يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

يا اهل العرب والطرب
-[welcoOome]--
مرحبا بك ايها الزائر الكريم
مرحبًا بك ما خطّته الأقلام من حروف
مرحبًا عدد ما أزهر بالأرض زهور
مرحبا ممزوجة .. بعطر الورد .. ورائحة البخور
مرحبا بك بين إخوانك وأخواتك
منورين المنتدى بوجودكم ايها اعضاء وزوارنا الكرام
تحيات الادارة/يا اهل العرب
يا اهل العرب والطرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اسلامي ثقافي رياضي فن افلام صور اغاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الزعيم محمد كريم

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1متميز الزعيم محمد كريم الإثنين ديسمبر 23, 2013 5:46 pm

Admin

Admin
مدير الموقع

الزعيم محمد كريم 9k=
محمد كريم
شهيد الوطنية
محمد كريم هو بطل عظيم من أبطال الاسكندرية ويعتبر أول كلمة فى سطر الكفاح الوطنى فى ملحمة النضال المصرى ضد الغزو الاجنبى فى التاريخ الحديث
كما كان أول شهداء الحملة الفرنسية ممن كانوا يشغلون منصباً عاما حيث وقف فى وجه نابليون وكليبر و قاومهما من خلال حرب العصابات التى أدارها بأقتدار وأدار المقاومة الشعبية ضد الغزو الفرنسى بكفاءة كبيرة.
مولد محمد كريم
ولد محمد كريم بحى الأنفوشى فى منتصف العقد الرابع من القرن الثامن عشر الميلادى و إن كان البعض يقرر أن مولده بعد ذلك بعشر سنوات أى نحو سنة 1745 م وذلك نتيجة لعدم وجود سجلات لمواليد ذلك العصر ولكن يغلب التخمين ان محمد كريمولد ربما عام 1740 م .
لقد كان الابن الذكر الوحيد له وكانت والدته لا تقدر على الانجاب فكان يخشى عليها من الحمل وعندما انجبت محمد كريم ازداد فرحاً وانطلقت الزغاريد واعطى مبلغا كبيرا للقابلة التى ولدت زوجته و أنذر أبنه لخدمة الدين وقد كان والد محمد كريمرجلا متديناً فعلم أبنه العلوم الدينية و مبادئ القراءة و الكتابة فى أحد الكتاتيب بالإسكندرية ثم أرسله بعد ذلك إلى الازهر الشريف لاستكمال دراسته الدينية وظل بالأزهر عدة سنوات حظى فيها بقسط من العلوم الدينية و اللغة العربية و الفقه و الشريعة ولكنه ترك الازهر سريعا لوفاة والده وهو كان لايزال صبيا بغير مهنة و لا وظيفة ومما زاد الامر سوءا ان والده ترك اسرة كبيرة العدد ولم يترك عقار او مالا للأنفاق.
ولقد كان والد محمد كريم  يتمنى ان يرزقه الله بولد اخرى بعد أن أنجب عدداً من الاناث وذلك ليعينه غى الحياة
فكفله عمه واشترى له دكاناً صغيراً فى الحى، وكان «كريم» دائم التردد على المساجد ليتعلم فيها.
ولقد عمل فى أول أمره قبانيًا (أى وزانًا)، ثم تمت ترقيته إلى أن تقلد أمر الديوان والجمارك بثغر الإسكندرية، وعندما آلت السلطة فى مصر إلى اثنين من زعماء المماليك فى القاهرة وهما مراد بك وإبراهيم بك (فيما بين 1790 ـ 1798م)، عين مراد بك محمد كريم حاكمًا للإسكندرية ومديرًا لجماركها؛ وذلك لما لاحظه من مكانة كبيرة له عند أهل الإسكندرية، جاء عنه في الموسوعة العربية العالمية تقرير مفاده أن محمد كريم كان يعد من المناضلين في مصر ضد الاحتلال الفرنسي .
تولية حكم ثغر الاسكندرية و رشيد
لقد كان منذ الصغر يتعلم مبادئ التربية السياسية على يد والده وعرف الكثير مما يجرى حوله من الفرق المتصارعة على الحكم ” الاتراك العثمانيين , المماليك ” وذلك لاحتكاكه بالتجار وتحدثهم بالسياسة وتحليل الاوضاع السياسية على الساحة وأن البلاد تمثل لعبة الفريسة و الوحش وأن الفريسة هى مصر والوحش الوالى العثمانى وزبانيته و المحيطين به من المماليك .
لقد عرف محمد كريم الكثير عن الرسوم و الضرائب التى كانت تفرض على الشعب والتى كانت تثقل كاهله وتزيد من معاناته.
