كواليس إعداد برنامج «السيسى» الانتخابى

كواليس إعداد برنامج «السيسى» الانتخابى
عمرو موسى طلب من «السيسى» حسم موقفه من الترشح وعدم التلاعب بمشاعر الناس فى اجتماع عاصف.. ويتولى منصب مستشار الحملة والمتحدث الرسمى

علمت «الوطن» أن المشير عبدالفتاح السيسى أشرف على وضع اللمسات الأخيرة من برنامجه الانتخابى المنتظر إعلانه بعد استقالته، وخلعه للزى العسكرى، وترشحه للرئاسة، وقال مصدر مقرب من «السيسى» إن المشير اعتمد على العديد من الكفاءات فى وضع برنامجه الانتخابى، وراعى العمل فى مسار متوازٍ على كافة الملفات، مؤكداً أن البرنامج أحيط بسرية بالغة، وأن العاملين على كل ملف من البرنامج لم يكونوا على علم بالعاملين فى الملفات الأخرى، وأن حظراً إعلامياً فرض عليهم، وتم منعهم من الحديث عما قاموا به قبل قبول استقالة المشير رسمياً.

«المشير» رفض إدراج مشروع «المليون وحدة سكنية» ضمن برنامجه.. واشترط أن تكون الوحدة ثلاث غرف وبناء مكاتب لتحفيظ القرآن

وقال المصدر نفسه لـ«الوطن» إن اجتماعاً مغلقاً دار بين السيد عمرو موسى، والمشير السيسى قبل فترة، بناء على طلب «موسى»، الذى تربطه علاقة طيبة بـ«السيسى»، وأن رئيس لجنة الخمسين طلب من «السيسى» بشكل صارم وحاد أن يعلن موقفه صراحة، ولا يتأخر عن حسم قرار ترشحه للرئاسة، مؤكداً أن التأخر وعدم الحسم فيه تلاعب بمشاعر الناس فى وقت صعب يمر به الوطن، وهو ما استقبله «السيسى» بتفهم شديد وتقدير كبير، وما جعله يشير فى كلمته التالية بإحدى الندوات التثقيفية للقوات المسلحة لاستحالة أن يدير ظهره للشعب المصرى، فيما اعتبر أول إشارة واضحة وصريحة لترشحه للرئاسة.
وسيلعب السيد عمرو موسى -وفق المصدر- دوراً كبيراً فى المرحلة المقبلة، كمستشار لحملة «السيسى»، وربما كمتحدث رسمى باسمها، وهو ما لم يحسم بعد حتى الآن.

محمد العريان وضع ملامح البرنامج الاقتصادى ورفض تولى مناصب.. وهانى عازر يساهم فى تطوير السكك الحديدية

