السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدليل الكامل للزوجة المسلمة المطيعة لربها وزوجها
1ـ أن تناديه بأحب الأسماء إليه :11 ـ أكرمي ضيفه فهو إكرام له :
كل إنسانٍ يحب اسمه أو
اسماً أو كنية يشتهر بها ، ويحب كذلك أن ينادى بها وبأحب الأسماء إليه ،
وقد جاء في الحديث : { ثلاث يصفين لك ود أخيك : تسلم عليه إذا لقيته ،
وتوسع له في المجلس ، وتدعوه بأحب الأسماء إليه } . وهذا سيد الخلق محمد
صلى الله عليه وسلم يقول لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : { إني أعرف
عندما تكوني غاضبة مني تقولي ورب إبراهيم ، وعندما تكوني راضية عني تقولي
ورب محمد } .
2ـ أحسني اللقاء عند دخوله المنزل :
اللحظات الأولى لدخول الزوج المنزل يكون لها أبلغ الأثر في سلوكه بقية الوقت ، وحين تلقى المرأة زوجها متهللة الوجه مرحبة ، تهون عليه التعب والكدح خارج البيت ، وتأملي أيتها الزوجة الكريمة حال امرأة من اهل الجنة كيف أحسنت لقاء زوجها عند رجوعه ولم تشأ أن تعكر عليه صفو فرحه بعودته إلى داره ، ألا وهي أم سليم بنت ملحان رضي الله عنها .
فقد مرض ابنها أبو عمير ، وحضر زوجها أبو طلحة سفراً مفاجئاً اضطر أن يغادر المدينة ، فتطمئن زوجها
أن ابنها بخير حتى لا يتعطل عن سفره ، ويسافر الزوج ويشتد المرض على
الوليد فيُسلم روحه لباريها ، ويحكي ابنها أنس فيقول : قالت لأهلها : لا
تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه ، فجاء فقربت إليه العشاء فأكل
وشرب ، ثم تصنعت إليه أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك ، فوقع بها ، فما رأت أنه
قد شبع وأصاب منها ، قالت : يا أبا طلحة ، لو أن قوماً أعاروا عاريتهم أهل
بيت فطلبوا عاريتهم ، ألهم أن يمنعوهم ؟ قال : لا ، قالت : فاحتسب ابنك ،
قال : غضب أبو طلحة ، وانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فأخبره بما كان ، فقال : صلى الله عليه وسلم : { بارك الله لكما في غابر
ليلتكما } قال أنس : فحملت وأنجبت بعد ذلك عشرة أولاد كلهم يقرأون القرآن .
3 ـ أن يراكِ في أحسن صورة :
أوصت أم إياس بنت عوف
ابنتها ليلة زفافها وكان مما قالت : ( فلا تقع عينه منك على قبيح ، ولا
يشم منك إلا أطيب ريح ) . وأوصى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ابنته فقال
مما قال : ( وعليك بالكحل ، فإنه أزين الزينة ، وأطيب الطيب الماء ) .
وقالت إحداها لابنتها : ( عطري جلدكِ وأطيعي زوجك واجعلي الماء آخر طيبِكِ
) .
والرجل حين يرى زوجته في هيئة تعجبه يزداد حبه لها وقربه منها . وكيف تبدوا الزوجة في أحسن صورة ؟
أ ـ الابتسامة : كم يشرق الوجه حين تعلوه البسمة ، وكم يشعر المرء بالسرور
حين تقابله زوجته بابتسامة رقيقة تزيل عنه همَّ الطريق وعناء المسير ، قال
النبي صلى الله عليه وسلم : { وتبسمك في وجه أخيك صدقة } .
ب ـ العطر : حين يدخل الرجل بيته فيرى زوجته في أحسن هيئة مبتسمة يسبقها
عطر جميل ورائحة زكية ، حينذاك ترتاح نفسه ويهدأ باله ويحمد الله على نعمه
، وقد كان عليه الصلاة والسلام يحب الطيب ، ويضع أحسن الروائح ، وقد أوصى
بالعطر ، فالرائحة الزكية لها أثر السحر على النفس الإنسانية .