وفى سن العشرين كان محمد كريم بشيء من الثقافة الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية وحظ من المعارف الدينية .
كما كان يتمتع بلباقة فى الحوار ورهافة الحس بالإضافة الى خفة الروح وقوة شخصيته وجاذبيتها وحلاوة اللسان وسرعة الخاطر فتقرب منه الناس و أحبوه .
لقد أتصف بالأمانة وحسن التعامل مع الناس فذاع صيته فى كافة انحاء الاسكندرية حتى عرف اكثر الناس فيها ,وصار من من القبانيين المعدودين بها الى درجة أن لقبوه بلقب ” السيد ” مع أن مثل تلك الألقاب لا يتصف بها الا من يعودون بنسبهم  بجذورهم الى الروضة النبوية الشريفة .
لقد شهد الصراع بين المماليك و الوالى العثمانى وكان الذى ينال العواقب هو الشعب المصرى خاصة الصراع بين على بك الكبير و الوالى العثمانى المتغطرس ” راقم باشا “  والذى ادى الصراع بينهما الى عزله من قبل ” على بك الكبير ” رغم أنف السلطان العثمانى وقد سائه خيانة ” محمد بك ابو الدهب ” ضد سيده على بك الكبيرفقد عادت مصر الى الفوضى من جديد بسبب الصراع العثمانى المملوكى من جهة الصراع المملوكى على شياخة البلد  ” مراد بك – ابراهيم بك ” من جهة أخرى .
وفى خضم ذلك رأى مراد بك فى محمد كريم شجل قوى الشخصية فولاه نائبا عنه فى الاسكندرية مما سيجعله قادرا على إشاعة الامن فيها و جمع الضرائب منها وعينه حاكما على الاسكندرية و مديراً لجماركها و مشرفاً على ثغرها كما أسند إليه ثغر رشيد .
فأصبح محمد كريممحافظاً على الاسكندرية ورشيد حتى مجئ الحملة الفرنسية لمصر .
واجتهد محمد كريم فى عمله الجديد وأصبح مثلا للحاكم العادل حيث رسم لنفسه مجموعة من الاهداف التى ألتزم بها خلال ممارسة المسئولية و تتمثل هذه الاهداف فى :
   رفع المظالم عن الناس .
  توفير الخدمات لهم .
نشر الامن فيما بينهم .
ولقد ساعده على تنفيذ أهدافه بالرغم من الصراعات الدائرة و الظلم الواقع على كاهل المصريين قوة شخصيته و حزمة مع اللين و العفو فقد كان يقوم بجمع الضرائب المفروضة مع مراعاة أحوال الاهالى فلا يحملهم مالا طاقة لهم به وتظهر طهارة يدة وعفة نفسه فى أنه كان يستغل جزء من تلك الاموال على إصلاح شئونهم ورعايتهم فقد كانت الاسكندرية فى ذلك الوقت مدينة صغيرة يبلغ تعدادها 8.000 نسمة عمرانها متهدم وبيوتها أشبه بمبانى القرى و شوارعها ضيقة كثيرة التعاريج ومعظم سكانها فقراء … فالفرق كبير بين ذلك العصر وما كانت عليه سابقا وما هى عليه الان من العظمة و الجمال .
محمد كريم و الحملة الفرنسية
لقد أختلف المؤرخون فيما بينهم فى تقدير أهمية تلك الحملة الفرنسية حيث بالغ البعض فى تقدير أهميتها من حيث اعتبرها البعض انها مفتاح التقدم لكل ما حدث من تطور فى مصر.
وقال البعض انها لم تكن سوى وسيلة لأستثارة عزائم كانت تسعى للتعبير عن نفسها .
ويمكن أن نؤكد أن الحملة الفرنسية حينما جاءت إلى مصر كان الصراع بين المماليك وبين الشعب على اشده فقد ثار المصريين عام 1795 م ثورة ضخمة ضد أمراء المماليك عرفت فى بعض مراجع المعاصرة ب ” ثورة العهد الاعظم المصرية ” تشبها بثورة النبلاء بإنجلترا ” الماجنا كارتا ” والذى فيه أقر الملك جوان الثانى عام 1215 م بعدم فرض ضرائب على الشعب الا بموافقه ممثليه من النواب .
وقد حصل الشعب على وثيقة تاريخية من المماليك و على رأسهم شيخى البلد ” مراد بك و ابراهيم بك ووقعها بخاتمه الوالى العثمانى و سميت تلك ” الحجة الشرعية “
لقد جاءت الحملة الفرنسية الى مصر بقيادة بونابرت وكان محمد كريم لا يتجاوز من العمر الستين عاما وتصادمت احلام كلا الرجلان رجلا يدافع عن وطنه و رجلا حالماً طامعا فى انشاء امبراطورية قاعدتها مصر .
