(إن الحكومة التي تهمل دراسة الذرة إنما تهمل الدفاع عن وطنها).
(القيود القومية والفواصل الجنسية ما هي إلا حبال الشيطان يبث بها العداوة والبغضاء بين القلوب المتآلفة).
(إن مبدأ تكافؤ الفرص هو المقياس الدقيق الذي يرتضيه ضميري).
من خلال هذه العبارات نستطيع أن نغوص فى شخصية هذا الراحل العظيم وأن نسبر أغوارها، ولكن من نحن حتى نفعل ذلك ؟؟
إننا مهما اقتربنا فلن نكون إلا كالصياد الواقف على شاطىء المحيط وبيده شبكة صغيرة يصطاد بها بعض السمك، لأن الإنسان العظيم كالمحيط الواسع فى أى ناحية تنظر اليه تراه يعانق السماء، لآنك فى كل ناحية ترسل نظرك فيها تجد جمالاً أو فضلاً وتقتنع فوراً بأن العين لم تحط بعد بكل الجمال الذى احتواه..
فأى عظيم كان ؟؟
وإننا إذ نقدم لشبابنا اليوم هذه الشخصية العظيمة فإننا ندلهم على المثل العليا والقدوات النبيلة ليقتدوا بهم ويترسموا خطاهم، ليحدثوا نهضة لبلادهم ورفعة وعزة وكرامة..
فهيا معا نقترب رويدا رويدا من هذه الشخصية العملاقة، علنا نوفيها بعض حقها فى تعريف شبابنا بها، ولعلنا نغير مفهموم القدوة والمثل عند شباب اليوم الذى غرهم ستار أكاديمى وسوبر ستار وغيرها من البرامج التافهة التى لا تسمن ولا تغنى من جوع إلا من رحم ربي، فإلى هؤلاء جميعا نقدم هذه الشخصية:
الدكتور (( علي مصطفى مشرفة ))
بداية مشرقة :
- ولد الدكتور علي مصطفى مشرفة في دمياط في 22 صفر 1316 الموافق 11 يوليه 1898،
وغرس فيه والده منذ نعومة أظفاره الدين والخلق الكريم، وحبب إليه العلم والاطلاع في شتى المجالات المختلفة.
- حفظ القرآن الكريم فى طفولته، كما كان يحفظ الصحيح من الأحاديث النبوية.. كان محافظاً على صلاته مقيماً لشعائر دينه كما علمه والده، وقد ظلت هذه المرجعية الدينية ملازمة له طوال حياته.. يوصي إخوته وجميع من حوله بالمحافظة على الصلاة وشعائر الدين كلما سنحت له الفرصة.. وقد بدا ذلك جلياً في خطاباته التي كان يبعثها إلى إخوته وأصدقائه أثناء سفره للخارج.. والتي طالما ختمها بمقولة:
(اعمل وإخوانك للإسلام.. لله).
وقد عاش ملازماً له في جيبه مصحف صغير رافقه في السفر والحضر..
- ظهرت علامات النبوغ والتفوق والصبر والتحمل والتصميم على محياه مبكرا جدا
فقد توفى والده قبل امتحان الابتدائية بشهر ومع ذلك دخل الامتحان وحصل على المركز الأول على مستوى القطر المصري.
- انتقل مشرفة وأخواته إلى حي عابدين بالقاهرة , التحق مشرفة بالمدرسة العباسية الثانوية في الاسكندرية، وكان مثال للتفوق فتم تحويله إلى القاهرة بمدرسة السعيدية الثانوية .
نال الإعجاب من الجميع حتى مدرس اللغة العربية لم يكن يناديه إلا ( بالسيد) تقديرا واعجابا.
- توفيت والدته قبل أن يؤدي امتحان البكالوريا بشهرين .
- وحين تم اعلان نتيجة البكالوريا سنة 1914 م كان ( علي مصطفى مشرفة) الثاني على طلبة القطر المصري الذين اجتازوا امتحانها بنجاح .
- في عام 1914 التحق الدكتور علي مشرفة بمدرسة المعلمين العليا، التي اختارها حسب رغبته رغم مجموعه العالي في البكالوريا.
واستمرت المسيرة :
- وفي عام 1917 اختير لبعثة علمية لأول مرة إلى إنجلترا بعد تخرجه.. فقرر علي السفر بعدما اطمأن على إخوته بزواج شقيقته وبالتحاق أشقائه بالمدارس الداخلية..
- التحق علي بكلية نوتنجهام Nottingham ثم بكلية الملك بلندن؛ حيث حصل منها على بكالوريوس علوم مع مرتبة الشرف في عام 1923. ثم حصل على شهادة Ph.D (دكتوراة الفلسفة) من جامعة لندن في أقصر مدة تسمح بها قوانين الجامعة.