ج ـ إكرام الشعر : وإكرامه تصفيفه ، وتسريح الرأس سنة حسنة ، ومأمور بها الرجال قبل النساء فكيف بالزوجة ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم : { إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرقن أهله ليلاً }
وفي رواية : { نهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً كي تمشط الشعثه وتستحد
المعينة } .
د ـ نظافة الثوب : ألا تقابل زوجها
بثياب المطبخ أو بثياب كانت تلبسها أثناء تنظيف البيت ، فلذلك أبلغ الأثر
عند الزوج ، ولبس اللون الذي يحبه الزوج من الثياب يحبب فيك زوجك ويقربك
من قلبه .
هـ ـ نظافة الأسنان : الفم مكان تنمو فيه البكتريا بسرعة ، إن لم تتم
العناية به وتنظيفه من بقايا الطعام ، وقد اوصى الإسلام باستعمال السواك ،
وكان يستعمله صلى الله عليه وسلم ويوصي بها أصحابه وزوجاته رضوان الله
عليهم جميعاً .
حاولي أيتها الزوجة أن تحافظي على السواك ، ولا بأس باستعمال فرشاة
الأسنان والمعجون ، حتى يطهر الفم وتزكوا رائحته وتصبح الأسنان لامعة
ناصعة ، فكم تعطي جمالاً للوجه
4 ـ أحبي ما يحبه :
إن حبك لما يحب زوجك من
أنواع الطعام والشراب وغيرها له أكبر الأثر في التقارب الوجداني بينكما
وله أكبر الأثر في زيادة حب زوجك لكِ .
تعلمي كيف تتوددي إليه
وتجامليه وتمدحينه ، فالرجال يحبون المديح والثناء كما يحبه النساء ،
فقولي له مثلاً : إنني فخورة بك ، أنت عندي أغلى إنسان في الدنيا ، وأحب
إنسان إلى قلبي ، أنت زوجي الغالي .... الخ . ولا أقصد من قولي أن تجامليه
أنك غير مقتنعة بتلك الكلمات التي ذكرتها ، وإنما يجب أن يكون لك زوجك كما
تقولين ، ولكن الكلام نفسه يأخذ شيئاً من المبالغة ، فلا بأس من ذلك
عندما يريد الإنسان أن
يخلد إلى النوم يكون قد بلغ منه التعب مبلغه ، وتقل قدرته على التركيز ،
وتضيق أخلاقه ، فإياك أن تختلقي مواضيع للمناقشة في هذا الوقت ـ وتلحين
عليه أن يسمع لك ويدلي يرأيه ، كذلك وقت الجوع ، فيكون كل همه أن يأكل
ويسد جوعته ، ويذكر علماء النفس أن الإنسان حال جوعه يفسر ما يراه على أنه
يشبه كذا من انواع الطعام ، وكذلك ما يشمه من روائح ، فالجائع تنطلق
مشاعره كلها نحو الطعام ، وصدقت أم امامة بنت الحارث حين قالت : ( فالتفقد
لوقت منامه وطعامه ، فإن تواتر الجوع ملهبة ، وتنغيص النوم مغضبة ) .
7 ـ لا تعكِّري أوقات الصفا :
يقول الأستاذ / محمد حسين في كتابه ( العشرة مع الرجل ) : ( والعتاب في أوقات الصفاء من الجفاء ، فقد تعمد الزوجة إلى عتاب زوجها
عند قدومه من خارج البيت لتأخره أو لعدم احضار المطلوب ... الخ ، وهذا من
تعكير الصفو ، وسوء الفهم ، لقد أوصدت هذه الزوجة بسلوكها أبواب القبول
والرضا عند الزواج ) .... ( كما تظن زوجة حريصة أن اوقات الصفاء مع الزوج
هي المناسبة لمعاتبته على أمورٍ أخَّرتها بحرص حتى ذلك الوقت المناسب ،
وهذا خطأٌ شائع تقع فيه الزوجات ، فعليها أن تعلم أن أوقات الصفاء مع
قلتها فرصة للهناء والسرور والبهجة ، وليست فرصة للكدر وتعكير الصفو
وتغيير النفس ) .