فقد بدأ تجهيز الحملة  12 أبريل 1798م وكانت مؤلفة من 134.000 جندى وضم ايضا حوالى 500موظف وصحبت الحملة لجنة عملية يرأسها العالم الفرنسى ” كافاريلى ” وقد تسلل إلى الحملة ايضا حوالى 300إمرأة من زوجات الرجال المشاركين فيها .
وقد حمل نابليون معه اول مطبعة تدخل مصر زودها بحروف كاملة لاتينية و يونانية و أستحدث فى مصر حروفاً عربية ورافقه أربعة مترجمين على رأسهم المستشرق الفرنسى ” دى فنتور “
وقد نظم نابليون جنوده فى 5 فرق وضع على رأسها الجنرالات ” ديزييه و كليبر و باراجيه و رينييه و بون “وجعل على رأس المدفعية الجنرال ” دين مارتن ” وعلى الفرسان الجنرال ” ديماس “
وجاءت الحملة لكى تنصر 65 تاجرا فرنسياً ضد المماليك .
اسندت حكومة الادارة لنابليون قيادة الحملة مع اسناد مهام له فى صورة بنود
   البند الاول : تقرر إعطاء القيادة البحرية و البرية لبونابرت
البند الثانى:فقد طلب من القائد العام طرد الإنجليز من كافة ممتلكاتهم فى الشرق ومن الجهات التى يستطيع الوصول إليها و التغلب عليها وبالأخص المراكز التجارية فى البحر الأحمر
البند الثالث :خاص بتنفيذ مشروع لربط البحر الاحمر بالبحر المتوسط واتخاذ كافة الوسائل لتسيطر فرنسا على البحر الاحمر والتجارة فيه
البند الرابع : كلف نابليون بونابرت بالعمل على تحسين أحوال المصريين
البند الخامس : يوصى بالمحافظة على العلاقات الحسنة مع السلطان العثمانى
البند السادس : على ان تظل هذه الاوامر و التعليمات غير المطبوعة وسرية
خرجت من ميناء طولون بفرنسا فى 19 مايو 1798 م  و لا يعلم أحد بوجهتها خوفا من تسرب الاخبار لإنجلترا وتوجه فى البداية لجزيرة مالطة الذى أحتلها من فرسان القديس يوحنا حيث في 9 يونيو ظهر الأسطول الفرنسي إزاء سواحل مالطا ولقد كان الأدميرال الانجليزى نيلسون ” قد أسر قبل إبحار قافلة نابليون بيومين سفينة فرنسية صغيرة وعلم من استجواب بحارتها أن استعدادات ضخمة تجرى فى طولون لخروج حملة عسكرية ولكنه عجز على معرفة وجهتها ، وكانت حكومة الإدارة قد قدمت رشوة لرئيس جماعة فرسان مالطا وذوي الشأن فيهم لتكون مقاومتهم شكلية ونتيجة لهذا استولى الفرنسيون على الحصن المنيع الممول جيدا في هذه الجزيرة بسهولة ولم يفقدوا في سبيله سوى ثلاثة رجال• وتأخر نابليون في الجزيرة أسبوعا ليعيد تنظيم إدارة الجزيرة على نمط الإدارة الفرنسية وكان ألفريد ده ڤينه الذي سيصبح شاعرا فيما بعد يومئذ في الثانية من عمره، وقد قدموه لنابليون، فرفعه وقبله، وقال ألفريد – فيما بعد – عندما أنزلني بعناية إلى سطح السفينة، كان قد كسب إلى جانبه، عبداً آخر يضاف إلى عبيده. وعلى أيه حال فإن نابليون ذلك الرجل الشبيه بالإله عانى دوار البحر طوال فترة الإبحار إلى الإسكندرية تقريبا، وفي هذه الأثناء درس القرآن.
وأطلق سراح المسلمين المعتقلين بها ليتركوا اثر طيب لدى المصريين قبل وصول الحملة وأسر حوالى ألفين من أهلها يجيدون العربية ليصبحوا مرشدين له , ولقد شعرت إنجلترا بسعى فرنسا لاحتلال مصر
ففى 27 يونيو قام الاميرال ” نيلسون ” المكلف بتتبع الاسطول الفرنسى بإرسال الكابتن ” هاردى ” على ظهر السفينة ” موتين ” ليعرض على المدينة حماية الاسطول البريطانى ولكن ” محمد كريم ” حاكم المدينة رفض تلك الحماية بقوله .