وقد رجع إلى مصر بأمر من الوزارة، وعين مدرساً بمدرسة المعلمين العليا.. إلا أنه وفي أول فرصة سنحت له، سافر ثانية إلى إنجلترا، وحصل على درجة دكتوراة العلوم D.Sc فكان بذلك أول مصري يحصل عليها.
في عام 1925 رجع إلى مصر، وعين أستاذاً للرياضة التطبيقية بكلية العلوم بجامعة القاهرة، ثم مُنح درجة أستاذ في عام 1926 رغم اعتراض قانون الجامعة على منح اللقب لمن هو أدنى من الثلاثين.
اعتمد الدكتور علي عميداً للكلية في عام 1936 وانتخب للعمادة أربع مرات متتاليات، كما انتخب في ديسمبر 1945 وكيلاً للجامعة.
أينشتاين العرب:
- بدأت أبحاث الدكتور علي مشرفة تأخذ مكانها في الدوريات العلمية وعمره لم يتجاوز الخامسة و العشرين.
في الجامعة الملكية بلندن King’s College، نشر له أول خمسة أبحاث حول النظرية الكمية التي نال من أجلها درجتي Ph.D ( دكتوراه الفلسفة) و Dsc.(دكتوراة العلوم).
- كذلك.. كان الدكتور مشرفة أول من قام ببحوث علمية حول إيجاد مقياس للفراغ؛ حيث كانت هندسة الفراغ المبنية على نظرية أينشتاين تتعرض فقط لحركة الجسيم المتحرك في مجال الجاذبية.
ولقد أضاف نظريات جديدة في تفسير الإشعاع الصادر من الشمس؛ إلا أن نظرية الدكتور مشرفة في الإشعاع والسرعة عدت من أهم نظرياته وسبباً في شهرته وعالميته؛ حيث أثبت الدكتور مشرفة أن المادة إشعاع في أصلها، ويمكن اعتبارهما صورتين لشيء واحد يتحول إحداهما للآخر.. ولقد مهدت هذه النظرية العالم ليحول المواد الذرية إلى إشعاعات.
- كان الدكتور علي أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة وأحد العلماء الذين حاربوا استخدامها في الحرب.. بل كان أول من أضاف فكرة جديدة وهي أن الأيدروجين يمكن أن تصنع منه مثل هذه القنبلة.. إلا أنه لم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الأيدروجينية ، وهو ما حدث بعد وفاته بسنوات في الولايات المتحدة وروسيا..
- تقدر أبحاث الدكتور علي مشرفة المتميزة في نظريات الكم، الذرة والإشعاع، الميكانيكا والديناميكا بنحو خمسة عشر بحثاً.. وقد بلغت مسودات أبحاثه العلمية قبل وفاته إلى حوالي مائتين.. ولعل الدكتور كان ينوي جمعها ليحصل بها على جائزة نوبل في العلوم الرياضية.
العالم الموسوعي :
- وعلى الرغم من انشغاله بأبحاثه العلمية إلا أنه كان حافظاً للشعر.. ملمّاً بقواعد اللغة العربية.. عضواً بالمجمع المصري للثقافة العلمية باللغة العربية؛ حيث ترجم مباحث كثيرة إلى اللغة العربية.
كان يحرص على حضور المناقشات والمؤتمرات والمناظرات، وله مناظرة شهيرة مع د/ طه حسين حول: أيهما أنفع للمجتمع الآداب أم العلوم.
- نشر للدكتور مشرفة ما يقرب من ثلاثين مقالاً منها: سياحة في فضاء العالمين - العلم والصوفية - اللغة العربية كأداة علمية - اصطدام حضارتين- مقام الإنسان في الكون..
- ولم ينس أن العالم لا بد وأن يتفاعل مع مجتمعه ولا يكون منعزلا عنهم ولا ينظر إليهم من برج عاجي، فقد شارك الدكتور علي في مشاريع مصرية عديدة تشجيعاً للصناعات الوطنية.. كما شارك في إنشاء جماعة الطفولة المشردة.. كان أول من لقن من حوله دروساً في آداب الحديث وإدارة الجلسات.
- وكان الدكتور مشرفة ينظر إلى الأستاذية على أنها لا تقتصر على العلم فقط، وإنما توجب الاتصال بالحياة.. وأن الأستاذ يجب أن يكون ذا أثر فعال في توجيه الرأي العام في الأحداث الكبرى التي تمر بالبلاد، وأن يحافظ على حرية الرأي عند المواطنين.
مصر التي في خاطره:
أول من أكد للحكومة عن وجود ( اليورانيوم) فى صحرائنا المصرية ولكن ليس هذا هو كل ما كان يعني د مشرفة وإنما كان يعد الصحراء المصدر الثاني بعد النيل لثرواتنا القومية فكان يتساءل :
متى نعنى بهذه الثروة المعدنية المبعثرة فى صحارينا ؟
أم سنبقى على حالنا ؟
فيصدق قول الشاعر :
كالعيش في البيداء يقتلها الظما *** والماء فوق ظهورها محمول
- كان لمشرفة في النيل أمل عظيم، وكان يدعو إلى إنشاء معهد علمي تجريبي لدراسة طبيعات النيل على أن يزود هذا المعهد بالمعامل اللازمة لاجراء التجارب العلمية والعملية.