أيتها الزوجة المخلصة : إن كثرة العتاب تورث البغض ، ويجب عليك ان تتنازلي
قليلاً وتقبلي لزوجك بعض العثرات ، وتذكري حين قال أحد السلف لأخيه : تعال
يا أخي نتعاتب ، فرد عليه قائلاً : بل قل يا تعال أخي نتغافر ، فليغفر
بعضنا لبعض ولنتسامح ، ولنعش لحظات الحب بكل الحب والسعادة .
8 ـ إياكِ أن تَمُنِّي عليه :
قد تكون الزوجة عاملة ،
وتدخل البيت مقداراً من المال ، وربما يصدر منها بقصد أو بغير قصد ما يدل
على أنها تمُنُّ عليه بهذا ، وهذا فيه من الإساءة للرجل ما فيه ، وقد يكون
معسراً لا يكفي وحده حاجاتها ، بخاصة إذا كانت ترهق نفسها وبيتها
بالكماليات ، ومنُّ المرأة على زوجها
بمساعدتها في المنزل يسيء للزوج ويؤذي مشاعره ، ويحدث شرخاً في العلاقة
الزوجية لا يلتئم ، وجرحاً لا يندمل ، ولتعلم الزوجة أنها ووقتها كله
ملكاً لزوجها ، وله في ذلك المال حق ، ولا يجوز أن تمُن عليه بذلك ، وقد
كانت السيدة خديجة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت تضع
مالها كله تحت يده عليه الصلاة والسلام ، فكان مما قاله في حقها : {
وواستني بمالها إذ حرمني الناس }
بعض الزوجات تعمد دائماً
أن تقول : لقد كنت ألبس في بيت أبي كذا ، وآكل كذا ، وكنا نفعل كذا ، ...
وهي تقصد بذلك أنها بعد زواجها منه تغير حالها إلى الأسوأ ، وهذا فيه نوع
من عدم الرضا بالواقع الذي تعيشه ، وهذا أخطر شيء على استقرار الحياة
الزوجية .
أقول لها : أين أنت أيتها الأخت الفاضلة من نساء السلف الصالح حين كانت توصي الواحدة منهن زوجها
عند خروجه من بيته طالباً رزق ربه ، فتقول له : يا فلان ، اتق الله فينا
ولا تطعمنا إلا حلالاً ، فإنا نصبر على الجوع في الدنيا ولا نصبر على
النار يوم القيامة . ولتعلمي أيتها الزوجة المسلمة
أنكِ بعدم رضاك عن عيشتك وكلامك ذاك ، قد تدفعين زوجك لأن يسلك غير سبيل
المؤمنين فيقبل الحرام فيخسر الدنيا والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين ،
واعلمي أن الأيام دولٌ بين الناس ، من سرَّه يومٌ ساءته أيام ، وأن
السعادة في النفس وفي الرضا والقناعة .
قال صلى الله عليه وسلم
: ( ما عال من اقتصد ) . ومعناه ما افتقر من اقتصد في عيشه وحياته ، ولم
يسرف فالله لا يحب المسرفين ، والإسلام لا يحض على الفقر وترك زينة الحياة
الدنيا ، قال تعالى : { قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من
الرزق } .
ولكنه في الوقت ذاته لا يريد منهم أناساً متخمين ممتلئة بطونهم بكل ما لذ
وطاب ويركنون إلى الدنيا ولذَّاتها ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم
: { أكثر الناس شبعاً أطولهم جوعاً في يوم القيامة } .
إن الرجال الذين يتمتعون في التشبع والإمتلاء ، ويبتكرون في وسائل الطهي
وفنون التلذذ ، لا يصلحون لأعمالٍ جليلة ، ولا ترشحهم هممهم القاعدة
لجهادٍ أو تضحية .
وقد ابتلينا بأناسٍ كل همهم الطعام والشراب واللباس والزينة ، فهم يفتخرون
بأنهم يأكلون ألواناً من الطعام لا يعرفها كثيرون غيرهم ، ويتكلمون
باستعلاءٍ على الخلق ، وبعض النساء يكلفن أزواجهن بشراء العديد من
الكماليات ، ويرهقن البيت المسلم بتحميله فوق طاقته ، قال عليه الصلاة
والسلام : { السَّمت الحسن ، والتؤدة ، والإقتصاد جزء من أربع وعشرين
جزءاً من النبوة }
5 ـ لابد من المجاملة :
6 ـ احذري وقت النوم ووقت الجوع :
9 ـ لا تذكري دائماً حالك في بيت أبيك قبل الزواج ممتنة على زوجك :
10 ـ عليكِ بالقصد ولا تسرفي :
قال صلى الله عليه وسلم : { من كان
يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه } . إكرام الضيف والسرور بلقاءه
والترحيب به كل ذلك من الإيمان ، وأن يقدم المرء للضيف أحسن ما عنده من
غير تكلفٍ ولا إسراف ، قال تعالى : { ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى
قالوا سلاماً قال سلام ٌ فم لبث أن جاء بعجلٍ حنيذ } .