” إن هذه بلاد السلطان وليس عندنا أوامر بذلك وإن الفرنساوية غير ممكن أنهم يحضرون إلى بلادنا ولا لهم فى أرضنا شغل , ولا بيننا و بينهم عدواة ” وعندما يأس ” هاردى ” من محمد كريم لم ينس ان يهدده بقوله ” إنكم سوف تندمون على عدم قبولكم إيانا “
وفى هذا ذكر الجبرتى فى كتابه مظهر التقديس ” أنه يوم الخميس الثامن من شهر يونيو حضر الى الثغر عشرة مراكب من مراكب الانجليز ووقفوا على البعد بحيث يراهم أهل الثغر وبعد قليل حضر خمسة عشر مركباً ايضا فأنتظر أهل الثغر ما يريدون وإذا بفايق صغير مكون من عشرة أنفار واجتمعوا بكبار البلد و فيهم قائد الثغر ” محمد كريم ” فأخبروهم أنهم حضروا للتفتيش على الفرنسيس لانهم خرجوا بعمارة عظيمة يريدون جهة من الجهات ولا ندرى اين قصدهم فربما دهموكم فلا تقدرون على دفعهم , “
فلم يقبل السيد محمد كريم لأنه ظن انها مكيدة وجاوبوهم بكلام خشن
فرد رسل الانجليز ” نحن نقف بمراكبنا فى البحر محافظين على الثغر , وتمدونا بماء وزاد بثمنه “
فكان رد  محمد كريم هذه بلاد السلطان , وليس للفرنسيس ولا غيرهم عليها سبيل , فاذهبوا عنا “
وهددهم انهم اذا لم يغادروا الميناء سيطلق عليهم المدافع والتى كان يبلغ عددها 4 مدافع قديمة عفا عنها الزمن .
وصول الحملة إلى الاسكندرية :
وصل للإسكندرية  ” نابليون بونابرت ” و أرسل  إلى الثغر السفينة الفرنسية ” جوتو ” لتلتقى بالسفير الفرنسى ” مجالون ” لاخباره بوصول الحملة و يستعلم عن أحوال الثغر و أهله وعن حال الفرنسيين به .
فى 2يوليو 1798 م وفى اول بيان أذاعه على الجنود قبل النزول الى البر فى الاسكندرية أكد الهدف قائلا :
” أيها الجنود , سوف توجهون إلى إنجلترا الضربة القاضية التى لم تكن تتوقعها أو تخطر لها على بال
و سوف نقضى على المماليك عملاء انجلترا و الذين يعملون لحسابها و يحاربون تجارتنا و ينزلون بهم كل ضروب الإهانة سوف نسحقهم ولن تقوم لهم قائمة بعد بضعة ايام من هبوطنا .
أن المدينة الاولى التى ننزل اليها تستمد اسمها من الاسكندر الاكبر , وهو الذى أقامها و فى كل شبر و خطوة سوف نجد أثر أو ذكرى نستلهمها فى معاركنا و إنجازنا “
وعقب ذلك أرتدى نابليون قلنسوة و عباءة شرقية و قام ” نابليون بأنزال خمس الاف جندى فى منطقة ” الدخيلة و العجمى ” غرب الاسكندرية وقد وصلت تلك القوات لأسوار المدينة و إتخذ نابليون من ” منطقة عمود السوارى ” معسكراً له يتابع منه القوات .
مقاومة محمد كريم  للحملة الفرنسية
ولقد حدثت مقاومة من حاكم الاسكندرية محمد كريم و الاهالى للقوات الفرنسية فسرعان ما رأه القناصة العرب حتى أنطلقوا فى شوارع المدينة يدقون بتكبيراتهم و صيحاتهم ناقوس الكفاح وهب الأهالى من ديارهم إلى الشوارع كل يحمل ما ملكت يداه من سلاح بدائى ولقد قرر الزعيم محمد كريم و مشايخ المدينة مواجهة الاحتلال و المقاومة فقد أعتلى كل شيخ منهم مع من اجتمع لديه من المقاتلين أسوار المدينة و أسطح المنازل و تحصنوا خلف الأبواب و النوافذ وقد شاركهم شرف الدفاع والكفاح النساء والاطفال وتحصن محمد كريم ومعه عدد من الفرسان لا يتجاوز عددها أربعمائة فى قلعة قايتباى انتظاراً لمجئ نابليون.
ولقد أرسل الزعيم  محمد كريم عندما رأى خمسمائة سفينة تحيط بالميناء  الى ” مراد بك ” قائد المماليك فى القاهرة رسالة يقول فيها .