- كان يدعو إلى استغلال مساقط النيل فى استخراج الطاقة الكهربية، وكان يستحث الحكومة على السير قدما فى مشروع كهربة خزان أسوان.
- نادى بتكوين المجمع المصري للثقافة العلمية ليكون على غرار الجمعية البريطانية لتقدم العلوم، وكان د. مشرفة واحداً من مؤسسي هذا المجمع، وشارك بمحاضراته في مؤتمره الأول في مارس 1930م .
- أول من أسس الجمعية المصرية للعلوم الرياضية والطبيعية في السابع من فبراير 1936م واختير عضواً في المجمع العلمي المصري، وقام بتأسيس الأكاديمية المصرية للعلوم .
- اختير الدكتور مشرفة عضواً فى المجمع العلمي المصري من السادس من فبراير 1933 وكان اختياره عضواً فى شعبة الفيزياء والرياضة.
- ظل الدكتور مشرفة طيلة حياته بعيدا عن الأحزاب رغم العروض والرجاءات المتكررة والصداقات المتينة مع زعماء تلك الأحزاب وكان يقول:
(إننى لن أبقى في أي حزب أكثر من يوم واحد وذلك أني لن أسكت عن خطأ وسيكون مصيري الطرد من أول يوم ) وكان الزعماء يعجبون لهذه المصداقية .
- شارك فى تأسيس اتحاد الجامعة وعمل على إرساء تقاليده وتنشيطه وظل عضوا بارزاً فى هذا الاتحاد إلى أن اختير وكيلا للاتحاد ثم تولى الرئاسة فجعل د. مشرفة من الاتحاد برلمانا يضم الصفوة من الأساتذة والطلاب وضرب لهم المثل فى طريقة عرض المشروعات ومناقشتها فكان يعطي مؤيدي الرأي الفرصة للإدلاء بآرائهم ثم يعطي المعارضة حقها ثم يستخلص الأصوات للصالح العام .
- كان ينظم المناظرات فى رحاب الجامعة ويشارك فى هذه المناظرات، وناظر الدكتور طه حسين و أحمد أمين والأستاذ محمد توفيق دياب والأستاذ عباس العقاد.
- تمتعت كلية العلوم في عصره بشهرة عالمية واسعة؛ حيث عني عناية تامة بالبحث العلمي وإمكاناته، فوفر كل الفرص المتاحة للباحثين الشباب لإتمام بحوثهم.. ووصل به الاهتمام إلى مراسلة أعضاء البعثات الخارجية..
- سمح لأول مرة بدخول الطلبة العرب الكلية؛ حيث كان يرى أن:
(القيود القومية والفواصل الجنسية ما هي إلا حبال الشيطان يبث بها العداوة والبغضاء بين القلوب المتآلفة).
&g;nbsp;
- أنشأ قسماً للغة الإنجليزية والترجمة بالكلية.. كما حول الدراسة في الرياضة البحتية باللغة العربية.. صنف قاموساً لمفردات الكلمات العلمية من الإنجليزية إلى العربية.
- أرسى قواعد جامعية راقية.. حافظ فيها على استقلالها وأعطى للدرس حصانته وألغى الاستثناءات بكل صورها، وكان يقول: إن مبدأ تكافؤ الفرص هو المقياس الدقيق الذي يرتضيه ضميري.
العلم للحياة :
(خير للكلية أن تخرج عالماً واحداً كاملاً.. من أن تخرج كثيرين أنصاف علماء..)
هكذا كان يؤمن الدكتور مشرفة، وكان كفاحه المتواصل من أجل خلق روح علمية خيرة..
- يقول في سلسلة محاضراته الإذاعية (أحاديث العلماء):
(هذه العقلية العلمية تعوزنا اليوم في معالجة كثير من أمورنا، وإنما تكمن الصعوبة في اكتسابها والدرج عليها.. فالعقلية العلمية تتميز بشيئين أساسيين: الخبرة المباشرة، والتفكير المنطقي الصحيح).
ولقد نادى بأفكاره هذه في كثير من مقالاته ومحاضراته في الإذاعة: مثل: كيف يحل العالم مشكلة الفقر؟ – العلم والأخلاق – العلم والمال – العلم والاقتصاد - العلم والاجتماع.. وغيرها.