وانظري أيتها الأخت الفاضلة إلى قوله تعالى : { فما لبث } فهو الأسرع بإكرام الضيف وعدم التباطؤ حتى لا يقلق ذلك الضيف .
حقاً ما أجمل وأروع ذاك الكرم ،
أين نسوة الدنيا يأتين فيشهدن أم سليم ، وهي تطفيء السراج ، وتبيت طاوية
وتعلل الصبيان ليناموا ، ثم تعطي الضيف طعامها وطعام زوجها وأبناءها إكراماً لهذا الضيف ، بينما تقيم المرأة الدنيا وتقعدها على زوجها إن أحضر الضيف دون سابق إخبارٍ أو إنذار وتُحيل البيت جحيماً .
أفلا ترضين برضى زوجك ثم برضى ربك ، وذلك بإكرامك لضيوف زوجك وإحسانك إليهم ؟
12 ـ لا تكثري جداله :
هناك نوع من الزوجات لا
تطيع الزوج في أمر إلا بعد أن يتنفس الصعداء من جراء جدالها معه ومناقشتها
إياه ، والحياة بهذه الطريقة لا تستقيم ، فالجدال يعمل على اختلاف القلوب
، وكثرته تؤدي إلى النُّفرة ، قال صلى الله عليه وسلم : { لا تختلفوا
فتختلف قلوبكم } . ومع كثرة الاختلاف تختلف القلوب ولا يعرف الحب طريقه
إليه ، ولا يكون عناك معنى للطاعة إذا كانت الزوجة لا تطيع زوجها
في أي أمر إلا بعد نقاشٍ أو جدال . قيل : يا رسول الله ، أي النساء خير ؟
قال : { التي تسره إذا نظر ، وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها ، ولا
في ماله بما يكره } .
13 ـ احذري أن تسأليه الطلاق لخلاف شجر بينكما :
الرجال فيهم صفة العناد ربما أكثر من بعض النساء ، وقد تظن الزوجة في لحظة غضب وطيش أنها حين تسأل زوجها
الطلاق ، فسوف يخاف ولن يفعل !!. إنها بذلك تتحداه لأنها تعلم أنه سوف
يفكر ألف مرة قبل أن يفعل هذا الأمر ، لكن الذي لا تعلمه أنه ربما يأخذه
العناد ويطلقها بالفعل ، ويكون هذا القاصمة للعلاقة الزوجية ، وقد يراجعها
الزوج بعد هدوء الأعصاب ، لكن هل ستصبح العلاقة بينهما كما كانت من قبل
؟!! لذلك كان تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من عاقبة ذلك الأمر ، في
الحديث الصحيح : { أيما امرأة طلبت من زوجها الطلاق من غير بأس ، فحرام عليها رائحة الجنة }
ـ14- احفظي سره تأمني شره :
قال عليه الصلاة والسلام :
{ إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة ، الرجل يفضي إلى امرأته
وتفضي إليه ، ثم ينشر أحدهما سر صاحبه } .
سر الزوج أمانة عند زوجته ،
وإفشاء السر فيه ضياع للأمانة ، وهو عند الله عظيم ، قال تعالى : { يا
أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون }
.
ولكل أسرة أسلوبها في الحياة ،
ولكل زوج طريقته في التعامل والعيش مع زوجته وأولاده ، فينبغي أن تصان تلك
الأسرار ولا يطلع عليها أحد حتى لايؤذَى البيت من قِبل الناس ، فهذا أمن
وأمان للأسرة ، وكذلك ينبغي حفظ أسرار من اطلعت الزوجة عليهم من جيرانها
وعرفت شيئاً عنهم .