من ناحية أخرى، علمت «الوطن» أن «السيسى» رفض إدراج منحة المليون وحدة سكنية المهداة من الإمارات العربية المتحدة للشعب المصرى ضمن برنامجه الانتخابى، وقال «السيسى» للقريبين منه هذه المنحة للشعب المصرى وليست لعبدالفتاح السيسى، وطلب المشير من شركة أرابتك، المنفذة للمشروع، زيادة مساحات الوحدات السكنية، مؤكداً أن أغلب من سيسكنون فيها من محدودى الدخل، أو المقبلين من أماكن عشوائية، وأنه لن يخرجهم من (زنقة) إلى (زنقة)، على حد قوله، مشترطاً أن تكون الوحدات السكنية من ثلاث غرف، مشيراً للأخبار المفزعة والإحصائيات التى اطلع عليها بخصوص حالات زنا المحارم فى مصر والعالم العربى، وطالب «السيسى» أن يحتوى المشروع على مسجد وكنيسة، ويلحق بالمسجد دار مناسبات ومراكز لتحفيظ القرآن، ورد «السيسى» على ارتفاع تكلفة الوحدات السكنية فى هذه الحالة قائلاً: نستطيع أن نعوضها من ميزانية وزارة الداخلية، لأن رعايتى لأطفال وحفظهم للقرآن يحمى الوطن من أن يصبحوا مجرمين فى المستقبل. وفيما يخص البرنامج الانتخابى لـ«السيسى»، علمت «الوطن» أن اجتماعات عديدة بين القائمين على إعداده تمت فى بعض دور القوات المسلحة المسموح بدخولها للمدنيين ابتعاداً عن شبهة استغلاله لمنشآت القوات المسلحة، وقال «السيسى» للقريبين منه فى الاجتماعات التحضيرية إنه لا يريد أن تكون هناك وجوه محروقة أو مكروهة فى حملته الانتخابية، مؤكداً أن كثيرين من الذين تحدثوا باسمه فى الفترة السابقة أساءوا إليه، وسحبوا من رصيده، وأنه لا مكان لمنافق فى حملته، كما أكد «السيسى» على ضرورة الإعلان عن متحدثين رسميين باسم الحملة بعيداً عن الوجوه التى تصدرت المشهد فى الفترة السابقة، وتحدثت باسمه دون موافقته، وأنه لن يسمح لأحد بالإدلاء بتصريحات سوى دائرة واحدة ومقربة لا يعتد بأى أخبار أو أنباء تأتى من غيرها، كما شدد المرشح المنتظر للرئاسة على عدم الاستعانة برموز نظام مبارك فى حملته، أو فى صياغة برنامجه الانتخابى، مؤكداً أن نظام مبارك صفحة وانتهت تماماً دون رجعة.

استبعاد «الوجوه المحروقة والمكروهة» ورموز نظام حسنى مبارك من الحملة.. وتشديدات بعدم التحدث باسم المشير السيسى

وعلمت «الوطن» أن «السيسى» طلب من القائمين على حملته التواصل مع الكفاءات المصرية الموجودة خارج مصر للاستفادة من خبراتها، وأنه تحدث مع الخبير الاقتصادى العالمى محمد العريان، مستشار أوباما الاقتصادى، للاستفادة من خبرته، وقد رحب «العريان» بهذا التواصل، لكنه اعتذر عن تولى أى مناصب مستقبلية، معللاً ذلك بابتعاده لفترة كبيرة عن الواقع فى مصر، وأنه يفضل دوره كاستشارى، ووضع «العريان» ملامح البرنامج الاقتصادى لـ«السيسى» مرشحاً بعض الأسماء لدراسته والانتهاء منه والإشراف على تنفيذه كان على رأسها د.هانى سرى الدين، رئيس هيئة سوق المال الأسبق، كما قدم الباحث أحمد السيد النجار دراسة اقتصادية للحملة تمت الاستعانة بها فى البرنامج. كما تواصلت حملة «السيسى» مع المهندس المصرى الألمانى هانى عازر، الذى أشرف على بناء محطة قطارات برلين، ونال الجنسية الألمانية تقديراً لدوره فى تطوير محطات السكك الحديدية فى أوروبا، وقد عقد «عازر» اجتماعاً مع «السيسى» على هامش زيارته الأخيرة لمصر، وتم الحديث معه حول تطوير منظومة سكك الحديد المصرية. وفى الصدد نفسه قدم الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز رؤيته لإصلاح الإعلام فى مصر من خلال دراسة كاملة عكف عليها «السيسى» وفريق من الأساتذة الأكاديميين المعاونين للحملة، مستبعداً عدداً من الإعلاميين المعروفين بتأييدهم لـ«السيسى» من الحملة أو البرنامج.
ويشغل الدكتور عمرو الشوبكى، أستاذ العلوم السياسية والنائب البرلمانى السابق، منصب المستشار السياسى لحملة «السيسى»، التى استعانت بأساتذة من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية لصياغة البرنامج، والذى ضم أيضاً ضمن معديه اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الأمنى وضابط المخابرات الأسبق.