” إن العمارة التى حضرت مراكب عديدة مالها أول يعرف , ولا أخر يوصف لله ورسوله داركونا بالرجال “
ولقد أنعقد الديوان و اتهم مراد بك الدولة العثمانية بأنها وراء هذه الحملة وتم نفى الوالى العثمانى فى حين كان ” نابليون ” يقسم قواته لثلاث فرق .
الاولى الى الغرب بقيادة ” مينو “
الثانية فى الجنوب بقيادة ” كليبر “
الثالثة بقيادة ” بون “
ومع ان الاسوار كانت ضعيفة و التحصينات سيئة الان ان المدافعين من داخل المدينة أمطروا الفرنسيين بوابل من الاحجار و الرصاص من كل جانب من أسطح المنازل و نوافذها انصبت عليهم كالمطر الجارف فقد انهال على رجال الحملة وابل من الرصاص من احدى النوافذ اطلقها رجلا وزوجته وظل يطلقان الرصاص حتى اقتحم منزلهما فرقة من جنود الحرس فمثلو بهما أبشع تمثيل واسفل القلعة دارت معارك طاحنة بين الاهالى و الغزاة فقد فيه بونابرت بعض قواد جيشه الكبار وعلى رأسهم الجنرال ” ماس ” وخمسة ضباط اخرين كم اصيب الجنرال ” مينو ” بضربة حجر على رأسه أسقطته من أعلى السور الذى يشرف منه على هجوم رجاله كما أصيب الجنرال اسكال برصاصة من أحد أفراد المقاومة الشعبية فأصابته بجرح كبير فى رأسه أما الجنرال كليبر فقد أصيب بطلق نارى فى جبهته كاد يقضى عليه .
وعندما رأى نابليون ان مقاومة الاهالى العزل افقدته فى ساعتين كما ورد فى مذكراته بأن مقاومة الاهالى أزدادت شراسة فأفقدته أكثر من ثلاثمائة .
فأضطر  الى مفاوضة كبار الاهالى من الشيوخ طالباً منهم التدخل للكف عن القتال واما سيندمون اذا استمروا على المقاومة فأذعن الاهالى .
اما محمد كريم فقد ظل معتصماً بالقلعة مع رجاله , وبعث إليه  بونابرت يطالبه بالتسليم فأبى وظل يقاوم بأستماته ولكنه وجد ان المقاومة لا تجدى وأن المدينة معرضة للتدمير وأن مالديه من عتاد أضعف من أن يقاوم هذا الجيش العظيم الذى هزم الكثير من الجيوش الاوربية كما قام ” أدريس بك ” قائد السفينة العثمانية الراسية بالميناء بعرض خدماته للتوسط فى تسليم المدينة فكلفه نابليون بأخبار الاهالى و المشايخ و العلماء الموجودين بها ان لا مزيد من المقاومة والا سيضطر للقضاء عليهم جميعا بمدافعه و قواته .
إضطر محمد كريم إلى الكف عن القتال لقلة مامعه من الذخيرة وخوفاً على المدينة من المزيد من التدمير وتلقاه بونابرت لقاء البطل للبطل وفى مجلس جمع مشايخ المدينة و أعيانها قال له
” لقد أخذتك والسلاح فى يدك , وكان لى أن أعاملك معاملة الأسير ولكنك استبسلت فى الدفاع بشجاعة ولما كنت أعد الشجاعة عنصرا لا ينفصل عن الشرف فإننى لايسعنى إلا أن أعيد إليك سلاحك أمل أن تبدى للجمهورية الفرنسية من الإخلاص ما كنت تبديه لحكومة رديئة “
لقد قدر بونابرت فى السيد محمد كريم روح البطولة والإقدام فأراد أن يستميله اليه فأعاد اليه سلاحه ولم يمسه بسوء , ثم أمر برسم صورة له لحفظها لديه وتقبل ” محمد كريم ” ان يدخل ظاهريا فى صفوف الاعداء ويزرع الشوك لهم فى طريقهم وذاك أيسر أن يزرع له من أن يكون بعيدا عن مسرح الأحداث .