- كان ينادي دائماً أن على العلماء تبسيط كل جديد للمواطن العادي حتى يكون على إحاطة كاملة بما يحدث من تطور علمي.. يوجه كلامه إلى العلماء قائلاً:
(ومن الأمور التي تؤخذ على العلماء أنهم لا يحسنون صناعة الكلام؛ ذلك أنهم يتوخون عادة الدقة في التعبير ويفضلون أن يبتعدوا عن طرائق البديع والبيان، إلا أن العلوم إذا فهمت على حقيقتها ليست في حاجة إلى ثوب من زخرف القول ليكسبها رونقاً؛ فالعلوم لها سحرها، وقصة العلم قصة رائعة تأخذ بمجامع القلوب؛ لأنها قصة واقعية حوادثها ليست من نسج الخيال).
فبسط الدكتور مشرفة كتباً عديدة منها: النظرية النسبية - الذرة والقنابل - نحن والعلم - العلم والحياة.
واهتم خاصة بمجال الذرة والإشعاع وكان يقول: (إن الحكومة التي تهمل دراسة الذرة إنما تهمل الدفاع عن وطنها).
- ثقافتنا في نظر الدكتور مشرفة هي الثقافة الأصلية التي لا بد أن نقف عندها طويلاً. ويرى أنه لا يزدهر حاضر أمة تهمل دراسة ماضيها، وأنه لا بد من الوقوف عند نوابغ الإسلام والعرب، ونكون أدرى الناس بها.. فساهم بذلك في إحياء الكتب القديمة وإظهارها للقارئ العربي مثل: كتاب الخوارزمي في الجبر والفارابي في الطب والحسن ابن الهيثم في الرياضة.. وغيرها.
-وآمن الدكتور مشرفة بأن العلم في خدمة الإنسان دائماً وأن خير وسيلة لاتقاء العدو أن تكون قادراً على رده بمثله.. فالمقدرة العلمية والفنية قد صارتا كل شيء.. ولو أن الألمان توصلوا إلى صنع القنبلة الذرية قبل الحلفاء لتغيرت نتيجة الحرب.. وهو تنوير علمي للأمة يعتمد عليه المواطن المدني والحربي معاً.
وفاته الغامضة :
توفي الدكتور علي مصطفى مشرفة عن عمر يناهز 52 عاماً.. يوم الاثنين السابع والعشرين من ربيع الأول الموافق 15 يناير 1950 ...
وباتت ظروف وفاة د. مشرفة المفاجئة غامضة للغاية وكانت كل الظروف المحيطة به تشير إلى أنه مات مقتولا إما على يد مندوب عن الملك فاروق أو على يد الصهيونية العالمية ولكل منهما سببه، قد يكون للنظام الملكي المصري في ذلك الوقت دور في قتله خاصة إذا علمنا أن د.مشرفة قام بتشكيل جماعة تحت اسم «شباب مصر» كانت تضم عدداً كبيراً من المثقفين والعلماء والطلاب وكانت تهدف لإقصاء نظام فاروق الملكي وإعلان مصر جمهورية عربية مستقلة، وذاع أمر هذه الجماعة السرية ووصلت أخبارها إلى القصر الملكي، مما يعطي للقصر مبرراً للتخلص من د.مصطفى ، أما الصهيونية العالمية فيكفي أن نقول أن نظرتهم للطالبة النابغة د. سميرة موسى لن تختلف عن نظرتهم لأستاذها الأكثر نبوغاً د.مصطفى مشرفة، ولعبت الصهيونية لعبتها القذرة وهي التصفية الجسدية وكانت نظرة واحدة تعني التخلص منهما ومن أمثالهما.
قال عنه آينشتاين تعليقا على وفاته:
(إنه لخسارة للعالم أجمع)...
لقد قال الأستاذ الدكتور أديب عبدا لله : (لقد كان لظهور مواهب مشرفة فى المجال العلمي أثر فى كفاحنا القومي ضد النفوذ الأجنبي، فقد عجل ظهور مواهبه بتحرير الإرادة المصرية في مجال العلوم من السيطرة الأجنبية، وكان الساسة فى كل بلد يتعلمون من مشرفة كيف يتم تحقيق الانتصار الضخم فى كل مجال من مجالات الحياة) .
وقدمت الإذاعة فى أمريكا د. مشرفة على أنه واحد من سبعة علماء فى العالم يعرفون أسرار الذرة .
وقد أطلق اسم د. مشرفة على شارع فى القاهرة وهو الشارع الذى كانت فيه الفيلا التي سكنها مشرفة حتى وفاته , وأطلق اسمه على شارع في الاسكندرية وعلى شارع فى دمياط كما أطلق اسمه على المدرج الأول فى كلية العلوم وعلى معمل قسم الرياضة بالكلية وعلى مدرسة إعدادية بمدينة دمياط .
وقبل أن نودع هذه الشخصية العظيمة نهمس فى أذن شبابنا الكرام أملنا المرجو وغدنا المشرق ومستقبلنا المنير:
هذه هى القدوات
هذه هى المثل العليا
لا التافهين والتافهات
فاستعينوا بالله
وصيغوا لأمتكم مجدها
واصنعوا حياتها
بالإيمان
بالعلم
بالعمل
(القيود القومية والفواصل الجنسية ما هي إلا حبال الشيطان يبث بها العداوة والبغضاء بين القلوب المتآلفة).