15 ـ أعيني زوجك على بر والديه :
يحدث كثيراً أن تغضب الزوجة لكلام أم زوجها
، وربما يحدث هذا لشدة حساسيتها تجاهها ، وربما تطور الأمر إلى حدوث
مشكلات بينهما ، ويقع الزوج في موقف لا يحسد عليه ، فهذه أمه وهذه زوجته ،
وقد تكون أوجه الخلاف سطحية وتافهة ولا تستدعي ما يحدث .
وقد تكون طلبات أم الزوج في كبر
سنها كثيرة ولديها حساسية شديدة من معاملة الزوجة ( زوجة الابن ) فعلى
الزوجة أن تحلم معها وتعتبرها مثل والدتها فتحترمها وتقدرها وتصبر عليها ،
ولتعلم أن كل ذلك مدخر أمام الله عزوجل ، وأنها بذلك تحسن الطاعة لزوجها
بإحسانها لأمه ، وحسن معاملة الزوجة لأم زوجها
16 ـ لا تنظري إلى غيرك في أمور الدنيا :
بعض النساء همها الأكبر أن
تقتني كل ماهو جديد ، وتنظر لغيرها في تلك الأمور المادية ، فهذه صديقتي
قد اشترت هذا الشيء وأنا أريد أن أشتريه ، فليست هي أفضل مني في شيء ،
ولست أقل منها .
اعلمي أيتها الأخت الفاضلة
أن التسابق يجب أن يكون في أمور الآخرة ، وليس في أمور الدنيا ، قال الله
تعالى : { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت
للمتقين }
بينما في امور الدنيا يسير المرء
على قدر حاجته ، ولا ينظر إلى من سبقه فيها ، قال صلى الله عليه وسلم : {
انظروا إلى من هو أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فهو أجدر أن
لا تزدروا نعمة الله عليكم } .
ولا يقصد من ذلك أن لا يسعى المرء
إلى وضع أفضل مما هو فيه إن كان معسراً ، وإنما لا يكن همه الدنيا والنظر
إلى غيره ، والأجدر أن ينظر إلى من هو أصلح منه ، فيبتغي الصلاح والمسارعة
لإرضاء الله عزوجل حتى يفوز بنعيمي الدنيا والآخرة ،وأن يطلب العبد الدنيا
للآخرة ، فإذا رزقه الله تصدق وعمل بحق الله فيه ، قال صلى الله عليه وسلم
: { ويل للنساء من الأحمرين : الذهب والفضة }
والمعنى أن الواجب على المرء أن
يكون الشاغل إصلاح نفسه وتربيتها على الفضائل ثم يأتي إصلاح حاله الدنيوي
في الطريق ، لا أن يكون شغله الشاغل ما يأكل وما يلبس وما يسكن مهملاً
حقيقته ونفسه وروحه
17 ـ شكر الزوج يزيد المودة والحب
كلمة الشكر والثناء محببة
للنفس ، مزيلة للهم ، مفرجة للكرب ، وكم يشعر الزوج بالسعادة لشكر زوجته
إياه ، وربما تقول الزوجة : وهل أشكر الزوج على واجبه نحوي ؟
فأقول لها : نعم ، وما المانع أن
تشكري زوجك على واجبه نحوك !! أليس لو قصَّر في واجبه يكون مُلاماً ؟! إذن
فإن أدى واجبه فهو مشكور ، ثم إن الشكر يزيد المودة والنعمة والحب ، وهو
واجب في حق الزوجة لزوجها ، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله كما جاء في
الحديث الصحيح .
والشكر لا يكون باللسان فقط ، بل
بالفعل والعمل ، والإخلاص للزوج ، ومن شكر الزوج ألا تعيب زوجته شيئاً فيه
، في أخلاقه مثلاً أو صفاته ، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى
الرجل بألا يقبح زوجته ، فمن بابٍ أولى أن المرأة لا يجوز لها أن تعيب
شيئا في زوجها
، ففضله عليها كبير ، وحقه عليها عظيم ، قال صلى الله عليه وسلم : { حق
الزوج على زوجنه أن لو كانت به قرحة فلحستها ما أدت حقه } .
كذلك على الزوجة ألا تعيب شيئاً اشتراه زوجها فإن ذلك يحزنه ، بل يمكن أن تخبره بما تحب بتجمل في الأسلوب من غير أن تسبب له إحراجا .
