابض، وليس لها بديل سوى التقارب مع القارة». وإن هناك وفدا من 25 رجل أعمال تنزانيا كوفد تجارى لبحث فرص التعاون التجاري، كما تم الاتفاق على خط طيران سيفتتح أول أغسطس. واختتم محلب حديثه بالتأكيد على أن عودة مصر للاتحاد الإفريقى باتت أمرا واقعا، وأساسيا وغير قابل للشك أو النقاش، و الاتحاد هو كيان قوى ومصر ستكون داعما رئيسيا له. وقد شارك محلب أمس مراسم الاحتفال بمرور 50 عاما على توحيد شطرى تنزانيا (تنجانيقا وزنجبار)، التى أقيمت فى استاد «بنجامين مكابا» الوطنى بدار السلام، نيابة عن الرئيس عدلى منصور وحضر المراسم 21 رئيس دولة وحكومة من إفريقيا والخارج.
وكان محلب قد زار المركز الإسلامى المصرى فى دار السلام، بعد وصوله إلى العاصمة التنزانية قادما من نجامينا، وألقى كلمة أشاد فيها بالعلاقات المصرية ـ التنزانية وبدور الأزهر الشريف، وقال إن الإسلام دين يفيض بالحب والرحمة، ولا يعرف الغلو والتشدد، مشيرا إلى أن علماء الأزهر يحملون لواء الإسلام الوسطى جيلا بعد جيل، وطالب دعاة التشدد بالعودة إلى رشدهم، ودعا المتطرفين إلى التخلى عن نزعات العنف والإرهاب، فالإسلام دين يدعو إلى السلام «ولن يفلح من يحاولون تشويه سماحته»، وكانت مصر قد أنشأت المركز الإسلامى فى دار السلام عام 1968.
وصرح السفير حمدى لوزا مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية، بأن هناك تحركات دبلوماسية مصرية مكثفة حاليا مع المفوضية العامة للاتحاد الإفريقي، لإطلاعها على التطورات السياسية فى البلاد، وتأكيد التزام مصر ببنود خريطة المستقبل للانتقال الديمقراطى، وأوضح أن استئناف أنشطة مصر بالاتحاد الإفريقى رهن باستكمال جميع بنود خريطة المستقبل.
وتعقد لجنة السلم والأمن الإفريقية اجتماعا بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية فى 5 يونيو المقبل، وسوف ترفع تقريرا متكاملا بهذا الشأن إلى القمة الإفريقية المزمع عقدها يومى 26 و27 يونيو المقبل فى ماليبو عاصمة غينيا الاستوائية.
ومن جهة أخري، يواصل خبراء وزارة الرى المصرية عملهم فى عدة مناطق تنزانية، بهدف الانتهاء من حفر مائة بئر ارتوازية لتوفير مياه الشرب بالمناطق النائية، وكانوا قد سلموا أكثر من 30 بئرا منها للسلطات المحلية بالفعل.