(إن مبدأ تكافؤ الفرص هو المقياس الدقيق الذي يرتضيه ضميري).
من خلال هذه العبارات نستطيع أن نغوص فى شخصية هذا الراحل العظيم وأن نسبر أغوارها، ولكن من نحن حتى نفعل ذلك ؟؟
إننا مهما اقتربنا فلن نكون إلا كالصياد الواقف على شاطىء المحيط وبيده شبكة صغيرة يصطاد بها بعض السمك، لأن الإنسان العظيم كالمحيط الواسع فى أى ناحية تنظر اليه تراه يعانق السماء، لآنك فى كل ناحية ترسل نظرك فيها تجد جمالاً أو فضلاً وتقتنع فوراً بأن العين لم تحط بعد بكل الجمال الذى احتواه..
فأى عظيم كان ؟؟
وإننا إذ نقدم لشبابنا اليوم هذه الشخصية العظيمة فإننا ندلهم على المثل العليا والقدوات النبيلة ليقتدوا بهم ويترسموا خطاهم، ليحدثوا نهضة لبلادهم ورفعة وعزة وكرامة..
فهيا معا نقترب رويدا رويدا من هذه الشخصية العملاقة، علنا نوفيها بعض حقها فى تعريف شبابنا بها، ولعلنا نغير مفهموم القدوة والمثل عند شباب اليوم الذى غرهم ستار أكاديمى وسوبر ستار وغيرها من البرامج التافهة التى لا تسمن ولا تغنى من جوع إلا من رحم ربي، فإلى هؤلاء جميعا نقدم هذه الشخصية:
الدكتور (( علي مصطفى مشرفة ))
بداية مشرقة :
- ولد الدكتور علي مصطفى مشرفة في دمياط في 22 صفر 1316 الموافق 11 يوليه 1898،
وغرس فيه والده منذ نعومة أظفاره الدين والخلق الكريم، وحبب إليه العلم والاطلاع في شتى المجالات المختلفة.
- حفظ القرآن الكريم فى طفولته، كما كان يحفظ الصحيح من الأحاديث النبوية.. كان محافظاً على صلاته مقيماً لشعائر دينه كما علمه والده، وقد ظلت هذه المرجعية الدينية ملازمة له طوال حياته.. يوصي إخوته وجميع من حوله بالمحافظة على الصلاة وشعائر الدين كلما سنحت له الفرصة.. وقد بدا ذلك جلياً في خطاباته التي كان يبعثها إلى إخوته وأصدقائه أثناء سفره للخارج.. والتي طالما ختمها بمقولة:
(اعمل وإخوانك للإسلام.. لله).
وقد عاش ملازماً له في جيبه مصحف صغير رافقه في السفر والحضر..
- ظهرت علامات النبوغ والتفوق والصبر والتحمل والتصميم على محياه مبكرا جدا
فقد توفى والده قبل امتحان الابتدائية بشهر ومع ذلك دخل الامتحان وحصل على المركز الأول على مستوى القطر المصري.
- انتقل مشرفة وأخواته إلى حي عابدين بالقاهرة , التحق مشرفة بالمدرسة العباسية الثانوية في الاسكندرية، وكان مثال للتفوق فتم تحويله إلى القاهرة بمدرسة السعيدية الثانوية .
نال الإعجاب من الجميع حتى مدرس اللغة العربية لم يكن يناديه إلا ( بالسيد) تقديرا واعجابا.
- توفيت والدته قبل أن يؤدي امتحان البكالوريا بشهرين .
- وحين تم اعلان نتيجة البكالوريا سنة 1914 م كان ( علي مصطفى مشرفة) الثاني على طلبة القطر المصري الذين اجتازوا امتحانها بنجاح .
- في عام 1914 التحق الدكتور علي مشرفة بمدرسة المعلمين العليا، التي اختارها حسب رغبته رغم مجموعه العالي في البكالوريا.
واستمرت المسيرة :
- وفي عام 1917 اختير لبعثة علمية لأول مرة إلى إنجلترا بعد تخرجه.. فقرر علي السفر بعدما اطمأن على إخوته بزواج شقيقته وبالتحاق أشقائه بالمدارس الداخلية..
- التحق علي بكلية نوتنجهام Nottingham ثم بكلية الملك بلندن؛ حيث حصل منها على بكالوريوس علوم مع مرتبة الشرف في عام 1923. ثم حصل على شهادة Ph.D (دكتوراة الفلسفة) من جامعة لندن في أقصر مدة تسمح بها قوانين الجامعة.