18 ـ تعلمي فن التعامل مع الواقع :
إذا كانت السياسة هي ( فن
الممكن لا فن المستحيل ) فلتكن هذه سياسة الزوجة في بيتها ، ولتحاول
الزوجة أن تتعامل مع متغيرات المنزل ومع ظروف الزوج ، الظروف المادية
والنفسية ، واعلمي أن الحياة كفاح ، فالنعمة لا تدوم لأحد ، والأيام تتقلب
تقلب المِرجل إذا استجمع غليانه .
فإذا تقلبت بك الأيام فأبشري ولا
تجزعي ، وكوني عوناً لزوجك على نوائب الدهر ، ولا تكوني عوناً لها عليه ،
ولا تطلبي من زوجك دائماً إمدادك بوسائل الرفاهية أو الراحة ، وانظري إلى
من سبقك من جيل الأمهات القدامى كيف كنَّ في قوة ، وكانت الواحدة منهن
تقوى على ما تقوى عليه عشرة من نساء اليوم اللائي تعوَّدن الركون إلى
الراحة ، فخارت عزائمهم من بعد ما خارت قواهم ، واذكري أن النبي صلى الله
عليه وسلم حين طلبت منه ابنته فاطمة وزوجها علياً رضي الله عنهما ، أن
يمدهما بخادم ، وكانت يد فاطمة رضي الله عنها قد تورَّمت من قسوة الشغل
بها في البيت ، فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أمرها بالذكر
، ولم يمدهما بخادم .
19 ـ اعلمي أن الصبر ضياء :
تتعرض الحياة الأسرية
لنكبات ، وهذه سنة الحياة ، قال تعالى : { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع
ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين } .
وقال صلى الله عليه وسلم : { الصبر ضياء } .
ولتعلم الزوجة أن الصبر بالتصبر ،
وأنها حين يراها الزوج صابرة صامدة ، تقوى عزيمته ، ويقوى على مواجهة
الحياة ، ويزداد حبه وإعزازه لها ، قال صلى الله عليه وسلم : { من يتصبر
يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاءاً خيراً وأوسع من الصبر } .
والمرأة لما جبلها الله عليه من
عاطفة جياشة فهي أسرع للجزع من الرجل ، وقد جاء أن النبي صلى الله عليه
وسلم دخل على امرأة مريضة فوجدها تلعن الداء ، فكره منها هذا وقال : {
إنها ـ يعني الحُمة ـ تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد } .
وبعض الزوجات يكثرن الشكوى عند كل
مُلِمة ، وبعضهن يتمارضن كثيراً وتشتكي بين لحظة وأخرى من أي شيء بسيط ،
وهذه الشكوى أيتها الزوجة تقلق الزوج ، أفلا تكوني صبورة ؟! ألا تستطيعين
تحمل ما يُلِم بك بصبر جميل من غير أن تكثري الشكوى للزوج ؟!
فما أجمل الصبر عند الزوجات .
20 ـ أعيني زوجك على طاعة الله :
نعمة الحياة الزوجية حين تعين الزوجة زوجها على طاعة الله عزوجل ، وتذكره بالآخرة وبالجنة والنار وبالنية الحسنة عند كل عمل ، وبالإخلاص لله ومراقبته في كل حال .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : {
رحم الله رجلاً قام من الليل ، فصلى وأيقظ أهله ، فإن أبت نضح في وجهها
الماء ، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء } .
تلك كلمات نابعة من القلب
لتلك الزوجة الصالحة والتي أسأل الله أن يزيدها نفعاً وبركة بعد قراءتها
لهذا الموضوع وتطبيقه في واقعها وحياتها الزوجية ، فليس أجمل من أن تستضيء
المرأة بنور الكتاب والسنة ، ولله الحمد أولاً وآخرا
سوف يعود علها بالحب من قبلها ومن قبل الزوج ، كيف لا ؟ وبر الوالدين من
أجلِّ القربات عند الله عزوجل ، وهذه الزوجة الفاضلة في كل يوم لا تفتأ
تعينه على هذا البر فيصبح بذلك الحب لها أعظم والقرب منها أكثر .
م ن ق و ل