* ولقد ورد فى الرسالة التى أرسلها نابليون لحكومة الادارة وصف فيها أهل الاسكندرية ” أن الاهالى جعلوا كل بيت قلعة يتحصنون فيها و يدافعون عن مدينتهم بكل بسالة “
* كما كتب الجنرال ” برتييه ” رئيس أركان الحملة فى رسالته إلى الخارجية الفرنسية بتاريخ 6 يوليو 1798  يقول فيها ” إن الاهالى دافعوا عن اسوار المدينة دفاع المستميت “
يقول الجبرتى عن دفاع الاهالى:-
” كل ذلك و أهل البلدين يدافعون عن بلدهم وعن أنفسهم و أهلهم ولما أعياهم الحال وعلموا أنهم مأخوذون بكل حال , وليس عندهم للقتال استعدادا أخلوا الابراج من ألات الحرب و البارود , طلب أهل الثغر الأمان فأمنوهم ورفعوا عنهم القتال ومن حصونهم أنزلوهم ونادى الفرنسيس بالامان فى البلد ورفع بنديراته عليها وطلب أعيان الثغر فحضروا بين يديه فألزمهم بجمع السلاح و إحضاره إليهم و أن يضعوا الجوكار فى صدورهم فوق ملبوساتهم “

  • وقد سجل مسيو ” فيفيان ” أحد ضباط الحملة الفرنسية الذى كان حاضرا هذا المجلس التأثيرات التى لاحظها على وجه السيد محمد كريم بعد إعلان العفو عنه بقوله .


” لقد لاحظت على ملامح هذا الرجل الذكاء و الدهاء و كأنما كان يكتم عواطفه عنا”
مما أدى ذلك الى تسليم ” الزعيم محمد كريم ” المدينة و دخلها ” نابليون ” بقواته وبالرغم من التسليم الا انه واجه مقاومة من الاهالى ايضا .
وقد  قدر ” بونابرت ” خسائر الجيش الفرنسى فى الهجوم على الاسكندرية فى رسالته لحكومة الادارة بثلاثين قتيلا , وثمانين إلى مائة جريح وقدرها بعد ذلك فى مذكراته بثلاثمائة ما بين جريح و قتيل , و أمر بدفن قتلى الفرنسيين حول عمود السوارى فى أحتفال عسكرى كبير , ونقشت اسماؤهم على قاعدة عمود السوارى .
بينما خسرت الاسكندرية من سبعمائة الى ثمانيمائة بين قتيل و جريح .
كما قام بتزيع منشورات على الاهالى فى 2 يوليو 1798م ونص المنشور كما أورده المؤرخ الجبرتى .
( ” بسم الله الرحمن الرحيم لا إله الا الله ” لا ولد له , ولا شريك فى ملكه , من طرف الجمهور الفرنساوية المبنى على اساس الحرية و التسوية السر عسكر الكبير بونابارت أمير الجيوش الفرنساوية , يعرف أهالى مصر جميعهم أن من زمان مديد السناجق الذين يتسلطنون فى البلاد المصرية يتعاملون بالذل و الاحتقار فى حق الملة الفرنساوية , ويظلمون تجارها بأنواع التعدى فحضر الان ساعة عقوبتهم واحسرتاه من مدة عصور طويلة هذه الزمرة المماليك المجلوبين من بلاد الابازا وغيره يفسدون فى الاقاليم الاحسن الذى لا يوجد فى كرة الارض كلها أما رب العالمين القادر على كل شئ فقد حتم انقضاء دولتهم , يأيها المصريين ” قد يقولون لكم أننى ما نزلت بهذا الطرف إلا بقصد إزالة دينكم فذلك كذب صريح فلا تصدقوه , وقولوا للمفترين إننى ما قدمت إليكم إلا لكما لأخلص حقكم من يد الظالمين أننى أكثر من المماليك أعبد الله سبحانه و تعالى و أحترم نبيه محمدا , والقرأن العظيم ,وأن جميع الناس متساوون عند الله وأن الشئ الذى يفرقهم من بعضهم بعضاً فهو العقل و الفضائل و العلوم فقط وبين المماليك ما العقل و الفضائل والمعرفة التى تميزهم عن الاخرين و تستوجب أنهم يتملكون وحدهم كلما يحلوا به حياة الدنيا حيثما توجد أرض مخصبة فهى مختصة للماليك و الجوارى الاجمل و الخيل الاحسن و المساكن الاشهى فهذا كله لهم خاصاً . إن كانت الارض المصرية ألتزام للمماليك فليونا الحجة التى كتبها لهم الله فليكن رب العالمين هو رءوف وعادل على البشر بعونه تعالى من اليوم و صاعداً , لايستثنى أحدا من الاهالى عن الدخول فى المناصب السامية وعن أكتساب المراتب العليا فالعقلاء و الفضلاء و العلماء بينهم سيدبرون الامور , وبذلك يصلح حال الامة كلها )
ووزع هذا المنشور على الاهالى عند دخوله المدينة كما أرسله الى بالقى الاقاليم التى ستمر عليها الحملة مع الاسرى و الملطيين لكى يدخل الناس فى الامان و الطاعة .
  كما أصدر نابليون خمسة أوامر كان على المصريين الخضوع لهم :
   تقوم كل قرية واقعة فى طريق الجيش الفرنسى برفع العلم الفرنسى و أرسال نواب عنها لتقديم الطاعة .