وقد رجع إلى مصر بأمر من الوزارة، وعين مدرساً بمدرسة المعلمين العليا.. إلا أنه وفي أول فرصة سنحت له، سافر ثانية إلى إنجلترا، وحصل على درجة دكتوراة العلوم D.Sc فكان بذلك أول مصري يحصل عليها.
في عام 1925 رجع إلى مصر، وعين أستاذاً للرياضة التطبيقية بكلية العلوم بجامعة القاهرة، ثم مُنح درجة أستاذ في عام 1926 رغم اعتراض قانون الجامعة على منح اللقب لمن هو أدنى من الثلاثين.
اعتمد الدكتور علي عميداً للكلية في عام 1936 وانتخب للعمادة أربع مرات متتاليات، كما انتخب في ديسمبر 1945 وكيلاً للجامعة.
أينشتاين العرب:
- بدأت أبحاث الدكتور علي مشرفة تأخذ مكانها في الدوريات العلمية وعمره لم يتجاوز الخامسة و العشرين.
في الجامعة الملكية بلندن King’s College، نشر له أول خمسة أبحاث حول النظرية الكمية التي نال من أجلها درجتي Ph.D ( دكتوراه الفلسفة) و Dsc.(دكتوراة العلوم).
- كذلك.. كان الدكتور مشرفة أول من قام ببحوث علمية حول إيجاد مقياس للفراغ؛ حيث كانت هندسة الفراغ المبنية على نظرية أينشتاين تتعرض فقط لحركة الجسيم المتحرك في مجال الجاذبية.
ولقد أضاف نظريات جديدة في تفسير الإشعاع الصادر من الشمس؛ إلا أن نظرية الدكتور مشرفة في الإشعاع والسرعة عدت من أهم نظرياته وسبباً في شهرته وعالميته؛ حيث أثبت الدكتور مشرفة أن المادة إشعاع في أصلها، ويمكن اعتبارهما صورتين لشيء واحد يتحول إحداهما للآخر.. ولقد مهدت هذه النظرية العالم ليحول المواد الذرية إلى إشعاعات.
- كان الدكتور علي أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة وأحد العلماء الذين حاربوا استخدامها في الحرب.. بل كان أول من أضاف فكرة جديدة وهي أن الأيدروجين يمكن أن تصنع منه مثل هذه القنبلة.. إلا أنه لم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الأيدروجينية ، وهو ما حدث بعد وفاته بسنوات في الولايات المتحدة وروسيا..
- تقدر أبحاث الدكتور علي مشرفة المتميزة في نظريات الكم، الذرة والإشعاع، الميكانيكا والديناميكا بنحو خمسة عشر بحثاً.. وقد بلغت مسودات أبحاثه العلمية قبل وفاته إلى حوالي مائتين.. ولعل الدكتور كان ينوي جمعها ليحصل بها على جائزة نوبل في العلوم الرياضية.
العالم الموسوعي :
- وعلى الرغم من انشغاله بأبحاثه العلمية إلا أنه كان حافظاً للشعر.. ملمّاً بقواعد اللغة العربية.. عضواً بالمجمع المصري للثقافة العلمية باللغة العربية؛ حيث ترجم مباحث كثيرة إلى اللغة العربية.
كان يحرص على حضور المناقشات والمؤتمرات والمناظرات، وله مناظرة شهيرة مع د/ طه حسين حول: أيهما أنفع للمجتمع الآداب أم العلوم.
- نشر للدكتور مشرفة ما يقرب من ثلاثين مقالاً منها: سياحة في فضاء العالمين - العلم والصوفية - اللغة العربية كأداة علمية - اصطدام حضارتين- مقام الإنسان في الكون..
- ولم ينس أن العالم لا بد وأن يتفاعل مع مجتمعه ولا يكون منعزلا عنهم ولا ينظر إليهم من برج عاجي، فقد شارك الدكتور علي في مشاريع مصرية عديدة تشجيعاً للصناعات الوطنية.. كما شارك في إنشاء جماعة الطفولة المشردة.. كان أول من لقن من حوله دروساً في آداب الحديث وإدارة الجلسات.
- وكان الدكتور مشرفة ينظر إلى الأستاذية على أنها لا تقتصر على العلم فقط، وإنما توجب الاتصال بالحياة.. وأن الأستاذ يجب أن يكون ذا أثر فعال في توجيه الرأي العام في الأحداث الكبرى التي تمر بالبلاد، وأن يحافظ على حرية الرأي عند المواطنين.
مصر التي في خاطره:
أول من أكد للحكومة عن وجود ( اليورانيوم) فى صحرائنا المصرية ولكن ليس هذا هو كل ما كان يعني د مشرفة وإنما كان يعد الصحراء المصدر الثاني بعد النيل لثرواتنا القومية فكان يتساءل :
متى نعنى بهذه الثروة المعدنية المبعثرة فى صحارينا ؟
أم سنبقى على حالنا ؟
فيصدق قول الشاعر :
كالعيش في البيداء يقتلها الظما *** والماء فوق ظهورها محمول
- كان لمشرفة في النيل أمل عظيم، وكان يدعو إلى إنشاء معهد علمي تجريبي لدراسة طبيعات النيل على أن يزود هذا المعهد بالمعامل اللازمة لاجراء التجارب العلمية والعملية.
- كان يدعو إلى استغلال مساقط النيل فى استخراج الطاقة الكهربية، وكان يستحث الحكومة على السير قدما فى مشروع كهربة خزان أسوان.
- نادى بتكوين المجمع المصري للثقافة العلمية ليكون على غرار الجمعية البريطانية لتقدم العلوم، وكان د. مشرفة واحداً من مؤسسي هذا المجمع، وشارك بمحاضراته في مؤتمره الأول في مارس 1930م .
- أول من أسس الجمعية المصرية للعلوم الرياضية والطبيعية في السابع من فبراير 1936م واختير عضواً في المجمع العلمي المصري، وقام بتأسيس الأكاديمية المصرية للعلوم .
- اختير الدكتور مشرفة عضواً فى المجمع العلمي المصري من السادس من فبراير 1933 وكان اختياره عضواً فى شعبة الفيزياء والرياضة.
- ظل الدكتور مشرفة طيلة حياته بعيدا عن الأحزاب رغم العروض والرجاءات المتكررة والصداقات المتينة مع زعماء تلك الأحزاب وكان يقول:
(إننى لن أبقى في أي حزب أكثر من يوم واحد وذلك أني لن أسكت عن خطأ وسيكون مصيري الطرد من أول يوم ) وكان الزعماء يعجبون لهذه المصداقية .
- شارك فى تأسيس اتحاد الجامعة وعمل على إرساء تقاليده وتنشيطه وظل عضوا بارزاً فى هذا الاتحاد إلى أن اختير وكيلا للاتحاد ثم تولى الرئاسة فجعل د. مشرفة من الاتحاد برلمانا يضم الصفوة من الأساتذة والطلاب وضرب لهم المثل فى طريقة عرض المشروعات ومناقشتها فكان يعطي مؤيدي الرأي الفرصة للإدلاء بآرائهم ثم يعطي المعارضة حقها ثم يستخلص الأصوات للصالح العام .
- كان ينظم المناظرات فى رحاب الجامعة ويشارك فى هذه المناظرات، وناظر الدكتور طه حسين و أحمد أمين والأستاذ محمد توفيق دياب والأستاذ عباس العقاد.
- تمتعت كلية العلوم في عصره بشهرة عالمية واسعة؛ حيث عني عناية تامة بالبحث العلمي وإمكاناته، فوفر كل الفرص المتاحة للباحثين الشباب لإتمام بحوثهم.. ووصل به الاهتمام إلى مراسلة أعضاء البعثات الخارجية..
- سمح لأول مرة بدخول الطلبة العرب الكلية؛ حيث كان يرى أن:
(القيود القومية والفواصل الجنسية ما هي إلا حبال الشيطان يبث بها العداوة والبغضاء بين القلوب المتآلفة).
&g;nbsp;
- أنشأ قسماً للغة الإنجليزية والترجمة بالكلية.. كما حول الدراسة في الرياضة البحتية باللغة العربية.. صنف قاموساً لمفردات الكلمات العلمية من الإنجليزية إلى العربية.
- أرسى قواعد جامعية راقية.. حافظ فيها على استقلالها وأعطى للدرس حصانته وألغى الاستثناءات بكل صورها، وكان يقول: إن مبدأ تكافؤ الفرص هو المقياس الدقيق الذي يرتضيه ضميري.
العلم للحياة :
(خير للكلية أن تخرج عالماً واحداً كاملاً.. من أن تخرج كثيرين أنصاف علماء..)
هكذا كان يؤمن الدكتور مشرفة، وكان كفاحه المتواصل من أجل خلق روح علمية خيرة..
- يقول في سلسلة محاضراته الإذاعية (أحاديث العلماء):
(هذه العقلية العلمية تعوزنا اليوم في معالجة كثير من أمورنا، وإنما تكمن الصعوبة في اكتسابها والدرج عليها.. فالعقلية العلمية تتميز بشيئين أساسيين: الخبرة المباشرة، والتفكير المنطقي الصحيح).
ولقد نادى بأفكاره هذه في كثير من مقالاته ومحاضراته في الإذاعة: مثل: كيف يحل العالم مشكلة الفقر؟ – العلم والأخلاق – العلم والمال – العلم والاقتصاد - العلم والاجتماع.. وغيرها.