كل قرية تقاوم الفرنسيين تحرق بالنار .
  كل قرية تعلن الطاعة و تقوم برفع العلمين الفرنسى و العثمانى .
  على المشايخ بكل قرية التحفظ على أملاك المماليك .
  على الناس الانصراف لأعمالهم و عبادتهم والدعاء للسلطان العثمانى و الحكومة الفرنسية ويقومون بلعن المماليك .
لقد أراد بونابرت أن يبدى للأهالى قدرا من التسامح فأصدر أوامر بحرية العبادة كما أمر جنوده بالبعد عن السلب و النهب , وترك امر القضاء فى أيدى المماليك , كما أوضح أختصاصات ديوان الاسكندرية وهى النظر فى شكاوى الاهالى و احتياجاتهم ولقد تألف من ” محمد كريم و الشيخ المسيرى و خمسة من الاعيان ” لمعاونة كليبر فى حكم المدينة .
  وترك احد ضباط الحملة الكبار و هو القائد ” كليبر ” حاكما للإسكندرية و ” محمد كريم” محافظاً عليها
كما عين الجنرال ” مينو ” حاكما على رشيد
وغادر نابليون الاسكندرية فى 7 يوليو 1798 م وقد أوصى الجنرال ” كليبر ” أن يبذل كل ما بوسعه للحفاظ على العلاقات الودية بين الفرنسيين و الاهالى إلا انه فرض على الاهالى غرامة حربية قدرها 150 ألف فرنك فرنسى
ولقد ذكر احد الضباط المشاركين فى الحملة عن وصف اهالى الاسكندرية  وهو”  جوزيف مارى مواريه
“سكان الاسكندرية وهم اول من وقعت عينى عليهم من الافارقة فتلك هى الصورة التى انطبعت فى ذهنى عنهم بصفة عامة هم أشداء , مفتولو العضلات , طوال القامة , بشرتهم بين السمرة الخمرية و الداكنة , لا يستر اجسامهم سوى بعض الاسمال البالية التى تلتف بصورة غريبة حول اجسادهم , ويضعون على رأسهم خرقا ملفوفة كعش العصافير و يسمونها عمامة وهم لا يرتدون جوارب أو احذية كما يسير البعض كما شكلتهم الطبيعة , وتلك هى الطبقة الفقيرة من الشعب وهم مزارعون يعملون لدى المماليك الذين يملكون كل شئ من بيوت و أراض و ممتلكات يحصلون منها على عائد سنوى كبير ولا يختلف رداء الاغنياء  عن الفقراء إلا بجودة وجمال الثوب ……… “
كما يسهب فى وصف البيوت و الاماكن التى مرت عليها الحملة فى الاسكندرية .
أما بالنسبة للزعيم  محمد كريم
عندما عينه ” نابليون ” محافظاً على المدينة  ليستميله الى الفرنسيين و أقناعه بالتعاون معهم او على الاقل الوقوف على الحياد وكان بالاضافة لذلك إرضاءاً لأهل الاسكندرية وكتب نابليون لأحد مترجمى الحملة المدعو ” فيفيان دينون ” ليبلغ محمد كريم ذلك الوضع وقد دخل ” دينون ” على نابليون الذى أجبره بإخلاص ” الحاكم المصرى ” ورأى من الحكمة أن يحتفظ به فى المنصب الذى كان يشغله .
وكان الخطاب الذى وجهه نابليون لمحمد كريم على النحو التالى :-
إلى السيد ” محمد كريم “
” المعسكر العام بالإسكندرية فى 19 ” ويدور ” من السنة السادسة على مرور ثورة فرنسا ” 7 يوليو سنة 1798 م ” لقد سر القائد العام سرورا تاما من الخطة التى سلكها محمد كريم منذ قدوم الجيش الفرنسى و إعراباً عن هذا السرور عينه فى وظيفة محافظ دائرة الاسكندرية و ستصل اليه الاوامر بواسطة الجنرال كليبر القومندان العام للجبهة وهذا لا يمنعه ان يراسل القائد العام متى شاء و على الجنرال كلير أن يطلب منه كل ما يقتضيه مهام الجيش الفرنسى .
محمد كريم  قائد المقاومة السرية  ضد الغزاة .
لقد عاد محمد كريمإلى منصبه وهو أشد كرها لأعداء الوطن فكان شديد الحزن على ما ألت له الاسكندرية و أهلها وعلى كل بيت يبكى لما سقط منه صرعى من الاحتلال  كما انه جعل مدينة الاسكندرية فى شبه حصار بحرى شل حركة السفن وعطل التجارة التى هى أكبر مورد لثرواتهم فأصبحت البيوت خالية من الزاد و البطون خاوية و مجالس السمر وحلقات الانس قد أنفضت ورأى حال البلاد و العباد التى يبكى لها القلب حرقتاً .