- كان ينادي دائماً أن على العلماء تبسيط كل جديد للمواطن العادي حتى يكون على إحاطة كاملة بما يحدث من تطور علمي.. يوجه كلامه إلى العلماء قائلاً:
(ومن الأمور التي تؤخذ على العلماء أنهم لا يحسنون صناعة الكلام؛ ذلك أنهم يتوخون عادة الدقة في التعبير ويفضلون أن يبتعدوا عن طرائق البديع والبيان، إلا أن العلوم إذا فهمت على حقيقتها ليست في حاجة إلى ثوب من زخرف القول ليكسبها رونقاً؛ فالعلوم لها سحرها، وقصة العلم قصة رائعة تأخذ بمجامع القلوب؛ لأنها قصة واقعية حوادثها ليست من نسج الخيال).
فبسط الدكتور مشرفة كتباً عديدة منها: النظرية النسبية - الذرة والقنابل - نحن والعلم - العلم والحياة.
واهتم خاصة بمجال الذرة والإشعاع وكان يقول: (إن الحكومة التي تهمل دراسة الذرة إنما تهمل الدفاع عن وطنها).
- ثقافتنا في نظر الدكتور مشرفة هي الثقافة الأصلية التي لا بد أن نقف عندها طويلاً. ويرى أنه لا يزدهر حاضر أمة تهمل دراسة ماضيها، وأنه لا بد من الوقوف عند نوابغ الإسلام والعرب، ونكون أدرى الناس بها.. فساهم بذلك في إحياء الكتب القديمة وإظهارها للقارئ العربي مثل: كتاب الخوارزمي في الجبر والفارابي في الطب والحسن ابن الهيثم في الرياضة.. وغيرها.
-وآمن الدكتور مشرفة بأن العلم في خدمة الإنسان دائماً وأن خير وسيلة لاتقاء العدو أن تكون قادراً على رده بمثله.. فالمقدرة العلمية والفنية قد صارتا كل شيء.. ولو أن الألمان توصلوا إلى صنع القنبلة الذرية قبل الحلفاء لتغيرت نتيجة الحرب.. وهو تنوير علمي للأمة يعتمد عليه المواطن المدني والحربي معاً.
وفاته الغامضة :
توفي الدكتور علي مصطفى مشرفة عن عمر يناهز 52 عاماً.. يوم الاثنين السابع والعشرين من ربيع الأول الموافق 15 يناير 1950 ...
وباتت ظروف وفاة د. مشرفة المفاجئة غامضة للغاية وكانت كل الظروف المحيطة به تشير إلى أنه مات مقتولا إما على يد مندوب عن الملك فاروق أو على يد الصهيونية العالمية ولكل منهما سببه، قد يكون للنظام الملكي المصري في ذلك الوقت دور في قتله خاصة إذا علمنا أن د.مشرفة قام بتشكيل جماعة تحت اسم «شباب مصر» كانت تضم عدداً كبيراً من المثقفين والعلماء والطلاب وكانت تهدف لإقصاء نظام فاروق الملكي وإعلان مصر جمهورية عربية مستقلة، وذاع أمر هذه الجماعة السرية ووصلت أخبارها إلى القصر الملكي، مما يعطي للقصر مبرراً للتخلص من د.مصطفى ، أما الصهيونية العالمية فيكفي أن نقول أن نظرتهم للطالبة النابغة د. سميرة موسى لن تختلف عن نظرتهم لأستاذها الأكثر نبوغاً د.مصطفى مشرفة، ولعبت الصهيونية لعبتها القذرة وهي التصفية الجسدية وكانت نظرة واحدة تعني التخلص منهما ومن أمثالهما.
قال عنه آينشتاين تعليقا على وفاته:
(إنه لخسارة للعالم أجمع)...
لقد قال الأستاذ الدكتور أديب عبدا لله : (لقد كان لظهور مواهب مشرفة فى المجال العلمي أثر فى كفاحنا القومي ضد النفوذ الأجنبي، فقد عجل ظهور مواهبه بتحرير الإرادة المصرية في مجال العلوم من السيطرة الأجنبية، وكان الساسة فى كل بلد يتعلمون من مشرفة كيف يتم تحقيق الانتصار الضخم فى كل مجال من مجالات الحياة) .
وقدمت الإذاعة فى أمريكا د. مشرفة على أنه واحد من سبعة علماء فى العالم يعرفون أسرار الذرة .
وقد أطلق اسم د. مشرفة على شارع فى القاهرة وهو الشارع الذى كانت فيه الفيلا التي سكنها مشرفة حتى وفاته , وأطلق اسمه على شارع في الاسكندرية وعلى شارع فى دمياط كما أطلق اسمه على المدرج الأول فى كلية العلوم وعلى معمل قسم الرياضة بالكلية وعلى مدرسة إعدادية بمدينة دمياط .
وقبل أن نودع هذه الشخصية العظيمة نهمس فى أذن شبابنا الكرام أملنا المرجو وغدنا المشرق ومستقبلنا المنير:
هذه هى القدوات
هذه هى المثل العليا
لا التافهين والتافهات
فاستعينوا بالله
وصيغوا لأمتكم مجدها
واصنعوا حياتها
بالإيمان
بالعلم
بالعمل