وصمم على المقاومة وان لا ينعم المحتل بالراحة و الامان فى البلاد و بينما هو يخطط لذلك جاءه أحد المترجمين من رسل الجنرال كليبر الذين يتولون تبليغه أومر هذا القائد وقد عرف منه ان كليبر قد عزم على إيفاد كتيبة عسكرية بقيادة الجنرال ” ديبوى ” الى خارج الإسكندرية للتفتيش على الحاميات المعسكرة فى بعض قرى البحيرة .
فأتصل برجال المقاومة بالبحيرةو أصدر الاوامر للكتائب الفدائية بإبلاغ الاهالى بإخفاء الدواب و الماء و الجمال عن الكتيبة الفرنسية ليعطل مهمتها التفتيشية  لوضع العراقيل وزرع الاشواك فى طريقهم
كما بدأ يبث دعوة المقاومة سراً فى نفوس مواطنيه و العربان الضاربين حول الاسكندرية ضد الجيوش الفرنسية و تحريضهم على الاحجام عن مدهم بأية مساعدة أو معونة وشدد المقاومة السرية عليهم فى كل مكان و نشر روح الكراهية ضدهم فيما حلوا و حيثما ساروا .
ولقد ظهرت أثار تلك الدعوةعندما خرجت كتيبة من الاسكندرية يوم 17 يوليو 1798م ولكنها لم تسطع التزود بشئ من الجمال أو دواب الحمل , التى أخفاها أهل الاسكندرية وقت قيام الكتيبة و التى لم تلبث أن ظهرت بعد مغادرتها ونتيجة للمقاومة التى حشدها ” محمد كريم ” من عربان البحيرة والاهالى وجدت الكتيبة مقاومة عنيفة كلما تقدمت فى السير حتى بلغت ذروتها فى دمنهور حين أنقض عليها العربان من كل حدب وصوب يقومون بنهب و قتل جنود الكتيبة ففقد منهم ثلاثون ما بين قتيل و جريح واضطر الجنرال “ديبوى ” أمام عنف المقاومة وامام ضراوة التصدى الشعبى الى العودة للاسكندرية فى 26 يوليو وقد شجعت هزيمة”  ديبوى ” على القيام بعدة هجمات ضد جنود الحملة بجهة عمود السوارى فقتلت بعضاً منهم وجرحت البعض الاخر .
لم يكن الفرنسيون يتوقعون تلك المقاومة  وقد جاء فى تقرير ديبوى الذى كتبه الى قيادة الحملة ” انى أسف كثيراً لاننى لم اجد فى جولتى هذه مصريا واحدا يحمل الشارة الفرنسية”
ولقد أستنتج ديبوى من جولاته ان هناك مخابرات سرية بين الاسكندرية والمدن التى مرت بها الفرق ولاحظ أن اهالى دمنهور كانوا على علم بقدوم الفرنسيين قبل دخولهم وان الاهالى كانوا مستعدين لحربهم ومن ثم استعدوا لهذا اللقاء .
وبدأ كليبر يستقصى مع الجنرال ” ديبوى ” كيفية وصول أخبار الزحف الفرنسى على دمنهور ومن هم الذين وراءه ؟
ونظرا لما ابداه ” محمد كريم ” من الفرح والارتياح توجهت له أنظار كليبر بالشك بأن يكون له يداً فى أحباط تلك الحملة .
خصوصا مع كره ” كليبر ” له لانه كان يكره وجوده معه شريكا فى الحكم بالاضافة الى اعجاب نابليون بشجاعة الشيخ , وان كليبر كان يشعر ان ” محمد كريم ” يمثل رمزا للفدائية و للمقاومة بالنسية للشعب المصرى.
القبض على محمد كريم
فتم القبض عليه وتم أرساله الى أبى قير حيث تم اعتقاله بالباخرة الفرنسية ” أوريان “او ” أورينت ” وهى أحدى قطع الاسطول الفرنسى الراسية والمعقود لوائها للأمير ” برويس ” وطلب منه ان يتعامل مع ” محمد كريم ” معاملة كريمة و لعل ذلك بسبب خوفه من نابليون و السبب الثانى انه لم يكن متأكداً من الاتهام الذى وجهه لمحمد كريم ومن معه
ولقد وضح ” كليبر ” فى الرسالة التى أرسلها للقائد ” برويس ” حول سبب اعتقال محمد كريم” وبعض حاشيته .

https://taamelbyot.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى